رسائل الشهيد الأوّل

الشيخ شمس الدين محمد بن مكّي [ الشهيد الأوّل ]

رسائل الشهيد الأوّل

المؤلف:

الشيخ شمس الدين محمد بن مكّي [ الشهيد الأوّل ]


المحقق: مركز الأبحاث والدراسات الإسلاميّة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة بوستان كتاب
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-371-251-6
الصفحات: ٣٧٦

الخزّاز ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول :

لمّا نزلت هذه الآية على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها ) (١) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهمّ زدني ، فأنزل الله تبارك وتعالى ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) (٢).

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهمّ زدني فأنزل الله عزوجل ( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً ) (٣).

فعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ الكثير من الله عزوجل لا يحصى وليس له منتهى (٤).

الحديث الثلاثون

أخبرنا الشيخ الفقيه الزاهد جلال الدين أبو محمّد الحسن بن نما الحلّي ، أنبأنا الشيخ الفقيه القدوة نجيب الدين يحيى بن سعيد ، أنبأنا السيّد محيي الدين أبو حامد محمّد بن عبد الله ابن زهرة الحلبي الحسيني الإسحاقي ، أنبأنا الفقيه الشريف عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن بن عليّ الحسيني البغدادي ، أخبرنا قطب الدين أبو الحسين الراوندي ، أنبأنا المجتبى والمرتضى ابنا الداعي الحسني ، أنبأنا أبو جعفر الدوريستي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن بابويه ، قال : حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، حدّثنا محمّد بن نمير (٥) ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين ابن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : ( فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ) (٦).

قال : التضرّع : رفع اليدين بالدعاء (٧).

وبإسناد عن جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد ، قال : حدّثنا

__________________

(١) النمل (٢٧) : ٨٩ ؛ القصص (٢٨) : ٨٤.

(٢) الأنعام (٦) : ١٦٠.

(٣) البقرة (٢) : ٢٤٥.

(٤) معاني الأخبار : ٣٩٧ / ٥٤ ، باب نوادر المعاني.

(٥) كذا في النسخ ، لكن في المصدر : « نصير ».

(٦) المؤمنون (٢٣) : ٧٦.

(٧) معاني الأخبار : ٣٦٩ / ١ ، باب معنى الرغبة والرهبة و ... ، ولم يذكر فيه كلمة : « بالدعاء ».

٦١

العمركي ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال :

التبتّل : أن تقلّب كفّيك في الدعاء.

والابتهال : أن تبسطهما وتقدّمهما.

والرغبة : أن تستقبل براحتيك السماء وتستقبل بهما وجهك.

والرهبة : أن تلقي كفّيك وترفعهما إلى الوجه.

والتضرّع : أن تحرّك إصبعيك وتشير بهما (١).

قال أبو جعفر بن بابويه في حديث آخر :

إنّ البصبصة أن ترفع سبّابتيك إلى السماء ، وتحرّكهما وتدعو (٢).

الحديث الحادي والثلاثون

وبالإسناد المقدّم إلى ابن بابويه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد المكتّب ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الورّاق ، قال : حدّثني بشر بن سعيد بن قولويه المعدّل بالرافقة (٣) ، قال :

حدّثنا عبد الجبّار بن كثير التميمي ، قال : سمعت محمّد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول :

سألت جعفر بن محمّد عليه‌السلام فقلت : يا بن رسول الله في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها؟

قال : إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني ، وإن شئت فاسأل.

فقلت له : يا بن رسول الله وبأيّ شي‌ء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟

قال : بالتوسّم ، أما سمعت قول الله عزوجل : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) (٤)؟! وقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله عزوجل ».

قال : فقلت له : يا بن رسول الله فأخبرني مسألتي.

قال : أردت أن تسألني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم لم يطق حمله عليّ عليه‌السلام عند حطّ الأصنام عن سطح الكعبة مع قوّته وشدّته ، وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٦٩ ـ ٣٧٠ / ١ ، باب معنى الرغبة والرهبة و ...

(٢) معاني الأخبار : ٣٦٩ ـ ٣٧٠ / ١ ، باب معنى الرغبة والرهبة و ....

(٣) الرافقة : بلد متّصل البناء بالرقّة ، وهما على صفة الفرات ، وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع ، معجم البلدان ٣ : ١٥.

(٤) الحجر (١٥) : ٧٥.

٦٢

والرمي بها وراءه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا ، وقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يركب الناقة والفرس والبغلة والحمار ، وركب البراق ليلة المعراج ، وكلّ من ذلك دون عليّ عليه‌السلام في القوّة والشدّة؟

قال : فقلت له : عن هذا ـ والله ـ أردت أن أسألك يا بن رسول الله فأخبرني؟

فقال : إنّ عليّا عليه‌السلام له برسول الله شرف وبه ارتفع ، وبه وصل إلى إطفائك نار الشرك وإبطال كلّ معبود دون الله عزوجل ، ولو علاه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لحطّ الأصنام لكان بعليّ عليه‌السلام مرتفعا ومشرّفا وواصلا إلى حطّ الأصنام ، ولو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه.

ألا ترى أنّ عليّا عليه‌السلام قال : لمّا علوت ظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شرّفت وارتفعت حتّى لو شئت أن أنال السماء لنلتها؟

أما علمت أنّ المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة ، وانبعاث نوره من أصله ، وقد قال عليّ عليه‌السلام : أنا من أحمد كالضوء من الضوء؟

أما علمت أنّ محمّد وعليّا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله جلّ جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام؟ وأنّ الملائكة لمّا رأت ذلك النور ، رأت له أصلا قد انشعب منه شعاب (١) لامع ، فقالت : إلهنا وسيّدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله عزوجل إليهم هذا نور من نوري ، أصله نبوّة ، وفرعه إمامة : أمّا النبوّة فلمحمّد عبدي ورسولي. وأمّا الإمامة فلعليّ حجّتي ووليّي ، ولو لا هما ما خلقت خلقي.

أما علمت أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رفع يدي عليّ عليه‌السلام بغدير خمّ حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ، فجعله مولى المسلمين وإمامهم؟

وقد احتمل الحسن والحسين عليهما‌السلام يوم حظيرة بني النجّار. فلمّا قال له بعض أصحابه :

ناولني أحدهما يا رسول الله. قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نعم الحاملان ونعم الراكبان ، وأبوهما خير منهما.

وأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يصلّي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته ، فلمّا سلّم قيل له : يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ ابني ارتحلني فكرهت أن أعجّله حتّى ينزل.

وإنّما أراد بذلك رفعهم وتشريفهم ، والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رسول ، نبيّ ، إمام ، وعليّ عليه‌السلام (٢) ليس بنبيّ ولا رسول ، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوّة.

__________________

(١) هكذا في النسخ ، لكن في المصدر « شعاع ».

(٢) في المصدر : « عليّ عليه‌السلام إمام ليس ... ».

٦٣

قال محمّد بن حرب الهلالي : زدني يا بن رسول الله.

فقال عليه‌السلام : إنّك لأهل للزيادة ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حمل عليّا على ظهره يريد بذلك أنّه أبو ولده ، وإمام الأئمّة من صلبه ، كما حوّل رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنّه قد تحوّل الجدب (١) خصبا (٢).

قال : فقلت له : زدني يا بن رسول الله.

فقال عليه‌السلام : احتمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّا ، يريد بذلك أن يعلم قومه أنّه هو الذي يخفّف عن ظهر رسول الله ما عليه من الدّين والعدات والأداء عنه من بعده.

قال : فقلت : يا بن رسول الله زدني.

فقال عليه‌السلام : إنّه قد احتمله وما حمل ؛ لأنّه عليه‌السلام معصوم لا يحمل وزرا ، فتكون أقواله وأفعاله عند جميع الناس حكمة وصوابا.

وقد قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ : يا عليّ إنّ الله تبارك وتعالى حمّلني ذنوب شيعتك ، ثمّ غفرها لي ، وذلك قوله عزوجل : ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ ) (٣).

ولمّا أنزل الله تبارك وتعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) (٤) ، قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

أيّها الناس عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم ، وعليّ نفسي وأخي ، [ أطيعوا ] (٥) عليّا فإنّه مطهّر ، معصوم ، لا يضلّ ولا يشقى. ثمّ تلا هذه الآية : ( قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ ) (٦) الآية.

ثمّ قال الصادق عليه‌السلام لي : أيّها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّا عليه‌السلام عند حطّ الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت : إنّ جعفر بن محمّد لمجنون ، فحسبك من ذلك ما قد سمعت.

فقمت إليه وقبّلت رأسه ، وقلت : الله أعلم حيث يجعل رسالته (٧).

__________________

(١) الجدب : المحل ، نقيض الخصب ، لسان العرب ١ : ٢٥٤ ، « ج د ب ».

(٢) الخصب : نقيض الجدب وهو كثرة العشب ورفاغة العيش ، لسان العرب ١ : ٣٥٥ ، « خ ص ب ».

(٣) الفتح (٤٨) : ٢.

(٤) المائدة (٥) : ١٠٥.

(٥) أضفناه من المصدر.

(٦) النور (٢٤) : ٥٤.

(٧) معاني الأخبار : ٣٥٠ ـ ٣٥٢ / ١ ، باب معنى حمل النبيّ عليهم‌السلام لعليّ عليه‌السلام ؛ علل الشرائع ١ : ٢٠٦ / ١ ، باب العلّة التي من أجلها لم يطق أمير المؤمنين عليه‌السلام ....

٦٤

الحديث الثاني والثلاثون

حدّثنا الشيخ الفقيه العالم زين الدين أبو الحسن عليّ بن أحمد بن طراد المطارآبادي في سادس شهر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالحلّة قال : أخبرنا الشيخ الإمام العالم شيخ الإسلام خاتمة المجتهدين جمال الحقّ والدين أبو منصور الحسن بن المطهّر الحلّي ( قدّس الله روحه ) قال : أخبرنا السيّدان الإمام أبو القاسم عليّ ، والإمام جمال الدين أبو الفضائل أحمد ابنا طاوس قالا : أنبأنا السيّد محيي الدين محمّد بن عبد الله بن زهرة الحسيني الإسحاقي ، حدّثنا الشريف الفقيه عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن العلوي البغدادي ، حدّثنا الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسين الراوندي ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي المحسن الحلّي (١) ، قال : حدّثنا الشيخ الفقيه الإمام سعد الدين أبو القاسم عبد العزيز بن نحرير بن البرّاج الطرابلسي ، قال : حدّثنا السيّد الشريف المرتضى علم الهدى أبو القاسم عليّ بن الحسين الموسوي ، عن الشيخ الإمام المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان. قال : حدّثنا الشيخ أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ، قال : حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة بن أعين ، قال :

قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما يروي الناس أنّ الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة؟ فقال عليه‌السلام : صدقوا.

فقلت : الرجلان يكونان في جماعة؟ قال : نعم ، ويقوم الرجل عن يمين الإمام (٢).

الحديث الثالث والثلاثون

أخبرنا الشيخ الإمام العلّامة زين الدين في تاريخه ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام العلّامة أبو عبد الله محمّد بن الشيخ الفقيه الإمام شيخ الطائفة نجيب الدين أبي أحمد يحيى بن أحمد بن

__________________

(١) في « أ » : « عليّ بن المحسن الحلّي ».

(٢) الكافي ٣ : ٣٧١ / ١ ، باب فضل الصلاة في الجماعة.

٦٥

سعيد الحلّي ، قال : حدّثنا والدي ، قال : حدّثنا السيّد الإمام محيي الدين أبو حامد محمّد بن عبد الله بن زهرة الحسيني ، قال : أخبرنا الشيخ الفقيه سديد الدين أبو الفضل شاذان ابن جبرئيل القمّي ، قال : حدّثنا الشيخ أبو محمّد عبد الله بن عمر الطرابلسي ، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي ، عن الشيخ الفقيه المحقّق أبي الصلاح تقيّ بن نجم الدين الحلبي ، عن السيّد الإمام المرتضى علم الهدى ، عن شيخه أبي عبد الله المفيد ، عن شيخه أبي القاسم جعفر بن قولويه ، عن الشيخ محمّد بن يعقوب ، قال : حدّثنا جماعة من أصحابنا ـ وهم : أبو جعفر محمّد بن يحيى ، وعليّ بن إبراهيم بن هاشم ، وعليّ بن موسى ، وداود بن كورة ، وأحمد بن إدريس ـ عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن محمّد بن يوسف ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام يقول :

إنّ الجهني أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكّة ، فقال : يا رسول الله إنّي أكون في البادية ومعي أهلي وولدي وغلمتي ، فأؤذّن وأقيم وأصلّي بهم ، أفجماعة نحن؟ فقال : نعم.

فقال : يا رسول الله إنّ غلمتي يتبعون قطر السحاب وأبقى أنا وأهلي وولدي ، فأؤذّن وأقيم وأصلّي بهم ، أفجماعة نحن؟ فقال : نعم.

فقال : يا رسول الله فإن ولدي يتفرّقون في الماشية ، فأبقى أنا وأهلي ، فأؤذّن وأقيم وأصلّي بهم ، أفجماعة نحن؟ فقال : نعم.

فقال : يا رسول الله إنّ المرأة تذهب في مصلحتها وأبقى أنا وحدي ، فأؤذّن وأقيم ، أفجماعة أنا؟ قال : نعم ، المؤمن وحده جماعة (١).

الحديث الرابع والثلاثون

بالإسناد المقدّم إلى ابن يعقوب ، عن الشيخ الثقة الثّبت المعتمد أبي الحسن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمّد بن إسماعيل ، عن أبي محمّد الفضل بن شاذان النيشابوري ، عن

__________________

(١) الكافي ٣ : ٣٧١ / ٢ ، باب فضل الصلاة في الجماعة ؛ التهذيب ٣ : ٢٦٥ / ٧٤٩.

٦٦

حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة قال : كنت جالسا عند أبي جعفر عليه‌السلام ذات يوم إذ جاءه رجل فدخل عليه ، فقال له : جعلت فداك إنّي رجل جار مسجد لقوم فإذا أنا لم أصلّ معهم وقعوا فيّ وقالوا : هو كذا ، وكذا. فقال :

أما إن قلت ذاك لقد قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من سمع النداء فلم يجبه من غير علّة فلا صلاة له ، لا تدع الصلاة خلفهم وخلف كلّ إمام ، فلمّا خرج قلت له : جعلت فداك كبر عليّ قولك لهذا الرجل حين استفتاك. فإن لم يكونوا مؤمنين؟ قال : فضحك أبو جعفر عليه‌السلام ، ثمّ قال : ما أراك بعد إلّا هاهنا ، يا زرارة ، فأيّة علة تريد أعظم من أنّه لا يأتمّ به (١).

الحديث الخامس والثلاثون

أخبرنا به الشيخ زين الدين المذكور ، قال : أخبرني الشيخ الفقيه الأديب تقيّ الدين أبو محمّد الحسن بن عليّ بن داود الحلّي ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام المحقّق نجم الدين جعفر بن الحسن بن سعيد ، والشيخ الفقيه مفيد الدين محمّد بن جهيم ، قالا : حدّثنا السيّد أبو عليّ فخّار ، قال : أخبرنا السيّد النسّابة عبد الحميد بن تقيّ ، عن السيّد أبي الرضا فضل الله بن عليّ الراوندي العلوي الحسيني ، عن ذي الفقار بن معبد العلوي ، عن الشيخ أبي العباس (٢) أحمد بن عليّ بن أحمد بن العباس النجاشي الأسدي ، عن الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، والشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري ، وأبي العباس أحمد بن عليّ بن نوح جميعا ، عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير عن حمّاد ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

من صلّى معهم في الصفّ الأوّل كان كمن صلّى خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣).

__________________

(١) الكافي ٣ : ٣٧٢ / ٥ ، باب فضل الصلاة في الجماعة ؛ التهذيب ٣ : ٢٤ / ٨٤ ، مع زيادة.

(٢) في النسخ : « أبي الحسين » والصحيح ما أثبتناه ، للمزيد راجع خلاصة الأقوال : ٧٢ / ٥٣ ، باب أحمد.

(٣) الكافي ٣ : ٣٨٠ / ٦ ، باب الرجل يصلّي وحده ثمّ يعيد ...

٦٧

الحديث السادس والثلاثون

وبالإسناد المقدّم عن الكليني ، عن جماعة ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن الثقة الهيثم بن واقد الجزري ، عن الحسين بن عبد الله الأرجاني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

من صلّى في منزله ، ثمّ أتى مسجدا من مساجدهم ، فصلّى معهم خرج بحسناتهم. (١)

الحديث السابع والثلاثون

أخبرنا شيخنا الإمام المرتضى عميد الدين أبو عبد الله في شهور سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بالمشهد المقدّس الحائري ، قال : أخبرني شيخنا الإمام جمال الدين الحسن بن المطهّر ، ووالدي ، كلاهما عن الشيخ الفقيه نجيب الدين يحيى بن سعيد ، قال : أخبرنا الشيخ السيّد محيي الدين قال : أخبرنا شاذان ، قال : أخبرنا الشيخان : أبو محمّد عبد الله بن عبد الواحد ، وأبو محمّد عبد الله بن عمر الطرابلسي ، قالا : أخبرنا القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي.

وقال السيّد محيي الدين : أخبرنا الشريف الفقيه عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن (٢) الحسيني ، عن الشيخ الفقيه قطب الدين الراوندي ، عن أبي جعفر الحلبي ، كلاهما عن الشيخ الإمام الفقيه العلّامة أبي الفتح محمّد بن عليّ بن عثمان الكراجكي ، قال : أخبرنا الشيخ أبو عبد الله المفيد ، أخبرنا ابن قولويه ، أخبرنا ابن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن وهب ، قال :

سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلى ربّهم ، وأحبّ ذلك إلى الله عزوجل ما هو؟ فقال :

ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة ، ألا ترى إلى العبد الصالح عيسى بن مريم عليه‌السلام قال : ( وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا ) (٣).

__________________

(١) الكافي ٣ : ٣٨٠ ـ ٣٨١ / ٨ ، باب الرجل يصلّي وحده ثمّ يعيد ... ؛ الفقيه ١ : ٢٦٥ / ١٢٠٩ ، وفيه : « الحسين بن أبي عبد الله الأرجاني » بدل « الحسين بن عبد الله الأرجاني ».

(٢) في « أ » و « ب » : « أبي الحسين » وفي « ج » : « أبي الحسن » والصحيح ما أثبتناه كما ذكره الشهيد في مقدّمة الكتاب : ٢١.

(٣) الكافي ٣ : ٢٦٤ / ١ ، باب فضل الصلاة ؛ الفقيه ١ : ١٣٥ / ٦٣٤ ، والآية في سورة مريم (١٩) : ٣١.

٦٨

الحديث الثامن والثلاثون

وبالإسناد المقدّم عن الكليني ، قال : أخبرنا حمّاد بن عثمان (١) ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

مرّ بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل ـ وهو يعالج بعض حجراته (٢) ـ فقال : يا رسول الله ألا أكفيك؟

فقال : شأنك. فلمّا فرغ قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حاجتك؟ قال : الجنّة. فأطرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ قال : نعم. فلمّا ولّى قال له : يا عبد الله أعنّا بطول السجود (٣).

الحديث التاسع والثلاثون

قرأت على شيخنا الشيخ الإمام فخر الدين بن المطهّر ( دام فضله ) ، بداره بالحلّة آخر نهار الجمعة ثالث جمادى الأولى سنة ستّ وخمسين وسبعمائة ، قال : قرأت على والدي جمال الدين ، قال : حدّثني والدي سديد الدين ، عن السيّد رضي الدين بن طاوس ، عن السيّد شمس الدين فخّار ، عن الشيخ محمّد بن إدريس ، عن الشيخ عربي بن مسافر العبادي ، عن إلياس بن هشام الحائري ، عن الشيخ أبي عليّ المفيد ، عن والده الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ أبي عبد الله المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه‌الله ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام يوما :

يا حمّاد أتحسن أن تصلّي؟

قال : فقلت : يا سيّدي أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة.

قال عليه‌السلام : لا عليك يا حمّاد ، قم فصلّ.

قال : فقمت بين يديه متوجّها إلى القبلة ، فاستفتحت الصلاة ، فركعت وسجدت.

فقال : يا حمّاد لا تحسن أن تصلّي؟ ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه ستّون سنة ، أو

__________________

(١) في المصدر بدل « حمّاد بن عثمان » : « جماعة من أصحابنا ».

(٢) في « ج » : « وهو يعالج في بعض حجراته ».

(٣) الكافي ٣ : ٢٦٦ / ٨ ، باب فضل الصلاة.

٦٩

سبعون سنة ، فلا يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة.

قال حمّاد : فأصابني في نفسي الذلّ ، فقلت : جعلت فداك فعلّمني الصلاة.

فقام أبو عبد الله عليه‌السلام مستقبل القبلة منتصبا ، فأرسل يديه جميعا على فخذيه قد ضمّ أصابعه ، وفرّق بين قدميه حتّى كان بينهما قدر ثلاث أصابع منفرجات ، واستقبل بأصابع رجليه جميعا القبلة لم يحرّفها عن القبلة ، فقال بخشوع : الله أكبر. ثمّ قرأ الحمد بترتيل ، وقل هو الله أحد. ثمّ صبر هنيئة بقدر ما يتنفّس ، وهو قائم. ثمّ رفع يديه حيال وجهه وقال : الله أكبر ، وهو قائم. ثمّ ركع وملأ كفّيه من ركبتيه منفرجات ، وردّ ركبتيه إلى خلفه.

ثمّ استوى ظهره حتّى لو صبّ عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل ؛ لاستواء ظهره ، ومدّ عنقه ، وغمض عينيه. ثمّ سبّح ثلاثا بترتيل ، فقال : سبحان ربّي العظيم وبحمده. ثمّ استوى قائما ، فلمّا استمكن من القيام قال : سمع الله لمن حمده. ثمّ كبّر وهو قائم. ورفع يديه حيال وجهه. ثمّ سجد وبسط كفّيه مضموتي الأصابع بين يدي ركبتيه حيال وجهه ، فقال :

سبحان ربّي الأعلى وبحمده ثلاث مرّات ، ولم يضع شيئا من جسده على شي‌ء منه ، وسجد على ثمانية أعظم : الكفّين والركبتين وإبهامي (١) الرجلين والجبهة والأنف.

وقال : سبع منها فرض يسجد عليها ، وهي التي ذكر الله عزوجل في كتابه فقال : ( وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً ) (٢) ، وهي الجبهة والكفّان والركبتان والإبهامان ، ووضع الأنف على الأرض سنّة.

ثمّ رفع رأسه من السجود ، فلمّا استوى جالسا قال : الله أكبر. ثمّ قعد على فخذه الأيسر ، قد وضع ظاهر قدمه الأيمن على بطن قدمه الأيسر وقال : أستغفر الله ربّي وأتوب إليه.

ثمّ كبّر وهو جالس ، وسجد السجدة الثانية ، وقال كما قال في الأولى ، ولم يضع شيئا من بدنه على شي‌ء منه في ركوع ولا سجود وكان متخوّيا (٣) ، ولم يضع ذراعيه على الأرض ، فصلّى ركعتين على هذا ويداه مضمومتا الأصابع ، وهو جالس في التشهّد فلمّا فرغ من التشهّد سلّم وقال : يا حمّاد هكذا صلّ. (٤)

__________________

(١) هكذا في النسخ ، لكن في المصادر : « ... الركبتين وأنامل إبهامي ... ».

(٢) الجنّ (٧٢) : ١٨.

(٣) هكذا في « أ » و « ب » وفي المصادر : « مجنحا ». و « خوّى » الرجل : تجافي في سجوده وفرّج ما بين عضديه وجنبيه » لسان العرب ١٤ : ٢٤٦ ، « خ وى ».

(٤) الكافي ٣ : ٣١١ ـ ٣١٢ / ٨ ، باب افتتاح الصلاة و ... ؛ التهذيب ٢ : ٨١ ـ ٨٢ / ٣٠١ ؛ الفقيه ١ : ١٩٦ ـ ١٩٧ / ٩١٦ ؛ أمالي الصدوق : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ / ١٣ ، المجلس ٦٤.

٧٠

الحديث الأربعون ـ وهو خاتمة الأحاديث ـ

ما أخبرني به شيخنا الإمام السيّد المرتضى العلّامة عميد الدين ، قال : أنبأنا والدي ، قال :

حدّثنا مفيد الدين محمّد بن جهيم ، قال : أنبأنا شمس الدين فخّار بن (١) عبد الحميد بن التقيّ ، عن أبي الرضا فضل الله بن عليّ الراوندي العلوي الحسيني ، عن ذي الفقار العلوي ، عن الشيخ أبي العبّاس (٢) أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي ، عن الشيخ أبي الفرج محمّد بن عليّ بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرّة القناني الكاتب ، قال : حدّثني محمّد بن جعفر بن الحسين المخزومي ، قال : حدّثني محمّد بن محمّد بن الحسين بن هارون أبو جعفر الكندي ـ وكتبه لي بخطّه ، ومنه كتبته ـ قال : أخبرني أبي ، قال : أخبرنا إسماعيل بن بشر (٣) ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى ، قال : أخبرنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام عن فضل شهر رمضان ، وعن فضل الصلاة فيه ، فقال :

من صلّى أوّل ليلة من شهر رمضان أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة وخمس عشرة مرّة « قل هو الله أحد » أعطاه الله تعالى ثواب الصدّيقين والشهداء ، وغفر له جميع ذنوبه ، وكان يوم القيامة من الفائزين.

ومن صلّى في الليلة الثانية من شهر رمضان أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة ، و « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » عشرين مرّة ، غفر الله له جميع ذنوبه ، ووسّع عليه رزقه ، وكفى سوء سنته. (٤)

ومن صلّى في الليلة الثالثة من شهر رمضان عشر ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة « فاتحة الكتاب » مرّة وخمسين مرّة « قل هو الله أحد » ناداه مناد من قبل الله تعالى : ألا إنّ فلان بن فلان عتيق الله من النار ، وفتحت له أبواب السماوات ، ومن قام تلك الليلة فأحياها غفر الله له.

ومن صلّى في الليلة الرابعة من شهر رمضان ثماني ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد »

__________________

(١) هكذا في النسخ ، والظاهر أنّه فخّار عن عبد الحميد كما صرّح به الشهيد في سند الحديث الخامس.

(٢) في النسخ : « أبي الحسين ». والصحيح ما أثبتناه ، للمزيد راجع خلاصة الأقوال : ٧٢ / ٥٣ ، باب أحمد.

(٣) في « ج » : « بشير ».

(٤) في هامش « ب » : « كفى السوء سنة ».

٧١

مرّة ، و « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » عشرين مرّة ، رفع الله تعالى له عمله تلك الليلة ، كعمل سبعة أنبياء ممّن بلّغ رسالات ربّه.

ومن صلّى في الليلة الخامسة ركعتين ، بمائة مرّة « قل هو الله أحد » في كلّ ركعة خمسين مرّة (١) ، فإذا فرغ صلّى على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مائة مرّة زاحمني يوم القيامة على باب الجنّة.

ومن صلّى [ في ] الليلة السادسة من شهر رمضان أربع ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » و « تبارك الذي بيده الملك » فكأنّما صادف ليلة القدر.

ومن صلّى في اللّيلة السابعة من شهر رمضان أربع ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة و « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » ثلاث عشرة مرّة بنى الله له في جنّة عدن قصري ذهب ، وكان في أمان الله تعالى إلى شهر رمضان مثله.

ومن صلّى الليلة الثامنة من شهر رمضان ركعتين ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » [ مرّة ] و « قل هو الله أحد » عشر (٢) مرّات ، وسبّح ألف تسبيحة ، فتحت له أبواب الجنان الثمانية ، يدخل من أيّها شاء.

ومن صلّى في الليلة التاسعة من شهر رمضان بين العشاءين ستّ ركعات يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » و « آية الكرسي » سبع مرّات وصلّى على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسين مرّة ، صعدت الملائكة بعمله كعمل الصدّيقين والشهداء والصالحين.

ومن صلّى في الليلة العاشرة من شهر رمضان عشرين ركعة ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة و « قل هو الله أحد » ثلاثين مرّة وسّع الله تعالى عليه رزقه ، وكان من الفائزين.

ومن صلّى ليلة إحدى عشرة من شهر رمضان ركعتين ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة و « إنّا أعطيناك الكوثر » عشرين مرّة ، لم يتبعه ذنب ذلك اليوم وإن جهد إبليس جهده.

ومن صلّى ليلة اثنتي عشرة من شهر رمضان ثماني ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة و « إنّا أنزلناه في ليلة القدر » ثلاثين مرّة ، أعطاه الله تعالى ثواب الشاكرين وكان يوم القيامة من الفائزين.

ومن صلّى ليلة ثلاث عشرة من شهر رمضان أربع ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة « فاتحة الكتاب » مرّة وخمسا وعشرين مرّة « قل هو الله أحد » جاء يوم القيامة على الصراط كالبرق الخاطف.

__________________

(١) هكذا في « أ » ولكن في « ب » : « في كلّ ركعة فإذا فرغ ... ».

(٢) في « أ » : « إحدى عشر مرّات ».

٧٢

ومن صلّى ليلة أربع عشرة من شهر رمضان ستّ ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة و « إذا زلزلت الأرض » ثلاثين مرّة ، هوّن الله عليه سكرات الموت ، ومنكرا ونكيرا.

ومن صلّى ليلة النصف منه مائة ركعة ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة وعشر مرّات « قل هو الله أحد » وصلّى أيضا أربع ركعات ، يقرأ في الأوليين مائة مرّة « قل هو الله أحد » والاثنتين الأخيرتين خمسين مرّة « قل هو الله أحد » غفر الله له ذنوبه ولو كان مثل زبد البحر ، ورمل عالج ، وعدد نجوم السماء ، وورق الشجر في أسرع من طرفة العين مع ما له عند الله من المزيد.

ومن صلّى ليلة ستّ عشرة من شهر رمضان اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة و « ألهيكم التكاثر » اثنتي عشرة مرّة ، خرج من قبره ـ وهو ريّان ـ ينادي بشهادة أن لا إله إلّا الله ، حتّى يرد القيامة فيؤمر به إلى الجنّة بغير حساب.

ومن صلّى ليلة سبع عشرة من شهر رمضان ركعتين ، يقرأ في الأولى ما تيسّر بعد فاتحة الكتاب وفي الثانية مائة مرّة « قل هو الله أحد » وقال : لا إله إلّا الله مائة مرّة ، أعطاه الله ثواب ألف ألف حجّة ، وألف عمرة ، وألف غزوة.

ومن صلّى ليلة ثماني عشرة من شهر رمضان أربع ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » و « إنّا أعطيناك الكوثر » خمسا وعشرين مرّة لم يخرج من الدنيا حتّى يبشّره ملك الموت بأنّ الله تعالى عنه راض غير غضبان.

ومن صلّى ليلة تسع عشرة من شهر رمضان خمسين ركعة ، يقرأ في كلّ ركعة « الحمد » مرّة و « إذا زلزلت » خمسين مرّة ، لقى الله يوم القيامة كمن حجّ مائة حجّة ، واعتمر مائة عمرة ، وقبل الله منه سائر عمله.

ومن صلّى ليلة عشرين من شهر رمضان ثماني ركعات ، يقرأ فيها ما شاء ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

ومن صلّى ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان ثماني ركعات فتحت له سبع سماوات ، واستجيب له الدعاء ، مع ما له عند الله من المزيد.

ومن صلّى ليلة اثنتي وعشرين من شهر رمضان ثماني ركعات فتحت له ثمانية أبواب الجنّة ، يدخل من أيّها شاء.

ومن صلّى ليلة ثلاث وعشرين منه ثماني ركعات ، يقرأ فيها ما شاء ، فتحت له أبواب السماوات السبع واستجيب دعاؤه.

٧٣

ومن صلّى ليلة أربع وعشرين منه ثماني ركعات ، يقرأ فيها ما يشاء ، كان له من الثواب كمن حجّ واعتمر.

ومن صلّى ليلة خمس وعشرين منه ثماني ركعات ، يقرأ فيها « الحمد » ، وعشر مرّات « قل هو الله أحد » كتب الله له ثواب العابدين.

ومن صلّى ليلة ست وعشرين منه ثماني ركعات ، يقرأ في كلّ ركعة بعد « الحمد » « قل هو الله أحد » مائة مرّة ، فتحت له سبع سماوات ، واستجيب له الدعاء مع ما له عند الله من المزيد.

ومن صلّى ليلة سبع وعشرين منه أربع ركعات ب « فاتحة الكتاب » مرّة و « تبارك الّذي بيده الملك » مرّة ، فإن لم يحفظ « تبارك » فخمس وعشرون مرّة « قل هو الله أحد » غفر الله له ولوالديه.

ومن صلّى ليلة ثماني وعشرين من شهر رمضان ستّ ركعات « فاتحة الكتاب » ، وعشر مرّات « آية الكرسي » ، وعشر مرّات « إنّا أعطيناك الكوثر » وعشر مرّات « قل هو الله أحد » وصلّى على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، غفر الله تعالى له.

ومن صلّى ليلة تسع وعشرين من شهر رمضان ركعتين « فاتحة الكتاب » ، وعشرين مرّة « قل هو الله أحد » مات من المرحومين ، ورفع كتابه في أعلى علّيّين.

ومن صلّى ليلة الثلاثين من شهر رمضان اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ في كلّ ركعة « فاتحة الكتاب » مرّة ، وعشرين مرّة « قل هو الله أحد » ويصلّي على النبيّ مائة مرّة ، ختم الله له بالرحمة. (١)

هذا آخر الأحاديث « الأربعين » والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

قد تمّ [ كتاب ] الأربعين في يوم الأحد ثمانية عشر من شهر ذي الحجّة الحرام من سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة من الهجرة النبويّة المصطفويّة ، وعلى آله وأولاده وعلى أصحابه ألف ألف من التحيّة ، آمين ربّ العالمين.

__________________

(١) لم نعثر عليه في المصادر الروائية المتقدّمة على الشهيد ، ومن المتأخّرين رواه عنه الكفعمي في المصباح : ٧٤٥ ـ ٧٤٩ ، فيما يعمل في شهر رمضان ؛ والبلد الأمين : ١٧٥ ـ ١٧٦ ، صلوات رمضان.

٧٤

(٢)

الأربعون حديثا [٢]

٧٥
٧٦

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال الفقير إلى الله الغنيّ محمّد بن مكّي أعانه الله على طاعته : أخبرنا الإمام عميد بن عبد المطلب الحسيني ( قدّس الله روحه ) قال : أخبرنا شيخ الإسلام جمال الدين المطهّر ( طيّب الله ضريحه ) قال : أخبرنا الإمام العامل رضي الدّين عليّ بن طاوس الحسيني رضى الله عنه قال : أخبرنا السيّد محيي الدين أبو خالد بن محمّد بن زهرة الحسيني ، أخبرنا الشيخ شاذان بن جبرئيل القمّي ، أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري ، أخبرنا الشيخ أبو عبد الله المفيد ، أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن بابويه بإسناده إلى مولانا الإمام الصادق عليه‌السلام عن أبيه عن جدّه عن أبيه الحسين عليه‌السلام قال :

إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصى إلى عليّ عليه‌السلام وكان فيما أوصى إليه قال له : يا عليّ من حفظ من أمّتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله والدار الآخرة حشره الله تعالى مع النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. فقال عليّ عليه‌السلام : أخبرني يا رسول الله ما هذه الأحاديث؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ، وتعبده ولا تعبد غيره. وأن تقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها ولا تؤخّرها من غير علّة ، فمن أخّرها فعليه غضب الله عزوجل ، وأن تؤدّي الزكاة ، وأن تصوم شهر رمضان ، وتحجّ البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعا ، ولا تعقّ والديك ، ولا تأكل مال اليتيم ظلما ، ولا تأكل الربا ، ولا تشرب الخمر ولا شيئا من الأشربة المسكرة ، ولا تزني ، ولا تلوط ، ولا تمشي بالنميمة ، ولا تحلف بالله كاذبا ، ولا تسرق ، ولا تشهد شهادة الزور لأحد قريبا كان أو بعيدا ، وأن تقبل الحقّ ممّن جاء به صغيرا أو كبيرا ، وأن لا تركن إلى الظالم وإن كان

٧٧

قريبا حميما [ وأن لا تعمل بالهوى ، ولا تقذف المحصنة ، ولا ترائي فإنّ أيسر الرياء شرك بالله عزوجل ، وأن لا تقول لقصير : يا قصير ، ولا لطويل : يا طويل ] تريد بذلك عيبه ، وأن لا تسخر بأحد من خلق الله ، وأن تصبر على البلاء والمصيبة ، وأن تشكر نعم الله التي أنعم الله بها عليك ، وأن لا تأمن من عقاب الله على ذنب تصيبه ، وأن لا تقنط من رحمة الله ، وأن تتوب إلى الله تعالى من ذنوبك ؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وأن لا تصرّ على الذنب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله تعالى وآياته ورسله ، وأن تعلم ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأن لا تطلب سخط الخالق برضى المخلوق ، ولا تؤثّر الدنيا الفانية على الآخرة الباقية ، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه وأن تكون سريرتك كعلانيتك ، ولا تكون علانيتك حسنة وسريرتك قبيحة ، فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين ، وأن لا تكذب ولا تخالط الكذّابين ، وأن لا تغضب إذا سمعت حقّا ، وأن تؤدّب نفسك وأهلك وولدك على حسب الطّاقة ، وأن تعمل ما علمت ، ولا تعامل أحدا من خلق الله إلّا بالحقّ ، وأن تكون سهلا للقريب والبعيد ، وأن لا تكون جبّارا عنيدا. وأن تكثر من التكبير والتهليل والدعاء وذكر الموت وما بعده من القيامة والجنّة والنار ، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه ، وأن تستغنم البرّ والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات ، وأن تنظر إلى ما يضرّ فعله بنفسك فلا تفعله بأحد من المؤمنين ، ولا تملّ من فعل الخير ، ولا تستطل على أحد ، وأن لا تمنّ على أحد إذا أنعمت عليه ، وأن تكون الدنيا عندك سجنا حتّى يجعل الله لك جنّة.

فهذه أربعون حديثا من استقام عليها وحفظها عنّي من أمّتي أدخل الجنّة برحمته وكان أفضل الناس وأحبّهم إلى الله عزوجل (١).

والحمد لله أوّلا وآخرا وظاهرا وباطنا.

__________________

(١) الخصال : ٥٤٣ ـ ٥٤٤ / ١٩ ، باب في من حفظ أربعين حديثا من أبواب الأربعين وما فوقه. وما بين المعقوفين من المصدر.

٧٨

(٣)

المقالة التكليفيّة

٧٩

٨٠