رسائل الشهيد الأوّل

الشيخ شمس الدين محمد بن مكّي [ الشهيد الأوّل ]

رسائل الشهيد الأوّل

المؤلف:

الشيخ شمس الدين محمد بن مكّي [ الشهيد الأوّل ]


المحقق: مركز الأبحاث والدراسات الإسلاميّة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة بوستان كتاب
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-371-251-6
الصفحات: ٣٧٦

أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن أبي المعالي الموسوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا الشيخ الإمام الفقيه الصدوق الزاهد كمال الدين أبو الحسن عليّ بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي ، قال : أخبرنا الشيخ الفقيه الصالح الدّين شمس الدين أبو جعفر محمّد بن أحمد بن صالح القبني (١) ، قال : أخبرنا والدي جمال الدين أحمد بن صالح ، قال : أخبرنا الفقيه العالم المتكلّم الأديب اللغوي ناصر الدين راشد بن إبراهيم بن إسحاق البحراني ، قال : أخبرنا السيّد أبو الرضا فضل الله بن علي الراوندي الحسيني (٢) ، عن السيّد أبي الصمصام ذي الفقار الحسني ، عن الشيخ الإمام أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ أبي عبد الله المفيد ، عن الشيخ الصدوق محمّد بن بابويه ، عن والده ، عن الشيخ أبي القاسم سعد بن عبد الله القمّي ، عن الشيخ أبي جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، عن الثقة عليّ بن الحكم الكوفي ، عن الثقة داود بن النعمان الأنباري ، عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام قال :

إنّ عمّارا أصابته جنابة فتمعّك (٣) في التراب كما تتمعّك الدابّة ، فقال [ له ] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو يهزأ به ـ : يا عمّار تمعّكت كما تتمعّك الدابّة! قال : قلنا له : فكيف التيمّم؟ فوضع يديه على الأرض ، ثمّ رفعهما ، فمسح وجهه ويديه فوق الكفّ قليلا. (٤)

الحديث السابع

ما أخبرني به السيّد الإمام شيخنا الأعظم المرتضى عميد الدين ( قدّس الله روحه ) ، عن خاله الإمام السعيد العلّامة شيخ الإسلام جمال الدين ( قدّس الله روحه ) ، عن الشيخ مفيد الدين أبي عبد الله محمّد بن عليّ بن محمّد بن جهيم (٥) ، عليّ بن أبي المجد بن أبي الغنائم بن الجهيم الأسدي الحلّي رحمه‌الله ، عن السيّد الفقيه العلّامة شمس الدين أبي عليّ فخّار الموسوي ،

__________________

(١) في « ب » : « الغيشي ».

(٢) راجع ص ٢٦ هامش ١.

(٣) تمعّكت الدابّة ، أي تمرّغت ، الصحاح ٣ : ١٦٠٩ ، « م ع ك ».

(٤) التهذيب ١ : ٢٠٧ / ٥٩٨ ؛ الاستبصار ١ : ١٧٠ / ٥٩١.

(٥) هكذا في « أ ». وفي « ج » : محمّد بن جهيم بن عليّ ». وفي « ب » : « محمّد بن عليّ بن جهيم بن عليّ ... ». وفي أمل الآمل ٢ : ٢٥٣ / ٧٥٠ ورياض العلماء ٥ : ٥١ : « محمّد بن جهيم الأسدي ».

٤١

عن الشيخ الفقيه ـ نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ سديد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن عماد الدين محمّد بن أبي القاسم الطبري ، عن الشيخ الفقيه أبي عليّ الحسن بن أبي جعفر الطوسي ، عن والده ، عن الشيخ أبي عبد الله المفيد ، عن شيخه الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمّي ، عن والده محمّد ، عن أبي القاسم سعد بن عبد الله القمّي ، عن أبي الجون (١) المنبّه بن عبد الله التميمي ، عن الحسين بن علوان الكلبي ، عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي ، عن الشهيد أبي الحسين زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليهم‌السلام قال :

سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الجنب والحائض يعرقان في الثوب حتّى يلصق عليهما؟

فقال :

إنّ الحيض والجنابة [ حيث ] (٢) جعلهما الله تعالى ليس في العرق ، فلا يغسلان ثوبهما. (٣)

الحديث الثامن

ما أخبرني به السيّد الإمام عميد الدين أيضا ، عن جدّه الإمام النسّابة فخر الدين أبي الحسن عليّ بن الأعرج الحسيني ، عن السيّد العلّامة النسّابة جلال الدين أبي القاسم عبد الحميد بن فخّار ، عن والده ، عن السيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن التقي ، عن السيّد الإمام ضياء الدين الراوندي ، عن السيّد شرف السادة المرتضى بن الداعي الحسني (٤) الرازي ، عن الشيخ الفقيه العلّامة أبي عبد الله جعفر بن محمّد بن أحمد بن العبّاس الدوريستي ، عن والده ، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّي ، عن السيّد حمزة بن محمّد القزويني ، عن الشيخ أبي الحسن عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي ، عن والده الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم ، عن الحسين بن الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

__________________

(١) هكذا في النسخ ، ولكن في رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٩ : « المنبّه بن عبد الله أبو الجوزاء التميمي ».

(٢) بدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة : « خبث ». وما أثبتناه كما في المصدر.

(٣) التهذيب ١ : ٢٦٩ / ٧٩٢ ؛ الاستبصار ١ : ١٨٥ / ٦٤٨.

(٤) هكذا في « أ » و « ج » ، لكن في « ب » : « الحسيني ».

٤٢

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الماء الذي يسخّن بالشمس لا تتوضّئوا به ، ولا تغتسلوا به ، ولا تعجنوا به ؛ فإنّه يورث البرص. (١)

الحديث التاسع

ما أخبرني به السيّد الإمام شيخنا عميد الدين أيضا ، قال : أخبرنا خالي الإمام السعيد الحجّة شيخ الإسلام جمال الدين ، قال : أخبرنا السيّد الإمام العالم الطاهر أزهد أهل زمانه ذو الكرامات رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد الطاوس ، عن الشيخ الإمام العلّامة رئيس المتكلّمين سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلّي ، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد الأكبر ، عن الشيخ عربي بن مسافر العبادي ، عن الشيخ إلياس بن هشام الحائري ، عن الشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن عبد الله المقرئ (٢) الرازي ، عن شيخه الشيخ الإمام أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ أبي الحسين عليّ بن أحمد بن محمّد بن طاهر القمّي المعروف بابن أبي جيد ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الشيخ أبي العباس عبد الله بن جعفر بن الحسين القمّي الحميري ، عن الثقة هارون بن مسلم بن سعدان السرّمن‌رآئي ، عن مسعدة بن صدقة العبدي ، عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهم‌السلام قال :

إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع :

أمرهم بعيادة المرضى ، واتباع الجنائز ، وإبرار القسم ، وتسميت (٣) العاطس ، ونصر المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإجابة الداعي.

ونهاهم عن التختّم بالذهب ، والشرب في آنية الذهب والفضّة ، وعن المياثر الحمر ، وعن لباس الإستبرق والحرير والقزّ والأرجوان. (٤)

__________________

(١) الكافي ٣ : ١٥ / ٥ ، باب ماء الحمّام و ... ؛ التهذيب ١ : ٣٧٩ ـ ٣٨٠ / ١١٧٧ مع تفاوت يسير في العبارة.

(٢) هكذا في « ج » ، وكذا في فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم : ١٠٨ / ٢٢٠ ؛ وأمل الآمل ٢ : ١٤٢ / ٤١٢ ولكن في « أ » و « ب » : « المعرّي ».

(٣) في « أ » و « ج » : التشميت ، ولكن في « ب » وأيضا في المصادر : « تسميت ».

(٤) قرب الإسناد : ٧١ / ٢٢٨. والمياثر : جمع ميثرة ، وهي ما يوضع على ظهر الفرس ... وأمّا المياثر الحمر التي جاء فيها النهي فإنّها كانت من مراكب العجم من ديباج أو حرير. الصحاح ٢ : ٨٤٤ ، « وث ر ».

٤٣

أقول : بعض هذه الأوامر ليست للوجوب ، وخرجت عنه عند من جعله للوجوب بأدلّة أخرى ، وكذا بعض هذه المناهي.

و « التشميت » ـ بالشين المعجمة وبالسين المهملة أيضا ـ : الدعاء للعاطس ، مثل :

« يرحمك الله ».

قال ثعلب : والاختيار بالسين ؛ لأنّه مأخوذ من « السمت » ، وهو القصد. (١)

وقال أبو عبيدة : الشين المعجمة أعلى في كلامهم وأكثر (٢).

و « إفشاء السلام » : نشره.

و « الإستبرق » : الديباج الغليظ ، فارسي معرّب. (٣)

و « الأرجوان » : صبغ أحمر شديد الحمرة (٤).

الحديث العاشر

ما أخبرني به السيّد العلّامة النسّابة تاج الملّة والدين أبو عبد الله محمّد بن معيّة قراءة عليه بالحلّة سادس عشر شعبان سنة أربع وخمسين وسبعمائة ، قال : أخبرني الشيخ السعيد نجم الدين أبو القاسم عبد الله بن علوي بن حمدان الحلّي ، قال : أخبرني الشيخ الفقيه القارئ المتقن الزاهد سديد الدين أبو القاسم جعفر بن مليك الحلّي ٥ ، قال : أخبرنا الشيخ العلّامة سديد الدين أحمد بن مسعود الحلّي ، عن شيخه الفقيه العلّامة فخر الدين أبي عبد الله محمّد ابن إدريس الحلّي ، عن الشيخ نجم الدين عبد الله بن جعفر بن محمّد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن العباس الدوريستي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد بن أحمد ، عن الشيخ أبي عبد الله المفيد ، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر بن بابويه ، عن جعفر بن الحسين ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن والده ، عن أبي عليّ محمّد

__________________

(١) ١ و ٢. حكاه عنه الجوهري في الصحاح ١ : ٢٥٤ ، « س م ت ».

(٢) ٣. كما في المصباح المنير : ١٤.

(٣) ٤. لاحظ المصباح المنير : ٢٢٢ ، « ر ج و ».

(٤) ٥. هكذا في « أ » ، لكن في « ب » و « ج » : « عن أبيه ، عن جدّه ، عن جدّه جعفر ... ».

٤٤

ابن عيسى بن عبد الله بن مالك الأشعري القمّي ، عن الثقة أبي محمّد حمّاد بن عيسى الجهيني (١) البصري قال :

سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى تبوك فكان يصلّي على راحلته صلاة الليل حيثما توجّهت به فيومي إيماء.

قال : وسمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قال أبي عليه‌السلام : قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشاهد ويمين.

وسمعته يقول : قال أبي : ما زوّج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا من بناته ولا تزوّج شيئا من نسائه على أكثر من اثنتي عشرة أوقية (٢) ونشّ ـ يعني نصف أوقية (٣) ـ.

وسمعته يقول : قال أبي : قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام :

بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بديل بن ورقاء الخزاعي على جمل أورق أيّام منى ، فقام ينادي (٤) في الناس : ألا لا تصوموا ، فإنّها أيّام أكل وشرب وبعال. (٥)

أقول : قال صاحب الصحاح عن الأصمعي :

الجمل الأورق من الإبل الذي في لونه بياض إلى سواد ، وهو أطيب الإبل لحما. ومنه قيل للرماد : أورق ، وللحمامة والذئب : ورقاء. وعن أبي زيد : أنّه الذي يضرب لونه إلى الخضرة. (٦)

واعلم أنّ هذا النهي مختصّ بالناسك لا بكلّ من حضر منى.

الحديث الحادي عشر

ما أخبرني به شيخنا الإمام فخر الدين أبو طالب محمّد بن الإمام السعيد جمال الملّة والدين الحسن بن المطهّر ، قال : أخبرني شيخي ووالدي جمال الدين الحسن بن المطهّر ، قال : أخبرني الشيخ الإمام نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّي ، قال :

__________________

(١) هكذا في النسخ ، لكن في المصدر وفي كتب الرجال : « الجهني ».

(٢) الأوقية اسم لأربعين درهما. النهاية ـ لابن أثير ـ ٥ : ٢١٧ ، « وق ى ».

(٣) في « ب » : « نصف أوقية ذهبا ».

(٤) هكذا في النسخ ولكن في المصادر : « فقال تنادي ».

(٥) قرب الإسناد : ١٦ / ٥١ و ٥٣ و ٥٤ ، و ١٩ / ٦٥.

(٦) الصحاح ٣ : ١٥٦٥ ، « ور ق ».

٤٥

أخبرني السيّد العالم الزاهد جمال الدين أحمد بن يوسف بن العريضي ، قال : أخبرني الشيخ الإمام برهان الدين محمّد بن محمّد القزويني ، عن السيّد أبي الرضا فضل الله الراوندي ، عن السيّد أبي الصمصام ذي الفقار الحسني ، عن السيّد الإمام الأعظم المرتضى شيخ الإسلام ذي المجدين أبي القاسم عليّ ابن السيّد الطاهر الأوحدي ذي المناقب أبي أحمد الحسين الموسوي ، عن الشيخ أبي عبد الله المفيد ، عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان القمّي ، عن الشيخ الحسين بن سعيد القمّي ، عن الثقة النضر بن سويد الصيرفي الكوفي ، عن الثقة الجليل عبد الله بن سنان الكوفي الخازن ، عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام قال :

إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في الصلاة وإلى جانبه الحسين بن عليّ فكبّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يحر الحسين عليه‌السلام التكبير ، ثمّ كبّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يحر الحسين التكبير ، ثمّ لم يزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يكبّر ويعالج الحسين التكبير ، فلم يحر حتّى أكمل سبع تكبيرات ، فأحار الحسين في السابعة ، قال الصادق عليه‌السلام : فصارت سنّة. (١)

وروى هذا الحديث زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. (٢)

الحديث الثاني عشر

ما أخبرني به الشيخ الإمام فخر الدين أيضا ، عن والده ، عن الإمام السعيد المحقّق خواجه نصير الملّة والدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ، عن والده ، عن الإمام فضل الله الراوندي ، عن السيّد المجتبى بن الداعي الحسني (٣) ، عن الشيخ أبي الحسين بن أحمد (٤) القمّي ، عن أبي جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الشيخ الجليل أبي جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار القمّي ، عن الثقة الصدوق أبي يوسف يعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباري ، عن الشيخ الأعظم الأوثق الصدوق أبي أحمد محمّد بن أبي عمير الأزدي ،

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٦٧ / ٢٤٣.

(٢) الفقيه ١ : ١٩٩ / ٩١٨.

(٣) في « أ » : « الحسيني ».

(٤) في « أ » و « ب » : « أبي الحسين بن أبي أحمد القمّي ».

٤٦

عن الثقة عمر بن أذينة ، عن الثقة العالم أبي الحسن زرارة بن أعين الشيباني ، عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‌السلام قال :

بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس بالمسجد إذ جاء رجل فقام يصلّي فلم يتمّ الركوع والسجود ، فقال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : نقر كنقر الغراب ، لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتنّ على غير ديني (١).

الحديث الثالث عشر

وبالإسناد عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء وأبواب الجنان ، واستجيب الدعاء ، فطوبى لمن رفع له عمل صالح (٢).

الحديث الرابع عشر

ما أخبرني به الشيخ الإمام فخر الدين أيضا ، عن والده ، عن السعيد المغفور السيّد الإمام الزاهد العالم المتبحّر ، جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر بن الطاوس العلوي الحسني ، قال : أخبرنا السيّد محيي الدين محمّد بن عبد الله بن زهرة الحسيني ، قال :

أخبرنا الفقيه رشيد الدين أبو جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب المازندراني ، عن السيّد الجليل أبي الفضل الداعي بن عليّ الحسيني السروي ، عن الشيخ المفيد عبد الجبّار المقرئ ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، عن والده ، عن الشيخ أبي القاسم سعد بن عبد الله القمّي ، عن الشيخ الجليل أبي جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري القمّي ، عن الحسين بن سعيد الأهوازي ، عن الثقة فضالة بن أيّوب الأزدي ، عن الثقة حمّاد بن عثمان بن زياد الرواسي المعروف بالناب ، قال : حدّثني محمّد بن موسى الهذلي ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام قال :

__________________

(١) الكافي ٣ : ٢٦٨ / ٦ باب من حافظ على صلاته أو ضيّعها ؛ التهذيب ٢ : ٢٣٩ / ٩٤٨.

(٢) أمالي الصدوق : ٤٦١ / ١ ، المجلس ٨٥ ؛ الفقيه ١ : ١٣٥ / ٦٣٣ ؛ فلاح السائل : ٩٦.

٤٧

أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الثقفي يسأل عن الصلاة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا قمت في صلاتك فأقبل على الله بوجهك يقبل عليك ، فإذا ركعت فانشر أصابعك على ركبتيك وارفع صلبك ، فإذا سجدت فمكّن جبهتك من الأرض ، ولا تنقر كنقر الديك (١).

الحديث الخامس عشر

وبالإسناد عن فضالة ، عن العلاء ، عن محمّد بن مسلم ، عن الإمام أبي جعفر محمّد الباقر عليه‌السلام قال :

أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل من ثقيف ورجل من الأنصار.

فقال له الثقفي : حاجتي يا رسول الله. فقال له : سبقك أخوك الأنصاري.

فقال له : يا رسول الله إنّي عجلان على ظهر سفر.

فقال له الأنصاري : إنّي قد أذنت له يا رسول الله.

فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن شئت سألتني ، وإن شئت نبّأتك.

فقال : نبّئني يا رسول الله.

قال : جئت تسألني عن الصلاة ، وعن الوضوء ، وعن الركوع ، وعن السجود.

فقال : أجل ، والذي بعثك بالحقّ ما جئت أسألك إلّا عنه.

فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أسبغ الوضوء ، واملأ يديك من ركبتيك ، وعفّر جبينك في التراب ، وصلّ صلاة مودّع. (٢)

خرّجه ابن أبي عمير ، عن معاوية ورفاعة ، ولم يذكر الوضوء. (٣)

الحديث السادس عشر

وبالإسناد المقدّم عن أبي جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

جاء رجل إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله إنّي أريد أن أسألك. فقال له

__________________

(١) لم نعثر عليه.

(٢) النوادر لابن عيسى : ١٣٩ ـ ١٤٠ / ٣٦٠.

(٣) الكافي ٤ : ٢٦١ / ٣٧ ، باب فضل الحجّ و ...

٤٨

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سل ما شئت. قال : تحمّل لي على ربّك الجنّة. قال : قد تحمّلت لك ، ولكن أعنّي على ذلك بكثرة السجود (١).

الحديث السابع عشر

بالإسناد المقدّم عن يعقوب بن يزيد الأنباري ، عن ابن أبي عمير ، عن إسماعيل البصري ، عن الفضيل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسجد وفيه ناس من أصحابه ، فقال : أتدرون ما قال ربّكم؟

قالوا : الله ورسوله أعلم. قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ ربّكم يقول : إنّ هذه الصلوات الخمس المفروضات من صلّاهنّ لوقتهنّ وحافظ عليهنّ لقيني يوم القيامة ، وله عندي عهد أدخله به الجنّة ، ومن لم يصلّهنّ لوقتهنّ ولم يحافظ عليهنّ فذاك إليّ إن شئت عذّبته ، وإن شئت غفرت له (٢).

الحديث الثامن عشر

ما أخبرني به شيخنا المرتضى عميد الدين ، عن خاله الإمام الأعظم السعيد المرحوم المغفور جمال الدين ، عن الشيخ الإمام المحقّق نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلّي ، عن والده الحسن بن يحيى بن سعيد ، عن جدّه ، عن الشيخ أبي عبد الله محمّد بن إدريس ، عن عربي ، عن إلياس بن هشام عن أبي عليّ المفيد ابن شيخنا أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ أبي يعلى سلّار بن عبد العزيز الديلمي ، عن سيّدنا الشريف المرتضى علم الهدى ذي المجدين أبي القاسم عليّ بن الحسين الموسوي ، عن الشيخ المفيد ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد ابن بابويه ، عن والده ، عن الشيخ أبي القاسم سعد بن عبد الله القمّي ، عن الشيخ أبي جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن معاوية بن وهب ، عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام قال :

__________________

(١) لم نعثر عليه بهذا السند وبهذا اللفظ ، ولكن روى نحوه الصدوق في الفقيه ١ : ١٣٥ / ٦٣٥ ، والشيخ في التهذيب ٣٦٢ : ٢ / ٩٣٤.

(٢) الفقيه ١ : ١٣٤ / ٦٢٥.

٤٩

كان المؤذّن يأتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الحرّ لصلاة الظهر ، فيقول له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبرد أبرد (١).

الحديث التاسع عشر

وبالإسناد عن حمّاد ، عن معاوية بن وهب ـ أو معاوية بن عمّار ـ عن الصادق عليه‌السلام قال :

أتى جبرئيل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمواقيت الصلاة : فأتاه حين زالت الشمس فأمره فصلّى الظهر.

ثمّ أتاه حين زاد الظلّ قامة فأمره فصلّى العصر.

ثمّ أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلّى المغرب.

ثمّ أتاه حين سقط الشفق فأمره فصلّى العشاء.

ثمّ أتاه حين طلع الفجر فأمره فصلّى الصبح.

ثمّ أتاه في الغد حين زاد الظلّ قامة فأمره فصلّى الظهر.

ثمّ أتاه حين زاد الظلّ قامتين فأمره فصلّى العصر.

ثمّ أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلّى المغرب.

ثمّ أتاه حين ذهب ثلث الليل فأمره فصلّى العشاء.

ثمّ أتاه حين نوّر الصبح فأمره فصلّى الصبح ، ثمّ قال : ما بينهما وقت (٢).

الحديث العشرون

بالإسناد المقدّم عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، قال :

سمعت الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام يقول :

أخّر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلة من الليالي العشاء الآخرة ما شاء الله ، فجاء عمر فدقّ الباب فقال : يا رسول الله نام النساء نام الصبيان ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : ليس لكم أن تؤذوني ، ولا تأمروني ، وإنّما عليكم أن تسمعوا وتطيعوا (٣).

__________________

(١) الفقيه ١ : ١٤٤ / ٦٧١ ، قال الصدوق : « أبرد أبرد ، يعني عجّل عجّل ، وأخذ ذلك من التبريد ».

(٢) رواه الشيخ عن معاوية بن وهب في التهذيب ٢ : ٢٥٢ / ١٠٠١ ؛ والاستبصار ١ : ٢٥٧ / ٩٢٢.

(٣) التهذيب ٢ : ٢٨ / ٨١.

٥٠

الحديث الحادي والعشرون

ما أخبرنا به مولانا الشيخ الإمام الأعظم شيخ الإسلام فخر الدين أبو طالب محمّد بن شيخنا الإمام الأعلم حجّة الله على الخلق جمال الدين أبي منصور الحسن بن المطهّر بداره بالحلّة في سادس شوّال سنة ست وخمسين وسبعمائة ، عن والده الإمام المذكور ، عن جدّه الإمام السعيد الزاهد العابد الفقيه سديد الدين أبي المظفّر يوسف بن المطهّر ، عن الفقيه مجد الدين محمّد بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن المغربي قاضي مازندران ، عن الشيخ ظهير الدين أبي الفضل محمّد بن قطب الدين الراوندي ، عن والده قطب الدين ، عن الشيخ أبي جعفر بن المحسن الحلبي ، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الشيخ الثقة الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران رضى الله عنه قال : أخبرنا عبد الله بن المغيرة ، عن أبي أيّوب ، قال : حدّثني أبو بصير ، قال : قال الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام :

إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لأصحابه ذات يوم : أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب والأبنية ثمّ وضعتم بعضه على بعض أكنتم ترونه يبلغ السماء؟ فقالوا : لا ، يا رسول الله ، فقال : يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر » ثلاثين مرّة ، فهنّ يدفعن الهدم ، والغرق ، والحرق والتردّي في البئر ، وأكل السبع ، وميتة السوء ، والبلية التي نزلت على العبد في ذلك اليوم ، وهنّ المعقّبات (١).

الحديث الثاني والعشرون

وبالإسناد عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال :

سلّم عمّار بن ياسر على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو في الصلاة ، فردّ عليه ، ثمّ قال أبو جعفر عليه‌السلام : السلام اسم من أسماء الله تعالى (٢).

__________________

(١) التهذيب ٢ : ١٠٧ / ٤٠٦ ؛ ورواه الصدوق بسند آخر في ثواب الأعمال : ٢٦ / ٤ ؛ ومعاني الأخبار : ٣٢٤ / ١ باب معنى شي‌ء أصله في الأرض ....

(٢) الفقيه ١ : ٢٤١ / ١٠٦٦.

٥١

الحديث الثالث والعشرون

وبالإسناد المقدّم عن الشيخ الإمام جمال الدين ، عن الإمام السعيد خواجه نصير الدين أبي جعفر محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي ، عن والده ، عن الإمام فضل الله الراوندي ، عن السيّد ذي الفقار بن معبد المروزي (١) ، عن السيّد الإمام المرتضى الأجل علم الهدى أبي القاسم عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّد بن (٢) إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ نقلت من خط السيّد العالم صفي الدين محمّد ابن معد الموسوي بالمشهد المقدّس الكاظمي في سبب تسميته رحمه‌الله ب « علم الهدى » : أنّه مرض الوزير أبو سعيد (٣) محمّد بن الحسين بن عبد الرحيم سنة عشرين وأربعمائة ، فرأى في منامه أمير المؤمنين عليه‌السلام وكأنّه يقول له : قل لـ « علم الهدى » : يقرأ عليك حتّى تبرأ. فقال : يا أمير المؤمنين ومن علم الهدى؟ فقال : عليّ بن الحسين الموسوي. فكتب إليه ، فقال المرتضى رضى الله عنه : الله الله في أمري ، فإنّ قبولي لهذا اللقب شناعة عليّ. فقال الوزير : والله ما أكتب إليك إلّا ما أمرني به أمير المؤمنين عليه‌السلام. فعلم القادر بالله بالقضيّة فكتب إلى المرتضى :

تقبل يا عليّ بن الحسين ما لقّبك به جدّك عليه‌السلام ، فقبل وسمع الناس. رجعنا إلى السيّد ـ قال :

أخبرنا الشيخ أبو عبد الله المفيد ، عن أبي الفضل (٤) محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني ، عن أبي جعفر محمّد بن جعفر بن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال : أخبرنا فضالة ، عن الحسين بن عثمان ، عن ابن بسطام قال :

كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام فأتى رجل فقال : جعلت فداك إنّي رجل من أهل الجبل وربما لقيت رجلا من إخواني ، فالتزمته ، فيعيب عليّ بعض الناس ويقولون : هذا من فعل الأعاجم وأهل الشرك.

فقال عليه‌السلام : ولم ذاك؟ فقد التزم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعفرا وقبّل بين عينيه.

__________________

(١) في « ب » : « السيّد ذي الفقار بن سعيد معبد المروزي ».

(٢) هكذا في النسخ ، والصحيح : محمّد بن موسى بن إبراهيم ، راجع خلاصة الأقوال : ١٧٩ / ٢٢.

(٣) في « ب » : « أبو سعد ».

(٤) هكذا في « أ » و « ب » و « ج » والصحيح : « المفضّل » راجع معجم رجال الحديث ١٦ : ٢٧٢ ـ ٢٧٤.

٥٢

فقال له الرجل : كيف هذا؟

فقال : إنّه يوم افتتح خيبر ، أتاه بشير ، فقال : هذا جعفر قد جاء. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

وبأيّهما أنا أشدّ فرحا ، بقدوم جعفر أو بفتح خيبر؟ فلم يلبث أن قدم جعفر ، فالتزمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقبّل ما بين عينيه ، وجلس الناس كأنّما على رءوسهم الطير.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ ابتداء منه ـ : يا جعفر. قال : لبّيك يا رسول الله.

فقال : ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أعطيك؟

فقال له جعفر : بلى يا رسول الله. قال : وظنّ الناس أنّه سيعطيه ذهبا أو فضّة.

فقال : إنّي أعطيك شيئا إن أنت صنعته كلّ يوم كان خيرا لك من الدنيا وما فيها ، وإن أنت صنعته بين كلّ يومين غفر لك ما بينهما ، أو كلّ جمعة ، أو كلّ شهر ، أو كلّ سنة ، غفر لك ما بينهما. قال : ثمّ قال :

صلّ أربع ركعات تكبّر ثمّ تقرأ ، فإذا فرغت قلت : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر « خمس عشرة مرّة » ، فإذا ركعت قلتها عشرا ، فإذا رفعت رأسك قلتها عشرا ، فإذا سجدت قلتها عشرا ، وإذا رفعت رأسك قلتها عشرا ، وإذا سجدت قلتها عشرا وإذا رفعت رأسك قلتها عشرا وأنت قاعد قبل أن تقوم ، فذلك خمس وسبعون تسبيحة في كلّ ركعة ، فذلك ثلاثمائة تسبيحة في أربع ركعات ألف ومائتا تسبيحة.

فقال : أبالليل أصلّيها أم بالنهار؟

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا ، ولا تصلّها من صلاتك التي كنت تصلّي قبل ذلك (١).

الحديث الرابع والعشرون

أخبرني شيخنا عميد الدين أبو عبد الله عبد المطلب بن الأعرج الحسيني ، قال : أخبرنا جدّي فخر الدين علي بن الأعرج ، أنبأنا عبد الحميد بن فخّار ، أنبأنا والدي ، أنبأنا شاذان بن جبرئيل ، أنبأنا العماد محمّد بن أبي القاسم الطبري ، أنبأنا أبو علي الحسن ، أنبأنا والدي ، أخبرنا شيخنا المفيد أبو عبد الله ، أنبأنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، قال :

حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أيّوب بن نوح ،

__________________

(١) لم نعثر على من روى الحديث بهذا السند وبهذا اللفظ ، وروى الشيخ الطوسي نحوه بسند آخر عن بسطام في التهذيب ٣ : ١٨٦ / ٤٢٠.

٥٣

عن محمّد بن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي حمزة بن دينار الثمالي ، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، قال :

الإشهار بالعبادة ريبة ، إنّ أبي حدّثني ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

أعبد الناس من أقام الفرائض.

وأسخى الناس من أدّى زكاة ماله.

وأزهد الناس من اجتنب الحرام.

وأتقى الناس من قال الحقّ فيما له وعليه.

وأعدل الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه ، وكره لهم ما يكره لنفسه.

وأكيس الناس من كان أشدّ ذكرا للموت.

وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب ويرجو الثواب.

وأغفل الناس من لم يتّعظ بتغيّر الدنيا من حال إلى حال.

وأعظم الناس في الدنيا خطرا من لم يجعل للدنيا عنده خطرا.

وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه.

وأشجع الناس من غلب هواه.

وأكثر الناس قيمة أكثرهم علما.

وأقلّ الناس قيمة أقلّهم علما.

وأقلّ الناس لذّة الحسود.

وأقلّ الناس راحة البخيل.

وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه.

وأولى الناس بالحقّ أعملهم به.

وأقلّ الناس وفاء الملوك.

وأقلّ الناس حرمة الفاسق.

وأقلّ الناس صديقا الملك.

وأفقر الناس الطامع.

وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا.

وأفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا.

وأكرم الناس أتقاهم.

٥٤

وأعظم الناس قدرا من ترك ما لا يعنيه.

وأورع الناس من ترك المراء وإن كان محقّا.

وأقلّ الناس مروءة من كان كاذبا.

وأشقى الناس الملوك.

وأمقت الناس المتكبّر.

وأشدّ الناس اجتهادا من ترك الذنوب.

وأحكم الناس من فرّ من جهّال الناس.

وأسعد الناس من خالط كرام الناس.

وأعقل الناس أشدّهم مداراة للناس.

وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة.

وأعتى (١) الناس من قتل غير قاتله ، وضرب غير ضاربه.

وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة.

وأحقّ الناس بالذنب السفيه المغتاب.

وأذلّ الناس من أهان الناس.

وأحزم الناس أكظمهم للغيظ.

وأصلح الناس أصلحهم للناس.

وخير الناس : من انتفع به الناس (٢).

الحديث الخامس والعشرون

وبالإسناد المقدّم عن ابن بابويه ، حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق ، نبّأنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن الحارث بن محمّد بن النعمان الأحول صاحب الطاق ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

__________________

(١) هكذا في « ج » وفي المصدر ، لكن في « أ » و « ب » : « أعني ».

(٢) معاني الأخبار : ١٩٥ / ١ ، باب معنى الغايات.

٥٥

من أحبّ أن يكون أكرم الناس فليتّق الله عزوجل.

ومن أحبّ أن يكون أتقى الناس فليتوكّل على الله.

ومن أحبّ أن يكون أغنى الناس فليكن بما عند الله عزوجل أوثق منه بما في يده.

[ ثمّ قال : ] (١) ألا أنبّئكم بشرّ الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : من أبغض الناس ، وأبغضه الناس.

ثمّ قال : ألا أنبّئكم بشرّ من هذا؟ قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : الذي لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة ، ولا يغفر ذنبا.

ثمّ قال : ألا أنبّئكم بشرّ من هذا؟ قالوا : بلى يا رسول الله.

قال : من لا يؤمن شرّه ، ولا يرجى خيره. إنّ عيسى بن مريم عليه‌السلام قام في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا تحدّثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تعينوا الظالم على ظلمه ، فيبطل فضلكم.

الأمور ثلاثة : أمر تبيّن لك رشده فاتّبعه ، وأمر تبيّن لك غيّه فاجتنبه ، وأمر اختلف فيه فردّه إلى الله عزوجل (٢).

الحديث السادس والعشرون

أخبرني الشيخ الإمام فخر الدين أبو طالب محمّد بن الحسن بن المطهّر ، نبّأنا والدي وعمّي رضي الدين عليّ ، أخبرنا والدنا ، أنبأنا الفقيه أحمد بن مسعود ، أنبأنا الفقيه محمّد بن إدريس ، أنبأنا عربي بن مسافر ، أنبأنا إلياس بن هشام : أنبأنا أبو عليّ الحسن ، أنبأنا والدي ، أخبرنا شيخنا المفيد ، أنبأنا أبو جعفر بن بابويه ، قال : حدّثنا أبي ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن الصادق عليه‌السلام جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال :

سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أيّ المال خير؟

قال : زرع زرعه صاحبه وأصلحه ، وأدّى حقّه يوم حصاده.

قيل : يا رسول الله فأيّ المال بعد الزرع خير؟

__________________

(١) أضفناه من المصدر.

(٢) الفقيه ٤ : ٢٨٥ / ٨٥٤ ؛ معاني الأخبار : ١٩٦ / ٢ ، باب معنى الغايات ؛ أمالي الصدوق : ٢٥١ / ١١ ، المجلس ٥٠.

٥٦

قال : رجل في غنمه قد تبع بها مواضع القطر ، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة.

قيل : يا رسول الله فأيّ المال بعد الغنم خير؟

قال : البقر تغدو بخير وتروح بخير.

قيل : يا رسول الله فأيّ المال بعد البقر خير؟

قال : الراسيات في الوحل (١) المطعمات في المحل (٢) ، نعم الشي‌ء النخل من باعه فإنّما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق اشتدّت به الريح في يوم عاصف ، إلّا أن يخلف مكانها.

قيل : يا رسول الله فأيّ المال بعد النخل خير؟ فسكت.

فقال له رجل : فأين الإبل؟

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار تغدو مدبرة ، وتروح مدبرة ، لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشأم (٣) ، أما إنّها لا تعدم الأشقياء الفجرة (٤).

الحديث السابع والعشرون

وبالإسناد المقدّم إلى أبي جعفر بن بابويه قال : نبّأنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، نبّأنا أحمد بن محمّد الهمداني ، نبّأنا الحسن بن القاسم قراءة ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلّى ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد (٥) بن خالد ، حدّثنا عبد الله بن بكير المرادي ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن الحسين ، عن أبيه عليهم‌السلام قال :

بينا أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبّئهم للحرب ، إذ أتاه شيخ عليه سحنة (٦) السفر ، فقال : أين أمير المؤمنين؟ فقيل : هو ذا ، فسلّم عليه.

ثمّ قال : يا أمير المؤمنين إنّي أتيتك من ناحية الشام ، وأنا شيخ كبير ، قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي ، وإنّي أظنّك ستغتال (٧) ، فعلّمني ممّا علّمك الله.

__________________

(١) الوحل ـ بالتحريك ـ : الطين الرقيق ، مجمع البحرين ٥ : ٤٩٠ ، « وح ل ».

(٢) المحل : الشدّة والجذب وانقطاع المطر ، ويبس الأرض من الكلأ ، مجمع البحرين ٥ : ٤٧٣ ، « م ح ل ».

(٣) كذا في « ب » والمصادر ، ولكن في « أ » و « ج » : « الأشم ».

(٤) معاني الأخبار : ١٩٦ ـ ١٩٧ / ٣ ، باب معنى الغايات ؛ أمالي الصدوق : ٢٨٦ ـ ٢٨٧ / ٢ ، المجلس السادس والخمسون.

(٥) في النسخ « أبو عبد الله بن محمّد » ولكن الصحيح ما أثبتناه ، للمزيد راجع معجم رجال الحديث ١٦ : ٦١ / ١٠٦٧٨.

(٦) السحنة والسحنة : لين البشرة والنعمة. وقيل : الهيئة واللون والحال ، لسان العرب ١٣ : ٢٠٤ ، « س ح ن ».

(٧) الغيلة ـ بالكسر ـ الخديعة والاغتيال. وقتل فلان غيلة : أي خدعة ، لسان العرب ١١ : ٥١٢ ، « غ ى ل ».

٥٧

قال : نعم يا شيخ ، من اعتدل يوماه فهو مغبون ، ومن كانت الدنيا همّه اشتدّت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شرّا من يومه فهو محروم ، ومن لم يبال (١) بما زوي عنه من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له. يا شيخ ، ارض للناس ما ترضى لنفسك ، وآت إلى الناس ما تحبّ أن يؤتى إليك.

ثمّ أقبل على أصحابه ، فقال : يا أيّها الناس أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتّى ، فبين صريع يتلوّى (٢) وبين عائد ومعود ، وآخر بنفسه يجود ، وآخر لا يرجى ، وآخر مسجّى وطالب الدنيا والموت يطلبه ، وغافل وليس بمغفول عنه ، وعلى أثر الماضي يصير الباقي.

فقال له زيد بن صوحان العبدي : يا أمير المؤمنين أيّ سلطان أغلب وأقوى؟ قال :

الهوى.

قال : فأيّ ذلّ أذلّ؟ قال : الحرص على الدنيا.

قال : فأيّ فقر أشد؟ قال : الكفر بالله بعد الإيمان.

قال : فأيّ دعوة أضلّ؟ قال : الداعي بما لا يكون.

قال : فأيّ عمل أفضل؟ قال : التقوى.

قال : فأيّ عمل أنجح؟ قال : طلب ما عند الله.

قال : فأيّ صاحب شرّ؟ قال : المزيّن لك معصية الله.

قال : فأيّ الخلق أشقى؟ قال من باع دينه بدنيا غيره.

قال : فأيّ الخلق أقوى؟ قال : الحكيم.

قال : فأيّ الخلق أشحّ؟ قال من أخذ المال من غير حلّه ، فجعله في غير حقّه.

قال : فأيّ الناس أكيس؟ قال : من أبصر رشده من غيّه.

قال : فمن أحلم الناس؟ قال : الذي لا يغضب.

قال : فأيّ الناس أثبت رأيا؟ قال : من لم يغرّه الناس من نفسه ولم تغرّه الدنيا بتشوّقها.

قال : فأيّ الناس أحمق؟ قال : المغترّ بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلّب أحوالها.

قال : فأيّ الناس أشدّ حسرة؟ قال : الذي حرم الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين.

__________________

(١) في « أ » : « لم ينال ».

(٢) صريع يتلوّى أي : يتقلّب من ظهر إلى بطن ، مجمع البحرين ١ : ٣٨١ ، « ل وى ».

٥٨

قال : فأيّ الخلق أعمى؟ قال : الذي عمل لغير الله ، يطلب بعمله الثواب من عند الله عزوجل.

قال : فأيّ القنوع أفضل؟ قال : القانع بما أعطاه الله تعالى.

قال : فأيّ المصائب أشدّ؟ قال : المصيبة في الدين.

قال : فأيّ الأعمال أحبّ إلى الله عزوجل؟ قال : انتظار الفرج.

قال : فأيّ الناس خير عند الله عزوجل؟ قال : أخوفهم لله ، وأعملهم بالتقوى ، وأزهدهم في الدنيا.

قال : فأيّ الكلام أفضل عند الله عزوجل؟ قال : كثرة ذكره وتضرّعه إليه (١) والدعاء.

قال : فأيّ القول أصدق؟ قال : شهادة أن لا إله إلّا الله.

قال : فأيّ الأعمال أعظم عند الله عزوجل؟ قال : التسليم والورع.

قال : فأيّ الناس أصدق؟ قال : من صدق في المواطن.

ثمّ أقبل عليّ عليه‌السلام على الشيخ ، فقال : يا شيخ ، إنّ الله عزوجل خلق خلقا ضيّق الدنيا عليهم ؛ نظرا لهم ، زهّدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها ؛ فصبروا على ضيق المعيشة ، وصبروا على المكروه ، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة ، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله عزوجل وهو عنهم راض ، وعلموا أنّ الموت سبيل من مضى ومن بقي ، فتزوّدوا لآخرتهم غير الذهب والفضّة ، ولبسوا الخشن ، وصبروا على الذلّ ، وقدّموا القوت الفضل ، وأحبّوا في الله وأبغضوا في الله أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة. والسلام.

فقال الشيخ : فأين أذهب وأدع الجنّة وأنا أراها وأرى أهلها معك؟! يا أمير المؤمنين ، جهّزني بقوّة أتقوّى بها على عدوّك. فأعطاه أمير المؤمنين سلاحا وحمله ، وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين عليه‌السلام ، يضرب قدما وأمير المؤمنين يعجب ممّا يصنع ، فلمّا اشتدّت الحرب أقدم فرسه حتّى قتل رحمه‌الله.

[ وأتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام فوجده صريعا ووجد دابّته ووجد سيفه في ذراعه ، فلمّا انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين عليه‌السلام بدابّته وسلاحه وصلّى أمير المؤمنين عليه‌السلام عليه وقال : هذا والله السعيد حقّا فترحّموا على أخيكم ] (٢).

__________________

(١) هكذا في النسخ ، لكن في المصادر : « والتضرّع إليه ».

(٢) معاني الأخبار : ١٩٧ ـ ٢٠٠ / ٤ ، باب معنى الغايات ؛ أمالي الصدوق : ٣٢١ ـ ٣٢٣ / ٤ ، المجلس الثاني والستّون ؛ أمالي الطوسي : ٤٣٤ ـ ٤٣٧ / ٩٧٤ ، المجلس الخامس عشر. وما بين المعقوفين من المصادر.

٥٩

الحديث الثامن والعشرون

أخبرني الشيخ الفقيه العلّامة رضي الدين أبو الحسن عليّ بن أحمد المزيدي قال :

أخبرنا الفقيه محمّد بن أحمد بن صالح ، أنا (١) نجيب الدين محمّد بن نما ، أنا والدي أبو البقاء هبة الله بن نما ، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن أحمد بن طحال المقدادي ، أنا أبو عليّ ، أنا والدي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، أنا أبو جعفر بن بابويه ، حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر الجرجاني ، حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد ، وعليّ بن محمّد بن سيّار ، عن أبويهما ، عن مولانا أبي محمّد الحسن العسكري ، عن أبيه ، عن آبائه عليه‌السلام قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبعض أصحابه ذات يوم : يا عبد الله أحبب في الله وأبغض في الله ، وو آل في الله ، وعاد في الله ، فإنّه لا تنال ولاية الله إلّا بذلك ، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتّى يكون كذلك. وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا ، عليها يتوادّون ، وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا.

فقال الرجل : يا رسول الله كيف لي أن أعلم أنّي قد واليت وعاديت في الله؟ فمن وليّ الله عزوجل حتّى أواليه ومن عدوّه حتى أعاديه؟

فأشار له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عليّ عليه‌السلام ، فقال : ألا ترى هذا؟ قال : بلى.

فقال : وليّ هذا وليّ الله فواله ، وعدوّ هذا عدوّ الله فعاده ، وال وليّ هذا ولو أنّه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدوّه ولو أنّه أبوك أو ولدك (٢).

الحديث التاسع والعشرون

وبالإسناد المقدّم إلى ابن بابويه ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيّوب

__________________

(١) مختصر لكلمة « أنبأنا ». وكذا ما بعدها.

(٢) معاني الأخبار : ٣٩٩ / ٥٨ ، باب نوادر المعاني ؛ أمالي الصدوق : ١٩ / ٧ ، المجلس ٣ ؛ عيون أخبار الرضا ١ : ٢٦١ / ٤١ باب فيما جاء عن الإمام.

٦٠