رسائل الشهيد الأوّل

الشيخ شمس الدين محمد بن مكّي [ الشهيد الأوّل ]

رسائل الشهيد الأوّل

المؤلف:

الشيخ شمس الدين محمد بن مكّي [ الشهيد الأوّل ]


المحقق: مركز الأبحاث والدراسات الإسلاميّة
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة بوستان كتاب
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-371-251-6
الصفحات: ٣٧٦

(١٦)

إجازة الشهيد لابن الخازن

٣٠١
٣٠٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

صورة إجازة الشيخ السعيد الشهيد قدّس الله روحه للشيخ الفقيه ابن الخازن الحائري (١) قدس‌سره.

أقول : قد نقلت هذه الإجازة الشريفة من خطّ الشيخ علي بن عبد العالي قدّس الله سرّه.

وقال بعض العلماء أيضا : قد وجدت هذه الإجازه بخطّ الأخ الصالح الشيخ بهاء الدين محمّد بن عليّ الشهير بابن بهاء الدين العودي أحسن الله تعالى توفيقه ، مكتوبا أنّه وجدها بخطّ ناصر البويهي رحمه‌الله على ظهر قواعده ، وأنّها الإجازة التي أجازها شيخنا الشهيد للشيخ زين الدين أبي الحسن عليّ بن الخازن بالحضرة الشريفة الحائريّة على مشرّفها الصلاة والتحيّة. وهذه صورتها :

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهمّ إنّا نحمدك والحمد من نعمك ، ونشكرك والشكر من قسمك ، ونسألك أن تصلّي على سيّدنا محمّد الهادي إلى أممك ، وعلى أخيه ووصيّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أمينك وحكمك ، وعلى الآخرين من ذرّيتهما أولي أمرك وحكمك ، ونرغب إليك في مغفرة ذنوبنا وحسن توفيقنا ، وأن تجعلنا ممّن حمل شريعتك فأدّاها كما حملها ، ونشرها في أهلها

__________________

(١) هو العالم الجليل عليّ بن أبي محمّد الحسن زين الدين بن شمس الدين محمّد الخازن بالحائر الشريف ، الذريعة ١ : ٢٤٧ ؛ الفوائد الرضوية : ٢٩٠.

٣٠٣

فأحكمها وفصّلها ، فإنّ العلم من أشرف الصفات ، وناهيك أن به ترفع الدرجات ، ويتقبّل الأعمال الصالحات ، وأحد طرقه الرواية عن الأثبات : فطورا بالقراءة ، وطورا بالمناولة والإجازة.

ولمّا كان المولى الشيخ العالم التقيّ الورع المحصّل العالم بأعباء العلوم الفائق أولي الفضائل والفهوم ، زين الدين أبو الحسن علي ابن المرحوم السعيد الصدر الكبير العالم عزّ الدين أبي محمّد بن الحسن المرحوم المغفور سيّد الأمناء شمس الدين محمّد الخازن بالحضرة الشريفة المقدّسة المطهّرة مهبط ملائكة الله ومعدن رضوان الله ، التي هي من أعظم رياض الجنّة ، المستقرّ بها سيّد الإنس والجنّة إمام المتّقين وسيّد الشهداء في العالمين ريحانة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسبطه وولده أبو عبد الله الحسين ابن سيّد العالمين أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ، ممّن رغب في اقتناء العلوم العقليّة والنقليّة والأدبيّة والشرعيّة ، استجاز العبد المفتقر إلى الله تعالى محمّد بن مكّي لطف الله به ، فاستخار الله تعالى ، وأجاز له جميع ما يجوز عنه ، وله روايته من مصنّف ومؤلّف ومنثور ومنظوم ومقروء ومسموع ومناول ومجاز.

فممّا صنّفته كتاب القواعد والفوائد في الفقه مختصر يشتمل على ضوابط كلّيّة أصوليّة وفرعيّة ، تستنبط منها أحكام شرعيّة ، لم يعمل للأصحاب مثله ، ومن ذلك كتاب الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة خرج منه نصفه في مجلّد. ومن ذلك كتاب غاية المراد في شرح الإرشاد في الفقه ، ومن ذلك شرح التهذيب الجمالي في أصول الفقه. ومن ذلك كتاب اللمعة الدمشقيّة مختصر لطيف في الفقه. ومن ذلك رسالتان في الصلاة تشتملان على حصر فرضها ونفلها في أربعة آلاف مسألة محاذاة لقولهم عليهم‌السلام : « للصّلاة أربعة آلاف باب ». (١) ومن ذلك رسالة في التكليف وفروعه. ومن ذلك رسالة تشتمل على مناسك الحجّ مختصرة جامعة ، وغير ذلك من الرسائل ، وكتب شرع فيها يرجى إتمامها في الفقه والكلام والعربيّة إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) التهذيب ٢ : ٩٥٧ / ٢٤٢.

٣٠٤

وأمّا مصنّفات الأصحاب فإنّي أرويها عن مشايخي العدول والثقات الأثبات رضي‌الله‌عنهم.

فمن ذلك مصنّفات شيخيّ الإمامين الأفضلين الأكملين المجتهدين منتهيي أفاضل المذهب في زمانهما السيّد المرتضى عميد الدين ، والشيخ الأعظم فخر الدين ابن الإمام الأعظم الحجّة أفضل المجتهدين جمال الدين أبي منصور الحسن ابن الإمام السيّد الحجّة الفقيه سديد الدين أبي المظفّر ابن الإمام المرحوم زين الدين علي بن المطهّر ، أفاض الله على ضرائحهم المراحم الربّانيّة ، وحباهم بالنعم الهنيّة ، فإنّي أروي جميع مصنّفاتهما قراءة وسماعا وإجازة.

ومن ذلك مصنّفات الإمام الأعظم جمال الدين المشار إليه ، فإنّي أرويها عنهما عنه ، وأرويها أيضا بطريق الإجازة عن جماعة آخرين :

ومنهم : الشيخ العالم الفاضل المحقّق زين الدين علي بن طرّاد المطارآبادي تلميذ الإمام المشار إليه.

ومنهم : السيّد العالم السعيد النسّابة أعجوبة الزمان في جميع الفضائل والمآثر تاج الدين أبو عبد الله محمّد بن معيّة الحسني أطاب الله ثراه.

ومنهم : السيّد العالم الفاضل أمين الدين أبو طالب أحمد بن زهرة الحلبي الحسيني.

ومنهم : الإمام العلّامة سلطان العلماء وملك الفضلاء الحبر البحر قطب الدين محمّد بن محمّد الرازي البويهي ، فإنّي حضرت في خدمته ـ قدّس الله لطيفه ـ بدمشق عام ثمانية وستّين وسبعمائة ، واستفدت من أنفاسه ، وأجاز لي جميع مصنّفاته ومؤلّفاته في المعقول والمنقول أن أرويها عنه ، وجميع مرويّاته. وكان تلميذا خاصّا للشيخ الإمام جمال الدين المشار ليه.

ومن ذلك جميع مرويّات ومصنّفات الشيخ السعيد العلّامة نجم الدين بن سعيد وابن عمّه نجيب الدين يحيى بن سعيد رضوان الله عليهما ، عن الشيخ جمال الدين عنهما.

ومن ذلك مصنّفات السيّدين الإمامين المرتضيين أبي الفضائل أحمد وأبي الحسن علي ابني طاوس رضوان الله عليهما وصلواته على آبائهما ، عن الإمام جمال الدين عنهما ،

٣٠٥

وأرويها أيضا مع مرويّات ابني سعيد ، عن الشيخ الإمام ملك الأدباء والعلماء رضي الدين أبي الحسن عليّ ابن الشيخ السعيد جمال الدين أحمد المزيدي رضي‌الله‌عنه ، عن شيخه الإمام جمال الدين محمّد بن صالح القتيبي [ القندي ] عنهم.

وبهذا الإسناد عن ابني سعيد وابني طاوس مصنّفات الشيخ العالم نجيب الدين أبي جعفر محمّد بن نما ومرويّاته ، ومصنّفات السيّد النسّابة العلّامة شمس الدين أبي علي فخّار ومرويّاته ، وأرويها عن السيّد تاج الدين بن معيّة ، عن السيّد علم الدين المرتضى بن عبد الحميد بن فخّار عن والده عن جدّه فخّار الموسوي رحمه‌الله.

وبهذا الإسناد عن فخّار وابن نما مصنّفات الشيخ العلّامة المحقّق فخر الدين أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي الربعي صاحب السرائر في الفقه.

وبهذا الإسناد عن فخّار مصنّفات ومرويّات الشيخ العالم نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمّي رضوان الله عليه.

وبهذا الإسناد مصنّفات ومرويّات الشيخ العالم نجم الدين جعفر بن مليك الحلّي عن جماعة من مشايخ الإمام جمال الدين عنه.

وبهذا الإسناد مصنّفات الشيخ جمال الدين الحسن بن هبة الله بن رطبة السوراوي عن ابن إدريس عنه.

وبهذا الإسناد عن ابن رطبة مصنّفات ومرويّات الشيخ المفيد أبي علي ابن شيخنا أبي جعفر إمام المذهب بعد الأئمّة محمّد بن الحسن الطوسي ، وهو يروي جميع مصنّفات والده ومرويّاته.

وبهذا الإسناد مصنّفات الشيخ الإمام عضد المذهب المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان عن الشيخ أبي جعفر عنه.

وبهذا الإسناد مصنّفات الإمام السعيد المرتضى علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي عن الشيخ أبي جعفر عنه.

وبهذا الإسناد جميع مصنّفات الإمام ابن الإمام ابن الإمام الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن موسى بن بابويه القمّي عن الشيخ المفيد عنه ، وهو يروي عن والده أبي الحسن علي صاحب

٣٠٦

الرسالة وغيرها.

وبهذا الإسناد مصنّفات الشيخ أبي القاسم جعفر بن قولويه عن الشيخ المفيد وابن بابويه عنه.

وبه مصنّفات صاحب كتاب الكافي في الحديث ـ الذي لم يعمل للإماميّة مثله ـ للشيخ أبي جعفر محمّد بن يعقوب الكليني ـ بتشديد اللام ـ عن ابن قولويه عنه.

وبهذا الإسناد جميع مرويّات الكليني عن الأئمّة عليهم‌السلام بواسطة من روى عنه.

وبهذا الإسناد عن الأئمّة عليهم‌السلام جميع أحاديث سيّدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطريقهم الصحيح الذي لا مرية ولا شكّ يعتريه ، ولنتبرّك بحديث مسند إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنقول :

أخبرنا الجماعة المشار إليهم عن الإمام جمال الدين ، عن والده سديد الدين ، عن ابن نما ، عن محمّد بن إدريس ، عن عربي بن مسافر العبادي ، عن إلياس بن هشام الحائري ، عن أبي علي المفيد ، عن والده أبي جعفر الطوسي ، عن المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أبي جعفر محمّد بن بابويه ، عن الشيخ أبي عبد الله الحسن بن محمّد الرازي قال : حدّثنا علي بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الغازي ، عن الإمام المرتضى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه الإمام الكاظم عليه‌السلام ، عن أبيه الإمام الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه الإمام الباقر عليه‌السلام ، عن أبيه الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، عن أبيه الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام عن أبيه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها زجّ في النار ».

وأمّا مصنّفات العامّة ومرويّاتهم فإنّي أروي عن نحو من أربعين شيخا من علمائهم بمكّة والمدينة ودار السلام بغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل إبراهيم عليه‌السلام ، فرويت صحيح البخاري عن جماعة كثيرة بسندهم إلى البخاري ، وكذا صحيح مسلم ومسند أبي داود وجامع الترمذي ومسند أحمد وموطّأ مالك ومسند الدار قطني ومسند ابن ماجة والمستدرك على الصحيحين للحاكم أبي عبد الله النيسابوري ، إلى غير ذلك ممّا لو ذكرته لطال الخطب.

وقرأت الشاطبيّة على جماعة منهم : قاضي قضاة مصر برهان الدين إبراهيم بن جماعة ،

٣٠٧

عن جدّه بدر الدين ، عن ابن قارئ مصحف المذهب ، عن الشاطبي الناظم رحمه‌الله.

ومنهم : الشيخ شمس الدين محمّد بن عبد الله البغدادي ، فإنّه رواها لي عن ابن الخرائدي ، عن الشيخ كمال الدين العباسي ، عن الناظم رحمه‌الله.

ورويت كتاب نهج البلاغه ـ الذي هو معجز الإمام المفترض الطاعة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ـ عن جماعة كثيرة ، منهم : الشيخ رضي الدين المزيدي عن شيخه الإمام فخر الدين البوقي بسنده المشهور.

ومنهم : السيّد تاج الدين بن معيّة بسنده إلى ابن بلوحي عن السيّد العلّامة المرتضى نقيب الموصل كمال الدين بن حيدر ـ قدّس الله روحه ـ بسنده المشهور.

ورويت كتاب الكشّاف ـ لجار الله العلّامة أبي القاسم محمود الزمخشري ـ عن جماعة كثيرة منهم قاضي قضاة مصر عزّ الدين عبد العزيز بن جماعة ، عن ابن عساكر الدمشقي عن أبيه المؤيّد عن الزمخشريّ.

ورويت كتاب مجمع البيان في تفسير القرآن ـ للإمام أمين الدين أبي علي الفضل الطبرسي ، وهو كتاب لو يعمل مثله في التفسير ـ عن عدّة من المشايخ منهم : مشايخي المذكورون عن الشيخ جمال الدين بن المطهّر بسنده إليه ، وكذلك تفسيره الملقّب بجوامع الجامع ، وكتاب الكافي الشافي من كتاب الكشّاف من مصنّفاته.

وأمّا المعاني والبيان فإنّي قرأت كتاب الفوائد الغياثيّة وشرحها للسيّد المرتضى العلّامة ملك العلماء والأدباء جمال الدين عبد الله بن محمّد الحسني العريضي الخراسانيّ عليه بأسره ، ورويت عنه جميع مرويّاته ومصنّفاته ، وهو أيضا يروي عن الإمام جمال الدين ابن المطهّر ، وأروي عنه كتاب المفتاح للإمام السكّاكي بحقّ روايته عن السيّد اليمني بإسناده إلى السكّاكي.

فليرو مولانا زين الدين علي بن الخازن أدام الله تعالى بركاته جميع ذلك إن شاء بهذه الطرق وغيرها ممّا يزيد على الألف ، والضابط أن يصحّ عنده السند في ذلك بعد الاحتياط التامّ لي وله ، وعليه أن يذكرني في حرم السبط الشهيد وحضرته المقدّسة مدّة حياتي وبعد وفاتي ، ويهدي إليّ دعواته المبرورة في الحضرة المشهورة الحائريّة ،

٣٠٨

صلوات الله على مشرّفها وسلامه.

وكتب العبد الفقير إلى عفو الله وكرمه محمّد بن محمّد بن حامد بن مكّي في دمشق المحروسة منتصف نهار الأربعاء المعرب عن ثاني عشر شهر رمضان المبارك عمّت بركته سنة أربع وثمانين وسبعمائة ، والحمد لله أبد الآبدين ، وصلّى الله على أفضل الخلائق أجمعين أبي القاسم حبيب الله محمّد خاتم النبيّين وعترته الطيّبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين (١).

__________________

(١) وكان في المقابل بها بخطّ السيد صدر جهان الحسيني ما هذه صورته : وكان آخر النسخة « هذه صورة ما وجدته بخطّ المجيز وكتب ناصر البويهي » انتهى.

٣٠٩
٣١٠

(١٧)

إجازة الشهيد لابن نجدة

٣١١
٣١٢

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي مصير كلّ شي‌ء إليه ، والمعوّل في كلّ مهمّ عليه ، والصلاة على أحظى خلقه لديه ، محمّد بن عبد الله النبيّ الأمّي أفضل مصطفاه ، وعلى آله الأولى ، حفظوا شرعته ، وأقاموا سنّته ، صلاة تتزايد بتزايد الدهور ، وتتضاعف بتضاعف الأيّام والشهور.

وبعد : فإنّ المعترف بنعم الله جلّ اسمه ، المغترف من تيّار بحاره ، المستوعب جميع آناته في الإذعان بالقصور عن أيسر ما يجب من شكره في سرّه وجهاره ، السائل من عميم فيضه وسيبه المدرار أن يعفو عنه ما اقترفه في سالفه آناء الليل والنهار ، محمّد بن مكّي ( سامحه الله في هفواته وغفر له خطيئاته ) يقول :

لمّا كان شرف الإنسان إنّما هو بالعقل الذي امتاز به عن العجماوات ، وشابه به ملائكة السماوات. وبالعلم الذي يستحقّ به رفيع الدرجات ، ويفضل به على أبناء نوعه من ذوي الجهالات. وكانت العلوم متعدّدة وأصنافها متبدّدة ، وكان أفضلها وأشرفها العلم بالله تعالى وكمالاته ، وكيفيّة تأثيراته ، والعلم بكتابه العزيز ، وشرعه القويم ، وصراطه المستقيم ، المأخوذ عن خاتم الأنبياء ، وأفضل الأولياء بطريق عترته الأئمّة النجباء ، والبررة الأمناء ـ صلوات الله عليه وعليهم ما تعاقب الظلام والضياء ، واتّبع الصباح المساء ـ وما يتوقّف إتقان هذين عليه من المعقولات والمنقولات ، وتلك هي العلوم الإسلاميّة ، والقوانين الشرعيّة صلوات الله على الصادع بها وسلامه ، وعلى أحمد عترته وأطيب صحابته.

وكان الأخ في الله المصطفى في الأخوّة المختار في الدين المولى الشيخ الإمام العالم

٣١٣

العامل العلّامة المتّقي صاحب المباحث السنيّة ، والأفهام الدقيقة ، والهمّة العليّة ، والفكرة الدقيقة ، المؤيّد بتأييد ربّ العالمين ، شمس الملّة والحقّ والدين ، أبو جعفر محمّد ابن الشيخ الإمام العالم الزاهد العابد تاج الدين أبي محمّد عبد العليّ بن نجدة ـ أسعده الله في أولاه وأخراه ، وأعطاه ما يتمنّاه وبلّغه ما يرضاه ـ ممّن أقبل على تحصيل الكمالات النفسانيّة ، وفاز بالسبق على أقرانه في الخصال المرضيّة ، وانقطع بكلّيّته إلى طلب المعالي ، ووصل يقظة الأيّام بإحياء الليالي ، حتّى بلغ من آماله ما شرّفه وعظّمه ، وجعله من أعلام العلماء وأكرمه.

وكان من جملة ما قرأه على العبد الضعيف عدّة كتب :

فمنها : كتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام ، قرأ وسمع معظمه.

ومنها : كتاب اللمع في النحو للإمام أبي الفتح عثمان بن جنّي.

ومنها : كتاب الخلاصة المنظوم للإمام العلّامة ملك الأدباء جمال الدين أبي عبد الله محمّد بن مالك الطائي الجيّاني قراءة حافظا دارسا شارحا باحثا.

وسمع كتبا كثيرة غير ذلك بقراءة غيره في فنون شتّى ، مثل : كتاب تحرير الأحكام الشرعيّة ، وكتاب التلخيص ، والإرشاد ، وكتاب المناهج في علم الكلام ، وكتاب شرح النظم في علم الكلام ، وكتاب شرح الياقوت في علم الكلام ، وكتاب نهج المسترشدين ، كلّ ذلك من مصنّفات الإمام الأعلم ، أستاد الكلّ في الكلّ جمال الملّة والحقّ والدين أبي منصور الحسن بن مطهّر الحلّي رفع الله مكانه في جنّته ، وجمع بينه وبين أحبّته.

وكتاب شرائع الإسلام ، ومختصرها للإمام السعيد فخر المذهب محقّق الحقائق نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد شرّف الله في الملإ الأعلى قدره ، وأطاب في الدارين ذكره.

ومن ذلك : كتاب عيون أخبار الرضا ( عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة والتحيّات ) تأليف الشيخ الإمام الصدوق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه رحمه‌الله.

ومن ذلك : كتاب مختصر مصباح المتهجّد من مصنّفات الشيخ الإمام الأعلم ، السعيد الموفّق شيخ المذهب ، محيي السنن أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ( قدّس الله روحه ونوّر ضريحه ) وغير ذلك ممّا يطول عدّه ويعسر ضبطه.

٣١٤

وقد أجزت له ( أسبغ الله فضائله ) رواية جميع ما قرأه وسمعه عليّ ونقله وأقرأه والعمل به ، عنّي عن مشايخي الذين عاصرتهم ، وحضرت دروسهم ، واستفدت من أنفاسهم ، واقتبست من علومهم ( رضوان الله عليهم أجمعين ).

بل أجزت له جميع ما صنّفه علماؤنا الماضون ، وسلفنا الصالحون من الطبقة التي عاصرناهم إلى طبقات الأئمّة المعصومين في جميع الأزمنة ، بالطرق التي لي إليهم على اختلافها.

وأجزت له رواية جميع ما رويته عن مشايخ أهل السنّة شاما وحجازا وعراقا ، وهو كثير.

وأجزت له رواية جميع ما صنّفته وألّفته ونظمته في سائر العلوم التي شاركت فيها بعض أهلها. فممّا سمعه عليّ من مصنّفاتي : كتاب غاية المراد في شرح الإرشاد ، والرسالة الألفيّة في فقه الصلاة ، وخلاصة الاعتبار في الحجّ والاعتمار ، ورسالة التكليف وغيرها.

وها أنا مثبت نبذة من الطرق إلى العلماء المذكورين ، وجاعل استيفاء ذلك مفوّضا إليه ـ أدام الله نعمه عليه ـ وإلى ما عساه يتيسّر لي في مستقبل الأوقات من الكتابة له ، والزيادة على ذلك.

فأمّا مصنّفات الإمام ابن المطهّر رضى الله عنه فإنّي رويتها عن عدّة من أصحابنا.

منهم : المولى السيّد الإمام المرتضى علم الهدى شيخ أهل البيت في زمانه ، عميد الحقّ والدين أبو عبد الله عبد المطّلب بن الأعرج الحسيني ( طاب ثراه وجعل الجنّة مثواه ).

ومنهم : الشيخ الإمام سلطان العلماء منتهى الفضلاء والنبلاء ، خاتم المجتهدين فخر الملّة والدين ، أبو طالب محمّد ابن الشيخ الإمام السعيد جمال الدين بن المطهّر ( مدّ الله في عمره مدّا ، وجعل بينه وبين الحادثات سدّا ).

ومنهم : الشيخ الإمام العلّامة ملك الأدباء عين الفضلاء رضيّ الدين أبو الحسن عليّ بن المزيدي ( قدّس الله روحه ).

ومنهم : الشيخ الإمام الفقيه المحقّق والحبر المدقّق ، زين الدين أبو الحسن عليّ بن طراد المطارآبادي جميعا عنه ، أعني الإمام جمال الدين بلا واسطة.

وأجزت له ( دامت أيّامه ) رواية مصنّفات هؤلاء المذكورين أيضا ومؤلّفاتهم ومرويّاتهم

٣١٥

عنّي عنهم بلا واسطة.

وبهذا الإسناد عن الإمام جمال الدين مصنّفات الإمام نجم الدين بن سعيد ( رضي‌الله‌عنهما ) عنه. ويرويها الإمامان الأوّلان عميد الحقّ والدين ، وفخر الحقّ والدين أيضا عن الشيخ الإمام العلّامة رضيّ الحقّ والدين عليّ بن المطهّر ، عن الإمام نجم الدين أيضا.

ويرويها الإمامان الأخيران رضيّ الدين وزين الدين عن الشيخ الإمام العلّامة صفيّ الدين محمّد بن سعيد عن الإمام نجم الدين أيضا. ويرويها الإمام الأخير زين الدين عن الشيخ الإمام سلطان الأدباء ملك النظم والنثر المبرّز في النحو والعروض تقيّ الدين أبي محمّد الحسن بن داود عن الشيخ الإمام نجم الدين أيضا.

وأرويها عاليا عن الشيخ الإمام الخطيب المصقع البليغ جلال الدين محمّد ابن الشيخ السعيد ملك الأدباء والشعراء والخطباء شمس الدين محمّد بن الكوفي الهاشمي الحارثي عن الشيخ نجم الدين بلا واسطة.

وبالإسناد عن الشيخ جمال الدين جميع مرويّات الشيخ السعيد العلّامة المغفور رئيس المذهب في زمانه نجيب الدين أبي زكريّا يحيى بن الحسن بن سعيد صاحب الجامع وغيره.

وبالإسناد عن الشيخ جمال الدين مصنّفات ومرويّات الإمامين السعيدين المرتضين ، السيّدين الزاهدين العابدين البدلين الفردين رضيّ الحقّ والدين أبي القاسم عليّ ، وجمال الدين أبي الفضائل أحمد ابني طاوس الحسني ( سقي الله عهد هما صوب الغمام ، ونفعنا ببركتهما وبركة أسلافهما الكرام ).

وعن الشيخ جمال الدين مصنّفات والده الإمام السعيد المعظّم سديد الدين أبي المظفّر يوسف بن المطهّر.

وبالإسناد عن السيّدين المذكورين ، ونجم الدين ونجيب الدين ابني سعيد ، وسديد الدين ابن المطهّر مصنّفات ومرويّات الشيخ الإمام العلّامة ، قدوة المذهب ، نجيب الدين أبي إبراهيم محمّد بن نما الحلّي الربعي ، ومصنّفات ومرويّات السيّد السعيد العلّامة إمام الأدباء والنسّاب والفقهاء شمس الدين أبي عليّ فخّار بن معد الموسوي رضى الله عنه.

وعن ابن نما والسيّد فخّار مصنّفات الإمام العلّامة شيخ العلماء حبر المذهب فخر الدين

٣١٦

أبي عبد الله محمّد بن إدريس رضى الله عنه.

وعن السيّد فخّار بلا واسطة ، ونجيب الدين بن نما ( رضي‌الله‌عنهما ) بواسطة الشيخ الإمام السعيد أبي عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي رحمه‌الله جميع مصنّفات شاذان بن جبرئيل ، نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله.

وعن ابن إدريس رحمه‌الله مصنّفات الشيخ الإمام السعيد أبي جعفر الطوسي بحقّ روايته ، عن عربي بن مسافر العبادي عن إلياس بن هشام الحائري عن المفيد أبي عليّ ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن والده.

ونرويها أيضا عن شيخنا الإمام السعيد جلال الدين أبي محمّد الحسن بن نما رحمه‌الله عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد عن السيّد الإمام المرتضى السعيد العلّامة محيي الدين أبي حامد محمّد بن زهرة الحسيني الحلبي الإسحاقي ( طاب ثراه ) عن الشيخ الإمام السعيد رشيد الدين أبي جعفر محمّد بن عليّ بن شهر آشوب المازندراني ، صاحب كتاب المناقب ، عن أبي الفضل الداعي والسيّد الإمام ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن عليّ الحسني ، والشيخ أبي الفتوح أحمد بن عليّ الرازي ، والشيخ الإمام أبي عبد الله محمّد ، وأخيه أبي الحسن علي ابني عليّ بن عبد الصمد النيسابوري ، وأبي عليّ محمّد بن الفضل الطبرسي جميعا عن الشيخين أبي عليّ المفيد ، وأبي الوفاء عبد الجبّار المقرئ ، كليهما عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.

وبهذا الإسناد مصنّفات الشيخ الإمام السعيد مرجع المذهب أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان رضى الله عنه ، عن الشيخ الطوسي عنه.

وعن الشيخ الطوسي رحمه‌الله مصنّفات الإمام السعيد المرتضى علم الهدى خليفة أهل البيت عليهم‌السلام أبي القاسم عليّ بن الحسين الموسوي.

وبالإسناد عن الشيخ المفيد عن الشيخ الصدوق محمّد بن بابويه جميع مصنّفاته.

وأمّا مصنّفات الإمام العلّامة السعيد ملك الأدباء علّامة الفضلاء أبي الحسين محمّد الرضيّ ، جامع كتاب نهج البلاغة من كلام الإمام الربّاني وارث علم رسول الله وخليفته أبي الحسن عليّ بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) فإنّي أرويها عن جماعة كثيرة ، منهم من

٣١٧

تقدّم إلى ابن شهر آشوب رحمه‌الله عن السيّد الإمام أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني المروزي ، عن السيّد الرضيّ بواسطة أبي عبد الله محمّد بن عليّ الحلواني رحمه‌الله.

وأمّا مصنّفات القاضي الإمام الحبر المحقّق خليفة الشيخ أبي جعفر الطوسي في البلاد الشاميّة عزّ الدين عبد العزيز بن البرّاج رحمه‌الله فإنّي أرويها بالطريق المذكور إلى السيّد محيي الدين بن زهرة ، عن الشريف عزّ الدين أبي الحارث محمّد بن الحسن العلوي البغدادي ، عن الشيخ الإمام السعيد قطب الدين أبي الحسين الراوندي ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسن الحلبي ، عن القاضي ابن البرّاج رحمهم‌الله.

وأمّا مصنّفات الشيخ الإمام السعيد خليفة المرتضى رضى الله عنه في علومه أبي الصلاح تقيّ الدين بن نجم الحلبي ، فعن الشيخ سديد الدين أبي الفضل شاذان بواسطة محيي الدين بن زهرة والسيّد فخّار بحقّ رواية شاذان ، عن الشيخ أبي محمّد عبد الله بن عمر الطرابلسي ، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي ، عن الشيخ أبي الصلاح.

وعن محيي الدين بن زهرة جميع مصنّفات والده جمال الدين أبي القاسم بن عبد الله عليّ بن زهرة ، وعمّه السيّد الإمام المعظّم المرتضى عزّ الدين أبي المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة الحسيني صاحب كتاب الغنية ، وكتاب نقض شبه الفلاسفة ، وجواب المسائل البغداديّة ، وغيرها.

وأمّا مصنّفات الإمام الحبر العلّامة عماد المذهب أبي الفتح محمّد بن عليّ الكراجكي نزيل الرملة البيضاء ( رحمة الله عليه ) فإنّا نرويها بالإسناد عن أبي الفضل شاذان رحمه‌الله ، عن الشيخ الفقيه أبي محمّد ريحان بن عبد الله الحبشي ، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل ، عن المصنّف الكراجكي المذكور ،

ولنذكر طريقا واحدا إلى سيّدنا وسيّد الأنبياء وسيّد البشر وسيّد الممكنات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تبرّكا به ، وليكن عن آخر من أثبتناه من علمائنا آنفا أعني الشيخ الكراجكي رحمه‌الله.

قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد رحمه‌الله عن أحمد بن محمّد بن الوليد ، عن والده ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد

٣١٨

بن أبي عمير ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة بن أعين عن الإمام المعصوم أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، عن أبيه ، عن أبيه ، عن أبيه أمير المؤمنين قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بني الإسلام على عشرة أسهم : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وهي الملّة ، والصلاة ، وهي الفريضة ، والصوم ، وهو الجنّة ، والزكاة ، وهي الطهرة ، والحجّ ، وهو الشريعة ، والجهاد ، وهو العزّ ، والأمر بالمعروف [ وهو الوفاء ] والنهي عن المنكر ، وهو الحجّة ، والجماعة ، وهي الألفة ، والعصمة ، وهي الطاعة. (١)

وأمّا كتاب اللمع في النحو فرويته له عن الشيخ العلّامة رضيّ الدين بن المزيدي ، عن والده جمال الدين أحمد ، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد ، عن الشيخ الأديب مهذّب الدين محمّد بن كرم النحوي ، عن الشيخ محيي الدين بن أبي البقاء العكبري. وعن الشيخ العالم عليّ بن الفرج السوراوي كليهما ، عن الشيخ زين الدين أبي محمّد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشّاب النحوي ، عن السيّد النقيب هبة الله بن الشجري الحسني ، عن السيّد أبي المعمر يحيى بن هبة الله بن طباطبا الحسني ، عن القاضي أبي القاسم عمر بن ثابت الثمانيني النحوي ، عن المصنّف.

وأمّا الخلاصة المالكيّة الألفية فإنّي رويتها له بحقّ قراءة بعضها وإجازة الباقي على الشيخ العلّامة ملك النحاة شهاب الدين أبي العبّاس أحمد بن الحسن الحنفي النحوي ، فقيه الصخرة الشريفة ببيت المقدس ـ زاده الله شرفا ـ بحقّ قراءته على الشيخ الإمام العلّامة برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري بمقام النبيّ إبراهيم الخليل ( صلوات الله عليه ) عن الشيخ العلّامة شمس الدين محمّد بن أبي الفتح الدمشقي ، عن ناظمها وراقم علمها ابن مالك.

وممّا أرويه كتاب الجامع الصحيح تأليف الإمام المحدّث أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري ، عن عدّة من العلماء منهم : الشيخ الإمام العلّامة المفضال فخر الحقّ والدين محمّد بن الحسن بن المطهّر الحلّي ، والشيخ الإمام العلّامة شرف الدين محمّد بن بكتاش التستري ، ثمّ البغدادي الشافعي ، مدرّس المدرسة النظاميّة ، والشيخ الإمام القارئ ملك

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٤٤ / ٥٠ ، المجلس الثاني ؛ الخصال : ٤٤٧ / ٤٧ باب العشرة.

٣١٩

القرّاء والحفّاظ شمس الدين محمّد بن عبد الله البغدادي الحنبلي ، والشيخ الإمام فخر الدين محمّد بن الأعزّ الحنفي ، والشيخ الإمام المصنّف المدرّس بالمستنصريّة ـ رضوان الله على منشئها ـ شمس الدين أبو عبد الرحمن محمّد بن عبد الرحمن المالكي ، جميعا عن الشيخ الإمام رحلة الأمصار رشيد الدين محمّد بن أبي القاسم عبد الله بن عمر المقرئ شيخ دار الحديث بالمستنصريّة ـ رضوان الله على منشئها ـ بحقّ سماعه على الإمام أبي الحسن عليّ بن أبي بكر بن روزبه القلانسي الصوفي ، بحقّ سماعه من أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السجزي ، بسماعه على أبي الحسن عبد الرحمن بن محمّد بن المظفّر الداوردي ، بسماعه من أبي محمّد عبد الله بن حمويه الحمّوني السرخسي ، بسماعه على أبي عبد الله محمّد الفربري ، بسماعه على البخاري ، قال : حدّثنا مكّي بن إبراهيم ، حدّثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوّأ مقعده من النار ». (١) وهذا الحديث من الثلاثيّات. وسمعتها تقرأ على الشيخ الإمام المحدّث سراج الدين الدمنهوري تجاه الكعبة الشريفة ، وأجاز لي روايتها ورواية جميع الكتاب عن مشايخه إلى البخاري.

وأمّا صحيح الإمام العلّامة المحدّث مسلم بن حجّاج القشيري النيسابوري ، فإنّي أرويه عن الشيخ شرف الدين الشافعي المذكور ، عن الإمام المحدّث الرحلة عفيف الدين محمّد بن عبد المحسن ـ عرف بابن الخرّاط ، وبابن الدواليبي ـ بسماعه من الشيخ أبي العبّاس أحمد بن عمر بن عبد الكريم الياذبيني ، بسماعه على أبي الحسن المؤيّد بن محمّد بن عليّ الطوسي ، بإسناده عن الإمام مسلم.

فليرو الشيخ شمس الدين محمّد جميع ما ذكرته وغيره لمن شاء.

وكتب أضعف العباد محمّد بن مكّي عاشر شهر رمضان المعظّم قدره سنة سبعين وسبعمائة.

__________________

(١) صحيح البخاري ١ : ٥٢ / ١٠٩ ، باب إثم من كذب على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣٢٠