المنتقى

السيد مرتضى الرضوي

المنتقى

المؤلف:

السيد مرتضى الرضوي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: الإرشاد للطباعة والنشر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٦٥

وإن قضاء الشهوة أعمّ من الجماع ، والجماع أعمّ من الزنى ، وألزنى يكون كثيراً مع عدم الإحصان.

سامحنا من يزعم أن قضاء الشهوة كناية عن الزنى ، بل زد عليه كونه مع الإحصان. ولكنّا نقول :

ما وجه دخول الفاء في قوله : « فارجموهما » وليس هناك ما يصحّح دخولها من شرط ، أو نحوه لا ظاهر ، ولا على وجه يصحّ تقديره. وإنّما دخلت الفاء على الخبر في قوله في سورة ( النور ) :

( والزانية والزاني فاجلدوا ) لأن كلمة « اجلدوا » بمنزلة الشرط. وليس الرجم الجزاء للشيخوخة ، ولا : الشيخوخة سبباً له.

نعم : الوجه في دخول الفاء هو الدلالة على كذب الرواية.

ولعلّ في رواية سليمان سقطاً بأن تكون صورة سؤاله :

هل يقولون في القرآن رجم؟!!

وكيف يرضى لمجده ، وكرامته في هذا الحكم الشديد أن يقيّد الأمر بالشيخ ، والشيخة مع إجماع الأمة على عمومه لكلّ زان محصن بالغ الرشد من ذكر وأنثى. وأن يطلق الحكم بالرجم مع إجماع الأمة على اشتراط الإحصان فيه.

وفوق ذلك يؤكد الإطلاق ، ويجعله كالنّص على العموم بواسطة التعليل بقضاء اللّذة ، والشهوة الّذي يشترك فيه المحصن وغير المحصن ، فتبصّر بما سمعته من التدافع ، والتهافت ، والخلل في رواية هذة المهزلة (١)؟!!

__________________

(١) انظر : تفسير شبر ص ١٥ طبعة مصر ( عام ١٣٥٨هـ ).

٢٢١

وقال العلامة البلاغي ( طاب ثراه ) :

هذا ومّما يصادم هذه الروايات ، ويكافحها ما روي من أنّ علياً (ع) لمّا جلد شراحة المهدانية يوم الخميس ورجمها يوم الجمعة قال :

أجلدها بكتاب الله ، وأرجمها بسنة رسوله كما رواه أحمد ، والبخاري ، والنسائي وعبد الرزاق في ( الجامع ) والطحاوي ، والحاكم في ( مستدركه ) وغيرهم ... فعلي (ع) يشهد بأن الرجم من السنة لا من الكتاب (١).

آية الرجم ورضاع الكبير

قال الراغب الإصبهاني (٢) :

قالت عائشة : لقد نزلت آية الرجم ، ورضاع الكبير (٣) في رقعة

__________________

(١) المصدر السابق ص ١٥ ، ١٦.

(٢) هو أبوالقاسم حسين بن محمد بن المفضل الإصبهاني الفاضل المتبحّر الماهر في اللغة والعربيّة والحديث ، والشعر ، والأدب من مؤلفاته : المفردات في غريب القرآن ، أفانين البلاغة ، المحاضرات الذريعة إلى مكارم الشريعة. انظر : ( الكنى والألقاب للقمي ٢/٢٦٨ طبع النجف الأشرف العراق ).

(٣) موطأ الإمام مالك : جاءت سهلة بنت سهيل ، وهي امرأة أبي حذيفة ـ وهي امرأة عامر بن لؤي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله :

كنّا نرى سالماً ولداً يدخل عليّ وأنا فُضُل (*) وليس لنا إلاّ بيت واحد. فماذا ترى في شأنه؟ فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلم : « أرضعيه خمس رضعات » فيحرم بلبنها ، وكانت تراه ابناً من الرضاعة. فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين فيمن كانت تحبّ أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصدّيق ، وبنات أخيها. أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال.

انظر موطأ الإمام مالك : ٢/٦٠٥ كتاب الرضاع ، باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر طبعة مصر بتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي. الإصابة في تمييز الصحابة ٢/٧ الطبعة الأولى ( عام ١٣٢٨هـ ) مطبعة السعادة بجوار محافظة مصر ـ القاهرة.

(*) فضل : أي مكشوفة الرأس والصورة. وقيل عليّ ثوب واحد لا إزار تحته. عن هامش موطأ الإمام مالك ٢/٦٠٦.

٢٢٢

تحت سريري وشغلنا بشكاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فدخلت داجن فأكلته. ( المحاضرات : ٢ / ٢٥٠ طبعة مصر ).

وأخرج هذا الحديث ابن قتيبة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة وقال في آخره : دخلت داجن للحيّ فأكلت تلك الصحيفة. ( تأويل مختلف الحديث ص ٢١٠ طبع مصر ).

وأخرج مسلم عن عائشة أنّها قالت : كان فيما أنزل من القرآن :

« عشر رضعات (١) معلومات يحرّمن ثم نسخن ( بخمس معلومات ) فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنّ فيما يقرأ من القرآن ». ( صحيح مسلم : ٤/١٦٧ ، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ٢١٣ ، تفسير ابن كثير : ١/٤٦٩ ).

وقال السيوطي :

وأخرج عبد الرزاق عن عائشة قالت :

لقد كانت في كتاب الله عشر رضعات ، ثم ردّ ذلك إلى خمس ولكن من كتاب الله ما قبض مع النبي صلّى الله عليه وسلّم.

ثم قال :

وأخرج ابن ماجة ، وابن الضرّيس عن عائشة قالت :

__________________

(١) أخرج الإمام أحمد عن عروة عن عائشة قالت : أتت سهلة بنت سهيل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالت له ، يا رسول الله إنّ سالماً كان منا حيث قد علمت إنا كنّا نعدّه ولداً فكان يدخل عليّ كيف شاء لا نحتشم منه ، فلّما أنزل فيه وفي أشباهه ما أنزل أنكرت وجه أبي حذيفة إذا رآه يدخل عليّ قال : فأرضعيه عشر رضعات ثم ليدخل عليك كيف شاء فإنّما هو ابنك فكانت عائشة تراه عاماً للمسلمين. وكان من سواها من أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم يرى أنّها كانت خاصة لسالم مولى أبي حذيفة التي ذكرت سهلة من شأنه رخصة له. ( انظر : مسند الإمام أحمد : ٦/٢٦٩. تفسير ابن كثير : ١/٤٧٠ ).

٢٢٣

كان ممّا نزل من القرآن ثم سقط لا يحرم إلاّ عشر رضعات ، أو خمس معلومات. ( الدرالمنثور : ٢/١٣٥).

وأخرج الإمام أحمد عن سهلة امرأة أبي حذيفة أنّها قالت :

قلت يارسول الله إنّ سالماً مولى أبي حذيفة يدخل عليّ وهو ذو لحية.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أرضعيه.

فقالت : كيف أرضعه وهو ذو لحية؟ فأرضعته فكان يدخل عليها.( مسند الإمام أحمد ٦/٣٥٦).

وقال الإمام أحمد(١) : حدثنا عبد الله ، حدثنا يعقوب قال : حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال : حدثني عبدالله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم قالت :

لقد أنزلت آية الرجم ، ورضعات الكبير عشراً فى ورقة تحت سرير في بيتي ، فلما اشتكى رسول الله صلّى الله عليه وسلم تشاغلنا بأمره ، ودخلت دويبة لنا فأكلتها. ( مسند الإمام أحمد : ٦/٢٦٩ طبع المطبعة الميمنية بمصر ( عام ١٣١٣هـ)).

وقال الاستاذ محمد التيجاني السماوي تحت عنوان : خلاف عائشة

__________________

(١) هو شيخ الأمة وعالم أهل العصر أبوعبدالله أحمد بن حنبل الذهلي الشيباني المروزي ولد ببغداد ، ونشأ بها. وأوّل طلب أحمد للعلم في سنة تسع وسبعين ومئة.

رحل إلى الكوفة ، والبصرة ، ومكة ، والمدينة ، واليمن ، والشام ، والجزيرة وقد تجاوز سبعاً وسبعين سنة توفي في ( ١٢ ربيع الأول ) سنة إحدى وأربعين ومائتين. كان إماماً في الحديث وضروبه ، إماماً في الفقه ودقائقه ، إماماً في السنة ودقائقها ، إماماً في الورع وغوامضه ، وإماماً في الزهد وحقائقه. انظر : ( شذرات الذهب لإبن العماد الحنبلي ٢/٩٦ طبعة مصر ).

٢٢٤

مع بقيّة أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلم وذكر الحديث المتقدّم عن امرأة أبي حذيفة من دخول سالم عليها وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لها أرضعيه : قال :

ولكنّ سائر أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم امّهات المؤمنين أبين ، ورفضن أن يدخل عليهنّ بتلك الرّضاعة أحد من النّاس ، وقلن : لا والله ما نرى الّّذي أمر به رسول الله صلّى الله عليه وسلم سهلة بنت سهيل إلاّ رخصة من رسول الله في رضاعة سالم وحده ـ لا والله لا يدخل علينا بهذه الرّضاعة أحد. فعلى هذا كان أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في رضاعة الكبير.

صحيح مسلم : ٤/١٦٧ ( باب رضاعة الكبير )

ثمّ قال الاستاذ التيجاني :

إنّ الباحث عندما يقرأ مثل هذه الروايات ، يكذّب عينيه لأوّل وهلة ، ولا يصدّق ما يرى ، وما يقرأ ، ولكنّها الحقيقة المؤلة الّتي شوّهت عصمة الرّسول وجعلت منه شخصاً مستهتراً بالقيم الأخلاقية إلى أبعد الحدود ، ويجعل من دين الله أحكاماً تضحك المجانين ، ولا يقرّها عقل ، ولا ذوق ، ولا مروؤة ، ولا شهامة ، ولا حياء ، ولا إيمان ، وإلاّ كيف يقبل المسلم مثل هذه الأحاديث المنكرة عن رسول الله الّذي جعل الغيرة ، والحياء من دعائم الإيمان.

وهل يقبل مؤمن أن يسمح لزوجته أن تخرج ثدييها إلى شاب بلغ مبالغ الرّجال ليرضعهما وتصبح بعد ذلك أمّاً له؟؟؟؟؟

سبحانك إنّه بهتان عظيم ولست أتصوّر كيف منع رسول الله صلّى الله عليه وسلم وحرّم علينا لمس ومصافحة المرأة الأجنبيّة ، وأباح لنا مصّ ثدييها ، أنا لم أفهم المقصود من وضع مثل هذا الحديث ولكنّ المسألة لم

٢٢٥

تقف عند حدّ الحديث بل تعدّاه وأصبح سنّة متّبعة ، فكانت عائشة تبعث بالرّجال الذين كانت تحب أن يدخلوا عليها إلى ام كلثوم اختها فترضعهم ، وما عليك أيها القاريء الاّ أن تعرف بأنّه لابدّ من خمس رضعات مشبعات حتى تبيح لهم عائشة الدخول عليها ، فقد روت عائشة قالت :

كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات ، فتوفى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهن فيما يقرأ من القرآن.

صحيح مسلم ٤/١٦٧ ( باب التحريم بخمس رضعات )

ثم قال الاستاذ التيجاني :

وعلى هذا لابد أن يتردد الرجل على ام كلثوم خمس مرات وترضعه في كلّ مرّة حتى يصبح ابن اخت اُم المؤمنين فتستبيح عائشة مقابلته بعد ما كان حراماً عليها.

ولعلّ ذلك هو الّذي رغّب الناس فيها فتسابقوا إليها ، وأحبّوا الدخول عليها ، وأطروها ، وعظّموهما حتى أنزلوها منزلة يقصر عنها عظماء الصّحابة فقالوا : بأنّ عندها نصف الدين فمن من الرجل وخصوصاً في ذلك العصر لايحبّ التقرّب إلى امّ المؤمنين زوجة الرسول ، وإبنة أبي بكر ثم على أيّ طريق؟ طريق رضاعة ام كلثوم بنت أبي بكر ، وبنات أخيها.

إنّها روايات مخزية تنسب إلى أعظم شخص عرفه تاريخ البشريّة ، وانظر أيّها القارىء إلى الرواية كيف تستنكر سهيلة على رسول الله عندما قال : ارضعيه ، قالت :

وكيف أرضعه وهو رجل ذو لحية. قالت :

فضحك رسول الله وقال : قد علمت انه رجل كبير.

صحيح مسلم : ٤/١٦٨ ( باب رضاعة الكبير)

٢٢٦

وانظر ايضاً أن الراوي لهذه القصة تهيّب أن يحدّث بها.

قال ابن رافع بعد رواية الحديث :

فمكثت سنة أو قريباً منها لا اُحدّث به وهبته ثم لقيت القاسم فقلت له :

لقد حدّثتني حديثا ما حدثته بعد. قال : فما هو؟ فأخبرته قال : فحدّثه عنّي أنّ عائشة أخبرتنيه.

صحيح مسلم : ٤ / ١٦٩.( باب رضاعة الكبير )

ولعلّ أمّ المؤمنين عائشة كانت تنفرد بهذا الحديث ولذلك أنكر عليها أزواج النبي سائر اُمهات المؤمنين وقلن : لا والله لايدخل علينا بهذه الرضاعة أحد من النّاس كما تقدم واعتقد أن قولهنّ :

ما نرى الّذي أمر به رسول الله سهلة إلاّ رخصة في رضاعة سالم وحده ـ هذا القول زيادة من المحدّثين لأنّهم استفضعوا أن يكذب سائر أزواج النبي عائشة ويستنكرون عليها مثل هذا الحديث.

ويحق لهنّ استنكار ذلك فهنّ أعلم برسول الله (ص) من عائشة لأنهنّ ثمانية وفيهنّ أمثال : ام سلمة المرأة الصالحة التي كبر سنّها و كمل عقلها ، ثم هذا هو الذي يتماشى وغيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم وعدم تساهله في المحارم.

ولعلّ ام المؤمنين عائشة توافق اُمّهات المؤمنين من أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يتسامح في مثل هذه الأمور ، فلنستمع إليها تروي عن نفسها : قالت :

دخل عليّ رسول الله وعندي رجل قاعد فاشتّد ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه قالت :

قلت يا رسول الله :

٢٢٧

إنه أخي من الرضاعة قالت :

فقال : انظرن إخوتكن من الرّضاعة فإنّما الرّضاعة من المجاعة.

صحيح مسلم : ٤/١٧٠ ( باب انّما الرضاعة من المجاعة )

صحيح البخاري : ٣/١٥٠ ( كتاب الشهادات )

فلعلّها كانت تجتهد هي أيضاً في حياة النبي صلّى الله عليه وسلم فكانت ترى صحة رضاعة الكبير وبهذه الرواية أثبتت أنّها كانت تستبيح ذلك في حياة النبي ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يوافقها على ذلك وغضب وأشتدّ ذلك عليه وقال لها :

إنما الرّضاعة من المجاعة. يعني لا تكون الرضاعة إلاّ للصبيان الذين لا ينفذون إلاّ بالرّضاعة.

فهذا الحديث يبطل رضاعة الكبير كما لا يخفى.

لأكون مع الصادقين ص ١١٨- ١٢٠

ط مؤسسة البشرى ـ باريس

٢٢٨

وأخرج ابن ماجة عن عائشة قالت :

لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشراً. ولقد كان في صحيفة تحت سريري. فلما مات رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها (١)

قراءة القرآن بالمعنى

قال الراغب الأصبهاني :

وذكر بعض العلماء : أنّ ابن عباس كان يجوّز أن يقرأ القرآن بمعناه ، واستدلّ بما روي عنه أنّه كان يعلّم رجلاً : طعام الأثيم ، فلم يكن يحسن الأثيم.

فقال قل :

الفاجر وليس ذلك بشيء فيما ذكره جلّ العلماء لأن ابن عباس أراد أن يعرّفه الأثيم ، فعرّفه بمعناه ، لمّا أعياه.

وقرأ بدل « والسارق ، والسارقة فاقطعوا أيديهما » فاقطعوا أيمانهما.

وكان عمر يقرأ : « غير المغضوب ، وغير الضالّين ».

وعبد الله بن الزبير : « صراط من أنعمت عليهم ».

وقرأ بعضهم : « وضربت عليهم المسكنة ، والذّل ».

وأبو بكر ( رض ) : « وجاءت سكرة الحق بالموت » (٢).

وقال السيوطي :

وأخرج ابن جرير ، وابن الأنباري في ( المصاحف ) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قرأ :

__________________

(١) سنن ابن ماجة : الحديث برقم ١٩٤٤ من كتاب النكاح ص ٦٢٦ باب رضاع الكبير ٢١٤.

(٢) المحاضرات : ٢/٢٥٠ طبعة مصر عام ١٢٨٧ هـ.

٢٢٩

أفلم يتبّين الذين آمنو ، فقيل له إنهّا في ( المصحف ) : أفلم ييأس فقال :

أظن الكاتب كتبها وهو ناعس.

وأخرج ابن جرير عن علي رضي الله عنه أنّه كان يقرأ : أفلم يتبيّن الذين آمنوا.

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما :.

أفلم ييأس يقول : يعلم (١).

ما أسقط من القرآن

قال السيوطي : وفي المستدرك عن ابن عباس قال :

سألت علي بن أبي طالب لم لم تكتب في براءة : بسم الله الرحمن الرحيم قال : لأنها أمان ، وبراءة نزلت بالسيف ، وعن مالك ، أنّ أوّلها لمّا سقط ، سقط معه البسملة فقد ثبت أنّها كانت تعدل البقرة لطولها. ( الإتقان في علوم القرآن : ١/٦٥ ).

وأخرج ابن أبي شيبة ، والطبراني في الأوسط ، وأبو الشيخ ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن حذيفة رضي الله عنه قال :

الّتي تسمّون سورة التوبة هي : سورة العذاب ، والله ما تركت أحداً إلاّ نالت منه ، ولا تقرأن إلاّ ربعها.

وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي الله عنه قال :

ما تقرأن ثلثها. يعني : سورة التوبة. ( الدر المنثور : ٣/٢٠٨ ).

__________________

(١) الدر المنثور : ٤ / ٦٣ ، ٦٤.

٢٣٠

وفي المستدرك عن حذيفة قال :

ما تقرأون ربعها يعني : براءة. ( الإتقان في علوم القرآن : ٢/٢٦ طبعة مصر ).

وأخرج الحاكم عن حذيفة ( رضي الله عنه ) قال : ما تقرأون ربعها يعني : براءة وأنكم تسموّنها سورة التوبة وهي سورة العذاب ، ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ( المستدرك : ٢/٣٣١ طبع حيدر آباد ـ الهند ).

قال الراغب : أسقط ابن مسعود من مصحفه : أم القرى ، والمعوّذتين.

( قراءة تخالف صور حروفها ما في المصحف ، أوترتيبها ) قرىء بدل كالعهن : كالصوف. وبدل : فهي كالحجارة ، فكانت كالحجارة. ( المحاضرات : ٢/٢٥٠ طبعة مصر ).

قال أبوعبيد ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :

ليقولون أحدكم قد أخذت القرآن كلّه ، وما يدريك ما كلّه قد ذهب منه قرآن كثير ..

ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر. ( الإتقان في علوم القرآن : ٢ / ٢٥ ، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ٢٩٨).

وأخرج ابن الأثير عن أبي الأسود الدؤلي قال :

... وكنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها بإحدى المسبّحات فأنسيتها. غير أنّي حفظت منها :

« يا أيّها الذين آمنوا ، لم تقولون ما لا تفعلون؟ فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ». ( جامع الأصول : ٣/٨ رقم الحديث ٩٠٤ ).

٢٣١

وقال الرافعي :

فذهب جماعة من أهل الكلام ممّن لا صناعة لهم إلاّ الظن ، والتأويل ، واستخراج الأساليب الجدليّة ، من كل حكم ، وكل قول إلى جواز أن يكون قد سقط عنهم من القرآن شيء حملاً على ما وصفوا من كيفيّة جمعه. ( إعجاز القرآن ص ٤١ طبعة مصر ).

وقال السيوطي :

فائدة ـ قال ابن إشته في كتاب ( المصاحف ) :

أنبأ نا محمد بن يعقوب : حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو جعفر الكوفي قال :

هذا تأليف مصحف أُبيّ :

الحمد ثم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، ثم الأنعام ، ثم الأعراف ، ثم المائدة ، ثم يونس ، ثم الأنفال ، ثم براءة ، ثم هود ، ثم مريم ، ثم الشعراء ، ثم الحج ، ثم يوسف ، ثم الكهف ، ثم النحل ، ثم الأحزاب ـ إلى أن يقول :

ثم الضحى ، ثم ألم نشرح ، ثم القارعة ثم التكاثر ، ثم العصر ثم سورة الخلع ثم سورة الحفد ثم ويل لكلّ همزة ... إلخ.

ثم قال السيوطي :

وبراءة نزلت بالسيف. وعن مالك : إنّ أوّلها لما سقط سقط معه البسملة ، فقد ثبت أنها كانت تعدل البقرة لطولها. ( الإتقان في علوم القرآن : ١/٦٤ ، ٦٥ ).

وفي مصحف ابن مسعود : [ عدد سور القرآن ] مائة واثنتي عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوّذتين.

وفي مصحف أُبي : ست عشرة لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع. ( الإتقان في علوم القرآن : ١/٦٥ طبعة مصر ).

٢٣٢

« وأخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال :

كتب أُبي بن كعب في مصحفه :

فاتحة الكتاب ، والمعوّذتين ، واللهمّ إنّا نستعينك ، واللهمّ إيّاك نعبد ، وتركهنّ ابن مسعود.

وكتب عثمان منهنّ : فاتحة الكتاب ، والمعوّذتين.

وأخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري ، عن ابن جريج عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

اللهمّ إنّا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك ، ولا نكفرك ، ونخلع ، ونترك من يفجرك ، اللهمّ إياك نعبد ، ولك نصلّي ، ونسجد ، وإليك نسعى ، ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى نقمتك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق.

وممّا رفع رسمه من القرآن ، ولم يرفع من القلوب حفظه سورتي : القنوت في الوتر وتسمى سورتي : الحفد ، والخلع.

ذكر هذا الحسن بن المنازي في كتابه الناسخ والمنسوخ ». ( الإتقان في علوم القرآن : ١/٢٥ ، ٢٦ ).

وأخرج الراغب الأصبهاني عن عائشة قالت :

كانت الأحزاب تقرأ في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مائة آية فلما جمعه عثمان لم يجد إلاّ ما هو الآن ، وكان فيه آية الرجم. ( المحاضرات : ٢/٢٥٠ ط مصر عام ١٢٨٧هـ ).

وأخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال :

٢٣٣

قرأت سورة الأحزاب على النبي صلّى الله عليه وسلم فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها.

وأخرج أبوعبيد في ( الفضائل ) ، وابن الأنباري ، وابن مردويه عن عائشة قالت :

كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلّى الله عليه وسلم مئتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا ما هو الآن. ( الدر المنثور : ٥/١٨٠ ، الإتقان في علوم القرآن : ٢/٢٥ ).

وقال العلاّمة النيسابوري :

ويروى : أنّ سورة الأحزاب كانت بمنزلة السبع الطوال ، أو أزيد ثم وقع النقصان. ( تفسير غريب القرآن لنظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري المطبوع بهامش تفسير الطبري طبع بولاق : ١/٣٦١ ، ٣٦٢ ).

وأخرج الترمذي (١) عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب قال :

رجم رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ورجم أبو بكر ، ورجمت ، ولولا أنّي أكره أن أزيد في كتاب الله لكتبته في المصحف ، فإني قد خشيت أن تجيء أقوام فلا يجدونه في كتاب الله فيكفرون به قال : وفي الباب عن علي.

قال أبو عيسى : حديث عمر حسن صحيح وروي من غير وجه عن عمر (٢).

__________________

(١) هو : ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي. ولد سنة مائتين ، بترمذ ، وتوفي بها ( سنة٢٧٩ ) تسع وسبعين ومائتين هـ وكان حافظاً متقناً في صناعة الحديث ، وفي كتابه فوق خمسة آلاف حديث. انظر : ( التاج الجامع للأصول ١/١٥).

(٢) صحيح الترمذي : ٥/٢٠٤ الطبعة الأولى المطبعة المصرية بالأزهر ( عام ١٣٥٠هـ ـ ١٩٣١ م ) بشرح ابن العربي المالكي باب ما جاء في تحقيق الرجم.

٢٣٤

وقال الشيخ محمد أنور في (فيض الباري على صحيح البخاري ) : ٤/٤٥٣ ط مصر باب رجم الحبلى من الزنى إذا أُحصنت.

قوله : [ فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل :

والله ما نجد آية من كتاب الله ، الخ ] وقد كان عمر أراد أن يكتبها في المصحف.

فإن قلت : إنها كانت من كتاب الله ، وجب أن تكتب ، وإلاّ وجب أن لا تكتب ، فما معنى قول عمر؟!!

قلت : أخرج الحافظ عنه : لكتبتها في آخر القرآن.

وقال جلال الدين السيوطي :

وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصّلاة عن أُبي بن كعب أنّه كان يقنت بالسورتين فذكرهما ، وأنّه كان يكتبهما في مصحفه.

وقال بن الضرّيس :

أنبأنا ابن جميل المروزي ، عن عبد الله بن المبارك ، أنبأنا الأجلح عن عبد الله بن عبدالرحمن عن أبيه قال :

في مصحف ابن عباس قراءة أُبي ، وأبي موسى :

بسم الله الرحمن الرّحيم

اللهم ّإنّا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونخلع ، ونترك من يفجرك. وفيه :

اللهمّ إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نخشى عذابك ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكفار ملحق(١).

وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أبي إسحاق قال :

__________________

(١) الإتقان في علوم القرآن : ١/٦٥ ، تفسير روح المعاني ١/٢٥ المطبعة المنيرية بمصر.

٢٣٥

أمّنا اُميّة بن عبد الله بن خالد بن اُسيد بخراسان فقرأ بهاتين السورتين :

انّا نستعينك ، ونستغفرك (١).

وقال العلامة الكبير الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي (طاب ثاره) :

لا نقول لهذا الراوي : إنّ هذا الكلام لا يشبه بلاغة القرآن ، ولا سوقه فإنّا نسامحه في معرفة ذلك ، ولكنّا نقول له : كيف يصح قوله : يفجرك وكيف تتعدّى كلمة يفجر؟!!

وايضاً إنّ الخلع يناسب الأوثان ، إذن فماذا يكون المعنى ، وبماذا يرتفع الغلط؟!!

والثانية منها :

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم إيّاك نعبد ، ولك نصلّي ونسجد ، واليك نسعى ، ونحفد؟ ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك بالكافرين ملحق.

ولنسامح الراوي ايضاً فيما سامحناه فيه في الرواية الأولى ولكنّا نقول له :

ما معنى الجدّ هنا؟!!!

أهو العظمة ، أو الغنى؟ أو ضدّ الهزل ، أو حاجة السجع.

نعم : في رواية عبيد : نخشى نقمتك ، وفي رواية عبد الله : نخشى عذابك.

وما هي النكتة في التعبير بقوله : « ملحق »؟!!

__________________

(١) المصدر السابق : ١/٦٥.

٢٣٦

وما هو وجه المناسبة ، وصحة التعليل لخوف المؤمن ، من عذاب الله بأن عذاب الله بالكافرين ملحق.

بل إن هذه العبارة تناسب التعليل لئلا يخاف المؤمن من عذاب الله لأنّ عذابه بالكافرين ملحق.(١)

* * *

أخرج البخاري : عن اسرائيل عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال :

قدمت الشام فصلّيت ركعتين ثم قلت :

اللهمّ يسرّ لي جليساً صالحاً. فأتيت قوماً فجلست إليهم فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي فقلت من هذا قالوا :

أبو الدرداء فقلت :

إنّي دعوت الله أن ييّسر لي جليساً صالحاً فيسّرك الله لي قال :

ممّن أنت؟ قلت : من أهل الكوفة.

قال : أوليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين ، والوسادة ، والمطهرة ، وفيكم الّذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم.

أوليس فيكم صاحب سرّ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الّذي لا يعلمه أحد غيره ثم قال :

كيف يقرأ عبد الله « والليل إذا يغشى ، والنّهار إذا تجلّى ، والذكر والأنثى » قال:

__________________

(١) مقدمة تفسير آلاء الرحمن ص ١٦ المطبوع في أوائل تفسير شبر بالقاهرة.

٢٣٧

والله لقد أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فيه إلى فيّ (١).

وقال البخاري : حدثّنا سليمان بن حرب. حدثّنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال:

ذهب علقمة إلى الشام فلمّا دخل المسجد قال :

اللهم يسّر لي جليساً صالحاً فجلس إلى أبي الدرداء ، فقال أبو الدرداء :

ممّن أنت؟ قال : من أهل الكوفة.

قال : أليس فيكم أو منكم صاحب السّر الذي لا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة.

قال : قلت بلى.

قال : أليس فيكم ، أو منكم الّذي أجاره الله على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم من الشيطان؟ يعني عماراً قلت : بلى.

قال : أليس فيكم ، أو منكم صاحب السّواك ، أو السّر؟ قال : بلى.

قال : كان عبد الله يقرأ :

« والليل إذ يغشى ، والنّهار إذا تجلّى »؟

قلت : والذكر والأنثى.

قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وأخرجه بلفظ آخر كما يأتي :

حدثنا موسى عن أبي عوانة ، عن مغيرة عن علقمة قال :

__________________

(١) صحيح البخاري مشكول بحاشية السندي : ٢/٣٠٥ طبعة دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي ومسجلة برقم ٢٢٣ باب مناقب عمار وحذيفة ( رض ).

٢٣٨

دخلت الشام فصلّيت ركعتين فقلت :

اللهم يسّر لي جليساً فرأيت شيخاً مقبلاً فلمّا دنا قلت : أرجو أن يكون استجاب.

قال : من أين أنت؟ قلت : من أهل الكوفة.

قال : أفلم يكن فيكم صاحب النعلين ، والوسادة ، والمطهرة؟

أولم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان؟

أولم يكن فيكم صاحب السّر الذي لا يعلمه غيره؟ كيف قرأ ابن أمّ عبد ، والليل؟

فقرات : « والليل إذا يغشى ، والنّهار إذا تجلى ، والذكر والأنثى ».

قال : أقرأنيها النبي صلّى الله عليه وسلم فاه إلى فيّ فما زال هؤلاء حتى كادوا يردوني (١).

الزيادة والنقيصة في القرآن

أخرج المتقي الهندي ، عن أبي عبيد عن أُبي أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :

إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه :

لم يكن ، وقرأ عليه :

إن ذات الدين عند الله الحنيفية ، لا المشركة ، ولا اليهودّية ، ولا النصرانية ، ومن يعمل خيراً فلن يكفره ، وقرأ عليه :

لوكان لابن آدم واد لابتغى إليه ثانياً ، ولو اعطى ثانياً لابتغى

__________________

(١) صحيح البخاري : ٢/٣٠٧ باب مناقب عبدالله بن مسعود ، المحاضرات للراغب وفي المحاضرات ٢/٢٥٠ ط مصر عام ١٢٧٨ هـ ذكر الراغب بدل يردوني : يردونني ، وزاد بعده : عنهما.

٢٣٩

ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب (١).

وقال الراغب الأصبهاني :

أثبت زيد بن ثابت سورتي القنوت في القرآن ، وأثبت ابن مسعود في مصحفه :

لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب (٢).

وقال جلال الدين السيوطي :

وأخرج ابن الضرّيس ليؤيدن الله هذا الدين برجال ما لهم في الآخرة من خلاق ، ولو أنّ لابن آدم ، واديين من مال ، لتمنّى وادياً ثالثاً ، ولا يملاً جوف ابن آدم إلاّ التراب ، فيتوب الله عليه ، والله غفور رحيم.

وأخرج أبو عبيد ، وأحمد ، والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في ( شعب الإيمان ) عن أبي واقد الليثي قال :

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أوحي إليه أتيناه فعلمنا ما أوحي إليه.

قال : فجئته ذات يوم فقال :

إنّ الله يقول :

إنّا أنزلنا المال لإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ولو أنّ لابن آدم وادياً لأحب أن يكون إليه الثاني ، ولو كان له الثاني لأحب ّأن يكون إليهما ثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب (٣).

__________________

(١) منتخب كنزالعمال بهامش مسند الإمام أحمد : ٢/٤٢.

(٢) المحاضرات : ٢/٢٥٠ طبعة مصر.

(٣) الدر المنثور : ١/١٠٥ ، الإتقان في علوم القرآن : ٢/٢٥.

٢٤٠