الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٦
أغاظني وأحزنني » وألحَّ في الدُّعاء ، قال : فما وصلت إلى الكوفة حتّى أذهب الله به عنّي كلّه (١) .
٧٢
« باب »
* « ( الدعاء للكلف والبرسون (٢) ) » *
١ ـ مكا : تخطُّ عليه خطّاً مدوَّراً ثمَّ تكتب في وسطه : بوتا بوتا برتاتا ادعى اصواتا وهي تمرُّ مرَّ السحاب صنع الله الّذي أتقن كلَّ شيء إنّه خبير بما تفعلون .
أيضاً يكتب عليه بكرة على الرِّيق : هريقه مريقه حتّى تحبّ الطريقة .
أيضاً : يكتب بكرة : قهريد قهرانيد كسرهن كسروهن سالار خشك باد بحقّ الملك القدُّوس (٣) .
٧٣
* باب *
* « ( الدعاء للبواسير ) » *
١ ـ طب : الخرازيني الرازيّ ، عن صفوان بن يحيى السّابريّ وليس هو صفوان الجمّال ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبان بن تغلب ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الرحمن السّلمي ، عن أمير المؤمنين عليه وآله السلام قال : من عوَّذ البواسير بهذه العوذة كفي شرَّها بإذن الله تعالى ، وهو « يا جواد يا ماجد يا رحيم يا قريب يا مجيب يا بارىء يا راحم صلِّ على محمّد وآله واردد عليّ نعمتك ، واكفني أمر وجعي »
______________________
(١) عدة الداعي ص
(٢) الكلف ـ محركة ـ سواد يظهر في الوجه فيغيره ، والبرسون كأنه ما يعرف عند الفرس به « سالك » يشبه أثر الكلى ، وفي المصدر المطبوع : للكلف والبرص .
(٣) مكارم الاخلاق ص ٤٧٢ .
فانّه يعافى منه بإذن الله عزَّ وجلَّ (١) .
٢ ـ مكا : روي عن الرّضا عليهالسلام أنّه شكى إليه رجل البواسير فقال : اكتب يس بالعسل واشربه (٢) .
٧٤
* باب *
* « ( الدعاء للبثر والدماميل والجرب والقوباء والقروح ) » *
* « ( والرقى للورم والجرح ) » *
١ ـ طب : عليّ بن العبّاس ، عن محمّد بن إبراهيم العلويّ ، عن الرّضا ، عن أبيه ، عن الصّادق عليهمالسلام قال : إذا أحسست بالبثر فضع عليه السّبابة ودوِّر ما حوله وقل « لا إله إلّا الله الحليم الكريم » سبع مرَّات ، فإذا كان في السابعة فضمّده وشدِّده بالسبّابة (٣) .
٢ ـ طب : عليُّ بن محمّد بن هلال ، عن عليّ بن مهران ، عن حمّاد ، عن حريز عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : هذه الدماميل والقروح أكثرها من هذا الدم المحترق الّذي لا يخرجه صاحبه في أيّامه (٤) فمن غلب عليه شيء من ذلك فليقل إذا أوى إلى فراشه « أعوذ بوجه الله العظيم ، وكلماته التامّات الّتي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر ، من شرِّ كلِّ ذي شرّ » فانّه إذا قال ذلك لم يؤذه شيء من الأرواح ، وعوفى منها بإذن الله عزَّ وجلَّ (٥) .
آخر : يكتب على كاغذ فيبلعه صاحب الدماميل « لا آلاء إلّا آلاؤك يا الله محيط
______________________
(١) طب الائمة ص ٣٢ .
(٢) مكارم الاخلاق ص ٤٤٠ ، والحديث عن الصادق عليه السلام .
(٣) طب الائمة ص ٣٨ والتضميد : شد الضماد ولف الخرقة عليه .
(٤) في ابانه خ ل .
(٥) طب الائمة ص ١٠٨ .
علمك به كهلسون » .
٣ ـ مكا : للجرب والدُّمّل والقوباء (١) يقرأ عليه ويكتب ويعلّق عليه : « بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ » (٢) الاٰية « مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ الله أكبر وأنت لا تكبر ، الله يبقى وأنت لا تبقى ، والله على كلِّ شيء قدير » (٣)
رقية الورم والجرح : عن بعض الصادقين قال : تأخذ سكّيناً وتمرُّها على الموضع الّذي تشكو من الجراح أو غيره ، تقول « بسم الله أرقيك من الحدِّ والحديد ومن أثر العود ، ومن الحجر الملبود ، ومن العرق العاثر ، ومن الورم الأحرّ ومن الطعام وحرِّه ، ومن الشراب وبرده ، بسم الله فتحت ، وبسم الله ختمت » ثمَّ أوتد السكّين في الأرض (٤) .
٧٥
* باب *
* « ( الدعاء لوجع الفرج ) » *
١ ـ طب : أبو عبد الرحمن الكاتب ، عن محمّد بن عبد الله الزعفرانيّ ، عن حمّاد ابن عيسى ، عن حريز قال : حججت فدخلت على أبي عبد الله الصّادق عليهالسلام بالمدينة وإذا بالمعلّى بن خنيس رضي الله عنه يشكو إليه وجع الفرج ، فقال له الصادق عليهالسلام : إنّك كشفت عورتك في موضع من المواضع ، فأعقبك الله هذا الوجع ، ولكن عوِّذه بالعوذة الّتي عوَّذ بها أمير المؤمنين أبا واثلة ثمَّ لم تعد ، قال له المعلّى : يا ابن
______________________
(١) داء يظهر في الجسد فيتقشر منه الجلد ويتسع ، ويقال لها : الحزاز أيضاً ويعالج بالريق ، وهي مؤنثة لا تنصرف .
(٢) ابراهيم : ٢٦ ، والاية تامة وليس في المصدر بعدها لفظ « الاية » .
(٣) مكارم الاخلاق ص ٤٤٠ .
(٤) مكارم الاخلاق ص ٤٧١ وقد مر ص ٦٥ مثله مشروحاً .
رسول الله وما العوذة ؟ قال : قل بعد أن تضع يدك اليسرى عليه : « بسم الله وبالله ، بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ اللهمَّ إنّي أسلمت وجهي إليك ، وفوَّضت أمري إليك ، لا ملجأ ولا منجأ إلّا إليك » ثلاث مرّات ، فانّك تعافى إنشاء الله تعالى (١) .
٧٦
* باب *
* « ( الدعاء لوجع الرجلين والركبة ) » *
١ ـ طب : حنان بن جابر ، عن محمّد بن عليّ الصيرفيّ ، عن الحسين بن الأشقر عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفيّ ، عن محمّد الباقر عليهالسلام قال : كنت عند الحسين بن عليّ عليهماالسلام إذ أتاه رجل من بني اُميّة ، من شيعتنا فقال له : يا ابن رسول الله ما قدرت أن أمشي إليك من وجع رجلي ، قال : فأين أنت من عوذة الحسن ابن عليّ ؟ قال : يا ابن رسول الله وما ذاك ؟ قال « إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ـ إلى قوله ـ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا » قال : ففعلت ما أمرني به فما أحسست بعد ذلك بشيء منها بعون الله تعالى (٢) .
٢ ـ مكا : دعاء لوجع الركبة عن أبي حمزة قال : عرض لي وجع في ركبتي فشكوت ذلك إلى أبي جعفر عليهالسلام فقال : إذا أنت صلّيت فقل « يا أجود من أعطى ، يا خير من سئل ، ويا أرحم من استرحم ، ارحم ضعفي وقلّة حيلي ، واعفني من وجعي » قال : ففعلت فعوفيت (٣) .
دعوات الراوندي : عنه عليهالسلام مثله .
______________________
(١) طب الائمة ص ٣١ .
(٢) طب الائمة ص ٣٣ .
(٣) مكارم الاخلاق ص ٤٥٢ ، وتراه في الكافي ج ٢ ص ٥٦٨ .
٧٧
* باب *
* « ( الدعاء لوجع الساقين ) » *
١ ـ طب : خداش بن سبرة ، عن محمّد بن جمهور ، عن صفوان بيّاع السابري عن سالم بن محمّد قال : شكوت إلى الصادق عليهالسلام وجع الساقين وأنّه قد أقعدني عن اُموري وأسبابي فقال : عوِّذهما قلت : بما ذا يا ابن رسول الله ؟ قال : بهذه الاٰية سبع مرَّات ، فانّك تعافى باذن الله تعالى « واتل ما اُوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدِّل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً » قال : فعوَّذتها سبعاً كما أمرني فرفع الوجع عنّي رفعاً حتّى لم أحسّ بعد ذلك بشيء منه (١) .
٧٨
* باب *
* « ( الدعاء لوجع العراقيب وباطن القدم ) » *
١ ـ طب : عبد الله بن بسطام ، عن إبراهيم بن محمّد الأوديّ ، عن صفوان الجمّال ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليّ ابن الحسين عليهماالسلام أنَّ رجلاً اشتكى إلى أبي عبد الله الحسين بن عليّ عليهماالسلام فقال : يا ابن رسول الله إنّي أجد وجعاً في عراقيبي قد منعني من النهوض إلى الغرف (٢) قال : فما يمنعك من العوذة ؟ قال : لست أعلمها ، قال : فإذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل : « بسم الله وبالله والسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله » ثمَّ أقرا عليه « وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ » ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى (٣) .
______________________
(١) طب الائمة ص ٣٢ .
(٢) في المصدر : « الى الصلاة » .
(٣) طب الائمة ص ٣٣ .
٧٩
* باب *
* « ( الدعاء لوجع العين وما يناسبه ) » *
١ ـ ل : الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ آية الكرسيّ وليضمر في نفسه أنّها تبرأ ، فانّه يعافي إنشاء الله (١) .
٢ ـ ما : المفيد ، عن ابن قولويه : عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد الجعفيّ ، عن أبيه قال : كنت كثيراً ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال : ألا اُعلّمك دعاء لدنياك وآخرتك ، وتكفى به وجع عينك ؟ فقلت : بلى ، فقال : تقول في دبر الفجر ودبر المغرب « اللّهمَّ إنّي أسئلك بحقّ محمّد وآل محمّد عليك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل النور في بصري ، والبصيرة في ديني ، واليقين في قلبي ، والاخلاص في عملي والسّلامة في نفسي ، والسعة في رزقي ، والشكر لك ما أبقيتني » (٢) .
٣ ـ طب : أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال عليُّ بن أبي طالب عليهالسلام : لمّا دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم خيبر قيل له : يا رسول الله إنّه أرمد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ائتوني به ، فأتيته ، فقلت : يا رسول الله إنّي أرمد لا أبصر شيئاً ، قال : فقال : ادن منّي يا عليُّ ، فدنوت منه فمسح يده على عيني فقال « بسم الله وبالله ، والسّلام على رسول الله ، اللّهمَّ اكفه الحرَّ والبرد ، وقِه الأذى والبلاء » قال عليٌّ عليهالسلام : فبرأت والّذي أكرمه بالنبوَّة ، وخصّه بالرّسالة ، واصطفاه على العباد ، ما وجدت بعد ذلك حرّاً ولا برداً ولا أذى في عيني .
قال : وكان عليٌّ عليهالسلام ربما خرج في اليوم الشاتي الشديد البرد ، وعليه قميص
______________________
(١) الخصال ج ٢ ص ١٥٨ .
(٢) أمالي الطوسي ج ١ ص ١٩٩ ، وتراه في الكافي ج ٢ ص ٥٥٠ .
شفٌّ (١) فيقال : يا أمير المؤمنين أما تصيب البرد ؟ فقال : ما أصابني حرٌّ ولا برد منذ عوَّذني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وربّما خرج إلينا في اليوم الحارّ الشديد الحرّ في جبّة محشوَّة فيقال له : أما تصيبك ما يصيب النّاس من شدَّة هذا الحرِّ حتّى تلبس المحشوَّة ؟ فيقول : لهم مثل ذلك (٢) .
ق : مثله وفيه والصّلاة على رسول الله صلىاللهعليهوآله .
٤ ـ طب : محمّد بن عبد الله الزعفرانيّ ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن عيسى بن سليمان ، قال : جئت إلى أبي عبد الله عليهالسلام يوماً من الأيّام فرأيت به من الرَّمد شيئاً فاغتممت به ، ثمَّ دخلت عليه من الغد ، ولم يكن به رمد ، فسألته عن ذلك فقال : عالجتها بشيء وهو عوذة عندي عوَّذتهما بها ، قال فأخبرني بها وهذه نسختها « أعوذ بعزَّة الله ، أعوذ بقدرة الله ، أعوذ بعظمة الله ، أعوذ بجلال الله ، أعوذ بجمال الله ، أعوذ بكرم الله ، أعوذ ببهاء الله ، أعوذ بغفران الله ، أعوذ بحلم الله ، أعوذ بذكر الله ، أعوذ برسول الله ، أعوذ بآل رسول الله ، صلّى الله عليه وعليهم ، على ما أجد من حكّة عيني ، وما أخاف منها وما أحذر ، اللّهمَّ ربَّ الطيّبين أذهب ذلك عنّي بحولك وقدرتك » (٣) .
٥ ـ طب : محمّد بن المثنّى ، عن محمّد بن عيسى ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر ، عن الباقر عليهالسلام قال : كان النبيُّ صلىاللهعليهوآله إذا رمد هو أو أحد من أهله أو من أصحابه ، دعا بهذه الدعوات « اللهمَّ متّعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين منّي وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري » (٤) .
٦ ـ سر : من جامع البزنطيّ ، عن يونس بن ظبيان قال : دخلنا على أبي عبد الله عليهالسلام وهو رمد شديد الرّمد ، فاغتممنا لذلك ثمَّ أصبحنا من الغد فدخلنا
______________________
(١) الشف من الثياب : الثوب الرقيق يظهر ما تحته .
(٢) طب الائمة ص ٢١ .
(٣) طب الائمة ص ٨٥ .
(٤) طب الائمة ص ٨٣ .
عليه فاذا لا رمد بعينه ، ولا به قلبة (١) فقلنا : جعلنا فداك هل عالجت عينيك بشيء ؟ فقال : نعم بما هو من العلاج ، فقلنا : ما هو ؟ فقال : عوذة فكتبناها وهي « أعوذ بعزّة الله ، وأعوذ بقوَّة الله ، وأعوذ بقدرة الله ، وأعوذ بنور الله ، وأعوذ بعظمة الله ، وأعوذ بجلال الله ، وأعوذ بجمال الله ، وأعوذ ببهاء الله ، وأعوذ بجمع الله » ـ قلنا : وما جمع الله ؟ قال : بكلِّ الله ـ وأعوذ بعفو الله ، وأعوذ بغفران الله ، وأعوذ برسول الله ، وأعوذ بالأئمّة ـ وسمّى واحداً واحداً ثمَّ قال : ـ على ما نشاء من شرِّ ما أجد اللّهمَّ ربَّ المطيعين » (٢) .
٧ ـ قب : سمع ضرير دعاء أمير المؤمنين عليهالسلام « اللهمَّ إنّي أسئلك يا ربَّ الأرواح الفانية ، وربَّ الأجساد البالية ، أسئلك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها ، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى أعضائها ، وبانشقاق القبور عن أهلها وبدعوتك الصادقة فيهم ، وأخذك بالحقِّ بينهم ، إذا برز الخلائق ينتظرون قضاءك ويرون سلطانك ، ويخافون بطشك ، ويرجون رحمتك ، يوم لا يغني مولىً عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلّا من رحم الله إنّه هو العزيز الرحيم ، أسئلك يا رحمن أن تجعل النّور في بصري ، واليقين في قلبي ، وذكرك باللّيل والنهار على لساني ، أبداً ما أبقيتني إنّك على كلِّ شيء قدير » قال : فسمعها الأعمى وحفظها ورجع إلى بيته الّذي يأويه ، فتطهّر للصلاة وصلّى ، ثمَّ دعا بها ، فلمّا بلغ إلى قوله « أن تجعل النور في بصري » ارتدَّ الأعمى بصيراً باذن الله (٣) .
٨ ـ مكا : لوجع العين : عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسيّ وفي قلبه أنّه يبرأ ويعافى ، فانّه يعافى إنشاء الله .
وقيل : من كان يقول في كلِّ يوم « فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا » يسلم عينه من الاٰفات .
نظر النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى سلمان وهو أرمد ، قال : لا تأكل التمر ولا تنم على جانبك الأيسر .
______________________
(١) القلبة بالضم : الحمرة ، وبالفتح : الداء والعيب .
(٢) مستطرفات السرائر : ٤٦٩ .
(٣) مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٢٨٧ ، وتراه في مكارم الاخلاق ص ٤٥١ كما سيأتى .
ومثله : يقرأ على الماء ثلاث مرَّات ، ويغسل به الوجه « فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ، وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ ـ إلى قوله : يُبْصِرُونَ » (١) .
ومثله « وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ » ـ إلى آخر السّورة (٢) .
للشبكور : عن أبي يوسف المعصّب قال : قلت لأبي الحسن الأوَّل عليهالسلام أشكو إليك ما أجد في بصري ، وقد صرت شبكوراً فان رأيت أن تعلّمني شيئاً قال : اكتب هذه الاٰية « اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » (٣) الاٰية ثلاث مرّات في جام ثمَّ أغسله وصيّره في قارورة واكتحل به ، قال : وما اكتحلت إلّا أقلَّ من مائة ميل حتّى رجع بصري أصحَّ ما كان أو قال : ما كنت (٤) .
لوجع العين : تأخذ قطناً وتبلّه وتضعه على العين ، وتقول « عين الشمس في لجّة البحر يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم » (٥) .
اُخرى : سليمان بن عيسى قال : دخلت أبي عبد الله عليهالسلام فرأيت به الرَّمد شيئاً فاحشاً فاغتممت وخرجت ثمَّ دخلت عليه من الغد ، فاذا لا قَلبة بعينه (٦) فقلت : جعلت فداك خرجت من عندك الأمس وبك من الرَّمد ما غمّني ، ودخلت عليك اليوم فلم أر شيئاً أعالجته بشيء ؟ قال : عوَّذتها بعوذة عندي ، قلت : أخبرني بها فكتب « أعوذ بعزَّة الله ، أعوذ بقوَّة الله ، أعوذ بقدرة الله ، أعوذ بعظمة الله ، أعوذ بجلال الله ، أعوذ ببهاء الله ، أعوذ بجمع الله ، أعوذ برسول الله ، صلّى الله عليه وآله على ما أحذر وأخاف على عيني ، وأجده من وجع عيني ، اللهمَّ ربَّ الطيّبين أذهب ذلك عنّي بحولك وقوَّتك (٧) .
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ، فنظر نظرة في النجوم فقال إنّي سقيم
______________________
(١) يس : ٦٦ ، وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ .
(٢) وهي : وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ، راجع مكارم الاخلاق ص ٤٣٠ .
(٣) النور : ٣٥ . |
(٤) مكارم الاخلاق ص ٤٣١ . |
(٥) مكارم الاخلاق ص ٤٦٥ . |
(٦) في الاصل : لا بلية ، وهو تصحيف . |
(٧) الظاهر تمام العوذة ههنا ، كما عرفت من السرائر وطب الائمة ، فما بعده عوذة اخرى .
وصوَّركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيّبات ، فتبارك الله ربُّ العالمين يا عليُّ يا عظيم يا كبير يا جليل ، يا جميل يا منيع ، يا فرد يا وتر ، يا ربِّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين » .
« بسم الله الرَّحمن الرَّحيم يا حيُّ يا حليم ، يا عليُّ يا عظيم ، يا جليل يا جميل يا فرد يا وتر أسئلك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأسئلك أن لا تدعني في قبري فرداً وأنت خير الوارثين ، وإن كنت إلّا واجد الصلاة في قبره ممّا رزقني في حاجة آمين يا ربَّ العالمين (١) .
دعاء لوجع العين : عن محمّد بن الجعفيّ ، عن أبيه قال : كثيراً مّا أشتكي عيني ، فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال : ألا اُعلّمك دعاء لدنياك وآخرتك وبلاغاً لوجع عينك ؟ قلت : بلى ، قال : تقول في دبر صلاة الفجر وصلاة المغرب « اللَّهمَّ إنّي أسئلك بحقِّ محمّد وآل محمّد أن تصلّي على محمّد وآل محمّد ، وأن تجعل النور في بصري ، والبصيرة في ديني ، واليقين في قلبي ، والاخلاص في علمي والسلامة في نفسي ، والسعة في رزقي ، والشكر لك أبداً ما أبقيتني .
وفي رواية : تقول ذلك سبع مرَّات إذا صلّيت الفجر قبل أن تقوم من مقامك (٢) .
٩ ـ كا : الحسين بن محمّد ومحمّد بن يحيى ، عن عليّ بن محمّد بن سعد عن محمّد بن سالم ، عن موسى بن عبد الله بن موسى ، عن محمّد بن عليّ بن جعفر عن الرضا عليهالسلام قال : إنّما شفاء العين قراءة الحمد ، والمعوَّذتين ، وآية الكرسيّ والبخور بالقسط ، والمرّ ، واللبان (٣) .
١٠ ـ دعوات الراوندي : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : مرَّ أعمى على النبيّ صلىاللهعليهوآله
______________________
(١) مكارم الاخلاق ص ٤٦٥ راجعه ففي السطر الاخير انغلاق واختلاف .
(٢) مكارم الاخلاق ص ٤٥١ .
(٣) الكافي ج ٦ ص ٥٠٣ ، والقسط ـ بالضم ـ عود من عقاقير البحر يتداوى به ، ويقال أنه عود هندي وعربي مدر نافع للكبد جداً والمغص ، والمر : صمغ شجرة تكون ببلاد المغرب واللبان : الكندر .
فقال له : أتشتهي أن يردَّ الله عليك بصرك ؟ قال : نعم ، فقال صلىاللهعليهوآله : توضّأ وأسبغ الوضوء ، ثمّ صلّ ركعتين ، ثمّ قل « اللهمّ إنّي أسئلك وأدعوك وأرغب إليك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيِّ الرحمة ، يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى الله ربّك وربّك وربّي ليردّ بك عليّ بصري » قال : فما قام النبيّ صلىاللهعليهوآله من محلّه حتّى رجع الأعمى ، وقد ردّ الله عليه بصره .
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : من قرأ في المصحف نظراً مُتّع ببصره .
٨٠
* باب *
* « ( الدعاء للرعاف ) » *
١ ـ مكا : تقرأ وتكتب وتأخذ بأنف المرعوف « يا من حمل الفيل من بيته الحرام ، أسكن دم فلان بن فلان » أو يصبُّ على رأسه وجبهته ماء الجمد ، فانّه يسكن باذن الله (١) .
للرعاف « مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ ، يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ ـ إلى قوله : هَمْسًا (٢) يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ـ الاٰية (٣) وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا » الاٰية (٤) .
ومثله : يكتب على جبهة المرعوف بدمه « وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ » إلى
______________________
(١) مكارم الاخلاق ص ٤٦٦ ، مع اختلاف يسير .
(٢) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا : طه : ١٠٨ .
(٣) الطلاق : ٢ ، والاية غير موجودة في المصدر .
(٤) يس : ٩ ، وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ راجع مكارم الاخلاق ص ٤٣٢ .
آخرها فانّه يسكن إنشاء الله (١) .
٢ ـ نقل من خطّ الشهيد قدِّس سرُّه يكتب للعلق الحمد وآية الكرسيّ وأَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ ـ إلى قوله ـ مُوتُوا (٢) اللّهمَّ أسئلك بحقِّ محمّد وآله أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تخرج هذا العلق عن حاملها ، وتصرف عذابك يا أرحم الراحمين .
٨١
* ( باب ) *
* « ( الدعاء لوجع الفم والاضراس ) » *
١ ـ طب : حريز بن أيّوب الجرجانيّ ، عن أبي سُمينة ، عن ابن أسباط ، عن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكى إليه وليٌّ من أوليائه وجعاً في فمه ، فقال : إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم بسم الله الّذي لا يضرُّ مع اسمه ، داء أعوذ بكلمات الله الّتي لا يضرُّ معها شيء قدُّوساً قدُّوساً قدُّوساً ، باسمك يا ربِّ الطاهر المقدَّس المبارك الّذي من سألك به أعطيته ، ومن دعاكم به أجبته ، أسئلك يا الله يا الله يا الله أن تصلّي على محمّد النبيِّ وأهل بيته ، وأن تعافيني ممّا أجد في فمي وفي رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي ، وفي جميع جوارحي كلّها » فانّه يخفّف عنك إنشاء الله تعالى (٣) .
٢ ـ طب : الحسين بن أحمد الخواتيميّ ، عن الحسين بن عليّ بن يقين ، عن حنان الصيقل ، عن ، أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : شكوت إليه وجع أضراسي وأنّه يسهرني الليل ، قال : فقال لي : يا أبا بصير إذا أحسست بذلك فضع يدك
______________________
(١) مكارم الاخلاق ص ٤٣٣ .
(٢) البقرة : ٢٤٣ .
(٣) طب الائمة ص ٢٣ .
عليه واقرأ سورة الحمد ، وقل هوالله أحد ، ثمَّ اقرأ « وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّـهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ » فانّه يسكن ثمَّ لا يعود (١) .
٣ ـ طب : حمدان بن أعين الرازيّ ، عن أبي طالب ، عن يونس عن أبي حمزة عن سماعة بن مهران ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه أمر رجلاً بذلك وزاد فيه ، قال : اقرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر مرَّة واحدة ، فانّه يسكن ولا يعود (٢) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : من اشتكى من ضرسه فليأخذ من موضع سجوده ، وليمسحه على الموضع الّذي يشتكي ويقول « بسم الله ، والشافي الله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم » .
٤ ـ طب : إبراهيم بن خالد ، عن إبراهيم بن عبد ربّه ، عن ثعلبة ، عن أبى بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنَّ هذه الرُّقية رقية الضرس وهي نافعة لا تخالف أبداً أصلاً باذن الله تعالى تعمد إلى ثلاثة أوراق من ورق زيتون ، فتكتب على وجه الورقة « بسم الله لا ملك أعظم من الله ملك وأنت له الخليفة ، ياهياً شراهياً أخرج الداء ، وأنزل الشفاء ، وصلّى الله على محمّد وآل محمّد وسلّم تسليماً » (٣) .
قال أبو عبد الله عليهالسلام ياهيّاً شراهيّاً اسمان من أسماء الله تعالى بالعبرانيّة وتكتب على ظهر الورقة ذلك وتشدُّ بغزل جارية لم تحض في خرقة نظيفة ، وتعقد عليه سبع عقد ، وتسمّى على كلِّ عقدة باسم نبيّ وأسامي آدم ، نوح ، إبراهيم موسى ، عيسى ، شعيب ، وتصلّي على محمّد وآله عليه وعليهم السلام ، وتعلّقه عليه يبرأ باذن الله تعالى (٤) .
رقية جبرئيل عليهالسلام للحسين بن عليّ عليهماالسلام « العجب كلُّ العجب لدابّة تكون في الفم ، تأكل العظم ، وتترك اللحم ، أنا أرقي ، والله عزَّ وجلَّ الشافي الكافي لا إله إلّا الله ، والحمد لله ربِّ العالمين ، وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّـهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ
______________________
(١ ـ ٢) طب الائمة ص ٢٤ .
(٣ ـ ٤) طب الائمة ص ٢٥ .
تَكْتُمُونَ ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا » تضع أصبعك على الضرس ثمَّ ترقيه من جانبه سبع مرَّات بهذا إنشاء الله تعالى (١) .
عوذة مجرَّبة للضرس : تقرأ الحمد ، والمعوَّذتين ، وقل هو الله أحد مع كلَّ سورة تقرأ « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ » وبعد قل هو الله أحد « بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ، نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ » ثمَّ تقول بعد ذلك : اللهمَّ يا كافي من كلِّ شيء ولا يكفي منك شيء ، اكف عبدك وابن أمتك من شرِّ ما يخاف ويحذر ومن شرِّ الوجع الذي يشكو إليك (٢) .
٥ ـ طب : عمر بن عثمان الخزّاز ، عن عليّ بن عيسى ، عن عمّه قال : شكوت إلى موسى بن جعفر عليهالسلام ريح البخر (٣) فقال : قل وأنت ساجد « يا الله يا الله يا الله ، يا رحمن يا ربَّ الأرباب ، يا سيّد السادات يا إله الاٰلهة ، يا مالك الملك ، يا ملك الملوك ، اشفني بشفائك من هذا الداء ، واصرفه عنّي فانّي عبدك وابن عبدك وأتقلّب في قبضتك » فانصرفت من عنده فوالله الّذي أكرمهم بالامامة ما دعوت به إلّا مرَّة واحدة في سجودي فلم اُحسَّ به بعد ذلك (٤) .
٦ ـ مكا : لوجع الضرس : عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام من اشتكى ضرسه فليأخذ من موضع سجوده ثمَّ يمسح به على الموضع الّذي يشتكي ويقول « بسم الله ، والكافي الله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله » (٥) .
ومثله : وقال الصادق عليهالسلام في رقية الضرس يأخذ سكّيناً ، أو خوصة (٦) فيمسح
______________________
(١ ـ ٢) طب الائمة ص ٢٥ .
(٣) البخر : نتن الفم ، يقال : بخرفمه كعلم بخراً بالتحريك أنتن فمه ، فهو أبخر .
(٤) طب الائمة ص ١١٨ .
(٥) مكارم الاخلاق ٤٦٦ .
(٦) الخوص : ورق النخل ، والواحدة خوصة .
به على الجانب الّذي يشتكي ، ويقول سبع مرّات « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله ، وإبراهيم خليل الله ، اسكن بالذي سكن له ما في الليل والنَّهار باذنه وهو على كلِّ شيء قدير (١) .
وعن ابن عبّاس : قال النبيُّ صلىاللهعليهوآله : من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه وليقرأ عليه هذه الاٰية سبع مرّات « هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ » (٢) .
لوجع الاسنان رقى بها جبرئيل الحسين بن علي عليهماالسلام : يضع عودة أو حديدة على الضرس ، ويرقيه من جانبه سبع مرّات « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، العجب كلّ العجب دودة تكون في الفم ، تأكل العظم ، وتنزل الدم ، أنا الراقي ، والله الشافي ، والكافي ، لا إله إلّا الله ، والحمد لله ربِّ العالمين ، وإذ قتلتم نفساً فادَّارأتم فيها إلى قوله لعلّكم تعقلون » سبع مرّات يفعل ما قدَّمناه (٣) .
للضرس : المفضّل بن عمر قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وبي ضربان الضرس ، فشكوت ذلك إليه فقال : ادن منّي فدنوت منه فقال بسبّابته فأدخلها فوضعها على الضرس الّذي يضرب ، ثمَّ قرأ شيئاً خفيّاً فسكن على المكان ، فقال لي : قد سكن يا مفضّل ؟ قلت : نعم فتبسّم فقلت : اُحبُّ أن تعلّمني هذه الرقية ، قال : إنَّ فاطمة أتت أباها صلّى الله عليهما تشكو ما تلقى من وجع الضرس ، أو السنّ فأدخل صلىاللهعليهوآله سبّابته اليمنى فوضعها على سنّها الّتي تضرب ، وقال « بسم الله وبالله أسئلك بعزَّتك وجلالك وقدرتك على كلّ شيء إنّ مريم لم تلد غير عيسى روحك وكلمتك أن تكشف ما تلقى فاطمة بنت خديجة من الضرّ كله » فسكن ما بها كما سكن ما بك ، وما زدت عليه شيئاً بعد هذا (٤) .
ومثله : عن عطا ، عن الصادق عليهالسلام قال : شكوت إليه ما ألقى من ضرسي وأسناني وضربانها فقال : تقرأ عليه سبع مرّات « بسم الله وبالله ، اسكن بقدرة الله الّذي
______________________
(١ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٤٦٦ .
(٤) مكارم الاخلاق ص ٤٦٧ .
خلقك فانّه قادر مقتدر عليك وعلى الجبال أثبتها وأثبتك فقرِّ حتّى يأتي فيك أمره وصلّى الله على محمّد وآله » (١) .
للضرس : اقرأ فاتحة الكتاب ثلاث مرّات ، وقل هو الله أحد ثلاث مرّات ثمّ قل : « يا ضرس أبالحار تسكنين أم بالبارد تكسنين ؟ أم باسم الله تسكنين ، اسكن سكّنتك بالّذي سكن له ما في السّموات وما في الأرض وهو السميع العليم ، قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ـ إلى قوله ـ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ » (٢) اخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وليخرجنّهم منها ـ الاٰية (٣) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ » (٤) .
لوجع الضرس : يكتب على الخبز الرقيق ، ويضع على السنِّ الّذي فيه الوجع : بسم الله ، لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ، أَتَىٰ أَمْرُ اللَّـهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ـ إلى قوله ـ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٥) قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ، إلى قوله ـ عَلِيمٌ (٦) .
لعقده : يأخذ مسماراً ويقرء عليه ثلاث مرّات فاتحة الكتاب والمعوّذتين ، ثمّ يقرأ « مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ [ الاٰية ] ثمَّ يقول : « يا ضرس فلان بن فلان أكلت الحارَّ والبارد أفبالحارّ تسكنين أم البارد تسكنين ، ثمَّ يقرأ « وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ » (٧) الاٰية « شددت داء هذا الضرس من فلان بن فلان ، بسم الله العظيم » ثمَّ يضربه في حائط ويقول : الله الله الله (٨) .
______________________
(١) مكارم الاخلاق ص ٤٦٧ .
(٢) يس : ٧٨ و ٧٩ : قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ .
(٣) وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ : النمل : ٣٧ .
(٤) مكارم الاخلاق ص ٤٣١ .
(٥) البقرة : ٧٣ ، فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .
(٦) يس : ٧٨ و ٧٩ ، وقد مر نصها آنفاً ، راجع مكارم الاخلاق ٤٣١ .
(٧) الانعام : ١٣ .
(٨) مكارم الاخلاق ص ٤٣٢ .
أيضاً لوجع الضرس : يأخذ بقلة ويكتب عليها « الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ » ثمَّ يضعها على ضرسه الوجع ثمَّ يمشي ويرمي بالبقلة خلفه ، ولا يلتفت إلى خلفه ، فانّه يسكن إنشاء الله (١) .
أيضاً يكون الراقي داخل الباب ، والعليل من خارج ، ويقرأ وهو على الوضوء : « لِلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » إلى آخره (٢) ويقول « كم سنة تريد وأيَّ بقلة لا تأكله » فانّه يسكن الوجع (٣) .
٥ ـ من خط الشهيد رحمه الله : عن ابن عبّاس : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من اشتكى ضرسه فليضع أصبعه عليه ، وليقرأ هذه الاٰية « قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ » .
وعن نوح بن أبي ذكوان قال : اشتكى رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وجع الضّرس فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : قل « اسكني أيّتها الريح ، اسكني بالله الّذي سكن له ما في السماوات والأرض وهو السميع العليم » .
٨٢
* باب *
* « ( الدعاء للثالول (٤) ) » *
١ ـ ن : ابن الوليد ، عن الحميريّ ، عن السيّاريّ ، عن عليّ بن النعمان عن الرِّضا عليهالسلام قال : قلت له : جعلت فداك إنَّ بي ثآليل كثيرة ، وقد اغتممت بأمرها فأسئلك أن تعلّمني شيئاً أنتفع ، به ، فقال عليهالسلام : خذ لكلِّ ثؤلول سبع شعيرات
______________________
(١) مكارم الاخلاق ص ٤٣٢ .
(٢) لقمان ٢٦ : وتمامها : إِنَّ اللَّـهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ .
(٣) مكارم الاخلاق ص ٤٣٢ .
(٤) الثالول والثؤلول : خراج يكون بجسد الانسان ناتىء صلب مستدير يشبه حلمة الثدي والجمع ثآليل .
واقرأ على كلِّ شعيرة سبع مرّات إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ـ إلى قوله ـ « فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا » وقوله عزَّ وجلَّ « وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا » ثمَّ تأخذ الشعير شعيرة شعيرة فامسح بها كلَّ ثولول ثمَّ صيّرها في خرقة جديدة ، واربط على الخرقة حجراً وألقها في كنيف .
قال : ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فاذا هي مثل راحتي وينبغي أن تفعل ذلك في محاق الشهر (١) .
طب : سعدويه بن عبد الله ، عن عليّ بن النعمان مثله (٢) .
دعوات الراوندي : عن عليّ بن النعمان مثله .
٢ ـ طب : صالح بن محمّد العنبريّ ، عن النضر ، عن عبد الله بن سنان ، عن عود بن عبد الله ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : تمرُّ يدك على موضع الثآليل ثمَّ تقول « بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ، بسم الله وبالله ، محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، اللهمّ امح عنّي ما أجد » تمرُّ يدك اليمنى ، وترقى عليها ثلاث مرّات (٣) .
٣ ـ مكا : للثؤلول يأخذ صاحبه قطعة ملح ويمسحها بالثؤلول ، ويقرأ عليه ثلاث مرَّات « لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ » إلى آخر السّورة (٤) ويطرحها في تنّور وينصرف سريعاً ، يذهب إنشاء الله تعالى (٥) .
اُخرى : يقرأ على ثلاث شعيرات « وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ » ويديرها على الثؤلول ، ثمَّ يدفنها في موضع ندىّ
______________________
(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٠ ، والاية الاخيرة في سورة ط : ١٠٦ .
(٢) طب الائمة ص ١٠٩ ، ودعوات الراوندي مخطوط ، ورواه الطبرسي في المكارم ص ٤٤٢ .
(٣) طب الائمة ص ٦٠ و ٦١ .
(٤) الحشر : ٢١ .
(٥) مكارم الاخلاق ص ٤٤١ .
في محاق الشهر ، فاذا عفنت الشعيرات تمايل الثؤلول (١) .
أيضاً : للثؤلول : عن الرّضا عليهالسلام قال : تنظر إلى [ أوَّل ] كوكب يطلع بالعشيِّ فلا تحدَّ نظرك إليه وتناول من التراب وادلكه بها ، وأنت تقول « بسم الله وبالله ، رأيتني ولم أرك ، سوء عود بصرك ، الله يخفى أثرك ، ارفع ثآليلي معك (٢) .
٨٣
* ( باب ) *
* « ( الدعاء للسلع (٣) والاورام والخنازير ) » *
١ ـ طب : محمّد بن عامر ، عن محمّد بن عليم الثقفي ، عن عمّار بن عيسى الكلابيّ ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : شكى إليه رجل من الشيعة سلعة ظهرت به ، فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : صم ثلاثة أيّام ثمَّ اغتسل في اليوم الرابع عند زوال الشمس ، وابرز لربّك ، وليكن معك خرقة نظيفة ، فصلِّ أربع ركعات واقرأ فيها ما تيسّر من القرآن ، واخضع بجهدك ، فاذا فرغت من صلاتك فألق ثيابك وابرز بالخرقة ، وألزق خدَّك الأيمن على الأرض ، ثمَّ قل بابتهال وتضرُّع وخشوع : « يا واحد يا أحد يا كريم يا حنّان يا قريب يا مجيب ، يا أرحم الراحمين ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، واكشف ما بي من مرض ، وألبسني العافية الشافية في الدُّنيا والاٰخرة ، وامنن عليَّ بتمام النعمة ، أذهب ما بي فقد آذاني وغمّني » فقال له أبو عبد الله عليهالسلام واعلم أنّه لا ينفعك حتّى لا يخالج في قلبك خلافه ، وتعلم أنّه
______________________
(١) مكارم الاخلاق ص ٤٤٢ .
(٢) مكارم الاخلاق ص ٤٧٢ .
(٣) السلع جمع سلعة : الضواة وهي شيء كالغدة في البدن ، وقيل : خراج في العنق أو غدة فيها ، أو زيادة في البدن كالغدة تمور بين الجلد واللحم اذا ضغطت ، وتكون من قدر حمصة الى بطيخة .
ينفعك ، قال : ففعل الرجل ما أمره به جعفر الصّادق عليهالسلام فعوفي منها (١) .
٢ ـ طب : محمّد بن إسحاق بن الوليد ، عن ابن عمّه أحمد بن إبراهيم بن الوليد عن ابن أسباط ، عن الحكم بن سليمان ، عن ميسّر ، عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام قال : إنّ هذه الاٰية لكلِّ ورم في الجسد ، يخاف الرجل أن يؤل إلى شيء ، فإذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهر قد أعددت وضوءك لصلاة الفريضة ، فعوِّذ بها ورمك قبل الصلاة ودبرها ، وهي « لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ » إلى آخر السورة (٢) فانّك إذا فعلت ذلك على ما حدَّ لك سكن الورم (٣) .
٣ ـ مكا (٤) دعوات الراوندي : عن الرضا عليهالسلام قال : خرج بجارية لنا خنازير في عنقها فأتى وآت وقال : يا عليّ قل لها فلتقل « يا رؤف يا رحيم ، يا ربِّ يا سيّدي » تكرِّره ، قال : فقالت : فأذهب الله عزَّ وجلَّ عنها .
٤ ـ مكا : دعا آخر : يقرأ عليه ثلاثة أيّام « بسم الله وبالله ، الله أكبر ، الله أكبر ، وهو يأمرك أن لا تكبر » ثلاث مرَّات ، ثمَّ قل « ابتدأ باللصِّ قبل أن يبتدأ بك » ثلاث مرَّات ويتفل كلَّ مرَّة فانّه يجفُّ (٥) .
______________________
(١) طب الائمة ص ١٠٩ .
(٢) الحشر : ٢١ .
(٣) طب الائمة ص ١١٠ .
(٤) مكارم الاخلاق ص ٤٥١ .
(٥) مكارم الاخلاق ص ٤٦٩ .