بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٨٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

١٢٠

* ( باب ) *

* « ( الدعاء لحفظ القرآن ) » *

١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة قال : حدَّثني جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام أنَّ هذا من دعاء النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله « اللّهمَّ ارحمني بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي ، والزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني ، واجعلني أتلوه على النحو الّذي برضيك عنّي ، اللهمَّ نوِّر بكتابك بصري ، واشرح به صدري ، وفرِّج به قلبي ، وأطلق به لساني ، واستعمل به بدني ، وقوِّني على ذلك فانّه لا حول ولا قوَّة إلّا بك » (١) .

١٢١

( باب )

* « الدعاء لتبعات العباد » *

١ ـ ب : ابن سعد عن الأزدي ، عن أبي الحسن الأوَّل عليه‌السلام قال : كان يقول : اللهمَّ إنّك أخذت بناصيتي وقلبي ، فلم تملّكني منهما ، فاذ فعلت ذلك بهما فأنت وليّهما ، فأدِّهما إلى سواء السبيل ، يا ربّ يا ربِّ يا ربِّ ، ما أقدرك ما أقدرك ما أقدرك على تعويض كلِّ من كانت له قبلي تبعة وتغفر لي ، فانَّ مغفرتك للظالمين (٢) .

٢ ـ ما : التمّار عن أحمد بن محمّد ، عن أبي عثمان ، عن العتبيّ قال : سمعت أعرابيّاً يدعو فيقول في دعائه « اللّهمَّ إنَّ لك عليَّ حقوقاً فتصدَّق بها عليَّ ، وللناس عليَّ تبعات فتحمّلها عنّي ، وقد أوجبت لكلّ ضيف قرى وأنا ضيفك فاجعل قراي اللّيلة الجنّة » (٣) .

______________________

(١) قرب الاسناد ص ٥ .

(٢) قرب الاسناد ص ١٧٦ .

(٣) أمالي الطوسي ج ١ ص ٤ .

٣٤١
 &

١٢٢

* ( باب ) *

* ( الدعاء عند الاحتضار ) *

أقول : قد أوردنا أكثر أخبار هذا الباب في كتاب الطهارة ، ولنذكر هنا نبذاً من ذلك .

١ ـ ما ، المفيد ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن محمّد ، عن عليِّ بن الحسين عن الحسن بن عليِّ بن يوسف ، عن زكريّا المؤمن ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حضر شابّاً عند وفاته ، فقال له قل « لا إله إلّا الله » قال فاعتقل لسانه مراراً فقال لامرأة عند رأسه : هل لهذا اُمٌّ ؟ قالت : نعم ، أنا اُمّه قال : أفساخطة أنت عليه ؟ قالت : نعم ما كلّمته منذ ستّ حجج ، قال لها : ارضي عنه ، قالت رضي الله عنه برضاك يا رسول الله ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قل « لا إله إلّا الله » قال : فقالها ، فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ترى ؟ فقال : أرى رجلاً أسود قبيح المنظر وسخ الثياب منتن الريح ، قد وليني الساعة فأخذ بكظمي (١) فقال له النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل « يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل منّي اليسير واعف عنّي الكثير إنّك أنت الغفور الرحيم » فقالها الشابُّ فقال له النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : انظر ما ترى ؟ قال : أرى رجلاً أبيض اللّون ، حسن الوجه ، طيّب الريح ، حسن الثياب ، قد وليني وأرى الأسود قد تولّى عنّي ، قال : أعد فأعاد ، قال : ما ترى ؟ قال : لست أرى الأسود وأرى الأبيض قد وليني ثمَّ طفى (٢) على تلك الحال (٣) .

______________________

(١) الكظم محركة وبالضم : الحلق أو الفم أو مخرج النفس ، وقد يكنى بذلك عن شدة الكرب دون أصل المعنى وهو الخنق .

(٢) أي مات وبقى بلا حركة .

(٣) أمالي الطوسي ج ١ ص ٦٣ .

٣٤٢
 &

١٢٣

* ( باب ) *

* « الدعاء لطلب الولد » *

١ ـ ما : المفيد : عن الحسن بن علي النحويّ ، عن محمّد بن القاسم الأنباري عن محمّد بن أحمد الطائي ، عن عليِّ بن محمّد الصيمري ، قال : تزوَّجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب فأحببتها حبّاً لم يحبَّ أحدٌ أحداً مثله ، وأبطأ عليَّ الولد ، فصرت إلى أبي الحسن عليِّ بن محمّد بن الرضا عليه‌السلام فذكرت ذلك له ، فتبسّم وقال : اتّخذ خاتماً فصّه فيروزج ، واكتب عليه « رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ » قال : ففعلت ذلك ، فما أتى عليَّ حول حتّى رزقت منها ولداً ذكراً (١) .

١٢٤

« ( باب ) »

* « ( الدعاء لرؤية الهلال ) » *

أقول : سيجيىء في أبواب أعمال السنة من كتاب الصيام أيضاً أخبار هذا الباب فلا تغفل .

١ ـ ن : بالاسناد إلى دارم ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى الهلال قال :

« أيّها الخلق المطيع ، الدّائب السّريع ، المتصرّف في ملكوت الجبروت بالتَّقدير ، ربّي وربُّك الله ، اللهمَّ أهلّه علينا بالأمن والايمان ، والسّلامة والاسلام والاحسان ، وكما بلّغتنا أوَّله فبلّغنا آخره ، واجعله شهراً مباركاً تمحو فيه السيّئات وتثبت لنا فيه الحسنات ، وترفع فيه الدرجات ، يا عظيم الخيرات » (٢) .

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ١ ص ٤٨ .

(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام ج ٢ ص ٧١ .

٣٤٣
 &

٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن جعفر بن محمّد العلويّ ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن عمر بن عليّ ، عن الحسين بن زيد ، عن عمّه عمر بن عليِّ ، عن أبيه عليِّ بن الحسين ، عن محمّد بن الحنفية ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : كان النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا نظر إلى الهلال رفع يديه ثمَّ قال :

« بسم الله اللّهمَّ أهلّه علينا بالأمن والايمان ، والسلامه والاسلام ، ربّي وربّك الله (١) .

٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن هوذة ، عن النهاونديّ عن عبد الله بن حمّاد ، عن أبي مريم عبد الغفّار بن القاسم ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى الهلال استقبل القبلة وكبّر ثمَّ قال : هلال رشد اللّهمَّ أهلّه علينا بيمن وإيمان ، وسلامة وإسلام ، وهدى ومغفرة وعافية مجلّلة ، ورزق واسع ، إنّك على كلِّ شيء قدير .

قال أبو مريم : فقلت هذا الكلام فرأيت خيراً (٢) .

٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن أحمد بن محمّد بن الحسين العلويّ عن جدِّه الحسين بن إسحاق ، عن أبيه إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن أبيه عن جدِّه الباقر عليهم‌السلام قال : بينا أنا مع أبي عليِّ بن الحسين عليهما‌السلام في طريق أو مسير إذ نظر إلى هلال شهر رمضان فوقف ثمَّ قال :

أيّها الخلق المطيع ، الدائب السّريع ، المتردّد في منازل التقدير ، المتصرِّف في فلك التدبير ، آمنت بمن نوَّر بك الظلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية من آيات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، فحدَّ بك الزمان ، وامتهنك بالكمال والنقصان ، والطلوع والاُفول والإنارة والكسوف ، في كلّ ذلك أنت له مطيع وإلي إرادته سريع ، سبحانه ما أعجب ما دبّر أمرك ، وألطف ما صنع في شأنك ، جعلك مفتاح شهر لحادث أمر ، جعلك الله هلال بركة لا يمحقها الأيّام ، وطهارة لا تدنسها الاٰثام ، هلال أمنة من الاٰفات ، وسلامة من السيّئات ، هلال سعد لا نحس فيه

______________________

(١ ـ ٢) أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٠٩ .

٣٤٤
 &

ويمن لا نكد فيه ، ويسر لا يمازجه عسر ، وخير لا يشوبه شرٌّ ، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان .

اللّهمَّ اجعلنا من أرضى من طلع عليه ، وأزكى من نظر إليه ، وأسعد من تعبّد لك فيه ، ووفّقنا اللهمَّ فيه للطاعة والتوبة ، واعصمنا من الاٰثام والحوبة وأوزعنا شكر النعمة ، واجعل لنا فيه عوناً منك على ما تديننا إليه من مفترض طاعتك ونفلها ، إنّك الأكرم من كلّ كريم ، والأرحم من كلّ رحيم ، آمين [ آمين ] ربّ العالمين (١) .

٥ ـ مكا : التعبّد عند رؤية الهلال : تكتب على يدك اليسرى بسبّابة يمينك « محمّد ، علي ، فاطمة ، الحسن ، والحسين ، إلى آخرهم ، وتكتب قل هو الله أحد إلى آخرها ، ثمَّ تقول : اللهمَّ الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم إلى وجوه بعض وتبرَّك بعضهم ببعض ، وإنّي نظرت إلى أسمائك واسم نبيّك ووليّك وأوليائك عليهم ‌السّلام ، وإلى كتابك ، فأعطني كلّ الّذي اُحبُّ أن [ تعطينيه من الخير واصرف عنّي كلَّ الّذي اُحبُّ أن ] (٢) تصرفه عنّي من الشرّ وزدني من فضلك ما أنت أهله ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم (٣) .

٦ ـ تم : عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا خفت أحداً وأردت أن تكفى شرُّه ، فانظر إلى الهلال أوَّل ليلة من الشهر ، وأومىء بيدك إلى نحو دار من تخافه وقل « أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ » ثمَّ تقول « اللّهمَّ طمّه بالبلاء طمّا ، وغمّه بالبلاء غمّا ، وارمه بحجارة من سجّيل ، وطيرك الأبابيل يا عليّ يا عظيم » ثمَّ تقول في الليلة الثانية والثالثة كذلك ، فان نجع وبلغت ما تريد وإلّا فعلته ذلك في الشهر الثاني ما فعلته في الأوَّل ، فان نجع وإلّا فعلت ذلك في الشهر الثالث فانّك تكفى شرَّ من تريد إنشاء الله (٤) .

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ٢ ص ١١٠ .

(٢) ساقط عن النسخ .

(٣) مكارم الاخلاق ص ٣٩٣.

(٤) فلاح السائل : وتراه في المكارم : ٤٠٠ .

٣٤٥
 &

٧ ـ ما : الحسين بن عبيد الله ، عن التلّعكبريّ ، عن محمّد بن أحمد ، عن سفيان ابن زياد ، عن عبّاد بن صهيب ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان إذا رأى الهلال قال : اللهمَّ ارزقنا خيره ونصره وبركته وفتحه ونعوذ بك من شرّه وشرّ ما بعده (١) .

٧ ـ دعوات الراوندي : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا رأى الهلال يقول « اللّهمَّ إنَّ الناس إذا نظروا إلى الهلال نظر بعضهم في وجوه بعض ، ورجا بعضهم بركة بعض ، اللّهمَّ إنّي أنظر إلى وجهك جلَّ ثناؤه ، ووجه نبيّك ووجه أوليائك أهل بيت نبيّك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأعطني ما اُحبُّ أن تعطينيه في الدنيا والاٰخرة ، واصرف عنّي ما اُحبُّ أن تصرفه عنّي في الدنيا والاٰخرة وأحينا على طاعتك وطاعة أوليائك ، وطاعة وليّك ، صلواتك ورحمتك عليهم ، والتسليم لأمرك ، وتوفّنا عليه ، ولا تسلبناه ، وتفضّل علينا برحمتك » .

ثمَّ يقول : ما شاء الله لا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم ـ عشرا ـ اللهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ـ عشراً ـ ثمَّ كان يولّيه ظهره ، ويقول ربّي وربّك الله ربُّ العالمين ، اللهمَّ ثبّتنا على السّلام والاسلام ، والأمن والأيمان ، ودفع الأسقام والمسارعة فيما تحبُّ وترضى من طاعتنا لك .

١٢٥

* باب *

* « ( الدعاء اذا نظر الى السماء ) » *

١ ـ كتاب زيد الزراد : قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام إذا نظر إلى السماء قرأ هذه الاٰية « إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ » وقرأ آية السخرة « إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٦١ .

٣٤٦
 &

والنجوم مسخّرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُّ العالمين » .

ثمَّ يقول « اللّهمَّ إنّك جعلت في السماء نجوماً ثاقبة ، وشهباً أحرست به السماء من سرّاق السمع من مردة الشياطين ، اللّهمَّ فاحرسني بعينك الّتي لا تنام ، واكنفني بركنك الّذي لا يرام ، واجعلني في وديعتك الّتي لا تضيع ، وفي درعك الحصينة ومنعك المنيع ، وفي جوارك ، عزَّ جارك ، وجلَّ ثناؤك ، وتقدَّست أسماؤك ولا إله غيرك .

١٢٦

* باب *

« ( الدعاء عند شم الرياحين ورؤية الفاكهة الجديدة ) »

١ ـ لي : ابن المتوكّل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أبي البختري ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى الفاكهة الجديدة قبّلها ووضعها على عينيه وفمه ، ثمَّ قال : اللهمَّ كما أريتنا أوَّلها في عافية فأرنا آخرها في عافية (١) .

٢ ـ لي : حمزة العلويُّ ، عن عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن مالك الجهنيّ قال : ناولت أبا عبد الله عليه‌السلام شيئاً من الرياحين فأخذه فشمّه ووضعه على عينيه ، ثمَّ قال : من تناول ريحانة فشمّها ووضعها على عينيه ، ثمَّ قال : اللهمَّ صلِّ على محمّد وآل محمّد . لم تقع على الأرض حتّى يغفر له (٢) .

______________________

(١ و ٢) أمالي الصدوق ص ١٦٠ .

٣٤٧
 &

١٢٧

* ( باب ) *

* « ( نادر وفيه ذكر الدعاء اذا سمع نباح الكلب ) » *

* « ( ونهيق الحمار وعند سماع صوت الرعد ) » *

* « ( وما يناسب ذلك أيضاً ) » *

١ ـ ع : أبي ، عن محمّد العطّار ، عن الأشعريّ ، عن البرقيِّ ، عن رجل ، عن ابن أسباط ، عن عمّه يعقوب رفعه إلى عليّ عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار ، فتعوَّذوا بالله من الشيطان الرجيم ، فانّهم يرون ولا ترون ، فافعلوا ما تؤمرون (١) .

٢ ـ مع : ابن المتوكّل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن جميل ابن صالح ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عزَّ وجلَّ « رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً » قال : رضوان الله في الجنّة ، والسعة في الرزق والمعاش ، وحسن الخلق في الدنيا (٢) .

شى : عن عبد الأعلى عنه عليه‌السلام مثله (٣) .

٣ ـ ب : عليٌّ ، عن أخيه عليه ‌السلام قال : سألته عن القرطاس تكون فيه الكتابة فيه ذكر الله أيصلح إحراقه بالنّار ؟ فقال : إن تخوّفت فيه شيئاً فأحرقه فلا بأس (٤) .

٤ ـ شى : عن يونس بن عبد الرحمن أنَّ داود قال : كنّا عنده عليه‌السلام فارتعدت السماء فقال هو : « سبحان من يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته » (٥) .

______________________

(١) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٧٠ .

(٢) معاني الاخبار ص ١٧٤ والاية في سورة البقرة ٢٠٠ .

(٣) تفسير العياشي ج ١ ص ٩٨ .

(٤) قرب الاسناد ص ١٦٤ .

(٥) تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٠٧ .

٣٤٨
 &

١٢٨

« ( باب ) »

* ( الملاعنة والمباهلة ) *

١ ـ ما : الغضايريّ ، عن التلعكبري ، عن محمّد بن همّام ، عن الحميريّ ، عن الطيالسيّ ، عن زريق الخلقاني قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا تلاعن اثنان فتباعد منهما ، فانَّ ذلك مجلس تنفر عنه الملائكة ، ثمَّ قل : اللّهمَّ لا تجعل لها إليَّ مساغاً ، واجعلها برأس من يكايد دينك ، ويضادُّ وليّك ، ويسعى في الأرض فساداً (١) .

٢ ـ عدة الداعي : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الساعة الّتي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .

وعن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن حكيم ، عن أبي مسروق ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت : إنّا نكلّم النّاس فنحتجُّ عليهم بقول الله عزَّ وجلَّ « أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ » (٢) فيقولون : نزلت في اُمراء السرايا ، فنحتجُّ عليهم بقول الله تعالى « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ » إلى آخر الاٰية (٣) فيقولون : نزلت في المؤمنين فنحتجُّ عليهم بقول الله « قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ » (٤) فيقولون : نزلت في قربى المسلمين ، قال : فلم أدع شيئاً ممّا حضرني ذكره من هذا وشبهه إلّا ذكرته له .

فقال لي : إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة ، قلت : وكيف أصنع ؟ فقال : أصلح نفسك ثلاثاً وأظنّه قال : صم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبّان ، فشبّك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ، وابدأ بنفسك فقل « اللّهمَّ ربَّ السّموات السّبع

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣١١ .

(٢) النساء : ٦٨ .

(٣) المائدة : ٧٨ .

(٤) الشورى : ٣٣ .

٣٤٩
 &

وربَّ الأرضين السّبع عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إن كان أبو مسروق جحد حقّاً وادَّعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً » ثمَّ ردَّ الدعوة عليه فقل : وإن كان فلان جحد حقّاً وادَّعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً .

ثمَّ قال لي : فانّك لا تلبث أن ترى ذلك فيه ، فوالله ما وجدت خلقاً يجيبني عليه .

وعن أبي العبّاس : تشبّك أصابعك في أصابعه ، ثمَّ تقول : إن كان فلان جحد حقّاً أو أقرَّ بباطل فأصبه بحسبان من السّماء أو بعذاب من عندك ، وتلاعنه سبعين مرَّة (١) .

١٢٩

* باب *

* « ( الدعوات المأثورة غير الموقتة وفيه الدعوات ) » *

* « ( الجامعة للمقاصد وبعض الادعية التي لها ) » *

* « ( اسماء معروفة وما يناسب ذلك ) » *

١ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : ما من مؤمن قال هذه الكلمات إلّا وأنا ضامن له في دنياه وفي آخرته ، فأمّا في دنياه فتتلقّاه الملائكة ببشارة عند الموت ، وأمّا في آخرته فانَّ له بكلِّ كلمة منها بيتاً في الجنة يقول « يا أسمع السّامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، يا أرحم الراحمين يا أحكم الحاكمين » (٢) .

٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق عليه‌السلام قال : كان ممّا يدعو به أبي عليه‌السلام « اللّهمَّ هب لي حقّك ، وأرض عنّي خلقك ، واغفر لي ما لا يضرُّك

______________________

(١) ترى الاحاديث في الكافي ج ٢ ص ٥١٣ وأبو مسروق هو الراوي .

(٢) قرب الاسناد ص ٢ .

٣٥٠
 &

وعافني ممّا لا ينفعك ، فانَّ شفائي لا يضرُّك ، وعذابي لا ينفعك ، فانّك تعطي من يسألك ، وتغضب على من لا يسألك ، ولن يفعل ذلك أحد غيرك ، سبحانك وبحمدك .

قال : وكان أبي عليه‌السلام يقول في دعائه : « اللّهمَّ ألبسني العافية حتّى تهنّئني المعيشة ، وارزقني من فضلك ما تغنيني به عن سائر خلقك ، ولا أشتغل عن طاعتك ببشر (١) سواك » .

قال : وكان أبي رضي الله عنه يقول في دعائه : ربِّ أصلح لي نفسي فانّها أهمُّ الأنفس إليَّ ، ربِّ أصلح لي ذرِّيتي فانّهم يدي وعضدي ، ربِّ وأصلح لي أهل بيتي فانّهم لحمي ودمي ، ربِّ أصلح لي جماعة إخوتي وأخواتي ومحبّتي فانَّ صلاحهم صلاحي (٢) .

٣ ـ ما : التمّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي عثمان ، عن العتبيّ قال : سمعت أعرابيّاً يدعو « اللّهمَّ ارزقني عمل الخائفين ، وخوف العاملين حتّى أتنعّم بترك النعيم رغبة فيما وعدت ، وخوفاً ممّا أوعدت (٣) .

٤ ـ ما : المفيد : عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن عليِّ بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن الحسن بن الجهم ، عن عبد الله بن سنان ، عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمشي ذات يوم مع أصحابه إذ قال لهم : على رسلكم ، حتّى اُثني على ربّي ثمَّ قال : اللّهمَّ إنّه لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ولا مضلَّ لمن هديت ، اللّهمّ أنت الحليم فلا تجهل ، وأنت الجواد فلا تبخل ، وأنت العزيز فلا تستذلُّ ، وأنت المنيع فلا ترام (٤) .

٥ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاثة لم يسأل الله

______________________

(١) بشيىء خ ل .

(٢) قرب الاسناد ص ٧ .

(٣) أمالي الطوسي ج ١ ص ٤ .

(٤) أمالي الطوسي ج ١ ص ٢١٧ .

٣٥١
 &

عزَّ وجلَّ بمثلهم أن تقول « اللّهمَّ فقّهني في الدين وحبّبني إلى المسلمين ، واجعل لي لسان صدق في الاٰخرين » (١) .

٦ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه ‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بيت اُمِّ سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش فدخلها في ذلك ما يدخل النساء ، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتّى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم ، رافع يديه يبكي وهو يقول « اللّهمَّ لا تنزع منّي صالح ما أعطيتني أبداً ، اللّهمَّ لا تشمت بي عدوّاً ولا حاسداً أبداً ، اللّهمَّ ولا تردَّني في سوء استنقذتني منه أبداً ، اللّهمَّ ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً » (٢) .

٧ ـ يد : عليُّ بن عبد الله الأسواريّ ، عن مكّي بن أحمد ، عن إسماعيل بن محمّد ابن الفضل بن محمّد بن المسيّب ، عن جدِّه ، عن ابن أبي اُويس ، عن أحمد بن محمّد بن داود بن قيس ، عن أفلح بن كثير ، عن ابن جريح ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جدِّه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أنَّ جبرئيل نزل عليه بهذا الدعاء من السّماء ونزل عليه ضاحكاً مستبشراً فقال : السّلام عليك يا محمّد ، قال : وعليك السّلام يا جبرئيل ، فقال : إنَّ الله بعث إليك بهديّة قال : وما تلك الهديّة يا جبرئيل ؟ فقال : كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بها ، قال : وما هنَّ يا جبرئيل ؟ قال : قل : يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كلِّ نجوى ومنتهى كلِّ شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المنِّ ، يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا ربّنا وسيّدنا ويا مولانا ، ويا غاية رغبتنا ، أسئلك يا الله أن لا تشوِّه خلقي بالنار .

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل فما ثواب هذه الكلمات ، فقال : هيهات هيهات انقطع العمل ، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ثواب

______________________

(١) أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣٠٩ .

(٢) تفسير القمي ص ٤٣٢ ، وللحديث ذيل راجعه ان شئت .

٣٥٢
 &

ذلك إلى يوم القيامة ، ما وصفوا من ألف جزء جزءاً واحداً ، فاذا قال العبد « يا من أظهر الجميل وستر القبيح » ستره الله برحمته في الدنيا وجمَله في الاٰخرة ، وستر الله عليه ألف ألف ستر في الدنيا والاٰخرة ، فاذا قال العبد « يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر » لم يحاسبه الله يوم القيامة ، ولم يهتك ستره يوم تهتك الستور وإذا قال « يا عظيم العفو » غفر الله له ذنوبه ولو كانت خطيئته مثل زبد البحر ، فاذا قال « يا حسن التجاوز » تجاوز الله عنه حتّى السرقة وشرب الخمر ، وأهاويل الدنيا وغير ذلك من الكبائر ، وإذا قال : « يا واسع المغفرة » فتح الله عزَّ وجلَّ له سبعين باباٌ من الرحمة [ فهو يخوض في رحمة الله عزَّ وجلَّ حتّى يخرج من الدُّنيا ] .

وإذا قال « يا باسط اليدين بالرحمة » بسط الله يده عليه بالرحمة ، وإذا قال « يا صاحب كلِّ نجوى ، ومنتهى كلِّ شكوى » أعطاه الله عزَّ وجلَّ من الأجر ثواب كلِّ مصاب وكلِّ سالم وكلِّ مريض وكلِّ ضرير وكلِّ مسكين وكلِّ فقير وكلِّ صاحب مصيبة إلى يوم القيامة ، وإذا قال « يا كريم الصفح » أكرمه الله كرامة الأنبياء وإذا قال : « يا عظيم المنّ » أعطاه الله يوم القيامة اُمنيّته واُمنيّة الخلائق ، وإذا قال : « يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها » أعطاه الله من الأجر بعدد من شكر نعماءه .

و « إذا قال يا ربّنا ويا سيّدنا ويا مولانا » قال الله تبارك وتعالى : اشهدوا ملائكتي أنّي قد غفرت له وأعطيته من الأجر بعدد من خلقته ممّن في الجنّة والنار ، والسموات السبع ، والأرضين السبع ، والشمس والقمر ، والنجوم وقطر الأمطار ، وأنواع الخلق والجبال ، والحصى والثرى ، وغير ذلك ، والعرش والكرسيّ .

وإذا قال : « يا مولانا » ملأ الله قلبه من الايمان ، وإذا قال « يا غاية رغبتاه » أعطاه الله يوم القيامة رغبته ، ومثل رغبة الخلائق ، وإذا قال : « أسألك يا الله ألّا تشوّه خلقي بالنار » قال الجبّار جلَّ جلاله : استعتقني عبدي من النار اشهدوا ملائكتي أنّي قد أعتقته من النار ، وأعتقت أبويه وإخوته وأخواته وأهله

٣٥٣
 &

وولده وجيرانه ، وشفّعته في ألف رجل ممّن وجب لهم النار ، وآجرته من النار فعلّمهنَّ يا محمّد المتّقين ، ولا تعلّمهنَّ المنافقين فانّها دعوة مستجابة لقائلهنَّ إنشاء الله وهو دعاء أهل البيت المعمور حوله ، إذا كان يطوفون به (١) .

٨ ـ لي : أحمد بن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن ابن محبوب عن محمّد بن يحيى الخثعميّ ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنَّ أباذرّ رحمة الله عليه مرَّ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده جبرئيل عليه‌السلام في صورة دحية الكلبي ، وقد استخلاه رسول ـ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيل عليه‌السلام : يا محمّد هذا أبوذرّ قد مرَّ بنا ولم يسلّم علينا ، أما لو سلّم لرددنا عليه ، يا محمّد إنَّ له دعاء يدعو به معروفاً عند أهل السماء ، فاسأله عنه إذا عرجت إلى السماء .

فلمّا ارتفع جبرئيل جاء أبوذرّ إلى النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما منعك يا باذرّ أن تكون قد سلّمت علينا حين مررت بنا فقال : ظننت يا رسول الله أنَّ الذي كان معك دحية الكلبيّ قد استخليته لبعض شأنك ، فقال : ذاك جبرئيل يا باذر وقد قال : أما لو سلّم علينا لرددنا عليه ، فلمّا علم أبوذرّ أنّه كان جبرئيل عليه‌السلام دخله من الندامة ما شاء الله حيث لم يسلّم فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما هذا الدعاء الّذي تدعو به ؟ فقد أخبرني أنَّ لك دعاء معروفاً في السّماء ، فقال نعم يا رسول الله أقول : « اللّهمَّ إنّي أسئلك الايمان بك ، والتصديق بنبيّك ، والعافية من جميع البلاء ، والشكر على العافية ، والغنى عن أشرار النّاس » (٢) .

٩ ـ ص ، بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن عيسى عن البزنطيّ ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال : الكلمات الّتي تلقّي بهنَّ آدم عليه‌السلام ربّه فتاب عليه ، قال : اللّهمَّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك إنّي عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّك أنت التوّاب الرحيم لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ، عملت سوءاً وظلمت نفسي ، فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين .

______________________

(١) توحيد الصدوق : ١٥٤ باب أسماء الله تعالى .

(٢) أمالي الصدوق : ٢٠٨ .

٣٥٤
 &

١٠ ـ جا : أحمد بن محمّد الصوليّ ، عن الجلوديّ ، عن الجوهريّ ، عن قيس ابن حفص ، عن حسين الأشقر ، عن عمر بن عبد الغفّار ، عن إسحاق بن الفضل الهاشميّ قال : كان من دعاء أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب عليه‌السلام « اللّهمَّ إنّي أعوذ بك أن اُعادي لك وليّاً أو اُوالي لك عدوّاً ، أو أرضى لك سخطاً أبداً ، اللّهمَّ من صلّيت عليه فصلوتنا عليه ، ومن لعنته فلعنتنا عليه ، اللّهمَّ من كان في موته فرح لنا ولجميع المسلمين فأرحنا منه ، وأبدل لنا من هو خير لنا منه حتّى ترينا من علم الاجابة ما نتعرَّفه في أدياننا ومعايشنا يا أرحم الراحمين » (١) .

١١ ـ مكا : عن معاذ بن جبل قال : أرسلني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم إلى عبد الله بن سلام وعنده جماعة من أصحابه ، فحضر فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عبد الله أخبرني عن عشر كلمات علّمهنَّ الله عزَّ وجلَّ إبراهيم يوم قذف في النار ، أتجدهنَّ في التوراة مكتوباً ؟ فقال عبد الله : يا نبيَّ الله بأبي واُمّي ، هل اُنزل عليك فيهنَّ شيء ؟ فانّي أجد ثوابها في التوراة ولا أجد الكلمات ، وهي عشر دعوات فيهنَّ اسم الله الأعظم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل علّمهنَّ الله تعالى موسى ؟ فقال : ما علّمهنَّ الله تعالى غير إبراهيم الخليل عليه‌السلام .

فقال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما تجد ثوابها في التوراة ؟ فقال عبد الله : يا رسول الله ومن يستطيع ؟ أن يبلغ ثوابها ، غير أنّي أجد في التوراة مكتوباً : ما من عبد منَّ الله عليه وجعل هؤلاء الكلمات في قلبه ، إلّا جعل النور في بصره ، واليقين في قلبه وشرح صدره للايمان ، وجعل له نوراً من مجلسه إلى العرش يتلألأ ، ويباهي به ملائكته في كلِّ يوم مرَّتين ، ويجعل الحكمة في لسانه ، ويرزقه حفظ كتابه وإن لم يكن حريصاً عليه ، ويفقّهه في الدين ، ويقذف له المحبّة في قلوب عباده ويؤمنه من عذاب القبر ؛ وفتنة الدجّال ، ويؤمنه من الفزع الأكبر يوم القيامة ويحشره في زمرة الشهداء ويكرمه الله ويعطيه ما يعطي الأنبياء بكرامته ، ولا يخاف إذا خاف الناس ، ولا يحزن إذا حزن الناس ، ويكتب عند الله صدِّيقاً ، ويحشر يوم

______________________

(١) مجالس المفيد : ١٠٦ .

٣٥٥
 &

القيامة ، وقلبه ساكن مطمئنٌّ ، وهو ممّن يكسى مع إبراهيم يوم القيامة .

ولا يسأل بتلك الدعوات شيئاً إلّا أعطاه الله ، ولو أقسم على الله لأبرَّ قسمه ويجاور الرحمن في دار الجلال ، وله أجر كلِّ شهيد استشهد منذ يوم خلقت الدنيا .

قال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : وما دار الجلال يا ابن سلام ؟ قال : جنّة عدن ، وهو موضع عرش الرحمن ، ربِّ العزة ، وهي في جوار الله ، قال ابن سلام : فعلّمنا يا رسول الله ومُنَّ علينا كما منَّ الله عليك ، قال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : خرُّوا لله سجّداً قال : فخرُّوا سجّداً فلمّا رفعوا رؤوسهم قال النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله :

« يا الله يا الله يا الله ، أنت المرهوب منك جميع [ خلقك ] يا نور النور أنت الّذي احتجبت دون خلقك فلا تدرك نورك نور ، يا الله يا الله يا الله أنت الرفيع الّذي ارتفعت فوق عرشك من فوق سمائك فلا يصف عظمتك أحد من خلقك ، يا نور النور ، قد استنار بنورك أهل سمائك ، واستضاء بضوئك أهل أرضك .

يا الله يا الله يا الله أنت الّذي لا إله غيرك ، تعاليت عن أن يكون لك شريك وتعظّمت عن أن يكون لك ولد ، وتكرَّمت عن أن يكون لك شبيه ، وتجبّرت عن أن يكون لك ضدٌّ ، فأنت الله المحمود بكلِّ لسان ، وأنت المعبود في كلِّ مكان ، وأنت المذكور في كلِّ أوان وزمان ، يا نور النور ، كلُّ نور خامد لنورك ما مليك كلِّ مليك ، يفنى غيرك يا دائم ، كلُّ حيّ يموت غيرك .

يا الله يا الله يا الله الرَّحمن الرحيم ، ارحمني رحمة تطفىء بها غضبك ، وتكفُّ بها عذابك ، وترزقني بها سعادة من عندك ، وتحلّني بها دارك الّتي تسكنها خيرتك من خلقك ، يا أرحم الراحمين .

يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كلِّ نجوى ، ويا منتهى كلِّ شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم المنِّ يا مبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا ربّاه يا ربّاه ، ويا سيّداه ويا أملاه ، ويا غاية رغبتاه ، أسئلك يا الله يا الله يا الله أن لا تشوِّه خلقي في النار » .

٣٥٦
 &

قال : يا رسول الله وما ثواب من قال هذه الكلمات ؟ قال : هيهات هيهات انقطع القلم ، لو اجتمع ملائكة سبع سماوات وسبع أرضين على أن يصفوا ذلك إلى يوم القيامة ، لما وصفوا من ألف جزء جزءاً واحداً ، وذكر عليه‌السلام لهذه الكلمات ثواباً وفضائل كثيرة لا يحتمل ذكرها ههنا ، اقتصرنا على ذكر المقصود مخافة التطويل (١) .

١٢ ـ مكا : كان من دعاء النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله « اللهمَّ إنّي أسألك العافية ، وشكر العافية ، وتمام العافية في الدنيا والاٰخرة » (٢) .

١٣ ـ ضا : دعاء « اللّهمَّ إنّك كنت قبل الأزمان ، وقبل الكون والكينونيّة والكائن ، وعلمت بما تريد أن تكوِّن قبل تكوين الأشياء ، وكان علمك السابق فيما تريد أن تكوِّن قبل التكوين والعلم ، فعلمك دائبة غير مكتسب ، لم تزل كنت عالماً موجوداً والجهل عنك . نافياً فأنت بادي الأبد ، وقادم الأزل ، ودائم القدم لا توصف بصفات ، ولا تنعت بوصف ، ولا تلحق بالحواسّ ، ولا تضرب فيك الأمثال ولا تقاس بقياس ، ولا تحدُّ بحدود ، ليس لك مكان يعرف ، ولا لك موضع ينال ، لا فوقك منتهى ، ولا عنك انتهاء ، ولا خلفك إدراك ، ولا أمامك مصادف ، بل أين توجّه الواجهون فأنت هناك لم تزل ، لا يحيط بك الأشياء ، بل تحيط بالأشياء محتو بها محتجب عن رؤية المخلوقين ، وهم عنك غير محتجبين ، ترى ولا ترى ، وأنت في الملاء الأعلى تسمع وترى ، وتعلم ما يخفى ، وأخفى ، فتباركت وتعاليت عمّا يقولون علوّا كبيراً .

دعاء آخر لي « اللّهمَّ أنت ، أنت كما أنت حيث أنت ، لا يعلم أحد كيف أنت ، إلّا أنت ، لا تحول عمّا كنت في الأزل حيث كنت ، ولا تزول ولا تولّي أوَّليّتك مثل آخريّتك ، وآخريّتك مثل أوَّليّتك ، إذا اُفني الخلائق واُظهر الحقائق لا يعرف بمكانك ملك مقرَّب ، ولا نبيٌّ مكرّم ، ولا أحد يعرف أينيّتك ، ولا كيفيّتك ولا كينونيّتك ، فأنت الأحد الأبد ، وملكك سرمد ، وسلطانك لا ينقضى ، لا لك زوال ، ولا لملكك نفاد ، ولا لسلطانك تغيّر ، ملكك دائم ، وسلطانك قديم ، منك وبك

______________________

(١) مكارم الاخلاق . ٣٩٥ ـ ٣٩٧ .

(٢) مكارم الاخلاق : ٤٠٥ .

٣٥٧
 &

لا بأحد ولا من أحد ، لأنّك لم تزل كنت الأزل بك لا أنت به ، أنت الدوام لم تزل سبحانك وتعاليت عمّا يقولون علوّاً كبيراً .

دعاء حسن بليغ لي :

« اللهُمَّ إنِّي أتوسّل إليك في يوم فقري وفاقتي ، عند تحيّري وعند انقطاع حجّتي بحبّك وبحبيبك ، وبالّذي اتّخذت إبراهيم من أجله خليلاً ، وكلّمت موسى من كرامتك في طور سيناء من ورائه بكلام ، ونفخت في مريم به من روحك ، وهو نورك الساطع ، وضياؤك اللامع ، أنور نوراً ، وأشرق سناء ، وأضوء ضياء ، وأعزُّ من خلقت ، وأفضل من فطرت ، وأوَّل من ابتدعت ، وآخر من أظهرت ، روحك ونورك ، وقدسك ، به كون الأوَّلين والاٰخرين ، وختام رسلك ، وافتتاح أنبيائك محجّتك الكبرى ، وآيتك العظمى ، وآياتك الأسنى ، وبابك القصوى ، وحجابك الأدنى ، وكلمتك العليا ، مدينة علمك ، ومعدن حكمتك ، ومنتهى سرّك ، ميثاق الأنبياء ، وعهد الشهداء ، من أثبت المرسلين ، أصل الأوصياء وفرع الأتقياء أكرم البررة ، وصافي الصفوة .

خير الثقلين ، وأكرم من في الخافقين ، إلى عين المشرقين ، وما في المغربين سيّد من مضى من الأوَّلين ، وسيّد من بقى من الاٰخرين ، الخالص المخلص الصفوة الصفوة السيّد البرُّ ، تاج الأنبياء ، وإكليل الرسل وفخر الثقلين وافتخار الملائكة علم الهدى ، وطود التّقى ، والنور في الدجى ، القمر الباهر ، والنجم الزاهر والكوكب الدريُّ ، ميزان العدل ، والصراط المستقيم ، منار دين الله ، وقناديل الرسل ، وأركان الدين الأعلى ، وعُمُد الاسلام ، مهابط الوحي .

آلك وأهلك وأحبّاؤك واُمناؤك وأصفياؤك ونجباؤك ونخباؤك ونقباؤك وأتقياؤك وشهداؤك وخلفاؤك وكرماؤك وحلماؤك وعرفاؤك ، وحكماؤك وعلماؤك واُدباؤك واُمناؤك ونظراؤك وشفعاؤك وعظماؤك .

ثمَّ بخليلك الذي سمّيته باسمك ، وفرضت طاعته على عبادك ، وافترضت مودَّته على خلقك ، ثمَّ آل طه ويس ، والحواميم والطواسين ، وكهيعص ذكرك

٣٥٨
 &

الحكيم ، ورحمتك البسيط ، نجاة المؤمنين ، وهلاك الكافرين ، وجهك الكريم الّذي لا ينكى ولا يفنى ، ولا يهلك مع الهالكين ، وجنبك الأوجب ، ويدك العليا وعينك الأوفى ، صاحب ميم وعين ، وفاوح وى وهي ، هم البررة الغرّى الخيرة فصلوات الله عليهم وعلى ذرِّيّتهم وسلّم تسليماً .

اللّهمَّ إنّي بهم وبك وبك وبهم ، ولهم ولك ولك ولهم ، اللهمَّ فصلِّ عليهم وعلى آلهم وسلّم تسليماً اللّهمَّ إنّك تعلم من حقّهم ما لا أعلم أنا ، فتعرف من فضلهم ما لا أعرف أنا . اللّهمَّ إنّي أسألك بهم وبحقّهم وبفضلهم وبشرفهم أن تصلّي على محمّد وعليهم وعلى آلهم وسلّم تسليماً وأن تقضي حاجتي ، صغيرها وكبيرها من حوائج الدنيا والاٰخرة ، ما لك فيه رضاً ولي فيها صلاح .

اللّهمَّ إنّي أسألك بواجب حقّك وحقّهم علينا ، وبما لديك من فضلهم و حرمتهم عندك أن تصلّي عليهم وعلى آلهم وسلّم تسليماً ، وأن تغفر لنا جميع ما قد علمت منّا من ذنوبنا صغيرها وكبيرها ، وسرِّها وعلانيتها ، وما قد أحصيت علينا ممّا قد نسينا مغفرة عزماً .

اللّهمَّ إنّي أسألك بهم صلّى الله عليهم من جميع كرامتك ، وجميع خيرك وجميع عافيتك وما قد سألوهم عليهم‌السلام ، وأعوذ من جميع الاٰفات والعاهات ، وشرِّ كلِّ ذي شرّ وشرّ ما قد استعاذوا هم يا رحمن يا رحيم لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين وأنت أرحم الراحمين وصلّى الله على سيّد الأوَّلين والاٰخرين ، وعلى أخيه ووصيّه أمير المؤمنين وسلّم تسليماً ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليِّ العظيم .

١٤ ـ كشف : من دلائل الحميريّ ، عن أبي هاشم الجعفريّ قال : كتب إلى أبي محمّد عليه‌السلام بعض مواليه يسأله أن يعلّمه دعاء ، فكتب إليه أن ادع بهذا الدعاء « يا أسمع السامعين ، ويا أبصر المبصرين ، ويا عزَّ الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين ، ويا أحكم الحاكمين صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وأوسع لي في رزقي ، ومدَّ لي في عمري ، وامنن عليَّ برحمتك ، واجعلني ممّن تنتصر ، به لدينك ولا تسبتدل بي غيري » .

٣٥٩
 &

قال أبو هاشم : فقلت في نفسي : « اللّهمَّ اجعلني في حزبك ، وفي زمرتك » فأقبل عليَّ أبو محمّد فقال : أنت في حزبه وفي زمرته ، إذ كنت بالله مؤمناً ولرسوله مصدِّقاً ولأوليائه عارفاً ولهم تابعاً ، فأبشر ثمَّ أبشر (١) .

١٥ ـ كش : طاهر بن عيسى الورّاق ، عن جعفر بن محمّد بن أيّوب ، عن صالح ابن أبي حمّاد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن زيد الشحّام قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقلت له : علّمني دعاء ، قال : اكتب « بسم الله الرَّحمن الرحيم يا من أرجوه لكلِّ خير ، وآمن سخطه عند كلِّ عثرة ، يا من يعطي الكثير بالقليل ، ويا من أعطى من سأله تحنّناً ورحمة ، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه ، صلِّ على محمّد وأهل بيته ، وأعطني بمسألتك خير الدُّنيا وجميع خير الاٰخرة ، فانّه غير منقوص لما أعطيت ، وزدني من سعة فضلك يا كريم » .

ثمَّ رفع يده فقال : « يا ذا المنِّ والطول ، يا ذا الجلال والاكرام ، يا ذا النعماء والجود ، ارحم شيبتي من النار » ثمَّ وضع يديه على لحيته ولم يرفعهما إلّا وقد امتلأ ظهر كفّه دموعاً (٢) .

١٦ ـ جع : دعاء مرويٌّ عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله « اللّهمَّ إنّي أعوذ بك من سوء القضاء وسوء القدر ، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد » .

ومن دعائه « اللهمَّ إنّي أعوذ بك من غنى يطغيني ، وفقر يسيئني (٣) وهوى يرديني ، وعمل يخزيني ، وجار يؤذيني » .

ومن دعائه « اللّهمَّ اجعلنا مشغولين بأمرك ، آمنين بوعدك آيسين من خلقك آنسين بك مستوحشين من غيرك ، راضين بقضائك ، صابرين على بلائك ، شاكرين على نعمائك ، متلذِّذين بذكرك ، فرحين بكتابك ، مناجين بك آناء اللّيل والنهار ومستعدِّين للموت ، مشتاقين إلى لقائك ، متبغّضين للدُّنيا ، محبّين للاٰخرة ، وآتنا

______________________

(١) كشف الغمة ج ٣ ص ٢٩٩ .

(٢) رجال الكشي : ٣١٥ .

(٣) يشينني ظ ، وفي المصدر : ينسيني .

٣٦٠