مجمع البحرين - ج ٤

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٦

ولم يحكم أموره ، والكلام استعارة.

وَ « فِيهِ كَأَنَّمَا نَشَأَ مِنْ ضِرْسٍ قَاطِعٍ ».

يعني أنه ماض في الأمور نافذ العزيمة. والضَّرِسُ : الصعب السيء الخلق. ومنه « إِنَّ النَّبِيَّ اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ فَرَساً كَانَ اسْمُهُ الضَّرِسَ فَسَمَّاهُ السَّكْبَ أَوَّلَ مَا غَزَى عَلَيْهِ فِي أُحُدٍ ».

ومنه يقال فلان ضَرِسٌ وضَرِيسٌ ، وفلان ضِرْسٌ من الْأَضْرَاسِ : أي داهية وهو في الأصل أحد الأسنان فاستعاروه. والضَّرُوسُ : الناقة السيئة الخلق تعض حالبها. ومنه كَلَامُهُ عليه السلام فِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ « كَأَنِّي بِهِ قَدْ نَعَقَ بِالشَّامِ وَفَحَصَ بِرَايَاتِهِ فِي ضَوَاحِي كُوفَانَ ، فَعَطَفَ عَلَيْهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ » (١).

وذلك لأنه ظهر بالشام حين جعله أبوه خليفة من بعده ، وسار إلى الكوفة لقتال مصعب بن الزبير ، وقد كان بمكة فقتله وهدم الكعبة وقتل خلقا كثيرا من العرب. وحصاة مُضْرِسَةٌ : غير متساوية الجسم.

باب ما أوله الطاء

( طربس )

« طَرَابُلُسُ » بفتح الطاء وضم الباء واللام : بلد الشام (٢).

( طرس )

الطِّرْسُ بالكسر الصحيفة أو التي محيت ثم كتبت ـ قاله في القاموس.

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٣٠.

(٢) قال في معجم البلدان ج ٤ ص ٢٥ : طرابلس بفتح أوله وبعد الألف باء موحدة مضمومة ولام أيضا مضمومة وسين مهملة ، ويقال أيضا أطرابلس ، وقال ابن بشير الكري : طرابلس بالرومية والإفريقية ثلاث مدن ، وسماها اليونان طرابليطة ، وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن ، وتسمى أيضا مدينة إياس.

٨١

( طسس )

الطَّسُ لغة في الطست ، والطست الطس ، أبدل من إحدى السينين تاء ، وحكي بالشين المعجمة ، والطِّسَاسُ جمع طَسٍ

( طنفس )

فِي الْحَدِيثِ « كَانَ أَبِي يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ يَحْمِلُهَا عَلَى الطِّنْفِسَةِ ».

هي بكسرتين وفي لغة بكسر الطاء والفاء وبضمهما وبكسر الطاء وفتح الفاء : البساط الذي له خمل رقيق ، وهي ما تجعل تحت الرحل على كتفي البعير ، والجمع الطَّنَافِسُ. والطَّفَسُ بالتحريك : الوسخ والدرن. ورجل طَفِسٌ : أي وسخ قذر.

( طيلس )

« الطَّيْلَسَانُ » مثلّثة اللام واحد الطَّيَالِسَةِ ، وهو ثوب يُحِيط بالبدن يُنْسَج للُّبْس خالٍ عن التفصيل والخِياطة ، وهو من لباس العَجَم ، والهاء في الجمع للعجمة لأنه فارسيّ معرّب تَالِشَان. وطَلَسْتُهُ : محوته. ومنه الْخَبَرُ « لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَطْلِسُ مَا قَبْلَهُ مِنَ الذُّنُوبِ ».

والدّينار الأَطْلَسُ : الذي لا نقش فيه ، والْمُطَلَّسُ مثله.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنْ وَجَدْتَ دِينَاراً مُطَلَّساً فَهُوَ لَكَ لَا تُعَرِّفْهُ ».

قيل المراد به القديم وإن اشتهر في غير المنقوش

( طمس )

قوله تعالى : ( مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها ) [ ٤ / ٤٧ ] أي نمحو ما فيها من عين وأنف فنجعلها كخف البعير. وقال الشيخ أبو علي رحمه‌الله اختلف في معناه على أقوال : « أحدها » ـ أن معناه من قبل أن نمحو آثار وجوهكم حتى تصير كالأقفية ، ونجعل عيونها في أقفيتها فتمشي القهقرى. و « ثانيها » ـ نَطْمِسُهَا عن الهدى فنردها على أدبارها في ضلالتها ، ذما لها بأنها لا تفلح أبدا. و « ثالثها » ـ أن معناه نجعل في وجوهها الشعر كوجوه القرود. و « رابعها » ـ حتى نمحو آثارهم من وجوههم أي نواحيهم التي هم بها ،

٨٢

وهي الحجاز الذي هو مسكنهم ، ونردها على أدبارها حتى يعودوا إلى حيث جاءوا وهو الشام (١). قوله : ( رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ ) [ ١٠ / ٨٨ ] أي غيرها من جهتها إلى جهة لا ينتفع بها. قيل صار جميع أموالهم حجارة. قوله : ( فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ) [ ٧٧ / ٨ ] أي ذهب ضوؤها كما يطمس الأثر حتى يذهب. وطَمَسْتُ الشيء طَمْساً من باب ضرب : محوته. والطُّمُوسُ : الدروس والانمحاء.

( طوس )

« الطَّاوُسُ » طائر معروف ، وتصغيره بعد حذف الزائد طُوَيْسٌ.

رُوِيَ أَنَ الطَّاوُسَ كَانَ رَجُلاً جَمِيلاً فَكَابَرَ امْرَأَةَ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ فَوَقَعَ بِهَا ثُمَّ رَاسَلَتْهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَمَسَخَهُمَا اللهُ طَاوُسَيْنِ ذَكَراً وَأُنْثَى (٢).

وَفِي الْخَبَرِ « الطَّاوُسُ يَدْعُو بِالْوَيْلِ لِخَطِيئَتِهِ ».

ويقال إن الخطيئة هي حمله الحية التي كان الشيطان فيها إلى الجنة.

وَحُكِيَ أَنَّ آدَمَ عليه السلام لَمَّا غَرَسَ الْكَرْمَةَ جَاءَ إِبْلِيسُ فَذَبَحَ عَلَيْهَا طَاوُساً فَشَرِبَتْ دَمَهُ ، فَلَمَّا طَلَعَتْ أَوْرَاقُهَا ذَبَحَ عَلَيْهَا قِرْداً فَشَرِبَتْ دَمَهُ ، فَلَمَّا طَلَعَتْ ثَمَرَتُهَا ذَبَحَ عَلَيْهَا أَسَداً فَشَرِبَتْ دَمَهُ ، فَلَمَّا انْتَهَتْ ثَمَرَتُهَا ذَبَحَ عَلَيْهَا خِنْزِيراً فَشَرِبَتْ دَمَهُ ، فَلِهَذَا شَارِبُ الْخَمْرِ تَعْتَرِيهِ هَذِهِ الْأَوْصَافُ الْأَرْبَعَةُ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَا يَشْرَبُهَا وَتَدِبُّ فِي أَعْضَائِهِ تَزْهُو لَهُ كَمَا يَزْهُو الطَّاوُسُ ، فَإِذَا جَاءَتْ مَبَادِئُ السُّكْرِ لَعِبَ وَصَفَّقَ كَمَا يَفْعَلُ الْقِرْدُ ، فَإِذَا قَوِيَ سُكْرُهُ جَاءَتِ الصِّفَةُ الْأَسَدِيَّةُ فَيَعْبَثُ وَيُعَرْبِدُ وَيَهْدِرُ بِمَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ ، ثُمَّ يَنْعَقِصُ كَمَا يَنْعَقِصُ الْخِنْزِيرُ فَيَطْلُبُ النَّوْمَ وَتَنْحَلُّ عُرَى قُوَّتِهِ.

وعَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ فِي تَفْسِيرِ مَا يَقُولُ الطَّيْرُ الطَّاوُسُ يَقُولُ : كَمَا تَدِينُ تُدَانُ.

و « ابن طَاوُسٍ » تارة يراد به علي

__________________

(١) مجمع البيان ج ٢ ص ٥٥.

(٢) سفينة البحار ج ٢ ص ٩٣.

٨٣

بن موسى وتارة أحمد بن موسى وولده عبد الكريم (١) ، والتميز موكول إلى القرائن. و « طُوسٌ » بلدة من أرض خراسان من عمل نيشابور على مرحلتين (٢). و « الشيخ الطُّوسِيُ » ينسب إليها (٣).

باب ما أوله العين

( عبس )

قوله تعالى : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ) [ ٨٠ / ١ ] عَبَسَ الرجل يَعْبِسُ عُبُوساً من باب ضرب : لوى بشرته وقبض وجهه ، ( وَتَوَلَّى ) أي أعرض بوجهه ( أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى ) أي لأن جاءه الأعمى.

رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ الْفِهْرِيُّ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، فَلَمَّا رَآهُ نَفَرَ مِنْهُ وَعَبَسَ وَجَمَعَ نَفْسَهُ وَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ عَنْهُ ، فَحَكَى اللهُ تَعَالَى ذَلِكَ

__________________

(١) عَليُّ بنِ مسَى بْنِ جعْفَرِ بْنِ طَاوُسٍ الْحَسَنِيِّ الْحُسَيْنِيِّ تُوُفِّيَ سَنَةً ٦٦٤ ، وَأَخُوهُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى تُوُفِّيَ سَنَةً ٦٧٣ وَدُفِنَ فِي الْحُلَّةَ ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَاوُسٍ وُلِدَ سَنَةً ٦٤٨ وَتُوُفِّيَ سَنَةً ٦٩٣ ، وَمِنْ هَذَا الْبَيْتِ أَيْضاً رَضِيَ الدِّينِ عَلِيُّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ طَاوُسٍ صَاحِبُ كِتَابِ زَوَائِدِ الْفَوَائِدِ ـ انْظُرْ الْكُنَى وَالْأَلْقَابِ ج ١ ص ٣٢٧ ـ ٣٣١.

(٢) تشْتَملُ طوسَ علَى بلدتين يُقَالُ لإحداهما الطابران وَلِلْأُخْرَى نُوقَانَ ، وَلَهُمَا أَكْثَرَ مِنْ أَلْفَ قَرْيَةٍ ـ انْظُرْ معجم الْبُلْدَانِ ج ٤ ص ٤٩.

(٣) هو أَبو جَعفر مُحمدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ ، وُلِدَ بِطُوسَ سَنَةً ٣٨٥ وَتُوُفِّيَ فِي النَّجَفِ الأشرف سَنَةً ٤٦٠ الْكُنَى وَالْأَلْقَابِ ج ٢ ص ٣٥٧.

٨٤

وَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ (١).

وَفِي نَقْلٍ آخَرَ هُوَ عُثْمَانُ. وَالْآيَةُ فِيهِ وَفِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَعْمَى وَكَانَ مُؤَذِّناً لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله ، فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَعِنْدَهُ أَصْحَابُهُ وَعِنْدَهُ عُثْمَانُ ، فَقَدَّمَهُ رَسُولُ اللهِ عَلَى عُثْمَانَ ، فَعَبَسَ عُثْمَانُ فَتَوَلَّى عَنْهُ فَنَزَلَتْ.

وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضاً أَنَّهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ قَالَ : مَرْحَباً وَاللهِ لَا يُعَاتِبُنِي اللهُ فِيكَ أَبَداً.

قوله : ( يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ) [ ٧٦ / ١٠ ] اليوم الْعَبُوسُ الذي تعبس فيه الوجوه ، والقمطرير الشديد.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَعَنَ اللهُ الْأُعَيْبِسَ ».

يعني به خليفة بني العباس. والعباس هو ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله ، وقد نزلت فيه آيتان تقدمتا في عما. والْعَبَّاسِيَّةُ مدرسة صنعت في زمن العباس. وعَبَسٌ أبو قبيلة من قيس.

( عدس )

فِي الْحَدِيثِ « رَأَيْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام ثَوْباً عَدَسِيّاً كَانَ يُشْبِهُ لَوْنَ الْعَدَسِ ».

والْعَدَسُ : حب معروف. والْعَدَسَةُ : بثرة تخرج بالإنسان وربما قتلت. وعَدَس : زجر للبغل. و « عُدَسٌ » بضم الأول وفتح الثاني اسم رجل

( عرس )

فِي الْحَدِيثِ « نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ ».

هو كرسول وصف يستوي فيه المذكر والمؤنث ما داما في أعراسهما ، يقال رجل عَرُوسٌ وامرأة عَرُوسٌ ، وجمع الرجل عُرُسٌ كرسل وجمع المرأة عَرَائِسُ ، وإنما ضرب المثل بنومة العروس لأن الإنسان أعز ما يكون في أهله وذويه وأرغد وأنعم إذا كان في ليلة الأعراس ، حتى أن أمثالهم « كاد العروس أن يكون

__________________

(١) مجمع البيان ج ٥ ص ٤٣٧.

٨٥

أميرا » (١). والْعِرْسُ بالكسر : امرأة الرجل ، والجمع أَعْرَاسٌ كحمل وأحمال ، وقد يقال للرجل عِرْسٌ أيضا. والْعُرْسُ بالضم : طعام الزفاف ، يذكر ويؤنث ، فيقال هو الْعُرْسُ والجمع أَعْرَاسٌ كقفل وأقفال ، وهي الْعُرْسُ والجمع عُرُسَاتٌ. وأَعْرَسَ بأهله : إذا بنى بها ، وكذا إذا غشيها.

وَفِي الْحَدِيثِ « عَلَيْكُمْ بِالتَّعْرِيسِ وَالدُّلْجَةِ ».

وفِيهِ « إِيَّاكُمْ وَالتَّعْرِيسَ عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ وَبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ ».

الَتَّعْرِيسُ نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة ، من قولهم عَرَّسَ القوم : إذا نزلوا آخر الليل للاستراحة. والْمُعَرَّسُ : موضع التعريس ،

وَبِهِ سُمِّيَ مُعَرَّسُ ذِي الْحُلَيْفَةِ ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله عَرَّسَ فِيهِ وَصَلَّى الصُّبْحَ فِيهِ ثُمَّ رَحَلَ.

وفِيهِ « إِذَا أَتَيْتَ ذَا الْحُلَيْفَةِ فَأْتِ مُعَرَّسَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله كَانَ يُعَرِّسُ فِيهِ وَيُصَلِّي » (٢).

وفِيهِ أَيْضاً « قُلْنَا أَيُّ شَيْءٍ نَصْنَعُ؟ قَالَ : تُصَلِّي وَتَضْطَجِعُ قَلِيلاً لَيْلاً أَوْ نَهَاراً وَإِنْ كَانَ التَّعْرِيسُ بِاللَّيْلِ » (٣).

والْمُعَرَّسُ : فرسخ من المدينة بقرب مسجد الشجرة بإزائه مما يلي القبلة ـ ذكره في الدروس. وهذا الموضع مسجد النبي صلى الله عليه وآله ، وحيث أنه نزل به استحب النزول به مطلقا ليلا أو نهارا تأسيا (٤).

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي أَهْلِ الدُّنْيَا « إِنَّمَا أَنْتُمْ فِيهَا كَرَكْبٍ عَرَّسُوا

__________________

(١) فِي مجمعِ الْأَمْثَالُ ج ٢ ص ١٥٨ : كَادَ الْعَرُوسِ يَكُونُ مَلَكاً.

(٢) الْكَافِي ج ٤ ص ٥٦٥.

(٣) مَنْ لَا يَحْضُرَ ج ٢ ص ٣٣٦.

(٤) قَالَ فِي معجم الْبُلْدَانِ ج ٥ ص ١٥٥ : الْمُعَرَّسِ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ عَلَى سِتَّةَ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ ، كَانَ رَسُولُ اللهِ يُعَرِّسُ فِيهِ ثُمَّ يَرْحَلَ لغزاة أَوْ غَيْرِهَا.

٨٦

وَأَنَاخُوا ثُمَّ اسْتَقَلُّوا وَغَدَوْا وَرَاحُوا ».

وابن عِرْسٍ ذكر في الحديث ، وهي دويبة تشبه الفأر ، والجمع بنات عرس. قال الجوهري : وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء ، تقول بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون وبنات ماء.

( عرندس )

الْعَرَنْدَسُ من الإبل الشديد.

( عسس )

قوله تعالى : ( وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ ) [ ٨١ / ١٧ ] أي أقبل ظلامه وأدبر ، وهو من الأضداد. وقال الفراء : اجتمع المفسرون على أن معنى عَسْعَسَ أدبر. قال : وقال بعض أصحابنا إنه دنا أوله وأظلم. و « الْعُسُ » بالضم والتشديد : القدح الكبير ، والجمع عِسَاسٌ مثل سهام ، وقيل أَعْسَاسٌ مثل أقفال.

( عطس )

فِي الْحَدِيثِ « كَانَ يُحِبُ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ».

الْعُطَاسُ بالضم من الْعَطْسَةِ. وعَطَسَ بالفتح عَطْساً من باب ضرب ، وفي لغة من باب قتل ، وقد مر الوجه في ثاب.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْعَطْسَةُ مِنَ اللهِ وَذَلِكَ يُذَكِّرُ اللهُ عَبْدَهُ النِّعْمَةَ فَيَحْمَدَهُ بِقَوْلِهِ « الْحَمْدُ لِلَّهِ ».

وَفِيهِ أَيْضاً « إِنَّ لِلَّهِ نِعَماً عَلَى عَبْدِهِ وَفِي صِحَّةِ بَدَنِهِ وَسَلَامَةِ جَوَارِحِهِ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ يَنْسَى ذِكْرَ اللهِ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ ، وَإِذَا نَسِيَ أَمَرَ اللهُ الرِّيحَ فَجَالَتْ فِي بَدَنِهِ ثُمَّ يُخْرِجُهَا مِنْ أَنْفِهِ فَيَحْمَدُ اللهَ عَلَى ذَلِكَ فَيَكُونُ حَمْدُهُ عِنْدَ ذَلِكَ شُكْراً لِمَا نَسِيَ ».

وعَطَسَ الصبح : إذا انفلق. والْمَعْطِسُ وزان مجلس : الأنف ، وربما جاء بفتح الطاء.

وَمِنْ كَلَامِهِ عليه السلام مَعَ عَائِشَةَ فِي مَنْعِهَا دَفْنَ الْحَسَنِ عليه السلام مَعَ جَدِّهِ « يَا عَائِشَةُ لَوْ كَانَ هَذَا الَّذِي كَرِهْتِهِ مِنْ دَفْنِ الْحَسَنِ جَائِزاً فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللهِ لَعَلِمْتِ أَنَّهُ سَيُدْفَنُ وَإِنْ رَغِمَ مَعْطِسُكِ ».

٨٧

( عكس )

الْعَكْسُ : ردك آخر الشيء على أوله.

( علس )

في الحديث ذكر السلت والْعَلَسِ بالتحريك نوع من الحنطة يكون حبتان في قشر ، وهو طعام أهل صنعاء ـ قاله الجوهري. وقال غيره : هو ضرب من الحنطة يكون في القشر منه حبتان وقد تكون واحدة وثلث. وقال بعضهم : هو حبة سوداء تؤكل في الجدب. وقيل : هو مثل البر إلا أنه عسر الاستنقاء. وقيل : هو العدس ـ قاله في المصباح

( عمس )

« أسماء بنت عُمَيْسٍ » بالعين والسين المهملتين مصغرا : هي أم محمد بن أبي بكر ، وقد سبق الكلام فيها في سما. و « ليل عَمَاسٌ » بالفتح أي مظلم ، وفلان يَتَعَامَسُ عن الصبي أي يتغافل عنه.

وَمِنْ كَلَامِهِ عليه السلام « أَلَا وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ وَعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ » (١).

أي لبس الحال عليهم وجعل الأمر مظلما. يقال أمر عَمُوسٌ : أي مظلم.

( عملس )

الْعَمَلَّسُ بفتح العين وتشديد اللام : الذئب الخبيث.

( عيس )

« عِيسَى » اسم عبراني أو سرياني ، ولد بناحية بيت المقدس ، وقيل بأرض بابل.

قَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ : حَمَلَتْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بِهِ عليه السلام وَلَهَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ عَلَى رَأْسِ ثَلَاثِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ ، وَرُفِعَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَعَاشَتْ مَرْيَمُ بَعْدَ رَفْعِهِ سِتَّ سِنِينَ وَقِيلَ سِتّاً وَسِتِّينَ ، وَعِمْرَانُ بْنُ مَاتَانَ جَدُّهُ وَحَنَانَه أُمُّ مَرْيَمَ جَدَّتُهُ.

وعن بعض الأعلام أنه أسر بالروم

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٩٦.

٨٨

فقال لهم : لم تعبدون عِيسَى؟ قالوا : لأنه لا أب له. قال : فآدم أولى لأنه لا أبوين له. قالوا : كان يحيي الموتى. قال : فحزقيل أولى لأن عيسى أحيا أربعة نفر وحزقيل أحيا ثمانية آلاف. قالوا : كان يبرىء الأكمه والأبرص. قال : فجرجيس أولى لأنه طبخ وأحرق فقام سالما. قيل : كان ما بين موسى وعيسى ألف سنة وسبعمائة وألف نبي ، وبين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله أربعة أنبياء ثلاثة من بني إسرائيل وواحد من العرب ، وهو خالد بن سنان العبسي ، وكان بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله خمسمائة وستون سنة وقيل ستمائة سنة. وجمع عيسى عيسون بفتح السين ـ قاله الجوهري : وأجاز الكوفيون ضم السين قبل الواو وكسرها قبل الياء ولم يجزه البصريون وقالوا : إن الألف إذا سقطت لاجتماع الساكنين فوجب أن تبقى السين مفتوحة على ما كانت عليه سواء كانت الألف أصلية أو غير أصلية ، وكان الكسائي يفرق بينهما ويفتح الأصلية فيقول معطون ويضم في غير الأصلية ويقول عيسون ، وكذلك القول في موسى. وعِيسَى بن موسى ولد الحسن بن زيد بن الحسن هو أول من لبس لباس العباسيين من العلويين. والْعِيسُ بكسر العين : الإبل البيض يخالط بياضها شيء من الشقرة ، واحدها أَعْيَسُ ، والأنثى عَيْسَاءُ ، وقيل هي كرام الإبل.

باب ما أوله الغين

( غرس )

فِي الْحَدِيثِ « يَا عَلِيُّ إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلْنِي بِسَبْعِ قِرَبٍ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ ».

هي بالغين المعجمة المفتوحة والراء المهملة الساكنة : بئر معروفة بالمدينة غسل منها النبي صلى

٨٩

الله عليه وآله ، وهي من عيون الجنة (١) وغَرَسْتُ الشجر أَغْرِسُهُ غَرْساً من باب ضرب. والْغِرَاسُ وقت الغرس كالحصاد والقطاف. ويقال للنخلة أو ما تنبت « غَرِيسَةٌ ».

( غسس )

« غَسَّانُ » بتشديد السين : قبيلة من اليمن ، منهم ملوك غسان.

( غطس )

الْغَطْسُ في الماء : الغمس فيه. والْمَغْنَطِيسُ : حجر يجذب الحديد ، وهو معرب.

( غطرس )

الْغِطْرِيسُ الظالم المتكبر ، يقال تَغَطْرَسَ وهو مُتَغَطْرِسٌ : أي متكبر.

( غلس )

فِي الْحَدِيثِ « كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله يُغَلِّسُ بِالْفَجْرِ إِذَا اخْتَلَطَ بِضَوْءِ الصَّبَاحِ ».

يقال غَلَّسَ بالصلاة يريد صلاها بِالْغَلَسِ. والْغَلَسُ بالتحريك : الظلمة آخر الليل ، ومنه التَّغْلِيسُ وهو السير بغلس. وغَلَّسْنَا الماء : أي أوردناه بغلس. وغَلَّسَ القوم تَغْلِيساً : خرجوا بغلس.

( غمس )

فِي الْحَدِيثِ « الْيَمِينُ الْغَمُوسُ هِيَ الَّتِي تَذَرُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ » (٢).

اليمين الْغَمُوسُ بفتح الغين هي اليمين الكاذبة الفاجرة التي يقطع بها الحالف ما لغيره مع علمه أن الأمر بخلافه ، وليس فيها كفارة لشدة الذنب فيها ، سميت بذلك لأنها تَغْمِسُ صاحبها في الإثم ثم في النار ، فهي فعول للمبالغة.

وَفِيهِ « الْيَمِينُ الْغَمُوسُ هِيَ الَّتِي عُقُوبَتُهَا دُخُولُ النَّارِ ».

وهي أن يحلف الرجل على مال امرئ مسلم أو على حقه ظلما. والْغَمْسُ في الماء : المقل فيه ، يقال غمسه في الماء من باب ضرب : مقله فيه ، ومنه اغْتِمَاسُ الجنب في الماء.

__________________

(١) قال في معجم البلدان ج ٤ ص ١٩٣ إنها بقبا ، وذكر الحديث الموجود هنا.

(٢) سفينة البحار ج ٢ ص ٧٣٦.

٩٠

باب ما أوله الفاء

( فردس )

قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) [ ٢٣ / ١١ ] الْفِرْدَوْسُ هي البستان الذي فيه الكرم والأشجار ، والجمع فَرَادِيسُ. ومنه « جنة الفردوس ». وفي الغريب الْفِرْدَوْسُ البستان بلغة الروم ، وقال الفراء هو عربي ، ويُقَالُ الْفِرْدَوْسُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَاهَا وَمِنْهَا يَتَفَجَّرُ أَنْهَارُهَا.

قيل هي مشتق من الْفَرْدَسَةِ ، وهي السعة ، وقيل منقول إلى العربية وأصله رومي.

( فرس )

فِي الْحَدِيثِ « اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ » (١).

الْفِرَاسَةُ بالكسر الاسم من قولك « تَفَرَّسْتُ فيه خيرا » ، وهي نوعان : أحدهما ـ ما يوقعه الله في قلوب أوليائه فيعلمون بعض أحوال الناس بنوع من الكرامات وإصابة الحدس والظن ، وهو ما دل عليه ظاهر

الْحَدِيثِ « اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ ».

وثانيهما ـ نوع يعلم بالدلائل والتجارب والأخلاق. و « الْفَرَاسَةُ » بالفتح مصدر قولك رجل بين الْفَرَاسَةِ والْفُرُوسَةِ والْفُرُوسِيَّةِ. وفَرُسَ بالضم يَفْرُسُ فُرُوسَةً وفَرَاسَةً : حذق في أمر الخيل. و « فَارِس » جيل من الناس (٢). و « سلمان الْفَارِسِيُ » معروف مشهور ، أصله من أصفهان ، وقيل من

__________________

(١) سفينة البحار ج ٢ ص ٣٥٦.

(٢) فارس اسم ولاية واسعة وإقليم فسيح ، أول حدودها من جهة العراق أرجان ، ومن جهة كرمان السيرجان ، ومن جهة ساحل بحر الهند مكران معجم البلدان ج ٤ ص ٢٢٦.

٩١

مرازم ، توفي سنة سبع وثلاثين بالمدائن. نقل أنه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة وأما مائتين وخمسين سنة فمما لا يشك فيه. و « الْفَرَسُ » واحد الخيل ، والجمع أَفْرَاسٌ الذكر والأنثى في ذلك سواء ، وأصلها التأنيث ، ولفظها مشتق من الافتراس كأنها تَفْتَرِسُ الأرض بسرعة مشيها. وراكب الفرس فَارِسٌ : أي صاحب فرس ، مثل لابن وتامر ، ويجمع على فُرْسَان وفَوَارِس ، ولا يقاس عليه لأن فوارس جمع فاعلة مثل ضاربة وضوارب ، أو جمع فاعل إذا كانت صفة للمؤنث مثل حائض وحوائض ، أو ما كان لغير الآدميين مثل بازل وبوازل ، وأما مذكر يعقل فلم يجمع عليه إلا فوارس ونواكس.

وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَفْرَاسٌ : السَّكْبُ اشْتَرَاهُ مِنْ أَعْرَابِيٍّ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ وَكَانَ أَدْهَمَ وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَعْرَابِيِّ الضَّرْسَ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله السَّكْبَ ، وَالْمُرْتَجِزُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ. وَاللِّزَازُ قَالَ السُّهَيْلِيُّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا يُسَابِقُ شَيْئاً إِلَّا لَزَّهُ أَيْ أَثْبَتَهُ ، وَالطِّرْزُ بِكَسْرِ الطَّاءِ وَاللَّحِيفُ كَانَ يَلْحَفُ الْأَرْضَ بِجَرْيِهِ ، وَالْوَرْدُ أَهْدَاهُ لَهُ تَمِيمٌ الرَّازِيُّ ، وَهَذِهِ السَّبْعَةُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا ، وَقِيلَ كَانَ لَهُ غَيْرُهَا ، وَهِيَ : الْأَبْلَقُ ، وَذُو الْفَقَارِ ، وَذُو اللِّمَّةِ ، وَالْمُرْتَجَلُ ، وَالسِّرْحَانُ ، وَالْيَعْسُوبُ ، وَالْبَحْرُ ، وَالْأَدْهَمُ وَغَيْرُ ذَلِكَ (١).

والْفَرِيسَةُ : فريسة الأسد التي يكسرها فعيلة بمعنى مفعولة.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِيَّاكَ وَفَرِيسَةَ الْأَسَدِ ».

كأنه يريد كيفية وضع الصدر في سجود الصلاة. و « أبو فِرَاسٍ » كنية الأسد ، يقال فَرَسَ الأسد فَرِيسَةً يَفْرِسُهَا فَرَساً. وافْتَرَسَهَا : دق عنقها ، وأصل الفرس هذا ثم كثر حتى صير لكل قتل فرسا ، وبه سمي أبو فِرَاس بن حمدان أخو سيف

__________________

(١) انظر أنساب الخيل للكلبي ص ١٩.

٩٢

الدولة (١) ، وكان ملكا جليلا وشاعرا مجيدا حتى قيل بدئ الشعر بملك وختم بملك بدئ بامرئ القيس وختم بأبي فراس وفارس والروم بلاد ، ومنه أتيت فارس وبياض فارس ، وفارس مجوس والروم أهل كتاب. والتمر الْفَارِسِيُ : نوع جيد نسبة إلى فارس. والْفِرْسُ بالكسر فالسكون : ضرب من النبت. والْفِرْسِنُ للبعير كالحافر للدابة. وفي البارع نقلا عنه لا يكون الفرسن إلا للبعير ، وهي له كالقدم للإنسان ، والنون زائدة.

( فرطس )

« فَرْطَسٌ » كَجَعْفَرٍ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عُرِضَتْ عَلَيْهِ وَلَايَةُ عَلِيٍّ عليه السلام فَأَبَاهَا فَكَسَرَ اللهُ جَنَاحَهُ.

( فطس )

الْفَطَسُ بالتحريك : تطامن قصبة الأنف وانتشارها. والرجل أَفْطَسُ والمرأة فَطْسَاءُ. و « الحسن الْأَفْطَسُ » هو الحسن بن علي بن الحسين عليه السلام ، كأنه ولد أفطس الأنف. والْأَفْطَسُ لقب عبد الله بن جعفر الصادق عليه السلام أخو موسى عليه السلام.

( فقس )

فَقَسَ الطائر بيضته فَقْساً : أفسدها.

( فلس )

أَفْلَسَ الرجل كأنه صار إلى حال ليس له فلوس بعد أن كان ذا دراهم ، فهو مُفْلِسٌ ، والجمع مَفَالِيسُ. وحقيقته الانتقال من حالة اليسر إلى حالة العسر. والْفَلْسُ الذي يتعامل به ، وفاؤه مفتوحة ، ويجمع في القلة على أَفْلُسٍ وفي الكثرة على فُلُوسٍ. وقد فَلَّسَهُ القاضي تَفْلِيساً : نادى عليه أنه أفلس. و « تَفْلِيسُ » من بلاد الأرامنة ،

__________________

(١) أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني هو ابن عم سيف الدولة ، قتل سنة ٣٥٧ الكنى والألقاب ج ١ ص ١٣٢.

٩٣

ومنه الفضل بن أبي قرة التَّفْلِيسِيُ المذكور في رجال من لم يرو (١).

باب ما أوله القاف

( قبس )

قوله تعالى : بِشِهابِ قَبَسٍ [ ٢٧ / ٧ ] أي بشعلة نار في رأس عود ، والْقِبَاسُ والْمِقْبَاسُ بالكسر فيهما مثله ، والْقَبَسُ النار الْمَقْبُوسَةُ ، وأضاف الشهاب إلى الْقَبَسِ لأنه يكون قَبَساً وغير قَبَسٍ وقرئ ( بِشِهابٍ ) منونا ، فيكون قَبَساً بدلا أو صفة. وقَبَسْتُ منه نارا واقْتَبَسْتُ منه علما. استفدته ، ومِنْهُ « مَنِ اقْتَبَسَ عِلْماً مِنَ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ ».

و « أبو قُبَيْسٍ » جبل بمكة يقرب من الكعبة ، سمي برجل من مذحج لأنه أول من بنى فيه ، وكان يسمى الأمين لأن الركن كان مستودعا فيه. و « أبو قَابُوسٍ » كنية النعمان بن المنذر بن إمرئ القيس بن عمرو بن عدي ملك العرب.

( قدس )

قوله تعالى : ( وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) [ ٢ / ٨٧ ] بضمتين وإسكان الثاني جبرئيل عليه السلام كما جاءت به الرواية ، وقد مر تمام البحث في روح. والأرض الْمُقَدَّسَةُ : أي المطهرة بيت الْمَقْدِسِ لأنها كانت قرار الأنبياء ومسكن المؤمنين ، وقيل الطور وما حوله ، وقيل دمشق ، وقيل الشام. وبيت الْمَقْدِسِ يشدد ويخفف الذي يتطهر به من الذنوب ، بناه سليمان بن داود عليه السلام ، والنسبة إليه مَقْدِسيٌ كَمَجْلِسِيٍّ من الْقُدْسِ وهو الطهارة. قوله : ( وَنُقَدِّسُ لَكَ ) [ ٢ / ٣٠ ]

__________________

(١) ذكر الفضل هذا في رجال الطوسي في أصحاب الصادق عليه السلام ص ٢٧١ وفي باب من لم يرو عنهم ص ٤٨٩ ، وهو مذكور أيضا في فهرست الطوسي ص ١٢٥.

٩٤

أي نطهرك عما لا يليق بك ، وقيل نطهر أنفسنا لك. و ( الْقُدُّوسُ ) من أسمائه تعالى من الْقُدْسِ وهو الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص ، ونظيره السبوح. قال تغلب نقلا عنه : كل اسم جاء على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والْقُدُّوسُ فإن الضم فيهما أكثر وقد يفتحان. قوله : ( بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ ) [ ٢٠ / ١٢ ] أي المطهر ، وأما طوى فاسم الوادي.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَكُونُ فِي بَيْتِهِ عَنْزٌ حَلُوبٌ إِلَّا قُدِّسَ لِأَهْلِ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ ، فَإِنْ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ قُدِّسُوا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ. قُلْتُ : كَيْفَ يُقَدَّسُونَ؟ قَالَ : يَقُولُ لَهُمْ بُورِكَ عَلَيْكُمْ وَطِبْتُمْ وَطَابَ إِدَامُكُمْ. قَالَ الرَّاوِي : فَمَا مَعْنَى قُدِّسْتُمْ؟ قَالَ : طُهِّرْتُمْ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنْ أَرْضٍ فِيهَا اسْمُ مُحَمَّدٍ إِلَّا تَقَدَّسَتْ ».

والتَّقْدِيسُ : التطهير. والْقُدْسُ : الطهر ، اسم مصدر ، ومنه قيل للجنة حظيرة الْقُدْسِ. و « الْقَادِسِيَّةُ » قرية قريبة من الكوفة إذا خرجت منها أشرفت على النجف ، مر بها إبراهيم عليه السلام ودعا لها بِالْقُدْسِ وأن تكون محلة الحاج. قال في المغرب : بينهما وبين الكوفة خمسة عشر ميلا. وفي المصباح الْقَادِسِيَّةُ قرية قريبة من الكوفة من جهة الغرب على طرف البادية على نحو خمسة عشر فرسخا ، وهي آخر أرض العرب وأول حدود سواد العراق ، وهناك كانت وقعة مشهورة في خلافة الثاني و « قَيْدُوسٌ » فيما صح من نسخ اسم رجل من بني إسرائيل.

( قربس )

الْقَرَبُوسُ بالتحريك للسرج ، ولا يخفف إلا للشعر.

( قرطس )

قوله تعالى : ( مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها ) [ ٦ / ٩١ ] وهي جمع قرطاس مثلثة القاف وكجعفر ودرهم : الكاغذ

٩٥

يكتب به ، وكسر القاف أشهر من ضمها. قال المفسر : أي تجعلونه كتبا وصحفا متفرقة أو ذا قَرَاطِيسَ يودعونه إياها ( تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً ) أي تبدون بعضها وتكتمون بعضها ، وهو ما في الكتب من صفات النبي صلى الله عليه وآله والإشارة إليه.

( قرقس )

فِي حَدِيثِ مُيَسِّرٍ « كَمْ يَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ قِرْقِيسَا. قُلْتُ : قَرِيبٌ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ. قَالَ : أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ بِهَا وَقْعَةٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهَا مُنْذُ خَلَقَ اللهُ ».

قال في القاموس : قِرْقِيسَا بالكسر ويقصر : بلد على الفرات سمي بِقِرْقِيسا بن طهمورث. والْقِرْقِسُ : الْجِرْجِسُ.

( قسس )

قوله تعالى : ( قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً ) [ ٥ / ٨٢ ] الْقِسِّيسُونَ رؤساء النصارى وعلماؤهم ، واحدهم قِسِّيسٌ ، وهو العالم بلغة الروم. وعن بعضهم هو فعيل من قسته وقصصته إذا تتبعته فَالْقِسِّيسُ سمي بذلك لتتبعه آثار المعاني. وفي الصحاح الْقِسُ كفلس رئيس من رؤساء النصارى في الدين والعلم ، وكذلك الْقِسِّيسُ والسريانية لغتهم ، وكذلك الجاثليق.

وَفِي الْخَبَرِ « نُهِيَ عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِ ».

وهي ثياب من كتان مخلوطة بحرير ، نسبة إلى قرية قَسٍّ بفتح القاف وقيل بكسرها. وقيل أصله قزي بالزاي نسبة إلى القز : ضرب من الإبريسم ، فأبدلت سينا. ودرهم قَسِّيٌ وزان شَقِّيٍّ فسل ردىء. واللباس الْقَسِّيُ : المرذول من الثياب.

( قسطس )

قوله تعالى : ( وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) [ ٢٦ / ١٨٢ ] الْقِسْطَاسُ بالضم والكسر وبهما قرأ السبعة ، الميزان أي ميزان كان ، قيل هو عربي مأخوذ من القسط العدل ، وقيل رومي معرب والجمع قَسَاطِيسُ.

( قعس )

فِي الْحَدِيثِ « لَا يَنْبَغِي لِلَّذِي يُدْعَى

٩٦

إِلَى شَهَادَةٍ أَنْ يَتَقَاعَسَ عَنْهَا » (١).

أي يتأخر عنها ولم يشهد ، من قولهم تَقَاعَسَ الرجل عن الأمر : إذا تأخر ورجع إلى خلف ولم يتقدم فيه. والْقَعَسُ بالتحريك : خروج الصدر ودخول الظهر ، وهو ضد الحدب. واقْعَنْسَسَ عن الأمر مثل قَعَسَ ، وإنما لم يدغم لأنه ملحق باحرنجم.

( قلدس )

« أُوقْلُيدُس » بالضم وزيادة واو اسم رجل وضع كتابا في العلم المعروف بهذا الاسم.

( قلس )

فِي الْخَبَرِ « مَنْ قَاءَ أَوْ قَلَسَ فَلْيَتَوَضَّأْ ».

الْقَلَسُ بالتحريك وقيل بالسكون : ما خرج من الجوف ملء الفم أو دونه ، يقال قَلَسَ قَلْساً من باب ضرب : خرج من بطنه طعام أو شرب إلى الفم سواء ألقاه أو أعاده إلى بطنه إذا كان ملء الفم أو دونه ، فإذا غلب فهو قيء والْقَلْسُ اسم لِلْمَقْلُوسِ فعل بمعنى مفعول وفي الحديث ذكر الْقَلَنْسُوَةَ ، وهي فعنلوة بفتح العين وسكون النون وضم اللام والجمع قَلَانِسُ ، ويجوز قِلَاسٌ. وقال الجوهري الْقَلَنْسُوَةُ والْقُلَنْسِيَةُ إذا فتحت القاف ضممت السين وإن ضممت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء ، فإذا جمعت أو صغرت فأنت بالخيار ، فإن شئت حذفت الواو فقلت قَلَانِسُ ، وإن شئت حذفت النون وقلت قِلَاسٌ ، وإن شئت عوضت فيهما ياء وقلت قَلَانِيسُ وقَلَاسِي وقد قَلْسَيْتُهُ فَتَقَلْسَى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ ، أي ألبسته الْقَلَنْسُوَةَ فلبسها (٢).

( قمس )

الْقَامُوسُ : صاحب السر المطلع على باطن أمرك ومنه حَدِيثُ الْيَهُودِيِّ فِي عَلِيٍّ عليه السلام « أَشْهَدُ أَنَّكَ قَامُوسُ مُوسَى ».

( قونس )

الْقَوْنَسُ : عظم ناتئ بين أذني الفرس.

__________________

(١) الكافي ج ٧ ص ٣٨٠.

(٢) هذا الكلام منقول من الصحاح ( قلس ) باختصار وحذف.

٩٧

قال شاعرهم :

أضرب عنك الهموم طارقها

ضربك بالسيف قونس الفرس (١)

قال الجوهري : أراد أضربن ، فحذف النون كما حذف من قوله :

أيوم لم يقدر أم يوم قدر

( قوس )

الْقَوْسُ معروف ، يذكر ويؤنث ، والجمع أَقْوَاسٌ وقِيَاسٌ مثل أثواب وثياب وقِسِيُ بكسر القاف. وعن ابن الأنباري الْقَوْسُ أنثى وتصغيرها قُوَيْسٌ ، وربما قيل قُوَيْسَةٌ ، وتضاف إلى ما يخصها فيقال قَوْسُ تدف وقَوْسُ جلاهق وقَوْسُ نبل وهي العربية وقَوْسُ النشاب وهي الفارسية. والْقَوْسُ أيضا : برج في السماء. وقَوَّسَ الشيخ ـ بالتشديد ـ أي انحنى واسْتَقْوَسَ مثله.

( قيس )

فِي الْحَدِيثِ « أَوَّلُ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ ».

وقصته معلومة من قوله : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ). وفِيهِ « لَيْسَ مِنْ أَمْرِ اللهِ أَنْ يَأْخُذَ دِينَهُ بِهَوًى وَلَا رَأْيٍ وَلَا مَقَايِيسَ ».

قيل ذكر المقاييس بعد الرأي من قبيل ذكر الخاص بعد العام لشدة الاهتمام ، والأصل في الْقِيَاسِ التقدير ، يقال قِسْتُ الشيء بالشيء قدرته على مثاله فَانْقَاسَ ، ويقال للمقدار مِقْيَاسٌ ، ومنه قَايَسْتُ بين الأمرين مُقَايَسَةً وقِيَاساً ، ويقال بينهما قِيسُ رمح : أي قدر رمح. و « قَيْسٌ » يقال لأبي قبيلة مضر ولِقَيْسِ بن هذمة ولِقَيْسِ بن فهد الأنصاري. وإمرئ القيس بن عابس الكندي صحابي. وعبد الْقَيْسِ أبو قبيلة من أسد.

__________________

(١) لطرفة العبدي.

٩٨

باب ما أوله الكاف

( كأس )

قوله تعالى : ( يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً ) [ ٥٢ / ١٣ ] الْكَأْسُ إناء بما فيه من الشراب ، وهي مؤنثة. قال تعالى : ( وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ) [ ٥٦ / ١٧ ] وعن ابن الأعرابي لا يسمى الْكَأْسُ كَأْساً إلا وفيها الشراب ، وقيل هو اسم لهما على الانفراد والاجتماع ، والجمع كُئُوسٌ ، وقد تترك الهمزة تخفيفا

( كبس )

فِي الدُّعَاءِ « يَا مَنْ كَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْمَاءِ ».

أي أدخلها فيه ، من قولهم كَبَسَ رأسه في ثوبه : أخفاه وأدخله فيه أو جمعها فيه.

وَمِنْهُ « إِنَّا نَكْبِسُ الزَّيْتَ وَالسَّمْنَ نَطْلُبُ فِيهِ التِّجَارَةَ ».

أي نجمعه. والْكَبْسُ : الطم ، يقال كبست النهر كَبْساً : طممته بالتراب. والْكُبَاسُ بالضم : العظيم الرأس. والْكِبَاسَةُ بالكسر : العذق ، وهو من التمر بمنزلة العنقود من العنب. والْكَابُوسُ : ما يقع على الإنسان بالليل لا يقدر معه أن يتحرك. قال الجوهري : وهو مقدمة الصرع. والسنة الْكَبِيسَةُ : التي يسترق منها يوم ، وذلك في كل أربع سنين.

( كرس )

قوله تعالى : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) [ ٢ / ٢٥٥ ] الْكُرْسِيُ بالضم والكسر : السرير والعلم. والْكُرْسِيُ : جسم بين يدي العرش محيط بالسماوات والأرض ( وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) ، وسمي كُرْسِيّاً لإحاطته.

وَفِي حَدِيثِ الْفُضَيْلِ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام : « يَا فُضَيْلُ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْكُرْسِيِ » (١).

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ « الْكُرْسِيُ وَسِعَ

__________________

(١) تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ ج ١ ص ٢٤٢.

٩٩

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، وَالْعَرْشُ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ وَسِعَ الْكُرْسِيُّ ».

وقيل ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ) يعني علمه وقيل ملكه تسمية بمكانه الذي هو كُرْسِيُ الملك. وآية الْكُرْسِيُ » معروفة ، وهي إلى قوله ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ).

( كربس )

فِي الْحَدِيثِ « اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ مِنْ كَرَابِيسَ ».

الْكَرَابِيسُ جمع كِرْبَاسٍ ، وهو القطن.

وَمِنْهُ « بَعَثَ عَمِّي إِلَيَ كِرْبَاسَةً فَشَقَّهَا ».

( كردس )

فِي حَدِيثِ وَصْفِهِ صلى الله عليه وآله « ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ » (١).

هي رءوس العظام ، جمع كُرْدُوسٍ ، وقيل هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين ، أراد أنه ضخم الأعضاء. والْكُرْدُوسُ : القطعة العظيمة من الخيل.

( كرفس )

« الْكَرَفْسُ » بفتح الكاف والراء : بقل معروف عظيم المنافع مدر محلل للرياح والنفخ منقي للكلى والكبد والمثانة مفتح سددها مقو للباه لا سيما بزره مدقوقا بالسكر والسمن ـ كذا في القاموس.

( كلس )

« الْكِلْسُ » بالكسر والسكون : الساروج يبنى به.

( كنس )

قوله تعالى : ( الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) [ ٨١ / ١٦ ] هي بالضم والتشديد هي الخنس ، لأنها تَكْنُسُ في المغيب كالظباء ، أو هي كل النجوم لأنها تبدو ليلا وتخفى نهارا.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَرْكَبُ الْمُحْرِمُ فِي الْكَنِيسَةِ ، وَهِيَ لِلنِّسَاءِ جَائِزٌ ».

هي شيء يغرز في المحمل أو الرحل ويلقى عليه ثوب يستظل به الراكب ويستتر به ، والجمع كَنَائِسُ مثل كريمة وكرائم. وفي الصحاح الْكِنَاسُ موضع في الشجر يكتن فيه الظباء ويستتر. والْكَنَائِسُ جمع كَنِيسَةٍ ، وهي متعبد

__________________

(١) مكارم الأخلاق ص ١٠.

١٠٠