مجمع البحرين - ج ٤

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٦

١
٢

كتاب الزاي

٣
٤

باب ما أوله الألف

( أرز )

فِي الْحَدِيثِ « الْعِلْمُ يَأْرِزُ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا ».

أي ينضم ويجتمع بعضه إلى بعض. قال بعض الأفاضل : كأنه إشارة إلى ما وقع بعده صلى الله عليه وآله في ابتداء الأمر ، حيث انحصر العلم في أهل العباء عليه السلام وفي جمع قليل بعدهم من أتباعهم. ومثله « إِنَّ الْإِسْلَامَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا ».

قال في النهاية : ومنه كَلَامُ عَلِيٍّ عليه السلام « حَتَّى يَأْرِزُ إِلَى غَيْرِكُمْ » (١).

قال : ومنه كَلَامُهُ الْآخَرُ « جَعَلَ الْجِبَالَ لِلْأَرْضِ عِمَاداً وَأَرَزَهَا فِيهَا أَوْتَاداً » (٢).

أي أثبتها إن كانت الزاي مخففة ، فهي من أَرَزَتِ الشجرةُ تَأْرِزُ : إذا ثبتت في الأرض ، وإن كانت مشددة فهي من أَرَزَّتِ الجرادةُ ورَزَّتْ : إذا أدخلت ذنبها في الأرض لتلقي فيها بيضها. وأَرَزَ فلانٌ يَأْرِزُ أَرْزاً وأُرُوزاً : إذا تضام وتقبض من بخله. ومنه حَدِيثُ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِ « إِنَّ فُلَاناً إِذَا سُئِلَ أَرَزَ وَإِذَا دُعِيَ إِلَى الطَّعَامِ اهْتَزَّ ».

وفيه ذكر الأرز ، وفيه لغات أُرْز كقفل ، وضم الراء للإتباع ، وضم الهمزة والراء ، وتشديد الزاي ، والرابعة فتح الهمزة مع التشديد ، والخامسة رز من غير همزة ، والسادسة الرنز بالضم لغة في الأرز. قال في المصباح : هي لعبد القيس كأنهم أبدلوا من إحدى الزاءين نونا. والأَرَزَةُ بفتح الراء : شجر الأرزن ، وهو خشب معروف ، وعن أبي عبيدة الأَرْزَة بالتسكين شجر الصنوبر والصنوبر ثمرها.

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٠٠.

(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢١٨.

٥

وقوله « ولا يَأْرِزُ من ثمرها شيئا » أي لا ينقص. وقولهم « ولم ينظروا في أَرْزِ الكلام » أي في حصره وجمعه والتروي فيه. والمَأْرَزُ : الملجأ.

( أزز )

قوله تعالى : ( أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ) [ ١٩ / ٨٣ ] أي تزعجهم إزعاجا ، وقيل أي تغريهم على المعاصي ، من الأَزِّ وهو التهيج والإغراء قال الشيخ أبو علي : المعنى ثم خاطب الله تعالى نبيه فقال : ( أَلَمْ تَرَ ) يا محمد ( أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ ) أي خلينا بينهم وبين الشياطين إذا وسوسوا إليهم ودعوهم إلى الضلال حتى أغووهم ، ولم نخل بينهم وبينهم بالإلجاء ولا بالمنع وعبر عن ذلك بالإرسال على سبيل المجاز والتوسع ، كما يقال لمن خلى بين الكلب وغيره أرسل كلبه عليه عن الجبائي ، وقيل معناه سلطناه عليهم ، وهو في معنى التخلية أيضا (١) وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ نَزَلَتِ الْآيَةُ فِي مَانِعِي الْخُمُسِ وَالزَّكَاةِ وَالْمَعْرُوفِ ، يَبْعَثُ اللهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً أَوْ شَيْطَاناً فَيُنْفِقُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنَ الزَّكَاةِ وَالْخُمُسِ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ ثُمَّ يُعَذِّبُهُ عَلَى ذَلِكَ (٢).

وَفِي الْحَدِيثِ « أَجِدُ فِي بَطْنِي أَزّاً أَوْ ضَرَبَاناً ».

أراد بالأَزِّ التهيج والغليان الحاصل في بطنه ، من أَزَّتِ القِدْرُ : اشتد غليانها وتهيجها. وفي بعض النسخ « أذى » ومعناه واضح. والأَزِيزُ : صوت الرعد ، وصوت غليان القدر أيضا. ومنه الْخَبَرُ « كَانَ يُصَلِّي وَلِجَوْفِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ ».

أي خنين بالخاء المعجمة ، وهو صوت البكاء ، وقيل أن تجيش جوفه وتغلي بالبكاء والمِرْجَل قِدْرٌ من نحاس. ومجلس أَزَزٌ : أي ممتلىء بالناس كثير الزحام ليس فيه متسع.

__________________

(١) مجمع البيان ج ٣ ص ٥٣١.

(٢) تفسير علي بن إبراهيم ص ٤١٣.

٦

( أوز )

فيه الإِوَزُّ بكسر الهمزة وفتح الواو وتشديد الزاي : البط ، واحدته إِوَزَّة ، والجمع إِوَزُّونَ بالواو والنون. وفي لغة وز ، الواحدة وزة مثل تمر وتمرة. والإِوَّزُ أيضا الرجل الخفيف والمرأة إِوَّزَة

باب ما أوله الباء

( برز )

قوله تعالى : ( وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً ) [ ١٨ / ٤٧ ] أي ظاهرة ليس فيها مستظل ولا متفيأ ، من بَرَزَ الشيءُ بُرُوزاً من باب قعد : ظهر.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْبَوْلُ مِثْلُ الْبَرَازِ ».

وهو بفتح الباء اسم للفضاء الواسع كنوا به عن قضاء الحاجة كما كنوا بالخلاء والحش عنه ، يقال تَبَرَّزَ تَبَرُّزاً تغوط ، وذلك لأنهم كانوا يبرزون في الأمكنة الخالية من الناس ، وقيل سمي بَرَازاً لبروزه من الجسد. قال في النهاية : قال الخطابي المحدثون يروونه بالكسر ، وهو خطأ لأنه بالكسر مصدر المبارزة في الحرب. قال بعض شراح الحديث : وللعرب عادة حسنة في هذا الباب وأمثاله ، فما يفحش ذكره أو يستحيا منه يعبرون عنه بالكنايات صيانة للألسنة عما تصان عنه الأبصار والأسماع أو تنفر عنه الطباع.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً ».

يعني محبا « فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ ».

المُبَارَزَةُ بالمحاربة إظهارها والتصدي لها. والبَرْزَةُ من النساء : التي لا تحتجب احتجاب الشواب ، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم ، من البُرُوز وهو الظهور. ورجل بَرْزٌ : أي عفيف ـ نقلا عن الخليل. والمكان البَارِزُ : أي الظاهر.

٧

وبَرَّزْتُ الشيءَ تَبْرِيزاً أي أظهرته وتبينته. والإِبْرِيزُ : الذهب الخالص من الكدورات ، معرب والهمزة والياء زائدتان. و « أَبْرَوَازُ » ملك من ملوك الفرس ـ قاله في القاموس (١).

( بزز )

وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ النَّبِيُ بَزَّازاً ».

البَزَّاز بالفتح وتشديد الزاي الأولى صاحب البز ، والبَزُّ من الثياب أمتعة التاجر ، ومنه « قَدِمَ بَزٌّ من اليمن » ، ومنه « اشتروا بَزّاً فاشتركوا ». والبِزَّةُ بالكسر مع الهاء : الأثواب والسلاح. والبِزَّةُ أيضا : الهيئة ، يقال هو حسن البِزَّةِ. و « أَظْهِرْ بِزَّةَ النَّصْرَانِيَّةِ » أي اجعلها وراء ظهر ومن خلف ظهر. وابْتَزَّ ثيابي : جردني منها وغلبني عليها. وبَزَّهُ ثِيَابَهُ يَبُزُّهُ بَزّاً : سلبه. وابْتَزَزْتُ الشيءَ : استلبته.

( بوز )

« البُزَاةُ » جمع البَازِي والبَازِي مخففة أفصح لغاته ، والثانية بَازٌ ، والثالثة بَازِيٌ بالتشديد ، ويجمع على أَبْوَاز وبِيزَان.

باب ما أوله التاء

( تمز )

تَمُّوزُ أحد فصول السنة عند أهل الحساب.

( توز )

التُّوزُ بالضم : شجر معروف. و « التِّيزَانِيُ » اسمه محمد بن عبد الله لغوي مشهور (٢).

__________________

(١) قال في القاموس ( برز ) : وأبرويز بفتح الواو وكسرها وأبرواز ملك.

(٢) ضبطه في القاموس ( توز ) التوزي نسبة إلى توز ـ بتشديد الواو ـ بلدة بفارس.

٨

باب ما أوله الجيم

( جرز )

قوله تعالى : ( إِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً ) [ ٣٢ / ٢٧ ] الأرض الجُرُزُ بضمتين التي لم يصبها المطر وليس فيها نبات ، والجمع أَجْرَازٌ. قال الجوهري : أرض جُرُزٌ مثل عسر وجَرَزٌ مثل نهر ، وجمع الجُرْز جِرَزَة مثل جحر وجحرة ، وجمع الجَرَز أَجْرَاز مثل سبب وأسباب. والجُرُز : السنة المجدبة. وأرض جَارِزَة : أي يابسة غليظة يكتنفها رمل أو قاع ، والجمع جَوَارِزُ. والجُرزُ : الطائفة من الترك ، وقد جاء في الحديث.

وَفِيهِ « سَأَلْتُهُ عَنِ اللِّحَافِ مِنَ الثَّعَالِبِ وَالْجِرْزِ يُصَلَّى فِيهَا أَمْ لَا ».

الجِرْزُ بالكسر والراء المهملة والزاي المعجمة : لباس من لباس النساء من الوبر قاله الجوهري ، ويقال هو الفرو الغليظ.

وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنِ اللِّحَافِ مِنَ الثَّعَالِبِ أَوِ الْخُوَارَزْمِيَّةِ ».

وكأن المراد الحواصل الخوارزمية كما جاءت به الروايات ، وهي حيوانات منسوبة إلى خوارزم اسم بلدة. والجُرْزَة كغرفة : القبضة من القت والجمع جُرَز كغرف. وجَرَزَهُ يَجْرُزُهُ جَرْزاً : قطعه. وسيف جُرَازٌ بالضم : أي قطاع.

( جرمز )

ابن جُرْمُوز قاتل الزبير (١).

( جزز )

فِي الْحَدِيثِ « كَانَ أَبِي يُحْفِي رَأْسَهُ إِذَا جَزَّهُ ».

وهو من الجَزِّ القطع ، يقال جَزَزْتُ الصوفَ والفجل أَجُزُّهُ جَزّاً : إذا قطعته وأخذته بِالْمِجَزِّ بكسر الميم وفتح الجيم. وقوله « يحفي رأسه إذا جَزَّهُ » أراد شدة المبالغة في الجز.

__________________

(١) هو عمرو بن جرموز.

٩

والجَزَازُ كالجذاذ بالفتح والكسر إلا أن الجَذَاذُ خاص في النخل والجَزَاز فيه وفي الزرع والصوف والشعر ـ قاله في المغرب. والجِزَّةُ بالكسر : صوف الشاة ، والجمع جِزَز. والجُزَازَة بالضم : ما سقط من الأديم إذا قطع. ومنه حَدِيثُ الْبَاقِرِ عليه السلام « مَنْ أَخَذَ مِنْ أَظْفَارِهِ وَشَارِبِهِ كُلَّ جُمُعَةٍ وَقَالَ حِينَ يَأْخُذُ بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَعَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله لَمْ يَسْقُطْ مِنْهُ قُلَامَةٌ وَلَا جُزَازَةٌ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا عِتْقَ نَسَمَةٍ ، وَلَمْ يَمْرَضْ إِلَّا مَرَضَهُ الَّذِي يَمُوتُ فِيهِ » (١).

والجَزُوزَةُ بالفتح : الغنم يجز أصوافها مثل الركوبة والحلوبة.

( جلز )

فِي الْحَدِيثِ « حَدَّثَنِي بَعْضُ جَلَاوِزَةِ السَّوَادِ بِكَذَا ».

الجَلَاوِزَةُ جمع جِلْوَاز بالكسر وهم أعوان الظلمة. والجَلْوَزَةُ مصدر الجِلْوَاز ، وهي الخفة في الذهاب والمجيء بين يدي العامل. والجِلَازُ : السير الذي يشد في طرف السوط ، ومنه الْخَبَرُ « أُحِبُّ أَنْ أَتَجَمَّلَ بِجِلَازِ سَوْطِي ».

( جمز )

يقال جَمَزَ جَمْزاً من باب ضرب عدا وأسرع ـ قاله في المصباح.

وَفِي الْخَبَرِ « يَرُدُّونَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ كُفَّاراً جَمَزَى ».

قال في النهاية : الجَمَزَى بالتحريك ضرب من السير سريع فوق العَنَقِ.

( جنز )

فِي الْحَدِيثِ « رَأَيْتُ ابْناً لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللهِ فَطِيمٌ دَرَجَ » أَيْ مَشَى « فَطُعِنَ فِي جِنَازَةِ الْغُلَامِ فَمَاتَ ».

وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّ رَجُلاً كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ فَرُمِيَتْ إِحْدَاهُمَا فِي جِنَازَتِهَا ».

أي ماتت. قال في النهاية : تقول العرب إذا أخبرت عن موت إنسان رُمِيَ فِي جِنَازَتِهِ لأن الجنازة تصير مرميا فيها ، والمراد بالرمي الحمل والوضع. قال : والجِنَازَةُ

__________________

(١) مكارم الأخلاق ص ٧١.

١٠

بالكسر الميت بسريره (١) ، وقيل بالكسر السرير وبالفتح الميت يوضع عليه ، وقد تكرر ذكرها في الحديث ـ انتهى.

وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْحَدِيثِ « فَطُعِنَ فِي جِنَانِ الْغُلَامِ ».

بالنون بدلا من الزاي ، وَفِي أُخْرَى « فَطُعِنَ فِي حَيَاةِ الْغُلَامِ فَمَاتَ ».

وكأنه تصحيف. وجَنَزْتُ الشيءَ أَجْنِزُهُ من باب ضرب سَيَّرْتُهُ ، ومنه اشتقاق الجَنَازَة.

( جوز )

قوله تعالى : ( نَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ ) [ ٤٦ / ١٦ ] أي نصفح عنها ، من التَّجَاوُزِ عن الشيء الصفح عنه قرئ بالنون مفتوحة وبالياء مضمومة ، وكذلك ( نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ ). قوله : ( فَلَمَّا جاوَزا ) [ ١٨ / ٦٢ ] أي خلفا مكان الحوت بعدهما.

وَفِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ « لَا تَمْلِكُ مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا ».

يحتمل أن يقرأ معلوما ومجهولا مشددا ، أي لا يرخص لها الزوج فيما زاد على نفسها. وأَجَازَ أمرَه يُجِيزُهُ : إذا أمضاه وأنفذه. وأَجَازَ المكانَ بالألف : قطعه. وأَجَزْتُ العقدَ : جعلته جائزا نافذا. والإِجَازَةُ في عرف العلماء : إخبار إجمالي بأمور معلومة مضبوطة مأمون عليها من الغلط والتصحيف ، وهي في الأصل مصدر أَجَازَ ، وأصلها إجوازة تحركت الواو فتوهم انفتاح ما قبلها فانقلبت ألفا فالتقى ساكنان فحذفت لالتقاء الساكنين فصارت إِجَازَة ، وفي المحذوف من الألفين الزائدة أو الأصلية قولان مشهوران : الأول قول سيبويه ، والثاني قول الأخفش. والجِيزَةُ : هي قدر ما يجوز به المسافر من منهل إلى منهل. ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « أَجِيزُوا الْوَفْدَ بِمَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ ».

أي أعطوهم الجيزة.

وَفِي حَدِيثِ الصِّرَاطِ « فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي مَنْ يُجِيزُ عَلَيْهِ ».

أي يجوز ، وهي لغة فيه وبمعناه.

وَفِي الْحَدِيثِ « ذُو الْمَجَازِ ».

وهو موضع

__________________

(١) في النهاية ( جنز ) والجنازة بالكسر والفتح : الميت بسريره.

١١

عند عرفات ، ويقال بمنى كان يقام به سوق من أسواق العرب في الجاهلية ، والميم زائدة. قيل سمي به لأن إجازة الحاج كانت فيه (١). وقولهم « جعل فلان ذلك الأمر مَجَازاً إلى حاجته » أي طريقا ومسلكا. وجَوْزُ كل شيء : وسطه. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « إِنَّهُ قَامَ مِنْ جَوْزِ اللَّيْلِ يُصَلِّي ».

وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ « رَبَطَ جَوْزَهُ إِلَى سَمَاءِ الْبَيْتِ ».

أي وسطه. وأَجْوَازُ البلدان القِفَار : أوساطها. ومنه الْحَدِيثُ « الْإِمَامُ النَّجْمُ الْهَادِي فِي غَيَاهِبِ الدُّجَى وَأَجْوَازِ الْبُلْدَانِ الْقِفَارِ ».

أي أوساطها المقفرة ، لأنها أقرب إلى الهلكة ، واستعماله هنا على الاستعارة. والجَائِزُ : السائغ. ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « لَوْ جَازَ لَهُ ذَلِكَ لَجَازَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله ».

ومِنْهُ « لَا أُجِيزُ فِي الطَّلَاقِ إِلَّا رَجُلَيْنِ ».

وجَوَّزَ له ما صنع وأَجَازَ له : سوغ له ذلك.

وَفِي الْخَبَرِ « إِنِّي أَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي ».

أي أخففها وأقللها وأقتصر على الجائز المجزي مع بعض المندوبات.

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَ تَجَوَّزْ عَنِّي ».

أي تَجَاوَزْ ، وهما بمعنى. والجَوْزُ فارسي معرب ، الواحدة جَوْزَة ، والجمع جَوْزَات. و « الجَوْزَاءُ » نجم يقال إنها تعترض في جَوْزِ السماء أي وسطها. ومن ذلك

حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ وَقَدْ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ « فَقَالَ تَبِينُ بِرَأْسِ الْجَوْزَاءِ وَالْبَاقِي وِزْرٌ عَلَيْهِ وَعُقُوبَةٌ ».

أي

__________________

(١) قال في معجم البلدان ج ٥ ص ٥٥ : ذو المجاز موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب عن يمين الإمام على فرسخ من عرفة ، كانت تقوم في الجاهلية ثمانية أيام. وقال الأصمعي : ذو المجاز ماء من أصل كبكب ، وهو لهذيل ، وهو خلف عرفة ... والمجاز أيضا موضع قريب من ينبع والقصيبة.

١٢

بعدد رأس الجوزاء ، وهو إما الأنجم الثلاثة أو حرف الجيم وهو ثلاث بحساب العدد ، وكيف كان يريد هي مطلقة بالثلاث والباقي وزر عليه وعقوبة. والجَائِزَة : العطية واحدة الجَوَائِز وهي العطايا والمنح. ومنه حَدِيثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ « أَلَا أَمْنَحُكَ أَلَا أُجِيزُكَ ».

وَأَصْلُ الْجَائِزَةِ أَنَّ قَطَنَ بْنَ عَبْدِ عَوْفٍ مِنْ بَنِي هِلَالٍ وَلِيَ فَارِسَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ ، فَمَرَّ بِهِ الْأَحْنَفُ فِي جَيْشِهِ غَازِياً إِلَى خُرَاسَانَ ، فَوَقَفَ لَهُمْ عَلَى قَنْطَرَةٍ فَقَالَ : أَجِيزُوهُمْ ، فَجَعَلَ يَنْسُبُ الرَّجُلَ فَيُعْطِيهِ عَلَى قَدْرِ حَسَبِهِ وَكَانَ يُعْطِيهِمْ مِائَةً مِائَةً ، فَلَمَّا كَثُرُوا عَلَيْهِ قَالَ أَجِيزُوهُمْ فَأُجِيزُوا فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَ الْجَوَائِزَ.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَوَّالٍ نُودِيَ الْمُؤْمِنُونَ أَنِ اغْدُوا إِلَى جَوَائِزِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ » (١).

يعني ما أعده الله تعالى للصائمين من الثواب. وجَازَ الشيءَ يَجُوزُهُ : إذا تعداه. ومنه حَدِيثُ الْحَائِضِ وَالْجُنُبِ « لَا يَدْخُلَانِ الْمَسْجِدَ إِلَّا مُجْتَازَيْنِ ».

أي غير لابثين فيه. و « نهر جُوَيْز » أحد رساتيق المدائن ويحتمل الراء المهملة وقد سبق (٢).

( جهز )

قوله تعالى : ( جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ ) [ ١٢ / ٧٠ ] أي كال لكل واحد منهم ما يصيبه ، قرأ السبعة بالفتح والكسر لغة قليلة. والجَهَازُ بالفتح والكسر لغة : ما أصلح حال الإنسان ، ومنه جَهَازُ العروس والمسافر. ومنه الْحَدِيثُ « إِذَا أَخَذَ الْحَاجُ بِجَهَازِهِ فَكَذَا ».

ومِنْهُ « إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ فَخُذْ فِي جَهَازِهِ وَعَجِّلْهُ ».

ومِنْهُ « فَأَعِدُّوا الْجَهَازَ لِبُعْدِ الْمَجَازِ ».

وتَجَهَّزْتُ لأمر كذا : أي تهيأت له.

وَفِي حَدِيثِ يَوْمِ الْبَصْرَةِ « أَلَا لَا تُجْهِزُوا

__________________

(١) الْكَافِي ج ٤ ص ١٦٨ بِاخْتِلَافٍ يَسِيرُ فِي بَعْضِ الْأَلْفَاظِ.

(٢) انْظُرْ هَذَا الْكِتَابِ ج ٣ ص ٢٥٣.

١٣

عَلَى جَرِيحٍ وَلَا تَتْبَعُوا مُدْبِراً » (١).

الإِجْهَازُ على الجريح هو أن يسرع إلى قتله ، يقال جَهَزْتُ على الجريح من باب نفع وأَجْهَزْتُ إِجْهَازاً : إذا اهتممت عليه وأسرعت قتله. وجَهَّزْتُ بالتشديد للمبالغة والتكثير.

وَفِي حَدِيثِ أَهْلِ الدُّنْيَا « هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا مَرَضاً مُفْسِداً أَوْ مَوْتاً مُجْهِزاً ». أي سريعا

باب ما أوله الحاء

( حجز )

فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله « خُذُوا بِحُجْزَةِ هَذَا الْأَنْزَعِ » يَعْنِي عَلِيّاً عليه السلام « فَإِنَّهُ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ وَالْفَارُوقُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ».

الحُجْزَة بضم الحاء المهملة وإسكان الجيم وبالزاي : معقد الإزار ثم قيل للإزار حُجْزَة للمجاورة ، والجمع حُجَز مثل غرفة وغرف ، وقد استعير الأخذ بِالْحُجْزَةِ للتمسك والاعتصام يعني تمسكوا واعتصموا به. ومِثْلُهُ « رَحِمَ اللهُ عَبْداً أَخَذَ بِحُجْزَةِ هَادٍ فَنَجَا » (٢).

استعار لفظة الحُجْزَة لهدى الهادي ولزوم قصده والاقتداء به ، وفيه إيماء إلى الحاجة إلى الشيخ في سلوك سبيل الله.

وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّ الرَّحِمَ قَدْ أَخَذَتْ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ ».

أي اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرة. وحُجْزَةُ السراويل : التي فيها التكة. والحَاجِزُ : الحائل بين الشيئين. ومنه « الحِجَازُ » بالكسر أعني مكة والمدينة والطائف ومخاليفها ، كأنها حَجَزَتْ بين نجد وتهامة وبين نجد والسراة ، أو لأنها احتجزت بالحرار الخمس ـ قاله

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٣ ص ١٦.

(٢) نهج البلاغة ج ١ ص ١٢٢.

١٤

في القاموس (١). واحْتَجَزَ الرجلُ بإزار : شده على وسطه. وحَجَزَهُ يَحْجُزُهُ حَجْزاً : أي منعه فَانْحَجَزَ. والمُحَاجَزَة : الممانعة.

( حرز )

الحِرْزُ بالكسر : الموضع الحصين ، ومنه سمي التعويذ حِرْزاً ، والجمع أَحْرَاز كأحمال.

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اجْعَلْنَا فِي حِرْزٍ حَارِزٍ ».

أي في كهف منيع ، وهذا كما يقال شعر شاعر ، فأجرى اسم الفاعل صفة للشعر وهو لقائله ، والقياس أن يقول : حِرْزٌ مُحْرِزٌ أو حِرْزٌ حَرِيزٌ ، لأن الفعل أَحْرَزَ. وقال في النهاية : ولكن هكذا روي ، ولعله لغة وتَحَرَّزْتُ من كذا واحْتَرَزْتُ : أي توقيته وتحفظت منه. وأَحْرَزْتُ الشيءَ إِحْرَازاً : ضممت. ومنه قولهم « أَحْرَزَ قصبة السبق » إذا سبق إليها فضمها دون غيرها. وحَرُزَ الموضعُ حَرَازَةً فهو حَرِيزٌ من باب فَعُلَ يَفْعُلُ بالضم فيها ، وأَحْرَزَهُ جعله في الحرز.

( حزز )

الحَزَازَةُ وجع في القلب من غيظ ونحوه ، والجمع حَزَازَات. قال الشاعر :

( وقد ينبت المرعى على دمن الثرى

وتبقى حَزَازَاتُ النفوس كما هيا )

عن أبي عبيدة أنه قال : ضربه مثلا لرجل يظهر مودة وقلبه نغل بالعداوة (٢). والحَزُّ واحد الحُزُوز في العود ونحوه. وحَزَّهُ واحْتَزَّهُ : قطعه وحَزَزْتُ الخشبة حَزّاً ـ من باب قتل ـ : قرضتها. والحَزُّ : القرض.

__________________

(١) اختلفوا كثير في حدود الحجاز وأنها ما هي ، انظر وجوه الاختلاف في معجم البلدان ج ٢ ص ٢١٨ ـ ٢٢٠.

(٢) انظر الصحاح للجوهري ( حزز ).

١٥

( حفز )

فِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ « لَا تَلَثَّمْ وَلَا تَحْتَفِزْ ».

أي لا تتضام في سجودك بل تتخوى كما يتخوى البعير الضامر ، وهكذا عكس المرأة فإنها تَحْتَفِزُ في سجودها ولا تتخوى.

وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ « وَلَا تَحْتَقِنْ ».

أي لا تدافع البول والغائط. وحَفَزَهُ : أي دفعه من خلفه. وقولهم « هو مُحْتَفِزٌ » أي مستعجل متوفر غير متمكن في جلوسه ، كأنه يريد القيام.

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ الدُّنْيَا « فَهِيَ تَحْفِزُ بِالْفَنَاءِ سُكَّانَهَا » (١).

أي تدفعهم وتعجلهم وتسوقهم.

( حمز )

فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ « أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ أَحْمَزُهَا ».

أي أشقها وأمتنها وأقواها. قيل : وليس بكلي ، فليس كل أَحْمَز أفضل ولا العكس. والحَمْزَةُ : بقلة حريفة.

وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَنَّانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله بِبَقْلَةٍ كُنْتُ أَجْتَنِيهَا وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا حَمْزَةَ.

و « حَمْزَةُ » عم النبي صلى الله عليه وآله مدفون بأحد ، وقبره معروف هناك (٢).

( حنز )

فِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ « لَوْ صَلَّيْتُمْ حَتَّى تَكُونُوا كالحنايز [كَالْحَنَائِرِ] مَا نفعكم حَتَّى تُحِبُّوا آلَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله ».

الحنايز [ الحَنَائِر ] جمع الحنيزة [ الحَنِيرَة ] ، وهو القوس بلا وتر ، وقيل الطاق المعقود ، وكل شيء منحن فهو

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٩٦.

(٢) حمزة بن عبد المطلب بن هاشم ، كان يقال له أسد الله وأسد رسوله ، أسلم في السنة الثانية من المبعث وقيل في السنة السادسة ، وكان أسن من رسول الله بأربع سنين وقيل بسنتين ، وقال فيه النبي ( ص ) : حمزة سيد الشهداء ، وفي خبر خير الشهداء قتل في وقعة أحد فوقف عليه الرسول وقال : رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات الإصابة ج ١ ص ٣٦٩ ـ ٣٧٥.

١٦

حنيزة [ حَنِيرَة ] : أي لو تعبدتم حتى تنحني ظهوركم ما نفعكم ذلك حتى تحبوا آل الرسول.

( حيز )

قوله تعالى : ( أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ ) [ ٨ / ١٦ ] أي منضما أو مائلا إلى جماعة من المسلمين. والحَوْزُ : الجمع ، وكل من ضم إلى نفسه شيئا فقد حَازَهُ حَوْزاً وحِيَازَةً واحْتَازَهُ ، وحَازَهُ حَيْزاً من باب سار لغة فيه. والحَوْزَةُ : الناحية. وحَوْزَةُ الإسلام : حدوده ونواحيه. ومنه الْحَدِيثُ « الْإِمَامُ مِنَّا مَنْ مَنَعَ حَوْزَتَهُ ».

أي ما في تصرفه ، وجاهد في سبيل الله حق جهاده. و « الحَيِّزُ » بالتشديد : ما انضم إلى الدار من مرافقتها. وكل ناحية حَيِّزٌ ، وأصله الواو. وهذا في حَيِّزِكَ : أي في ناحيتك. وانْحَازَ عنه : عدل.

باب ما أوله الخاء

( خبز )

« الخُبْزُ » بالضم فالسكون الذي يؤكل ، وبالفتح المصدر ، وقد خَبَزْتُ الخُبْزَ واخْتَبَزْتُهُ. والخَبِيزَةُ : عجين يوضع في الملة حتى ينضج. والخَبِيزُ والخَبِيزَة : الإدام ، وقيل هي الطعام من اللحم وغيره ، وخَبَزْتُهُ خَبْزاً من باب ضرب. والخُبَّازُ بالضم : نبت معروف ، وفي لغة الخُبَّازَى بألف التأنيث كالخزامى.

( خرز )

الخَرَزُ بالتحريك : الذي ينظم ، الواحدة خَرَزَة كقصبة وقصب. وخَرَزُ الظَّهْرِ : فقاره. وخَرَزَةُ الدِّماغ بكسر الدال من الذبيحة قيل هي المخ ، وقيل خَرَزَةٌ في وسط المخ الكائن في وسط الدماغ بقدر

١٧

الحمصة تقريبا يخالف لونها لونه تميل إلى الغبرة. و « المِخْرَزُ » بكسر الميم وسكون المعجمة قبل الراء المفتوحة : ما يخرز به الجراب والسقاء من الجلود. ومنه الْحَدِيثُ « سَافِرْ بِمِخْرَزِكَ ».

وخَرَزْتُ الجلدَ خَرْزاً من بابي ضرب وقتل ، وهو كالخياط للثوب.

( خزز )

تكرر في الحديث ذكر « الخَزِّ » هو بتشديد الزاي : دابة من دواب الماء تمشي على أربع تشبه الثعلب وترعى من البر وتنزل البحر ، لها وبر يعمل منه الثياب ، تعيش بالماء ولا تعيش خارجه ، وليس على حد الحيتان وذكاتها إخراجها من الماء حية. قيل : وقد كانت في أول الإسلام إلى وسطه كثيرة جدا. وعن ابن فرشتة في شرح مجمع : الخَزُّ صوف غنم البحر.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّمَا هِيَ كِلَابُ الْمَاءِ ».

والخَزُّ أيضا : ثياب تنسج من الإبريسم ، وقد ورد النهي عن الركوب عليه والجلوس عليه. قال في النهاية الخَزُّ المعروف أولا ثياب تنسج من صوف وإبريسم وهي مباحة وقد لبسها الصحابة والتابعون ، فيكون النهي عنها لأجل التشبيه بالعجم وزي المترفين ، وإن أريد بِالخَزِّ النوع الآخر وهو المعروف الآن فهو حرام ، لأن جميعه معمول من الإبريسم. والخَزَّازُونَ : قوم يعملون الخز. والخُزَزُ كصرد : الذكر من الأرانب ، والجمع خِزَّان كصردان ـ كذا في المصباح وغيره.

( خنز )

خَنِزَ اللحمُ خَنَزاً من باب تعب : تغير وأنتن. وخَنَزَ خُنُوزاً من باب قعد لغة. ولم يَخْنَزْ بفتح النون : لم ينتن.

( خوز )

فِي الْحَدِيثِ « وَاحْذَرْ مَكْرَ خُوزِ الْأَهْوَازِ ، فَإِنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ : الْإِيمَانُ لَا يَثْبُتُ فِي قَلْبِ يَهُودِيٍّ وَلَا خُوزِيٍ

١٨

أَبَداً » (١).

الخُوزُ بالمعجمتين : جيل من الناس ـ قاله الجوهري وغيره. وفي النهاية الخُوزُ جيل معروف. وكِرْمَان : صُقْعٌ معروف في العجم (٢). ويروى بالراء المهملة وهو من أرض فارس.

باب ما أوله الدال

( درز )

« الدَّرْزُ » واحد دُرُوز الثوب ـ فارسي معرب.

( دهلز )

الدِّهْلِيزُ بالكسر : هو ما بين الباب والدار ، والجمع الدَّهَالِيز ـ فارسي معرب.

باب ما أوله الراء

( رجز )

قوله تعالى : ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) [ ٧٤ / ٥ ] الرِّجْزُ بكسر الراء وضمها ، إما العذاب كما هو قول الأكثرين ، فيكون الأمر بهجرانه أمر بهجران أسبابه الموجبة له ، أو النجاسة فهو حينئذ صريح في وجوب توقي النجاسة في الصلاة ـ كذا قال بعض المفسرين ، وهو جيد. وفسره البعض بالأوثان ، وسميت رِجْزاً لأنها سبب الرِّجْز الذي هو العذاب قوله تعالى : ( فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ ) [ ٧ / ١٣٥ ] أي العذاب ، والرِّجْزُ بمعناه. ورِجْزُ الشيطان : لطخه وما يدعو إليه من الكفر. قوله : ( وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ )

__________________

(١) سفينة البحار ج ١ ص ٤٣١.

(٢) في معجم البلدان ج ٢ ص ٤٠٤ : بلاد خوزستان يقال لها الخوز ، وأهل تلك البلاد يقال لهم الخوز.

١٩

[ ٨ / ١١ ] قيل هي الجنابة ، وقيل العذاب ، وقيل وسوسته ،

فَإِنَّهُ لَمَّا نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى كَثِيبٍ لَمْ تَرْسَخْ فِيهِ أَقْدَامُهُمْ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَاحْتَلَمَ أَكْثَرُهُمْ وَالْمُشْرِكُونَ سَبَقُوهُمْ إِلَى الْمَاءِ ، فَتَمَثَّلَ لَهُمْ إِبْلِيسُ وَقَالَ : تُصَلُّونَ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ وَعَلَى جَنَابَةٍ وَقَدْ عَطِشْتُمْ ، وَلَوْ كُنْتُمْ عَلَى الْحَقِّ لَمَا غَلَبَكُمْ هَؤُلَاءِ عَلَى الْمَاءِ ، فَحَزِنُوا شَدِيداً فَمُطِرُوا لَيْلاً حَتَّى جَرَى الْوَادِي وَتَلَبَّدَ الرَّمْلُ حَتَّى ثَبَتَتْ عَلَيْهِ الْأَقْدَامُ وَطَابَتِ النُّفُوسُ (١).

قال بعض الأفاضل : فعلى القول الأول فيه دلالة على نجاسة المني ، ولذلك قرئ رِجْسَ وهو مرادف للنجاسة. قوله : ( رِجْزاً مِنَ السَّماءِ ) [ ٢ / ٥٩ ] يعني العذاب. والرَّجَزُ بفتح المهملة : بحر من البحور ، ونوع من أنواع الشعر يكون كل مصراع منه منفردا ، وتسمى قصائده أَرَاجِيزَ جمع أُرْجُوزَة كهيئة السجع إلا أنه وزن الشعر ، ويسمى قائله رَاجِزاً.

وَفِي الْخَبَرِ « مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ فَهُوَ رَاجِزٌ ».

سماه به لأن الرَّجَزَ أخف على اللسان من القصيدة.

وَ « الْمُرْتَجِزُ » عَلَى بِنَاءِ اسْمُ الْفَاعِلِ اسْمُ فَرَسٍ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنَ الْأَعْرَابِيِّ وَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ.

( رزز )

« الرِّزُّ » بالكسر الصوت الخفي ، تقول سمعت رِزَّ الرعد وغيره. والرِّزُّ : وجع في البطن ، ومنه الْحَدِيثُ « لَا تَقْطَعِ الصَّلَاةَ الرُّعَافُ وَرِزٌّ فِي الْبَطْنِ ».

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « مَنْ وَجَدَ فِي بَطْنِهِ رِزّاً فَلْيَنْصَرِفْ وَلْيَتَوَضَّأْ ».

كأنه يريد القرقرة أو غمز الحدث وحركته للخروج ، وأمره بالوضوء لئلا يدافع أحد الأخبثين وإلا فليس

بواجب ما لم يحدث. ورَزَزْتُ الشيءَ في الأرض رَزّاً : أي أثبته فيها. ومنه الْحَدِيثُ « جَعَلَ الْجِبَالَ لِلْأَرْضِ

__________________

(١) انْظُرْ تفاصيل الْقِصَّةَ فِي مَجْمَعِ الْبَيَانِ ج ٢ ص ٥٢٦.

٢٠