مجمع البحرين - ج ٤

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٦

فَكَذَا ».

والمعنى أنه يَحْبِسُهُ على نفسه ليسد ما عسى أن يحدث في ثغر من الثغور من ثلمة. والْحَبْسُ : نقيض التخلية ، وحَبَسَهُ واحْتَبَسَهُ بمعنى. ومنه دُعَاءُ الِاسْتِسْقَاءِ « أَلْجَأَتْنَا الْمَحَابِسُ الْعَسِرَةُ ».

والعسرة من العسر ضد اليسر ، والْحُبْسَةُ كغرفة اسم من الاحتباس و « ذات حَبِيسٍ » بفتح حاء وكسر ياء موضع بمكة.

( حدس )

فِي الدُّعَاءِ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَنَالُهُ حَدْسُ الْفِطَنِ ».

الْحَدْسُ في اللغة الظن ، وفي الاصطلاح العلمي سرعة انتقال الذهن من المبادئ إلى المطالب ، يقال هو يَحْدِسُ بالكسر أي يقول شيئا برأيه. وحَدَسَ حَدْساً من باب ضرب : إذا ظن ظنا مؤكدا.

( حندس )

فِي الْحَدِيثِ « قَامَ اللَّيْلَ فِي حِنْدِسِهِ ».

أي في ظلامه. وليلة ظلماء حِنْدِسٌ : أي شديدة الظلمة ، والجمع حَنَادِسُ.

( حرس )

قوله تعالى : ( مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً ) [ ٧٢ / ٨ ] أي حفظة من الملائكة شداد. والْحَرَسُ : حرس السلطان ، وهم الْحُرَّاسُ الواحد حَرَسِيٌ. والْحَرَسُ اسم مفرد بمعنى الحراس كالخدام والخدم ، ولذلك وصف بشديد. وحَرَسَهُ حِرَاسَةً : حفظه ، والجمع حَرَسٌ وحُرَّاسٌ مثل خدام وخدم. ومنه الدُّعَاءُ « اللهُمَ احْرُسْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَرِسُ وَمِنْ حَيْثُ لَا أَحْتَرِسُ ».

واحْتَرَسْتُ من فلان وتَحَرَّسْتُ منه بمعنى : أي تحفظت منه.

( حسس )

قوله تعالى : ( فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا ) [ ٢١ / ١٢ ] أي علموا شدة بطشنا بإحساسهم وشاهدوا العذاب ركضوا من ديارهم ، والركض ضرب الدابة بالرجل أي هربوا وانهزموا. قوله : ( فَلَمَّا أَحَسَ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ) [ ٣ / ٥٢ ] أي علم ووجد ، وقيل رأى ، وأصل أَحَسَ أبصر ثم نقل ، وعن

٦١

الأخفش أَحْسَسْتُ معناه ظننت ووجدت ، ومنه قوله تعالى ( فَلَمَّا أَحَسَ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ). قوله : ( هَلْ تُحِسُ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ) [ ١٩ / ٩٨ ] أي ترى من حسه إذا أشعر به ، ومنه الحاسة. قوله : ( إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ ) [ ٣ / ١٥٢ ] أي تستأصلونهم وتقتلونهم قتلا ذريعا ، من حَسَّهُ : إذا أبطل حسه. قوله : ( لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها ) [ ٢١ / ١٠٢ ] الْحَسِيسُ : الصوت الخفي. قوله : ( اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ) [ ١٢ / ٨٧ ] تَحَسَّسُوا بالحاء وتجسسوا بالجيم بمعنى واحد. أي تبحثوا وتخبروا ، وربما فرق بينهما ، وقد مر.

وَكَانَ بَيْنَ يَعْقُوبَ وَبَيْنَ يُوسُفَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً ، وَكَانَ فِي بَادِيَةٍ فِيهَا مُقِلٌّ.

سُئِلَ عليه السلام : أَكَانَ عَلِمَ يَعْقُوبُ أَنَّ ابْنَهُ حَيٌّ وَقَدْ فَارَقَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً؟ قَالَ : نَعَمْ إِنَّهُ عَلِمَ حَيٌّ أَنَّهُ دَعَا رَبَّهُ بِالسَّحَرِ أَنْ يُهْبِطَ عَلَيْهِ مَلَكَ الْمَوْتِ ، فَهَبَطَ عَلَيْهِ بِأَطْيَبِ رَائِحَةٍ وَأَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَقَالَ لَهُ : مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ : أَنَا مَلَكُ الْمَوْتِ أَلَيْسَ سَأَلْتَ اللهَ أَنْ يُنْزِلَنِي إِلَيْكَ. قَالَ : نَعَمْ ، فَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الْأَرْوَاحِ تَقْبِضُهَا جُمْلَةً أَوْ تَفَارِيقَ. قَالَ : يَقْبِضُهَا أَعْوَانِي مُتَفَرِّقَةً وَتُعْرَضُ عَلَيَّ مُجْمَعَةً. قَالَ يَعْقُوبُ : أَسْأَلُكَ بِإِلَهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ هَلْ عَرَضَ عَلَيْكَ فِي الْأَرْوَاحِ رُوحُ يُوسُفَ. فَقَالَ : لَا فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ حَيٌّ ، فَقَالَ لِوُلْدِهِ : ( اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ).

الآية (١). والْحِسُ الاسم من أحس بالشيء : إذا علم به ووجده. و « الْحَوَاسُ » جمع حَاسَّةٍ كدواب جمع دابة ، وهي المشاعر الخمس. السمع ، والبصر ، والشم ، والذوق ، واللمس. وهذه الحواس الظاهرة ، وأما الْحَوَاسُ الباطنة فهي : الخيال ، والوهم ، والحس المشترك والحافظة ، والمتصرفة. ولتحقيق كل منها محل آخر.

__________________

(١) هذا المضمون في حديث طويل مروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ـ انظر البرهان ج ٢ ص ٢٦٣.

٦٢

والْمِحَسَّةُ بكسر الميم : الفرجون. وحَسَّانُ بن ثابت بن المنذر الخزرجي كان فحلا من فحول الشعراء مادح النبي صلى الله عليه وآله ، وكان أحد المعمرين المخضرمين ، عمر مائة وعشرين سنة ستين في الجاهلية وستين في الإسلام (١). قيل يجوز أن يكون من الْحِسِ فتكون النون زائدة ، ويجوز أن تكون من الحسن فتكون أصلية.

( حلس )

فِي الْحَدِيثِ « يَا مُوسَى كُنْ حِلْسَ الْبُيُوتِ مِصْبَاحَ اللَّيْلِ ».

ومثله فِي حَدِيثِ سَدِيرٍ « يَا سَدِيرُ كُنْ حِلْساً مِنْ أَحْلَاسِ الْبُيُوتِ ».

وَفِي الْخَبَرِ « كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ ».

الْحِلْسُ بالكسر : كساء يوضع على ظهر البعير تحت البرذعة ، هذا هو الأصل ، والمعنى الزموا بيوتكم لزوم الأحلاس ، ولا تخرجوا منها فتقعوا في الفتنة. وجمع الحلس أَحْلَاسٌ كحمل وأحمال. والْحِلْسُ أيضا : الرابع من سهام الميسر العشرة التي أولها الفذ. والْحَلِسُ بكسر اللام : الشجاع. وقولهم « نحن أَحْلَاسُ الخيل » أي نقتنيها ونلزم ظهورها.

( حمس )

يقال « حَمِسَ عظم الساق » من باب تعب حَمْسَةً : دق ، وهو أَحْمَسُ كأحمر. والتَّحْمِيسُ : التفاخر. والْأَحْمَسُ : المكان الصلب. والْأَحْمَسُ : الشديد الصلب في الدين والقتال ، وقد حَمِسَ فهو حَمِسٌ. و « الْحُمْسُ » بضم حاء وسكون ميم جمع أحمس ، وهم قريش ومن ولدته وكنانة وجديلة قيس لأنهم تحمسوا في دينهم ، أي تشددوا ، وكانوا يقفون بمزدلفة لا بعرفة ، ويقولون « نحن أهل الله فلا نخرج من الحرم » ، وكانوا لا يدخلون

__________________

(١) في أسد الغابة ج ٢ ص ٧ وكذلك عاش أبوه ثابت وجده المنذر وأبو جده حرام ، عاش كل واحد منهم مائة وعشرين سنة ، ولا يعرف في العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد وعاش كل منهم مائة وعشرين سنة غيرهم.

٦٣

البيوت من أبوابها وهم محرمون. والْحَمَاسَةُ : الشجاعة. والْأَحْمَسُ ، الشجاع. و « حِمَاسٌ » اسم رجل. و « الْأَحْمَسِيُ » من رواة الحديث

( حوس )

فِي حَدِيثِ مُجَامَعَةِ الرَّجُلِ الْمَرْأَةَ « يَتَحَوَّسُ وَيَتَمَكَّثُ حَتَّى يَأْتِيَ ذَلِكَ مِنْهُمَا جَمِيعاً ».

هو من الْحَوْسِ ، وهو شدة الاختلاط وذلك لأنه إذا لم يفعل ذلك فقد قضى حاجته من أهله ولم تقض حاجتها.

( حيس )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله حِينَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ أَطْعَمَ النَّاسَ الْحَيْسَ ».

هو بفتح المهملة وإسكان التحتانية تمر ينزع نواه ويدق مع أقط ويعجنان بالسمن ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد ، وربما جعل معه سويق.

باب ما أوله الخاء

( خبس )

تَخَبَّسْتُ الشيء : أخذته وغنمته. والْخُبَاسَةُ بالضم : المغنم. واخْتَبَسْتُ الشيء : إذا أخذته مغالبة وخَبَسَ الشيء بكفه : أخذه. وفلانا حقه : ظلمه. والْخَبُوسُ : الظلوم.

( خرس )

فِي الْحَدِيثِ « لَا وَلِيمَةَ إِلَّا فِي خَمْسٍ » وَعَدَّ مِنْهَا الْخُرْسَ (١).

هو بضم وسكون ثانيه : طعام يصنع للولادة ، وفي الخبر مفسر بالنفاس. والْخَرَسُ بالتحريك : آفة تصيب اللسان فتمنعه من الكلام ، والنعت أخرس وقد خَرِسَ الإنسان خَرَساً ، وأَخْرَسَهُ الله فهو أَخْرَسُ ، والأنثى خَرْسَاءُ ، والجمع خُرْسٌ. ومنه الدُّعَاءُ « وَعَصَيْتُكَ بِلِسَانِي وَلَو

__________________

(١) مَعَانِي الْأَخْبَارِ ص ٢٧٢.

٦٤

شِئْتَ لَأَخْرَسْتَنِي ».

و « خُرَاسَانُ » من بلاد العجم (١) ، والنسبة إليها خُرَسِيٌ وخُرَاسِيٌ وخُرَاسَانِيٌ.

( خدرس )

الْخَنْدَرِيسُ : الخمر (٢).

( خسس )

الْخَسِيسُ : الدنيء. وخَسَ الشيء يَخِسُ ـ من بابي ضرب وتعب خَسَاسَةً : حقر ، والجمع أَخِسَّاءُ مثل شحيح وأشحاء ، وقد يجمع على خِسَاسٍ ككريم وكرام ، والأنثى خَسِيسَةٌ. وخَسِسَ بالكسر خِسَّةً وخَسَاسَةً : إذا كان في نفسه خسيسا. واسْتَخَسَّهُ : عده خسيسا. و « الْخَسُ » بالفتح والتشديد : بقل معروف ، الواحدة خَسَّةٌ.

( خنفس )

الْخُنْفَسَاءُ قد تكرر ذكرها في الحديث وهي بفتح الفاء والمد : دويبة سوداء ، وهي أصغر من الجعل منتنة الريح يضرب بها المثل في اللجاجة ، يقال « ألج من الْخُنْفَسَاءِ » (٣) ، والأنثى خُنْفَسَةٌ وخُنْفَسَاءُ وضم الفاء في كل ذلك لغة. والْخُنْفَسُ : اسم لكثير من الْخَنَافِسِ قال الأصمعي : ولا يقال خَنْفَسَاءَةٌ بالهاء (٤)

__________________

(١) قال في معجم البلدان ج ٢ ص ٣٥٠ : خراسان بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق آزاذوار قصبة جوين وبيهق ، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان وغزنة وسجستان وكرمان ... وقد اختلف في تسميتها بذلك ... قيل خر اسم للشمس بالفارسية وأسان كأنه أصل الشيء ومكانه ، وقيل معناه كل سهلا لأن معنى خر كل وأسان سهل.

(٢) في الصحاح ( خدرس ) الخندريس الخمر ، سميت بذلك لقدمها ، ومنه قيل حنطة خندريس للعتيقة.

(٣) الحيوان للجاحظ ج ٦ ص ٥٠٠.

(٤) وصرح الجوهري في الصحاح بصحتها.

٦٥

( خلس )

فِي الْحَدِيثِ « لَا يُقْطَعُ الْمُخْتَلِسُ ».

وهو الذي يأخذ المال خفية من غير الحرز ، والْمُسْتَلِبُ هو الذي يأخذه جهرا ويهرب مع كونه غير محارب ، يقال خَلَسْتُ الشيء خَلْساً من باب ضرب : اختطفته بسرعة على غفلة ، واخْتَلَسْتُهُ كذلك. و « الْخَلْسَةُ » بالفتح المرة وبالضم : ما يخلس.

وَفِي الْحَدِيثِ « الدَّغَارَةُ وَهِيَ الْخَلْسَةُ ».

وَمِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي خَطَّابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَقَدْ دَفَنَ الزَّهْرَاءَ عليه السلام « قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ وَأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ وَأُخْلِسَتِ الزَّهْرَاءُ ».

( خمس )

قوله تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) [ ٨ / ٤١ ] الْخُمُسُ بضمتين وإسكان الثاني لغة اسم لحق يجب في المال يستحقه بنو هاشم ، وقد اختلف في كيفية القسمة والظاهر منها عند فقهاء الإمامية أن تقسم ستة أقسام ثلاثة للرسول صلى الله عليه وآله في حياته وبعده للإمام القائم مقامه ، وهو المعنى بذي القربى ، والثلاثة الباقية لمن سماهم الله تعالى من بني عبد المطلب خاصة دون غيرهم. وخَمَسْتُ المال من باب قتل : أخذت خمسه. قوله : ( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) [ ٧٠ / ٤ ] قال المفسر : في القيامة خمسون موقفا ، والموقف ألف سنة (١) ويوم الْخَمِيسِ معروف ، والجمع أخمساء وأخمسة كأنصباء وأنصبة. والْخِمِيسُ بالكسر : الثوب الذي طوله خمسة أذرع ، ويقال له الخموس أيضا ، وقيل سمي خميسا لأن أول من عمله باليمن ملك يقال له الخميس ، وفي الصحاح الْخَمِيُس ضرب من برد اليمن. والْخَمِيسُ بالفتح : الجيش ، سمي به

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم ص ٦٩٦.

٦٦

لأنه خمسة أقسام : الميمنة ، والميسرة ، والمقدم ، والساقة ، والقلب. و « شرطة الْخَمِيسِ » أعيانه. ومنه حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيَى الْحَضْرَمِيِ « إِنَّكَ وَأَبَاكَ مِنْ شُرْطَةِ الْخَمِيسِ » (١).

وإنما سموا شرطة قيل من الشرط وهو العلامة ، لأن لهم علامة يعرفون بها ، أو من الشرط وهو تهيؤ لأنهم متهيئون لدفع الخصم. وقَوْلُهُ : « إِنَّكَ وَأَبَاكَ مِنْ شُرْطَةِ الْخَمِيسِ ».

يريد أنهما من أعيان حزبنا يوم القيامة. والْأَخْمَاسُ : الأصابع الخمس. ومنه فِي وَصْفِهِ تَعَالَى « لَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ وَلَا يُمَسُّ بِالْأَخْمَاسِ ».

والغلام الْخُمَاسِيُ : الذي سنه خمس سنين ، أو لطوله خمسة أشبار ، ولا يقال سداسي ولا سباعي لأنه إذا بلغ هذا المقدار فهو رجل. وقولهم « فلان يضرب أَخْمَاساً لأسداس » أي يسعى في المكر والخديعة. وخَمَسْتُ القوم من باب ضرب : إذا صرت خامسهم. وخَمَّسْتُ الشيء بالتثقيل : جعلته أخماسا خمسة. وأَخْمَاسُ القرآن : ما يكتب في هامشه. وكذلك أسباعه وأعشاره.

( خنس )

قوله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ) [ ٨١ / ١٥ ] يريد بها النجوم الخمسة المتقدم ذكرها في « برجس » سميت بذلك لأنها تَخْنِسُ في مجراها وتكنس ، أي تستر كما تكنس الظباء في المغارة ، وهي الكناس. قوله : ( الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ ) [ ١١٤ / ٤ ] يعني الشيطان لعنه الله لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالى ، أي يذهب ويستتر.

وَفِي التَّفْسِيرِ : لَهُ رَأْسٌ كَرَأْسِ الْحَيَّةِ يَجْثُمُ عَلَى الْقَلْبِ ، فَإِذَا ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى خَنَسَ أَيْ تَرَاجَعَ وَتَأَخَّرَ ، وَإِذَا تُرِكَ ذِكْرُ اللهِ رَجَعَ إِلَى الْقَلْبِ يُوَسْوِسُ فِيهِ.

يقال خَنَسَ يخنس بالضم : إذا تأخر.

وَفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ( الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ )

__________________

(١) سَفِينَةٍ الْبِحَارُ ج ١ ص ٦٩٥.

٦٧

اسْمُ الشَّيْطَانِ الَّذِي هُوَ فِي صُدُورِ النَّاسِ يُوَسْوِسُ فِيهَا يُؤْيِسُهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَيَعِدُهُمْ الْفَقْرَ وَيَحْمِلُهُمُ عَلَى الْمَعَاصِي وَالْفَوَاحِشِ ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى ( الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ ).

وَعَنِ الصَّادِقِ عليه السلام « مَا مِنْ قَلْبٍ إِلَّا وَلَهُ أُذُنَانِ عَلَى إِحْدَاهُمَا مَلَكٌ مُرْشِدٌ وَعَلَى الْأُخْرَى شَيْطَانٌ مُفْتَرٍ هَذَا يَأْمُرُهُ وَهَذَا يَزْجُرُهُ ، وَكَذَلِكَ مِنَ النَّاسِ شَيْطَانٌ يَحْمِلُ عَلَى الْمَعَاصِي كَمَا يَحْمِلُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْجِنِّ » (١).

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ : « الشَّيْطَانُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ ، لَهُ خُرْطُومٌ مِثْلُ خُرْطُومِ الْخِنْزِيرِ ، يُوَسْوِسُ لِابْنِ آدَمَ أَنْ أَقْبِلْ عَلَى الدُّنْيَا وَمَا لَا يُحِلُّ اللهُ ، فَإِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ » (٢).

والْخَنْسَاءُ الشاعرة المشهورة ، وكانت تدخل على عائشة (٣).

( خوس )

مِخْوَسٌ كمنبر ومشرح وجمد وأبضعة كأرنبة بنو معدي كرب الملوك الأربعة الذين لعنهم النبي صلى الله عليه وآله ولعن أختهم العمردة ، وفدوا مع الأشعث وأسلموا ثم ارتدوا فقتلوا [ يوم النجير ] وعليهم تقول النائحة :

يا عين ابكي للملوك الأربعة (٤)

( خيس )

يقال خَاسَ اللحم خيسا : إذا فسد وتغير. ومنه « خَاسَتِ الثمرة » إذا تغيرت وفسدت. وخَاسَ فلان بالعهد : إذا نكس. وخَاسَ يَخِيسُ : إذا غدر. ومنه « خَاسَ بالمال »

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم ص ٧٤٤.

(٢) البرهان ج ٤ ص ٥٣١.

(٣) اسمها تماضر بنت عمرو بن الشريد السلمية ، قدمت على رسول الله مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم ، حضرت حرب القادسية وكان معها أولادها الأربعة فقتلوا كلهم ، فقالت لما علمت بقتلهم « الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته » ـ انظر الإستيعاب ج ٤ ص ١٨٢٧.

(٤) القاموس ( خاس ) ، والزيادة منه.

٦٨

باب ما أوله الدال

( دبس )

في الحديث ذكر القمري والدَّبْسِيُ هو بفتح الدال المهملة ، ويقال له الدُّبْسِيُ أيضا بضم الدال : طائر صغير منسوب إلى دبس الرطب لأنهم يغيرون في النسب. والْأَدْبَسُ من الطير والخيل الذي في لونه غبرة بين السواد والحمرة ، وهذا النوع قسم من الحمام البري ، وهو أصناف مصري وحجازي وعراقي ، وهي متقاربة (١) والدِّبْسُ بالكسر : ما يستخرج من التمر والرطب بالنار وبدونها.

( دحس )

فِي الْخَبَرِ « حَقٌّ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَدْحَسُوا الصُّفُوفَ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَهُمْ فُرَجٌ ».

أي يزدحموا فيها ويدسوا أنفسهم بين فرجها. والدَّحْسُ : إدخال اليد بين جلدة الشاة وصفاقها تسلخها. والدَّحَّاسُ : دويبة تغيب في التراب. والجمع دَحَاحِيسُ (٢) وكل شيء ملأته فقد دَحَسْتَهُ ، ومنه « دَحَسْتُ الغنم دَحْساً » يريد أنها سمينة مملوءة. والدِّحَاسُ : الامتلاء والزحام

( دخس )

الدَّخَسُ : التشديد من الناس ، والإبل والكثير الهم الشديد. والدَّخَسُ : ورم يكون في حافر الدابة

( درس )

قوله تعالى : ( وَدَرَسُوا ما فِيهِ ) [ ٧ / ١٦٩ ] أي قرءوا ما فيه ، ودِراسَتِهِمْ قراءتهم. قوله : ( وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ ) [ ٦ / ١٠٥ ] أي قرأت ، واللام للعاقبة ، أي فعلنا التصريف ليقولوا هذا القول.

__________________

(١) حياة الحيوان ج ١ ص ٣٢٧.

(٢) ذكرها في حياة الحيوان ج ١ ص ٢٣٤ بعنوان دخاس بالخاء المعجمة.

٦٩

ودَرَسْتُ ودَارَسْتُ ودَرَّسْتُ : أي قرأت وتعلمت.

وَ « إِدْرِيسُ » هُوَ أخنوخ أَحَدُ أَجْدَادِ نُوحٍ عليه السلام ، رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ بَعْدَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَخَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً ، قِيلَ سُمِّيَ إِدْرِيسُ لِأَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ الدَّرْسَ بِحُكْمِ اللهِ وَسُنَنِ الْإِسْلَامِ.

قال الشيخ أبو علي : وفيه نظر ، لأن الاسم أعجمي ولذلك امتنع عن الصرف ، ولو كان إفعيلا من الدرس لم يكن فيه غير سبب وهو العلمية ، وكان يجب أن ينصرف ،

وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ ثَلَاثِينَ صَحِيفَةً عَلَيْهِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَاطَ الثِّيَابَ وَلَبِسَهَا ، وَكَانُوا يَلْبَسُونَ الْجُلُودَ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَطِّ بِالْقَلَمِ وَنَظَرَ فِي عِلْمِ النُّجُومِ وَالْحِسَابِ.

وَفِي الْحَدِيثِ « تَدَارَسُوا الْقُرْآنَ ».

أي اقرءوه وتعهدوه لئلا تنسوه ، من قولهم دَرَسَ يدرس درسا ودراسة. وفيه « تذاكر العلم دراسة ». والدِّرَاسَةُ : صلاة حسنة. وأصل الدِّرَاسَةِ الرياضة والتعهد للشيء ، ودَرَسْتُ العلم من باب قتل. ودَرَسَ المنزل : عفا. ودَرَسَ الثوب : أخلق.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَلْيَكُنِ الْقُرْآنُ مَحْفُوظاً مَدْرُوساً ».

كأن المعنى مقروءا متلوّا.

( درفس )

الدِّرَفْسُ من الإبل : العظيم.

( دسس )

قوله تعالى : ( وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) [ ٩١ / ١٠ ] أي فاته الظفر ، من دَسَ نفسه يعني أخفاها بالفجور والمعصية ، والأصل دَسَّسَهَا فغيرت ، فكل شيء أخفيته فقد دسسته. ومنه قوله : ( يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ ) [ ١٦ / ٥٩ ] أي يخفيه ويدفنه في التراب. يقال دَسَّهُ في التراب من باب قتل : دفنه. ودَسَّهُ دَسّاً : إذا أدخله في شيء بقهر وعنف. والدَّسِيسُ : إخفاء المكر ، ومنه الْحَدِيثُ « مَمْلُوكٌ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ نَفْسَهُ

٧٠

فَدَسَ إِنْسَاناً فَهَلْ لِلْمَدْسُوسِ أَنْ يَشْتَرِيَهُ كُلَّهُ ».

( دقيس )

دِقْيَانُوسُ بْنُ خلانوس كَانَ مَلِكاً جَبَّاراً ، كَانَ عَلَى بَقَايَا مِمَّنْ كَانَ عَلَى دِينِ الْمَسِيحِ عليه السلام ، وَكَانَ يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَيَذْبَحُ لِلطَّوَاغِيتِ ، وَكَانَ يَدْعُو أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، فَمَنْ لَمْ يُجِبْهُ قَتَلَهُ ، وَكَانَ أَصْحَابُ الْكَهْفِ فِي زَمَانِهِ ، وَكَانَ فِي زَمَنِ الْفَتْرَةِ.

( دلس )

قد جاء فِي الْحَدِيثِ « لَا يَجُوزُ لِعِلَّةِ التَّدْلِيسِ ».

التَّدْلِيسُ كتمان عيب السلعة عن المشتري ، يقال دَلَّسَ البائع تَدْلِيساً : كتم عيب السلعة. ويقال أيضا دَلَسَ من باب ضرب ، والتشديد أظهر في الاستعمال. والدُّلْسَةُ بالضم : الخديعة.

( دمس )

فِي الْخَبَرِ « إِنَّهُ كَانَ لِلْمَجُوسِ نَبِيُّ اسْمُهُ دَامَسْت ».

بالدال المهملة والميم بعد الألف ثم السين المهملة ثم التاء المثناة الفوقانية. ودَمَسَ الظلام يَدْمِسُ : أي اشتد. وليل دَامِسٌ : أي مظلم. ودَمَسْتُ الشيء : دفنته وخبأته ، وكذلك التَّدْمِيسُ. والدِّيمَاسُ : الكن ، ومنه حَدِيثُ الْمَسِيحِ عليه السلام « سَبْطُ الشَّعْرِ كَثِيرُ خِيلَانِ الْوَجْهِ كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ ».

( دنس )

فِي حَدِيثِ وَصْفِ الْأَئِمَّةِ عليه السلام « لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلَاءُ ».

أصل الدَّنَسِ الوسخ ، يقال دَنِسَ الثوب يَدْنَسُ دَنَساً : توسخ. وتَدَنَّسَ مثله ، ودَنَّسَهُ غيره تَدْنِيساً. والمراد هنا دنس النسب ، وهو ظاهر. وفلان دَنِسُ الثياب : إذا كان خبيث الفعل والمذهب.

( دنفس )

الدِّنْفَسُ بالكسر : الحمقاء ـ قاله الجوهري (١). والدِّنْفَاسُ : الأحمق ، وقد جاء في الحديث.

__________________

(١) لم نجد هذا في الصحاح ، بل فيه ( دفنس ) الدفنس بالكسر الحمقاء ، والدفناس الأحمق.

٧١

( دوس )

الدَّائِسُ : هو الذي يدوس الطعام ويدقه ليخرج الحب من السنبل ، وهو الدياس ، قلبت الواو ياء لكسرة الدال. ومنه حَدِيثُ السَّلَمِ « لَا تُسَلِّمْ إِلَى دِيَاسٍ وَلَا إِلَى حَصَادٍ ».

ودَاسَ الشيء برجله يَدُوسُهُ دِيَاسَةً فَانْدَاسَ ، والموضع مَدَاسَةٌ. والْمِدْوَسُ بكسر الميم : ما يداس به الطعام ، لأنه آلة. قال في المصباح : وأما الْمِدَاسُ الذي ينتعله الإنسان فإن صح سماعه فقياسه كسر الميم ، ويجمع على أَمْدِسَةٍ. و « دَوْسٌ » قبيلة من الأزد ـ قاله الجوهري.

( دهس )

يقال عنز دَهْسَاءُ ، وهي مثل الصداء إلا أنها أقل حمرة منها.

باب ما أوله الراء

( رأس )

قوله تعالى : ( كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ ) [ ٣٧ / ٦٥ ] قيل إنها مستدقة كرءوس الحيات ، والحية يقال لها شيطان ، وقيل إنها وحشية المنظر سمجة الأشكال ، فهو مثل في استقباح صورتها. والرَّأْسُ من الإنسان وسائر الحيوان معروف ، وهو مذكر ، ويجمع في القلة على أَرْؤُسٍ ، وفي الكثرة على رُءُوسٍ. وبائع الرءوس رأآس بهمزة مشددة مثل نجار وعطار ، وأما رؤاس فمولد. قوله : ( وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ ) يعني هارون ( يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ) [ ٧ / ١٥٠ ] قيل إنما فعل ذلك مستعظما لفعلهم مفكرا فيما كان منهم ، كما يفعل الإنسان بنفسه مثل ذلك عند الغضب يقبض لحيته ، فأجرى موسى عليه السلام أخاه مجرى نفسه ، فصنع ما صنع. والرَّأْسُ عند الفقهاء يقال لمعان : « الأول » ـ يقال لكرة الرأس التي

٧٢

هي منبت الشعر ، وهو رَأْسُ المحرم ». الثاني « ـ أنه عبارة عن ذلك مع الأذنين ، وهو رَأْسُ الصائم ». الثالث » ـ أنه ذلك مع الوجه ، وهو رَأْسُ الجناية في الشجاج ». الرابع « ـ أنه ذلك كله مع الرقبة ، وهو رَأْسُ المغتسل. قال في المصباح : الرَّأْسُ مهموز في أكثر لغاتهم إلا بني تميم فإنهم يتركون الهمزة لزوما.

وَفِي الْخَبَرِ « خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ فِي الرَّأْسِ » وَعَدَّ مِنْهَا السِّوَاكَ وَالْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ.

وكأن إطلاق الرأس على ذلك من باب المجاز. ومثله « كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرَّأْسِ وَهُوَ صَائِمٌ ».

أي يقبّل. و « رَأْسُ الجالوت » كبيرهم ، وقد جاء في الحديث. ورَأَسَ القوم يَرْأَسُهُمْ رِئَاسَةً : إذا صار رئيسهم ومقدمهم و « ذو الرِّئَاسَتَيْنِ » لقب فضل بن سهل وكان واليا على نيسابور من قبل المأمون ، وهو الذي أشار برده من المصلى (١). والرِّئَاسَتَانِ : هما السيف والقلم. ورَأْسُ الشخص مهموز بفتحتين : شرف قدره ، والجمع رُؤَسَاءُ مثل شريف وشرفاء. ورَأْسُ المال : أصله. والرَّئِيسُ : الشجاع والداهية ، يقال داهية رَيْسَاءُ : أي شديدة. وفي مرثية بنت أبي يشكر :

واعدد عقيلا بعده الرُّؤَسَاءَ

أي اذكر بعد عقيل الرؤساء كأنها تعني الرؤساء والشجعان فغيرت الكلام للقافية. والله أعلم.

( رجس )

قوله تعالى : ( كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) [ ٦ / ١٢٥ ] أي اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة. قوله : ( فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ )

__________________

(١) كان مجوسيا فأسلم على يدي يحيى البرمكي وصحبه ، ولقب بذي الرئاستين لأنه قلد الوزارة ورئاسة الجند وجمع بين السيف والقلم ، قتل في الحمام بسرخس في سنة ٢٠٢ وقيل سنة ٢٠٣ ـ انظر الكنى والألقاب ج ٢ ص ٢٢٨.

٧٣

[ ٩ / ١٢٥ ] أي نتنا إلى نتنهم ، والنتن عبارة عن الكفر ، أي كفرا إلى كفرهم ، وقيل فزادتهم عذابا إلى عذابهم بما عدد من كفرهم. والرِّجْسُ والرجز واحد ، وهو العذاب. قوله : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ ) [ ٢٢ / ٣٠ ] قيل هي الشطرنج ، و ( قَوْلَ الزُّورِ ) الغناء. قوله : ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ ) [ ٥ / ٩٠ ] قيل الرِّجْسُ بالكسر القذر ، وقيل العقاب والغضب كما نقله الفراء في قوله تعالى : ( كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) قال بعض الأفاضل : الرِّجْسُ وإن كان في اللغة بمعنى القذر وهو أعم من النجاسة ، إلا أن الشيخ قال في التهذيب : إن الرِّجْسَ هو النجس بلا خلاف. وظاهره أنه لا خلاف بين علمائنا في أنه في الآية بمعنى النجس. قوله : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) [ ٣٣ / ٣٣ ] أي الأعمال القبيحة والمآثم. والرِّجْسُ : لطخ الشيطان ووسوسته.

وَفِي حَدِيثِ الْخَلْوَةِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجْسِ الْمُخْبِثِ الْخَبِيثِ » (١).

هو بكسر النون وسكون الجيم لمزاوجة الرجس. وفي المجمع الرجس : القذر ، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح واللعنة ولكنه هنا الأول. و « الرَّجْسُ » بالفتح : الصوت الشديد من الرعد. وغيث مُرْتَجَسَةٌ : هموعة ، من قولهم رَجَسَتِ السماء تَرْجُسُ : إذا رعدت وتمخضت.

وَفِي الْخَبَرِ « لَمَّا وُلِدَ صلى الله عليه وآله ارْتَجَسَ إِيْوَانُ كِسْرَى ».

أي اضطرب وتحرك حركة لها صوت.

وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ « سَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنِ النِّرْجِسِ ».

هو بكسر النون وفتحها على اختلاف اللغتين : ريحان الأعاجم ـ كما

__________________

(١) من لا يحضر ج ١ ص ١٦.

٧٤

جاءت به الرواية.

وَفِيهِ « شَمُّوا النَّرْجِسَ وَلَوْ فِي الْيَوْمِ مَرَّةً ، وَلَوْ فِي الشَّهْرِ مَرَّةً ، وَلَوْ فِي السَّنَةِ مَرَّةً ، وَلَوْ فِي الْعُمُرِ مَرَّةً ، فَإِنَّ فِي الْقَلْبِ حَبَّةً مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ وَلَا يَقْطَعُهَا إِلَّا النَّرْجِسُ ».

قال الجوهري ونَرْجِسُ معرب ، والنون زائدة لأنه ليس في الكلام فعلل وفيه تفعل ، ولو سميت به رجلا لم تصرفه لأنه مثل تضرب.

( ردس )

« مِرْدَاسٌ » بالكسر فالسكون اسم رجل. وقال الجوهري : الْمِرْدَاسُ حجر يرمى به في البئر ليعلم فيها ماء أم لا ، ومنه سمي الرجل.

( رسس )

قوله تعالى : ( أَصْحابُ الرَّسِ وَثَمُودُ ) [ ٥٠ / ١٢ ] الرَّسُ : البئر المطوية بالحجارة والرَّسُ : اسم بئر كانت لبقية من ثمود كذبوا نبيهم ورَسُّوهُ في بئر.

وَفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللهُ : أَصْحَابُ الرَّسِ هُنَّ اللَّوَاتِي بِاللَّوَاتِي وَهُنَّ وَهُنَ الرَّسِّيَّاتُ « (١).

و « الرَّسُ » اسم واد. وفي الغريب : والرَّسُ اسم معدن ، وكل ركية لم تطو فهي رَسُ ، وهذا يناقض ما تقدم من تعريفها (٢).

وَفِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ مَعْنَى أَصْحَابِ الرَّسِ أَنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ الرَّسُ مِنْ بِلَادِ الْمَشْرِقِ ، وَقَدْ قِيلَ إِنَ الرَّسَ هُوَ الْبِئْرُ وَإِنَّ أَصْحَابَهُ رَسُّوا نَبِيَّهُمْ بَعْدَ سُلَيْمَانَ

__________________

(١) هَذَا النص لَم نَجدْهُ فِي تفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، بَلْ ذَكَرَ فِي ص ٤٦٥ أَنَّ امْرَأَةٍ جَاءَتْ إِلَى الصَّادِقِ ( عليه السلام ) فَقَالَتْ : مَا تَقُولُ فِي اللَّوَاتِي؟ قَالَ : هُنَّ فِي النَّارِ ... فَهُنَّ الرَّسِّيَّاتُ. وَقَالَ أَيْضاً ص ٦٤٣ فِي مَعْنَى أَصْحَابِ الرَّسِّ : وَهُمُ الَّذِينَ هَلَكُوا لِأَنَّهُمْ اسْتَغْنَوْا الرِّجَالِ بِالرِّجَالِ وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ.

(٢) انْظُرْ معجم البلدَانِ ج ٣ ص ٤١ ـ ٤٢ فَفِيهِ ذَكَرَ عِدَّةٍ أَمْكِنَةٍ كُلِّهَا تَعْرِفُ باسم الرس.

٧٥

بْنِ دَاوُدَ وَكَانُوا يَعْبُدُونَ شَجَرَةَ صَنَوْبَرٍ يُقَالُ لَهَا شَاهْ دِرَخْتْ ، كَانَ غَرَسَهَا يَافِثُ بْنُ نُوحٍ عليه السلام فَأَنْبَتَتْ لِنُوحٍ بَعْدَ الطُّوفَانِ ، وَكَانَ نِسَاؤُهُمْ يَشْتَغِلْنَ بِالنِّسَاءِ عَنِ الرِّجَالِ ، فَعَذَّبَهُمُ اللهُ بِرِيحٍ عَاصِفٍ شَدِيدَةِ الْحُمْرَةِ وَجَعَلَ الْأَرْضَ مِنْ تَحْتِهِمْ حَجَرَ كِبْرِيتٍ تَتَوَقَّدُ ، وَأَظَلَّتْهُمْ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ فَانْكَفَّتْ عَلَيْهِمْ كَالْقُبَّةِ جَمْرَةً تَلْتَهِبُ ، فَذَابَتْ أَبْدَانُهُمْ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ فِي النَّارِ.

ورَسُ : الحمى ورَسِيسُهَا واحد ، وهو أول مسها. وفلان يَرُسُ الحديث في نفسه : أي يحدث به في نفسه. والرَّسِيسُ : الشيء الثابت.

( رفس )

الرَّفْسُ : الضرب بالرجل ، يقال رَفَسَهُ رَفْساً من باب ضرب : إذا ضربه برجله ، ومنه رَفَسَتْهُ الدابة : إذا رمحته برجلها. وفي القاموس الرَّفْسَةُ بالرجل الصدمة بالرجل في الصدر.

( ركس )

قوله تعالى : ( وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا ) [ ٤ / ٨٨ ] أي ردهم إلى كفرهم بأعمالهم ، من الرَّكْسِ وهو رد الشيء مقلوبا. وأَرْكَسْتُهُ بالألف : رددته على رأسه ، ورَكَسَهُ وأَرْكَسَهُ بمعنى. ورَكَسْتُ الشيء رَكْساً من باب قتل : أي قلبته ورددت أوله على آخره. وارْتَكَسَ فلان في أمر : قد نجا منه. والرَّكُوسِيَّةُ : فرقة بين النصارى والصابئين ـ قاله الجوهري.

( رمس )

فِي الْخَبَرِ « ارْمُسُوا قَبْرِي رَمْساً ».

أي سووه بالأرض ولا تجعلوه مسنما مرتفعا. وأصل الرَّمْسِ الستر. قال في المجمع : ويقال لما يحشى على القبر من التراب رَمْسٌ ، وللقبر نفسه رَمْسٌ ورَمَسْتُ الميت رمسا من باب قتل : دفنته ، وجمع الرمس رُمُوسٌ كفلس وفلوس ، وأَرْمَسْتُ بالألف لغة. وارْتَمَسَ في الماء : مثل انغمس.

٧٦

ومنه الْحَدِيثُ « مَنْ دَانَ اللهَ بِالرَّأْيِ لَمْ يَزَلْ دَهْرَهُ فِي ارْتِمَاسٍ ».

أي لا يزال دهره منغمسا في الضلال والعمى عن الحق. و « لَا يَرْمُسُ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ فِي الْمَاءِ ».

أي لا يغمسه فيه لما يلزم منه من تغطية الرأس من غير ضرورة. ورَمَسْتُ عليه الخبر : كتمته عنه. والصائم يَرْتَمِسُ ولا ينغمس ، كأن المعنى يغمس بدنه ولا يغمس رأسه.

باب ما أوله السين

( سدس )

قوله تعالى : ( فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ) [ ٤ / ١١ ] السُّدُسُ بضمتين والإسكان تخفيف جزء من ستة ، والسَّدِيسُ ككريم لغة فيه ، وجمع السدس أَسْدَاسٌ. والسَّدِيسُ من الإبل : ما دخل في الثامنة ، لأنه ألقى السن الذي بعد الرباعية. وشاة سَدِيسٌ : إذا أتى عليه السنة السادسة والسَّدَسُ بالتحريك : السن قبل البازل ، يستوي فيه المذكر والمؤنث لأن الإناث في الأسنان كلها بالهاء إلا السدس ـ قاله الجوهري.

( سندس )

السُّنْدُسُ : ما رق من الديباج.

( سرخس )

« أحمد بن علي بن مكتوم السرخسي » من رواة الحديث. « السَّرَخْسُ » بفتح السين والراء بلد عظيم بخراسان (١).

( سلس )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ الْجَوَادَ إِذَا حَبَاكَ بِمَوْعِدٍ أَعْطَاكَهُ سَلِساً بِغَيْرِ مَطَالٍ ».

السَّلِسُ

__________________

(١) قال في معجم البلدان ج ٣ ص ٢٠٨ : سرخس بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الخاء ، ويقال بالتحريك مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة واسعة ، وهي بين نيسابور ومرو في وسط الطريق ....

٧٧

ككتف : اللين المنقاد السهل. وسَلِسَ سَلَساً من باب تعب : إذا سهل ولان. وفلان سَلِسُ البول : أي لا يستمسكه.

( سوس )

السُّوسَةُ والسُّوسُ : دود يقع في الصوف والطعام ومنه قولهم « حنطة مُسَوِّسَةٌ » بكسر الواو المشددة. وسَاسَ الطعام من باب قال ، وسَاسَ يَسَاسُ من باب تعب ، وأَسَاسَ بالألف : إذا وقع فيه السُّوس ، كلها أفعال لازمة. وفِي وَصْفِ الْأَئِمَّةِ عليه السلام « أَنْتُمْ سَاسَةُ الْعِبَادِ ».

وفِيهِ « الْإِمَامُ عَارِفٌ بِالسِّيَاسَةِ ».

وفِيهِ « ثُمَّ فَوَّضَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَمْرَ الدِّينِ وَالْأُمَّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَهُ ».

كل ذلك من سُسْتُ الرعية سِيَاسَةً : أمرتها ونهيتها. وسَاسَ زيد سِيَاسَةً : أمر وقام بأمره.

وَفِي الْخَبَرِ « كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ ».

أي تتولى أمرهم كالأمراء والولاة ، بالرعية من السِّيَاسَةِ وهو القيام على الشيء بما يصلحه. والسُّوسُ : نبات يشبه الرياحين عريض الورق وليس له رائحة كالرياحين. قال في المصباح : والعامة تضم الأول.

باب ما أوله الشين

( شرس )

شَرِسَ الرجل : الشَّرِسُ هو السيء الخلق بيّن الشَّرِسِ والشَّرَاسَةِ وشَرِسَ شَرَساً من باب تعب ، والاسم الشَّرَاسَةُ بالفتح ، وشَرِسَتْ نفسه بكسر الراء وضمها. ومكان شَرِسٌ : أي غليظ.

( شكس )

قوله تعالى ( شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ ) [ ٣٩ / ٢٩ ] أي مختلفون متنازعون ، يقال تَشَاكَسَ القوم : أي اختلفوا وتنازعوا.

٧٨

ومنه « رجل شَكْسٌ » بالفتح فالسكون ، أي صعب الخلق. وقد شَكِسَ شَكَاسَةً فهو شَكِسٌ مثل شرس شراسة فهو شرس وزنا ومعنى

( شمس )

قد تكرر ذكر الشَّمْسِ في الكتاب والسنة ، وهي أنثى واحدة الوجود ليس لها ثان ، ولهذا لا تثنى ولا تجمع ، وقول بعضهم تجمع الشمس على شُمُوسٍ على وجه التأويل لا الحقيقة ، كأنهم جعلوا كل ناحية منها شمسا ، كما قالوا للمفرق مفارق. ومقدار الشمس على ما هو مروي

عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام « سِتُّونَ فَرْسَخاً فِي سِتِّينَ فَرْسَخاً وَالْقَمَرِ أَرْبَعُونَ فَرْسَخاً فِي أَرْبَعِينَ فَرْسَخاً ، بُطُونُهُمَا يُضِيئَانِ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَظُهُورُهُمَا لِأَهْلِ الْأَرْضِ ».

وعَنْهُ عليه السلام « إِنَ لِلشَّمْسِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ بُرْجاً ، كُلُّ بُرْجٍ مِنْهَا مِثْلُ جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْعَرَبِ ، فَتَنْزِلُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى بُرْجٍ مِنْهَا ».

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ قَدْ خَلَقَ الشَّمْسَ مِنْ نُورِ النَّارِ وَصَفْوِ الْمَاءِ طَبَقاً مِنْ هَذَا وَطَبَقاً مِنْ هَذَا ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ سَبْعَةُ أَطْبَاقٍ أَلْبَسَهَا لِبَاساً مِنْ نَارٍ ، فَمِنْ ثَمَّ كَانَتْ أَشَدَّ حَرَارَةً مِنَ الْقَمَرِ ، وَجَعَلَ الْقَمَرَ عَكْسَ مَا فَعَلَ فِي الشَّمْسِ بِأَنْ جَعَلَ الطَّبَقَ الْفَوْقَ مِنَ الْمَاءِ ».

وفِيهِ « الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ يَجْرِيَانِ بِأَمْرِهِ مُطِيعَانِ لَهُ ، ضَوْؤُهُمَا مِنْ نُورِ عَرْشِهِ وَحَرُّهُمَا مِنْ جَهَنَّمَ ، فَإِذَا كَانَتِ الْقِيَامَةُ عَادَ إِلَى الْعَرْشِ نُورُهُمَا وَعَادَ إِلَى النَّارِ حَرُّهُمَا ، فَلَا يَكُونُ شَمْسٌ وَلَا قَمَرٌ » كَذَا عَنِ الرِّضَا عليه السلام

وشَمِسَ يومنا يَشْمَسُ كسمع : صار ذا شمس. قيل وسميت الشمس شمسا لأن ثلاثة من الكواكب السبعة فوقها وهي زحل والمشتري والمريخ ، وثلاثة تحتها وهي الزهرة وعطارد والقمر ، فهي بمنزلة الوسطة التي في البخنقة التي تسمى شمس وشمسة. والسنة الشَّمْسِيَّةُ ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وربع يوم إلا جزء من

٧٩

ثلاثمائة جزء من يوم ، والقمرية ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوما وخمس يوم وسدس وفصل ما بينهما عشرة أيام وثلث وعشر يوم بالتقريب على رأي بطليموس ـ كذا عن صاحب المغرب.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « أَلَا إِنَّ الْخَطَايَا خَيْلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَخُلِعَتْ لُجُمُهَا فَتَقَحَّمَتْ بِهِمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ » (١).

الشَّمْسُ جمع شُمُوسٍ كرسول ، يقال شَمَسَ الفرس يَشْمَسُ شُمُوساً وشِمَاساً بالكسر : استعصى على راكبه ومنع ظهره فهو شَمُوسٌ ، وخيل شُمُسٌ كرسل.

( شوس )

الشَّوْسُ في السواك كالشوص. والشَّوْسُ : النظر بمؤخر العين تكبرا وتغيظا و « الشَّاسُ » بلد بما وراء النهر (٢).

باب ما أوله الضاد

( ضرس )

فِي الْحَدِيثِ « مُشْطُ اللِّحْيَةِ يَشُدُّ الْأَضْرَاسَ » ).

هي جمع ضرس ، وهو مذكر ما دام له هذا الاسم ، لأن الأسنان إناث إلا الأضراس والأنياب ، وربما جمع على ضُرُوسٍ.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ » (٤).

أي لم يتقنه على اليقين

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٤٤.

(٢) قال في معجم البلدان ج ٣ ص ٣٠٨ : شاس بالسين المهملة طريق بين المدينة وخيبر. ثم قال في نفس الصفحة : شاش بالشين المعجمة بالري قرية يقال لها شاش ، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء النهر ثم ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك ....

(٣) الكافي ج ٦ ص ٤٨٨.

(٤) نهج البلاغة ج ١ ص ٤٩.

٨٠