مجمع البحرين - ج ٤

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٦

ومنه « حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ » ..

وأَقْطَعْتُهُ قَطِيعَةً : أي طائفة من أرض الخراج. والْإِقْطَاعُ : إعطاء الإمام قِطْعَةً من الأرض وغيرها ويكون تمليكا وغير تمليك.

وَفِي الْحَدِيثِ « خَلَقَ اللهُ تَعَالَى آدَمَ وَأَقْطَعَهُ الدُّنْيَا قَطِيعَةً ».

أي أعطاه إياها. وأَقْطَعْتُهُ قضبانا من الكرم : أذنت له في قطعها. والقَطِيعُ : الطائفة من البقر والغنم ، والجمع أَقَاطِيعُ على غير القياس. والتَّقَاطُعُ : ضد التواصل. والقَطِيعَة : الهجران. والقَطَائِعُ اسم لما لا ينقل من المال كالقرى والأراضي والأبراج والحصون. ومنه الْحَدِيثُ « قَطَائِعُ الْمُلُوكِ كُلُّهَا لِلْإِمَامِ ».

ومُنْقَطَعُ كل شيء : حيث ينتهي إليه طرفه ، نحو مُنْقَطَعُ الوادي والرمل والطريق.

وَقَوْلُهُ : « مِنْ يَمِينِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ التُّرَابِ ».

أي إلى آخر الدنيا ونهايتها. والقِطْعَةُ بالكسر : الطائفة من الشيء ، والجمع قِطَعٌ كسدرة وسدر. والأَقْطَعُ : المقطوع اليد ، والجمع قُطْعَان مثل أسود وسودان. وأَقْطَعُ الرجل : الذي قطعت رجله. وأرض مُنْقَطِعَةٌ : بعيدة عن العمران. وفلان مُنْقَطِعٌ إلى فلان : أي لم يأنس بغيره. وانْقَطَعَ الغيث : انحبس. وانْقَطَعَ بفلان فهو مُنْقَطِعٌ به : إذا عجز عن سفره من نفقة ذهبت وغيرها.

وَفِي الْحَدِيثِ « قَطَعَ عَلَى يَدَيْهِ نَحْواً مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ إِنْسَانٍ ».

أي جزم بإمامته عليه السلام.

وقَطَّعْتُ الشيءَ شدد للمبالغة فَتَقَطَّعَ.

وقَطَعَ الرجل الطريقَ : إذا أخافه فهو قَاطِعٌ ، والجمع قُطَّاعُ الطريق ، وهم

٣٨١

اللصوص الذين يعتمدون على قوتهم ويأخذون أموال الناس ويقتلونهم إن منعوا. وقَطَعَ الحدث الصلاة : أبطلها. وقَطَعْتُ النَّهَرَ : عبرته. وقَطَعْتُ الصديق : هجرته. وقَطَعْتُهُ عن حقه : منعته. والمِقْطَعُ : بكسر الميم آلة القطع وبفتحها موضع القطع كالقطعة بالتحريك.

( قعقع )

القَعْقَعَةُ : حكاية صوت السلاح ونحوه. والقَعْقَاعُ : تتابع أصوات الرعد. و « قَعْقَاع » اسم رجل (١). و « قُعَيْقِعَان » بضم الأولى وكسر الثانية وفتح المهملتين وسكون التحتانية جبل بمكة معروف مقابل أبي قبيس (٢). وطريق قَعْقَاعٌ : لا يسلك إلا بمشقة. و « القُعْقُعُ » بالضم : طائر أبلق ضخم من طير البر طويل المنقار ـ قاله الجوهري. و « قَيْنُقَاع » بفتح القاف وضم النون وقد تكسر وتفتح بطن من يهود المدينة ، ومنه سوق قَيْنُقَاع أضيف السوق إليهم. ومنه الْحَدِيثُ « شِعَارُنَا يَوْمَ قَيْنُقَاعَ يَا رَبَّنَا لَا يَغْلِبَنَّكَ ».

( قفع )

« ابن المُقَفَّع » (٣) بالميم والقاف والفاء المشددة والعين المهملة أخيرا على ما صح في النسخ : رجل كان دهريا كابن أبي العوجاء.

( قلع )

قوله تعالى : ( يا سَماءُ أَقْلِعِي )

__________________

(١) ذكر الزركلي في الأعلام ج ٦ ص ٤٨ عدة أشخاص اسمهم القعقاع.

(٢) انظر في معجم البلدان ج ٤ ص ٣٧٩ سبب تسمية هذا الجبل بهذا الاسم.

(٣) عبد الله بن المقفع الفارسي كان مجوسيا أسلم على يد عيسى بن علي عم المنصور بحسب الظاهر وكان على طريق الزندقة ، وهو الذي ترجم كتاب كليلة ودمنة إلى العربية ، وصنف الدرة اليتيمة في طاعة الملوك ، قتله أمير البصرة بأمر المنصور سنة ١٤٣ ه‍ الكنى والألقاب ج ١ ص ٤٠٨.

٣٨٢

[ ١١ / ٤٤ ] أي أمسكي. والإقلاع : الإمساك.

وَفِي وَصْفِهِ عليه السلام « كَانَ إِذَا مَشَى يَتَقَلَّعُ ».

المعنى كان يرفع رجليه من الأرض رفعا بينا بقوة لا يمشي مشي احتشام واختيال. وقَوْلُهُ « كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ ».

كالمبين له ، فإن الانحدار والتكفؤ إلى قدام والتَّقَلُّعُ من الأرض يقارب بعضها بعضا. وقَلَعْتُ الشيء من موضعه قَلْعاً : نزعته ، واقْتَلَعْتُهُ وتَقَلَّعَ وانْقَلَعَ. والإِقْلَاعُ من الأمر : الكف عنه ، ومنه الإِقْلَاعُ عن الذنوب. و « القَلَعَةُ » بالتحريك لا يجوز الإسكان : الحصن على الجبل ، والجمع قَلَعٌ كقصبة وقَصَب ، وقِلَاعٌ كرِقَاب. والقُلْعَةُ بالضم : المال العارية.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « أُحَذِّرُكُمُ الدُّنْيَا فَإِنَّهَا دَارُ بُلْغَةٍ وَمَنْزِلُ قُلْعَةٍ » (١).

أي تحول وارتحال ليس بمستوطن كأنه يقلع ساكنه.

وَفِي الْخَبَرِ « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ وَلَا قَلَّاعٌ ».

هو بالتشديد الساعي إلى السلطان بالباطل في حق الناس ، سمي به لأنه يَقْلَعُ المتمكن من الأمر ويزيله عن رتبته كما يَقْلَعُ النبات من الأرض. والمِقْلَاعُ بالكسر : الذي يرمى به الحجر.

وَفِي الْحَدِيثِ « الطَّاوُسُ كَأَنَّهُ قِلْعُ دَارِيٍّ عَنَجَهُ نُوتِيُّهُ ».

القِلْعُ بالكسر : شراع السفينة ، وداري منسوب إلى دارين بلدة على البحر ، وعنجه أي عطفه ، يقال عنجت الناقة أعنجها عنجا إذا عطفتها ، والنوتي الملاح.

( قمع )

قوله تعالى : ( وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ) [ ٢٢ / ٢١ ] المَقَامِعُ جمع مِقْمَعَة بكسر الميم ، وهي شيء من حديد كالمحجن يضرب به. وقَمَعْتُهُ : إذا ضربته بها.

وَفِي الْحَدِيثِ « مِنَ النِّسَاءِ كَرْبٌ مُقَمَّعٌ » (٢).

وقد مر في جمع.

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٢٢٠.

(٢) معاني الأخبار ص ٣١٧.

٣٨٣

وقَمَعْتُهُ قَمْعاً : أذللته ، وأَقْمَعْتُهُ بمعناه

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ أَوْلِيَائِهِ تَعَالَى « فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَادٍ وَخَائِفٍ مَقْمُوعٍ ».

أي مذلل مقهور. والقَمْعُ على التمرة ونحوها ، وهو الذي تتعلق به ، وهو كعنب في الحجاز وكحمل في تميم.

( قنع )

قوله تعالى : ( وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) [ ٢٢ / ٣٦ ] القَانِعُ هو الذي يقنع بالقليل ولا يسخط ولا يكلح ولا يربد شدقه غيظا. ومثله جاء في الحديث ، وفي الصحاح القَانِعُ الراضي بما معه ، وربما يعطى من غير سؤال ، من قَنِعَ بالكسر يَقْنَعُ قَنَاعَةً فهو قَانِعٌ ، وقيل من قَنَعَ يَقْنَعُ بفتح العين فيهما قُنُوعاً فهو قَانِعٌ : إذا خضع وسأل. قوله : ( مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ ) [ ١٤ / ٤٣ ] هو من قولهم أَقْنَعَ رأسه : إذا نصبه لا يلتفت يمينا وشمالا وجعل طرفه موازيا لما بين يديه.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْقَانِعُ غَنِيٌّ وَإِنْ جَاعَ وَعَرِيَ ، وَمَنْ قَنِعَ اسْتَرَاحَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ وَاسْتَطَالَ عَلَى أَقْرَانِهِ ، وَمَنْ قَنِعَ فَقَدِ اخْتَارَ الْغِنَى عَلَى الذُّلِّ وَالرَّاحَةَ عَلَى التَّعَبِ ».

والقَنَاعَةُ بالفتح : الرضا بالقسم. ومنه « القَانِعُ » وهو الذي يقنع بما يصيبه من الدنيا وإن كان قليلا ويشكر على اليسير.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْقَنَاعَةُ كَنْزٌ لَا يَنْفَدُ » (١).

وذلك لأن الإنفاق منها لا ينقطع كلما تعذر عليه شيء من أمور الدنيا قنع بما دونه ورضي.

وَفِيهِ « عَزَّ مَنْ قَنِعَ وَذَلَّ مَنْ طَمَعَ ».

وذلك لأن القانع لا يذله الطلب فلا يزال عزيزا. ومن أمثالهم « خير الغنى القُنُوعُ » بالضم أعني القناعة. وقد قَنِعَ بالشيء من باب تعب :

__________________

(١) ذكر في نهج البلاغة هذا الكلام في موضعين ج ٣ ص ١٦٤ و ٢٦٦ وفي كلا الموضعين جاءت الكلمة هكذا « القناعة مال لا ينفد ».

٣٨٤

رضي به ، فهو قَنِعٌ وقَنُوعٌ. والمِقْنَعُ والمِقْنَعَةُ بالكسر فيهما : ما تقنع به المرأة رأسها. قال الجوهري : والقِنَاعُ أوسع من المِقْنَعَةِ ، وجمع القِنَاعِ قُنُعٌ ككتاب وكتب. وتَقَنَّعَتْ : لبست القناع. وقَنَّعَ الرجل رأسه بالتشديد ، وتَقَنَّعَ فعل ذلك. ورجل مُقَنَّعٌ : عليه بيضة مستور بها. ومنه حَدِيثُ اهل البيت عليهم السلام « أَمْرُنَا مَسْتُورٌ ـ أي محجوب ـ

مُقَنَّعٌ بِالْمِيثَاقِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « ثُمَّ أَتَى بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ عَلَيْهِ أَلْوَانٌ ».

القِنَاعُ الطبق الذي يؤكل عليه ، ويقال القُنْعُ بالضم والكسر. و « المُقْنِعُ » في الغيبة للسيد المرتضى رحمه‌الله.

( قوع )

قوله تعالى : ( كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ ) [ ٢٤ / ٣٩ ] القِيعَةُ بالكسر والقَاعُ بمعنى واحد ، وهو المستوي من الأرض ، ويقال قِيعَةُ جمع قَاعٍ وجمع القاع أَقْوُعٌ وأَقْوَاعٌ وقِيعَان ، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها. وقَاعَةُ الدار : ساحتها. و « قَاعٌ قرقر » قيل قرقر أيضا في معنى القاع ، وهو المستوي من الأرض ، وإنما عبر بلفظين مختلفين للمبالغة في استواء ذلك المكان ، وقد روي « بِقَاعٍ قرق » وهو مثله في المعنى.

باب ما أوله الكاف

( كرع )

الكُرَاعُ كغراب من الغنم والبقر بمنزلة الوظيف من الفرس ، وهو مستدق الساعد ، وهو أنثى ، والجمع أَكْرُعٌ كأفلس. وعن ابن فارس الكُرَاعُ من الدواب ما دون الكعب ، ومن الإنسان ما دون الركبة. والكُرَاع : اسم لجماعة الخيل خاصة. وأَكَارِعُ الأرض : أطرافها ، الواحدة

٣٨٥

كُرَاعٌ و « كُرَاعُ الغميم » بالغين المعجمة وزان كريم : واد بينه وبين المدينة نحو من مائة وسبعين ميلا وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا ومن عسفان إليه ثلاثة أميال (١). وكَرَعَ من الماء من باب نفع كُرُوعاً : شرب بفيه ، وإن شرب بكفيه فليس بَكْرَعُ. وكَرِعَ كَرَعاً من باب تعب لغة. وكَرَعَ في الإناء : أمال عنقه إليه فشرب منه.

( كرسع )

الكُرْسُوعُ : طرف الزند الذي يلي الخنصر ، وهو ناتئ عند الرسغ ـ قاله الجوهري. والكوع : رأس اليد مما يلي الإبهام ، وسيأتي.

( كسع )

فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ « أَنَّ رَجُلاً كَسَعَ رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ ».

أي ضرب دبره بيده ، من الكَسْعِ وهو أن تضرب دبر الإنسان بيدك أو بصدر قدمك.

( كنع )

فِي الْحَدِيثِ « صَاحِبُ يَاسِينَ كَانَ مُكَنَّعَ الْأَصَابِعِ ».

الأَكْنَعُ من رجعت أصابعه إلى كفه وظهرت دواجيه ، وهي مفاصل أصول الأصابع. ومنه الدُّعَاءُ « وَعَصَيْتُكَ بِيَدِي وَلَوْ شِئْتَ وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَكَنَّعْتَنِي ».

ويقال كَنِعَتْ أصابعه بالكسر كَنَعاً أي تشنجت ويبست. والتَّكَنُّعُ : التقبض. وكَنَعَ كُنُوعاً : انقبض.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الكُنُوعِ ».

وهو الدنو من الذل والتخضع للسؤال ، يقال كَنَعَ كُنُوعاً : إذا قرب ودنا. والْمُكَنَّعُ : الذي قطعت يداه.

( كوع )

الكُوعُ بالضم : طرف الزند الذي يلي الإبهام ، والجمع أَكْوَاعٌ كقفل وأقفال ، والكَاعُ لغة فيه.

__________________

(١) وهو واد أمام عسفان بثمانية أميال ، وهذا الكراع جبل أسود في طرف الحرة يمتد إليه معجم البلدان ج ٤ ص ٤٤٣.

٣٨٦

وعن الأزهري الكُوعُ : طرف العظم الذي يلي رسغ اليد المحاذي للإبهام ، وهما عظمان متلاصقان في الساعد أحدهما أدق من الآخر ، وطرفاهما يلتقيان عند مفصل الكف ، فالذي يلي الخنصر يقال له الكرسوع والذي يلي الإبهام يقال له الكُوعُ ، وهما عظما ساعدي الذراع. والكَوَعُ بفتحتين مصدر من باب تعب وهو اعوجاج الكوع. والأَكْوَعُ : المعوج الكوع.

( كيع )

فِي حَدِيثِ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِ « يَكِيعُ عَنِ الْخَنَا وَالْجَهْلِ ».

أي يهابهما ويجبن عنهما ، يقال كِعْتُ عن الشيء : إذا هبته وجبنت عنه. ومنه حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَقَدْ قَالَ لِلنَّاسِ « مَنْ مِنْكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْخُذَ جَمْرَةً فِي كَفِّهِ فَيُمْسِكَهَا حَتَّى تَطْفَأَ؟ قَالَ : فَكَاعَ النَّاسُ كُلُّهُمْ ».

أي هابوا ذلك.

باب ما أوله اللام

( لذع )

لَذَعَتْهُ النار لَذْعاً من باب نفع : أحرقته. ولَذَعَهُ بلسانه : أوجعه بكلام.

وَفِي الدُّعَاءِ « نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ لَوَاذِعِهِ ».

كأنها التي تلذع الإنسان وتوجعه. واللَّوْذَعِيُ : الظريف الحديد الفؤاد.

( لسع )

اللَسْعُ واللذع سواء ، يقال لَسَعَتْهُ الحية والعقرب تَلْسَعُهُ لَسْعاً.

وَحَدِيثُ « لَا يُلْسَعُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ ».

قد مر.

( لطع )

اللَّطَعُ : اللحس ، يقال لَطِعْتُهُ بالكسر أَلْطَعُهُ لَطَعاً : أي لحسته.

( لفع )

فِي الْحَدِيثِ « كُنَّ نِسَاءً مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله ثُمَ

٣٨٧

يَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعَاتٌ بِمُرُوطِهِنَّ لَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ ».

أي متلحفات بأكسيتهن ، من اللِّفَاعِ بالكسر وهو اللحاف. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « وَقَدْ دَخَلْنَا فِي لِفَاعِنَا ».

ولَفَّعَ الرجل رأسه تَلْفِيعاً : أي غطاه. وتَلَفَّعَ الرجل الثوب : إذا اشتمل به وتغطى.

( لكع )

فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام وَقَدْ قِيلَ لَهُ طَابَ اسْتِحْمَامُكَ فَقَالَ « وَمَا تَصْنَعُ بِالاسْتِ يَا لُكَعُ ».

قال في النهاية اللُّكَعُ عند العرب العبد ، ثم استعمل في الحمق والذم ، يقال للرجل لُكَع وللمرأة لَكَاعٌ ، وقد لَكِعَ الرجل لَكَعاً فهو أَلْكَعُ وأكثر ما يستعمل في البذاء ، وهو اللئيم ، وقيل الوسخ ـ انتهى. ومنه قَوْلُهُ : « يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ أَسْعَدَهُمْ بِالدُّنْيَا لُكَعٌ ».

قال بعض الشارحين : ويقال للصبي الصغير لُكَعٌ ذهابا إلى صغر جثته ، وأما قولهم للعبد واللئيم لُكَعٌ فلعلهم ذهبوا فيه إلى صغر قدره.

وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ عليه السلام قَالَ لِلرَّجُلِ « يَا لُكَعُ ».

يريد صغر العلم. ولَكَعَ عليه الوسخ لَكْعاً : إذا لصق به ولزمه. وفي الصحاح يقال للجحش لُكَع ، وللصبي الصغير أيضا. اللَّكِيعَةُ : الأمة اللئيمة.

( لمع )

فِي الْحَدِيثِ « اغْتَسَلَ أَبِي فَبَقِيَتْ لُمْعَةٌ ».

أي بقعة يسيرة مِنْ جَسَدِهِ لَمْ يَنَلْهَا الْمَاءُ ، وهي بضم اللام وسكون الميم وفتح العين المهملة وفي الآخر هاء : القطعة من الأرض اليابسة العشب التي تلمع وسط الخضرة ، استعيرت للموضع الذي لا يصيبه الماء في الغسل والوضوء من الجسد حيث خالف ما حولها في بعض الصفات. ولَمَعَ البرق لَمْعاً ولَمَعَاناً : أي أضاء ، والْتَمَعَ مثله ـ قاله الجوهري. والْأَلْمَعِيُ من الرجال : الذكي المتوقد. والْمُلَمَّعُ من الخيل : الذي يكون

٣٨٨

في جسده بقع تخالف لونه.

( لوع )

فِي الْخَبَرِ : « إِنِّي لَأَجِدُ لَهُ مِنَ اللَّاعَةِ مَا أَجِدُ لِوَلَدِي ».

قال في النهاية اللَّاعَةُ واللَّوْعَةُ ما يجد الإنسان لولده وحميمه من الحرقة وشدة الحب. ولَوْعَةُ الحزن : حرقته ، وقد لَاعَهُ الحب يَلُوعُهُ. والْتَاعَ فؤاده : احترق.

باب ما أوله الميم

( متع )

قوله تعالى : ( وَمَتِّعُوهُنَ ) [ ٣٣ / ٤٩ ] أي أعطوهن من مالكم ما يتمتعن به ( عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ ) أي على الغني الذي هو في سعة فغناه على قدر حاله ، وعلى الفقير الذي هو في ضيق على قدر حاله ، ومعنى قدره مقداره الذي يطيقه ، والمقدار والقدر لغتان.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنْ كَانَ مُوَسَّعاً مَتَّعَ امْرَأَتَهُ بِالْعَبْدِ وَالْأَمَةِ ، وَالْمُقْتِرُ يُمَتِّعُ بِالْحِنْطَةِ وَالزَّبِيبِ وَالثَّوْبِ وَالدَّرَاهِمِ ».

وفِي آخَرَ « الْغَنِيُ يُمَتِّعُ بِدَارٍ أَوْ خَادِمٍ ، وَالْوَسَطُ يُمَتِّعُ بِثَوْبٍ ، وَالْفَقِيرُ بِدِرْهَمٍ أَوْ خَاتَمٍ ».

قوله : ( يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً ) [ ١١ / ٣ ] أي يعمركم. والتمتع : التعمير. ومنه قوله تعالى ( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ) [ ٢٦ / ٢٠٥ ]. والمُتْعَةُ : ما تبلغ به من الزاد ، ومنه قوله ( مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ) [ ٥ / ٩٦ ] وقوله : ( تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ) [ ١١ / ٦٥ ] أي تزودوا ، وقيل عيشوا فيها ثلاثة أيام ، وهذا أمر وعيد. قوله : ( مَتاعٌ إِلى حِينٍ ) [ ٣٦ / ٢ ] أي انتفاع يعيش إلى انقضاء حالكم. والمَتَاعُ : المنفعة ، وكل ما ينتفع به كالطعام البر وأثاث البيت.

٣٨٩

ومنه قوله تعالى : ( ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ ) [ ١٣ / ١٧ ]. ومَتَعَّتُهُ بالتثقيل : إذا أعطيته ذلك ، والجمع أَمْتِعَةٌ. قوله : ( مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا ) [ ٣ / ١٤ ] أي منفعتها التي لا تدوم. قوله : ( فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ) [ ٢ / ١٢٦ ] أي أبقيه وأؤخره ، وإنما قال ( قَلِيلاً ) لأن المَتَاع يكثر ويطول. قوله : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ ) [ ٤ / ٢٤ ] المراد نكاح المتعة ، والآية محكمة غير منسوخة ولم يخالف في ذلك سوى الجمهور حيث حرموا ذلك. قوله : ( فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ ) [ ٩ / ٣٩ ] قيل معناه رضوا بنصيبهم من الدنيا عن نصيبهم من الآخرة. قوله : ( اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ ) [ ٦ / ١٢٨ ] أي استنفع. واسْتَمْتَعْتُ بكذا وتَمَتَّعْتُ به ، ومنه قوله ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ ) [ ٣ / ١٩٦ ] الآية. والتَّمَتُّعُ في الحج : مناسك معروفة مذكورة في محالها ، وقد جمعها قول من قال « أطرست للعمرة اجعل نهج أوو أر نحط رست طر مر لحج ». والتَّمَتُّعُ أصله التلذذ ، وسمي هذا النوع به لما يتخلل بين عمرته وحجته من التحلل الموجب لجواز الانتفاع والتلذذ بما كان قد حرمه الإحرام مع ارتباط عمرته بحجه حتى أنهما كالشىء الواحد شرعا ، فإذا حصل بينهما ذلك فكأنه حصل في الحج. والمُتْعَةُ بالضم فالسكون : اسم من تَمَتَّعْتُ بكذا أي انتفعت. ومنه مُتْعَةُ النكاح ، ومُتْعَةُ الطلاق ، ومُتْعَةُ الحج ، لأنه انتفاع. ونكاح المتعة هي النكاح بلفظ التَّمَتُّعِ إلى وقت معين ، كأن يقول لامرأة « أَتَمَتَّعُ بكِ كذا مدة بكذا من المال ».

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ اللهَ تَعَالَى رَأَفَ بِكُمْ فَجَعَلَ الْمُتْعَةَ عِوَضاً لَكُمْ مِنَ الْأَشْرِبَةِ ».

وكأنه يريد بالأشربة المسكرات التي يتلذذ بها.

٣٩٠

وَفِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ « أَنَّ اللهَ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَى شِيعَتِنَا الْمُسْكِرَ وَكُلَّ شَرَابٍ وَعَوَّضَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمُتْعَةَ ».

وأَمْتَعَهُ الله بكذا ، ومَتَّعَهُ بمعنى.

( مجع )

المَجِيعُ : ضرب من الطعام ، وهو تمر يعجن بلبن ـ قاله الجوهري.

( مرع )

فِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ « اسْقِنَا غَيْثاً مَرِيعاً ».

قال بعض الشارحين : يروى بالياء المثناة والباء الموحدة في المَرِيعِ بالياء المثناة من المراعة فتح ميمه ، يقال مكان مَرِيعٌ : أي خصب ، أو من راعت الإبل إذا كثر أولادها ، ويكون المعنى اسقنا غيثا كثيرا. والمربع بالباء الموحدة المغني عن الارتياد لعمومه ، فالناس يربعون حيث كانوا أي يقيمون ولا يحتاجون إلى الانتقال في طلب الكلأ. وقد تقدم البحث في ذلك. وجمع المَرِيع أَمْرُعٌ وأَمْرَاعٌ مثل أيمن وأيمان. وقد مَرُعَ الوادي بالضم وأَمْرَعَ أي أكلأ ، فهو مُمْرِعٌ. وعيش مُمْرِعٌ : أي خصيب واسع. وأرض أُمْرُوعَة : أي خصيبة.

وَفِي الْخَبَرِ « مَا تَدَاوَى النَّاسُ بِشَيْءٍ خَيْرٍ مِنْ مرعة [ مُزْعَةِ ] عَسَلٍ. قُلْتُ : مَا المرعة [ الْمُزْعَةُ ] عَسَلٍ؟ قَالَ : لَعْقَةُ عَسَلٍ ».

وفِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ السَّلْوَى؟ فَقَالَ : هِيَ المُرَعَةُ ـ بضم الميم وفتح الراء وسكونها ـ طائر أبيض حسن اللون طويل الرجلين بقدر السمانى يقع في المطر من السماء.

( مزع )

فِي الْخَبَرِ « مَا زَالَ الْمَسْأَلَةَ فِي الْعَبْدِ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمِ ».

أي قطعة يسيرة من اللحم.

وَفِي خَبَرِ مُعَاذٍ « حَتَّى تَخَيَّلَ إِلَيَّ أَنَّ أَنْفَهُ يَتَمَزَّعُ مِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ ».

أي يتقطع ويتشقق غضبا.

( مصع )

فِي الْحَدِيثِ « الذَّبِيحَةُ إِذَا شَكَكْتَ فِي حَيَاتِهَا فَرَأَيْتَ تَطْرِفُ عَيْنَهَا أَوْ تُحَرِّكُ أُذُنَيْهَا أَوْ تَمْصَعُ بِذَنَبِهَا فَاذْبَحْهَا ».

هو من

٣٩١

المَصْعِ : الحركة والضرب. ومَصَعَ البرد : أي ذهب. والمُصَعَةُ : ثمرة العوسج ، والجمع مُصَعٌ.

( معمع )

الْمَعْمَعَة : صوت الحريق في القصب ونحوه ، وصوت الأبطال في الحرب. والمَعْمَعَانُ : شدة الحر. ومَعْمَعَ

القوم : ساروا في شدة الحر. والمَعْمَعُ : المرأة التي أمرها مجمع لا تعطي أحدا من مالها شيئا. و « مَعَ » كلمة تدل على المصاحبة. قال الجوهري : قال محمد بن السري الذي يدل على من أن مَعَ اسم حركة آخره مع تحرك ما قبله ، وقد يسكن وينون يقول « جاءوا مَعاً ». وفي المصباح مَعَ كلمة تضم الشيء إلى الشيء ، تقول « أفعل هذا مَعَ هذا » أي مجموعا ، وهي ظرف على المختار لدخول التنوين نحو « خرجنا مَعاً » ودخول من عليه ولكن استعماله شاذ ، وهو بفتح العين وإسكانها لغة لبني ربيعة ، فيكسر لالتقاء الساكنين ، نحو « مع القوم » ، وقيل هو في السكون حرف. قال الرماني : إن دخل عليه حرف الجر كان اسما وإلا كان حرفا. قال : وتقول « خرجنا معا » أي في زمان واحد ، ونصبه على الظرفية ، وقيل على الحال ، أي مجتمعين. قال : والفرق بين « فعلنا معا » و « فعلنا جميعا » أن مَعاً يفيد الاجتماع حالة الفعل ، وجميعا بمعنى كلنا يجوز فيه الاجتماع والافتراق. وألفها عند الخليل بدل من التنوين لأنه عنده ليس له لام ، وعند يونس والأخفش بدل من لام محذوف.

( ملع )

الملع : السير الخفيف. والمَلِيعُ والمَلَاعُ : المفازة التي لا نبات فيها.

( منع )

قوله تعالى : ( مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ ) [ ٥٠ / ٢٥ ] المَنْعُ خلاف الإعطاء ، يقال مَنَعَ فهو مَانِعٌ ومَنُوعٌ ومَنَّاعٌ للمبالغة.

٣٩٢

ومَنَعْتُهُ الأمر فهو مَمْنُوعٌ منه ، وجمع مَانِعٍ مَنَعَةٌ مثل كافر وكفرة. والمَمْنُوعُ : المقطوع.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنِّي لَأَمْتَنِعُ مِنْ كَذَا ».

يعني آبَاه ولا أَفْعَلُهُ. وامْتَنَعَ عن الأمر : كف عنه. ومَانَعْتُهُ : بمعنى نازعته. وامْتَنَعَ بقومه : تقوى بهم في مَنَعَةٍ بفتح النون أي في عز قومه ، فلا يقدر عليه من يريده. قال في المصباح : قال الزمخشري هي مصدر مثل الأنفة والعظمة أو جمع مَانِعٍ ، وهم العشيرة والحماة ، ويجوز أن يكون مقصورا من المَنَاعَةِ ، وقد يسكن في الشعر لا في غيره خلافا لمن أجازه مطلقا. ومنه الْخَبَرُ « سَيَعُودُ لِهَذَا الْبَيْتِ قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ ».

أي قوة تمنع من يريدهم بسوء. قال في النهاية : قد تفتح النون ، وقيل هي بالفتح جمع مَانِعٍ مثل كافر وكفرة. و « المَانِعُ » من أسمائه تعالى ، قيل هو من المَنَعَة أي يحوط أولياءه وينصرهم وقيل من المَنْعِ والحرمان أي يمنع من يستحق المنع ، فَمَنْعُهُ حكم وعطاؤه جود ورحمة. والمَنِيعُ : القوي ذو المنعة.

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ مَنْ مَنَعْتَ فَهُوَ مَمْنُوعٌ ».

أي من حرمت فهو محروم

« وَلَا يُعْطِيهِ أَحَدٌ غَيْرُكَ ».

وقد مَنُعَ الحصن مَنَاعَةً مثل ضخم ضخامة ، فهو مَنِيعٌ.

( ميع )

مَاعَ السمن يَمِيعُ مَيْعاً من باب باع : سال وذاب ، وكل ذائب مَائِعٌ. ومَاعَ الشيء : جرى على وجه الأرض.

٣٩٣

باب ما أوله النون

( نبع )

قوله تعالى : ( يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ) [ ٣٩ / ٢١ ] أي عيون تنبع ، واحدها يَنْبُوع على يفعول ، من نَبَعَ الماء نُبُوعاً من باب قعد ، ونَبَعَ نَبْعاً من باب نفع لغة : إذا ظهر وخرج من العين. وقيل للعين يَنْبُوع ، ومنه قوله تعالى : ( حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ) [ ١٧ / ٩٠ ] أي عينا يَنْبُعُ منه الماء. و « يَنْبُع » بالفتح فالسكون وضم الموحدة : قرية كبيرة بها حصن على سبع مراحل من المدينة ، نُقِلَ أَنَّهُ لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله الْفَيْءَ أَصَابَ عَلِيٌّ عليه السلام أَرْضاً فَاحْتَفَرَ عَيْناً فَخَرَجَ مِنْهَا مَاءٌ يَنْبُعُ فِي الْمَاءِ كَهَيْئَةِ عُنُقِ الْبَعِيرِ ، فَسَمَّاهَا عَيْنَ يَنْبُعَ.

( نجع )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « هِيَ ـ يَعْنِي الدُّنْيَا ـ مَنْزِلُ قُلْعَةٍ وَلَيْسَتْ بِدَارِ نُجْعَةٍ ».

قوله

« مَنْزِلُ قُلْعَةٍ ».

بضم القاف : إذا لم تصلح للاستيطان. والنُّجْعَةُ بضم النون أيضا طلب الكلأ ، وحاصله أنها ليست دار راحة وطيب عيش. والِانْتِجَاعُ : طلب الإحسان ، ومنه انْتَجَعْتُ فلانا : إذا أتيته تطلب معروفه. والِانْتِجَاعُ : طلب النبات والعلف والماء. ونَجَعَ فيه الأمر والخطاب والوعظ : إذا أثر فيه ونفع. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « فَأَنْجِعُوا لِمَا يَحِقُّ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ».

ونَجَعَ الطعام يَنْجَعُ نُجُوعاً : أي هنأ آكله. والنَّجِيعُ من الدم : ما كان إلى السواد. قال الجوهري : قال الأصمعي هو دم الجوف خاصة.

( نخع )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ تَنَخَّعَ فِي الْمَسْجِدِ

٣٩٤

ثُمَّ رَدَّهَا فِي جَوْفِهِ لَمْ تَمُرَّ بِدَاءٍ إِلَّا أَبْرَأَتْهُ ».

وَفِي الْخَبَرِ « النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ ».

النُّخَاعَةُ بالضم : النخامة ، وهي ما يخرجه الإنسان من حلقه من مخرج الخاء المعجمة. والنُّخَاعُ بالضم هو الخيط الأبيض داخل عظم الرقبة ممتد إلى الصلب يكون في جوف الفقار بالفتح والضم لغة قوم من الحجاز ، ومن العرب من يفتح ، ومنهم من يكسر ـ قاله في المصباح.

وَفِي الْخَبَرِ « لَا تَنْخَعُوا الذَّبِيحَةَ حَتَّى تَجِبَ ».

أي لا تقطعوا رقبتها وتفصلوها حتى تسكن حركتها. قال بعض الشارحين : نَخَعَ الذبيحة هو أن يقطع نخاعها قبل موتها ، وهو الخيط وسط الفقار بالفتح ممتدا من الرقبة إلى أصل الذنب. وتَنَخَّعَ الرجل : رمى بنخاعته. والمَنْخَعُ : ما بين العنق والرأس من باطن ، يقال ذبحه فَنَخَعَهُ نَخْعاً من باب نفع : أي جاوز منتهى الذبح إلى النخاع و « النَّخَعُ » بالتحريك قبيلة من اليمن من مذحج ، وهم رهط إبراهيم النَّخَعِيِ من قضاة العامة.

( نزع )

قوله تعالى : ( وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ) [ ٧ / ٤٦ ] أي أخرجنا. ومثله قوله : ( وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ) [ ٢٨ / ٧٥ ] وهو نبيهم يشهد على تلك الأمة بما كان منها. قوله : ( تَنْزِعُ النَّاسَ ) [ ٥٤ / ١٢ ] أي تقلعهم عن أماكنهم ( كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ) يعني أنهم كانوا يتساقطون على الأرض أمواتا وهم جثث طوال عظام كأنهم أصول نخل منقعر عن أماكنه ومغارسه. والنَّزْعُ : القطع ، ومنه قوله تعالى : ( نَزَّاعَةً لِلشَّوى ) [ ١٧ / ١٦ ] أي قطاعة له. قوله : ( يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً ) [ ٥٢ / ٢٣ ] أي يتجاذبون فيها كأسا ، من النَّزْعِ وهو الجذب.

قَوْلُهُ : ( وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ) يَعْنِي بِالنَّازِعَاتِ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَنْزِعُونَ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ عَنْ أَبْدَانِهِمْ بِالشِّدَّةِ كَمَا يُفَرَّقُ

٣٩٥

فِي الْقَوْسِ فَيَبْلُغُ بِهِ غَايَةَ الْمَدِّ ـ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « لَقَدْ أُغْرِقَ فِي النَّزْعِ ».

أي بالغ في الأمر وانتهى فيه ، وأصله من نَزْعِ القوس ومدها ، واستعير لمن بالغ في كل شيء.

وَفِي الْخَبَرِ « تَذَاكَرْنَا الْأَنْصَارَ فَقَالَ أَحَدُنَا : هُمْ نُزَّاعٌ مِنْ قَبَائِلَ ».

ومثله « طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ النُّزَّاعُ مِنَ القَبَائِلِ ».

قال بعض الشراح : النُّزَّاعُ جمع نَازِع ونَزِيع ، وهو الغريب الذي نَزَعَ عن أهله وعشيرته أي بعد وغاب ، وقيل لأنه يَنْزِعُ إلى أهله أي ينجذب ويميل ، أي طوبى للمهاجرين الذين هجروا أوطانهم في الله.

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ عَلِيٍّ عليه السلام « الْأَنْزَعُ الْبَطِينُ ».

كان عليه السلام أَنْزَعَ الشعر له بطن ، وقيل الأَنْزَعُ من الشرك المملوء البطن من العلم والإيمان. والأَنْزَعُ : بين النَّزَعِ ، وهو الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، وموضعه النَّزَعَةُ بالتحريك ، وهو أحد البياضين المكتنفين بالناصية ، وهما النَّزَعَتَانِ ، يقال نَزِعَ نَزَعاً من باب تعب إذا كان كذلك.

وَفِي الْخَبَرِ « صِيَاحُ الْمَوْلُودِ حِينَ يَقَعُ نزعة [نَزْغَةٌ] مِنَ الشَّيْطَانِ ».

أي نخسة وطعنة.

وَفِي الْحَدِيثِ « النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ أَبْعَدُ شَيْءٍ مَنْزَعاً ».

أي رجوعا عن المعصية ، إذ هي مجبولة على محبة الباطل ، وأنها لا تزال تنزع إلى معصية في هوى. ونَزَعْتُ الدلو : أخرجتها ، وأصل النَّزْعِ الجذب والقلع. ونَزَعْتُ الشيء من مكانه نَزْعا من باب ضرب : قلعته. وقولهم فلان في النَّزْعِ : أي في قلع الحياة. ورجل ثقل عليه نَزْع العمامة : أي قلعها عن رأسه. ونَزَعَ عن المعاصي نُزُوعاً : انتهى عنها. ونَزَعَ عن الشيء نُزُوعاً : كف وقلع عنه. ونَازَعَتْنِي نفسي إلى كذا : اشتاقت إليه. ونَزَعَ إلى أبيه في الشبه : ذهب إليه.

٣٩٦

وَمِنْهُ « إِنَّ الْغُلَامَ لَيَنْزِعُ إِلَى اللَّبَنِ ».

يعني إلى الظئر في الرعونة والحمق. ونَازَعْتُهُ مُنَازَعَةً : جاذبته في الخصومة. وبينهم نزَاعَةٌ : أي خصومة في حق. والتَّنَازُع : التخاصم.

( نسع )

فِي حَدِيثِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ « إِنِّي أَخَذْتُ مِقْدَارَهُ بِنِسْعٍ ».

النِّسْعُ بالكسر : سير ينسج عريضا يشد به الرحال ، القطعة منه نِسْعَة ويسمى نِسْعاً لطوله ، وجمعه نُسْع بالضم وأَنْسَاع.

( نصع )

النَّاصِع : الخالص من كل شيء ، يقال أصفر نَاصِعٌ وأبيض نَاصِعٌ. ونَصَعَ لونه نُصُوعاً : إذا اشتد بياضه وخلص.

وَفِي الْخَبَرِ « الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَتَنْصَعُ طِيبَهَا ».

أي تخلصه

( نطع )

فِي الْحَدِيثِ « يَا غُلَامُ النِّطْعَ وَالسَّيْفَ ».

النِّطْع بالكسر والفتح وكعنب وكطبق أيضا بساط من الأديم ، ويجمع على أَنْطَاع ونُطُوع. ومنه الْحَدِيثُ « أَتَى الْبَيْتَ وَكَسَاهُ الْأَنْطَاعَ ».

قال بعض شراح الحديث : أول من كسا البيت كسوة كاملة تبع كساه الأَنْطَاع ثم كساه الوصائل أي حبر اليمن ، وفي بعض النسخ الوصائد.

( نعنع )

« النَّعْنَاع » بقلة معروفة ، والنَّعْنَع مقصور منه.

( نفع )

قوله تعالى : ( وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما ) [ ٢ / ٢١٩ ] وهو التلذذ بشرب الخمر والقمار والطرب فيهما والتوصل بهما إلى الفتيان ومعاشرتهم والنيل منهم. و « النَّافِع » من أسمائه تعالى ، وهو الذي يوصل النَّفْعَ إلى من يشاء من خلقه حيث هو خالق النفع والضرر والخير والشر. و « نَافِع » مولى عمر بن الخطاب ، وكان رأيه رأي الخوارج. والنَّفْع : ضد الضر ، يقال نَفَعْتُهُ

٣٩٧

بكذا فَانْتَفَعَ ، والاسم المَنْفَعَة.

والنَّفْع : الخير ، وهو ما يتوصل به الإنسان إلى غيره ، يقال نَفَعَنِي الشيء نَفْعا فهو نَافِع ، وانْتَفَعْتُ بالشيء ونَفَعَنِي الله.

و « نُفَيْعُ بن الحرث » مولى رسول الله صلى الله عليه وآله.

( نقع )

قوله تعالى : ( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) [ ٤ / ١٠٠ ] النَّقْعُ : الغبار ، والجمع نِقَاع بالكسر.

وَفِي الْحَدِيثِ « شَارِبُ الْخَمْرِ لَا يَنْقَعُ » أي لا يروى ، يقال نَقَعْتُ بالماء : أي رويت.

وشربت حتى نَقَعْتُ : أي شفيت غليلي.

ونَقَعَ الماءُ العطشَ : أي سكبه.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا جُرْعَةً كَجُرْعَةِ الْإِنَاءِ لَوْ تَمَزَّزَهَا الصَّدْيَانُ لَمْ تَنْقَعْ غُلَّتُهُ ».

أي لم يسكن عطشه ولم يرو.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَجُوزُ أَكْلُ شَيْءٍ مِنَ الْمُسُوخِ » وذكر منها النَّقْعَاء بالنون والقاف والعين المهملة كما في النسخ المعتمدة وقد تعددت النسخ في اللفظة ولعلها مصحفة ، ويقرب تصحيفها بالعنقاء ، وهو الطائر الغريب الذي يبيض في الجبال. والله أعلم.

وسم نَاقِعٌ : أي بالغ ، وقيل قاتل.

ودم نَاقِعٌ : أي طري.

وَفِي الْخَبَرِ « نَهَى صلى الله عليه وآله أَنْ يُمْنَعَ نَقْعُ الْبِئْرِ » أي فضل مائها لأنه يُنْقَعُ به العطش « أي يروى.

والنَّقُوعُ بالفتح : ما ينقع في الماء من الليل لدواء أو نبيذ ، وذلك مِنْقَعٌ بالكسر.

والنَّقِيع : شراب يتخذ من زبيب ينقع في الماء من غير طبخ ، وقد جاء في الحديث كذلك.

والمَنْقَعُ بالفتح : الموضع يستنقع فيه الماء ، والجمع مَنَاقِع.

والنَّقِيع على فعيل : الماء الناقع المجتمع.

و « النَّقِيع » موضع حماه عمر لنعم الفيء وخيل المجاهدين ، وهو موضع قريب من المدينة ، وقيل إنه على مرحلتين منها ، كان يُسْتَنْقَعُ فيه الماء : أي

٣٩٨

يجتمع (١).

وأَنْقَعَنِي الماء : أرواني.

واسْتَنْقَعْتُ في الغدير : أي نزلت واغتسلت.

ونَقَعَ الماء في الوهدة من باب نفع

واسْتَنْقَعَ : ثبت واجتمع وطال مكثه

والنَّقِيعَة كسفينة : طعام القادم من سفره ، وقيل ولعلها من النَّقْع.

( نوع )

فِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اكْشِفْ عَنَّا أَنْوَاعَ الْبَلَاءِ » أي جميع البلايا.

وقد تَنَوَّعَ الشيء أَنْوَاعاً : أي تقسم أقساما.

و « النَّوْعُ » عندهم أخص من الجنس كالإنسان والحيوان.

باب ما أوله الواو ( وجع )

فِي الْحَدِيثِ « لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إِلَّا فِي دَيْنِ دَمٍ مُوجِعٍ ».

ومثله الْخَبَرُ « لَا تَحِلُّ الْمَسْأَلَةُ إِلَّا لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ » ومعناه على ما ذكره بعض الشارحين هو أن يتحمل الإنسان دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول ، فإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه فيوجعه قتله.

والوَجَعُ : المرض ، والجمع أَوْجَاع ووِجَاع مثل جبل وأجبال وجبال ـ قاله الجوهري.

__________________

(١) قال في معجم البلدان ج ٥ ص ٣٠١ نقيع الخضمات موضع حماه عمر بن الخطاب لخيل المسلمين ، وهو من أودية الحجاز يدفع سيله إلى المدينة ، يسلكه العرب إلى مكة منه ، وحمى النقيع على عشرين فرسخا أو نحو ذلك من المدينة. وفي كتاب نصر : النقيع موضع قرب المدينة كان لرسول الله ص حماه لخيله. وهو غير نقيع الخضمات.

٣٩٩

ووَجِعَ فلان يَوْجَعُ ويَيْجَعُ ويَاجَعُ فهو وَجِعٌ ، وقوم وَجِعُونَ ووَجْعَى مثل مرضى ووِجَاعٌ ، ونسوة وَجَاعَى ووَجِعَاتٌ وتقول « يَوْجَعُنِي رأسي » بفتح الجيم ولا تقل يُوجِعُنِي بضم الياء وكسر الجيم. و « الجِعَةُ » بكسر الأول وفتح الثاني نبيذ الشعير ، نقلا عن أبي عبيد. قال الجوهري. ولست أدري ما نقصانه.

( ودع )

قوله تعالى : ( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ ) [ ٣ / ٩٣ ] أي ما تركك. ومنه قولهم « أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ » أي غير متروك. ومنه سمي الوَدَاعُ بالفتح لأنه فراق ومتاركة.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ) قَالَ : إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَبْطَأَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله ، وَإِنَّهُ كَانَتْ أَوَّلَ سُورَةٍ نَزَلَتْ ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ) ثُمَّ أَبْطَأَ عَلَيْهِ فَقَالَتْ خَدِيجَةُ : لَعَلَّ رَبَّكَ قَدْ تَرَكَكَ وَلَا يُرْسِلُ إِلَيْكَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ ( ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى )(١).

ويقال وَدَعَ الشيء يَدَعُهُ وَدْعاً : إذا تركه ، والنحاة يقولون إن العرب أماتوا ماضي يَدَعُ ومصدره واستغنوا عنه بتَرَكَ ، والنبي صلى الله عليه وآله أفصح العرب وقد استعمله ، فيحمل قولهم على قلة استعماله ، فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس ، وقد جاء في غير الحديث حتى قرىء به قوله ما وَدَعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى بالتخفيف. وتَوَادَعَ الفريقان : أي أعطى كل واحد منهما الآخر عهدا أن لا يغزوه ، واسم ذلك العهد الوَدِيعُ ، يقال أعطيته وَدِيعاً أي عهدا. ووَادَعْتُهُ : صالحته ، والاسم الوِدَاعُ بالكسر. ودَعْ ذا : أي اتركه ، وأصله وَدَعَ يَدَعُ. ولا تَدَعْهُنَ : أي لا تتركهن. و « حجة الوَدَاع » حجة الفراق ،

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم ص ٧٢٩.

٤٠٠