مجمع البحرين - ج ٤

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٦

عِمَاداً وَأَرَّزَهَا فِيهَا أَوْتَاداً » (١).

وقد مر في أرز.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنْتَ يَا عَلِيُ رِزُّ الْأَرْضِ ».

أي عمادها.

( رعز )

المرعزي : الزغب الذي تحت شعر العنز ، وفيه لغات التخفيف والمد مع فتح الميم وكسرها والتثقيل والقصر مع كسر الميم لا غير ، والعين مكسورة في الأحوال كلها ، وحكي مرعز كجعفر ومرعز بكسرتين مع التثقيل ، ولا يجوز التخفيف مع الكسرتين لفقد مفعل في كلامهم ، وأما منحز ومنتن فكسر الميم للإتباع وليس بأصل.

( ركز )

قوله تعالى : ( أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) [ ١٩ / ٩٨ ] الرِّكْزُ : الصوت الخفي ، أي لا يرى لهم عين ولا يسمع لهم صوت ، وكانوا أكثر أموالا وأكثر أجساما وأشد خصاما من هؤلاء ، فحكم هؤلاء حكمهم.

وَفِي الْحَدِيثِ « فِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ ».

الرِّكَازُ ككتاب بمعنى المَرْكُوز ، أي المدفون ، واختلف أهل العراق والحجاز في معناه ، فقال أهل العراق الرِّكَازُ المعادن كلها ، وقال أهل الحجاز الرِّكَازُ المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإسلام ، والقولان يحتملهما أهل اللغة لأن كلا منهما مركوز في الأرض أي ثابت ، يقال رَكَزَهُ رَكْزاً : إذا دفنه ، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه.

وَفِي الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَقَدْ سُئِلَ وَمَا الرِّكَازُ؟ فَقَالَ « الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ الَّذِي خَلَقَهُ اللهُ فِي الْأَرْضِ يَوْمَ خَلْقِهَا ».

ورَكَزْتُ الرمحَ وغيره من باب قتل : أثبته بالأرض ، والمَرْكِزُ وزان مسجد موضع الثبوت والجمع مَرَاكِز. ومَرْكَزُ الدائرة : وسطها. ومَرْكَزُ الرحل : موضعه.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْوَلِيمَةُ فِي الرِّكَازِ » (٢).

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢١٨.

(٢) معاني الأخبار ص ٢٧٢.

٢١

يعني قدوم الرجل من مكة (١).

( رمز )

قوله تعالى : ( أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ) [ ٣ / ٤١ ] والرَّمْزُ هو تحريك الشفتين في اللفظ من غير إتيانه بصوت ، وقد يكون إشارة بالعين والحاجبين. فإن قيل : عليه : الرَّمْزُ ليس من جنس الكلام فكيف يستثنى منه؟ أجيب : بأنه لما أدى مؤدى الكلام وفهم ما يفهم منه سمي كلاما ، ويجوز أن يكون استثناء منقطعا. ورَمَزَ من باب قتل ، وفي لغة من باب ضرب. والرَّمَّازَةُ : الزانية ، لأنها تَرْمِزُ بعينها.

( روز )

فيه « رُوزُ حسني » في نسخ متعددة ، وهو اسم رجل. ورُزْتُهُ أَرُوزُهُ رَوْزاً : أي جربته وخبرته ، والمَرْوَزِيُّ مر في مرا.

باب ما أوله الشين

( شرز )

فِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنِ الْأُتُنِ وَالشِّيرَازِ الْمُتَّخَذِ مِنْهَا ».

ومثله « وَهَذَا شِيرَازُ الْأُتُنِ اتَّخَذْنَاهُ لِمَرِيضٍ عِنْدَنَا ».

الشِّيرَازُ وزان دينار : اللبن الرائب يستخرج منه ماؤه. وقال بعضهم : لبن يغلي حتى يثخن ثم ينشف حتى يميل طبعه إلى الحموضة ، والجمع شَوَارِيز. و « شِيرَاز » اسم بلدة بفارس ينسب إليها بعض أصحاب الحديث (٢)

__________________

(١) الحديث المنقول هو كما ضبط هنا ، وذكر المؤلف في باب « زكر » هذا الحديث أيضا ـ انظر هذا الكتاب ج ٣ ص ٣١٨.

(٢) في معجم البلدان ج ٣ ص ٣٨٠ : شيراز بلد عظيم مشهور معروف ، وهو قصبة بلاد فارس في الإقليم الثالث ، وهي مما استجد عمارتها واختطاطها في الإسلام ، وهي في وسط بلاد فارس ....

٢٢

( شمأز )

قوله تعالى : ( اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) [ ٣٩ / ٤٥ ] أي انقبضت ، من قولهم اشْمَأَزَّ الرجلُ اشْمِئْزَازاً : انقبض.

( شونز )

الشُّونِيزُ والشِّينِيزُ (١) والشِّهْنِيزُ : الحبة السوداء ـ قاله في القاموس.

( شهرز )

يقال تَمْرٌ شِهْرِيزٌ وسِهْرِيزٌ بالسين والشين جميعا : لضرب من التمر ، وإن شئت أضفت مثل ثوب خز وثوب خز.

باب ما أوله الضاد

( ضيز )

قوله تعالى : ( قِسْمَةٌ ضِيزى ) [ ٥٣ / ٢٢ ] أي ناقصة ، ويقال جائرة ، من قولهم ضَازَهُ حَقَّهُ : أي نقصه ، وضَازَ في الحكم : أي جار فيه. وإنما كسروا الضاد لتسلم الياء لأنه ليس في الكلام فعلى صفة وإنما هو من بناء الأسماء كالشعرى. قال الجوهري : وحكى أبو حاتم عن أبي زيد أنه سمع بعض العرب تهمز ضِيزَى.

باب ما أوله الطاء

( طرز )

الطِّرَازُ : علم الثوب ، فارسي معرب ـ قاله الجوهري. والطَّرْزُ : الهيئة.

__________________

(١) وزاد في القاموس : والشونوز.

٢٣

باب ما أوله العين

( عجز )

قوله تعالى : ( وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ) [ ٢٩ / ٢٢ ] الإِعْجَازُ : أن يأتي الإنسان بشيء يعجز خصمه ويقصر دونه. قوله تعالى : ( غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ ) [ ٩ / ٢ ] أي لا يفوتونه وإن أمهلهم. قوله : لِيُعْجِزَهُ [ ٣٥ / ٤٤ ] أي ليسبقه ويفوته. قوله تعالى : ( مُعاجِزِينَ ) [ ٢٢ / ٥١ ] أي يعاجزون الأنبياء وأولياء الله ويقاتلونهم ويمانعونهم ليصيروهم إلى العجز عن أمر الله تعالى. قوله : ( أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ ) [ ٦٩ / ٧ ] أي أصول نخل بالية. قوله : ( أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ) [ ٥٤ / ٢٠ ] أي أصول نخل منقطع.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « وَلَنَا حَقٌّ إِنْ نُعْطَهُ نَأْخُذْهُ ، وَإِنْ نُمْنَعْهُ نَرْكَبْ أَعْجَازَ الْإِبِلِ وَإِنْ طَالَ السُّرَى » (١).

قال بعض المتبحرين : هذا الكلام من لطيف كلامه وفصيحه ، ومعناه إن لم نعط حقنا كنا أذلاء ، وذلك لأن الرديف يركب عجز البعير كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما ، ووجه آخر وهو أن الركوب على أعجاز الإبل شاق ، أي إن منعنا حقنا ركبنا مركب المشقة صابرين عليها وإن طال الأمد. وعَجُزُ كل شيء : مؤخره. والعَجُزُ من الرجل والمرأة : ما بين الوركين ، وهي مؤنثة ، والعَجِيزَة للمرأة خاصة ، وبنو تميم يذكرون ، ونقل فيها أربع لغات فتح العين وضمها ومع كل واحد ضم الجيم وسكونها ، والأفصح وزان رجل ، والجمع أَعْجَاز. وعَجِزَ الإنسانُ عَجَزاً من باب تعب : عظم عجزه.

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٣ ص ١٥٥ مع بعض اختلاف يسير في الألفاظ.

٢٤

وَفِي الْحَدِيثِ « تَزَوَّجْ مِنَ النِّسَاءِ الْعَجْزَاءَ » (١).

يقال امرأة عَجْزَاءُ : أي ذات عجز. وعَجِزَتْ كفرح : عظمت عجيزتها ، أي عجزها. وعَجَزَ الرجلُ عن الشيء ـ من باب ضرب ـ وعَجِزَ عَجْزاً من باب تعب لغة : إذا لم يقدر عليه.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ».

يمكن قراءته بالوجهين.

وَفِي الْخَبَرِ « كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ » (٢).

بالرفع عطفا على كل ، أراد بِالعَجْزِ ترك ما يجب فعله بالتسويف ، وهو عام في أمور الدنيا والدين ، والكَيْسُ ضد العجز ، وهو النشاط والحذق في الأمور. والعَجُوزُ بالضم : المرأة الكبيرة المسنة. وعن ابن السكيت ولا تقل عَجُوزَة والعامة تقوله ، والجمع عَجَائِزُ وعُجُز بضمتين. وأيام العَجُوزِ عند العرب خمسة أيام ، وقيل هي سبعة أيام آخر الشتاء (٣). والمُعْجِزُ : الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدي ، وقد ذكر المسلمون للنبي صلى الله عليه وآله ألف مُعْجِزَةٍ منها القرآن. والمُعْجِزَةُ في الحديث واحدة مُعْجِزَات الأنبياء. والمِعْجَزُ بكسر الميم : المنطقة ، لأنها تلي عجز المنطق بها.

وَفِي الْخَبَرِ « قَدِمَ عَلَيْهِ صَاحِبُ كِسْرَى فَوَهَبَ لَهُ مِعْجَزَةً فَسُمِّيَ ذَا الْمِعْجَزَةِ ».

( عزز )

قوله تعالى : ( وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ ) [ ١٢ / ٣٠ ] قال المفسر : العَزِيزُ الملك

__________________

(١) مكارم الأخلاق ص ٢٢٨.

(٢) مضى الحديث في هذا الكتاب ج ٣ ص ٤٥١.

(٣) في الصحاح ( عجز ) : وأيام العجوز عند العرب خمسة أيام : صن ، وصنبر ، وأخيهما وبر ، ومطفىء الجمر ، ومكفىء الظعن.

٢٥

بلسان العرب ، وفتاها غلامها. قوله : ( عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ ) [ ٩ / ١٢٨ ] أي شديد يغلب صبره ، يقال عَزَّهُ يَعُزُّهُ عَزّاً : إذا غلبه. قوله : ( فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ ) [ ٣٦ / ١٤ ] أي قوينا وشددنا ظهورهما برسول ثالث ، والاسم العِزَّةُ ، وهي القوة والغلبة ، ومنه قوله ( وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ ) [ ٣٨ / ٣٣ ] أي غلبني ، ويقال عَزَّنِي صار أَعَزَّ مني. قوله : ( فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ ) [ ٣٨ / ٢ ] العِزَّةُ : المغالبة والممانعة. قوله : ( أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ) [ ٢ / ٢٠٦ ] أي حملته العزة التي فيه من الغيرة وحمية الجاهلية على الإثم المنهي عنه وألزمته ارتكابه ، يقال أخذته بكذا : حملته عليه. قوله : ( سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِ الْعِزَّةِ ) [ ٣٧ / ١٨٠ ] يريد الله تعالى أصناف الرب إلى العزة لاختصاصه بها. قوله : ( أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ) [ ٥ / ٥٤ ] أي يُعَازُّونَ الكافرين ، أي يغالبونهم ويمانعونهم ، من عَزَّهُ : إذا غلبه. و « العُزَّى » تأنيث الأَعَزِّ [ وقد يكون الأَعَزُّ ] بمعنى [ العَزِيزِ والعُزَّى بمعنى ] العَزِيزَةِ [ وهو أيضا ] اسم صنم من حجارة لقريش وبني كنانة (١).

وَيُقَالُ « الْعُزَّى » سَمُرَةٌ كَانَتْ لِغَطْفَانَ يَعْبُدُونَهَا ، وَكَانُوا بَنَوْا عَلَيْهَا بَيْتاً وَأَقَامُوا لَهَا سَدَنَةً ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَهَدَمَ الْبَيْتَ وَأَحْرَقَ السَّمُرَةَ.

وَ « عَبْدُ الْعُزَّى » اسْمٌ لِأَبِي بَكْرٍ ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو فَصِيلٍ ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله عَبْدَ اللهِ وَكَنَّاهُ أَبَا بَكْرٍ ـ كَذَا فِي الْكَشْكُولِ (٢).

و ( الْعَزِيزُ ) من أسمائه تعالى ، وهو الذي لا يعادله شيء ، أو الغالب الذي لا يغلب ، وجمع العَزِيزِ عِزَاز مثل كريم وكرام ، وقوم أَعِزَّة وأَعِزَّاء. وعَازَّهُ : غالبه.

__________________

(١) هذه الزيادات من الصحاح ( عزز ).

(٢) وفي الإصابة ج ٣ ص ٩٦٣ : كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة.

٢٦

ومنه الْحَدِيثُ « فَعَازَّ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ».

أي غالبه. ومن أسمائه تعالى « المُعِزُّ » وهو الذي يهب العز لمن يشاء من عباده. ويَعِزُّ علي أن أراك بحال سيئة : أي يشتد ويشق علي وعَزَّ علي أن تفعل كذا ـ من باب ضرب ـ : كناية عن الأنفة عنه. والعِزُّ بالكسر : خلاف الذل وعَزَّ الشيءُ عِزّاً وعَزَازَةً : إذا قل ولا يكاد يوجد فهو عَزِيزٌ. وعَزَّ فلانٌ يَعِزُّ عِزّاً وعَزَازَةً أيضا : صار عَزِيزاً ، أي قوي بعد ذلة والجمع أَعِزَّة.

وَفِي حَدِيثِ مَدْحِ الْإِسْلَامِ « وَأَعَزَّ أَرْكَانَهُ عَلَى مَنْ غَالَبَهُ » (١).

أي حماها ممن قصد هدمها. و « الْمُؤْمِنُ أَعَزُّ مِنَ الْجَبَلِ ».

أي أصلب.

فِي الْحَدِيثِ « مَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتَوْحِشَ إِلَى أَخِيهِ فَمَنْ دُونَهُ الْمُؤْمِنُ عَزِيزٌ فِي دِينِهِ ».

لعل المعنى أن المؤمن إذا فقد أخاه فمن دونه لا ينبغي أن يستوحش لفقدهما ، لأن المؤمن عَزِيزٌ في دينه إذا مسته الوحشة استأنس بالله لا بغيره. والتَّعَزِّي : التأسي والتصبر عند المصيبة وأن يقول ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ).

( عكز )

العُكَّازَةُ وزان تفاحة ورمانة : العنزة ، وهي رمح بين العصا والرمح فيها زج ، والجمع عَكَاكِيز وعَكَزَ على عُكَّازَتِهِ : توكأ عليها.

( علهز )

فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله لَمَّا دَعَا عَلَى قُرَيْشٍ « اللهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ أَكَلُوا الْعِلْهِزَ ».

بكسر العين وإسكان اللام وكسر الهاء قبل الزاي : القراد الضخم ، وقيل المراد به الوبر المخلوط بالدم.

( عنز )

العَنْزُ : الماعزة ، وهي الأنثى من المعز وكذلك العَنْزُ : من الظباء والأوعال ـ قاله الجوهري.

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٢٠٢.

٢٧

وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله يَجْعَلُ الْعَنَزَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ إِذَا صَلَّى وَكَانَ ذَلِكَ لِيَسْتَتِرَ بِهَا عَنِ الْمَارَّةِ ».

العَنَزَةُ بالتحريك أطول من العصا وأقصر من الرمح ، والجمع عَنَزٌ وعَنَزَاتٌ كقصبة وقصبات وقصب. قال بعض شراح الحديث : وإنما كانوا يحملون العَنَزَةَ معه عليه السلام لأنه إذا أتى الخلاء أبعد حتى لا تراه عيون الناظرين ، فيتخذون له العَنَزَةَ لمقاتلة عدو إن حضر أو سبع أو مدافعة هامة ، ثم لينبش الأرض إذا كانت صلبة لئلا يرتد إليه البول.

( عوز )

العَوَزُ بالفتح : العدم ، وقد أَعْوَزَ فهو مُعْوِزٌ. وعَوِزَ الشيءُ كفرح : إذا لم يوجد ، والرجلُ : افتقر. وكان مُعْوِزاً : أي فقيرا. والرجلُ المُعْوِزُ : الفقير. وأَعْوَزَهُ الشيءُ : إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه. والإِعْوَازُ : الفقر. وأَعْوَزَهُ الدهرُ : أفقره.

باب ما أوله الغين

( غرز )

فِي الْحَدِيثِ « الْجُبْنُ وَالْبُخْلُ وَالْحِرْصُ غَرِيزَةٌ يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ ».

أي بالله. الغَرِيزَةُ : الطبيعة والقريحة ، والجمع غَرَائِز. وغَرَزَهَا في الخلق بالتخفيف والتشديد أي ركبها فيهم. وفيه « فأخذت بِغَرْزِ راحلته » هو كفلس : ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب ، وقيل هو الكور مطلقا مثل الركاب للسرج. ومثله « فوضع رجله في الغَرْزِ ». وغَرَزْتُ رجلي في الغَرْزِ غَرْزاً : إذا وضعتها فيه لتركب.

٢٨

وغَرَزَتِ الناقةُ تَغْرُزُ : إذا قل لبنها. والغَارِزُ من النوق من ذلك. وغَرَزْتُ الشيءَ غَرْزاً من باب ضرب : أثبته في الأرض ، وأَغْرَزْتُهُ بالألف لغة. ومنه حَدِيثُ لَفِّ الْخِرْقَةِ لِلْمَيِّتِ « وَاغْرِزْهَا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي لَفَفْتَ فِيهِ الْخِرْقَةَ ».

( غمز )

قوله تعالى : ( وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ ) [ ٨٣ / ٣٠ ] أي يغمز بعضهم بعضا ويشيرون بأعينهم.

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله مَعَ عَائِشَةَ « وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ غَمَزَ رِجْلَيْهَا ».

الغَمْزُ هنا العصر والكبس باليد ، وقد تكرر ذكره في الحديث ، وبعضهم فسره بالإشارة كالرمز بالعين أو الحاجب أو اليد. وغَمَزَهُ غَمْزاً من باب ضرب : أشار إليه بعين أو حاجب أو يد.

وَفِي حَدِيثِ آدَمَ « فَغَمَزَهُ ـ يَعْنِي جَبْرَئِيلَ عليه السلام ـ فَصَيَّرَ طُولُهُ سَبْعِينَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِهِ ».

وعليه إشكال مر الجواب عنه في قعد. والمَغْمُوزُ : المتهم. والمَغَامِزُ : المعايب. وليس فيه مَغْمَزٌ : أي عيب.

باب ما أوله الفاء

( فرز )

فِي الْحَدِيثِ « التَّخَتُّمُ بِالْفَيْرُوزَجِ يُقَوِّي الْبَصَرَ وَيَزِيدُ فِي قُوَّةِ الْقَلْبِ ».

الفَيْرُوزَجُ : حجر معروف يتختم به. والفَرْزُ مصدر قولك فَرَزْتُ الشيءَ أَفْرِزُهُ : إذا عزلته من غيره ومزته ، والقطعة منه فِرْزَة بالكسر ، وكذلك أَفْرَزْتُهُ بالألف. وإِفْرِيزُ : الحائط معرب ـ قاله الجوهري.

٢٩

و « فَيْرُوزُ » من أبناء الفرس (١).

( فزز )

قوله تعالى : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ) [ ١٧ / ٦٤ ] أي استخف من استطعت منهم واستزلهم بوسوستك. والفَزُّ : الخفيف ، ومنه رجل فَزٌّ. قوله : ( لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ ) [ ١٧ / ٧٦ ] أي ليزعجوك منها بالإخراج يقال أراد بها أرض مكة.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ قُلُوبَ الْجُهَّالِ تَسْتَفِزُّهَا الْأَطْمَاعُ ».

أي تستخفها ، من اسْتَفَزَّهُ : إذا استخفه وأخرجه عن داره وأزعجه ، ومنه اسْتَفَزَّهُ الخوفُ. وقعد مُسْتَفِزّاً : أي غير مطمئن.

( فوز )

قوله : ( ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [ ٩ / ٧٢ ] الفَوْزُ : النجاة والظفر بالخير ، من قولهم فَازَ يَفُوزُ فَوْزاً : إذا ظفر ونجا. والفَائِزُ بالشيء : الظافر به ، ومنه « الفائزون ». قوله : ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً ) [ ٧٨ / ٣١ ] أي ظفرا بما يريدون. قوله : ( وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ ) [ ٣٩ / ٦١ ] أي بسبب منجاتهم وهو العمل الصالح. والمَفَازَةُ : المنجاة ، وهي مفعلة من الفوز ، يقال فَازَ فلانٌ : إذا نجا.

وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَسْتَقِرُّ أَيَّاماً فِي جَبَلٍ فِي طَرَفِ الْحَرَمِ فِي فَازَةٍ ».

وهي مظلة بين عمودين ، قال الجوهري هو عربي فيما أرى. والمَفَازَةُ : المهلك ، مأخوذة من فَوَّزَ بالتشديد : إذا مات لأنها مظنة الموت ، وقيل من فَازَ إذا نجا وسلم ، سميت بذلك تفؤلا بالسلامة ، والجمع المَفَاوِز ، وقد تكرر في الحديث.

__________________

(١) كان فيروز الديلمي من بقية أصحاب سيف بن ذي يزن ، أرسله كسرى إلى النبي لأن يأتي به ، فلما أتى النبي أخبره النبي أن كسرى قد قتل ، وعند تأكده من صحة هذا الخبر أسلم ومن كان معه ـ انظر التفصيل في سفينة البحار ج ٢ ص ٣٥٤.

٣٠

باب ما أوله القاف

( قرمز )

فِي الْحَدِيثِ « لَا تَلْبَسِ الْقِرْمِزَ لِأَنَّهُ أَرْدِيَةُ إِبْلِيسَ ».

القِرْمِزُ بكسر القاف والميم : صبغ أرمني يكون من عصارة دود يكون في آجامهم ـ قاله في القاموس (١).

( قزز )

في الحديث ذكر القَزِّ ، هو بالفتح والتشديد ما يعمل من الإبريسم ، وعن بعضهم القَزُّ والإِبْرِيسَم مثل الحنطة والدقيق والتَّقَزُّزُ : التباعد من الدنس. ومِنْهُ « تَقَزَّزَ مِنْ أَكْلِ الضَّبِّ ».

والقَزُّ : إباء النفس.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّمَا الْحَرَامُ مَا حَرَّمَ اللهُ فِي كِتَابِهِ وَلَكِنَّ الْأَنْفُسَ تَتَنَزَّهُ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ ذَلِكَ تَقَزُّزاً ».

أي إباء وتباعدا عنه.

( قفز )

فِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ الْمُحْرِمَةِ « وَلَا تَلْبَسِ الْقُفَّازَيْنِ ».

القُفَّازُ بالضم والتشديد : شيء يعمل لليدين ويحشى بقطن ويكون له أزرار تزر على الساعد ، تلبسه المرأة من نساء العرب تتوقى به من البرد ، وهما قُفَّازَانِ. وقَفَزَ الشيءُ يَقْفِزُ من باب ضرب يضرب قَفْزاً وقَفَزَاناً : وثب ، فهو قَافِزٌ ، وقَفَّازٌ مبالغة. ومنه الْحَدِيثُ « فَقَفَزَ فَأَصَابَ ثَوْبَ يُونُسَ ».

ومنه حَدِيثُ قَيْسٍ الْمَاصِرِ « أَنْتَ وَالْأَحْوَلُ قَفَّازَانِ » (٢).

والقَفِيزُ : مكيال يتواضع الناس عليه ، وهو عند أهل العراق ثمانية مكاكيك ، والجمع أَقْفِزَة وقُفْزَان

__________________

(١) وقال : وقيل هو أحمر كالعدس محبب يقع على نوع من البلوط في شهر آذار.

(٢) منتهى المقال ص ٢٤٧.

٣١

باب ما أوله الكاف

( كزز )

الكُزَازُ : داء يتولد من شدة البرد ، وقيل هو نفس البرد ، ومنه حَدِيثُ مَنْ أُمِرَ بِالْغُسْلِ « فَكُزَّ فَمَاتَ ».

والكَزَزَةُ : الانقباض واليبس. وقد كُزَّ الشيءُ فهو مَكْزُوزٌ : إذا انقبض من البرد.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي وَصْفِهِ صلى الله عليه وآله « لَمْ يَكُنْ بِالْكَزِّ فِي وُجُوهِ السَّائِلِينَ ».

أي لم يكن معبسا في وجوههم. والكَزُّ : المُعَبِّس.

( كنز )

قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ) [ ١٨ / ٨٢ ] قَالَ : ذَلِكَ الْكَنْزُ لَوْحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مَكْتُوبٌ « ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَجِبْتُ لِمَنْ يَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ كَيْفَ يَفْرَحُ عَجِبْتُ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ كَيْفَ يَحْزَنُ ، عَجِبْتُ لِمَنْ يَذْكُرُ النَّارَ كَيْفَ يَضْحَكُ ، عَجِبْتُ لِمَنْ يَرَى الدُّنْيَا وَتَصَرُّفَ أَهْلِهَا حَالاً بَعْدَ حَالٍ كَيْفَ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا » كَذَا فِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ. وَمِثْلُهُ فِيمَا صَحَّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام (١).

قوله : ( الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) [ ٩ / ٣٤ ] الآية ، أي يجمعونهما ويدخرونهما. وأصل الكَنْزِ : المال المدفون لعاقبة ما ثم اتسع فيه ، فيقال لكل قينة يتخذها الإنسان كَنْزٌ ، ومنه قَوْلُهُ « أَلَا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ مَا يَكْنِزُهُ الْمَرْءُ ».

أي يقينه ويتخذه لعاقبته ، والجمع كُنُوز كفلس وفلوس. وكَنَزَ المالَ من باب ضرب : جمعه وادخره. ويقال لكل ما أديت زكاته ليس بِكَنْزٍ وإن كان مدفونا ، وكل ما لم يؤد

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم ص ٤٠١.

٣٢

زكاته فهو كَنْزٌ وإن كان ظاهرا يكوى فيه صاحبه يوم القيامة.

وَفِي الْحَدِيثِ « الصَّلَاةُ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ».

أي أجرها مدخر لفاعلها والمتصف بها ، كما يدخر الكنز الذي هو أنفس أموالكم. ومثله « لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ».

واكْتَنَزَ الشيء : اجتمع وامتلأ. و « أَكْنَزَ من غير طائل » أي جمع ، ويروى فأكثر ، وهو قريب منه.

( كوز )

الكُوزُ : إناء معروف يجمع فيه الماء ، واتسع فيه فيقال لما يوضع فيه المال ، ويجمع على كِيزَان كعود وعيدان ، وعلى أَكْوَاز كأعواد ، وعلى كِوَزَة كعودة. ومنه الْحَدِيثُ « مَا أَخَذَهُ الْعَاشِرُ وَوَضَعَهُ فِي كِوَزَةٍ ».

باب ما أوله اللام

( لزز )

لَزَّهُ يَلُزُّهُ لَزّاً ولَزَزاً : أي شده وألصقه. ولَازَزْتُهُ : لاصقته. ومنه « لَزَّهُ إلى صدره ». وكان له صلى الله عليه وآله فرس يقال له اللِّزَازُ ، سمي به لشدة تَلَزُّزِهِ.

( لغز )

أَلْغَزَ في كلامه : إذا عمى مراده ، والاسم اللُّغَزُ كرطب (١) ، والجمع أَلْغَاز كأرطاب.

( لكز )

اللَّكْزُ : الضرب بالجمع على الصدر ، يقال لَكَزَهُ لَكْزاً من باب قتل : ضربه بجمع كفه في صدره ، ويقال اللَّكْزُ الضرب بجميع الجسد.

( لمز )

قوله تعالى : ( وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ ) [ ٤٩ / ١١ ] أي لا تعيبوا إخوانكم المسلمين ومثله ( لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ). قوله : ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ) [ ٩ / ٥٨ ]

__________________

(١) في الصحاح ( لغز ) والاسم اللغز ، يقال لغز ولغز.

٣٣

أي يعيبك ، من قولهم لَمَزَهُ يَلْمِزُهُ ويَلْمُزُهُ وهَمَزَهُ يَهْمِزُه ويَهْمُزُهُ : إذا عابه ، والهَمْزُ واللَّمْز العيب والغض من الناس ، ومنه قوله تعالى : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) [ ١٠٤ / ١ ]. قال الليث : الهُمَزَة هو الذي يعيبك بوجهك ، واللُّمَزَة الذي يعيبك بالغيب ، وقيل اللَّمْزُ ما يكون باللسان والعين والإشارة ، والهَمْزُ لا يكون إلا بلسان. وقال غيره : هما شيء واحد ، ولعل هذا في غير الفاسق أما فيه فلا ، لما

رُوِيَ عَنْهُ صلى الله عليه وآله « اذْكُرُوا الْمَرْءَ بِمَا فِيهِ لِيَحْتَرِزَهُ النَّاسُ ».

قال في المجمع في قوله تعالى ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ) أي يروزك ويسألك ، والرَّوْزُ الامتحان ، يقال رُزْتُ ما عنده : إذا اختبرته وامتحنته ، أي يمتحنك ويذوقك هل تخاف لائمته إذا منعته أم لا.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ ».

وهو من هذا الباب ، والمراد مكائده.

( لهز )

اللهْزُ مثل اللكز. ولَهَزَهُ القَتِيرُ : خالطه الشيب ، فهو مَلْهُوزٌ ، ثم هو أشمط ثم أشيب ـ قاله الجوهري.

( لوز )

اللَّوْزَةُ واحدة اللَّوْز المعروف. وأرض مَلَازَة : فيها أشجار اللوز ـ قاله الجوهري.

باب ما أوله الميم

( مرز )

في الحديث ذكر البتع والمرز ، الْمِرْزُ بكسر الميم وسكون الراء : الشراب المتخذ من الشعير ، والبتع نوع آخر منه (١)

__________________

(١) المزر ـ بتقديم الزاي على الراء ـ كما هو مذكور في هذا الكتاب ج ٣ ص ٤٨٢ وسائر كتب اللغة بمعنى الشراب المتخذ من الشعير ، وأما المرز بتقديم الراء على الزاي ـ كما هنا ـ بمعنى الشراب فلم نجده فيما بأيدينا من كتب اللغة.

٣٤

والْمَرْزُ أيضا : جمع التراب حول ما يريد إحياءه من الأرض ليتميز عن غيره ، ومنه « التحجير بِمَرْزٍ ». و « امْرُزْ لي من هذا العجين مَرْزَةً » أي اقطع لي منه قطعة

( مزز )

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الْإِدَاوَةِ لَوْ تَمَزَّزَهَا الصَّدْيَانُ لَمْ تَنْقَعْ غُلَّتَهُ » (١).

أي لم يسكن عطشه التَّمَزُّزُ : تمصص الماء قليلا ، والصديان العطشان ، ونقع ينقع سكن عطشه ، شبه بقيتها ببقية الماء في الإناء ، والْمَزَّةُ والْمَزَّتَانِ : المصّة والمصّتان. ومَزَّهُ يَمُزُّهُ مَزّاً : مصه.

وَفِي الْخَبَرِ « لَا تُحَرِّمُ الْمَزَّةُ وَالْمَزَّتَانِ ».

يعني في الرضاع. ورمان مُزٌّ : بين الحلو والحامض.

( معز )

قوله تعالى : ( وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ) [ ٦ / ١٤٣ ] الْمَعَزُ بفتح الميم والعين وتسكينها لغة : نوع من الغنم خلاف الضأن ، وهي ذوات الشعور والأذناب القصار ، وهو اسم جنس لا واحد له من لفظه ، والواحدة شاة ، وهي مؤنثة ، وقيل واحد المعز ماعز كصحب وصاحب وتجر وتاجر ، والأنثى مَاعِزَةٌ ، والجمع مَوَاعِزُ. ومَعَزَ القوم : كثر معزهم. ذكر أن لحمه يورث الهمّ والنسيان ويزيد البلغم ويحرك السوداء ، لكنه نافع جيد لمن به الدماميل. والْمِعْزَى بالقصر ويمد ، وعن سيبويه مِعْزًى منون مصروف لأن الألف للإلحاق بدرهم لا للتأنيث. وعن الجاحظ أنه قال : اتفقوا على

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٩٧ ، ونصه : فلم يبق منها إلا سملة كسملة الإداوة ، أو جرعة كجرعة المقلة لو تمززها الصديان لم ينقع.

٣٥

أن الضأن أفضل من المعز ، واستدلوا على أفضليته بأوجه : منها أنه قال تعالى : ( إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ ) ولم يقل تسع وتسعون عنزا ، ومنها ( وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) ، ومنها أنها تلد في السنة مرة والمعز تلد مرتين وقد تثني وتثلث ، والبركة في الضأن أكثر ، ومنها أن الضأن إذا رعت شيئا من الكلاء نبت وإذا رعت الماعز لما ينبت ، وأيضا صوف الغنم أفضل من الشعر وأعز قيمة ، ومنها أنه إذا مدحوا شخصا قالوا هو كبش وإذا ذموه قالوا هو تيس ، ومما أهان الله به التيس أن جعله مهتوك الستر مكشوف القبل والدبر » (١) إلى غير ذلك والْمَاعِزُ : جلد المعز.

( موز )

الْمَوْزُ معروف ، الواحدة مَوْزَةٌ.

( ميز )

قوله تعالى : ( وَامْتازُوا الْيَوْمَ ) [ ٣٦ / ٥٩ ] أي اعتزلوا من أهل الجنة وكونوا فرقة واحدة.

نُقِلَ أَنَّهُ إِذَا جَمَعَ اللهُ الْخَلْقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَقُوا قِيَاماً عَلَى أَقْدَامِهِمْ حَتَّى يُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ فَيُنَادُونَ : يَا رَبَّنَا حَاسِبْنَا وَلَوْ إِلَى النَّارِ. قَالَ : فَيَبْعَثُ اللهُ رِيَاحاً فَتَضْرِبُ بَيْنَهُمْ وَيُنَادِي مُنَادٍ : ( امْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) ، فَتُمَيِّزُ بَيْنَهُمْ ، فَصَارَ الْمُجْرِمُونَ إِلَى النَّارِ ، وَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ إِيمَانٌ صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ (٢).

قوله : ( تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ) [ ٦٧ / ٨ ] أي تتشقق غيظا على الكفار. قوله : ( يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) [ ٣ / ١٧٩ ] تميز أي يخلص المؤمنين من الكفار.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَيِّزِ الشَّعْرَ بِأَنَامِلِكَ ».

أي خلص بعضه من بعض ، يقال مِزْتُ الشيء أَمِيزُهُ مَيْزاً : عزلته ، وكذلك مَيَّزْتُهُ تَمْيِيزاً فَانْمَازَ وامْتَازَ وتَمَيَّزَ بمعنى. وفلان يكاد يَتَمَيَّزُ من الغيظ : أي يتقطع.

__________________

(١) هذا الكلام مأخوذ من عدة أمكنة من كتاب الحيوان للجاحظ مع تصرف في الألفاظ واختصار وتغيير ـ انظر مثلا ج ٥ ص ٤٥٦ و ٤٥٩ و ٤٧٢ من الحيوان.

(٢) تفسير علي بن إبراهيم ص ٥٥٢.

٣٦

ومن كلام الفقهاء : والمضطربة ترجع إلى التَّمْيِيزِ ـ يعني في معرفة الحيض من غيره ، واشترطوا له شروطا تذكر في مظانها.

باب ما أوله النون

( نبز )

قوله تعالى : ( وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ ) [ ٤٩ / ١١ ] أي لا تتداعوا بها ، يقال تَنَابَزُوا بالألقاب : أي لقب بعضهم بعضا والْأَنْبَازُ والألقاب واحد ، وواحده نبز ولقب. ونَبَزَهُ نَبْزاً من باب ضرب : لقبه. والنَّبْزُ : اللقب ، تسمية بالمصدر. والتلقيب المنهي عنه هو ما يدخل به على المدعو كراهة لكونه ذما له وشينا ، فأما ما يحبه مما يزينه وينوه به فلا بأس.

وَفِي الْحَدِيثِ « حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى أَخِيهِ أَنْ يُسَمِّيَهُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ عَلَيْهِ ».

ومنه حَدِيثُ الشِّيعَةِ « إِنَّا قَدْ نُبِزْنَا بِنَبْزٍ انْكَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا ».

يعني أنتم الرافضة.

( نجز )

فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ « تَأْخُذُ تُرَاثَ مُحَمَّدٍ وَتَقْضِي دَيْنَهُ وَتُنْجِزُ عِدَاتِهِ ».

من قولهم نَجِزَ حاجتَه كفرح ونصر يَنْجَزُهَا نَجْزاً : قضاها ، ويقال نَجِزَ الشيء بالكسر يَنْجَزُ نَجَزاً : أي انقضى وفنى. والنَّاجِزُ : الحاضر ونَجَزَ الوعد نَجْزاً : تعجل ، والنُّجْزُ كقفل اسم منه ، ويعدى بالهمزة والحرف فيقال أَنْجَزْتُهُ. ونَجَزْتُ به : إذا عجلته. واسْتَنْجَزَ الرجل حاجته وتَنَجَّزَهَا : أي استنجحها.

( نحز )

فِي الْحَدِيثَ « الْأَدَبُ لِلنَّحِيزَةِ ».

بالنون والحاء المهملة والزاي المعجمة بعد الياء المثناة التحتانية والهاء أخيرا : الطبيعة ـ كذا نقلا عن أهل اللغة.

٣٧

( نرز )

في الحديث ذكر « النَّيْرُوزِ » ، وهو فيعول بفتح الفاء وسكون الياء. و « النَّوْرُوزُ » بالواو لغة. قال في المصباح والياء أشهر من الواو لفقد فوعول في كلام العرب ، وهو معرب ، وهو أول يوم من السنة لكنه عند الفرس عند نزول الشمس الحمل.

وَفِي الْخَبَرِ « قُدِّمَ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام شَيْءٌ مِنَ الْحَلَاوَى فَسَأَلَ عَنْهُ؟ فَقَالُوا : لِلنَّيْرُوزِ. فَقَالَ : نَيْرُوزُنَا كُلَّ يَوْمٍ ».

فَالنَّيْرُوزُ هو الاعتدال الربيعي والمِهْرَجَان وقت انتهاء الشمس إلى الميزان وهو الاعتدال الخريفي ، أعني الذي يستوي فيه الليل والنهار ـ كذا نقلا عن أهل التحقيق. وقد مر البحث في المهرجان في مهر.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ عَلِيّاً عليه السلام أَعْتَقَ أَبَا نَيْرُوزٍ وَرِيَاحاً وَعِيَاضاً وَعَلَيْهِمْ عُمَالَةُ كَذَا وَكَذَا سَنَةً ».

( نزز )

فِي الْحَدِيثِ « وَقَدْ سُئِلَ عَنْ حَائِطٍ فِي الْقِبْلَةِ يَنِزُّ مِنْ بَالُوعَةٍ ».

أي يتحلب منها ، من النَّزِّ بالفتح وهو ما يتحلب من الأرض من الماء ، يقال نَزَّتِ الأرض نَزّاً من باب ضرب : كثر نزها ، تسمية بالمصدر ، ومنهم من يكسر النون ويجعله اسما. ومِنْهُ « إِذَا ظَهَرَ النَّزُّ مِنْ خَلْفِ الْكَنِيفِ وَهُوَ فِي الْقِبْلَةِ سَتَرَهُ بِشَيْءٍ ».

ونَزَزَ الظبي يَنِزُّ نَزّاً : إذا عدا.

( نشز )

قوله تعالى : ( وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا ) [ ٩٨ / ١١ ] أي انهضوا وارتفعوا عن مجلس النبي صلى الله عليه وآله إلى الصلاة والجهاد وأعمال البر ، وقرئ بضم الشين وكسرها. وقعد على نَشْزٍ من الأرض : أي على مكان مرتفع. قوله : ( وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ ) [ ٤ / ٣٤ ] أي معصيتهن وتعاليمهن عما أوجب الله تعالى من طاعة الأزواج ، يقال نَشَزَتِ المرأة تَنْشُزُ نُشُوزاً : استعصت على زوجها وأبغضته. ونَشَزَ بعلها عليها : إذا ضربها وجفاها.

٣٨

ومنه قوله تعالى : ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً ) [ ٤ / ١٢٨ ]. قوله : ( وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ) [ ٢ / ٢٥٩ ] أي نرفعها إلى مواضعها ، مأخوذ من النَّشْزِ وهو المكان المرتفع ، يريد نرفع العظام بعضها على بعض ، وقرىء ننشرها بالراء المهملة من النشر والطي. وفي المصباح نَنْشُزُها في السبعة بالزاي والراء.

( نقز )

فِي الْحَدِيثِ « لَوْ تَنَقَّزَتْ كَبِدُهُ عَطَشاً لَمْ يَسْتَسْقِ مِنْ دَارِ صَيْرَفِيٍّ ».

أي تنقز وتثبت من شدة العطش. وفي بعض النسخ « تفرثت » من قولهم تفرثت كبده : انتثرت.

( نهز )

النُّهْزَةُ بالضم : الفرصة. وانْتَهَزْتُهَا : اغتنمتها. ونَهَزَ نَهْزاً من باب نفع : نهض لتناول شيء. وانْتَهَزَ الفرصة : بادر وقتها ، والفرصة ما أمكن من نفسك.

باب ما أوله الواو ( وجز )

« كلام مُوجَزٌ » أي وجيز قصير ، يقال أَوْجَزْتُ الكلام : قصرته ، ووَجُزَ اللفظ بالضم وَجَازَةً.

( وخز )

الْوَخْزُ : طعن ليس بنافذ ، وقد جاء في الأدعية وغيرها.

( وعز )

فِي الْحَدِيثِ « أَوْعِزْ إِلَى رَسُولِكَ أَنْ لَا يُحَوِّلَهَا ».

أي تقدم إليه لذلك. ومثله « أَوْعَزْتُ إليه بكذا » أي تقدمت. وكذلك « وَعَزْتُ إليه تَوْعِيزاً » قال في المصباح : وقد يخفف

٣٩

( وفز )

أَوْفَازٌ جمع وَفَزٍ بالتحريك والسكون ، وهو العجلة

( وكز )

قوله تعالى : ( فَوَكَزَهُ مُوسى ) [ ٢٨ / ١٥ ] أي ضربه ودفعه. ويقال وَكَزَهُ : أي ضربه بجميع يده على ذقنه. وقوله : ( هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ ) يعني أن العمل الذي وقع القتل بسببه من عمل الشيطان إذ حصل بسببه. وأصابه بِوَكْزَةٍ : أي بطعنة وضربة.

باب ما أوله الهاء

( هرز )

فِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ عَنْ وَادِي مَهْرُوزٍ ».

بتقديم الراء المهملة على الزاي المعجمة ، وقد تقدم القول فيه مستوفى في هرز (١)

( هرمز )

« الْهُرْمُزَانِ » مَلِكُ الْأَهْوَازِ أَسْلَمَ ، وَقَتَلَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ اتِّهَاماً أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِيهِ (٢).

وَمِنْ كَلَامِ سَلَامَةَ بِنْتِ يَزْدَجَرْدَ حِينَ نَظَرَ إِلَيْهَا عُمَرُ وَغَطَّتْ وَجْهَهَا عَنْهُ « أُفٍّ بِيرُوجْ بَادَا هُرْمُزْ ».

وهو كلام يشعر بالتأفيف منه والدعاء على أهاليها. و « هُرْمُزُ » بضم الهاء والميم : اسم ملك الفرس.

( هزز )

قوله تعالى : ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ) [ ١٩ / ٢٥ ] أي حركي ، يقال هَزَّهُ وهَزَّ به : إذا حركه. قوله : ( فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ ) [ ٢٢ / ٥ ]

__________________

(١) انظر هذا الكتاب ج ٣ ص ٥١٨ وضبطه هناك « مهزور » بتقديم الزاي وذكر أن تقديم الراء قول ، وقد ضبطه في معجم البلدان ج ٥ ص ٢٣٤ بتقديم الزاي أيضا.

(٢) انظر سفينة البحار ج ٢ ص ٧١٤.

٤٠