مجمع البحرين - ج ٤

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٤

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٦

قالت : إن الصادق عليه السلام حي لم يمت ولن يموت حتى يظهر ويظهر أمره ، وهو القائم المهدي. وحكى أبو حامد الزوزني أنهم زعموا أن عليا عليه السلام مات وستنشق الأرض عنه من قبل يوم القيامة فيملأ العالم عدلا ـ كذا في الملل والنحل (١).

( نهس )

نَهَسَ اللحم : أخذه بمقدم الأسنان وأطرافها. وبالمعجمة الأخذ بالأضراس.

باب ما أوله الواو ( وجس )

قوله تعالى : ( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً ) [ ٢٠ / ٦٧ ] أي أحس وعلم وأضمر في نفسه. قال المفسر : وكان إيجاس موسى للجبلة البشرية عند أمر فظيع. وفي القاموس الْوَجْسُ كالوعد : الفزع يقع في القلب والسمع من صوت أو غيره. والْوَجْسُ : الصوت الخفي.

( ورس )

فِي الْحَدِيثِ « وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةُ وَرْسٍ ».

وفِيهِ أَيْضاً « مِلْحَفَةٌ مُوَرَّسَةٌ ».

الْوَرْسُ : صبغ يتخذ منه الحمرة للوجه وهو نبات كالسمسم ليس إلا باليمن ، يزرع فيبقى عشرين سنة نافع للكلف والبهق شربا ـ قاله في القاموس. وفي القانون : الْوَرْسُ شيء أحمر قان يشبه سحيق الزعفران.

( وسوس )

قوله تعالى : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ ) [ ٢٠ / ١٢٠ ] أي ألقى إلى قلبه المعنى بصوت خفي ، والمعنى فَوَسْوَسَ إليهما لكن

__________________

(١) الملل والنحل ج ١ ص ٢٧٣.

١٢١

العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل ، يقال لما يقع في النفس من عمل الخير إلهام وما لا خير فيه وَسْوَاسٌ ، ولما يقع من الخوف إيجاس ، ولما يقع من تقدير ينل الخير أمل ، ولما يقع ما لا يكون للإنسان ولا عليه خاطر. والْوَسْوَاسُ بفتح الواو : الشيطان ، وهو الخناس أيضا لأنه يُوَسْوِسُ في صدور الناس ويخنس. والْوِسْوَاسُ بالكسر والْوَسْوَسَةُ مصدران والْوَسْوَسَةُ : حديث النفس ، يقال وَسْوَسَتْ إليه نفسُهُ وَسْوَسَةً ووِسْوَاساً. قوله : ( مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ ) [ ١١٤ / ٤ ] قال الشيخ أبو علي فيه أقوال : « أحدها » ـ أن معناه الْوَسْوَسَةُ الواقعة من الجنة. و « ثانيها » ـ أن معناه من شر ذي الْوَسْوَاسِ وهو الشيطان كما جاء في الأثر أنه يُوَسْوِسُ فإذا ذكر العبد الله خنس ، ثم وصفه الله تعالى بقوله ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) أي بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى قلوبهم من غير سماع. ثم ذكر أن هذا الشيطان ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ ) ، وهو الشيطان كما قاله تعالى ( إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ ) ثم عطف بقوله : ( وَالنَّاسِ ) على الْوَسْوَاسِ ، والمعنى من شر الْوَسْوَاسِ ومن شر الناس ، كأنه أمر أن يستعيذ من الجن والإنس. و « ثالثها » ـ أن معناه من شر ذي الْوَسْوَاسِ الخناس ، ثم فسره بقوله ( مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ) ، وعلى هذا فيكون المراد من وَسْوَاسِ الجِنَّةِ وَسْوَاسِ الشيطان ، ومن وَسْوَاسِ الإنس ما وسوسه الإنسان من نفسه وإغواء ما يغويه من الناس. ويدل عليه قوله : ( شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ )(١). وقال جامع العلوم النحوي في تفسير هذه السورة : ليس في قوله ( النَّاسِ ) تكرارا ، لأن المراد بالأول الأجنة ، ولهذا قال ( بِرَبِّ النَّاسِ ) والمراد

__________________

(١) مجمع البيان ج ٥ ص ٥٧١.

١٢٢

بالثاني الأطفال ولذلك قال ( مَلِكِ النَّاسِ ) لأنه يملكهم ، والمراد بالثالث البالغون المكلفون ولذلك قال ( إِلهِ النَّاسِ ) لأنهم يعبدونه ، والمراد بالرابع العلماء لأن الشيطان يُوَسْوِسُ في صدورهم ولا يريد الجهال لأن الجاهل يضله جهله ، وإنما تقع الْوَسْوَسَةُ في قلب العالم كما قال ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ )(١)

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ ».

قال بعض الأعلام : وَسَاوِسُ الشيطان غير متناهية ، فمهما عارضه فيما يُوَسْوِسُ بحجة أتاه من باب آخر بوسوسة وأدنى ما يفيده من الاسترسال في ذلك إضاعة الوقت ، ولا تدبير في إبطال ما يأتي به من الفساد أقوى وأحسن من اللجأ إلى الله تعالى والاعتصام بحوله وقوته.

( وطس )

فِي الْحَدِيثِ « أَوْطَاسٌ لَيْسَ مِنَ الْعَقِيقِ » (٢).

وفِيهِ « بَرِيدُ أَوْطَاسٍ آخِرَ الْعَقِيقِ » (٣).

وفِيهِ « نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ فِي يَوْمِ أَوْطَاسٍ أَنِ اسْتَبْرُوا سَبَايَاكُمْ ».

أَوْطَاسٌ اسم موضع معروف ، وقعت فيه غزوة من رسول الله صلى الله عليه وآله (٤).

وَفِي حَدِيثِ حُنَيْنٍ « الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ ».

الْوَطِيسُ : التنور ، وهو كناية عن شدة الأمر واضطراب الحرب ، ويقال أول من قالها النبي صلى الله عليه وآله لما اشتد البأس بموته ، وهي أحسن الاستعارات.

( وعس )

الأرض الْوَعْسَاءُ : هي اللينة ذات الرمل

( وكس )

فِي الْحَدِيثِ « بَيْعُ الرِّبَا وَشِرَاؤُهُ وَكْسٌ ».

الْوَكْسُ : النقص. ووَكَسَهُ وَكْساً من باب وعد : نقصه. ووَكَسَ الشيء يَكِسُ وَكْساً أيضا :

__________________

(١) هذا القول مذكور في مجمع البيان ج ٥ ص ٥٧٠.

(٢) الكافي ج ٤ ص ٣٢٠.

(٣) المصدر السابق ونفس الصفحة.

(٤) قال في معجم البلدان ج ١ ص ٢٨١ وأوطاس واد في ديار هوازن فيه كانت وقعة حنين للنبي ( ص ).

١٢٣

نقص ، يتعدى ولا يتعدى.

وَفِي الْخَبَرِ « الْمَرْأَةُ لَهَا مَهْرُ مِثْلِهَا لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ ».

قال الجوهري : أي لا نقصان ولا زيادة. وأُوكِسَ فلان على ما لم يسم فاعله : أي خسر. والثَّمَنُ الْأَوْكَسُ : الأنقص.

( ومس )

فِي حَدِيثِ طِينَةِ خَبَالٍ « صَدِيدٌ يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ ».

الْمُومِسَةُ : الفاجرة ويجمع على مَيَامِسُ ومَوَامِيسُ أيضا ، وأصحاب الحديث يقولون مَيَامِيسُ ، قيل ولا يصح إلا على إشباع الكسرة لتصير ياء كمطفل ومطافل ومطافيل. وقد اختلف في أصل هذه اللفظة : فبعضهم يجعله من الهمزة ، وبعضهم يجعله من الواو ، وكل منهما مكلف له في الاشتقاق ـ قاله في النهاية.

( ويس )

وَيْسٌ كويح. قال في القاموس : هي كلمة تستعمل في موضع رأفة واستماح.

باب ما أوله الهاء

( هجس )

هجس الأمر من باب قتل وقطع : خطر في باله. ومنه حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام : « أَنَا الضَّامِنُ لِمَنْ لَمْ يَهْجُسْ فِي قَلْبِهِ إِلَّا الرِّضَا أَنْ يَدْعُوَ فَيُسْتَجَابَ لَهُ ».

( همس )

قوله تعالى : ( فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً ) [ ٢٠ / ١٠٨ ] الْهَمْسُ : الصوت الخفي حتى كأنه لم يخرج من فضاء الفم. وهَمَسَ الأقدام : أخفى ما يكون من صوت القدم. ويقال هو من هَمْسِ الإبل وهو أصوات أخفافها إذا مشت ، أي لا تسمع إلا أصوات الأقدام إلى المحشر. والحروف الْمَهْمُوسَةُ فيما بينهم عشرة

١٢٤

قال الجوهري : يجمعها قولك « حثه شخص فسكت ». قال : وإنما سمي الحرف مَهْمُوساً لأنه أضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى معه النفس.

باب ما أوله الياء

( يأس )

قوله تعالى : ( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا ) [ ١٣ / ٣١ ] أي يعلم ، وهي لغة قوم من النخع ، قيل إنما استعمل الْيَأْسُ بمعنى العلم لأنه بمعناه ، لأن الْيَائِسَ من الشيء عالم بأنه لا يكون ، وعليه قول سحيم بن وثيل :

ألم تَيْأَسُوا أني ابن فارس زهدم

والْيَأْسُ : القنوط. وقد يَئِسَ من الشيء يَيْأَسُ ، وفي لغة يَيْئِسُ بالكسر فيهما. قال الجوهري : وهو شاذ. وفي القاموس يَأَسَ يَيْأَسُ كمنع يمنع وكيضرب شاذ. قوله : ( كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ ) [ ٦٠ / ١٣ ] أي يَئِسُوا من رحمة الله ( كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ ) أن يحيوا ويبعثوا. قوله : ( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا ) [ ١٢ / ٨٠ ] هو من الْيَأْسِ. قوله : لَيَؤُسٌ [ ١١ / ٩ ] فعول ، من يَأَسْتُ أي شديد الْيَأْسِ. قوله : ( وَإِنَ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ) [ ٣٧ / ١٢٣ ]

قِيلَ هُوَ إِدْرِيسُ النَّبِيُّ عليه السلام جَدُّ نُوحٍ.

وقِيلَ هُوَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ وُلْدِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ ابْنِ عَمِّ الْيَسَعِ.

وقِيلَ إِنَّهُ اسْتَخْلَفَ الْيَسَعَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَرَفَعَهُ اللهُ وَكَسَاهُ الرِّيشَ فَصَارَ إِنْسِيّاً مَلَكِيّاً وَأَرَضِيّاً سَمَاوِيّاً.

وقِيلَ إِلْيَاسُ صَاحِبُ الْبَرَارِي وَالْخَضِرُ صَاحِبُ الْجَزَائِرِ وَيَجْتَمِعَانِ كُلَّ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ (١).

وفِي التَّارِيخِ ، الْيَسَعُ كَانَ تِلْمِيذَ إِلْيَاسَ وَنَبَّأَهُ اللهُ بَعْدَهُ.

قوله : إِلْ ياسِينَ [ ٣٧ / ١٣٠ ]

__________________

(١) ذكر أكثر أصحاب المعاجم إلياس في مادة « الس » وجعلوه اسما عجميا سمت به العرب ، وجعله ابن دريد في الاشتقاق عربيا في لغتيه ، فهو في لغة من يهمزه من مادة « الس » وفي لغة من لا يهمزه من مادة « يئس ».

١٢٥

يعني إِلْيَاسَ وأهله. وقال بعض الأعلام يجوز أن يكون إِلْيَاسُ وَإِلْيَاسِينُ بمعنى واحد ، كما يقال ميكال وميكائيل ، وقرئ سلام على آل يَاسِينَ أي على محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته.

وَفِي الْحَدِيثَ « الْيَأْسُ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ عِزُّ الْمُؤْمِنِ ».

وعليه أَنْشَدَ الْبَاقِرُ عليه السلام قَوْلَ حَاتِمٍ :

إِذَا مَا عَرَفْتُ الْيَأْسَ أَلْفَيْتُهُ الْغِنَى

إِذَا عَرَفَتْهُ النَّفْسُ وَالطَّمَعُ الْفَقْرُ.

( يبس )

قوله تعالى : ( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً ) [ ٢٠ / ٧٧ ] الْيَبَسُ بالتحريك : المكان يكون رطبا ثم يَيْبَسُ. والْيُبْسُ بالضم مصدر قولك « يَبِسَ الشيء يَيْبَسُ » من باب علم وضرب. والْيَبْسُ بالفتح فالسكون : الْيَابِسُ. وشيء يَابِسٌ : إذا لم يكن فيه رطوبة.

١٢٦

كتاب الشين

١٢٧
١٢٨

باب ما أوله الألف

( ارش )

أرش الجناية : ديتها ، والجمع أُرُوشٌ مثل فلس وفلوس. قال في المصباح : وأصله الفساد ، من قولهم أَرَّشْتُ بين القوم تَأْرِيشاً : أي أفسدت ثم استعمل في نقصان الأعيان لأنه فساد فيها (١). والْأَرْشُ ما يأخذه المشتري من البائع إذا اطلع على عيب في المبيع. ومنها أُرُوشُ الجنايات لأنها جابرة للنقص.

( اشش )

الْأَشَاشُ والهشاش : الطلاقة والبشاشة

باب ما أوله الباء

( برش )

فِي حَدِيثِ أَخْذِ حَصَى الْجِمَارِ « خُذِ الْحَصَى الْجِمَارَ الْبُرْشَ » (٢).

وهي المشتملة على ألوان مختلفة ، يقال بَرِشَ يَبْرَشُ بَرَشاً فهو أَبْرَشُ والأنثى بَرْشَاءُ والجمع بُرْشٌ مثل برص برصا فهو أبرص وبرصاء وبرص وزنا ومعنى. والْبُرْشُ في شعر الفرس : نكت صغار تخالف لونه ، والفرس أَبْرَشُ.

( برطش )

كان عمر في الجاهلية مُبَرْطِشاً : أي ساعيا بين البائع والمشتري شبه الدلال.

( برقش )

« بَرَاقِشُ » طائر صغير أعلى ريشه أغر وأوسطه أحمر وأسفله أسود ـ قاله في القاموس (٣).

__________________

(١) وفي المصباح أيضا بعد ما ذكر الذي هنا : ويقال أصله هرش.

(٢) الكافي ج ٤ ص ٤٧٦.

(٣) المذكور في القاموس أبو براقش ، وكذا في حياة الحيوان ج ١ ص ١٦٣.

١٢٩

( بشش )

الْبَشُ والْبَشَاشَةُ : طلاقة الوجه وحسن اللقاء. ورجل هش بَشٌ : أي طلق الوجه طيب. وقولهم « لقيته فَتَبَشَّشَ » قاله الجوهري : أصله تَبَشْبَشَ ، فأبدلوا من الشين الوسطى فاء الفعل.

( بطش )

قوله تعالى : ( وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ) [ ٢٦ / ١٣٠ ] الْبَطْشُ الأخذ بسرعة والأخذ بعنف وسطوة.

وَالْبَطْشَةُ الْكُبْرَى : قِيلَ هِيَ يَوْمُ بَدْرٍ ، وَقِيلَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ.

وبَطَشَ بَطْشاً من باب ضرب وبها قرأ السبعة ، وفي لغة من باب قتل ، وقرأها الحسن البصري وأبو جعفر المدني ـ قاله في الصحاح.

وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ « كُنْتُ يَدَهُ الَّذِي يَبْطِشُ بِهَا ».

هو بالكسر والضم أي يأخذ بها. وقد سبق تمام البحث فيه.

وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ عليه السلام لِأَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ : « كَيْفَ أَنْتَ إِذَا وَقَعَتِ الْبَطْشَةُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ ».

قال بعض شراح الحديث : كأنه إشارة إلى وقعة عسكر السفياني بين المسجدين وإلى الفتنة التي من عسكره في عراق العرب ، وظهور رجل مترفع من الشيعة في العراق دلالة عسكر السفياني على الشيعة ، والمراد من الحديث كله ظهور المهدي عليه السلام.

( بوش )

الْبَوْشُ بالفتح : الجماعة من الناس المختلطين ـ قاله الجوهري.

باب ما أوله الجيم

( جحش )

فِي الْحَدِيثَ « إِنَّهُ عليه السلام سَقَطَ مِنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ ».

بضم جيم وكسر حاء أي أخدش جلده وقشر.

١٣٠

والْجَحْشُ : شق الجلد ، يقال جَحِشَ جلده من باب منع : أي قشر.

وَمِنْهُ « فَجِحَش شِقُّهُ الْأَيْسَرُ ».

والْجَحْشُ : بالفتح فالسكون : ولد الحمار الوحشي والأهلي ، قيل سمي بذلك قبل أن يعظم ، والجمع جِحَاشٌ وجِحْشَانُ ، والأنثى جَحْشَةٌ.

وَ « زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ » زَوْجَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله تَزَوَّجَهَا سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَهِيَ الْمُرَادُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ) فَلَمَّا طَلَّقَهَا زَيْدٌ وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا تَزَوَّجَهَا صلى الله عليه وآله عَلَى عَائِشَةَ.

قَالَتْ عَائِشَةُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ تُسَامِينِي فِي حُسْنِ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَهُ غَيْرُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، وَكَانَتْ تَفْتَخِرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أَنَّ آبَاءَكُنَّ أَنْكَحُوكُنَّ لِلنَّبِيِّ وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْكَحَنِي إِيَّاهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ.

وَكَانَتْ تَقِيَّةً صَادِقَةً أَوَّاهَةً خَاشِعَةً مُتَضَرِّعَةً خَيِّرَةً فِي الدِّينِ ، كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَتَصَدَّقُ ـ كَذَا فِي الإستيعاب (١).

( جرش )

الملح الْجَرِيشُ : الْمَجْرُوشُ الذي لم ينعم دقه ، من قولهم جَرَشْتُ الشيء : إذا لم تنعم دقه ، فهو جَرِيشٌ. وفي الصحاح ملح جَرِيشٌ : لم يطيب.

( جهش )

فِي حَدِيثِ فاطمة عليها السلام « فَأَجْهَشَتْ » وَيُرْوَى « فَجَهِشَتْ ».

والمعنى واحد. والْجَهْشُ : أن يفزع الإنسان إلى غيره وهو مع ذلك يريد البكاء ، كالصبي يفزع إلى أمه وقد تهيأ للبكاء.

( جوش )

الْجَوْشُ : الصدر مثل الْجَوْشَنُ. ومنه « دعاء الْجَوْشَنُ » وهو مشهور.

( جيش )

فِي الْحَدِيثِ « يَا عَلِيُّ لَا تُصَلِّ فِي ذَاتِ

__________________

(١) انْظُرْ ص ١٨٤٩ ، وَقَالَ فِيهِ : تُوُفِّيَتْ سَنَةَ عِشْرِينَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ ، وَقِيلَ بَلْ تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ.

١٣١

الْجَيْشِ » (١).

هي بالفتح فالسكون واد بين مكة والمدينة ، يُقَالُ انْقَطَعَ فِيهِ عَقْدُ عَائِشَةَ (٢).

رُوِيَ أَنَّ السُّفْيَانِيَّ أَتَى إِلَيْهَا قَاصِداً مَدِينَةَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله فَخَسَفَ اللهُ تَعَالَى بِتِلْكَ الْأَرْضِ.

وبينها وبين ميقات أهل المدينة ميل واحد.

وَفِي الْحَدِيثِ « ذَاتُ الْجَيْشِ دُونَ الْحُفْرَةِ بِثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ ».

و « الْجَيْشُ » واحد الْجُيُوشِ. وجَيَّشَ فلانٌ بالتشديد : جَمَعَ الْجُيُوشَ. وجَاشَتِ القدر تَجِيشُ : أي غلت. وجَاشَتْ نفسي : أي ارتاعت وخافت.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِيَّاكَ أَنْ تَقْذِفَ بِمَا جَاشَ صَدْرُكَ ».

أي بما فار وارتفع به صدرك.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي تَحْرِيصِ الْقَوْمِ لِلْقِتَالِ « غُضُّوا الْأَبْصَارَ فَإِنَّهُ أَرْبَطُ لِلْجَأْشِ » ).

أي للقلب. والْجَأْشُ : جَأْشُ القلب ، وهو رواعة إذا اضطرب عند الفزع. يقال فلان رابط الْجَأْشِ : أي ربط نفسه عن الفرار لشجاعته.

باب ما أوله الحاء

( حبش )

« فاطمةُ بنت أبي حُبَيْشٍ » بمهملة وموحدة ومعجمة مع التصغير ، واسمه قيس بن عبد المطلب ـ الأسديةُ صحابيةٌ (٤)

__________________

(١) من لا يحضر ج ٤ ص ٢٦٥.

(٢) قال في معجم البلدان ج ٢ ص ٢٠٠ : وقال بعضهم أولات الْجَيْش موضع قرب المدينة ، وهو واد بين ذي الحليفة وبرثان ، وهو أحد منازل رسول الله إلى بدر.

(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ٥.

(٤) انظر ترجمتها في الإستيعاب ص ١٨٩٢.

١٣٢

وهي التي سألت أم سلمة عن حديث الحيض.

وَعَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام « إِنَّهَا اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ » (١).

والْحَبَشُ بالتحريك والحَبَشُ : جنس من السودان ، والجمع الْحُبْشَانُ مثل جمل وجملان. وحُبْشٌ بالضم جبل بأسفل مكة ، ومنه « أَحَابِيشُ قريش » لأنهم تحالفوا بالله أنهم ليد على غيرهم ما سجى ليل (٢) الفص الْحَبَشِيُ : يحتمل أن يكون من الجذع أو العقيق ، لأن معدنهما اليمن. ومنه حَدِيثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله « فِي خَاتَمِهِ فَصٌ حَبَشِيٍ ».

( حرش )

التَّحْرِيشُ : الإغراء بين القوم والكلاب وتهييج بعضها على بعض. ومنه الْحَدِيثُ « فَلَمَّا جَاءَ أَبِي حَرَّشَهُ عَلَيَّ ».

وَحَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ مُحَرِّشاً عَلَى فَاطِمَةَ ».

أراد بِالتَّحْرِيشِ هنا ما يوجب عتابها. والْحَرِيشُ : دابة لها مخالب كمخالب الأسد ولها قرن واحد في هامتها ، يسميها الناس الكركدن ـ قاله الجوهري. وقال غيره : لها قرن وسط رأسها مصمت مستقيم يناطح به جميع الحيوان فلا يغلبه شيء. والْحَرِيشُ : نوع من الحيات أرقط.

( حشش )

فِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ أَيَصْلُحُ مَكَانُ الْحَشِ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِداً؟ فَقَالَ : إِذَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ مَا يُوَارِي ذَلِكَ ».

الْحَشُ بالفتح أكثر من الضم والكسر المخرج وموضع الحاجة ، وأصله من الْحَشِ البستان لأنهم كانوا كثيرا ما يتغوطون في البساتين ،

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ٨٣.

(٢) ذكر في معجم البلدان ج ٢ ص ٢١٤ ، والقاموس ( حبش ) هذا الجبل باسم ( حبشي ) بالضم ثم السكون والشين معجمة والياء مشددة ، وقال في المعجم : بينه وبين مكة ستة أميال.

١٣٣

فلما اتخذوا الكنف وجعلوها خلفا عنها أطلقوا عليها الاسم مجازا ، وجمع الْحَشِ حِشَّانُ مثل ضيف وضيفان.

وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ « أَنَّهُ دُفِنَ فِي حَشِ كَوْكَبٍ ».

وهو بستان بظاهر المدينة خارج البقيع. والْحَشِيشُ : ما يبس من الكلاء قال الجوهري : ولا يقال له حَشِيشٌ إذا كان رطبا. وحَشَشْتُهُ حَشّاً من باب قتل : قطعته ، فهو فعيل بمعنى مفعول.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى أَنْ يُؤْتَى النِّسَاءُ فِي مَحَاشِّهِنَ ».

ومثله « مَحَاشُ نِسَاءِ أُمَّتِي عَلَى رِجَالِ أُمَّتِي حَرَامٌ ».

الْمَحَاشُ جمع مَحَشَّةٌ ، وهي الدبر ، فكني بها عن الأدبار كما يكنى بِالْحُشُوشِ عن مواضع الغائط. والْمَحَشَّةِ في الأصل : لأسفل موضع الطعام من الأمعاء ، فكني به عن الأدبار. والْمَحَشُ : المكان الكثير الْحَشِيشُ. والْمِحَشُ بكسر الميم : الذي يُحَشُ به الْحَشِيشُ. والتَّحَشْحُشُ التحريك للنهوض ، يقال حَشْحَشَهُ أي حركه. ومثله حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام وَفَاطِمَةَ « دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وَعَلَيْنَا قَطِيفَةٌ ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ تَحَشْحَشْنَا فَقَالَ : مَكَانَكُمَا ».

والْحُشَاشُ : ما تُحَشُ به النار ، أي توقد. ومنه كَلَامُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي قَوْمِهِ « لَبِئْسَ حُشَاشُ نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ ».

والْحُشَاشُ والْحُشَاشَةُ : بقية الروح في المريض.

( حفش )

الْحَفَشُ : وعاء المغازل. والْحَفَشُ الذي في الحديث هو البيت الصغير ـ قاله أبو عبيدة.

( حمش )

فِي حَدِيثِ وَصْفِهِ عليه السلام « فِي سَاقَيْهِ حُمُوشَةٌ ».

أي دقة ، يقال رجل حَمْشُ الساقين بمفتوحة فساكنة فمعجمة أي دقيقهما.

١٣٤

وَقَوْلُهُ : « وَلَا حَمِيَّةَ تَحْمِشُكُمْ » (١).

أي تغضبكم.

( حنش )

الْحَنَشُ بالتحريك : كل ما يصاد من الطير والهوام ، والجمع الْأَحْنَاشُ. وحَنَشْتُ الصيد من باب ضرب : صِدْتُهُ

( حوش )

قوله تعالى : ( حاشَ لِلَّهِ ) [ ١٢ / ٣١ ] قال المفسر معناه معاذ الله. وقال اللغويون معناه التنزيه والاستثناء ، واشتقاقه من قولك « كنت في حَاشَا فلان » أي في ناحيته. قال الجوهري : يقال حَاشَ لله تنزيها لله ولا يقال حَاشَ لك قياسا عليه ، وإنما يقال حَاشَاكَ وحَاشَا لك. وحَاشَاهُ من الصوم : نزهه. وفلان لا يَتَحَاشَى : أي لا يكترث بما يفعله ولا يخاف وباله وعقوبته وحُشْتُ الصيدَ أَحُوشُهُ : إذا جئته من حواليه لتصرفه عن الحبالة. وحُشْتُ الإبل : جمعتها. وحَاشِيَةُ كل شيء : طرفه وجانبه ، ومنه حَاشِيَةُ الثوب ومِنْهُ « كَانَ يُصَلِّي فِي حَاشِيَةِ الْمَقَامِ ».

ومنه حَاشِيَةُ النسب للأعمام وأولادهم على التشبيه. ومِنْهُ « مَنْ تَلِنْ حَاشِيَتُهُ يَعْرِفْ صَدِيقُهُ مِنْهُ الْمَوَدَّةَ ».

أي طرفه وجانبه.

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله لِبَعْضِ نِسَائِهِ « مُرِي نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ أَنْ يَسْتَنْجِينَ بِالْمَاءِ وَيُبَالِغْنَ فَإِنَّهُ مَطْهَرَةٌ لِلْحَوَاشِي وَمَذْهَبَةٌ لِلْبَوَاسِيرِ » (٢).

ويعني بِالْحَوَاشِي جمع حَاشِيَةٍ وهي الجانب ، والمراد جانب الفرج وطرفه ، والمطهرة بفتح الميم وكسرها قيل والفتح أصح موضوعة في الأصل للأواني ، جمعها مطاهر ، ويراد بها هنا للنجاسة ، مثل

« السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ » (٣).

أي مزيلة لدنسه. والبواسير جمع باسور : علة تحدث في المقعدة.

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٨٦.

(٢) الكافي ج ٣ ص ١٨.

(٣) مكارم الأخلاق ص ٥٤.

١٣٥

وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ « خُذْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ ».

هي صغار الإبل كابن المخاض وابن اللبون ، جمع حَاشِيَةٍ. والْمُحَاشَاةُ : الاستثناء.

وَمِنْهُ « إِنَّ اللهَ لَيُرِيدُ عَذَابَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَا يُحَاشِي مِنْهُمْ أَحَداً ».

أي لا يستثني منهم أحدا.

باب ما أوله الخاء

( خدش )

فِي الْحَدِيثِ « الرَّجُلُ يُخْدَشُ الْخَدْشَةَ ».

هي بالفتح فالسكون : تفرق اتصال في الجلد أو الظفر أو نحو ذلك وإن لم يخرج الدم ، يقال خَدَشَهُ يَخْدَشُهُ خَدْشاً من باب ضرب : إذا جرحه في ظاهر الجلد ، ومنه حَدِيثُ الْقُرْآنِ « فِيهِ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ ».

فَالْخَدْشُ فوق الكدح دون الخمش لأن الْخَمْشَ يستعمل على معنى القطع ، يقال خَمَشَ فلان فلانا : إذا قطع منه عضوا. ومنه حَدِيثُ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ لَمَّا أُخْبِرَتْ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهَا قَامَتْ إِلَيْهِ تَنْظُرُهُ فَإِذَا أَثَرُ السِّكِّينِ خُدُوشاً فِي حَلْقِهِ فَفَزِعَتْ وَاشْتَكَتْ وَكَانَ بُدُوَّ مَرَضِهَا الَّذِي هَلَكَتْ فِيهِ.

وتميم مولى خِدَاشٍ بكسر الخاء ابن الصمة ، شهد بدرا وأحدا ، والصِّمَّة بالكسر الشجاع والأسد ـ قاله في القاموس (١).

( خرش )

خَرْبَشَ الكتاب : أفسده. وكتاب مُخَرْبَشٌ : أي مُشَوَّشٌ.

( خشش )

الْخِشَاشُ بالكسر : عود يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده ، وهو خشب ، والبرة من صفر ، والخزامة من شعر.

__________________

(١) لم نجد لتميم هذا ذكرا في القاموس مادة خدش ، وورد ذكره في الإستيعاب ج ١ ص ١٩٤ هكذا : تميم مولى خراش بن الصمة .....

١٣٦

ومنه الجمل الْمَخْشُوشُ للذي جعل في أنفه خِشَاشٌ. والْخِشَاشُ بالكسر وقد يفتح : حشرات الأرض. والْخَشْخَشَةُ : صوت السلاح ونحوه. و « الْخَشْخَاشُ » بالفتح فالسكون نبت معروف.

( خفش )

« الْخُفَّاشُ » كرمان طائر بالليل ، ويقال له الوطواط ، واشتقاقه من الْخَفَشُ مصدر من باب تعب ، وهو صغر في العين وضعف في البصر خلقة ، والجمع الْخَفَافِيشُ. ورجل أَخْفَشُ ، وقد يكون الْخَفَشُ علة ، وهو الذي يبصر الشيء بالليل ولا يبصره بالنهار ويبصره في يوم غيم ولا يبصره في يوم صاحٍ.

( خمش )

الْخُمُوشُ : الخدوش. وخَمَشَ وجهَه يَخْمِشُهُ ويَخْمُشُهُ بالضم والكسر : خدشه ولطمه وضربه وقطع عضوا منه. وخَمَشَتِ المرأة بظفرها خَمْشاً جرحت ظاهر البشرة ، ثم أطلق الْخَمْشَ على الأثر ، وجمع على خُمُوشٍ كفلس وفلوس.

وَفِي الْخَبَرِ سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ ) فَقَالَ : هَذَا الْخِمَاشُ أَرَادَ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي لَا قِصَاصَ فِيهَا.

باب ما أوله الدال

( درش )

فِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنْ جُلُودِ الدَّارِشِ يُتَّخَذُ مِنْهَا الْخِفَافُ؟ فَقَالَ : لَا تُصَلِّ فِيهِ ».

وَفِي آخَرَ « لَا تُصَلِّ فِي جُلُودِ الدَّارِشِ لِأَنَّهَا تُدْبَغُ بِخُرْءِ الْكِلَابِ » (١).

الدَّارِشُ : جلد معروف ـ قاله الجوهري (٢) ، كأنه فارسي معرب.

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ٤٠٣.

(٢) في الصحاح « درش » : الدارش معروف.

١٣٧

( دشش )

الدَّشِيشَةُ : حسو من البر المرضوض

( دنهش )

فِي الْحَدِيثِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ الدَّنَاهِشِ ».

قيل هي جنس من أجناس الجن.

( دهش )

دَهِشَ الرجل بالكسر يَدْهَشُ دَهَشاً من باب تعب : تحير وذهل عقله. ودَهِشَ أيضا فهو مَدْهُوشٌ.

باب ما أوله الراء

( رشش )

الرَّشُ للماء والدم والدمع. وقد رَشَشْتُ المكان رَشّاً ، وتَرَشَّشَ عليه الماء. والرَّشُ المطر القليل ، والجمع رِشَاشٌ بالكسر. والرَّشَاشُ بالفتح : ما تَرَشَّشَ من الدم والدمع ـ قاله الجوهري. ورَشَّتِ السماء : أمطرت. وأَرَشَّتْ بالألف لغة. ورَشَ الماء على رجله : صبه قليلا قليلا. وتَرَشَّشَ في الإناء : أي انصب منه قليلا قليلا

( رعش )

الرَّعَشُ بالتحريك الرعدة. وقد رَعِشَ كفرح ومنع : أخذته الرَّعْشَةُ. وارْتَعَشَ : أي ارتعد.

( رقش )

الرَّقْشُ كالنقش. ورَقَشَ كلامه : زوره. وحية رَقْشَاءُ : فيها نقط سود وبيض.

( ريش )

قوله تعالى : ( وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ) [ ٧ / ٢٦ ] الآية. الرِّيشُ والرِّيَاشُ واحد ، وهو ما ظهر من اللباس الفاخر. قال بعض المفسرين : قد أنزل الله تعالى لحكمة إنزال اللباس ثلاثة أغراض : أحدها ستر العورة ، وثانيها التجمل بين

١٣٨

الناس ، فإن الله يحب أن يرى آثار نعمته على عبده ،

وَقَدْ لَبِسَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ عليه السلام ثَوْبَيْنِ لِلصَّيْفِ مِنْ مِائَةِ دِرْهَمٍ.

وَأُصِيبَ الْحُسَيْنُ عليه السلام وَعَلَيْهِ الْخَزُّ.

وَلَبِسَ الصَّادِقُ عليه السلام الْخَزَّ.

وثالثها كونه للتقوى. قيل المراد به ما يحترز به من الضرر والبرد وحالة الحرب ، وليس بشيء إذ التقوى عرفا وشرعا يراد بها الطاعة أو ما يقصد به العبادة أو الخشية من الله تعالى والتواضع كالصوف والشعر. وعن بعض الأفاضل أنه يظهر من كلام هذا المفسر كون الأغراض الثلاثة لثلاثة أثواب ، وفيه تكلف ، والأولى أن اللباس وصف بالصفات الثلاث لا مكان كون الثوب الواحد تجتمع فيه الأغراض الثلاثة ، فيكون أبلغ في الحكمة. وقوله : ( ذلِكَ خَيْرٌ ) يحتمل أن يكون خيرا أفعل تفضيل كما هو المشهور فيكون ذلك إشارة إما إلى لباس التقوى أو للباس الجامع للصفات الثلاث ، ويحتمل أن يكون أفعل ليس للتفضيل وتنكيره للتعظيم ، أي ذلك اللباس الجامع للصفات خير عظيم أنزل ، ولذلك أردفه بقوله : ( ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ ) أي إنزال اللباس الموصوف على نوع الإنسان آية عظيمة دالة على حكمة الله ونهاية رحمته

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تَسْجُدْ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الرِّيَاشِ » (١).

قيل الرِّيَاشُ هنا جمع رِيشٍ ، وهو لباس الزينة ، ولعل المراد هنا مطلق اللباس ، أو جمع الرِّيشُ والرِّيشُ من الطائر معروف الواحدة رِيشَةٌ والجمع أَرْيَاشٌ. ومنه الْحَدِيثُ « لَا تَسْجُدْ عَلَى رِيشٍ » (٢).

ورِشْتُ السَّهمَ رِيشاً : أصلحت رِيشَهُ ، فهو مَرِيشٌ.

__________________

(١) الكافي ج ٣ ص ٣٣٠.

(٢) من لا يحضر ج ١ ص ١٧٥.

١٣٩

باب ما أوله الشين

( شيش )

فِي الْحَدِيثِ « أَدَّهِنُ بِالشِّيشَاءِ ».

هو دهن معروف فيما بينهم ، ويقال الشِّيشَاءُ لغة في الشيص والشيصاء. والشَّاشِي بالشينين المعجمتين ـ كما في كثير من النسخ ـ نسبة لمحمد بن يوسف.

وَفِي خِيَرِةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ « اضْرِبْ بِيَدِكَ الرِّقَاعَ فَشَوِّشْهَا ».

يعني اخلطها ، من التَّشْوِيشِ وهو التخليط. وقد شُوِّشَ عليه الأمر : أي اختلط. و « شَاشٌ » بلد بما وراء النهر (١). و « نهر الشَّاشِ » أحد الأنهر الثمانية التي خرقها جبرئيل بإبهامه (٢).

باب ما أوله الطاء

( طرش )

الطَرَشُ : أهون الصمم.

( طشش )

الطَّشُ والطَّشِيشُ : المطر الضعيف ـ قاله الجوهري نقلا عن رؤبة ، وهو فوق الرذاذ.

( طيش )

طَاشَ السهم عن الهدف : أي عدل ، وأَطَاشَهُ الرامي. والطَّيْشُ : النزق والخفة.

__________________

(١) قال في معجم البلدان ج ٣ ص ٣٠٨ : بالري قرية يقال لها شاش ، وأما الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك ، وقال البشاري : الشَّاش كورة قصبتها بنكث.

(٢) سفينة البحار ج ٢ ص ٦٢٩.

١٤٠