مجمع البحرين - ج ٣

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٣

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٢٤

بفتح الياء كأنه من لَحَدَ إذا حاد عنه وعدل. قوله : ( مُلْتَحَداً ) [ ١٨ / ٢٧ ] المُلْتَحَدُ : الحرز الذي يميل إليه اللاجئ. قوله : ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) [ ٢٢ / ٢٥ ] أي إلحادا بظلم والباء زائدة ، قيل الإِلْحَادُ الميل عن قانون الأدب كالبزاق وعمل الصنائع وغيرها ، والظُّلْم ما يتجاوز فيه قواعد الشرع ، وقيل غير ذلك ، ومفعول ( يُرِدْ ) محذوف وبِإِلْحادٍ و ( بِظُلْمٍ ) صفتان له ، أي ومن يرد أمرا بإلحاد وبظلم

وَفِي الْحَدِيثِ « كُلُّ ظُلْمٍ إِلْحَادٌ وَضَرْبُ الْخَادِمِ مِنْ غَيْرِ ذَنْبٍ مِنْ ذَلِكَ الْإِلْحَادِ ».

وأَلْحَدَ في دين الله : حاد عنه وعدل. و « أَلْحَدَ في الحرم » : استحل حرمته وانتهكها. ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « هُوَ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ ».

قال بعض الشارحين : الإِلْحَادُ ضربان : الشرك بالله ، والشرك بالأسباب. فالأول ينافي الإيمان ويبطله والثاني يوهن عراه ويعطله. وقوله مُلْحِدٌ في الحرم من هذا القبيل ـ انتهى. وقولهم المَلْحَدَة والهند ، يريدون بِالمَلْحَدَةِ الإسماعيلية الذين لا يعملون بالشرع مع غيبة الإمام ، وبالهند هم أهل الهند كالبراهمة الذين لا يعملون بالشرع ولا يحسنون بعثة الأنبياء ، وهذان الفريقان يحكمان بالحسن والقبح العقليين. وفي الحديث ذكر اللَّحْد بالفتح والسكون كفلس والضم لغة ، وهو الشق في جانب القبر ، والجمع لُحُود كفلوس ، وجمع المضموم أَلْحَاد كقفل وأقفال. ولَحَدْتُ اللَّحْدَ لَحْداً من باب نفع وأَلْحَدْتُهُ إِلْحَاداً : حفرته. ولَحَدْتُ الميت وأَلْحَدْتُهُ : جعلته في اللحد. واللَّاحِدُ : الذي يعمل اللحد

( لدد )

قوله تعالى : ( وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ ) [ ٢ / ٢٠٤ ] أي شديدة العداوة والجدال للمسلمين ، من قولهم « رجل أَلَدُّ بين اللدد » يعني شديد الخصومة لغيره ، يقال لَدَّهُ يَلَدُّهُ لَدّاً من باب تعب : اشتدت خصومة ، وهو أَلَدُّ ، والمرأة لَدَّاءُ ، والجمع لُدٌّ من باب أحمر. ولَدَّ الرجل خصمه لَدّاً من باب قتل :

١٤١

شدد خصومته واللَّدُود بالفتح : هو ما يصب من الأدوية في أحد شقي الفم. ومنه « فأمر فَلُدَّ بالصبر ». ولَدِيدَا الفم : جانباه. واللَّدِيدَان : جانبا الوادي

( لغد )

« اللُّغْدُودُ » واحد اللَّغَادِيد ، وهي اللحمات بين الحنك وصفحة العنق ، واللُّغْدُ بإسكان الغين مثله ، والجمع أَلْغَادٌ ـ قاله الجوهري.

( لكد )

فِي الْحَدِيثِ « يُجْنِبُ الرَّجُلُ [ فَيُصِيبُ ] رَأْسَهُ الشَّيْءُ اللَّكِدُ ».

الذي يلزم الشيء ويلصق به ، صفة مشبهة من لَكِدَ كفرح ، يقال لَكِدَ عليه الوسخ أي لزمه ، وتَلَكَّدَ الشيءُ لزم بعضه بعضا

( لهد )

يقال لَهَدَهُ الحِمْلُ : إذا أثقله. ولَهَدَهُ لَهْداً : أي دفعه لذُلِّه ، فهو مَلْهُودٌ.

باب ما أوله الميم

( مأد )

يقال امتأد فلان خيرا : أي كسبه ، ويقال للغصن إذا كان ناعما يهتز هو يَمْأَدُ مَأْداً حسنا.

( مجد )

قوله تعالى : ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ) [ ٨٥ / ٢٦ ] المَجْدُ : الشرف الواسع في كلام العرب ، والمَجِيدُ فعيل منه للمبالغة قوله : ( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ) [ ٨٥ / ١٥ ] قال الشيخ أبو علي : أكثر القراء في الْمَجِيدُ بالرفع ، لأن الله سبحانه هو الموصوف بالمجد ، ولأن المَجِيد لم يسمع في غير صفة الله تعالى وإن سمع المَاجِد ، ومن كسر الْمَجِيدِ جعله من صفة ( الْعَرْشِ ) ، ويؤيده أن العرش وصف بالكرم في قوله : ( رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ )

١٤٢

فجاز أيضا أن يوصف بالمَجِيد ، لأن معناه العلو والكمال والرفعة ، والعرش أكمل شيء وأعلاه وأجمعه لصفات الحسن. والمَجْدُ : الكرم والعز.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمَجْدُ حَمْلُ الْمَغَارِمِ وَإِيتَاءُ الْمَكَارِمِ ».

ورجل مَاجِدٌ : كريم شريف ، ويقال مفضال كثير الخير شريف. والتَّمْجِيدُ في الإنسان : أن ينسب الرجل إلى المَجْدِ ، وهو الشرف في الآباء ورجل شريف مَاجِدٌ : له آباء متقدمون في الشرف. والمَجْدُ والتَّمْجِيدُ : التشريف. وتعظيم وتَمْجِيدُ الله كأن يقول العبد

« يَا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَ ( مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) يَا فَعَّالاً ( لِما يُرِيدُ ) يَا مَنْ ( يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) يَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى يَا مَنْ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) ».

ونحو ذلك. قيل والمُمَجِّدُ في عرف الشرع مخصوص بالقائل « لا حول ولا قوة إلا بالله » ومَجَّدْتُهُ : إذا مدحته مدحا جيدا. ومَجَّدَنِي عبدي : أي شرفني وعظمني. وجمع المَجِيد أَمْجَاد ، ومنه قَوْلُهُمْ عليه السلام « أَمَّا نَحْنُ بَنُو هَاشِمٍ فَأَمْجَادٌ ».

أي أشراف كرام وكذا أَمْجَاد جمع مَاجِد ، كأشهاد في شهيد أو شاهد.

( مدد )

قوله تعالى : ( وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ) [ ٨٤ / ٣ ] أي بسطت بأن تزال جبالها وكل أكمة فيها حتى تمتد وتنبسط ، كقوله : ( قاعاً صَفْصَفاً ) وقيل إنها تمتد ويزاد في سعتها. قوله : ( مَدَّ الْأَرْضَ ) [ ١٣ / ٣ ] أي بسطها طولا وعرضا لتثبت عليها الأقدام. قوله : ( مَدَّ الظِّلَ ) [ ٢٥ / ٤٥ ] أي من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ( وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ) أي دائما

لا يتغير ، أي لا شمس معه ، وقيل ( مَدَّ الظِّلَ ) جعله منبسطا لينتفع به الناس ( وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ) أي لاصقا بأصل كل ذي ظل من بناء أو شجر فلم ينتفع به أحد ، ومعنى ( جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ) أي الناس يستدلون بالشمس

١٤٣

وأحوالها في مسيرها على أحوال الظل من كونه ثابتا في مكان وزائلا ومنبسطا ومتسعا ومتقلصا ، ولو لا الشمس ما عرف الظل ، ولو لا النور لما عرفت الظلمة. قوله تعالى : ( وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً ) [ ٧٤ / ١٢ ] أي مبسوطا كثيرا ، قيل كان له مائة ألف دينار وعشرة بنين ( شُهُوداً ) أي حضورا معه بمكة لا يغيبون عنه لغناهم عن ركوب السفر للتجارة ، أسلم منهم ثلاثة نفر خالد بن الوليد وهشام وعمارة. قوله : ( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ ) [ ١٨ / ١٠٩ ] الآية ، أي مِدَاداً يكتب به كلمات علمه وحكمته عز شأنه ( لَنَفِدَ الْبَحْرُ ) وانتهى ( وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) أي زيادة ومعونة له. قوله : ( يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ ) [ ٢ / ١٥ ] أي يزيدهم طغيانا ، من مَدَّ الجيشَ إذا زاده وقواه. قوله : يَمُدُّونَهُمْ [ ٧ / ٢٠٢ ] أي يزينون لهم. قوله : ( لا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ ) [ ١٠ / ٨٨ ] هو من مد النظر تطويله ، وأن لا يكاد يرده استحسانا للمنظور إليه وإعجابا به وتمنيا أن يكون ذلك له ، وعن بعض أهل المعرفة يجب غض البصر عن أبنية الظلمة وملابسهم المحرمة لأنهم اتخذوا ذلك لعيون النظارة ، فالناظر إليها محصل لغرضهم ، وكأنهم يحملونهم على اتخاذها. ومَدَّ الله في عمره : زاد فيه. ومَدَّهُ في غَيِّه : أي أمهله وطول له. و « المُدُّ » بضم الميم والتشديد مقدر بأن يمد يديه فيملأ كفيه طعاما. وقد تكرر ذكره في الحديث ، وهو ربع الصاع ويجيء تحقيقه في محله. و « المِدَّة » بالكسر وتشديد المهملة : ما يجتمع في الجرح من القيح الغليظ منه ، وأما الرقيق فهو الصديد. وأَمَدَّ الجرحُ : صار فيه مِدَّة. والمُدَّةُ من الزمان بالضم : برهة منه ، يقع على القليل والكثير ، والجمع مُدَدٌ مثل غرفة وغرف.

وَ « سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ». بكسر الميم أي مثل عددها ، وقيل ما يوازنها

١٤٤

في الكثرة عيار كيل أو وزن ، وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الكيل والوزن بل في العدد ، وكلمات الله يقال إنها علمه ، والمِدَادُ كالمَدِّ ، تقول مَدَدْتُ الشيءَ أَمُدُّهُ مِدَاداً أو مَدّاً نصب على المصدر. والمِدَادُ : ما يكتب به. ومَدَدْتُ الدواةَ مَدّاً من باب قتل : إذا جعلت فيها المداد. و « المَدَّةُ » بالفتح غمس القلم في الدواة مرة للكتابة. ومنه الْحَدِيثُ عَنْ أَهْلِ الْخِلَافِ « مَا أُحِبُّ أَنِّي عَقَدْتُ لَهُمْ عُقْدَةً أَوْ وَكَيْتُ لَهُمْ وِكَاءً وَإِنَّ لِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا لَا وَلَا مَدَّةً بِقَلَمٍ ».

ومَدَّ البحرُ مَدّاً : زاد ، والجمع مُدُودٌ مثل فلس وفلوس. وامْتَدَّ الشيءُ : انبسط. والمَدَدُ بفتحتين : الجيش. وأَمْدَدْتُ الجيشَ : أعنته وقرنته به. والمَادَّةُ : هي الزيادة المتصلة ، ومنه مَادَّةُ الحمام المتصلة به. وكل ما أعنت به قوما في حرب أو غيره فهو مَادَّةٌ لهم. وتَمَدَّدَ الرجل : تمطى. وحروف المَدِّ هي حروف العلة ، وفي مصطلح القراء إن كان بعدها همزة تمد بقدر ألفين إلى خمس ألفات ، وإن كان بعدها تشديد تمد بقدر أربع ألفات اتفاقا منهم مثل دابة ، وإن كان ما بعدها ساكن تمد بقدر ألفين اتفاقا كصاد ، وإن كان بعدها غير هذه الحروف لم تمد إلا بقدر خروجها من الفم ، فمد ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) لم يكن إلا بقدر خروج الحرف من الفم إلا ( الرَّحِيمِ ) عند الوقف فيمد بقدر ألفين.

( مرد )

قوله تعالى : ( مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ ) [ ٩ / ١٠١ ] أي عتوا واستمروا عليه ، من قولهم مَرَدَ يَمْرُدُ من باب قتل وسرق وكرم : إذا عتا ، فهو مَارِدٌ. قوله : ( مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ ) [ ٢٧ / ٤٤ ] أي مملس ، ومنه الأَمْرَدُ للشاب الذي لا شعر له على وجهه. قوله : مَرِيداً [ ٤ / ١١٧ ] أي مَارِداً عاتيا ، ومعناه أنه قد عري عن الخير وظهر شره ، من قولهم شجرة

١٤٥

مَرْدَاء : إذا سقط ورقها وظهرت عيدانها. قوله : ( شَيْطانٍ مارِدٍ ) [ ٣٧ / ١٧ ] أي خارج عن الطاعة متمكن من ذلك. والمَارِدُ : العاتد الشديد. وسلطان المَرَدَةِ : كبيرهم.

وَفِي الْحَدِيثِ « شَهْرُ رَمَضَانَ تُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ».

هي جمع مَارِد. والمَرِيدُ بالفتح : التمر ينقع في اللبن حتى يلين. ومنه مَرَدَ الخبزَ يَمْرُدُهُ مَرْداً من باب قتل : أي ماثه حتى يلين. و « مُرَادُ » وزان غراب قبيلة سمي باسم أبيهم مُرَاد بن مالك ، قيل اسمه جابر فتمرد على الناس ـ أي عتا عليهم ـ فسمي بذلك.

( معد )

« المَعِدَةُ » وزان كلمة وبكسر الميم وسكون العين أيضا ، وهي من الإنسان مقر الطعام والشراب ، قيل انحداره إلى الأمعاء ، وجمعت على مِعَد مثل سدرة وسدر. وفي الصحاح المَعِدَةُ للإنسان بمنزلة الكرش لكل مجتر. وعن بعض العارفين المَعِدَة حوض البدن ، شبهت به وشبه البدن بالشجر والعروق الواردة إليها بعروق الشجر الضاربة إلى الحوض الجاذبة ماءه إلى الأغصان والأوراق ، ثم إنه جعل الحرارة الغريزية في البدن مسلطة عليه تحلل الرطوبات تسليط السراج على السليط ، وجعل قوة سارية في عروق واردة منه إلى الكبد طالبة منه ما صفا من الأخلاط التي حصلت بسبب عروق واردة منه إلى المعدة جاذبة منها ما انهضم من المشروب والمطعوم لينطبخ في الكبد مرة أخرى ، وهذا معنى الصدور بعد الورود ، فإذا كان في المعدة غذاء صالح يحصل للأعضاء غذاء محمود ، وإذا كان فاسدا لكثرة أكل أو شرب أو إدخال طعام على طعام ونحوه كان سببا لقوة الأخلاط الردية الموجبة للأمراض ، ( ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ). وعن الغزالي أنه قال : المَعِدَة ينبوع الشهوات إذ منها يتشعب شهوة الفرج ، ثم من غلبته المأكول والمنكوح يتشعب شهوة المال ، إذ لا يتوصل إلى قضاء

١٤٦

الشهوتين إلا به ، ويتشعب من شهوة المال شهوة الجاه ، إذ يعسر المال دونه ، ثم عند حصول الجاه والمال تزدحم الآفات كلها كالكبر والرياء والحسد والعداوة والحقد وغيرها ، ومنبع جميع ذلك البطن. ومَعَدَ في الأرض : ذهب. ومَعَدْتُ الشيءَ وامْتَعَدْتُهُ : اجتذبته بسرعة. قال الجوهري : والمَعْدُ الغض من البقل. و « مَعَدُّ بنُ عدنان » أبو العرب خاف أن يندرس الحرم فوضع أنصابه وكان أول من وضعها ، ثم غلبت جُرْهُم بمكة على ولاية البيت ، ثم غلبت عليه خزاعة حتى جاء قصي بن كلاب فغلب عليهم وولي البيت.

( مهد )

قوله تعالى : ( فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ) [ ٣٠ / ٤٤ ] أي يوطئون لأنفسهم منازلهم كما يوطئ من مهد فراشه وسواه لئلا يصيبه ما ينغص عليه مرقده ومثله قوله : ( فَنِعْمَ الْماهِدُونَ ) [ ٥١ / ٤٨ ] أي نحن. قوله : ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ) [ ٧٨ / ٦ ] بكسر الميم أي فراشا ، والمِهَادُ الفراش ، يقال مَهَدْتُ الفراشَ مَهْداً : إذا بسطته ووطأته ، وجمعه أَمْهِدَة ومُهُد بضمتين. قوله : وأرض ذات مِهَاد من ذلك. ومَهَّدْتُ الأمرَ تَمْهِيداً : وطأته وسهلته. والمَهْدُ : الموضع يهيأ للصبي ويوطأ وجمعه مِهَادٌ مثل سهم وسهام ، ويجمع على مُهُد ككتاب وكتب وعلى مُهُود كفلس وفلوس. والمَهْدِيُ عليه السلام مر في « هدي ».

( ميد )

قوله تعالى : ( وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ) [ ١٦ / ١٥ ] يعني لئلا أن تميد بكم ، أي تتحرك وتميل بكم ، يقال مَادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً من باب باع ومَيَدَاناً بفتح الياء : إذا تحرك. و « المَيْدَانُ » من ذلك لتحرك جوانبه عند السباق مثل شيطان ، والجمع مَيَادِين كشياطين. ومَادَتِ الأغصانُ : تمايلت.

١٤٧

ومَادَ الرجلُ : تبختر. قوله : ( إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ ) [ ٥ / ١١٢ ] الآية. المَائِدَةُ هي الخوان يكون عليها الطعام ، فإن لم يكن عليه طعام فهو خِوَان. قيل هي من مَادَهُ مَيْداً : أي أعطاه ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة مثل ( عِيشَةٍ راضِيَةٍ ) لأن المالك مادها للناس ، أي أعطاهم إياها ، وقيل هي من مَادَ يَمِيدُ : إذا تحرك.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْأَسْوَاقُ مَيْدَانُ إِبْلِيسَ يَغْدُو بِرَايَتِهِ وَيَضَعُ كُرْسِيَّهُ وَيَبُثُّ ذُرِّيَّتَهُ فَبَيْنَ مُطَفِّفٍ فِي قَفِيزٍ أَوْ طَائِشٍ فِي مِيزَانٍ أَوْ سَارِقٍ فِي ذَرْعٍ أَوْ كَاذِبٍ فِي سِلْعَةٍ ».

الحديث. ومَيْدَ لغة في بيد بمعنى غير.

باب ما أوله النون

( نجد )

« النَّجْدُ » ما ارتفع من الأرض والجمع نِجَادٌ ونُجُودٌ وأَنْجُدٌ ، ومنه حَدِيثُ الْمَوَاقِيتِ « الْعَقِيقُ لِأَهْلِ نَجْدٍ » (١).

وهو وقت لما أنجدت الأرض وأنت مُتْهِمٌ.

قَوْلُهُ : « لِمَا أَنْجَدَتِ الْأَرْضُ ».

أي لما ارتفع منها « ، قيل وهمزة باب الإفعال هنا للدخول يقال » أَنْجَدَ الرجلُ « أي دخل في أرض نجد ، أو للصيرورة أي صارت ذا نجد وارتفاع ، وقوله » وأنت مُتْهِمٌ « بكسر الهاء على صيغة اسم الفاعل : أي داخل في تهامة. وفي بعض نسخ الحديث » وأنت فيها « أي في تلك الأرض المرتفعة ، وفي بعضها » وأنت منهم « أي من أهل نجد. ونَجْدٌ خاص لما دون الحجاز مما يلي العراق. ونَجْدٌ ما بين العذيب إلى ذات عرق

__________________

(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٣١٩.

١٤٨

إلى اليمامة إلى جبلي طي وإلى وَجْرَةٍ وإلى اليمن ذات عرق أول تهامة إلى البحر وجدة ، وقيل تِهَامَةُ ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكة وما وراء ذلك من المغرب فهو غَوْرٌ والمدينة شرفها الله تعالى لا تهامية ولا نجدية فإنها فوق الغور ودون نجد. قال الجوهري : نَجْدٌ من بلاد العرب وهو خلاف الغور ، والغور تهامة وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نَجْدٌ ، وهو مذكر ، و « أَنْجَدْنَا » أخذنا في بلاد نجد. و « النَّجَدُ » بالتحريك : متاع البيت من فرش ونمارق وستور ، والجمع أَنْجَادٌ ونُجُودٌ. والتَّنْجِيدُ : التزيين ، يقال بيت مُنَجَّدٌ أي مزين.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَجَّدَ فَزَخْرَفَ ».

قيل إما من النَّجْدِ وهو ما ارتفع من الأرض ، أو مما يُنَجَّدُ به البيت أي تزين من بسط وفرش ووسائد ، والزُّخْرُفُ بالضم الذهب وزَخْرَفَهُ زينه. و « النَّجَّادُ » بالتشديد : الذي يعالج الفرش والوسائد ويخيطها. و « النِّجَادُ » بكسر النون مخففة : حمائل السيف يكنى به عن طول القامة ، فيقال هو طويل النِّجَاد أي القامة. و « النَّجْدَةُ » بفتح النون فالسكون : الشجاعة ، يقال نَجُدَ الرجلُ بالضم فهو نَجِدٌ ونَجِيدٌ والجمع أَنْجَادٌ مثل أيقاظ ، وجمع نَجِيد نَجْدَاء.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « أَمَّا بَنُو هَاشِمٍ فَأَنْجَادٌ ».

أي أشداء شجعان.

( ندد )

قوله تعالى : ( وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ) [ ٤١ / ٩ ] أي أمثالا ونظراء واحدهم نِدٌّ ، وهو المثل والنظير ، ومنه الدُّعَاءُ « وَكَفَرْتُ بِكُلِ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللهِ ».

قال الهمداني في كتاب الألفاظ : الأَنْدَادُ والأَضْدَاد والأَكْفَاء والنُّظَرَاء والأَشْبَاه والأَقْرَان والأَمْثَال والأَشْكَال نظائر ، وعن الراغب النِّدُّ يقال فيما يشارك في الجوهرية فقط ، والشَّكْلُ يقال فيما يشارك في القدر والمساحة ، والشِّبْهُ

١٤٩

يقال فيما يشارك في الكيفية فقط ، والمساوي فيهما يشارك في الكمية فقط ، والمِثْلُ عام في الألفاظ كلها. و « نَدَّ البعيرُ » من باب ضرب نَدّاً ونِدَاداً بالكسر ونَدِيداً : نفر وذهب على وجهه شاردا ، والجمع نَوَادُّ ومنه قراءة بعضهم يَوْمَ التَّنادِّ بتشديد الدال ، أي الفرار. ومنه حَدِيثُ أَوْلِيَاءِ اللهِ « فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَادٍّ ».

أي مطرود ذاهب لوجهه ، إما لإنكاره المنكر أو لقلة صبره على مشاهدته.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنْ أَفْلَتَكَ شَيْءٌ مِنَ الصَّيْدِ أَوْ نَدَّ فَارْمِهِ بِسَهْمِكَ ».

ومِنْهُ « ذَهَبَتِ الشَّاةُ مُتَحَيِّرَةٌ نَادَّةٌ ».

أي نافرة شاردة على وجهها. ونَدَّ القوم من باب قتل : اجتمعوا ، ومنه النَّادِي ، وهو مجلس القوم ومتحدثهم. والنَّادُّ والنَّادِي : الداهية. ومنه الْحَدِيثُ « الْإِمَامُ مَفْزَعُ الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ النَّادِّ ».

ونَدِيَ الشيءُ : إذا ابتل فهو نَدٍ ، مثل تعب. وأرض نَدِيَّة : فيها نداوة ورطوبة.

وَفِي حَدِيثِ جَرِيدَتَيِ الْمَيِّتِ « يُخَفَّفُ بِهِمَا عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِمَا نَدَاوَةٌ ».

أي بلة ورطوبة.

( نرد )

فِي الْحَدِيثِ « لَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ صَاحِبِ النَّرْدِ » (١).

النَّرْدُ هو النردشير الذي هو من موضوعات سابور بن أردشير بن بابك أردشير أول ملوك الساسانيه ، شبه رقعته بوجه الأرض والتقسيم الرباعي بالكعاب الأربعة ، والرقوم المجعولة ثلاثين بثلاثين يوما ، والسواد والبياض بالليل والنهار ، والبيوت الاثني عشرية بالشهور ، والكعاب بالأقضية السماوية للعب بها والكسب. و « نَرْدَشِيرُ » معرب وشِير معناه حلو. ومنه الْحَدِيثُ « مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرَ فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَدَمِهِ ».

أراد تصوير قبحه تنفرا عنه كتشبيه وجه المجدور بسلحة جامدة نقرتها الديكة وفِيهِ « النَّرْدُ أَشَدُّ مِنَ الشِّطْرَنْجِ » و « اللَّاعِبُ بِالنَّرْدِ ».

__________________

(١) الكافي ج ٧ صلى الله عليه وآله ٣٩٦.

١٥٠

( نشد )

فِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ « أَنْشُدُكَ دَمَ الْمَظْلُومِ ».

هو بفتح همزة وضم شين متعديا إلى مفعولين أو مضمنا ، أي أطلب منك وأسألك بحقك أن تأخذ بدم المظلوم يعني الحسين بن علي عليه السلام وتنتقم من قاتله ومن الذين أسسوا أساس الجور والظلم عليه وعلى أهل البيت عليهم السلام.

وَفِي الْخَبَرِ « نَشَدْتُكَ اللهَ وَالرَّحِمَ ».

أي سألتك بالله وبالرحم. ونَشَدْتُكَ بالله إلا فعلت : معناه ما أطلب منك إلا فعلك ، ويقال نَشَدْتُكَ اللهَ وبالله ونَاشَدْتُكَ أي سألتك وأقسمت عليك وأَنْشَدَ الشعرَ إِنْشَاداً ، وهو النَّشِيدُ فعيل بمعنى مفعول. ونَشِيدُ الشعر : قراءته.

وَفِي الْخَبَرِ « نَهَى عَنْ تَنَاشُدِ الْأَشْعَارِ ».

وهو أن ينشد كل واحد صاحبه نشيدا لنفسه أو لغيره افتخارا أو مباهاة أو على وجه التفكه بما يستطاب منه ، وأما ما كان في مدح حق فهو خارج عن الذم بل هو مستحب كما صرحت به الأخبار.

( نضد )

قوله تعالى : ( لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ ) [ ٥٠ / ١٠ ] يعني نضد بعضه على بعض يقال نَضَدْتُهُ نَضْداً من باب ضرب : جعلت بعضه على بعض ، وإنما يقال نَضِيد ما دام في كفراه فإذا انفتح فليس بنضيد. ومثله قوله تعالى : ( وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ) [ ٥٦ / ٢٩ ] أي نضد بالحمل من أسفله إلى أعلاه ، فليست له ساق بارزة ـ قاله الشيخ أبو علي (١). والنَّضَدُ بالتحريك : متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض ، والجمع أَنْضَادٌ.

( نفد )

قوله تعالى : ( لَنَفِدَ الْبَحْرُ ) [ ١٨ / ١٠٩ ] أي فني ولم يبق منه شيء ، من قولهم : نَفِدَ الشيءُ يَنْفَدُ من باب تعب : فني وانقطع.

( نقد )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ أَرَادَ أَنْ تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ فَلْيَتَّخِذِ النُّقُدَ مِنَ الْعَصَا ».

النُّقُدُ

__________________

(١) مجمع البيان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٢١٨.

١٥١

عصا لوز مُرٍّ ـ قاله الصدوق (١). والنَّقْدُ : نقد الدراهم ، يقال ونَقَدْتُ له الدراهمَ : أعطيته ، فَانْتَقَدَهَا أي قبضها ونَقَدْتُ الدراهمَ وانْتَقَدْتُهَا : إذا خرجت منها الزيف. وبيع النَّقْدِ : هو بيع الحال بالحال. و « النَّقَدُ » بالتحريك : جنس من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه تكون بالبحرين ـ قاله الجوهري (٢).

( نكد )

« عيش نَكِدٌ » أي قليل عسر ، يقال نَكِدَ عيشهم بالكسر ـ من باب تعب يَنْكَدُ نَكَداً : اشتد. ونَكِدَتِ الركية : قل ماؤها. ورجل نَكِدٌ : أي عسر. وقوم أَنْكَادٌ : إذا تعاسروا. وعطاء نَكِدٌ : أي قليل نزر.

( نمرد )

« نُمْرُود » بالضم من الجبابرة معروف.

( نهد )

فِي الْحَدِيثِ « فَنَهَدَ إِلَيَّ ».

أي نهض وتقدم. ومنه نَهَدْتُ إلى العدو نَهْداً ـ من بابي قتل ونفع ـ : أي نهضت وبرزت ، والفاعل نَاهِدٌ ، والجمع نُهَّادٌ مثل كافر وكفار. ونَهَدَ الثديُ نُهُوداً من باب قعد ونفع لغة : كعب وأشرف ، وسمي الثدي « نَهْداً » لارتفاعه. و « نَهْدٌ » بالفتح فالسكون : قبيلة من اليمن. و « نَهَاوَنْدُ » مثلثة النون : بلد من بلاد الجبل قرب همدان (٣).

__________________

(١) معاني الأخبار ص.

(٢) وفي حياة الحيوان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٣٤٣ : النقد بفتح النون والقاف ومعناه الغنم ، واحدتها نقدة وجمعها نقاد.

(٣) في معجم البلدان ج ٥ صلى الله عليه وآله ٣١٣ : هي مدينة عظيمة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام ... يقال إنها من بناء نوح ، أي نوح وضعها ، وإنما سميت نوح أوند فخففت وقيل نهاوند ، وقال حمزة أصلها بنوهاوند ، فاختصروا منها ومعناه الخير المضاعف.

١٥٢

والهيثم بن أبي مسروق النَّهْدِيُ من رواة الحديث (١).

باب ما أوله الواو ( وأد )

قوله تعالى : ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) [ ٨١ / ٨ ] المَوْؤُدَة بنت تدفن حية ، وكانت كندة تدفن البنات.

وَعَنِ الصَّادِقِ عليه السلام وَإِذَا الْمَوَدَّةِ سُئِلْتَ بِفَتْحِ الْمِيمُ وَالْوَاوُ.

قيل والمراد بِالْمَوْؤُدَة الرحم والقرابة وإنه تسأل قاطعها سبب قطعها (٢)

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّهُ قَالَ : هُوَ مَنْ قُتِلَ فِي مَوَدَّتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ (٣).

وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : يَعْنِي قَرَابَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَمَنْ قُتِلَ فِي جِهَادٍ.

وَفِي الْخَبَرِ « أَنَّهُ نَهَى عَنْ وَأْدِ الْبَنَاتِ ».

أي قتلهن ، لأنهم كانوا في الجاهلية يدفنونهن وهن حيات في التراب. و « التُّؤَدَة » بضم التاء كهُمَزَة من الوَئِيد ، وهي السكون والرزانة والتأني والمشي بثقل ، ويقال التُّؤَدَةُ محمودة في غير أمر الآخرة ، أما فيه فلا ، يشهد له قوله ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ ) و ( سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ). ويقال « ايتَأَدَ في مشيته » أي اقتصد. وايتَئِدْ في أمرك : أي تثبت ، وأصل الياء واو.

( وتد )

قوله تعالى : ( وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ ) [ ٣٨ / ١٢ ] جمع وَتِد بالكسر وهو أفصح من الفتح ، قيل كان إذا عذب رجلا بسطه على الأرض أو على خشب ووَتَّدَ يديه ورجليه

__________________

(١) اسم أبي مسروق عبد الله النهدي ، والهيثم كوفي قريب الأمر له كتاب نوادر انظر رجال النجاشي صلى الله عليه وآله ٣٤١.

(٢) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٤٣١.

(٣) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٤٣١.

١٥٣

بأربعة أوتاد ثم تركه على حاله. و « الوَتِدَانِ » في الأذنين اللذان في باطنهما كأنه وتد ـ قاله الجوهري.

( وجد )

قوله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً ) [ ٥٨ / ٢٢ ] الآية. قال الشيخ أبو علي : هو من التخييل ، أي من الممتنع المحال أن تجد قوما يوالون من خالف الله ورسوله ، والغرض أنه لا ينبغي أن يكون ذلك ، وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال مبالغة في النهي عنه. قوله : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ) [ ٩٣ / ٦ ] قال المفسر : هو من الوجود الذي بمعنى العلم ، والمنصوب مفعول وجد ، والمعنى ألم تكن يتيما وذلك

أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ وَهُوَ جَنِينٌ أَوْ بَعْدَ مُدَّةِ قَلِيلَةٍ عَلَى اخْتِلَافِ الرِّوَايَةِ فِيهِ ، وَمَاتَتْ أُمُّهُ وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ ، فَآوَاهُ اللهُ بِجَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَبِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ وَفَاةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَحَبَّبَهُ إِلَيْهِ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ أَوْلَادِهِ وَكَفَلَهُ وَرَبَّاهُ ، وَلَمَّا مَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَانَ ابْنَ ثَمَانِ سِنِينَ.

قوله : ( فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا ) [ ٤ / ٤٣ ] الآية. قال بعض المفسرين : يمكن أن يراد بعدم وجدان الماء عدم التمكن من استعماله وإن كان موجودا ، فيسري الحكم إلى كل من لا يتمكن من استعماله كفاقد الثمن أو الآلة أو الخائف من لص أو سبع ونحوهم. قال : وهذا التفسير وإن كان فيه تجوز إلا أنه هو المستفاد من كلام محققي المفسرين من الخاصة والعامة ـ انتهى ، وهو جيد. قوله : ( لَتَجِدَنَ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً ) [ ٥ / ٨٢ ] الآية قال المفسر : اللام في لَتَجِدَنَ لام القسم والنون دخلت لتفصل بين الحال والاستقبال. قال : وهذا مذهب الخليل وسيبويه. و ( عَداوَةً ) منصوب على التمييز. قوله : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً ) [ ٢٤ / ٣٣ ] قيل أي أسبابه ، والمراد بالنكاح ما ينكح به ، والمراد بِالوِجْدَانِ التمكن منه ، فعلى الأول نكاحا منصوب على المفعولية ، وعلى الثاني بنزع الخافض ،

١٥٤

أي من نكاح. قوله : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) [ ٦٥ / ٦ ] بالضم أي من سعتكم ومقدرتكم.

وَفِي الْحَدِيثِ « فَرَضَ الْحَجَّ عَلَى أَهْلِ الْجِدَةِ » (١).

بتخفيف الدال وهو الغنى وكثرة المال والاستطاعة ، يقال وَجَدَ يَجِدُ جِدَةً استغنى. والمَوْجِدَةُ : ما يجده الإنسان. و « الوَاجِدُ » من أسمائه تعالى ، وهو إما من الجِدَةِ وهو الغنى ، فيكون معناه الغنى الذي لا يفتقر إلى شيء ، وإما من الوُجُودِ ، وهو الذي لا يحول بينه وبين ما يريد حائل. والواجد : الغني القادر على الشيء. ووَجَدَ مطلوبَه يَجِدُهُ وُجُوداً ويَجُدُهُ بالضم لغة : ظفر به. ووَجَدَ عليه في الغضب مَوْجِدَةً ووَجْداً

وَفِي الدُّعَاءِ « أَسْأَلُكَ فَلَا تَجِدْ عَلِيِّ ».

أي لا تغضب علي من سؤالي. ووَجَدَ في الحزن وَجْداً بالفتح. وتَوَجَّدْتُ لفلان : حزنت له. ووَجَدَ ضالتَه وِجْدَاناً : إذا رآها ولقيها. ووَجَدَ بفلانة وَجْداً : أحبها حبا شديدا. وافتقر بعد وَجْدٍ : أي سعة. ووَجَدَ بعد فقر : استغنى. وأَوْجَدَهُ : أغناه. ومنه الدُّعَاءُ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَوْجَدَنِي بَعْدَ ضَعْفٍ ». أي قواني.

وَفِي الْحَدِيثِ « قِيلَ لِعَلِيٍّ عليه السلام كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ : كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ يَفْنَى بِبَقَائِهِ وَيَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ وَيُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِهِ » (٢).

قال الفاضل المتبحر ميثم : سببية البقاء للفناء والصحة للسقم تقريبهما إليهما وكونهما غايتين لهما وألما من الدنيا ، وإنما يؤتى المرء ويدخل عليه ما يكره منها.

وَفِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِ « لَوْ لَا أَنْ يَجِدَ الْمُؤْمِنُ فِي قَلْبِهِ لَعَصَّبْتُ الْكَافِرَ بِعِصَابَةٍ مِنْ حَدِيدٍ لَا يُصَدَّعُ رَأْسُهُ أَبَداً ».

قوله :

__________________

(١) الكافي ج ٤ صلى الله عليه وآله ٢٦٦.

(٢) نهج البلاغة ج ٣ صلى الله عليه وآله ١٧٧.

١٥٥

« يَجِدُ » أي يخطر بباله شيء. والوِجَادَةُ بالكسر بيت الضبع ، ومنه الْحَدِيثُ « انْجَحَرَ عَنِّي انْجِحَارَ الضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا ».

والوُجُودُ : خلاف العدم. واختلف في أنه عين الماهيات أم لا : فجمهور المتكلمين على أن الوُجُودَ زائد على الماهيات في الواجب والممكن والحكماء في الواجب عينه وفي الممكن زائد عليه ، ولعل هذا أقرب. وتحقيق البحث في محله. و « الوِجْدَانُ » من القوى الباطنة ، وكل ما يدرك بالقوة الباطنة يسمى الوِجْدَانِيَّاتِ.

( وحد )

قوله تعالى : ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً ) [ ٨٤ / ١١ ] أي لم يشركني في خلقه ، أو وَحِيداً لا مال له ولا بنين وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ : الوَحِيدُ وَلَدُ الزِّنَا ، وَهُوَ زُفَرُ.

وعن الشيخ أبو علي يعني الوليد بن المغيرة. قال : يريد ودعني وإياه وخل بيني وبينه فإني أجزيك في الانتقام منه عن كل منتقم. قوله : ( قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) الآية قال المفسر : أي بخصلة واحدة ، وفسرها بقوله ( أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى ) [ ٣٤ / ٤٦ ] على أنه عطف بيان لها ، وأراد بقيامهم إما القيام عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وتفرقهم عنه ، وإما الانتصاب في الأمر والنهوض فيه بالهمة ، والمعنى ( إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ ) إن فعلتموها أصبتم الحق ، هي أن تقوموا لوجه الله خالصا اثنين اثنين وواحدا وواحدا ( ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ) في أمر محمد وما جاء به بعدل وإنصاف من غير عناد ومكابرة ، إن هذا الأمر العظيم الذي تحته ملك الدنيا والآخرة لا يتصدى لادعاء مثله إلا أحد رجلين : إما مجنون لا يبالي باقتضاء حد إذا طولب بالبرهان عجز ، وإما عاقل كامل مرشح للنبوة ومؤيد من عند الله بالآيات والحجج ، وقد علمتم أن محمدا ما به من جنون بل علمتموه أرجح الناس عقلا وأصدقهم قولا وأجمعهم للمحامد. قال : وما للنفي ويكون استئناف كلام

١٥٦

تنبيها من الله تعالى على طريق النظر في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله.

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِهِ تَعَالَى : « وَاحِدِيُ الذَّاتِ وَاحِدِيُ الْمَعْنَى ».

بمعنى أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، وقيل وَاحِدِيُ المعنى أي الصفات ، فَرِضَاهُ ثوابه وسخطه عقابه من غير شيء يتداخله فيهيجه من حال إلى حال. وفِيهِ « الْوَاحِدُ بِلَا تَأْوِيلٍ ».

يعني من جميع الجهات واحد ، بخلاف سائر الأشياء فإن وحدتها باعتبار العدد. ومثله « كل مسمى بِالْوَحْدَةِ غيره قليل » يريد أنه لا يوصف بالقلة وإن كان واحدا ، وذلك أن الوَاحِدَ يقال لِمَعَان والمشهور منها هو كون الشيء مبدأ للكثرة يكون عَادّاً ومكيالا ، وهو الذي يلحقه القلة والكثرة الإضافيان ، فإن كل واحد بهذا المعنى هو قليل بالنسبة إلى الكثرة التي تصلح أن يكون مبدأ لها ، والمتصور لأكثر الناس كونه واحدا بهذا المعنى فلذلك نزهه عليه السلام عنه بذكر لازمه وهو القليل لظهور بطلان هذا اللازم في حقه تعالى واستلزام بطلانه بطلان الملزوم المذكور ـ كذا قرره بعض شراح الحديث. و « الوَاحِدُ تعالى » الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر.

وَفِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ الْجَوَادُ عليه السلام مَا مَعْنَى الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ : إِجْمَاعُ الْأَلْسُنِ عَلَيْهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ ).

والوَاحِدُ الأَحَد : اسمان دالان على معنى الوحدانية. والوَاحِدُ الحقيقي : ما يكون منزه الذات عن التركيب الخارجي والذهني. والفرق بين الوَاحِدِ والأَحَدِ على ما ذكره بعض الأعلام من وجوه : « الأول » ـ أن الوَاحِدَ هو المتفرد بالذات ، والأَحَدُ هو المتفرد بالمعنى. « الثاني » ـ أن الوَاحِدَ أعم موردا لكونه يطلق على من يعقل وغيره ، ولا يطلق الأَحَدُ إلا على من يعقل. » الثالث « أن الوَاحِدَ يدخل الضرب والعدد ، ويمتنع دخول الأَحَدِ في ذلك.

١٥٧

و « الوَاحِدُ » هو أول الأعداد ، ويجمع على أُحْدَان ووُحْدَان بضم الهمزة والواو. وفلان لا وَاحِدَ له : أي لا نظير له. وفلان أَوْحَدُ أهل زمانه : إذا لم يكن له فيهم مثل. وجاءوا وُحْدَاناً : أي متفردين جمع وَاحِد كراكب وركبان. ومن كلامهم » إن كنت لا بد فاعلا لها فَوَاحِدَةٌ « أي لا تفعل وإن فعلت فافعل واحدة. و « الوَاحِدَةُ » بفتح الواو الانفراد ، ويقال رأيته وَحْدَهُ ـ قاله الجوهري ، وهو منصوب عند أهل الكوفة على الظرف وعند أهل البصرة على المصدر ، كأنك تقول أَوْحَدْتُهُ برؤيتي إيحادا لم أر غيره ثم وضعت وحده هذا الموضع.

وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ » فَجَعَلْتُهُ فِي قَبْرٍ عَلَى حِدَةٍ ».

أي منفردا وحده ، وأصلها الواو فحذف من أولها وعوض عنها بالهاء في الآخر كعدة وزنة من الوعد والوزن. وأهلٌ بِالتَّوْحِيدِ : أي بنفي الشريك. وكلمة « التَّوْحِيدِ » تسمى كلمة الإخلاص. وقيل إنما سميت بذلك لأن من تمسك بما فيها اعتقادا وإقرارا كان مخلصا ، وقيل من قرأها على سبيل التعظيم.

وَفِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ الرِّضَا عليه السلام عَنِ التَّوْحِيدِ؟ فَقَالَ : كُلُّ مَنْ قَرَأَ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَآمَنَ بِهَا فَقَدْ عَرَفَ التَّوْحِيدَ. قَالَ السَّائِلُ : قُلْتُ كَيْفَ يَقْرَأُهَا؟ قَالَ : كَمَا يَقْرَأُهَا النَّاسُ وَزَادَ فِيهِ كَذَلِكَ اللهُ رَبِّي كَذَلِكَ اللهُ رَبِّي » (١).

والاتِّحَادُ : صيرورة الشيئين الموجودين شيئا واحدا ، وهو حقيقي ومجازي ، فالحقيقي منه ما كان بلا زيادة ولا نقصان وهو ممتنع في نفسه ، والمجازي صيرورتهما شيئا آخر بكون وفساد وهو من عوارض الأجسام.

( وخد )

الوخد : ضرب من سير الإبل سريع ـ قاله الجوهري وغيره. و « وَخْدَة » بفتح الواو وسكون الخاء :

__________________

(١) البرهان ج ٤ صلى الله عليه وآله ٥٢٣.

١٥٨

قرية من قرى خيبر.

( ودد )

قوله تعالى : ( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) [ ٨٥ / ١٤ ] الوَدُودُ من أسمائه تعالى ، وهو فعول بمعنى مفعول من الوُدِّ المحبة ، فالله تعالى مَوْدُودٌ أي محبوب في قلوب أوليائه ، أو هو فعول بمعنى فاعل ، أي الله يحب عباده الصالحين ، بمعنى يرضى عنهم. قوله : ( سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا ) [ ١٩ / ٩٦ ] أي محبة في قلوب الصالحين. قوله : ( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ ) [ ٢ / ٢٦٦ ] الآية. قال المفسر : هذا مثل لمن يعمل الأعمال الحسنة التي لا يبتغي بها وجه الله فإذا كان يوم القيامة وجدها محبطة لا ثواب عليها ، فيتحسر عند ذلك حسرة من كانت له جنة هذه صفتها وله أولاد صغار والجنة معاشهم فهلكت بالصاعقة قوله : ( وَلا تَذَرُنَ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ) [ ٧١ / ٢٣ ] هي أصنام للعرب من أعظم أصنامهم ، فوَدّ لكلب وسواع لهمدان ويغوث لمذحج ويعوق لمراد ونسر لحمير ، ولذلك سموا بعبد وَدٍّ وعبد يغوث. قوله : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) [ ٤٢ / ٢٣ ] أي لا أسألكم عليه إلا أن تودوا قرابتي وتصلوا أرحامهم.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمَوَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ ».

والوِدُّ والوُدُّ كسرا وضما المودة. والوَدُّ بالفتح مثله. والوَدُّ أيضا الوتد في لغة أهل نجد ـ قاله الجوهري. ووَدِدْتُ الرجل ـ من باب تعب أَوَدُّ : إذا أحببته ، والاسم المَوَدَّةُ. وتَوَدَّدَ إليه : تحبب إليه ، وهو وَدُودٌ أي محب يستوي فيه الذكر والأنثى. ووَدِدْتُ لو أنك تفعل كذا : أي تمنيت.

( ورد )

قوله تعالى : ( وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً ) [ ١٩ / ٨٦ ] قيل الوِرْدُ مصدر وَرَدَ يَرِدُ وِرْداً ووُرُوداً. والوِرْدُ بالكسر : الماء الذي يورد

١٥٩

والذي يرد عليه. وفي التفسير وِرْداً أي عطاشا. وقوله : ( بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ) [ ١١ / ٩٨ ] أي بئس الورد الذي يردونه النار ، لأن الوارد إنما يقصد لتسكين العطش وتبريد الأكباد والنار ضده. قوله : ( وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها ) [ ١٩ / ٧١ ]

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : « أَمَا تَسْمَعُ الرَّجُلَ يَقُولُ وَرَدْنَا مَاءَ بَنِي فُلَانٍ فَهُوَ الْوُرُودُ وَلَمْ يَدْخُلْهُ ».

قوله : ( فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ ) [ ١٢ / ١٩ ] أي الذي يتقدمهم إلى الماء ويسقى لهم. قوله : ( فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ ) [ ٥٥ / ٣٧ ] أي حمراء ، يعني تتقلب حمراء بعد أن كانت صفراء أو صارت كلون الورد تتلون كالدهان المختلفة جمع دهن.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ مَنْ شَرِبَ مُسْكِراً لَا وَاللهِ ».

أي لا يشرف علي. و « الوِرْدُ » كقِرْد : هو الجزء من قرأت وِرْدِي والجمع أَوْرَادٌ. والوِرْدُ أيضا : موافاة المكان والإشراف قبل دخوله ، يقال وَرَدْنَ الماء أي أشرفن عليه وربما يكون الوُرُودُ دخولا ، ومنه الْحَدِيثُ « الْحِيَاضُ تَرِدُهَا السِّبَاعُ ».

أراد تدخلها وتشرب منها مع احتمال إرادة الإشراف عليها. قال بعض شراح الحديث : والأول أصح. و « الوَرْدُ » بفتح فسكون : الذي يشم ، الواحدة وَرْدَة ، والجمع وُرُود. ومنه « قميص مُوَرَّدٌ وملحفة مُوَرَّدَةٌ » للذي صبغ على لون الورد ، وهو دون المضرج. و « بنات وَرْدَان » بفتح الواو دويبة تتولد في الأماكن الندية ، وأكثر ما تكون في الحمامات والسقايات ، ومنها الأسود والأبيض والأحمر والأصفر ـ قاله في حياة الحيوان (١). وفي غيره « بنات وَرْدَان » دود العذرة ووَرَدَ فلانٌ وُرُوداً : حضر.

( وسد )

الوِسَادُ : المتكأ والمخدة كَالْوِسَادَةِ.

__________________

(١) حياة الحيوان ج ٢ صلى الله عليه وآله ٤٠٤.

١٦٠