هي الحقيقة

قاسم عبد السلام كتمبو

هي الحقيقة

المؤلف:

قاسم عبد السلام كتمبو


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-70-6
الصفحات: ٦٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

Description: image001

١

٢

Description: image002

٣

٤



دليل الكتاب

مقدّمة المركز ..............................................................................  ٧

مقدّمة المؤلّف .............................................................................  ٩

هكذا نشأتُ ............................................................................  ١١

صفات طالب الحق ......................................................................  ١٢

معنى الشيعة .............................................................................  ١٣

نشأة التشيع .............................................................................  ١٨

الأئمة الاثنا عشر ........................................................................  ٢٠

مصادر التشريع عند الشيعة ..............................................................  ٢٦

الغلو ....................................................................................  ٢٨

التقيّة ....................................................................................  ٣٠

غاية التقية ...............................................................................  ٣٣

الشيعة والقرآن ..........................................................................  ٣٤

أدلّتنا على نفي التحريف ................................................................  ٤٠

الوضوء .................................................................................  ٤٢

غسل الأرجل أو مسحها في الوضوء .....................................................  ٤٣

أدلّة القائلين بالغسل .....................................................................  ٤٨

التوسل والزيارة .........................................................................  ٥٢

المصادر ..................................................................................  ٥٥

٥
٦

مقدّمة المركز

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة

والسلام على خاتم المرسلين محمّد وآله الميامين

من الثوابت المسلّمة في عملية البناء الحضاري القويم ، استناد الأُمّة إلى قيمها السليمة ومبادئها الأصيلة ، الأمر الذي يمنحها الإرادة الصلبة والعزم الأكيد في التصدّي لمختلف التحدّيات والتهديدات التي تروم نخر كيانها وزلزلة وجودها عبر سلسلة من الأفكار المنحرفة والآثار الضالّة باستخدام أرقى وسائل التقنية الحديثة.

وإن أنصفنا المقام حقّه بعد مزيد من الدقّة والتأمّل ، نلحظ أنّ المرجعيّة الدينية المباركة كانت ولا زالت هي المنبع الأصيل والملاذ المطمئن لقاصدي الحقيقة ومراتبها الرفيعة ، كيف ؟! وهي التي تعكس تعاليم الدين الحنيف وقيمه المقدّسة المستقاة من مدرسة آل العصمة والطهارة عليهم السلام بأبهى صورها وأجلى مصاديقها. هذا ، وكانت مرجعية سماحة آية الله العظمى السيّد علي الحسيني السيستاني ـ مد ظلّه ـ هي السبّاقة دوماً في مضمار الذبّ عن حمى العقيدة ومفاهيمها الرصينة ، فخطت بذلك خطوات مؤثّرة والتزمت برامج ومشاريع قطفت وستقطف أينع الثمار بحول الله تعالى.

٧

ومركز الأبحاث العقائدية هو واحد من المشاريع المباركة الذي أسّس لأجل مذهب أهل البيت عليهم السلام وتعاليمه الرفيعة.

ولهذا المركز قسم خاص يهتم بمعتنقي مذهب أهل البيت عليهم السلام على مختلف الجهات ، التي منها ترجمة ما تجود به أقلامهم وأفكارهم من نتاجات وآثار ـ حيث تحكي بوضوح عظمة نعمة الولاء التي منّ الله سبحانه وتعالى بها عليهم ـ إلى مطبوعات توزّع في شتّى أرجاء العالم.

وهذا المؤلّف ـ هي الحقيقة ـ الذي يصدر ضمن « سلسلة الرحلة إلى الثقلين » مصداق حيّ عملي بارز يؤكّد صحة هذا المدعى على أنّ الجهود مستمرّة في تقديم يد العون والدعم قدر المكنة لكلّ معتنقي المذهب الحقّ بشتّى الطرق والأساليب ، مضافاً إلى استقراء واستقصاء سيرة الماضين منهم والمعاصرين وتدوينها في « موسوعة من حياة المستبصرين » التي طبع منها عدّة مجلّدات لحدّ الآن ، والباقي تحت الطبع وقيد المراجعة والتأليف ، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يتقبّل هذا القليل بوافر لطفه وعنايته.

ختاماً نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير إلى كلّ من ساهم في إخراج هذا الكتاب ، ونخصّ بالذكر سماحة السيّد علي الرضوي الذي قام بمراجعته واستخراج مصادره ، والحمد لله ربّ العالمين.

محمّد الحسّون

مركز الأبحاث العقائدية ١٤٣١ ه‍

البريد الإلكتروني : muhammad@aqaed.com

الصفحة على الإنترنيت : www.aqaed.com/muhammad

٨



بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة المؤلّف

الحمد لله الذي شرح صدورنا لمعرفة الحقّ بعد الضلال ، ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ ) (١) ، والصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمّد وآله الأطهار.

إنّ الصفحات التي بين يديك ـ قارئي الكريم ـ هي أجوبة لأسئلة وشبهات علقت في أذهان بعض الأصدقاء الذين كنت أدرس معهم في بعض المدارس الإسلامية.

وإنّني أرجو من كلّ من يقرأ رسالتي هذه ـ وخاصّة الشباب المثقّف ـ أن ينصفونا وألاّ يقبلوا أيّة دعوى دون دليل أو برهان ، قال تعالى : ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (٢).

لقد جاء عصر النور والعلم ، وصار الإنسان المعاصر يقيم الدليل على كلّ أطروحة يقدّمها ، يقصد بذلك الحقّ والحقيقة ، فهي ضالته أنّى وجدها

__________________

(١) الأنعام (٦) : ١٢٢.

(٢) النمل (٢٧) : ٦٤.

٩

التقطها.

إليك أيها القارئ العزيز بعض مستنداتي عن الحقيقة التي أواجه بها ربّي : ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ) (١) ، ( فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (٢).



قاسم عبد السلام كِتِمبُو

أوغندا ـ جنجا

٢٠ شعبان / ١٤١٩ ه‍

__________________

(١) الشعراء (٢٦) : ٨٨

(٢) الزمر (٣٩) : (١٧) ١٨.

١٠

هكذا نشأتُ

في أوغندا الواقعة في شرق أفريقيا نشأت وترعرعت ، وكانت ولادتي سنة ١٩٧٣م ، وفي عام ١٩٨٨م أكملت الدروس الابتدائية ، وفي عام ١٩٨٩م التحقت بمعهد أهل البيت عليهم السلام الإسلامي للدراسات الإعدادية والثانوية ، في تلك الأجواء منّ الله عليّ بنعمة الهداية إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام.

وزدت تشبّثاً ويقيناً حينما قدّم لي بعض الأصدقاء أسئلة في هذا المجال ، منها :

١ ـ ما معنى الشيعة والتشيّع ، ومن هم أهل البيت ؟

٢ ـ من هم الأئمة الاثنى عشر ؟

٣ ـ ما معنى الغلو ؟

٤ ـ ما هي مصادر التشريع عند الشيعة ؟

٥ ـ ما هي عقيدة الشيعة في القرآن ؟

٦ ـ ما معنى التقية ؟

٧ ـ ما هو الصحيح في الوضوء : غسل الأرجل أم مسحها ؟

٨ ـ ما هو المذهب الوهابي؟

فدفعتني هذه الأسئلة للبحث ، ومن خلال ذلك انكشفت لي حقائق كثيرة كانت غائبة عنّي ، فازددت يقيناً وتمسّكاً بمذهبي الجديد.

١١

صفات طالب الحق

من الأمور التي أحببت أن أقدّمها إليك أيها القارئ العزيز ، هي الأسباب التي تساعد الباحث للوصول إلى الحقيقة التي منها :

أوّلاً : التحلّي بالآداب والتعاليم الإسلامية في القول والفعل ، وإيجاد المصداق لقوله تعالى : ( وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) (١).

الثاني : السعي وراء الهدف الأساسي وهو طلب الحقّ ثمّ اتّباعه : ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢).

الثالث : النظر إلى واقع الأُمور والتجرّد المطلق عن العصبيّات.

الرابع : الإنصاف في القول والحكم ، والاحتياط التام في نسبة أيّ قول أو عقيدة إلى أحد أوجهة إلاّ عن دليل وبرهان.

الخامس : الاعتماد على المسند الموثوق والمصدر الصحيح المعترف به عند الطرف المقابل.

__________________

(١) النحل (١٦) : ١٢٥.

(٢) يونس (١٠) : ٣٥.

١٢

معنى الشيعة

لم أنس أنّي أوّل ما تعرّفت على المعنى الدقيق لكلمة ( الشيعة ) هو عن طريق أحد أساتذتي ، إذ قصدته بعض الأيام لأسأله عن ذلك ، فقلت : أيها الشيخ الكريم ، قد قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) (١) ، وقد واجهت بعض الأسئلة حول الشيعة ، فأحببت أن استفيد منكم شيئاً في هذا المجال وعن المعنى اللغوي والاصطلاحي لكلمة ( الشيعة ) ؟

أجاب الشيخ قائلاً : الشيعة في اللغة بمعنى الأنصار والأتباع ، قال تعالى : ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) (٢) ، وقال تعالى : ( هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ) (٣).

ولو راجعنا كتب اللغة لوجدناها تتّفق على هذا المعنى.

جاء في لسان العرب : « والشيعة القوم الذين يجتمعون على الأمر... وقد غلب هذا الاسم على من يتولى علياً وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين ، فإذا قيل فلان من الشيعة عُرف أنّه منهم » (٤).

__________________

(١) الإسراء (١٧) : ٣٦.

(٢) الصافات (٢٧) : ٨٣.

(٣) القصص (٢٨) : ١٥.

(٤) لسان العرب ، ابن منظور ٨ : ١ (٨٨) ١٨٩ (( شيع )).

١٣

وقال في تاج العروس : « وكلّ من عاون إنساناً وتحزّب له فهو له شيعة قال الكميت : ومالي إلاّ أحمد شيعة...

وقال الأزهري : « الشيعة قوم يهوون هوى عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويوالونهم » (١).

فلفظ الشيعة والشيع والأشياع الوارد في القرآن الكريم قد استعمل في معناه اللغوي العام الذي أشارت إليه الكتب اللغوية.

أمّا معنى الشيعة في الاصطلاح فهو اسم يطلق على فريق من المسلمين يعتقدون بأن قيادة الأمّة الإسلامية هي من حقّ علي وأبنائه المعصومين بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ولا بأس بإلقاء نظرة على تعريف بعض العلماء والمحقّقين للشيعة :

قال الشهرستاني : « الشيعة هم الذين شايعوا عليّاً رضي الله عنه على الخصوص وقالوا بإمامته وخلافته نصّاً ووصيّةً » (٢) ،

وقال ابن حزم : « ومن وافق الشيعة في أنّ عليّاً رضي الله عنه أفضل الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأحقهم بالإمامة وولده من بعده

__________________

(١) تاج العروس ، الزبيدي ١١ : ٢٥٧ (( شيع )) ، وراجع معنى الشيعة في الصحاح للجوهري ٣ : ١٢٤ (( شيع )) ، القاموس المحيط ٣ : ٤٧ (( شيع )) ، مجمع البحرين ٢ : ٥٧١ (( شيع )).

(٢) الملل والنحل ١ : ١٤٦.

١٤

فهو شيعي... » (١).

وقال أبو الحسن الأشعري : « وإنّما قيل الشيعة ؛ لأنّهم شايعوا علياً ، ويقدّمونه على سائر أصحاب رسول الله » (٢).

ومن خلال التمعّن في مجموع هذه التعاريف (٣) ، التي تعدّ من أبرز التعاريف التي ذكرت للشيعة ، نستطيع أن نستخلص مجموعة من الأمور الدخيلة في بيان معنى التشيّع ، وبلورة مفهومه بشكل واضح ، وهي :

١ ـ أنّ التشيّع يعني تولّي أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أيها الناس ألستُ أولى منكم بأنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، فقال صلّى الله عليه وسلّم : « من كنت مولاه فهذا عليُّ مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه كيفما دار » (٤).

__________________

(١) الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ : ٩٠.

(٢) مقالات الإسلاميين : ١ : ٢.

(٣) وانظر تعاريف الشيعة في (( فرق الشيعة )) للنوبختي ص ١٧ ـ ١٨ ، هوية التشيع ، الدكتور أحمد الوائلي ١١ ـ ١٢ ، الشيعة في الميزان ، محمّد جواد مغنية : ١٥ ، دائرة معارف القرن العشرين ، فريد وجدي : ٥ : ٤٢٤ ـ ٤٢٥.

(٤) وهذا النص يعرف بنص الغدير ، وهو صحيح ومشهور جدّاً مسند أحمد ١ : ١١٩ و ١٥٢ و ٣٣١ و ج ٤ : ٢١٨ و ٣٧٠ و ٣٧٢ و ج ٥ : ٣٤٧ وسنن ابن ماجة

١٥

وجاء في سنن الترمذي بنفس المعنى عن رسول الله أنّه قال : « إنّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي » (١).

وفيه أيضاً : « من كنت مولاه فعلي مولاه » (٢).

٢ ـ إنّ النصّ الذي يعتقده الشيعة في أمير المؤمنين عليه‌السلام على قسمين :

إمّا أن يكون نصّاً جليّاً أو نصّاً خفيّاً ، وقد عرّفها شيخ الطائفة الطوسي بقوله : « ثمّ النصّ ينقسم قسمة أخرى على ضربين : أحدهما ـ تفرّد بنقله

__________________

١ : ٤٥ الحديث ١٢١ وفضائل الصحابة للنسائي : ١٤ والمستدرك على الصحيحين ٣ : ١٠٩ و ١١٠ و ١١٦ و ١٣٤ و ٣٧١ و ٥٣٣ ومجمع الزوائد للهيثمي ٧ : ١٧ و ج٩ : ١٠٣ باب (( قوله صلّى الله عليه وسلم من كنت مولاه )) وفتح الباري لابن حجر ٧ : ٦١. وقد صححه الألباني ، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة ج ٤ ، الحديث ١٧٥٠ ، حول هذا الحديث يقع في أحد عشر مجلّداً بعنوان « الغدير » فراجع.

(١) سنن الترمذي ٥ : ٢٩٦ ، ح ٣٧٩٦ ، وقال الفيروزآبادي في (( فضائل الخمسة )) ٢ : ٣ ، وأحمد في مسنده ٤ : ٤٣٨ باختلاف يسير ، وأبو داود في سننه : ١١١ ، وأبو نعيم في حليته : ٦ : ٣٢٠ الحديث ٨٧٨٣ ، والنسائي في خصائصه ٨٧ ـ ٨٨ و...

(٢) سنن الترمذي ٥ : ٢٩٧ الحديث ٣٧٩٧.

١٦

الشيعة الإمامية خاصة وإن كان في أصحاب الحديث من رواه على وجه نقل أخبار الآحاد ـ وهو النص الجليّ ، والآخر ـ المؤالف والمخالف وتلقاه جميع الأمّة بالقبول على اختلاف آرائهم ومذاهبهم. ولم يقدم أحد منهم على جحده وإنكاره ممّن يعتدّ بقوله ، وإن اختلفوا في تأويله ، والمراد منه ـ وهو النص الخفيّ... » (١).

٣ ـ إنّ المغالاة في أمير المؤمنين عليه‌السلام أو في أحدٍ من أهل بيته عليهم‌السلام لا تنسجم مع معنى التشيع والاتباع ، بل هي خروج عنه من الأساس.

__________________

(١) تلخيص الشافي ٢ : ٤٦.

١٧



نشأة التشيع

هناك روايات تؤكّد أنّ التشيع قد ظهر في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنّه صلّى الله عليه وسلّم هو واضع بذرة التشيع في الإسلام ، وقد روى ذلك علماء السنّة في كتبهم المعتمدة من طريق رواتهم الموثوق بهم :

عن ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبي صلّى الله عليه وسلّم فأقبل عليّ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : « والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة فنزل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١).

وقد ذكر المفسرون في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (٢) قول النبي صلّى الله عليه وسلّم : « هم عليّ وشيعته » (٣).

__________________

(١) الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ٦ : ٣٧٩.

(٢) سورة البيّنة (٩٨) : ٧.

(٣) جامع البيان للطبري ٣٠ : ٣٣٥ الحديث ٢٩٢٠٨ وشواهد التنزيل للحسكاني٢ : ٤٢٠.

١٨

وعن ابن عباس ، قال لمّا أنزل الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي : « هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين » (١).

__________________

(١) الصواعق المحرقة لأحمد بن حجر الهيتمي المالكي ٢ : ٤٦.

١٩



الأئمة الاثنا عشر

وهم الذين يخلفون النبي في جميع سلطاته ما عدا الوحي ، يقومون بقيادة الأمّة سياسياً وفكرياً ، وبالاستيلاء الذي وقع على الخلافة تمّ تنحية أوّل هؤلاء الأئمة عن مقامه الأوّل ، وكذلك سائر الأئمة واجهوا أنواع الظلم في حقهم وغصب الخلافة التي عيّنها الله لهم.

وقد ثبتت إمامة الأئمة الاثني عشر بنص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم ، وقد وردت أسماؤهم بتعيين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لهم في كتب الحديث الشيعية (١).

أمّا كتب الحديث السنيّة فقد ذكرت عددهم ، وما زال شارحو هذه الأحاديث يذهبون يميناً وشمالاً في تفسيرها ، ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري عن جابر بن سمرة ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : « يكون بعدي اثنا عشر أميراً ».

فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنّه قال : « كلّهم من قريش » (٢).

وقال صلّى الله عليه وسلّم : « لا زال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة ، أو

__________________

(١) راجع أصول الكافي ١ : ٥٢٧ الحديث٣ باب (( في ما جاء في الاثني عشر... )) وكفاية الأثر : ١٧١ والإمامة والتبصرة : ١٠٤ وعيون أخبار الرضا ١ : ٤٨.

(٢) صحيح البخاري ٨ : ١٢٧.

٢٠