مجمع البحرين - ج ٢

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٢

والْقَرْفَانُ من قذف بالبنات. وقد سبق الكلام فيهما.

(كمخ)

« الْكَامَخُ » بفتح الميم وربما كسرت : الذي يؤتدم به معرب ، والجمع كَوَامِخُ. ومنه « لَا بَأْسَ بِكَوَامِيخِ الْمَجُوسِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ » لَا بَأْسَ بِتَقْلِيدِ السَّيْفِ فِي الصَّلَاةِ فِيهِ الْغِرَاءُ وَالْكَيْمُخْتُ ».

بالفتح فالسكون وفسر بجلد الميتة المملوح ، وقيل هو الصاغري المشهور. وكَمَخَ بأنفه : إذا تكبر.

(كوخ)

« الْكُوخُ » بالضم : بيت من قصب بلا كوة ، والجمع أَكْوَاخٌ.

باب ما أوله اللام

(لبخ)

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ بَاتَ وَفِي جَوْفِهِ سَبْعُ وَرَقَاتٍ مِنَ الْهِنْدَبَاءِ أَمِنَ مِنْ لَبْخِ لَيْلَتِهِ » (١).

أي من مكروهها.

(لطخ)

لَطَخَهُ لَطْخاً فَتَلَطَّخَ : أي لوثه فتلوث. ومنه « لَطَخَ ثوبه بالمداد » من باب نفع. ولَطَخَ الخلوق من هذا الباب.

وَفِي الْحَدِيثِ » مِمَّا أَصَابَهُمْ مِنْ لَطْخِ أَصْحَابِ الْيَمَنِ ».

وفي السماء لَطْخٌ من سحاب : أي قليل منه. وشيء مُلَطَّخٌ بتشديد الطاء فيه لَطْخٌ.

__________________

(١) كذا في الكتاب ، واللبخ جاء بمعنى الضرب والقتل ، والمعنى المناسب للحديث هو الثاني ، إلا أن الحديث جاء في الكافي ج ٦ ص٣٦٢ ومكارم الأخلاق ص ٢٠١ هكذا : « أَمِنَ مِنَ الْقُولَنْجِ لَيْلَتَهُ ».

٤٤١

باب ما أوله الميم

(مخخ)

الْمُخُ : الذي يكون في العظم ، وربما سموا الدماغ مُخّاً. ومنه الدُّعَاءُ « سَجَدَ لَكَ مُخِّي وَعَصَبِي ».

ومُخُ كل شيء : خالصه.

وَفِي الْحَدِيثِ » الدُّعَاءُ مُخُ الْعِبَادَةِ ».

لأنه أصلها وخالصها لما فيه من امتثال أمر الله تعالى بقوله : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ولما فيه من قطع الأمل عما سواه ، ولأنه إذا رأى نجاح الأمور من الله قطع نظره من سواه ودعاه لحاجته ، وهذا هو أصل العبادة ، ولأن الغرض من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعاء.

(مرخ)

فيه ذكر الْمِرِّيخِ على فِعِّيل ، وهو نجم من الخُنَّس في السماء الخامسة.

وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنِ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ مِمَّ يَكُونَانِ؟ فَقَالَ لِي : « إِنَ الْمِرِّيخَ كَوْكَبٌ حَارٌّ وَزُحَلُ كَوْكَبٌ بَارِدٌ فَإِذَا بَدَا الْمِرِّيخُ فِي الِارْتِفَاعِ انْحَطَّ زُحَلُ وَذَلِكَ فِي الرَّبِيعِ ، فَلَا يَزَالانِ كَذَلِكَ كُلَّمَا ارْتَفَعَ الْمِرِّيخُ دَرَجَةً انْحَطَّ زُحَلُ دَرَجَةً ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْمِرِّيخُ فِي الِارْتِفَاعِ وَيَنْتَهِيَ زُحَلُ فِي الْهُبُوطِ ، فَيَجْلُوَ الْمِرِّيخُ فِي الِارْتِفَاعِ وَيَنْتَهِيَ زُحَلُ فِي الْهُبُوطِ فَلِذَلِكَ يَشْتَدُّ الْحَرُّ ، فَإِذَا كَانَ آخِرُ الصَّيْفِ وَأَوَّلُ الْخَرِيفِ بَدَا زُحَلُ فِي الِارْتِفَاعِ وَبَدَا الْمِرِّيخُ فِي الْهُبُوطِ ، فَلَا يَزَالانِ كَذَلِكَ كُلَّمَا ارْتَفَعَ زُحَلُ دَرَجَةً انْحَطَّ الْمِرِّيخُ دَرَجَةً حَتَّى يَنْتَهِيَ الْمِرِّيخُ فِي الْهُبُوطِ وَيَنْتَهِيَ زُحَلُ فِي الِارْتِفَاعِ ، فَيَجْلُوَ زُحَلُ وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ الشِّتَاءِ وَآخِرِ الْخَرِيفِ فَلِذَلِكَ يَشْتَدُّ الْبَرْدُ ، وَكُلَّمَا ارْتَفَعَ هَذَا هَبَطَ هَذَا وَكُلَّمَا هَبَطَ هَذَا ارْتَفَعَ هَذَا ، فَإِذَا كَانَ فِي الصَّيْفِ يَوْمٌ بَارِدٌ فَالْفِعْلُ فِي ذَلِكَ لِلْقَمَرِ وَإِذَا كَانَ فِي الشِّتَاءِ يَوْمٌ حَارٌّ فَالْفِعْلُ فِي ذَلِكَ لِلشَّمْسِ « ثُمَّ قَالَ عليه السلام : « هَذَا ( تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) وَأَنَا عَبْدُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ».

٤٤٢

(مسخ)

الْمَسْخُ : تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها ، يقال مَسَخَهُ الله قِردا.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَجُوزُ أَكْلُ شَيْءٍ مِنَ الْمُسُوخِ » (١).

الْمُسُوخُ كدروس وبخور ،

وَهِيَ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ الْقِرَدُ وَالْخِنْزِيرُ وَالْكَلْبُ وَالْفِيلُ وَالذِّئْبُ وَالْفَارَةُ وَالضَّبُّ وَالْأَرْنَبُ وَالطَّاوُوسُ وَالدُّعْمُوصُ وَالْجِرِّيُّ وَالسَّرَطَانُ وَالسُّلَحْفَاةُ وَالْوَطْوَاطُ وَالْعَنْقَاءُ وَالثَّعْلَبُ وَالدُّبُّ وَالْيَرْبُوعُ وَالْقُنْفُذُ (٢).

، ويُقَالُ إِنَّ الْمُسُوخَ جَمِيعَهَا لَمْ تَبْقَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ثُمَّ مَاتَتْ وَلَمْ تَتَوَالَدْ وَهَذِهِ الْحَيَوَانَاتُ عَلَى صُوَرِهَا ، سُمِّيَتْ مُسُوخاً عَلَى الِاسْتِعَارَةِ.

والله أعلم وفلان مَمْسُوخُ القلب ، من الْمَسْخِ وهو قلب الحقيقة من شيء إلى شيء.

وَفِي الْحَدِيثِ » يُحَوِّلُ اللهُ رَأْسَهُ حِمَاراً ».

قيل معناه يجعله بليدا. وعن الخطابي : يجوز الْمَسْخُ في هذه الأمة فيجوز حمله على ظاهره.

(ملخ)

فِي الْخَبَرِ « يَمْلَخُ فِي الْبَاطِلِ مَلْخاً ».

أي يمر فيه مرا سهلا. ومَلَخَ في الأرض : إذا ذهب فيها. وامْتَلَخْتُ الذراع : أي استخرجتها.

باب ما أوله النون

(نسخ)

قوله تعالى : ( ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ) [ ٢ / ١٠٦ ] قال الشيخ أبو علي : نَسْخُ الآية إزالتها بإبدال أخرى مكانها وإِنْسَاخُهَا الأمر بِنَسْخِهَا ونسؤها تأخيرها وإذهابها لا إلى بدل وإنساؤها أن يذهب بحفظها عن القلوب ، والمعنى أن كل آية تذهب بها على ما توجبه الحكمة وتقتضيه المصلحة من إزالة لفظها وحكمها معا أو من إزالة أحدهما

__________________

(١) الكافي ج ٦ ص ٢٤٧.

(٢) هذه مذكورات في حديث في الكافي ج ٦ ص ٢٤٦.

٤٤٣

إلى بدل أو لا إلى بدل ( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها ) للعباد ، أي بلآية العمل بها أحوز للثواب أو مثلها في ذلك (١).

قوله : ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) [ ٤٥ / ٢٩ ] أي نثبت ما كنتم تعملون ، أو نأخذ نُسْخَتَهُ. نقل أن الملكين يرفعان عمل الإنسان صغيره وكبيره فيثبت الله له ما كان من ثواب أو عقاب ويطرح منه اللغو نحو هلم واذهب وتعال. والنَّسْخُ : الإزالة ، ومنه الْحَدِيثُ « شَهْرُ رَمَضَانَ نَسَخَ كُلَّ صَوْمٍ ».

أي أَزَاله ، يقال نَسَخَتِ الشمس الظل : أي أزالته. و « نَسَخْتُ الكتابَ » من باب نفع وانْتَسَخْتُهُ واسْتَنْسَخْتُهُ أي نقلته. ونَسْخُ الآية بالآية : إزالة حكمها بها ، فالأولى مَنْسُوخَةٌ والثانية نَاسِخَةٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَمْرُ النَّبِيِّ ص مِثْلُ الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَمَنْسُوخٌ » قوله نَاسِخٌ هو خبر ثان أو خبر مبتدإ محذوف أي بعضه نَاسِخٌ وبعضه مَنْسُوخٌ.

والنَّسْخُ الشرعي : إزالة ما كان ثابتا من الحكم بنص شرعي ، ويكون في اللفظ وفي الحكم أو في أحدهما سواء فعل كما هو في أكثر الأحكام أو لم يفعل ، وهو في القرآن والحديث النبوي إجماعي من أهل الإسلام ، وآية القبلة والعدة والصدقة والثبات تشهد لذلك ، وقد يُنْسَخُ من الكتاب التلاوة لا الحكم كآية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله ، فإن حكمها باق وهو الرجم إذا كانا محصنين ، وبالعكس كآية الصدقة والثبات وهما معا كما فِي الْخَبَرِ الْمَرْوِيِّ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مُحَرِّمَاتٌ وبِالْأَشَقِّ كَعَاشُورَاءَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ.

وتَنَاسُخُ الأزمنة والقرون : تتابعها وتداولها ، لأن كل واحد ينسخ حكم ذلك الثبوت ويغيره إلى حكم مختص هو له.

و « التَّنَاسُخُ » الذي أطبق على بطلانه المسلمون هو ما مر في « روح » من تعلق الأرواح إلى آخر ما ذكر هناك.

قال الفخر الرازي نقلا عنه : إن

__________________

(١) مجمع البيان ج ١ ص ١٧٩ ـ ١٨٢.

٤٤٤

المسلمين يقولون بحدوث الأرواح وردها في الأبدان لا في العالم ، والتَّنَاسُخِيَّةُ يَقُولُونَ بقدمها وردها إليها في هذا العالم وينكرون الآخرة والجنة والنار وإنما كفروا من هذا الإنكار. والتَّنَاسُخُ في الميراث : أن يموت ورثة بعد ورثة وأصل الميراث قائم لم يقسم ، فلا تقسم على حكم الميت الأول بل على حكم الثاني وكذا ما بعده.

(نضخ)

قوله تعالى : ( فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ ) [ ٥٥ / ٦٦ ] أي فوارتان بالماء. و « النَّضْخُ » بالخاء المعجمة أكثر من النضح بالمهملة كما مر ، فهو أبلغ. ومنه « نَضَخْتُ الثوب » من بابي ضرب ونفع : إذا بللته. وانْتَضَخَ الماء : رشش. وغيث نَضَّاخٌ : أي غزير.

(نفخ)

قوله تعالى : ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) [ ١٥ / ٢٩ ] ومعناه أحييته ، إذ ليس ثم نَفْخٌ ولا مَنْفُوخٌ فيه وإنما هو تمثيل. قوله : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ) [ ١٨ / ٩٩ ] قيل هو من قبيل النَّفْخِ في الزق والنَّفْخِ في النار. قوله : ( ثُمَ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى ) [٣٩ / ٦٨ ] قيل النَّفْخَةُ الأولى نَفْخَةُ الإماتة والثانية نَفْخَةُ الإحياء.

وَرُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ : سُئِلَ عَنْ النَّفْخَتَيْنِ كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ : مَا شَاءَ اللهُ. فَقِيلَ لَهُ : فَأَخْبِرْنِي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ص كَيْفَ يُنْفَخَ فِيهِ؟ فَقَالَ : أَمَّا النَّفْخَةُ الْأُولَى فَإِنَّ اللهَ يَأْمُرُ إِسْرَافِيلَ فَيَهْبِطُ إِلَى الدُّنْيَا وَمَعَهُ الصُّوَرُ وَلِلصُّورِ رَأْسٌ وَاحِدٌ وَطَرَفَانِ وَبَيْنَ طَرَفِ كُلِّ رَأْسٍ مِنْهُمَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. قَالَ : فَإِذَا رَأَتِ الْمَلَائِكَةُ إِسْرَافِيلَ وَقَدْ هَبَطَ إِلَى الْأَرْضِ وَمَعَهُ الصُّورُ قَالُوا : قَدْ أَذِنَ اللهُ فِي مَوْتِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَفِي مَوْتِ أَهْلِ السَّمَاءِ. قَالَ : فَيَهْبِطُ إِسْرَافِيلُ بِحَضْرَةِ

٤٤٥

بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَيَسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةُ [ فَإِذَا رَأَوْهُ أَهْلُ الْأَرْضِ. قَالُوا أَذِنَ اللهُ فِي مَوْتِ أَهْلِ الْأَرْضِ. قَالَ ] : فَيَنْفُخُ فِيهِ نَفْخَةً فَيَخْرُجُ الصَّوْتُ مِنَ الطَّرَفِ الَّذِي يَلِي الْأَرْضَ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ ذُو رُوحٍ إِلَّا صَعِقَ وَمَاتَ ، وَيَخْرُجُ الصَّوْتُ مِنَ الطَّرَفِ الَّذِي يَلِي السَّمَاءَ فَلَا يَبْقَى فِي السَّمَاءِ ذُو رُوحٍ إِلَّا صَعِقَ وَمَاتَ إِلَّا إِسْرَافِيلَ [ فَيَمْكُثُونَ فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ ] قَالَ : فَيَقُولُ اللهُ لِإِسْرَافِيلَ « يَا إِسْرَافِيلُ مِتْ » فَيَمُوتُ ، فَيَمْكُثُونَ فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ السَّمَاوَاتِ فَتَمُورُ مَوْراً وَيَأْمُرُ الْجِبَالَ فَتَسِيرُ سَيْراً ، وَهُوَ قَوْلُهُ : ( يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً ) [ ٥٢ / ٩ ] يَعْنِي يُبْسَطُ وَ ( تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ) [ ١٤ / ٤٨ ] يَعْنِي بِأَرْضٍ لَمْ تُكْتَسَبْ عَلَيْهَا الذُّنُوبُ بَارِزَةً لَيْسَ عَلَيْهَا جِبَالٌ وَلَا نَبَاتٌ كَمَا دَحَاهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، وَيُعِيدُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ كَمَا كَانَ أَوَّلَ مَرَّةٍ مُسْتَقِلًّا بِعَظَمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. قَالَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ يُنَادِي الْجَبَّارُ بِصَوْتٍ مِنْ قَبْلِهِ جَهْرَوِيٍّ يُسْمِعُ أَقْطَارَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) فَلَمْ يُجِبْهُ مُجِيبٌ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ تَعَالَى مُجِيباً لِنَفْسِهِ » ( لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) ، أَنَا قَهَرْتُ الْخَلَائِقَ كُلَّهُمْ فَأَمَتُّهُمْ ، [ أَنِّي أَنَا اللهُ ] لا إِلهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِي لَا شَرِيكَ لِي وَلَا وَزِيرَ لِي ، أَنَا خَلَقْتُ خَلْقِي وَأَنَا أَمَتُّهُمْ بِمَشِيَّتِي وَأَنَا أُحْيِيهِمْ بِقُدْرَتِي ». قَالَ : فَيَنْفُخُ الْجَبَّارُ نَفْخَةً فِي الصُّورِ فَيَخْرُجُ الصَّوْتُ مِنْ إِحْدَى الطَّرَفَيْنِ الَّذِي يَلِي السَّمَاوَاتِ فَلَا يَبْقَى فِي السَّمَاوَاتِ أَحَدٌ إِلَّا حَيِيَ وَقَامَ كَمَا كَانَ وَيَعُودُونَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَتُحْضَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ وَيُحْشَرُ الْخَلَائِقُ لِلْحِسَابِ. قَالَ : فَرَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَبْكِي عِنْدَ ذَلِكَ بُكَاءً شَدِيداً (١).

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى عليه السلام عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ ».

وعلل بأنه يبذر من ريقه فيقع فيه فربما شرب من بعده غيره فيتأذى منه.

وَفِي الْمَكَارِمِ » النَّفْخُ فِي الطَّعَامِ يُذْهِبُ

__________________

(١) تفسير عليّ بن إبراهيم ص ٥٨٠ ـ ٥٨١ والزّيادات منه.

٤٤٦

الْبَرَكَةَ » (١).

ونَفْخُ الشيطان : وسوسته. ومِنْهُ : « أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْخِهِ ».

والنَّفْخَةُ واحدة النَّفَخَاتِ.

وَفِي الْحَدِيثِ « يُكْرَهُ ثَلَاثُ نَفَخَاتٍ : فِي مَوْضِعِ السُّجُودِ ، وَعَلَى الرُّقَى ، وَعَلَى الطَّعَامِ الْحَارِّ ».

ولعل العلة غير خفية. وانْتَفَخَ الشيء : إذا علا ، ومِنْهُ » انْتَفَخَ النَّهَارُ ».

وانْتَفَخَتِ الميتة علا جلدها عن العادة كالورم. ورجل مُنْتَفِخٌ : أي سمين.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام » مَا بَقِيَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نَافِخُ ضَرْمَةٍ ».

أي أحد لأن النار ينفخها صغير وكبير وذكر وأنثى. والْمِنْفَاخُ بالكسر : الذي يُنْفَخُ به. ونَفَخَهُ فَانْتَفَخَ : أي علا.

(نوخ)

أَنَخْتُ الجمل فَاسْتَنَاخَ : أي أبركته فبرك. ومثله أَنَاخَ الرجل الجمل إِنَاخَةً فَاسْتَنَاخَ. ومُنَاخُ رُكَّابٍ : موضع إِنَاخَةِ الرُّكَّابِ. وتَنُوخُ بتخفيف النون حي من اليمن.

باب ما أوله الواو (وبخ)

فِي الْحَدِيثِ » أَنَّ اللهَ سَنَّ مِنَ الْمُنَافِقِينَ تَوْبِيخاً لِلْمُنَافِقِينَ ».

أي تهديدا لهم وتأنيبا ، من قولهم وَبَّخَهُ تَوْبِيخاً : إذا لامه وهدده على عدم الفعل.

(وسخ)

فِي الْحَدِيثِ » الصَّدَقَةُ أَوْسَاخُ النَّاسِ ».

الْأَوْسَاخُ جمع الْوَسَخِ أعني الدرن ، يقال وَسِخَ الثوب كوجل يَوْسَخُ وتَوَسَّخَ واتَّسَخ كله بمعنى.

__________________

(١) مكارم الأخلاق ص ١٦٧.

٤٤٧

باب ما أوله الياء

(يفخ)

« الْيَافُوخُ » بالياء المثناة التحتانية وبعد الياء فاء وقبلها ألف ثم واو وفي آخره خاء معجمة : هو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل إذا كان قريب العهد في الولادة. وفي بعض كتب أهل اللغة الْيَافِيخُ والْيَافُوخُ : أعلى الدماغ ، وجمعه يَآفِيخُ كمصابيح. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « أَنْتُمْ لَهَامِيمُ الْعَرَبِ وَيَآفِيخُ الشَّرَفِ » (١).

يريد أنتم الأشراف الأعلون.

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٢٠٥.

٤٤٨

فهرس الكتاب

كتاب الباء

الموضوع

الصفحة

الموضوع

الصفحة

باب ما أوله الألف

٥

باب ما أوله الصاد

٩٦

باب ما أوله الباء

١٠

باب ما أوله الضاد

١٠٣

باب ما أوله التاء

١١

باب ما أوله الطاء

١٠٨

باب ما أوله الثاء

١٦

باب ما أوله الظاء

١١٣

باب ما أوله الجيم

٢١

باب ما أوله العين

١١٣

باب ما أوله الحاء

٢٩

باب ما أوله الغين

١٣٠

باب ما أوله الخاء

٤٨

باب ما أوله القاف

١٣٨

باب ما أوله الدال

٥٤

باب ما أوله الكاف

١٥٠

باب ما أوله الذال

٥٧

باب ما أوله اللام

١٦٤

باب ما أوله الراء

٦٣

باب ما أوله النون

١٦٨

باب ما أوله الزاي

٧٨

باب ما أوله الواو

١٧٩

باب ما أوله السين

٧٩

باب ما أوله الهاء

١٨٣

باب ما أوله الشين

٨٥

باب ما أوله الياء

١٨٥

كتاب التاء

باب ما أوله الألف

١٨٩

باب ما أوله التاء

١٨٩

باب ما أوله الباء

١٨٩

باب ما أوله الثاء

١٨٩

٤٤٩

باب ما أوله الجيم

١٩٦

باب ما أوله العين

٢١١

باب ما أوله الحاء

١٩٧

باب ما أوله الغين

٢١١

باب ما أوله الخاء

١٩٩

باب ما أوله الفاء

٢١١

باب ما أوله الدال

٢٠٠

باب ما أوله القاف

٢١٢

باب ما أوله الذال

٢٠١

باب ما أوله الكاف

٢١٤

باب ما أوله الراء

٢٠١

باب ما أوله اللام

٢١٦

باب ما أوله الزاي

٢٠١

باب ما أوله الميم

٢١٨

باب ما أوله السين

٢٠٢

باب ما أوله النون

٢٢١

باب ما أوله الشين

٢٠٧

باب ما أوله الواو

٢٢٥

باب ما أوله الصاد

٢٠٨

باب ما أوله الهاء

٢٢٧

باب ما أوله الطاء

٢١٠

باب ما أوله العين

٢٢٨

كتاب الثاء

باب ما أوله الألف

٢٣٣

باب ما أوله الشين

٢٥٦

باب ما أوله الباء

٢٣٤

باب ما أوله الضاد

٢٥٧

باب ما أوله التاء

٢٣٨

باب ما أوله الطاء

٢٥٨

باب ما أوله الثاء

٢٣٩

باب ما أوله العين

٢٥٩

باب ما أوله الجيم

٢٤٣

باب ما أوله الغين

٢٦٠

باب ما أوله الحاء

٢٤٤

باب ما أوله الفاء

٢٦١

باب ما أوله الخاء

٢٥١

باب ما أوله الكاف

٢٦٢

باب ما أوله الدال

٢٥٣

باب ما أوله اللام

٢٦٢

باب ما أوله الراء

٢٥٤

باب ما أوله الميم

٢٦٤

٤٥٠

باب ما أوله النون

٢٦٥

باب ما أوله الهاء

٢٦٩

باب ما أوله الواو

٢٦٧

باب ما أوله الياء

٢٦٩

كتاب الجيم

باب ما أوله الألف

٢٧٣

باب ما أوله الصاد

٣١٣

باب ما أوله الباء

٢٧٦

باب ما أوله الضاد

٣١٤

باب ما أوله التاء

٢٨٠

باب ما أوله الطاء

٣١٥

باب ما أوله الثاء

٢٨٢

باب ما أوله العين

٣١٥

باب ما أوله الحاء

٢٨٣

باب ما أوله الفاء

٣٢١

باب ما أوله الخاء

٢٩٠

باب ما أوله القاف

٣٢٦

باب ما أوله الدال

٢٩٦

باب ما أوله الكاف

٣٢٦

باب ما أوله الذال

٣٠٢

باب ما أوله اللام

٣٢٧

باب ما أوله الراء

٣٠٢

باب ما أوله الميم

٣٢٩

باب ما أوله الزأي

٣٠٣

باب ما أوله النون

٣٣١

باب ما أوله السين

٣٠٩

باب ما أوله الواو

٣٣٤

باب ما أوله الشين

٣١٢

باب ما أوله الهاء

٣٣٦

كتاب الحاء

باب ما أوله الشين

٣٤١

باب ما أوله الجيم

٣٤٤

باب ما أوله الشين

٣٤١

باب ما أوله الدال

٣٤٨

باب ما أوله الشين

٣٤١

باب ما أوله الذال

٣٤٩

٤٥١

باب ما أوله الراء

٣٥١

باب ما أوله الفاء

٣٩٤

باب ما أوله الزاي

٣٦٦

باب ما أوله القاف

٤٠١

باب ما أوله السين

٣٦٦

باب ما أوله الكاف

٤٠٦

باب ما أوله الشين

٣٧٨

باب ما أوله اللام

٤٠٨

باب ما أوله الصاد

٣٨١

باب ما أوله الميم

٤١١

باب ما أوله الضاد

٣٩٠

باب ما أوله النون

٤١٦

باب ما أوله الطاء

٣٩٢

باب ما أوله الواو

٤٢٣

كتاب الخاء

باب ما أوله الألف

٤٢٩

باب ما أوله الضاد

٤٣٨

باب ما أوله الباء

٤٢٩

باب ما أوله الطاء

٤٣٨

باب ما أوله الخاء

٤٣٠

باب ما أوله الفاء

٤٣٨

باب ما أوله الدال

٤٣١

باب ما أوله الكاف

٤٤٠

باب ما أوله الراء

٤٣١

باب ما أوله اللام

٤٤١

باب ما أوله الزاي

٤٣٢

باب ما أوله الميم

٤٤٢

باب ما أوله السين

٤٣٣

باب ما أوله النون

٤٤٣

باب ما أوله الشين

٤٣٥

باب ما أوله الواو

٤٤٧

باب ما أوله الصاد

٤٣٧

باب ما أوله الياء

٤٤٨

٤٥٢