مجمع البحرين - ج ٢

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٢

عن حلائل الآباء ، وكل نكاح لهم فاسد ( إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ) فإنكم لا تؤاخذون به ، وقيل ( إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ) فدعوه فإنه جائز لكم. قال البلخي : وهذا خلاف الإجماع وما علم من دين الرسول ، وقيل معناه ولكن ما سلف فاجتنبوه ودعوه ، وقيل ( إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ) أي إلا بِالنِّكَاحِ الذي عقده آباؤكم بعينه من قبلكم فَانْكِحُوا إذا أمكنكم وذلك غير ممكن ، والغرض المبالغة في التحريم لأنه من باب تعليق المحال ، وقيل إنه استثناء من محذوف أي ( لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ ) فإنه قبيح حرام معاقب عليه ( إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ ) في الجاهلية فإنكم معذورون فيه. ونَكَحَ يَنْكِحُ من باب ضرب ، والنِّكَاحُ الوطء ، ويقال على العقد فقيل مشترك بينهما ، وقيل حقيقة في الوطء مجاز في العقد ، قيل وهو أولى إذ المجاز خير من الاشتراك عند الأكثر ، وهو في الشرع عقد لفظي مملك للوطء ابتداء ، وهو من المجاز تسمية للسبب باسم مسببه. وهل هو أفضل من التبتل للعبادة أم العكس ، ولا قائل بالمساواة ، قيل والحق الأول لِقَوْلِهِ ص « مَا اسْتَفَادَ امْرُؤٌ فَائِدَةً أَفْضَلَ مِنْ زَوْجَةٍ مُسْلِمَةٍ » ـ الحديث (١). ولأنه أصل العبادة وسبب لها مع كونه عبادة ، ولاشتماله على بقاء النوع مع العبادة بخلاف باقي المثوبات.

(نوح)

قوله تعالى : ( سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ ) [٣٧ / ٧٩ ] نُوحٌ هو النبي المشهور ابن لامك بن متوشخ بن اخنوخ ـ وهو إدريس النبي ـ وهو اسم منصرف مع العجمة والتعريف لسكون وسطه كلوط ، وقِيلَ سُمِّيَ نُوحاً لِأَنَّهُ كَانَ يَنُوحُ عَلَى نَفْسِهِ خَمْسَمِائَةِ عَامٍ ، وَنَحَّى نَفْسَهُ عَمَّا كَانَ فِيهِ قَوْمُهُ مِنَ الضَّلَالَةِ.

قِيلَ وَهُوَ أَوَّلُ نَبِيٍّ بَعْدَ إِدْرِيسَ ، وَكَانَ نَجَّاراً ، وَوُلِدَ فِي الْعَامِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ آدَمُ عليه السلام قَبْلَ مَوْتِ آدَمَ فِي الْأَلْفِ الْأُولَى وَبُعِثَ فِي الْأَلْفِ الثَّانِيَةِ وَهُوَ ابْنُ

__________________

(١) الكافي ج ٥ ص٣٢٧.

٤٢١

أَرْبَعِمِائَةِ.

وقِيلَ بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام عَاشَ نُوحٌ أَلْفَيْ سَنَةٍ وَخَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ وَمِنْهَا ثَمَانُ مِائَةٍ وَخَمْسُونَ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ وَأَلْفُ ( سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً ) فِي قَوْمِهِ يَدْعُوهُمْ وَسَبْعُمِائَةٍ بَعْدَ نُزُولِهِ مِنَ السَّفِينَةِ ، وَنَضَبَ الْمَاءُ وَمَصَّرَ الْأَمْصَارَ وَأَسْكَنَ وُلْدَهُ فِي الْبُلْدَانِ ، ثُمَّ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ جَاءَهُ وَهُوَ فِي الشَّمْسِ فَقَالَ « السَّلَامُ عَلَيْكَ » فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَقَالَ لَهُ : مَا جَاءَ بِكَ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ؟ قَالَ : جِئْتُ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ. فَقَالَ لَهُ : تَدَعُنِي أَتَحَوَّلُ مِنَ الشَّمْسِ إِلَى الظِّلِّ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَتَحَوَّلَ نُوحٌ فَقَالَ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ كَانَ مَا مَرَّ بِي مِنَ الدُّنْيَا مِثْلَ تَحَوُّلِي مِنَ الشَّمْسِ إِلَى الظِّلِّ فَامْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ.

وفِيهِ كَانَ بَيْنَ نُوحٍ النَّبِيِّ عليه السلام وَبَيْنَ آدَمَ عَشْرَةُ آبَاءٍ أَنْبِيَاءُ وَأَوْصِيَاءُ كُلُّهُمْ ، وَإِنَّمَا خَفِيَ ذِكْرُهُمْ فِي الْقُرْآنِ وَلَمْ يُسَمَّوْا كَمَا سُمِّيَ مَنِ اسْتَعَانَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لِأَنَّ قَابِيلَ أَتَى إِلَى هِبَةِ اللهِ بَعْدَ مَوْتِ آدَمَ فَقَالَ لَهُ : إِنَّ أَبِي قَدْ خَصَّكَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَا لَا أُخَصُّ أَنَا وَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي دَعَا بِهِ أَخُوكَ هَابِيلُ فَتُقُبِّلَ مِنْهُ قُرْبَانُهُ ، وَإِنَّمَا قَتَلْتُهُ لِكَيْ لَا يَكُونَ لَهُ عَقِبٌ يَفْتَخِرُونَ عَلَى عَقِبِي وَإِنَّكَ إِنْ أَظْهَرْتَ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي خَصَّكَ بِهِ أَبُوكَ شَيْئاً قَتَلْتُكَ كَمَا قَتَلْتُ أَخَاكَ هَابِيلَ ، فَلَبِثَ هِبَةُ اللهِ وَالْعَقِبُ مِنْهُ مُسْتَخْفِينَ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ حَتَّى بَعَثَ اللهُ نُوحاً فَقَوْلُهُ : ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ) [ ٢٦ / ١٠٥ ] يَعْنِي مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ عليه السلام مِمَّنْ كَانُوا لَا يُصَدِّقُونَ بِنُبُوَّتِهِمْ ، يَعْنِي الَّذِينَ قَبْلَ نُوحٍ وَلَمْ يُقِرُّوا بِنُبُوَّتِهِمْ.

ونَاحَتِ المرأة تَنُوحُ نَوْحاً ونِيَاحاً ، والاسم النِّيَاحَةُ بالكسر ، ونساء نَوَائِحُ ونَائِحَاتٌ. والتَّنَاوُحُ : التقابل ، ومنه سميت النَّوَائِحُ لأن بعضهن يقابل بعضا.

وَفِي حَدِيثِ خَدِيجَةَ : قَالَتْ سَمِعْتُ عَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام يَقُولُ : إِنَّمَا تَحْتَاجُ الْمَرْأَةُ فِي الْمَأْتَمِ إِلَى النَّوْحِ لِتَسِيلَ دَمْعَتُهَا فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تَقُولَ هُجْراً ، يَعْنِي بَاطِلاً.

وفيه إذن به ما لم تهجر ، ويؤيده ما رُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ النَّائِحَةِ؟ فَقَالَ : لَا بَأْسَ.

٤٢٢

باب ما أوله الواو

(وذح)

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « إِيهٍ أَبَا وَذَحَةَ ».

فَإِيهٍ معناه زدنا وهات ، والْوَذَحَةُ الخنفساء. وهذا القول يومىء به إلى الحجاج بن يوسف لعنه الله.

وَمِنْ قِصَّتِهِ أَنَّهُ كَانَ يَوْماً يُصَلِّي عَلَى سِجَادَةَ فَجَاءَتْ خُنْفَسَاءُ تَدِبُّ إِلَيْهِ فَقَالَ : نَحُّوا هَذِهِ عَنِّي فَإِنَّهَا وَذَحَةُ الشَّيْطَانِ.

ونَقَلَ الْبَعْضُ : أَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ مُخَنَّثاً وَكَانَ يَأْخُذُ الْخُنْفَسَاءَ وَيَجْعَلُهَا عَلَى مَقْعَدَتِهِ لِتَعَضَّ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ فَتَسْكُنَ بَعْضُ عِلَّتِهِ.

والْوَذَحُ : ما يتعلق في أذناب الشياه وأرفاغها من أبعارها وأبوالها فيجف عليه ، الواحدة وَذَحَةٌ والجمع وُذْحٌ مثل بدنة وبدن ـ قاله الجوهري.

(وشح)

فِي الْحَدِيثِ » التَّوَشُّحُ فِي الْقَمِيصِ مِنَ التَّجَبُّرِ ».

وفِيهِ « الِارْتِدَاءُ فَوْقَ التَّوَشُّحِ فِي الصَّلَاةِ مَكْرُوهٌ ».

وفِيهِ » كَانَ يَتَوَشَّحُ بِثَوْبِهِ ».

أي يتغشى به. والأصل في ذلك كله من الْوِشَاحِ ككتاب وهو شيء ينسج من أديم عريضا ويرصع بالجواهر ويوضع شبه قلادة تلبسه النساء ، يقال تَوَشَّحَ الرجل بثوبه أو أزاره ، وهو أن يدخله تحت إبطه الأيمن ويلقيه على منكبه الأيسر كما يفعله المحرم وكما يَتَوَشَّحُ الرجل بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة ، والجمع وُشُحٌ ككتب. وفي المجمع الوشاح بكسر الواو وضمها. واتَّشَحَ بثوبه مثل تَوَشَّحَ. وذات الْوِشَاحِ : اسم درعه (ص).

(وضح)

فِي حَدِيثِ الْجُنُبِ « لَا يَذُوقُ شَيْئاً حَتَّى يَغْسِلَ يَدَيْهِ وَيَتَمَضْمَضَ فَإِنَّهُ يُخَافُ مِنْهُ

٤٢٣

الْوَضَحُ ».

هو بالتحريك البرص ، وعمل ذلك يدفعه. والْوَاضِحَةُ : الأسنان تبدو عند الضحك وتُوضَحُ ، ومِنْهُ « لَا تُبْدِيَنَ بِوَاضِحَةٍ وَقَدْ عَمِلْتَ الْأَعْمَالَ الْفَاضِحَةَ ».

وفِيهِ » يُمْنُ الْخَيْلِ فِي ذَوَاتِ الْأَوْضَاحِ ».

يعني البيض. والْوَضَحُ بالتحريك : البياض من كل شيء. والْوَضَحُ : بياض الصبح والقمر والغرة والتحجيل.

وَفِي الْخَبَرِ « كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي السُّجُودِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ وَضَحُ إِبْطَيْهِ ».

بفتح الضاد : أي بياض ما تحتهما ، وذلك للمبالغة في رفعهما والتجافي عن الجنبين. والْمُوضِحَةُ من الشجاج : هي التي تُبْدِي وَضَحَ العظمِ أي بياضه ، يقال أَوْضَحَتِ الشجةُ في الرأس : كشفت العظم ، فهي مُوضِحَةٌ. ومنه الْحَدِيثُ » لَا قِصَاصَ فِي شَيْءٍ مِنَ الشِّجَاجِ إِلَّا فِي الْمُوضِحَةِ ».

ومِنْهُ « فِي الْمُوضِحَةِ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ ».

والمراد بها ما كان في الرأس والوجه ، وأما ما كان في غيرهما ففيه الحكومة ، أي حكومة عدل. ووَضَحَ الأمر يَضِحُ من باب وعد وُضُوحاً : انكشف وانجلى ، ويتعدى بالألف فيقال أَوْضَحْتُهُ. واتَّضَحَ الأمر : بان. والْوَضَحُ من الدرهم : الصحيح وكذا الدراهم الْوَضَحُ ، والْوَضَاحِيَّةُ نسبة إلى ذلك. ومنه قَوْلُهُ عليه السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَشْتَرِي الْمَبِيعَ بِالدِّرْهَمِ وَهُوَ يَنْقُصُ الْحَبَّةَ وَنَحْوَ ذَلِكَ حَيْثُ قَالَ » لَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ مِثْلَ الْوَضَاحِيَّةِ ».

أي مثل الدراهم الصحيحة لا تنقص عن الوزن شيئا.

(وقح)

الْوَقَاحَةُ بالفتح : قلة الحياء. وقد وَقُحَ بالضم وَقَاحَةً ووِقْحَةً بكسر القاف فهو وَقِحٌ ، وامرأة واقح.

٤٢٤

(ويح)

قد تكرر ذكر وَيْحٍ في الكتاب والسنة ، قيل هي اسم فعل بمعنى الترحم ، فَوَيْحٌ كلمة رحمة كما أن ويل كلمة عذاب ، وبعض اللغويين يستعمل كلا منهما مكان الأخرى ، وعن سيبويه وَيْحٌ زجر لمن أشرف على الهلكة وويل لمن وقع فيها ، وقال اليزيدي هما بمعنى واحد ، تقول وَيْحٌ لزيد وويل لزيد ترفعهما على الابتداء ووَيْحَكَ ووَيْحَ زيد وويلك وويل زيد على الإضافة فتنصبهما بإضمار فعل. قال : وأما قوله تعالى ( فَتَعْساً لَهُمْ ) و ( بُعْداً لِثَمُودَ ) وما أشبه ذلك فهو منصوب أبدا لأنه لا يصح إضافته بغير لام ، فلذلك افترقا. وفي المجمع وَيْحٌ كلمة ترحم وتوجع لمن وقع في هلكة ، وقد يقال للمدح والتعجب ، ومنه » وَيْحَ ابْنِ عَبَّاسٍ ». كأنه أعجب بقوله.

٤٢٥
٤٢٦

كتاب الخاء

٤٢٧
٤٢٨

باب ما أوله الألف

(أرخ)

التَّأْرِيخُ : تعريف الوقت ، والتَّوْرِيخُ مثله. وأَرَّخْتُ الكتاب يوم كذا ووَرَّخْتُهُ بمعنى.

باب ما أوله الباء

(بخخ)

بَخٍ كلمة تقال عند الرضا والمدح مبنية على السكون ، يقال « بَخٍ بَخٍ » فإن وصلت خففت ونونت بقول بَخْ بَخْ ، وربما شددت كالأسر. وبَخْبَخْتُهُ : قلت له بَخْ بَخْ.

(بذخ)

فِي حَدِيثِ النِّسَاءِ « الْبَذَخُ لَهُنَّ لَازِمٌ وَإِنْ كَبِرْنَ ».

الْبَذَخُ بالتحريك : الفخر والتطاول. وقد كثرت النسخ في هذا الحديث : ففي بعضها البرح بالراء المهملة أعني الشدة والشر ، وفي بعضها البرج بالجيم أعني إظهار الزينة للرجل ، ولعل الأول أصح. وشرف بَاذِخٌ : أي عال. والْبَاذِخُ : العالي ، ويجمع على بُذَّخٍ. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام » وَحَمَّلَ شَوَاهِقَ الْجِبَالِ الْبُذَّخِ عَلَى أَكْتَافِهَا » ١).

ومنه « سُبْحَانَ ذِي الْجَلَالِ الْبَاذِخِ ».

وبَذِخَ الجبل يَبْذَخُ من باب تعب بَذَخاً : طال ، فهو بَاذِخٌ ، والجمع بَوَاذِخُ. وبَذِخَ بالكسر وتَبْذَخُ : أي تكبر وعلا.

(برزخ)

قوله تعالى : ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ )

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ١٧٣.

٤٢٩

[ ٥٥ / ٢٠ ] الْبَرْزَخُ : الحاجز بين الشيئين. والْبَرْزَخُ في

قَوْلِهِ عليه السلام « نَخَافُ عَلَيْكُمْ هَوْلَ الْبَرْزَخِ ».

هو ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث ، فمن مات فقد دخل الْبَرْزَخَ. ومنه الْحَدِيثُ « كُلُّكُمْ فِي الْجَنَّةِ وَلَكِنِّي وَاللهِ أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ فِي الْبَرْزَخِ. قُلْتُ : وَمَا الْبَرْزَخُ؟ قَالَ : الْقَبْرُ مُنْذُ حِينِ مَوْتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ » (١).

وَفِي حَدِيثِ الصَّادِقِ عليه السلام « الْبَرْزَخُ الْقَبْرُ ».

وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة.

(بزخ)

الْبَزَخُ : خروج الصدر ودخول الظهر. وتَبَازَخَ فلان عن الأمر : تقاعس. وتَبَازَخَ الهجين : ثنا حافره إلى باطنه.

(بطخ)

« الْبِطِّيخَةُ » واحدة الْبِطِّيخِ ، وهو فاكهة معروفة. وفي المصباح الْبِطِّيخُ بكسر الباء والعامة تفتح الأول وهو غلط لفقد فعيل. والْمَبْطَخَةُ بالفتح : موضع الْبِطِّيخِ ، وضم الطاء لغة.

(بلخ)

« بَلْخٌ » بالفتح فالسكون كورة بخراسان ، وكانت من مساكن ملوك العجم. ونهر بَلْخٍ مشهور (٢).

باب ما أوله الخاء

(خنخ)

« أُخْنُوخٌ » بالخاءين المعجمتين بينهما نون اسم إدريس النبي عليه السلام الذي هو وصي عشميشا الذي هو وصي محوق

__________________

(١) سفينة البحار ج ١ ص ٧١.

(٢) في معجم البلدان ج ١ ص ٤٨٠ : ويقال لجيحون نهر بلخ بينهما نحو عشرة فراسخ.

٤٣٠

بالقاف الذي هو وصي مجلث بالجيم والثاء المثلثة ابن شيبان بن شيث بن آدم.

(خوخ)

فِي الْخَبَرِ « لَا تَبْقَى خَوْخَةٌ إِلَّا سُدَّتْ إِلَّا خَوْخَةَ عَلِيٍّ ».

الْخَوْخَةُ بفتح معجمة أولى : باب صغير كالنافذة الكبيرة ينصب عليها باب. والْخَوْخَةُ : كوة في الجدار تؤدي الضوء ، ومخترق ما بين كل دارين. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام مَعَ مَنْ حَفَرَ لَهُمْ حُفْرَتَيْنِ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهِمَا » ثُمَّ خَرَقَ فِيمَا بَيْنَهُمَا كُوَّةً ضَخْمَةً شِبْهَ الْخَوْخَةِ ».

والْخَوْخَةُ واحدة الْخَوْخِ : فاكهة معروفة.

باب ما أوله الدال

(دربخ)

يقال دَرْبَخَ الرجل : إذا طأطأ رأسه وبسط ظهره.

(دوخ)

دَاخَ الرجل يَدُوخُ : ذل. ودَوَّخْتُهُ : أذللته.

باب ما أوله الراء

(رخخ)

« الرُّخُ » بتشديد الخاء : طير في جزائر بحر الصين ، تكون الواحدة من جناحيه عشرة آلاف باع ـ قاله في حياة الحيوان (١).

(رسخ)

قوله تعالى : ( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) [٣ / ٧ ]

وَفِي الْحَدِيثِ « ( الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ » (٢).

أي التابعون فيه ، يقال رَسَخَ يَرْسَخُ بفتحتين

__________________

(١) حياة الحيوان ج ١ ص٣٦٨.

(٢) البرهان ج ١ ص ٢٧١.

٤٣١

رُسُوخاً : إذا ثبت في موضعه. وقال الجوهري : كل ثابت رَاسِخٌ ، ومنه ( الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ).

وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ : « نَحْنُ ( الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) وَنَحْنُ نَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ » (١).

(رضخ)

فِي حَدِيثِ سُؤَالِ الْقَبْرِ « ضَرَبَهُ بِمِرْضَاخَةٍ ».

بالضاد والخاء ، وهي حجر ضخم يكسر عليه النواويق ، أيضا بالحاء والأشهر الخاء ذكره الفارسي. والرَّضْخُ : الدق والكسر ، ومنه رَضَخْتُ رأسه بالحجارة. والرَّضَخُ : العطاء اليسير المشروط من الوالي فنحوا الراعي والحافظ ، يقال رَضَخْتُهُ رَضْخاً من باب نفع : أعطيته شيئا ليس بالكثير. ومنه الْخَبَرُ » أَمَرْتُ لَهُ بِرَضْخٍ ».

والرَّضَائِخُ جمع رَضِيخَةٍ وهي العطية ، قيل والذي رُضِخَ له أبو سفيان وابنه معاوية حين كانا من المؤلفة قلوبهم ليستمالوا إلى نصرة الدين.

باب ما أوله الزاي

(زخخ)

يقال زَخَّةُ : إذا دفعه في وهدة. ومِنْهُ « يَزُخُ فِي قَفَاهُ حَتَّى يَقْذِفُ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ».

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ ص » مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ عليه السلام مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زُخَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ » (٢).

أي دفع ورمي بها.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « لَوْ أَنَّ غَيْرَ وَلِيِّ عَلِيٍّ عليه السلام أَتَى الْفُرَاتَ وَقَدْ أَشْرَفَ مَاؤُهُ جَنْبَيْهِ وَيُزَخُ زَخِيخاً فَتَنَاوَلَ بِكَفِّهِ وَقَالَ بِسْمِ اللهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَانَ ( دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ ) ».

(زرنخ)

« الزِّرْنِيخُ » بالكسر معروف يتداوى به.

__________________

(١) البرهان ج ١ ص ٢٧٠.

(٢) سفينة البحار ج ١ ص ٦٢٠.

٤٣٢

باب ما أوله السين

(سبخ)

« السَّبْخَةُ » بالفتح واحدة السِّبَاخُ. وهي أرض مالحة يعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الأشجار ، يقال سَبِخَتِ الأرض من باب تعب فهي سَبِخَةٌ بكسر الباء ، وإسكانها تخفيف ، ويجمع المكسور على سَبِخَاتٍ مثل كلمة وكلمات والساكن على سِبَاخٍ مثل كلبة وكلاب. وفي المجمع أرض سَبَخَةٌ بفتحات. والتَّسْبِيخُ : التخفيف ، ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي قَوْمِهِ » أَمْهِلْنَا حَتَّى يُسْبِخَ عَنَّا الْحَرُّ » (١).

أي يخف ويسكن شدته. وروي » يُسْبَخَ » على بناء المجهول.

(سلخ)

قوله تعالى : ( فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ) [ ٩ / ٥ ] أي انقضى وقتها. قوله : ( اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ ) [٣٦ /٣٧ ] أي نخرج منه ذلك إخراجا لا يبقى منه شيء من ضوء النهار. قوله : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ ) أي على اليهود ( نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها ) [ ٧ / ١٧٥ ] أي خرج منها بكفره كما ينسلخ الإنسان من ثوبه والحية من جلدها. واختلف في المحكي عنه : فقيل هو حكاية عن أحد علماء بني إسرائيل ، وقيل أمية بن أبي الصلت لما بعث الله محمدا ص حسده وكفر به ، وقيل من الكنعانيين واسمه بلعم بن باعورا أوتي بعض علم الله ودعا على قوم موسى عليه السلام ففعل به ذلك.

وَفِي حَدِيثِ الرِّضَا » أَنَّهُ أُعْطِيَ بَلْعَمُ بْنُ بَاعُورَا الِاسْمَ الْأَعْظَمَ وَكَانَ يَدْعُو بِهِ فَيُسْتَجَابُ لَهُ فَمَالَ إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا مَرَّ فِرْعَوْنُ فِي طَلَبِ مُوسَى عليه السلام وَأَصْحَابِهِ قَالَ فِرْعَوْنُ لِبَلْعَمَ : ادْعُ اللهَ عَلَى مُوسَى وَأَصْحَابِهِ لِيَحْبِسَهُ عَنَّا ، فَرَكِبَ

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٦٥.

٤٣٣

حِمَارَتَهُ لَيَمُرُّ فِي طَلَبِ مُوسَى عليه السلام فَامْتَنَعَتْ عَلَيْهِ حِمَارَتُهُ ، فَأَقْبَلَ يَضْرِبُهَا فَأَنْطَقَهَا اللهُ فَقَالَتْ : وَيْلَكَ عَلَى مَا ذَا تَضْرِبُنِي أَتُرِيدُنِي

أَنْ أَجِيءَ مَعَكَ لِتَدْعُوَ عَلَى نَبِيِّ اللهِ وَقَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُهَا حَتَّى قَتَلَهَا فَانْسَلَخَ الِاسْمُ مِنْ لِسَانِهِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ ( فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ ) ثُمَّ قَالَ الرِّضَا « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ الْبَهَائِمِ إِلَّا ثَلَاثٌ : حِمَارَةُ بَلْعَمَ ، وَكَلْبُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ ، وَذِئْبُ يُوسُفَ. وَكَانَ سَبَبُ الذِّئْبِ أَنَّهُ بَعَثَ مَالِكٌ ظَالِمٌ رَجُلاً شُرْطِيّاً لِيَحْشُرَ قَوْماً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَيُعَذِّبَهُمْ ، وَكَانَ لِلشُّرْطِيِّ ابْنٌ يُحِبُّهُ فَجَاءَ الذِّئْبُ فَأَكَلَ ابْنَهُ فَحَزِنَ الشُّرْطِيُّ عَلَيْهِ ، فَأُدْخِلَ ذَلِكَ الذِّئْبُ الْجَنَّةَ لِمَا أَحْزَنَ الشُّرْطِيَّ » (١).

وَعَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام الْأَصْلُ فِي الْآيَةِ بَلْعَمُ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ اللهُ مَثَلاً لِكُلِّ مُؤْثِرٍ هَوَاهُ عَلَى هُدَى اللهِ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ (٢).

وسَلْخُ الشهر : آخرُه.

وَفِي الْحَدِيثَ » انْتَهَى النَّبِيُّ إِلَى مَكَّةَ فِي سَلْخِ أَرْبَعِ ذِي الْحِجَّةِ ».

أي بعد مضي أربع منه. و « سَلْخُ الحية » بفتح السين وكسرها : جلدها ، وكذا مِسْلَاخُهَا. وسَلَخْتُ جلد الشاة سَلْخاً ـ من بابي قتل وضرب ـ : نزعته عنها. وسَلَخَتِ المرأةُ درعها : نزعته. وسَلَخْتُ الشهر سَلْخاً : إذا أمضيته وصرت في آخره. و « السَّلِيخَةُ » نوع من العطر كأنه قشر مُنْسَلَخٌ ودهن ثمر البان. والبان شجر ولحب ثمره دهن طيب. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « كَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى السَّلِيخَةِ ».

ومنه الْحَدِيثُ « فَادَّهَنَّا بِسَلِيخَةِ بَانٍ ».

وَفِي آخَرَ « فَدَعَا بِقَارُورَةِ بَانٍ سَلِيخَةٍ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الطِّيبِ كَالْمِسْكِ وَغَيْرِهِ ».

والسَّلِيخَةُ : سَلِيخَةُ الرمث والعرفج الذي ليس فيه مرعى إنما هو خشب يابس. والْمَسْلَخُ : موضع سَلْخِ الجلد ومنه « مَسْلَخُ الحمام » للموضع الذي يَسْلَخُونَ فيه ثيابَهُم.

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٥١.

(٢) مجمع البيان ج ٢ ص ٥٠١.

٤٣٤

والْمَسْلَخُ بفتح الميم وكسرها أول وادي العقيق من جهة العراق. وقد مر ذكره في » بعث ».

(سنخ)

السِّنْخُ بالكسر من كل شيء : أصله ، والجمع أَسْنَاخٌ مثل حمل وأحمال. ومنه الْحَدِيثُ » التَّقْوَى سِنْخُ الْإِيمَانِ ».

(سوخ)

سَاخَتْ قوائمه في الأرض تَسُوخُ سَوْخاً وتَسِيخُ سَيْخاً من باب قال وباع : دخلت فيها وغابت. وسَاخَتْ فرسي : غاصت في الأرض. وسَاخَتْ بهم الأرض بالوجهين : خسفت ، ويعدى بالهمزة فيقال أَسَاخَهُ الله. وسَاخَ يَسِيخُ سَيْخاً : رسخ ، ومنه حَدِيثُ الْأَئِمَّةِ « بِكُمْ تَسِيخُ الْأَرْضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدَانَكُمْ ».

وَفِي حَدِيثِ هَاجَرَ « ثُمَّ أَقْبَلَتْ إِلَى ابْنِهَا فَإِذَا عَقِبُهُ تَفْحَصُ فِي مَاءٍ فَجَمَعَتْهُ فَسَاخَ ».

بالخاء المعجمة أي وقف في الأرض « ولو تركته لَسَاحَ » بالحاء المهملة أي سال وجرى.

باب ما أوله الشين

(شدخ)

فِي الْحَدِيثِ « شدخ بَيْضَةُ نَعَامٍ ».

أي كسرها. والشَّدْخُ : الكسر في الشيء الأجوف ، يقال شَدَخْتُ رأسه شَدْخاً من باب نفع : كسرته.

(شمخ)

الشَّامِخَاتُ : العاليات. ومنه « شَمِخَ بأنفه » أي ارتفع وتكبر. ومنه « الأصلاب الشَّامِخَةُ » أي العالية والعز الشَّامِخُ : أي العالي المرتفع. والجبال الشَّوَامِخُ : هي الشواهق ، يقال شَمَخَ الجبل يَشْمُخُ بضمتين : ارتفع. وشَامِخُ الأركان : عاليها. والشَّمْخِيَّةُ في قوله » مَا تَفْتَخِرُ الشِّيعَةُ إِلَّا بِقَضَاءِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي هَذِهِ الشَّمْخِيَّةِ

٤٣٥

التي أفتاها ابن مسعود » من ألفاظ حديث مضطرب المتن غير خال عن التعقيد والتغيير وكأنها من الشَّمْخِ وهو العلو والرفعة. وفي بعض نسخ الحديث » السَّجِيَّةُ » بالسين والجيم وهي كالأولى في عدم الظهور ، ومع ذلك فقد رماه المحقق (ره) بالشذوذ لمخالفته لظاهر القرآن وهو جيد.

(شمرخ)

فِي الْحَدِيثِ « عُرْجُونٌ فِيهِ مِائَةُ شِمْرَاخٍ ».

الشِّمْرَاخُ بالكسر والشُّمْرُوخُ بضم : العثكال ، وهو ما يكون فيه الرطب ، والجمع شَمَارِيخُ. والشِّمْرَاخُ أيضا : رأس الجبل. والشِّمْرَاخِيَّةُ : صنف من الخوارج من أصحاب عبد الله بن شِمْرَاخٍ ـ قاله الجوهري.

(شيخ)

قوله تعالى : ( وَهذا بَعْلِي شَيْخاً ) [ ١١ / ٧٢ ] ( هذا ) مبتدأ و ( بَعْلِي ) خبره و ( شَيْخاً ) منصوب على الحال ، والعامل فيه الإشارة أو التنبيه ، وقرأ ابن مسعود وأبي « وهذا بعلي شيخ » بالرفع. قال النحاس : ( هَذَا ) مبتدأ و ( بَعْلِي ) بدل منه وشَيْخٌ خبر أو ( بَعْلِي ) وشَيْخٌ خبران لهذا كما في الرمان حلو حامض. والشَّيْخُ في الحديث هو موسى بن جعفر عليه السلام ، وربما أطلق على الصادق عليه السلام كما

فِي رِوَايَةِ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالا : بَعَثْنَا إِلَى الشَّيْخِ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ.

والمراد به الصادق عليه السلام كما صرح به في بعض الأخبار. والشَّيْخُ : من جاوز ست وأربعين سنة والشاب من تجاوز البلوغ إلى ثلاثين سنة وما بينهما كهل ، فَالشَّيْخُ فوق الكهل ، والجمع شُيُوخٌ وأَشْيَاخٌ. و « شِيخَانٌ » بالكسر والْمَشْيَخَةُ اسم جمع الشَّيْخِ والجمع الْمَشَايِخُ ، وفي الصحاح جمع الشَّيْخِ شُيُوخٌ وأَشْيَاخٌ وشِيَخَةٌ وشِيخَانٌ ومَشْيَخَةٌ ومَشَايِخُ ومَشْيُوخَاءُ بالمد.

٤٣٦

باب ما أوله الصاد

(ضخخ)

قوله تعالى : ( فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ ) [ ٨٠ /٣٣ ] بتشديد الخاء يعني القيامة ، فإنها تَصِخُ الأسماع أي تقرعها وتُصِمُّها ، يقال « رجل أَصَخُ » إذا كان لا يسمع.

(صرخ)

قوله تعالى : ( ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ ) [ ١٤ / ٢٢ ] أي مغيثكم. ويَسْتَصْرِخُهُ : يستغيث به. والْمُصْرِخُ : المغيث. والصَّرِيخُ : المغيث والمستغيث من الأضداد. قوله : « يَسْتَصْرِخُونَ فيها » أي يَتَصَارَخُونَ فيها ، وهو يفتعلون من الصُّرَاخِ وهو الصياح باستغاثة وجد وشدة.

وَفِي الدُّعَاءِ » يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ».

أي يا مغيث المستغيثين ، تقول اسْتَصْرَخْتُهُ فَأَصْرَخَنِي : أي استغثت به فأغاثني ، فهو صَرِيخٌ أي مغيث. ومُصْرِخٌ على القياس. وصَرَخَ يَصْرُخُ من باب قتل صُرَاخاً فهو صَارِخٌ. وصَرِيخٌ : إذا صاح. ومنه الْحَدِيثُ « الْبُومَةُ الصَّارِخَةُ مِنَ الشُّؤْمِ لِلْمُسَافِرِ ».

وصَرَخَ فهو صَارِخٌ : إذا استغاث. و « الصُّرَاخُ » بالضم : الصوت. والتَّصَرُّخُ : تكلف الصراخ.

وَفِي الْحَدِيثِ : « كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الصَّارِخُ ».

يعني بذلك الديك لأنه كثير الصُّرَاخِ بالليل.

(صمخ)

صُمَاخُ الأذن بالكسر : الخرق الذي يفضي إلى الرأس وهو السميع ، وقيل هو الأذن نفسها ، والجمع أَصْمِخَةٌ مثل سلاح وأسلحة. وفي الصحاح الصِّمْلَاخُ والصُّمْلُوخُ : وسخ الأذن. و « ضرب الله على أَصْمِخَتِهِمْ » هي جمع صُمَاخٍ أي أنامهم.

٤٣٧

باب ما أوله الضاد

(ضمخ)

التَّضَمُخُ بالطيب : التلطخ به والإكثار منه حتى كاد يقطر

باب ما أوله الطاء

(طبخ)

الطَّبِيخُ : ما يُطْبَخُ على النار ، يقال طَبَخْتُ اللحمَ من باب قتل إذا نضجته بمرق. و « الْمَطْبَخُ » بالفتح : موضع الطَّبْخِ.

باب ما أوله الفاء

(فتخ)

فَتَخَ أصابع رجليه فَتْخاً : ثناها ولينها. ورجل أَفْتَخُ : إذا كان عريض الكف والقدم مع اللين. والْفَتَخَةُ ـ بالتحريك ـ : حلقة من فضة لا فص فيها ، فإذا كان فيها فص فهو خاتم ـ قاله الجوهري.

(فخخ)

فِي الْحَدِيثِ « تُجَرَّدُ الصِّبْيَانُ مِنْ فَخٍ ».

هو بفتح أوله وتشديد ثانيه : بئر قريبة من مكة على نحو من فرسخ (١) ، وذلك رخصة لمن حج على طريق المدينة ، فلو حج على غيره فالتحريك من موضع الإحرام.

__________________

(١) في معجم البلدان ج ٤ ص ٢٣٧ : وهو واد بمكة ، وقال السيد علي : الفخ وادي الزاهر.

٤٣٨

وَيَوْمَ فَخٍ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلَى بْنِ الْحَسَنِ ابْنَ عَمِّ مُوسَى الْكَاظِمِ عليه السلام دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَقَدْ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ حِينَ وَدَّعَهُ « يَا بْنَ عَمٍّ إِنَّكَ مَقْتُولٌ فَأَجِدَّ الضِّرَابَ فَإِنَّ الْقَوْمَ فُسَّاقٌ » فَقُتِلَ بِفَخٍ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ عليه السلام.

والْفَخُ : آلة يصطاد بها. ومنه « فَانْصَبْ لَهُ فَخَّكَ ».

والجمع فخاخ مثل سهم وسهام.

(فرخ)

فِي حَدِيثُ الْمُحْرِمِ « فَإِنْ قَتَلَ فَرْخاً فَعَلَيْهِ كَذَا » الْفَرْخُ ولد الطائر والأنثى فَرْخَةٌ ، وجمع القلة أَفْرُخٌ وأَفْرَاخٌ ، والكثير فِرَاخٌ ، ومنه فتسحر بِفِرَاخٍ ، وقد يستعمل الْفَرْخُ في كل صغير من الحيوان والنبات.

وفِي الْخَبَرِ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْفُرُوخِ بِالْكَيْلِ مِنَ الطَّعَامِ ، قيل المراد بِالْفُرُوخِ الْفُرُوخُ من السنبل وهي ما استبان وانعقد حبه.

وأَفْرَخَ الحب : إذا تهيأ للانشقاق.

وما ذكر فِي قَوْلِ عَلِيٍّ (ع) « مِنْ أَنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ وَفَرَخَ فِي صُدُورِهِمْ » (١) فعلى الاستعارة ، أي اتخذها مقرا ومسكنا لا ينفك عنهم.

وأَفْرَخَ فؤاده : إذا خرج روعه وانكشف عنه الفزع كما تُفْرِخُ البيضة إذا انفلقت عن الْفَرْخِ فخرج منها ، وهو مثل « لِيُفْرِخَ روعُك » أي ليذهب فزعك.

(فرسخ)

« الْفَرْسَخُ » بفتح السين فارسي معرب ، وقدر بثلاثة أميال.

(فرفخ)

فِي الْحَدِيثِ « لَيْسَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ بَقْلَةٌ أَشْرَفَ مِنَ الْفَرْفَخِ » (٢).

وفِيهِ « الْفَرْفَخُ الرِّجْلَةُ » معرب پرپهن أي عريض الجناح.

وفِيهِ عَنْهُمْ عليه السلام سَمَّوْهَا بَنُو أُمَيَّةَ الْبَقْلَةَ الْحَمْقَاءَ بُغْضاً لَنَا وَعَدَاوَةً لِفَاطِمَةَ.

(فسخ)

فَسَخَ الشيءَ : نقضه ، تقول فَسَخْتُ البيع وفَسَخْتُ العزم أي نقضتهما.

وفَسَخْتُ النكاحَ فَانْفَسَخَ : أي انتقض. وفَسَخْتُ العودَ فَسْخاً من باب نفع :

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص٣٧.

(٢) سفينة البحار ج ٢ ص٣٥٩.

٤٣٩

إذا أزلته عن موضعه بيدك. ومثله فَسَخْتُ يدَه أَفْسَخُهَا فَسْخاً. وتَفَسَّخَتِ الفارة بالماء : تقطعت

(فضخ)

« مَسْجِدُ الْفَضِيخِ » هُوَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ الْمَدِينَةِ. رُوِيَ أَنَّ فِيهِ رُدَّتِ الشَّمْسُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام. قَالَ الرَّاوِي : قُلْتُ لِمَ سُمِّيَ الْفَضِيخَ؟ قَالَ : النَّخْلُ يُسَمَّى فَضِيخاً فَلِذَلِكَ يُسَمَّى الْفَضِيخَ.

والْفَضِيخُ : عصير العنب وشراب يتخذ من البسر وحده من غير أن تمسه النار. والْفَضْخُ : كسر الشيء الأجوف ، مصدر من باب نفع ومنه » فَضَخْتُ رأسه بالحجارة ».

(فوخ)

فَاخَتْ منه ريح طيبة تَفُوخُ وتَفِيخُ مثل فَاحَتْ ـ قاله الجوهري.

باب ما أوله الكاف

(كرخ)

الْكَرْخُ كَرْخَانِ كَرْخُ سامراء وكَرْخُ بغداد (١). وإبراهيم الْكَرْخِيُ منسوب إلى أحدهما (٢).

(كشخ)

الْكَشْخَانُ والْقَرْفَانُ ، قال تغلب نقلا عنه : لم أر لهما في كلام العرب معنى ، ومعناهما عند العامة مثل الديوث أو قريب منه ، وقيل الْكَشْخَانُ من قذف بالأخوات

__________________

(١) عد في معجم البلدان ج ٤ ص ٤٤٧ ـ ٤٤٩ تسعة مواضع كلها تعرف بِالْكَرْخِ.

(٢) إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن سلامة بن عبد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلدالكرخي المعروف بابن الرطبي المتوفى سنة ٥٢٧ ه‍ من أهل كرخ جدان ، وهو بليدة في آخر ولاية العراق يناوح خانقين عن بعد ، وهو الحد بين ولاية شهر زور والعراق ـ انظر معجم البلدان ج ٤ ص ٤٤٩.

٤٤٠