عليه السلام : إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ بِذَلِكَ ، فَبَلَغَ الْمَاءُ رُكْبَتَيْهِ وَمَا جَاوَزَهَا فَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ مُوسَى عليه السلام فَقَتَلَهُ ـ كذا في قصص الأنبياء (١).
و « ابن أبي الْعَوْجَاءِ » من تلامذة أبي الحسن البصري فانحرف عنه وعن التوحيد (٢) ، وكان أبو الحسن تارة يقول بالقدر وتارة بالجبر.
باب ما أوله الفاء
(فجج)
قوله تعالى : ( مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) [ ٢٢ / ٢٧ ] الْفَجُ : الطريق الواسع بين الجبلين. و ( مِنْ كُلِ فَجٍ عَمِيقٍ ) أي مسلك بعيد غامض. وقوله : ( سُبُلاً فِجاجاً ) [ ٧١ / ٢٠ ] أي مسالك ، واحدها فج مثل سهم وسهام وَفَجُ الرَّوْحَاءِ : مَوْضِعٌ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ الْمُشَرَّفَةِ. رُوِيَ أَنَّهُ مِنْ أَوْدِيَةِ الْجَنَّةِ.
وفي القاموس فج الروحاء : طريق واسع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة.
(فحج)
فِي الْحَدِيثِ « مَنْ أُوقِظَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ قَامَ وَإِلَّا فَحَّجَ الشَّيْطَانُ فَبَالَ فِي أُذُنِهِ ».
الْفَحَجُ : تباعد ما بين الرجلين في الأعقاب مع تقارب صدور القدمين. ومنه « رجل أَفْحَجُ » قيل المراد من الْفَحَجُ هنا الكناية عن سوء الحمئة ورداءتها ، كما أن البول في الأذن كناية عن تلاعب الشيطان.
__________________
(١) سفينة البحار ج ٢ ص ٢٨٣.
(٢) اسمه عبد الكريم بن أبي العوجاء ، وقد جرى بينه وبين الإمام الصادق عليه السلام احتجاجات كثيرة ، وكان تلميذا للحسن البصري وانحرف عنه لأن البصري كان يقول طورا بالقدر وطورا بالجبر. الكنى والألقاب ج ١ ص ١٩٢.
(فرج)
قوله تعالى : ( وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ ) [ ٧٧ / ٩ ] أي انشقت. قوله : ( ما لَها مِنْ فُرُوجٍ ) [ ٥٠ / ٦ ] أي فتوق وشقوق ، جمع فَرْجٍ ، وهو الفتق والشق ، أي هي مدمجة الخلق.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ « اللهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَالْفَرَجُ ».
هو بفتحتين : انكشاف الغم ، يقال فَرَّجَ الله عنك الغم بالتشديد تَفْرِيجاً كشفه ، وكذلك فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ غَمَّكَ يُفَرِّجُهُ بالكسر من باب ضرب ، والاسم الْفَرَجُ. قال الشيخ المفيد : إن من علامات الْفَرَجُ حَدَثاً يَكُونُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ وَيَقْتُلُ فُلَانٌ مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ خَمْسَةَ عَشَرَ كَبْشاً مِنَ الْعَرَبِ ـ انتهى (١). وكلمات الْفَرَجِ مشهورة أولها « لا إله إلا الله الحليم الكريم » وآخرها ( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) ، وفي أكثر النسخ وأصحها فيها » وما فيهن وما بينهن » بدون وما تحتهن ، ووجه التسمية ظاهر ، ولذا يقال عند الاحتضار للميت. وفَرَجْتُ بين الشيئين فَرْجاً من باب ضرب : فتحت. وفَرَجَ القوم للرجل فَرَجاً أيضا : أوسعوا له في الموقف والمجلس ، وذلك الموضع فُرْجَةٌ والجمع فُرَجٌ مثل غرفة وغرف
وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ النَّاسِ يُفْرِجُونَ لِرَسُولِ اللهِ (ص) إِذَا انْتَهَى إِلَى الْحَجَرِ ».
أي يوسعون له ذلك المحل ليقضي منه ما يريد. ومنه « اسْتَفْرَجْتُ الناس فَأَفْرَجُوا لي » وكل مفتوح بين شيئين فهو فُرْجَةٌ ، ومنه الْفُرْجَةُ في الحائط. والْفُرْجَةُ بالفتح مصدر يكون في المعاني وهي الخلوص من شدة ، ومنه قول بعضهم.
ربما تكره النفوس من الأمر |
|
له فُرْجَةٌ كحل العقال |
والضم فيها لغة ـ قاله في المصباح. والْفَرْجُ من الإنسان كفلس : قبله ودبره ، لأن كل واحد منهما مُنْفَرِجٌ ،
__________________
(١) إرشاد المفيد ص٣٣٩.
وكذا استعمله العرب في القبل ، والجمع فُرُوجٌ كفلوس. والْفَرْجُ : الثغر وموضع المخافة. وثوب طويل الْفُرَجِ : أي واسع الذيل. والْفَرْجُ : ما بين الرجلين والجمع فُرُوجٌ كفلوس. وملأت ما بين فُرُوجِي : أي عدوت وأسرعت. ومِنْهُ « وَاسِعٌ مِلْءَ فُرُوجِكَ ».
وفَرَّجَ أصابعه : فتحها. والِانْفِرَاجُ : الانفتاح ، ومِنْهُ الرَّجُلُ يَرْقُدُ وَهُوَ قَاعِدٌ؟ فَقَالَ : « لَا وُضُوءَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَنْفَرِجْ ».
وفَرَجَ صدري بفتحات : أي شقه. والْفَرُّوجَةُ بالفتح والتشديد واحدة فَرَارِيجُ الدجاج. وفي حياة الحيوان : الْفَرُّوجُ الفتى من الدجاج والضم فيها لغة (١). والْإِفْرَنْجَةُ : جبل ، معرب إفرنك (٢)
(فلج)
فِي الْحَدِيثِ « لَا يَؤُمُّ صَاحِبُ الْفَالِجِ الْأَصِحَّاءَ ».
وفِيهِ « مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَفْشُوَ الْفَالِجُ ».
الْفَالِجُ : داء معروف يحدث في أحد شقي البدن طولا فيبطل إحساسه وحركته ، وربما كان في الشقين ويحدث بغتة ، وفي كتب الطب أنه في السابع خطر ، فإذا جاوز السابع انقضت حدته ، فإذا جاوز الرابع عشر صار مرضا مزمنا. وأَفْلَجَ الله حجته : أي أظهرها. و « الْفَالِجُ » بكسر اللام : الغالب في قماره. وقد فَلَجَ أصحابه : إذا غلبهم ، والاسم « الْفُلْجُ » بالضم وسكون اللام. والْفَلْجُ : الظفر والفوز ، مقصور من الْفَلَاجِ ، يقال فَلَجَ فُلُوجاً من باب
__________________
(١) حياة الحيوان ج ٢ ص ٢٢٣.
(٢) في معجم البلدان ج ١ ص ٢٢٨ : إفرنجة أمة عظيمة لها بلاد واسعة وممالك كثيرة ، وهم نصارى ... ودار ملكهم نوكبردة وهي مدينة عظيمة ولهم نحو مائة وخمسين مدينة .....
قعد : ظفر بما طلب. وفَلَجَ بحجته : أثبتها.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَعْطَى اللهُ الْمُؤْمِنَ ثَلَاثَ خِصَالٍ مِنْهَا الْفَلْجَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».
وفِيهِ « يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ خَاصِمُوا بِسُورَةِ الْقَدْرِ تَفْلُجُوا ».
أي تظفروا وتغلبوا من خاصمكم.
وَفِي الدُّعَاءِ « وَأَسْأَلُكَ الْفَلْجَ بِالصَّوَابِ ».
أي الفوز والظفر ، من فَلَجَ الرجل على خصمه : غلبه. وضربت فَلْجَتُكَ : أي موضع الْفَلَجِ ، وهو الشق في الشفة العليا. و « الْفَالِجُ » بالكسر : الجمل الضخم ذو السنامين يحمل من السند للفحلة سمي بذلك لأن سناميه يختلف ميلهما. ومنه حَدِيثُ وَصْفِ الْجَامِعَةِ أَعْنِي صَحِيفَةَ فاطمة عليها السلام « هِيَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ مِثْلِ فَخِذِ الْفَالِجِ ».
يعني لضخامتها. « وفَلَجْتُ المال » من باب ضرب : قسمتُهُ بِالْفِلْجِ بالكسر ، وهو مكيال معروف. و « الْفَلَجُ » بالتحريك : تباعد ما بين الثنايا والرباعيات. ومنه الْمُتَفَلِّجَاتُ اللواتي يفعلن ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين. ومِنْهُ « لَعَنَ اللهُ الْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ».
ورجل أَفْلَجُ الأسنان وامرأة فَلْجَاءُ الأسنان.
وَفِي وَصْفِهِ (ص) « كَانَ مُفَلَّجَ الْأَسْنَانِ » (١).
كل ذلك بمعنى انفراجها. وفَلَّجْتُ الجزيةَ على القوم : إذا فرضتها عليهم. والْفَلُّوجَةُ : الأرض المصلحة للزرع ، ومنه سمي موضع على الفرات « فَلُّوجَةً » (٢). والْفَلَّاجُونَ : الزراعون الذين يَفْلُجُونَ الأرض ، أي يشقونها. والْفَلِيجَةُ : شقة من شقق الخباء. وتَفَلَّجْتُ قدمه : تشققت ، في الكافي في باب الحلواء فِي حَدِيثِ الصَّادِقِ (ع)
__________________
(١) مكارم الأخلاق ص ١٠.
(٢) في معجم البلدان ج ٤ ص ٢٧٥ : والْفَلُّوجَةُ الكبرى والْفَلُّوجَةُ الصّغرى قريتان كبيرتان من سواد بغداد والكوفة قرب عين التّمر.
« فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا اصْنَعُوا لَنَا فَالُوذَجاً » (١).
وَفِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ » أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ أَتَى النَّبِيَّ (ص) بِفَالُوذَجٍ فَأَكَلَ مِنْهُ وَقَالَ : مِمَّ هَذَا يَا عَبْدَ اللهِ؟ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي نَجْعَلُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ ثُمَّ نَسُوطُهُ حَتَّى يَنْضَجَ فَيَأْتِيَ كَمَا تَرَى ، فَقَالَ (ص) إِنَّ هَذَا طَعَامٌ طَيِّبٌ ».
(فوج)
قوله تعالى : ( فَتَأْتُونَ أَفْواجاً ) [ ٧٨ / ١٨ ] الْفَوْجُ : الجماعة من الناس ، والجمع أَفْوَاجٌ مثل ثوب وأثواب ، وجمع الْأَفْوَاجِ : أَفَاوِجُ وأَفَاوِيجُ ، أي تأتون من القبور إلى موقف الحساب أمما كل أمة مع إمامهم ، وقيل جماعات مختلفة.
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ : رَوَى مُعَاذٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ : يُحْشَرُ أَصْنَافٌ مِنْ أُمَّتِي أَشْتَاتاً قَدْ مَيَّزَهُمُ اللهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَدَّلَ صُوَرَهُمْ ، فَبَعْضُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقِرَدَةِ ، وَبَعْضُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِيرَ ، وَبَعْضُهُمْ مُنَكَّسُونَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ فَوْقِ وُجُوهِهِمْ يُسْحَبُونَ عَلَيْهَا ، وَبَعْضُهُمْ عُمْيٌ ، وَبَعْضُهُمْ صُمٌّ بُكْمٌ ، وَبَعْضُهُمْ يَمْضُغُونَ أَلْسِنَتَهُمْ ، فَهِيَ مُدْلَاتٌ عَلَى صُدُورِهِمْ يَسِيلُ الْقَيْحُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ، وَبَعْضُهُمْ مُقَطَّعَةً أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ ، وَبَعْضُهُمْ مُصَلَّبُونَ عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَارٍ ، وَبَعْضُهُمْ أَشَدُّ نَتْناً مِنَ الْجِيَفِ ، وَبَعْضُهُمْ مُلَبَّسُونَ ثِيَاباً سَابِغَةً مِنْ قَطِرَانٍ لَازِقَةً بِجُلُودِهِمْ ، فَأَمَّا الَّذِينَ عَلَى صُورَةِ الْقِرَدَةِ فَالْقَتَّاتُ مِنَ النَّاسِ ، وَأَمَّا الَّذِينَ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِيرِ فَأَهْلُ السُّحْتِ ، وَأَمَّا الْمُنَكَّسُونَ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَأَكَلَةُ الرِّبَا ، وَأَمَّا الْعُمْيُ فَالَّذِينَ يَجُورُونَ فِي الْحُكْمِ ، وَأَمَّا الصُّمُّ الْبُكْمُ فَالْمُعْجِبُونَ بِأَعْمَالِهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ يَمْضَغُونَ أَلْسِنَتُهْمْ فَالْعُلَمَاءُ وَالْقُضَاةُ الَّذِينَ خَالَفَ أَعْمَالُهُمْ أَقْوَالَهُمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ قُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ فَهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْجِيرَانَ ، وَأَمَّا الْمُصَلَّبُونَ عَلَى جُذُوعٍ مِنَ النَّارِ فَالسُّعَاةُ بِالنَّاسِ إِلَى السُّلْطَانِ ، وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ أَشَدُّ نَتْناً مِنَ الْجِيَفِ فَالَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ وَيَمْنَعُونَ حَقَّ اللهِ فِي أَمْوَالِهِمْ ، وَأَمَّا الَّذِينَ يُلْبَسُونَ الْجِبَابَ فَأَهْلُ الْكِبْرِ وَالْفَخْرِ وَالْخُيَلَاءِ (٢).
__________________
(١) الكافي ج ٦ ص٣٢١.
(٢) مجمع البيان ج ٥ ص ٤٢٣ ـ ٤٢٤ مع اختلاف في الألفاظ.
باب ما أوله القاف
(قبج)
« الْقَبَجُ » بالفتح فالسكون : الحجل فارسي معرب ، الواحدة قَبْجَةٌ كتمرة وتمر. نقل عن الشيخ في الشفاء أن الْقَبَجَةَ تحبلها ريح تهب من ناحية الحجل ومن سماع صوته ـ انتهى. والْقَبَجَةُ : تقع على الذكر والأنثى حتى يقول يعقوب فيختص بالذكر لأن الهاء إنما دخلته على أنه الواحد من الجنس كالنعامة حتى تقول ظليم والنحلة حتى يقول يعسوب ونحو ذلك.
(قلج)
« الْقُولَنْجُ » وقد يضم أوله ويكسر لامه أو هو مكسور اللام ويفتح القاف ويضم : مرض معوي مؤلم يعسر معه خروج الثفل والريح ـ قاله في القاموس.
باب ما أوله الكاف
(كسج)
الْكَوْسَجُ : سمكة في البحر لها خرطوم كالمنشار تفترس ، وربما التقمت ابن آدم وقضمته نصفين ، وعن القزويني هو نوع من السمك شبيه الأسد في الماء يقطع الحيوان في الماء بأسنانه كما يقطع السيف الماضي. قال : ورأيته وهو سمكة مقدار ذراع أو ذراعين وأسنانه كأسنان الناس تنفر منه الحيوانات البحرية (١).
(كستج)
فِي الْحَدِيثِ « فَقَطَعَ كُسْتِيجَةً ».
هي بضم الكاف وسين مهملة وتاء مثناة فوقانية وياء كذلك تحتانية وجيم بعدها هاء : خيط غليظ يشده الذمي فوق الثياب دون
__________________
(١) حياة الحيوان ج ٢ ص٣١٣.
الزنار ، وهو معرب كستي ـ قاله في القاموس.
(كلج)
الْكَيْلَجُ : مكيال ، والجمع كَيَالِجُ وكَيَالِجَةٌ أيضا ، والهاء للعجمة.
باب ما أوله اللام
(لجج)
قوله تعالى : ( فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ ) [ ٢٤ / ٤٠ ] البحر اللُّجِّيُ بضم لام وقد تكسر وتشديد جيم أي عظيم ، منسوب إلى اللُّجَّةِ وهي معظم البحر ، ومنه ( حَسِبَتْهُ لُجَّةً. ) ومنه الْحَدِيثُ « اطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِخَوْضِ اللُّجَجِ وَسَفْكِ الْمُهَجِ » (١).
ولَجَ في الأمر لَجّاً من باب تعب ولَجَاجَةً : إذا لازم الشيء وواظبه ، من باب ضرب لغة فهو لَجُوجٌ ولَجُوجَةٌ والهاء للمبالغة.
وَفِي الْحَدِيثِ : « اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْيَ » (٢).
أي تأخذه وتذهب به ، وذلك أن الإنسان قد يَلِجُ في طلب الشيء مع أن الرأي في تحصيله التأني ، فيكون اللِّجَاجُ فيه سببا مفوتا للرأي الأصلح فيه ، وهو مفوت للمطلوب المرغوب غالبا.
وَفِي الْخَبَرِ « مَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ إِذَا الْتَجَ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ».
أي إذا تلاطمت أمواجه ، من الْتَجَ الأمر : إذا اختلط وعظم. واللَّجَّةُ بالفتح : كثرة الأصوات. وأَلَجَ القوم : إذا صاحوا. والتَّلَجْلُجُ : التردد ، ومنه الدُّعَاءُ « وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَيَاهِبِ تَلَجْلُجِهِ » (٣).
أي تردد ظلامه. وقوله « سَرَّحَ » كأنه من التَّسْرِيحِ ، وهو حل الشعر. والتَّلَجْلُجُ : التردد في الكلام. وتَلَجْلَجَ في صدري شيء : تردد وتعلق ولم يستقر.
__________________
(١) الكافي ج ١ ص٣٥.
(٢) نهج البلاغة ج٣ ص ١٩٤.
(٣) من دعاء الصباح لعلي عليه السلام
ويُلَجْلِجُ المضغة في فمه : يرددها فيه للمضغ. ويَلَنْجَجُ ويَلَنْجُوجُ : عود البخور ، ومنه « مرفاة يَلَنْجُوجُ ».
وَفِي الْخَبَرِ « مَجَامِرُهُمُ الْأَلَنْجُوجُ ».
هو بفتح همزة ولام وجيمين : عود يتبخر به ، يقال أَلَنْجُوجُ ويَلَنْجُوجُ وأَلَنْجُجُ والألف والنون زائدتان.
(لزج)
لَزِجَ الشيء بالكسر لَزَجاً من باب تعب ولُزُوجاً : إذا كان فيه ودك يعلق باليد ونحوه ، فهو لَزِجٌ. ولَزِجَ بأصابعي : علق ، ويقال للطعام أو للطيب إذا صار كالخطمي قد تَلْزَجُ.
وَفِي الْحَدِيثِ « فَإِذَا لُزُوجَةُ الْمَاءِ ».
أي نداوته ورطوبته.
(لعج)
فِي الدُّعَاءِ « لَوَاعِجُ الْأَمْطَارِ وَعَوَالِجُهَا ».
لَوَاعِجُ الأمطار التي لها تأثير شديد في النبات ، من لَعَجَهُ الضرب : إذا آلمه وأحرق جلده. وعوالجها : هي ما تراكم منها ، مثل عوالج الرمال.
(لهج)
فِي وَصْفِهِ (ع) « أَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً ».
بالسكون والتحريك ، أي لسانا. ومثله قَوْلُهُ (ع) « مَا مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقُ مِنْ أَبِي ذَرٍّ ».
واللهَجُ بالفتح : الحرص الشديد. و « قد لَهِجَ بالشيء » بالكسر يَلْهَجُ لَهَجاً : إذا أغري به وأولع فيه ، من اللهَجِ بالشيء : الولوع فيه. ومِنْهُ » قَدْ لَهِجَ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ ».
أي أولع بهما. ولَهْوَجَ الرجل أمره لَهْوَجَةً وهو أن لا يبرمه.
باب ما أوله الميم
(مجج)
فِي الْحَدِيثِ « فَأَخَذَ حُسْوَةً مِنْ مَاءٍ فَمَجَّهَا فِي بِئْرٍ فَفَاضَتْ ».
أي صبها ، ويقال مَجَ الماء من فمه مَجّاً من باب قتل : لفظه ورمى به.
(مرج)
قوله تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) [ ٥٥ / ١٩ ] أي خلاهما لا يلبس أحدهما بالآخر ، كما يقول « مَرَجْتُ الدابة « إذا خليتها ترعى ، وقيل خلطهما فهما يلتقيان ( وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً ) وهو الحاجز لا يغلب أحدهما على الآخر. قوله : ( خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ ) [ ٥٥ / ١٥ ] قيل هو طرف النار المختلط بالدخان ، أي من خليطين من نار ، أي من نوعين خلطا ، من قولك » مَرَجْتُ الشيء بالشيء « إذا خلط أحدهما بالآخر. وقيل هو اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار ، وقيل الخالص منها. ( مارِجٍ مِنْ نارٍ ) نار لا دخان لها خلق منها الجان. وعن الفراء الْمَارِجُ : نار دون الحجاب ، ومنها هذه الصواعق. قوله : ( كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ ) [ ٥٥ / ٥٨ ] أي في صفاء الياقوت وبياض الْمَرْجَانِ ، أعني صغار اللؤلؤ واحدتها « مَرْجَانَةٌ » ، وقيل الْمَرْجَانُ جوهر أحمر فسد واضطرب واختلط. قوله : ( فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ) [ ٥٠ / ٥ ] أي أمر مختلط. والْمَرْجُ : الخلط ، ومنه « الْهَرْجُ والْمَرْجُ » قيل إنما سكن الْمَرْجُ لأجل الهرج. و « مَرِجَتْ عهودهم » بالكسر : أي اختلطت ، ومنه مَرِجَ الدين.
وَفِي الْحَدِيثِ « كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ وَقَلِقَتْ أَسْبَابُهُ ».
والْمَرْجُ : الأرض الواسعة ذات نبات كثير تَمْرَجُ فيها الدواب ، أي تخلى تسرح
مختلطة كيف شاءت. ومنه الْحَدِيثُ « إِنَّمَا الصَّدَقَةُ عَلَى السَّائِمَةِ الْمُرْسَلَةِ فِي مَرْجِهَا عَامَهَا ».
ومَرَجَ الأميرُ رَعيَّتَهُ بفتح الراء : إذا خلاهم ـ أي تركهم ـ يظلم بعضهم بعضا و « الْمَرَجُ » بالتحريك مصدر قولك « مَرِجَ الخاتم في إصبعي « قلق. وابن مَرْجَانَةَ عبيدُ الله بن زياد. و « تَمْرِيجٌ » بالياء المثناة التحتانية والجيم على ما في النسخ من أعوان إبليس. ومنه الْحَدِيثُ « إِنَّ لِإِبْلِيسَ عَوْناً يُقَالُ لَهُ تَمْرِيجٌ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ مَلَأَ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ ».
(مزج)
قوله تعالى : ( وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ) [ ٨٣ / ٢٧ ] وهو من مِزَاجِ الشراب لما يخلط ، ويقال مَزَجَ الشَّرَابَ بِغَيْرِهِ من ـ باب قتل ـ خلطه. ومِزَاجُ البدن : ما رُكِّبَ عليه من الطبائع الأربع ، وهي الماء والنار والهواء والتراب ، فيتولد من برودة الماء وحرارة النار فتور ومن رطوبة الهواء ويبوسة التراب حالة متوسطة. و « الْمَوْزَجُ » معرب مثل الجَوْرَبُ وأصله بالفارسية موزه ، والجمع الْمَوَازِجَةُ والهاء للعجمة ، وإن شئت حذفتها ـ كذا قاله الجوهري.
(مشج)
قوله تعالى : ( مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ ) [ ٧٦ / ٢ ] أي أخلاط ، يقال مَشَجْتُ بينهما مَشْجَةً : خلطت. وقوله ( مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ ) لأن ماء الرجل يختلط بماء المرأة ودمها يكون مَشِيجاً أربعين ليلة.
وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ اللهَ خَلَقَ النَّاسَ أَمْشَاجاً ».
(ملج)
الْأَمْلَجُ : نوع من الأدوية يتداوى به. ومنه الْحَدِيثُ فِي طِبِّ الْبِلَّةِ وَالرُّطُوبَةِ « تَأْخُذُ الْإِهْلِيلَجَ وَالْبَلِيلَجَ وَالْأَمْلَجَ فَتَعْجِنُهُ بِالْعَسَلِ ».
وَعَنِ الصَّادِقِ عليه السلام « هُوَ الَّذِي يُسَمُّونَهُ الطَّرِيفِلَ ». والْمَالِجُ : الذي يطين به ، فارسي
معرب ـ قاله الجوهري.
(موج)
قوله تعالى : ( وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ) [ ١٨ / ٩٩ ] يعني أن يأجوج ومأجوج يخرجون من وراء السد مزدحمين في البلاد يختلط بعضهم في بعض لكثرتهم. قوله : ( مَوْجٌ كَالظُّلَلِ ) [٣١ /٣٢ ] يعني يغطى ويستر لعظمه. ومَاجَ الناس : إذا اختلطت أمورهم واضطربت. ومَوْجُ الماء : اضطرابه وتزلزله ، يقال مَاجَ البحر يَمُوجُ مَوْجاً : اضطربت أمواجه. ومثله « مَاجَتِ السفينةُ ». والْمَوْجَةُ أخص من الْمَوْجِ ، والجمع أَمْوَاج ، مثل ثوب وأثواب.
(مهج)
الْمُهْجَةُ : دم القلب والروح ، ومنه يقال « خرجت مُهْجَتُهُ » إذا خرجت روحه. وقيل « الْمُهْجَةُ « دم القلب خاصة ، والجمع مُهَجٌ ، ومنه الْحَدِيثُ « لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لَطَلَبُوهُ وَلَوْ بِسَفْكِ الْمُهَجِ » (١).
باب ما أوله النون
(نأج)
يقال نَأَجَ إلى الله في الدعاء : أي تضرع. ونَأَجَتِ الريحُ تَنْأَجُ نَئِيجاً : تحركت.
(نتج)
« النِّتَاجُ » بالكسر : اسم يشمل وضع البهائم من الغنم وغيرها ، وإذا ولى الإنسان ناقة أو شاة ماخضا حتى تضع قيل نَتَجَهَا نَتْجاً من باب ضرب ، فالإنسان [ كالقابلة لأنه يتلقى الولد ويصلح من شأنه فهو ] نَاتِجٌ والبهيمة مَنْتُوجَةٌ والولد نَتِيجَةٌ ـ قاله في المصباح. والأصل في الفعل
__________________
(١) الكافي ج ١ ص٣٥.
أن يتعدى إلى مفعولين فيقال نَتَجَهَا ولدا لأنه بمعنى ولدها ولدا ، وقد يبنى الفعل للمفعول فيحذف الفاعل ويقام المفعول الأول مقامه ، ويقال نَتَجَتِ الناقة ولدا بمعنى ولدت أو حملت (١).
وَفِي الْحَدِيثِ « فَمَا نُتِجَ فَهُوَ هَدْيٌ » أَيْ فَمَا وُلِدَ.
ويوم يُنْتِجُ : يوم يولد.
(نسج)
« نسج العنكبوت » مثل يضرب في كل واه ضعيف (٢) ونَسَجْتُ الثوب نَسْجاً من باب ضرب : إذا حكته ، والفاعل نَسَّاجٌ. والنَّسَّاجَةُ : الصناعة. و « الموضع مَنْسَجٌ » بفتح الميم وكسرها. قال بعض شراح الحديث : الأخبار متظافرة بالنهي عن النِّسَاجَةِ والمبالغة في ضعفها ونقصان فاعلها ، حتى نهى عن الصلاة خلفه ، والظاهر اختصاص النِّسَاجَةُ والحياكة بالمغزول ونحوه فلا يكره عمل الخوص ونحوه ، بل روي أنه من أعمال الأنبياء عليه السلام و « الْمِنسَجُ » بكسر الميم : الأداة التي يمد عليها الثوب لِيُنْسَجَ. ونَسَجَتِ الريح الربع : إذا تعاورته ريحان طولا وعرضا.
(نشج)
النَّشْجُ : الصوت مع توجع وبكاء ، كما يردد الصبي بكاءه في صدره ، ومِنْهُ « أَقْبَلَ الشَّيْخُ يَنْتَحِبُ بِنَشِيجٍ ».
يقال نَشَجَ يَنْشِجُ نَشِيجاً : إذا فعل ذلك.
(نضج)
قوله تعالى : ( كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها ) [ ٤ / ٥٦ ] يقال نَضِجَ اللحم والفاكهة نَضْجاً من باب تعب : استوى وطاب أكله ، والاسم النُّضْجُ بضم نون ، فهو نَضِيجٌ. ورجل نَضِيجُ الرأي : أي محكمه.
(نعج)
قوله تعالى : ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ ) [٣٨ / ٢٤ ]
__________________
(١) كلام المصباح المنير ينتهي هنا ، والزيادة منقولة من المصباح.
(٢) فيقال مثلا » أوهى من نسج العنكبوت ».
النعجة الأنثى من الضأن ، والجمع نعاج بكسر النون. وللآية قصة مشهورة. والناعجات : الخفاف من الإبل ، وقيل الحسان الألوان.
(نفج)
فِي الْخَبَرِ « نَفَجَتْ بِهِمُ الطَّرِيقُ ».
أي رمت بهم فجأة. ونَفَجَتِ الريحُ : إذا جاءت بغتة ، ومنه « رِيَاحٌ نَوَافِجُ ». وشربت الدابة فَانْتَفَجَتْ : إذا شربت حتى خرجت جنباها. وانْتَفَجَتِ الْأَرْنَبُ : إذا وثبت فوسعت الخطوة (١). ونَفَجْتُ الشيءَ فَانْتَفَجَ : أي عظمته فتعظم. والنَّافِجَةُ : نَافِجَةُ المسك ، سميت بذلك لنفاستها ، والجمع نَوَافِجُ. وفي الصحاح وأما نَوَافِجُ المسك فمعرَّبة.
(نمذج)
« الْأُنُمُوذَجُ » بضم الهمزة : ما يدل على صفة الشيء ، وهو معرب ـ قاله في المصباح. وفي لغة نَمَوْذَجٌ بفتح النون والذال المعجمة مفتوحة مطلقا. وعن الصنعاني النَّمَوْذَجُ مثال الشيء الذي يعمل عليه ، وهو معرب نموذه.
(نهج)
قوله تعالى : ( شِرْعَةً وَمِنْهاجاً ) [ ٥ / ٤٨ ] الْمِنْهَاجُ بالكسر : الطريق الواضح. وأَنْهَجَ الطريق : إذا استبان وصار نَهْجاً واضحا بينا. و « نَهَجَ الأمر » بفتحتين وأَنْهَجَ : وضح ، يستعملان لازمين ومتعديين. وطريق نَاهِجَةٌ : واضحة. والنَّهْجُ كفلس : الطريق الواضح. وأَنْهَجْتُ الدابة : إذا سرت عليها حتى انبهرت.
__________________
(١) في الصحاح : نفجت الأرنب إذا ثارت ، وأنفجتها أنا.
باب ما أوله الواو (ودج)
فِي الْحَدِيثِ « رَجُلٌ ذَبَحَ شَاةً فَاضْطَرَبَتْ وَأَوْدَاجُهَا تَشْخُبُ دَماً ».
الْأَوْدَاجُ : العروق المحيطة بالعنق التي يقطعها الذابح ، واحدها وَدَجٌ بفتحتين كسبب وأسباب ، والكسر لغة ، وقيل الْوَدَجَانِ عرقان غليظان يكتنفان الحلقوم وهو مجرى النفس ، فَقَوْلُهُ « وَأَوْدَاجُهَا تَشْخُبُ دَماً ».
يمكن حمله على الحقيقة على الأول وعلى المجاز على الثاني ، بأن يراد بصيغة الجمع الاثنين على المشهور في المجازية. وفي الصحاح الْوَدَجُ والْوِدَاجُ : عرق في العنق ، وهما وَدَجَانِ ، والْوَدَجُ لا يبقى مع قطعه حياة ـ انتهى (١). ويقال في الجسد عرق واحد حيثما قطع مات صاحبه ، وله في كل عضو اسم ، فهو في العنق الْوَدَجُ والوريد أيضا ، وفي الظهر النياط وهو عرق ممتد فيه ، والأبهر وهو عرق مستبطن الصلب والقلب متصل به ، والوتين في البطن ، والنسا في الفخذ ، والأبجل في الرجل ، والأكحل في اليد ، والصافن في الساق.
(وشج)
فِي حَدِيثِ وَصْفِ السَّمَاوَاتِ « وَوَشَجَ بَيْنَهَا ».
أي وصل بين تلك الصدوع في القرائن السابقة « وَبَيْنَ أَزْوَاجِهَا ».
أي أشباهها. الْوَاشِجَةُ : الرحم المشتبكة. والْوَشِيجُ : ما التف من الشجر. ووَشَجَتِ العروق والأغصان : التفت. والْوَشِيجَةُ : عرق الشجر في الأصل ، وتستعار للمبالغة في الخوف.
(ولج)
قوله تعالى : ( وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ) [ ٩ / ١٦ ] أي بطانة ودخلا من المشركين.
__________________
(١) ليس في الصحاح » والودج لا يبقى ... ».
ووَلِيجَةُ الرجل : بطانته ودخلاؤه وخاصته وما يتخذه معتمدا عليه. والْوَلِيجَةُ : كل شيء أدخلته في شيء وليس منه ، والرجل يكون في القوم وليس منهم فهو وَلِيجَةٌ فيهم. قوله : ( يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ ) [٣٤ / ٢ ] أي يدخل فيها ، من الْوُلُوجِ في الشيء : الدخول فيه ، يقال وَلِجَ يَلِجُ وُلُوجاً : أي دخل ، وعن سيبويه إنما جاء مصدره وُلُوجاً وهو من مصادر غير المتعدي على معنى وَلَجَتْ فيه. قوله : ( حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ ) [ ٧ / ٤٠ ] أي يدخل ، وفسر الجمل بحبل السفينة. قوله : ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ ) [ ٢٢ / ٦١ ] أي يدخل هذا في هذا فما زاد في أحدهما نقص في الآخر كنقصان نهار الشتاء وزيادة ليله وزيادة نهار الصيف ونقصان ليله. فإن قيل : ما فائدة التكرار؟ أجيب التنبيه على أمر مستغرب ، وهو حصول الزيادة والنقصان معا في كل من الليل والنهار في آن واحد ، وذلك بحسب اختلاف البقاع كالشمالية عن خط الإستواء والجنوبية عنه سواء كانت مسكونة أو لا ، فإن صيف الشمال شتاء الجنوب وبالعكس ، فزيادة النهار ونقصانه واقع في وقت واحد لكن في بقعتين ، وكذلك زيادة الليل ونقصانه.
وَفِي حَدِيثِ مَدْحِ الْإِسْلَامِ « وَاضِحُ الْوَلَائِجِ ».
وهي البواطن والأسرار ، وهي واضحة لمن تدبرها.
وَفِي الْحَدِيثِ « مِنَ النِّسَاءِ امْرَأَةٌ صَخَّابَةٌ وَلَّاجَةٌ ».
أي كثيرة الدخول والخروج. وفِيهِ « لَا بُدَّ مِنْ فِتْنَةٍ يَسْقُطُ فِيهَا كُلُّ بِطَانَةٍ وَوَلِيجَةٍ ».
الرجل بطانته ودخلاؤه.
(وهج)
قوله تعالى : ( سِراجاً وَهَّاجاً ) [ ٧٨ / ١٣ ] أي وقادا ، يعني الشمس ، من الْوَهْجِ بالتسكين مصدر وَهَجَتِ النار تَهِجُ وَهْجاً ووَهَجَاناً : إذا اتقدت. ومنه الْحَدِيثُ « يطفىء عَنْكَ وَهْجَ الْمَعِدَةِ ». أي حرها واتقادها.
باب ما أوله الهاء
(هدج)
الْهَوْدَجُ : مركب من مراكب النساء مضبب وغير مضبب ـ قاله الجوهري.
(هرج)
فِي حَدِيثِ الْحَثِّ عَلَى كِتَابَةِ الْحَدِيثِ « أَنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ لَا يَأْنَسُونَ فِيهِ إِلَّا بِكُتُبِهِمْ » (١).
الْهَرْجُ الفتنة والاختلاط ، يقال هَرَجَ في حديثه : خلطه ، ومنه يقال قد هَرَجَ الناس يَهْرِجُونَ بالكسر هَرْجاً. و « الْهَرَجُ » محركة قيل الأغاني وفيه ترنم ، وأصل الْهَرَجِ الكثرة والاتساع في الشيء. والْمِهْرَجَانُ يجيء ذكره في نزر إن شاء الله تعالى.
(هلج)
« الْإِهْلِيلَجُ » وقد تكسر اللام الثانية والواحدة بهاء : ثمر منه أصفر ومنه أسود ومنه كابلي له نفع ويحفظ العقل ويزيل الصداع ، وهو في المعدة كالعاقلة المدبرة في البيت ـ كذا في القاموس (٢). وقد جاءت اللفظة في الحديث.
(همج)
الْهَمَجُ بالتحريك جمع هَمْجَةٍ ، وهو ذباب صغير كالبعوضة يسقط على وجوه الغنم والحمير وأعينها ، ويستعار للأسقاط من الناس والجهلة ، ويقال للرعاع من الناس « هَمَجٌ ». والرعاع ـ بالمهملات وفتح الأول ـ : العوام والسفلة.
__________________
(١) الكافي ج ١ ص ٥٢.
(٢) يختلف نص عبارة القاموس عما هنا بعض الاختلاف ، وموارد الاختلاف هي هكذا : الإهليلج .. ومنه أسود وهو البالغ النضيج ومنه كابلي ينفع من الخوانيق ... وهو في المعدة كالكذبانونة في البيت وهي المرأة.
وَفِي الْحَدِيثِ « نَحْنُ الْعَرَبُ وَشِيعَتُنَا مِنَّا وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ أَوْ هَبَجٌ. قَالَ الرَّاوِي : قُلْتُ : وَمَا الْهَمَجُ؟ قَالَ : الذُّبَابُ. قُلْتُ : وَمَا الْهَبَجُ؟ قَالَ : الْبَقُّ ».
(هملج)
فِي الْحَدِيثِ « فَلَمَّا رَكِبَ الْبَغْلَ حَمَلَهُ عَلَى الْهَمْلَجَةِ فَمَشَى ».
الْهِمْلَاجُ بالكسر وسكون الميم وفي آخره جيم من البراذين : ما يمشي الْهَمْلَجَةَ وهو مشي شبيه الهرولة ، يقال هو فارسي معرب.
(هيج)
قوله تعالى : ( ثُمَ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ) [٣٩ / ٢١ ] أي ييبس ويصفر ، يقال هَاجَ البيت هَيَاجاً : يبس. وأرض هَائِجَةٌ : إذا يبس بقلها واصفر.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ « هَيِّجْ لَنَا السَّحَابَ ».
أي سخره وأثره ، من قولهم هَاجَ الشيء يَهِيُج هَيْجاً وهَيَاجاً : إذا ثار. ومن قولهم هَاجَتِ السماء : تغيمت وكثر ريحها. والْمَهِيجُ : الثائر الْهَائِجُ. وهَاجَهُ غيره يتعدى ولا يتعدى.
وَفِي الْخَبَرِ « لَا يَهِيجُ عَلَى التَّقْوَى زَرْعُ قَوْمٍ ».
أي من عمل لله لم يفسد عمله ولم يبطل كما يهيج الزرع ويهلك. و « الْهَيْجَاءُ » بالقصر والمد : الحرب ومنه « فلان لا ينكل في الْهَيْجَاءِ » أي لا يضعف فيها. ويوم الْهَيَاجِ : هو يوم القتال.
كتاب الحاء