مجمع البحرين - ج ٢

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٢

سير الليل ، يقال أَدْلَجُ بالتخفيف : إذا سار من أول الليل ، وبالتشديد إذا سار من آخره ، والاسم منهما « الدُّلْجَةُ » بالضم والفتح. ومنهم من يجعل الْإِدْلَاجُ لليل كله ، وكأنه المراد هنا لما

فِي آخِرِ الْحَدِيثِ « فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى ».

ولم يفرق بين أول الليل وآخره. ومنه « اسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدَّلْجَةِ ».

قال بعض شراح الحديث : استعار سير المسافر في هذه الأوقات للمنشط في العبادة ، يعني كالفجر في الغداة والظهر والعصر في الروحة والعشاءين في الدَّلْجَةِ ، فإن المسافر لو سافر كل الليل والنهار عجز ، إذ لا يمكنه الدوام. وأَدْلَجَ إِدْلَاجاً ـ كأكرم إكراما ـ سار الليل كله ، فهو « مُدْلِجٌ » ، وربما أطلق الْإِدلَاجَ على العبادة في الليل توسعا لأن العبادة سير إلى الله تعالى.

وَفِي الْخَبَرِ « مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ».

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي تَفْسِيرِهِ : مُرَادُهُ (ص) مَنْ خَافَ اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخَرَ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ أَيَّامَ شَبَابِهِ وَقُوَّتِهِ وَسَوَادِ شَعْرِهِ ، فَقَدْ كَنَّى عَنِ الْعَمَلِ فِي الشَّبَابِ بِالدَّلْجِ وَهُوَ السَّيْرُ فِي اللَّيْلِ كَمَا كَنَّى عَنِ الشَّيْبِ بِالصُّبْحِ.

وَفِي الدُّعَاءِ « تُدْلِجُ بَيْنَ يَدَيِ الْمُدْلِجِ ».

ومعناه ـ على ما قيل ـ إن رحمتك وتوفيقك وإعانتك من توجه إليك وعبدك صادرة عنك قبل توجهه إليك وعبادته لك ، إذ لو لا رحمتك وتوفيقك وإيقاعك ذلك في قلبه لم يخطر ذلك بباله ، فكأنك قد سرت إليه قبل أن يسري إليك. و « مُدْلِجٌ » بضم الميم : قبيلة من كنانة ، ومنهم القافة ـ قاله الجوهري.

(دمج)

يقال : دَمَجَ الشيء دُمُوجاً : إذا دخل في الشيء واستحكم فيه ، وكذلك « انْدَمَجَ في الشيء » أي دخل فيه وتستر. وأَدْمَجَ الرجل كلامه : أي أبهمه.

(دملج)

في الحديث ذكر السِّوار والدُّمْلُجَ بضم الدال واللام وإسكان الميم كقنفذ : شيء يشبه السوار تلبسه المرأة في عضدها. و « الدُّمْلُوجُ » كعصفور مثله.

٣٠١

باب ما أوله الذال

(ذحج)

« مَذْحِجُ » كمسجد اسم أكمة باليمن ولدت عندها امرأة من حمير واسمها مذلة ثم كانت زوجة أدد فسميت المرأة باسمها ، ثم صار اسما للقبيلة منهم قبيلة الأنصار ، وعلى هذا فلا ينصرف للتأنيث والعلمية قال الجوهري : مَذْحِجُ أبو قبيلة من اليمن ، وهو مَذْحِجُ بن يحابر بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ، قال سيبويه : الميم من نفس الكلمة.

باب ما أوله الراء

(رتج)

فِي الْحَدِيثِ « السَّمَاءُ تُفَتَّحُ فَلَا تَرْتَجُ ».

أي لا تغلق ، من أَرْتَجْتُ الباب : أغلقته. ومِنْهُ « أَمَرَنَا النَّبِيُّ (ص) بِإِرْتَاجِ الْبَابِ ».

أي بإغلاقه. وأَرْتَجَ على القارىء : إذا لم يقدر على القراءة.

وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَقَدْ سُئِلَتْ عَنْ إِمَامِهَا فَأُرْتِجَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ (ص) « ابْنَكِ ابْنَكِ ».

يعني استغلق عليها معرفته. و « الِارْتِتَاجُ » بتاءين مثناتين فوقانيتين بمعنى الانغلاق. و « الرِّتَاجُ » بالكسر : الباب العظيم ، ومثله « الرَّتَجُ » بالتحريك. قال الشاعر :

إلى جارك مثل الرِّتَاجُ المضبب

ورَتِجَ في منطقه رَتَجاً ـ من باب تعب ـ إذا استغلق عليه.

(رجج)

قوله تعالى ( إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ) [ ٥٦ / ٤ ] قال : يدق بعضها على بعض.

٣٠٢

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ الْقَلْبَ لَيَرْجَجُ فِيمَا بَيْنَ الصَّدْرِ وَالْحَنْجَرَةِ حَتَّى يُعْقَدَ عَلَى الْإِيمَانِ ، فَإِذَا عُقِدَ عَلَى الْإِيمَانِ قَرَّ ».

أي يتحرك ويتزلزل ، من قولهم رَجَّهُ يَرُجُّهُ رَجّاً من باب قتل : إذا حركه وزلزله. والرَّجْرَجَةُ : الاضطراب ، ومنه ارْتَجَ البحر : إذا اضطرب.

وَفِي الْخَبَرِ « مَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ حِينَ يَرْتَجُ فَلَا ذِمَّةَ لَهُ ».

يعني إذا اضطربت أمواجه.

(رخج)

« الرُّخَجِيُ » بالراء المهملة المضمومة والخاء المعجمة المفتوحة والجيم من أصحاب الرضا (ع). قال بعض أهل الرجال : قيل كان معدودا من الوزراء ، وهو ممن قبض عليه المأمون وصادره.

(روج)

يقال رَاجَ المتاع يَرُوجُ رَوْجاً ـ من باب قال ـ : نفق وكثر طلابه ، والاسم « الرَّوَاجُ ». ورَاجَتِ الدراهم : تعامل الناس بها. ورَوَّجَ فلان كلامه : زينه وأبهمه فلا تعلم حقيقته.

باب ما أوله الزاي

(زبرج)

فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) « حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا ».

الزِّبْرِجُ بكسر الزاي وراء فجيم : الزينة والذهب. و « الزِّبْرِجُ » كالزخرف ، وهو ما له ظاهر جميل وباطن بخلافه. والزَّبَرْجَدُ : جوهر.

(زجج)

قوله تعالى ( الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ ) [ ٢٤ /٣٥ ] هو القنديل ، وهي واحدة الزُّجَاج وضم الزاي أشهر من التثليث ، وبه قرأ السبعة. وبائع الزجاج ينسب إليه على الضم فيقال « زُجَاجِيٌ ».

٣٠٣

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تُصَلِّ عَلَى الزُّجَاجِ » (١).

وعلّله بأنه يتخذ من الملح والرمل. وفِيهِ « صَلِّ فِي جَمَاعَةٍ وَلَوْ عَلَى رَأْسِ زُجٍ ».

الزُّجُ بالضم : الحديدة التي في أسفل الرمح ، وجمعه « زِجَاجٌ » بالكسر ، مثل رمح ورماح. وزَجَجْتُ الرمح زَجّاً من باب قتل : جعلت له زُجّاً.

وَفِي وَصْفِهِ (ص) « أَزَجُ الْحَوَاجِبِ » (٢).

هو من الزُّجِ ، وهو تقويس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد. قال الجوهري : الزَّجَجُ دقة في الحاجبين وطول ، والرجل أَزَجُ. والْمِزَجُ : رمح قصير كالمزراق.

وَعَنِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : « وَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُدْعَى بِالْعَبْدِ فَأَوَّلُ شَيْءٍ يُسْأَلُ عَنْهُ الصَّلَاةُ فَإِنْ جَاءَ بِهَا تَامَّةً وَإِلَّا زُجَ فِي النَّارِ ».

أي رمي فيها بدفع.

(زعج)

فِي الْحَدِيثِ « رَأَيْتَ عُمَرَ يُزْعِجُ أَبَا بَكْرٍ إِزْعَاجاً يَوْمَ السَّقِيفَةِ ».

أي يقلقه ولا يدعه يستقر ، من قولهم « أَزْعَجَهُ » أي أقلقه وقلعه من مكانه. قال في المصباح ولا يأتي المطاوع من لفظ الواقع ، فلا يقال فَانْزَعَجَ ، وقال الخليل : لو قيل كان صوابا ، واعتمده الفارابي [ فقال أَزْعَجْتُهُ ، فَانْزَعَجَ ] والمشهور في مطاوعته « أَزْعَجْتُهُ فشخص ».

(زلج)

يقال مكان زَلْجٌ وزَلِجٌ بالتحريك : زَلِقَ. و « الْمِزْلَاجُ » بكسر الميم : المغلاق إلا أنه يفتح باليد والمغلاق لا يفتح إلا بالمفتاح.

(زنج)

« الزِّنْجُ » بكسر الزأي والفتح لغة طائفة من السودان معروفة تسكن تحت خط الإستواء وليس وراؤهم عمارة. قال بعضهم : وتمتد بلادهم من الغرب إلى بلاد الحبشة ، وبعض بلادهم على نيل مصر ، الواحد « زِنْجيٌ » مثل روم ورومي.

__________________

(١) الكافي ج٣ ص٣٣٢.

(٢) مكارم الأخلاق ص ٩.

٣٠٤

(زوج)

قوله تعالى : ( وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ) [ ٤٤ / ٥٤ ] أي قرناهم بهن ، وليس في الجنة تزويج كتزويج الدنيا ، وكذلك قوله ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ ) [٣٧ / ٢٢ ] أي قرنائهم. والزَّوْجُ : الصنف. قال تعالى : ( سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ ) [٣٦ /٣٦ ] أي الأصناف. ومثله قوله : ( أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِ زَوْجٍ كَرِيمٍ ) [ ٢٦ / ٧ ]. وقوله : ( أَزْواجاً ثَلاثَةً ) [ ٥٦ / ٧ ]. وقوله : ( أَزْواجاً مِنْهُمْ ) [ ١٥ / ٨٨ ] أي من الكفرة. قوله : ( وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ ) [٣٨ / ٥٨ ] أي أجناس. وأَزْوَاجٌ صفة آخر وإن كان مفردا لأنه في تأويل الضروب والأجناس. والْأَزْوَاجُ : الأشكال والأمثال ، ومنه قوله تعالى ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ ) [ ١٥ / ٨٨ ] أي أمثالا. وخالق الْأَزْوَاجِ : أي الأصناف والأشكال والأجناس كلها ، والحيوان على مشاكلة الذكر والأنثى ، وكذلك النخل والحبوب أشكال والتين والكرم أشكال. قوله : ( ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ ) [٣٩ / ٦ ] أي أفراد ، وهي الإبل والبقر والضأن والمعز الذكور والإناث كل واحد منها يسمى زَوْجاً ، فالذكر زَوْجٌ والأنثى زَوْجٌ ، كما قال تعالى ( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ ) [٣٣ /٣٧ ] وقيل ثمانية أصناف. قوله : ( مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ ) [ ٥٥ / ٥٢ ] أي صنفان : صنف معروف ، وصنف غريب. أو متشاكلان كالرطب واليابس لا يقصر رطبة عن يابسة في الفضل والطيب. قوله : ( وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) [ ١٣ /٣ ] أي خلق فيها من جميع أنواعها زوجين أسود وأبيض وحلوا وحامضا ورطبا ويابسا. قوله : ( قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ ) [ ١١ / ٤٠ ]

رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ : لَمَّا أَرَادَ

٣٠٥

اللهُ إِهْلَاكَ قَوْمِ نُوحٍ أَعْقَمَ أَرْحَامَ النِّسَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَلَمْ يَلِدْ فِيهِمْ مَوْلُودٌ ، فَلَمَّا فَرَغَ نُوحٌ مِنِ اتِّخَاذِ السَّفِينَةِ أَمَرَهُ اللهُ أَنْ يُنَادِيَ بِالسُّرْيَانِيَّةِ لَا يَبْقَى بَهِيمَةٌ وَلَا حَيَوَانٌ إِلَّا حَضَرَ ، فَأَدْخَلَ مِنْ كُلِّ جِنْسٍ مِنْ أَجْنَاسِ الْحَيَوَانِ زَوْجَيْنِ فِي السَّفِينَةِ (١).

وَرُوِيَ أَنَّ نَجْرَ السَّفِينَةِ كَانَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَرَادَ اللهُ إِهْلَاكَهُمْ كَانَتِ امْرَأَةُ نُوحٍ تَخْبِزُ فِي مَوْضِعٍ مَعْرُوفٍ بِـ ( فارَ التَّنُّورُ ) فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ، وَكَانَ نُوحٌ اتَّخَذَ لِكُلِّ ضَرْبٍ مِنْ أَجْنَاسِ الْحَيَوَانِ مَوْضِعاً فِي السَّفِينَةِ وَجَمَعَ لَهُمْ فِيهَا مَا يَحْتَاجُونَ مِنَ الْغِذَاءِ ، فَصَاحَتْ امْرَأَتُهُ لَمَّا فَارَ التَّنُّورُ ، فَجَاءَ نُوحٌ إِلَى التَّنُّورِ فَوَضَعَ عَلَيْهِ طَبَقاً وَخَتَمَهُ حَتَّى أَدْخَلَ جَمِيعَ الْحَيَوَانِ السَّفِينَةَ ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّنُّورِ فَفَضَّ الْخَاتَمَ وَرَفَعَ الطِّينَ وَانْكَسَفَتِ الشَّمْسُ وَجَاءَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءٌ مُنْهَمِرٌ ( وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ )(٢).

وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) : فَدَارَتِ السَّفِينَةُ وَضَرَبَتْهَا الْأَمْوَاجُ حَتَّى وَافَتْ مَكَّةَ وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ وَغَرِقَ جَمِيعُ مَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا مَوْضِعَ الْبَيْتِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْبَيْتُ الْعَتِيقَ لِأَنَّهُ أُعْتِقَ مِنَ الْغَرَقِ ، وَبَقِيَ الْمَاءُ يَنْصَبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً وَمِنَ الْأَرْضِ الْعُيُونُ حَتَّى ارْتَفَعَتِ السَّفِينَةُ فَمَسَحَتِ السَّمَاءَ فَرَفَعَ نُوحٌ (ع) يَدَهُ فَقَالَ : « يَا رَهْمَنُ اتقن » وَتَفْسِيرُهَا رَبِّ أَحْسِنْ (٣)، فَأَمَرَ اللهُ الْأَرْضَ أَنْ تَبْلَعَ مَاءَهَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ ( يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي ) الْآيَةِ ، فَبَلَعَتْ مَاءَهَا ( وَاسْتَوَتِ ) السَّفِينَةُ ( عَلَى الْجُودِيِ ) وَهُوَ جَبَلٌ عَظِيمٌ ، فَبَعَثَ اللهُ جَبْرَئِيلَ فَسَاقَ الْمَاءَ إِلَى الْبِحَارِ حَوْلَ الدُّنْيَا ، فَنَزَلَ نُوحٌ مِنَ السَّفِينَةِ وَبَنَوْا مَدِينَةً ، وَكَانَ لِنُوحٍ عليه السلام بِنْتٌ نَزَلَتْ مَعَهُ السَّفِينَةَ فَتَنَاسَلَ النَّاسُ مِنْهَا (٤).

قَوْلُهُ : ( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ) [ ٨١ / ٧ ] أي قرنت بأشكالها أو بأعمالها ،

__________________

(١) البرهان ج ٢ ص ٢٢٠.

(٢) تفسير علي بن إبراهيم ص٣٠٣.

(٣) في البرهان » فقال يا دهمان ايقن ، وتفسيرها يا رب احبس ».

(٤) البرهان ج ٢ ص ٢٢٠ مع اختلاف في الألفاظ.

٣٠٦

وقيل الأرواح بالأجساد ، وقيل قرنت نفوس الصالحين بالحور العين ونفوس الطالحين بالشياطين. قوله : ( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) [ ٧ / ١٩ ] قال المفسر : إنما لم يقل وزَوْجَتُكَ لأن الإضافة إليه قد أغنت عن ذكره وأبانت عن معناه ، فكان الحذف أحسن لما فيه من الإيجاز من غير إخلال بالمعنى (١). قوله : ( وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها ) [ ٧ / ١٨٩ ] يعني جعلها من جسد آدم من ضلع من أضلاعه ، أو من جنسها كقوله تعالى ( جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً ) ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي (٢). وفي الفقيه : أي من الطينة التي خلقت من ضلعه الأيسر. قوله ( وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) [٣٣ / ٦ ] فسر بتفسيرين : أحدهما أنه تعالى أراد أنهن يحرمن علينا كتحريم الأمهات ، والآخر أنه يجب علينا من تعظيمهن وتوقيرهن ما يجب علينا في أمهاتنا. ويجوز أن يريد الأمرين معا ، إذ لا تنافي بينهما ، ومن ذهب إلى أن معاوية خال المؤمنين فقد ذهب مذهبا بعيدا وحاد عن الصواب شديدا ، لأن أخا الأم إنما يكون خالا إذا كانت الأمومة من طريق النسب ، فأما إذا كانت على سبيل التشبيه والاستعارة فالقياس غير مطرد فيها.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَيُجْزِي الْغُسْلُ لِلْجُمُعَةِ كَمَا يَكُونُ لِلزَّوَاجِ ».

قال الشيخ البهائي في معناه : إن غسل الجمعة يجزي لصلاة الجمعة من غير احتياج إلى الوضوء بعد الغسل ، كما يجزي ذلك الغسل لِلزَّوَاجِ ، أي لغسل الجنابة ، وتأييد ذلك ما

رُوِيَ » أَنَّ مَنْ جَامَعَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ثُمَّ نَسِيَ حَتَّى خَرَجَ شَهْرُ رَمَضَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَغْتَسِلَ وَيَقْضِيَ صَلَاتَهُ وَصَوْمَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدِ اغْتَسَلَ لِلْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ يَقْضِي صَلَاتَهُ وَصَوْمَهُ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَا يَقْضِي مَا بَعْدَ ذَلِكَ » ـ انتهى. وهو جيد. وقال بعض الأفاضل : إن الغسل من الجنابة كما يكون من الجنابة على قصد رفع الحدث ونية الوجوب يكون

__________________

(١) مجمع البيان ج ٢ ص ٤٠٥.

(٢) مجمع البيان ج ٤ ص ٤٦٠.

٣٠٧

بعينه مجزيا عن الغسل للجمعة ومسقطا للإتيان به بنية الاستحباب ، وقصد كونه للجمعة لكون غايته هي النظافة مترتبة على غسل الجنابة بما هو للجنابة على أسبغ الوجوه ، وتصريح قَوْلِ الصَّادِقِ (ع) « إِذَا اجْتَمَعَتْ لِلَّهِ عَلَيْكَ حُقُوقٌ أَجْزَأَكَ عَنْهَا غُسْلٌ وَاحِدٌ » قال : وقد تبدل الزاي راء والجيم حاء ، وذلك تصحيف سخيف ، والذي سمعناه من الشيوخ ورأيناه في النسخ بخلاف ذلك ـ انتهى.

و « الزَّوَاجُ » بالفتح : يجعل اسما من زَوَّجَ مثل سلم سلاما وكلم كلاما ، ويجوز الكسر ذهابا إلى أنه من باب المفاعلة ، لأنه لا يكون إلا من اثنين كالنكاح والزنا.

وزَوْجُ المرأة : بعلها ، وهي زَوْجٌ أيضا ، وهي اللغة العالية وبها جاء التنزيل قال تعالى ( اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ).

وعن أبي حاتم أن أهل نجد يقولون في المرأة « زَوْجَةٌ » بالهاء ، وأهل الحرم يتكلمون بها.

وعن ابن السكيت عكس ذلك حيث قال : أهل الحجاز يقولون للمرأة « زَوْجٌ » بغير هاء ، وسائر العرب « زَوْجَةٌ » بالهاء وجمعها زَوْجَاتٌ.

والزَّوْجُ : ضد الفرد ـ قاله ابن دريد. تقول « عندي زَوْجُ نِعالٍ » وتريد اثنين ، وزَوْجَانِ وتريد أربعة. وعن ابن قتيبة : الزَّوْجُ يكون واحدا ويكون اثنين ، وأنكر النحويون أن يكون الزَّوْجُ اثنين والزَّوْجُ عندهم الفرد ، وعن ابن الأنباري والعامة تخطىء فتظن أن الزَّوْجَ اثنان وليس ذلك من مذهب العرب.

وزَوَّجْتُ فلانا امرأة تتعدى بنفسه إلى اثنين فَتَزَوَّجَهَا لأنه بمعنى أنكحته امرأة فنكحها. وعن الأخفش يجوز زيادة الباء فيقال « زَوَّجْتُهُ بامرأة فَتَزَوَّجَ بها ». وعن يونس ليس من كلام العرب « تَزَوَّجْتُ بامرأة ». وعن الفراء : قول الفقهاء « زَوَّجته منها » لا وجه له إلا على قول من يرى زيادتها في الواجب ، أو يجعل الأصل زَوَّجْتُهُ بها ثم أبدل على مذهب من يرى ذلك.

و « الزَّاجُ » فارسي معرب.

٣٠٨

باب ما أوله السين

(سحج)

فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ (ص) « وَقَعَ عَنْ فَرَسٍ فَسُحِجَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ فَصَلَّى بِهِمْ جَالِساً ».

هو من قولهم « سَحَجْتُ جلده فَانْسَحَجَ » من باب منع : أي قشرته فانقشر ، ومعناه فقشر شقه الأيمن. وفِي بَعْضِ نُسَخِ الْحَدِيثِ « فجحش ».

بالجيم والحاء والشين المعجمة ، وهو بهذا المعنى لأن الجحش سَحَجُ الجلد ، يقال « أصابه شيء فجحش وجهه ».

(سذج)

قال صاحب المحكم « حجة سَاذِجَةٌ » بكسر الذال وفتحها : غير بليغة.

(سرج)

قوله تعالى : ( داعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً ) [٣٣ / ٤٦ ] أي يهتدى بك في الدين كما يهتدى بالسراج في ظلام الليل أو يمد بنور نبوتك نور البصائر كما يمد بنور السراج نور الأبصار. قيل : أي ذا سِرَاجٍ منير ، يعني الكتاب ، والأصل في السِّرَاجِ المصباح ، وجمعه « سُرُجٌ » مثل كتاب وكتب ، وربما يستعار لغيره فيقال للشمس سِرَاجٌ ، قال تعالى : ( وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً ) [ ٢٥ / ٦١ ] استعار لفظ السِّرَاجِ للشمس باعتبار إضاءتها لهذا العالم كإضاءة السِّرَاجِ للبيت. و « الْمَسْرَجَةُ « بالفتح : التي فيها الفتيلة والدهن. و « السَّرْجُ » بفتح السين : سَرْجُ الدابة المعد للركوب ، والسَّرَّاجُونَ من نسب إليهم عمل ذلك. و « السُّرَيْجِيَّاتُ » سيوف منسوبة إلى قين يقال له سُرَيْجٌ ـ نقلا عن الأصمعي

(سفتج)

فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ « إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهِ سَفْتَجَةٌ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ ».

سَفْتَجَةٌ قيل بضم السين وقيل بفتحها ، وأما التاء فمفتوحة فيهما ، فارسي معرب ، وفسرها بعضهم فقال : هي كتاب صاحب

٣٠٩

المال لوكيله أن يدفع مالا قراضا يأمن به خطر الطريق. وفي الدر « السُّفْتُجَةُ « كقرطبة أن تعطي مالا لأحد ولآخذه مال في بلد فيوفيه إياها ثم فيستفيد أمن الطريق وفعله السَّفْتَجَةُ بالفتح ـ انتهى. والجمع » السَّفَاتِجُ » ، ومنه الْحَدِيثُ « كَانَ لِأَبِي سَفَاتِجُ مِنْ مَالِ الْغَرِيمِ ».

أي صاحب الأمر. و « أبو السَّفَاتِجِ » من رواة الحديث اسمه عبد العزيز. وفي نسخة « ابن أبي السَّفَاتِجِ » (١).

(سكبج)

فِي الْحَدِيثِ « رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ سِكْبَاجاً بِلَحْمِ الْبَقَرِ ».

السِّكْبَاجُ بكسر السين : طعام معروف يصنع من خل وزعفران ولحم. و « سِكْبَاجُ » لقب الحسن بن على بن الفضل من رواة الحديث.

(سكرج)

فِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنِ اللَّبَنِ يُشْتَرَى وَهُوَ فِي الضَّرْعِ؟ قَالَ : لَا إِلَى أَنْ يُحْلَبَ إِلَى سُكُرُّجَةٍ ».

هي بضم السين والكاف والراء والتشديد : إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم ، وهي فارسية ، وأكثر ما يوضع فيها الكواميخ ونحوها. قيل والصواب فيها فتح الراء لأنه فارسي معرب ، والراء في الأصل مفتوحة.

(سمج)

فِي الْحَدِيثِ « غَسْلُ الرَّأْسِ بِالطِّينِ يُسَمِّجُ الْوَجْهَ » (٢).

يقبحه ، من قولهم سَمُجَ الشيء ـ بالضم سَمَاجَةً : قبح فهو سَمِجٌ ، مثل ضخم فهو ضخم ، وسَمُجَ مثل خشن فهو خشن ، وسَمِيجٌ مثل قبح فهو قبيح. « وقوم سِمَاجٌ » مثل ضخام. واسْتَسْمَجَهُ : عده سَمْجاً.

__________________

(١) قال أبو علي في منتهى المقال ص ٥٠ : إسحاق بن عبد العزيز البزاز كوفي يكنى أبا يعقوب ويلقب أبا السفاتج روى عن أبي عبد الله عليه السلام  وقال في ص٣٤٥ : أبو السفاتج روى عن الباقر عليه السلام ... ويظهر من سائر أخباره أيضا تشيعه. أقول : لم نعثر على أبي السفاتج الذي اسمه عبد العزيز ، ولا على ابن أبي السفاتج ـ فلاحظ.

(٢) من لا يحضر ج ١ ص ٦٤.

٣١٠

وحجارة سَمِجَةٌ : تكرهها النفس لقبحها.

(سمحج)

السَّمْحَجُ : الأتان الطويلة الظهر ، وكذلك الفرس ، ولا يقال للذكر ـ كذا قاله الجوهري. وقول ذي الرمة :

صخر سَمَاحِيجُ في أحشائها قبب

قد تقدم تفسيره (١).

(سنج)

فِي حَدِيثِ التَّيَمُّمِ « فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى السَّنْجِ ثُمَّ رَفَعَهَا فَمَسَحَ وَجْهَهُ ».

السَّنْجُ بالسين المهملة فالنون وفي آخره جيم معرب سنك ، والمراد به حجر الميزان ، وربما قرئت بالياء المثناة من تحت والحاء المهملة ، والمراد به ضرب من البرود أو عباء مخطط. وفِي بَعْضِ النُّسَخِ « عَلَى الْمِسْحِ ثُمَّ رَفَعَهَا ».

ولا بعد فيها لأن المقام تعليم التيمم ، وليس في النسخ على السنج وإن كانت قريبة. و « سَنْجَةُ الميزان » معرب والجمع سَنَجَاتٌ ، مثل سجدة وسجدات.

(سوج)

فِي الْحَدِيثِ « يُصَلِّي عَلَى سَرِيرٍ مِنْ سَاجٍ ».

قال في المغرب : السَّاجُ شجر عظيم جدا ولا تنبت إلا ببلاد الهند. وفي المصباح : السَّاجُ ضرب عظيم من الشجر لا تكاد الأرض تبليه ، والجمع « سِيجَانٌ » مثل نار ونيران.

وَفِي حَدِيثِ الْمَيِّتِ « وَتَغْسِيلِهِ عَلَى سَاجَةٍ ».

وهي لوح من الخشب المخصوص ، والمراد وضعه عليها أو على غيرها مما يؤدي مؤداها ويفيد فائدتها. وفِيهِ « لَبِسَ رَسُولُ اللهِ (ص) السَّاجَ وَالصلوة [ الطَّاقَ ] وَالْخَمَائِصَ ».

وفِيهِ « عَهْدِي بِأَبِي أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ وَسَاجٌ ».

وهو بالسين المهملة والجيم بعد الألف : الطيلسان الأخضر أو الأسود ـ قاله في السرائر ومثله في الصحاح. ومِنْهُ « كَانَ (ص) يَلْبَسُ فِي الْحَرْبِ مِنَ الْقَلَانِسِ وَالسِّيجَانِ مَا يَكُونُ مِنَ السِّيجَانِ الْخُضْرِ ».

قال في النهاية : ومنهم من يجعل ألفه منقلبة عن الواو ، ومنهم من يجعلها عن الياء.

__________________

(١) انظر تعليقنا على هذا الشاهد في هذا الجزء ص ١٣٨.

٣١١

باب ما أوله الشين

(شجج)

في الحديث ذكر الشَّجَّةُ والشِّجَاجُ والشَّجُ وهو في الرأس خاصة ، وهو أن يضربه بشيء فيجرحه ويشقه ، ثم استعمل في غيره من الأعضاء ، يقال شَجَّهُ يَشُجُّهُ شَجّاً من باب قتل على القياس ، وفي لغة من باب ضرب : إذا شق جلده ، وهي المرة من الشَّجِ ، وتجمع الشَّجَّةُ على « شِجَاجٍ » مثل كلبة وكلاب ، و « شَجَّاتٍ » أيضا. وعن بعض المحققين « الشَّجَّةُ » هي الجرح بالرأس والوجه ، وسمي في غيرها جرحا بقول مطلق. وفِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ نَقْلاً عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنِ الْأَصْمَعِيِ أَنَّ أَوَّلَ الشِّجَاجِ الْحَارِصَةُ ثُمَّ الْبَاضِعَةُ ثُمَّ الْمُتَلَاحِمَةُ ثُمَّ الْمُوضِحَةُ ثُمَّ الْهَاشِمَةُ ثُمَّ الْمُنَقِّلَةُ ثُمَّ الْأَمَّةُ.

وسيجيء شرح كل واحدة منها في محله ، ولم يذكر الجايفة وربما أسقطها النساخ. والله أعلم.

(شرج)

فِي حَدِيثِ الِاسْتِنْجَاءِ « يَغْسِلُ مَا ظَهَرَ عَلَى الشَّرْجِ » (١).

هو بالشين المعجمة والجيم بعد الراء المهملة : حلقة الدبر الذي ينطبق ، وهو في الأصل انشقاق في القوس. و « الشَّرِيجَةُ « ككريمة : شيء ينسج من سعف النخل ونحوه يحمل فيه البطيخ ونحوه ، والجمع « شَرَائجُ ». والشَّرِيجَةُ : ما يضم من القصب يجعل على الحوانيت كالأبواب ، ومنه حَدِيثُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ (ع) فِي الْبَيْتِ « فَجَعَلَا عَلَيْهِ عَتَباً وَشَرِيجاً ».

وشَرَّجْتُ اللبن شَرْجاً : نضدته ، أي ضممت بعضه إلى بعض. والشِّيرَجُ : دهن السمسم ، معرب شيرة ـ قاله في المصباح.

(شطرنج)

فِي الْحَدِيثِ » كَانَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللهُ

__________________

(١) الكافي ج٣ ص ١٧.

٣١٢

يَبْسُطُ رُقْعَةَ الشِّطْرَنْجِ عَلَى سَرِيرِهِ الْمَوْضُوعِ عَلَى رَأْسِ الْحُسَيْنِ (ع) وَيَلْعَبُ بِهِ ».

الشِّطْرَنْجُ : بكسر الشين وسكون الطاء المشالة وفتح الراء المهملة وجيم في الآخر بعد النون : لعبة معروفة بين الفساق.

وَعَنْ عَلِيٍّ (ع) « الشِّطْرَنْجُ وَالنَّرْدُ مِنَ الْمَيْسِرِ ».

وَسُئِلَ عَنْ صَاحِبِ شَاهَيْنِ؟ قَالَ : الشِّطْرَنْجُ.

وفي المصباح : الشِّطْرَنْجُ معرب قيل بالفتح وقيل بالكسر ، وهو المختار ، وقال ابن الجوزي : إنما كسرت الشين فيه ليكون نظير الأوزان العربية.

(شنج)

الشَّنَجُ : تقبض في الجلد ، وقد شَنِجَ الجلد بالكسر وانْشَنَجَ وتَشَنَّجَ.

باب ما أوله الصاد

(صرج)

فِي الْحَدِيثِ « لَا تَسْجُدْ عَلَى الصَّارُوجِ » (١).

هو النورة وأخلاطها ـ قاله الجوهري فارسي معرب. قال : وكذلك كل كلمة فيها صاد وجيم لأنهما لا يجتمعان في كلمة من كلام العرب.

(صلج)

« الصَّوْلَجَانُ » بفتح اللام : المحجن ، فارسي معرب ، والجمع « الصَّوَالِجَةُ » والهاء للعجمة ـ قاله الجوهري.

(صنج)

فِي الْحَدِيثِ « إِيَّاكَ وَالضَّرْبَ فِي الصَّوَانِجِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَرْكُزُ مَعَكَ وَالْمَلَائِكَةَ تَنْفِرُ عَنْكَ ».

الصَّنْجُ من آلات اللهو ، وهو شيء يتخذ من صفر يضرب أحدهما بالآخر وآلة بأوتار يضرب بهما ، والجمع « صُنُوجٌ » مثل فلس وفلوس. قال بعض المحققين : ولم نعثر بجمعه على « صَوَانِجَ » في كلام أهل اللغة وإنما

استفدناه من الحديث وهو الصواب.

__________________

(١) الكافي ج٣ ص٣٣١.

٣١٣

وقال الجوهري : الصَّنْجُ الذي تعرفه العرب ، وهو الذي يتخذ من صفر يضرب أحدهما بالآخر ، وأما الصَّنْجُ ذو الأوتار فيختص به العجم ، وكلاهما معرب. والصَّنْجَةُ : صَنْجَةُ الميزان معرب ، وعن ابن السكيت ولا تقل سنجة ، وقال المطرزي نقلا عنه : الصَّنْجُ ما يتخذ مدورا يضرب أحدهما بالآخر ، ويقال لما يجعل في إطار الدف من النحاس المدورة صغار الصُّنُوجِ أيضا.

(صهلج)

« الصَّهْلَجُ » بالصاد المهملة والجيم : عرق في البدن.

باب ما أوله الضاد

(ضجج)

فِي الْحَدِيثِ « أَرْبَعُ بِقَاعٍ ضَجَّتْ إِلَى اللهِ تَعَالَى ».

أي فزعت فصاحت ، يقال ضَجَ يَضِجُ من باب ضرب : إذا فزع من شيء يخافه فصاح وجلب. وفي الصحاح أَضَجَ القوم إِضْجَاجاً : إذا جلبوا وصاحوا ، فإذا فزعوا من شيء وغلبوا قيل ضَجُّوا يَضِجُّونَ ضَجِيجاً. وسمعت ضَجَّةَ القوم : أي جلبتهم ، ومنه قَوْلُهُ (ع) فِي الْحُجَّاجِ « مَا أَكْثَرَ الضَّجِيجَ وَأَقَلَ الْحَجِيجَ ».

كأنه يريد به رفع الأصوات بالتلبية.

(ضرج)

فِي الْحَدِيثِ « كَرِهَ الصَّلَاةَ فِي الْمُشْبَعِ بِالْعُصْفُرِ الْمُضَرَّجِ بِالزَّعْفَرَانِ ».

أي الملطخ به ، من التَّضْرِيجُ وهو التدمية والتلطيخ ، يقال تَضَرَّجَ بالدم : أي تلطخ به. ومنه ضَرَّجْتُ الثوب تَضْرِيجاً : إذا صبغته بالحمرة ، وهو دون المشبع وفوق المورد. وضَرَجَ أنفَه بالدم : أي أدماه.

٣١٤

باب ما أوله الطاء

(طزج)

فِي الْحَدِيثِ « الدَّرَاهِمُ الطَّازَجِيَّةُ ».

بالطاء غير المعجمة والزاي والجيم : أي البيض الجيدة ، وكأنه معرب تازه بالفارسية

(طسج)

فِي الْحَدِيثِ « كُلُّ طَعَامٍ اشْتَرَيْتَهُ مِنْ بَيْدَرٍ أَوْ طَسُّوجٍ فَأَتَى اللهُ عَلَيْهِ فَلَيْسَ لِلْمُشْتَرِي إِلَّا رَأْسُ مَالِهِ ».

الطَّسُّوجُ كتنور الناحية وربع دانق معرب ، وقَوْلُهُ « أَتَى اللهُ عَلَيْهِ ».

أي أهلكه. والطَّسُّوجُ أيضا : حبتان ، والدانق : أربع طَسَاسِيجَ ـ قاله الجوهري ، وهو معرب.

(طهج)

« الْطَّيْهُوجُ » طائر أخضر طويل الرجلين والرقبة أبيض البطن والصدر ، من طيور الماء. وفي حياة الحيوان « الطَّيْهُوجُ » بفتح الطاء طائر يشبه بالحجل الصغير غير أن عنقه أحمر ومنقاره ورجليه أحمران مثل الحجل وما تحت جناحيه أسود وأبيض ، وهو خفيف مثل الدراج (١).

باب ما أوله العين

(عجج)

فِي حَدِيثِ جَبْرَئِيلَ « يَا مُحَمَّدُ مُرْ أَصْحَابَكَ بِالْعَجِ وَالثَّجِّ ».

ومثله « أَفْضَلُ الْعَجِ ».

وقد مر الثج في شرحهما. وعج عَجّاً ـ من باب ضرب ـ وعَجِيجاً أيضا : رفع صوته بالتلبية.

وَفِي حَدِيثِ آدَمَ (ع) » كَانَ يَبْكِي عَلَى الْجَنَّةِ حَتَّى صَارَ عَلَى خَدَّيْهِ مِثْلُ النَّهْرَيْنِ

__________________

(١) حياة الحيوان ج ٢ ص ١٠٢.

٣١٥

الْعَجَاجَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ مِنَ الدُّمُوعِ ».

يقال نهر عَجَاجٌ للذي لمائه صوت. وفحل عَجَاجٌ في هديره : أي صياح. و « الْعَجَاجُ » بالفتح : الغبار والدخان أيضا. والْعَجَاجَةُ أخص منه.

(عرج)

قوله تعالى : ( وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ ) [ ٤٣ /٣٣ ] أي درجات عليها يعلون ، واحدها « مَعْرَجٌ ». قوله : ( يَعْرُجُ إِلَيْهِ ) [٣٢ / ٥ ] أي يصعد إليه. قوله : ( مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ ) [ ٧٠ /٣ ] أي من عند الله ذي المصاعد والدرج ، جمع « مَعْرَجٍ » ثم وصف المعارج وبعد مداها بالعلو فقال ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ) [ ٧٠ / ٤ ] أي إلى عرشه ومهبط أوامره ( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) مما يعده الناس ، وذلك من أسفل الأرضين إلى فوق سبع سماوات ، والمعنى لو قطع الإنسان هذا المقدار الذي قطعته الملائكة في يوم واحد لقطعه في هذه المدة ، وقيل هو يوم القيامة. وقوله : ( فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ) [٣٢ / ٥ ] هو من الأرض إلى السماء الدنيا خمسمائة ومنها إلى الأرض خمسمائة ، وقيل إن قوله ( فِي يَوْمٍ ) صلة واقع ، أي يقع في يوم طويل ( مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) من سنينكم ، وهو يوم القيامة إما أن يكون استطال لشدته على الكفار وإما لأنه على الحقيقة ـ كذا ذكره الشيخ أبو علي (١). قوله : ( حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) [٣٦ /٣٩ ] هو بالضم فالسكون عود أصفر فيه شماريخ الغدق ، فإذا قدم واستقوس شبه به الهلال ، وجمعه « عَرَاجِينُ » وكأنه من انْعَرَجَ الشيء انعطف ، سمي بذلك لِانْعِرَاجِهِ وانعطافه ، ونونه زائدة.

وَفِي حَدِيثِ التَّلْبِيَةِ « لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ لَبَّيْكَ ».

أي ذا المصاعد ، جمع مَعْرَجٍ ، والْمَعْرَجُ والمصعد والمرقى كلها بمعنى ، يريد مَعَارِجَ الملائكة إلى سماء الدنيا. وقيل الْمَعَارِجُ الفواضل العالية. والْعُرُوجُ : الصعود ، يقال عَرَجَ يَعْرُجُ عُرُوجاً ، ومنه « الْمِعْرَاجُ » شبه

__________________

(١) مجمع البيان ج ٤ ص٣٢٦.

٣١٦

السلم ، مفعال من الْعُرُوجِ : الصعود ، والجمع مَعَارِجُ ومَعَارِيجُ كمفاتيح. وعَرَجَ في الدرجة أو السلم يَعْرُجُ عُرُوجاً : ارتقى. وعُرِجَ بالنبي (ص) إلى السماء : أي صعد به إليها.

وَعَرَجَ رَسُولُ اللهِ مَرَّتَيْنِ : عَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ مِنْهَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ثُمَّ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ثُمَّ إِلَى قَابَ قَوْسَيْنِ.

فَالْمَعَارِجُ خَمْسَةٌ.

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَيْهِ فِي كِتَابِ الْخِصَالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ : عُرِجَ بِالنَّبِيِّ (ص) مِائَةً وَعِشْرِينَ مَرَّةً ، مَا مِنْ مَرَّةٍ إِلَّا وَقَدْ أَوْصَى اللهُ تَعَالَى فِيهِ النَّبِيَّ (ص) بِالْوَلَايَةِ لِعَلِيٍّ وَالْأَئِمَّةِ عليه السلام أَكْثَرَ مِمَّا أَوْصَاهُ بِالْفَرَائِضِ.

وفي الكتاب العزيز آيات كثيرة فيها رد على من أنكر الْمِعْرَاجَ ، منها ما مر في « سرا « وفي » دلا » ، ومنه قوله : ( وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا ) [ ٤٣ / ٤٥ ] وقوله : ( فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ ) [ ١٠ / ٩٤ ] يعني الأنبياء (ع) ، وإنما رآهم في السماء. و « الْعَرْجُ » بفتح العين وسكون الراء : قرية من أعمال الفرع على أيام من المدينة ، وإليها ينسب الْعَرْجِيُ الشاعر عبد الله بن عمر بن [ عبد الله بن عمرو بن ] عثمان بن عفان (١).

وَفِي الْحَدِيثِ « فَإِنْ خَافَ عَلَى الصِّبْيَانِ الْبَرْدَ أَتَى بِهِمُ الْعَرْجَ فَلْيُحْرِمُوا مِنْهَا ».

وَفِي الْفَقِيهِ « فَإِنْ أَتَيْتَ الْعَرْجَ وَقَعْتَ فِي تِهَامَةَ ».

وعَرِجَ بالكسر من علته من باب تعب : إذا كان من علة لازمة ، فهو أَعْرَجُ. والمرأة عَرْجَاءُ ، وإن كان من غير علة لازمة قيل عَرَجَ يَعْرُجُ من باب قتل فهو عَارِجٌ ، وما أشد عَرَجَهُ ولا تقل ما أَعْرَجَهُ. والتَّعْرِيجُ على الشيء : الإقامة عليه ، يقال عَرَجَ فلان على المنزل : إذا حبس

__________________

(١) معجم البلدان ج ٤ ص ٩٨ والزيادة منه ، وفيه » وهي أول تهامة وبينها وبين المدينة ثمانية وسبعون ميلا ».

٣١٧

عليه مطيته وأقام ، ومنه قول الشاعر :

عَرِّجْ عَلَى أَرْضِ كَرْبَلَاءَ

وامْزَجِ الدَّمْعَ بِالدِّمَاءِ

و « أَقِلُّوا الْعُرْجَةَ » بالضم أي الإقامة. وعَرَجْتُ عنه : عدلت عنه وتركته وانْعَرَجَ الشيء : انعطف. وَمِنْ كَلَامِ عَلِيٍّ (ع) لِقَوْمِهِ الَّذِينَ مَالُوا إِلَى التَّحْكِيمِ يُوَبِّخُهُمْ : « فَكُنْتُ وَإِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ :

أَمَرْتُكُمْ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللَّوَى

فَلَمْ تَسْتَجِيبُوا النُّصْحَ إِلَّا ضُحَى الْغَدِ (١).

قال الشيخ ميثم : البيت لدريد بن الصمة ، ووجه تمثيله نفسه معهم بهذا القائل اشتراكهما في النصيحة وعصيانهما المستعقب لندامة قومهم وهلاكهم.

(عرفج)

« الْعَرْفَجُ » بفتح فسكون : شجر معروف ينبت في السهل ، الواحدة عَرْفَجَةٌ.

(عسج)

فِي الْحَدِيثِ « الْبَخِيلُ خُلِقَ مَاءُ عَيْنِهِ مِنْ مَاءِ الْعَوْسَجِ ».

الْعَوْسَجُ : فوعل من شجر الشوك له ثمر مدور فإذا عظم فهو الغرقد ، الواحدة عَوْسَجَةٌ.

(عسلج)

الْعَسَالِيجُ : الغصون ، واحدها عُسْلُوجٌ.

(عفج)

فِي الْحَدِيثِ « إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَا مَعْفُوجُ فَإِنَّ عَلَيْهِ الْحَدَّ » هو من الْعَفْجِ : الجماع ، أي يا موطوء في دبره ، وماضيه عَفَجَ كضرب ، يقال عَفَجَ الرجلُ جاريتَه : إذا جامعها ، ويقال عَفَجَهُ بالعصى : إذا ضربه بها.

(علج)

فِي الدُّعَاءِ « وَمَا تَحْوِيهِ عَوَالِجُ الرِّمَالِ » هي جمع عَالِجٍ ، وهو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض ، ونقل أن رمل عَالِجٍ جبال متواصلة يتصل أعلاها بالدهناء ، والدهناء بقرب يمامة وأسفلها بنجد (٢).

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٨٢.

(٢) في معجم البلدان ج ٤ ص ٧٠ : وهو رملة بالبادية مسماة بهذا الاسم ، قال أبو عبد الله السكوني : ( عَالِجُ ) رمال بين فيد والقريات ينزلها بنو بحتر من طي ، وهي متصلة بالثعلبية على طريق مكة لا ماء بها ولا يقدر أحد عليهم فيه ، وهو مسيرة أربع ليال ، وفيه برك إذا سالت الأودية امتلأت ، وذهب بعضهم إلى أن رمل ( عَالِجٍ ) هو متصل بوِبَار.

٣١٨

وفي كلام البعض رمل عَالِجٍ محيط بأكثر أرض العرب. و « الْعِلْجُ » بالكسر فالسكون وجيم في الآخر : الرجل الضخم من كفار العجم ، وبعضهم يطلقه على الكافر مطلقا ، والجمع عُلُوجٌ وأَعْلَاجٌ كحمول وأحمال. والْعِلْجُ أيضا : حمار الوحش الغليظ.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ (ع) « النَّاسُ ثَلَاثَةٌ عَرَبِيٌّ وَمَوْلًى وَعِلْجٌ ، فَنَحْنُ الْعَرَبُ ، وَشِيعَتُنَا الْمَوَالِي ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فَهُوَ عِلْجٌ ».

ـ أي كافر.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنَّ الدُّعَاءَ لَيَلقَى الْبَلَاءَ فَيَتَعَالَجَانِ ».

أي يتصارعان. والْمُعَالَجَةُ : الممارسة والمزاولة ، ومنه حَدِيثُ الْأَسْلَمِيِ « إِنِّي صَاحِبُ ظَهْرٍ أُعَالِجُهُ ».

أي أمارسه وأكاري عليه. ومنه « عَالَجْتُ امرأة فأصبت منها ». وعَالَجْتُ بني إسرائيل : أي مارستهم فلقيت منهم شدة. وقوله « وهو عِلَاجِي » أي وهو عملي الذي أعمله. وعَلِجَ عَلَجاً من باب تعب : اشتد. وطار الْعِلْجُ : أي أسرع المشي. ورجل عَلِجٌ ككتف : شديد مُعَالِجٌ للأمور. واعْتَلَجَتِ الأمواج : إذا التطمت والأرض : إذا طال نباتها.

وَفِي حَدِيثِ فَاطِمَةَ (ع) « وَكَمْ مِنْ غَلِيلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا « أَيْ كَامِنٍ فِيهِ » لَمْ تَجِدْ إِلَى بَثِّهِ سَبِيلاً ».

(عنج)

عَنَجَهُ : عطفه. والْعَنَاجِيجُ : جياد الخيل ، واحدها « عُنْجُوجٌ » بالضم.

(عوج)

قوله تعالى : ( يَبْغُونَها عِوَجاً )

٣١٩

[ ٧ / ٤٥ ] أي يطلبون لها الِاعْوِجَاجَ بالشبه التي يتوهمون أنها قادحة فيها. قوله : ( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً ) [ ١٨ / ١ ] قيل اللام فيه بمعنى في ، أي لم نجعل فيه ملتبسا ، وقيل لم نجعل فيه اختلافا ، وهو مثل قولهم « لست بقين ». قوله : ( يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ ) [ ٢٠ / ١٠٨ ] أي لا تَعْوِيجَ لدعائه ، أو لا يقدرون أن يَعْوَجُّوا عن دعائه ، أي يميلوا ، من « عَاجَ رأسه إلى المرأة » أي أماله إليها ، أي التفت نحوها. وفي وصف القرآن المجيد ( غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ) أي لا تَعْوِيجَ فيه. وعَوِجَ الشيء بالكسر اعْوِجَاجاً : إذا انحنى. والْعَوَجُ بالتحريك مصدر قولك عَوِجَ الشيء بالكسر فهو أَعْوَجُ ، والاسم الْعِوَجُ بكسر العين. والْعِوَجُ : اعْوِجَاجٌ في الدين ونحوه. وفي المصباح الْعَوَجُ بفتحتين في الأجساد خلاف الاعتدال ، مصدر من باب تعب ، يقال عَوِجَ العود ونحوه فهو أَعْوَجُ. والْعِوَجُ بكسر العين في المعاني يقال في الدين عَوِجَ وفي الأمر عِوَجٌ. ورجل أَعْوَجُ : بين الْعَوَجِ ، أي سيىء الخلق. و « عصى مُعْوَجَّةٌ » بضم الميم ولا يقال مِعْوَجَّةٌ بكسرها. والْعَاجُ : ظهر السلحفاة البحرية. والْعَاجُ : عظم أنياب الفيل. وعن الليث لا يسمى غير الناب عاجا.

وَرُوِيَ « أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ كَانَ يَتَمَشَّطُ بِمُشْطِ عَاجٍ ».

ورُوِيَ أَيْضاً « أَنَّهُ يَذْهَبُ بِالْوَبَاءِ ».

ورُوِيَ « أَنَّهُ كَانَ لِفَاطِمَةَ عليه السلام سِوَارٌ مِنْ عَاجٍ ».

وعَاجَ : زجر للناقة. و « عُوجُ بن عَنَاقَ » كان جبارا عدوا لله وللإسلام ، وله بسطة في الجسم والخلق ، وكان يضرب يده فيأخذ الحوت من أسفل البحر ثم يرفعه إلى السماء فيشويه في حر الشمس فيأكله ، وكان عمره ثلاثة آلاف وستمائة سنة

رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ نُوحٌ (ع) أَنْ يَرْكَبَ السَّفِينَةَ جَاءَ إِلَيْهِ عُوجٌ وَقَالَ لَهُ : احْمِلْنِي مَعَكَ. فَقَالَ نُوحٌ

٣٢٠