مجمع البحرين - ج ٢

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٢

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: انتشارات مرتضوي
المطبعة: طراوت
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٥٢

[٣٧ / ٩ ] أي دائم. قوله : ( وَلَهُ الدِّينُ واصِباً ) [ ١٦ / ٥٢ ] الدين : الطاعة ، وواصِباً حال عمل فيها الظرف. والْوَاصِبُ : الواجب الثابت ، لأن كل نعمة منه والطاعة واجبة له على كل منعم عليه ، أو له الجزاء دائما ثابتا سرمدا لا يزال يعني الثواب والعقاب. والْوَصَبُ : المرض ، وهو مصدر من باب تعب. ورجل وَصِبٌ : أي وجع. وأَوْصَبَهُ الله فهو مُوصِبٌ. و « الْمُوَصَّبُ » بالتشديد : كثير الأوجاع.

(وظب)

وَظَبَ على الشيء وُظُوباً : دام عليه ولزمه وتعهده ، ومنه « الْمُوَاظَبَةُ على الوقت ».

(وعب)

فِي الْحَدِيثِ : « أَنَّ النِّعْمَةَ الْوَاحِدَةَ تَسْتَوْعِبُ جَمِيعَ عَمَلِ الْعَبْدِ ».

أي تأتي عليه. والْإِيعَابُ والِاسْتِيعَابُ : الاستقصاء في كل شيء.

(وقب)

قوله تعالى : ( وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ) [ ١١٣ /٣ ] أي إذا دخل ، أخذا من وُقُوبِ الليل ، أعني دخول ظلامه. والْوُقُوبُ : الدخول في كل شيء.

وَفِي حَدِيثِ الْحَائِضِ : « لِلرَّجُلِ مَا بَيْنَ أَلْيَيْهَا وَلَا يُوقِبْ ».

أي لا يدخل ذكره في فرجها ولو بعضه ، وحد الْإِيقَابِ غيبوبة الحشفة في الدبر ، وقيل يكفي بعضها. و « الْوَقْبُ » بفتح واو وسكون قاف : نقرة في الجبل يجتمع فيها الماء.

(وكب)

فِي الْخَبَرِ « أَنَّهُ كَانَ يَسِيرُ فِي الْإِفَاضَةِ سَيْرَ الْمَوْكِبِ ».

الْمَوْكِبُ جماعة رُكَّاب يركبون برفق ، وهم أيضا القوم الركوب للزينة. وفي الصحاح : الْمَوْكِبُ نوع من السير ، ويقال للقوم الركوب على الإبل للزينة مَوْكِبٌ ، وكذلك جماعة الفرسان ووَكَبَ الرجل على الأمر : إذا وظب عليه. وأَوْكَبَ الطائر : إذا تهيأ للطيران.

١٨١

(ولب)

وَالِبَةُ اسم رجل ، وحبابة الْوَالِبِيَّةُ نسبت إلى وَالِبٍ مرضي عنها ، وقصتها في الحصاة مع الأئمة مشهورة (١).

(وهب)

قوله تعالى حكاية عن إبراهيم : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ ) [ ١٤ /٣٩ ]

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وُلِدَ إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَوُلِدَ إِسْحَاقُ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ سَنَةً.

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ لَمْ يُولَدْ لِإِبْرَاهِيمَ إِلَّا بَعْدَ مِائَةٍ وَسَبْعَ عَشَرَ سَنَةً.

قَوْلُهُ : ( وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ ) [٣٣ / ٥٠ ] الْآيَةِ قِيلَ هِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ امْرَأَةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً فَاضِلَةً ، وَكَانَتْ ـ عَلَى مَا نُقِلَ ـ مِنْ أَجِلَّاءِ نِسَاءِ أَهْلِ ثَقِيفٍ.

يقال وَهَبْتُ له شيئا وَهْباً ووَهَباً بالتحريك وهِبَةً ، والاسم الْمَوْهِبُ والْمَوْهِبَةُ بكسر الهاء ـ قاله الجوهري. وهِبَةُ الله هو شيث بن آدم ووصيه ، وكان أبو ولده ، سمي بذلك لأن الله وَهَبَهُ له بعد قتل هابيل. و « الْهِبَةُ » بكسر الهاء : غير الصدقة وأصلها الواو. والِاتِّهَابُ : قبول الْهِبَةُ. والِاسْتِيهَابُ : سؤال الْهِبَةُ.

وَفِي دُعَاءِ مُخَاطَبَةِ الْأَئِمَّةِ : « لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي ».

أي سألتم الله تعالى أن يَهَبَهَا لي. و « الْوَهَّابُ » هو الله تعالى ، وهو من صيغ المبالغة. ورجل وَهَّابٌ ووَهَّابَةٌ : كثير الهِبَةِ ، والهاء للمبالغة. وتَوَاهَبَ القوم : وهب بعضهم بعضا. ووَهْبُ بن منبه ـ وتسكن الهاء ـ ومحمد

__________________

(١) الوالبية مؤنث الوالبي ، وهو نسبة إلى بني والبة بطن من بني أسد ، وحبابةالوالبية كانت قد أدركت أمير المؤمنين (ع) وعاشت إلى زمن الرضا ، وكانت امرأة شديدة الاجتهاد في العبادة قد يبس جلدها على بطنها من كثرة العبادة. انظر رجال الكشي ص ١٠٦ وسفينة البحار ج ١ ص ٢٠٥.

١٨٢

بن وَهْبَانَ وهو من رواة الحديث ثقة (١)

باب ما أوله الهاء

(هبب)

فِي الْحَدِيثِ : « أَنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادٍ يُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ يَسْكُنُهُ الْجَبَّارُونَ ».

والْهَبْهَبُ : السريع. وهَبَّتِ الرياح من باب قعد هُبُوباً وهَبِيباً : أي هاجت وتحركت. والْهُبُوبُ والْهَبِيبُ ـ بفتح الهاء في الجميع ـ : الريح التي تثير الغبرة.

(هدب)

فِي الْحَدِيثِ : « كَانَ أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ ».

أي طويل شعر جفان.

وَفِيهِ : « مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمْرَضُ إِلَّا حَطَّ اللهُ هُدْبَةً مِنْ خَطَايَاهُ ».

أي قطعة منها وطائفة. و « هُدْبُ العين « بضم هاء وسكون دال وبضمتين : ما نبت من الشعر على أشفارها ، والجمع « أَهْدَابٌ ». وهُدْبُ الثوب أيضا : طرفه مما يلي طرفه الذي لم ينسج ، شبه بِهُدْبِ العين الذي هو شعر جفنها. و « أذن هَدْبَاءُ » أي متدلية مسترخية وهَيْدَبُ السحاب : ما تَهَدَّبَ منه إذا أراد الودق ، كأنه خيوط. ومنه دُعَاءُ الِاسْتِسْقَاءِ « وَفَاضَ فَانْصَاعَ بِهِ سَحَابُهُ وَجَرَى آثَارُ هَيْدَبِهِ حَبَابُهُ [ جَنَابَهُ ] ».

قَوْلُهُ : « انْصَاعَ ».

كأنه من نصع لونه نصوعا : إذا اشتد بياضه وخلص.

قَوْلُهُ : « وَجَرَى آثَارُ هَيْدَبِهِ حَبَابُهُ ».

الْحَبَابُ بالفتح : معظم الماء ونُفّاخاته التي تعلو الماء. و « الْهِنْدَبَاءُ » بكسر الهاء وفتح الدال وقد يكسر يمد ويقصر : بقلة معروفة نافعة للمعدة والكبد والطحال

__________________

(١) هو أبو عبد الله محمد بن وهبان الدبيلي ، ساكن البصرة ، ثقة ، واضح الرواية ، قليل التخليط. رجال أبي علي ص ٢٩٦.

١٨٣

أكلا ، وللسعة العقرب ضمادا بأصولها ، الواحدة هِنْدَبَاءَةٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ : « الْهِنْدَبَاءُ شَجَرَةٌ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ ».

وفِيهِ « بَقْلَةُ رَسُولِ اللهِ (ص) الْهِنْدَبَاءُ وَبَقْلَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) الْبَاذَرُوجُ » (١).

(هذب)

فِي الْحَدِيثِ : « أَخْشَى عَلَيْكُمُ الطَّلَبَ فَهَذِّبُوا ».

أي أسرعوا في السير. وتَهْذِيبُ الشيء : تنقيته. ورجل مُهَذَّبٌ : أي مطهر الأخلاق. والتَّهْذِيبُ والْإِهْذَابُ : الإسراع والطيران.

(هذرب)

الْهَذْرَبَةُ : كثرة الكلام في سرعة.

(هرب)

الْهَرَبُ : الفرار ، يقال هَرَبَ عبده يَهْرَبُ هَرَباً وهُرُوباً فر. و « الْمَهْرَبُ » كجعفر : الموضع الذي يُهْرَبُ إليه ، ومِنْهُ « يَا مَلْجَأَ الْهَارِبِينَ ». وهَرَبَ كصرخ : هرم.

(هضب)

« الْهَضْبَةُ « بالفتح فالسكون : الجبل المنبسط على وجه الأرض ، والجمع هُضَبٌ وهِضَابٌ. و « الْأَهَاضِيبُ » جمع هِضَابٍ جمع هَضْبٍ ، وهي حلبات القطر بعد القطر.

(هلب)

فِي الْخَبَرِ « رَحِمَ اللهُ الْهَلُوبَ وَلَعَنَ اللهُ الْهَلُوبَ ».

فسرت الْهَلُوبُ بالتي تقرب من زوجها وتحبه وتتباعد من غيره ، وهي أيضا التي لها خدن تحبه وتطيعه وتعصي زوجها ، من هَلَبْتُهُ بلساني : إذا نلت منه نيلا شديدا ، إلا أنها تنال إما من زوجها وإما من خدنها ، فالأولى ـ والله أعلم ـ هي المرحومة والثانية الملعونة. والْهُلَبُ : ما فوق العانة إلى قريب من السرة. قولهم : « فيه هُلَبَاتٌ كَهُلَبَاتِ الفرس » أي شعرات وخصلات من الشعر ، جمع هُلَبَةٍ.

__________________

(١) الكافي ج ٦ ص٣٦٤.

١٨٤

والْهُلَبُ : الشعر. وتَهَلَّبُوا أذناب الخيل : أي لا تستأصلوها بالجز والقطع.

(هيب)

فِي الْخَبَرِ : « الْإِيمَانُ هَيُوٌب ».

أي يُهَابُ أهله ، فعول بمعنى مفعول ، فالناس يَهَابُونَ أهل الإيمان لأنهم يَهَابُونَ الله ويخافونه. وقيل بمعنى فاعل ، أي إن المؤمن يَهَابُ الذنوب فيتقيها. والْهَيُوبُ أيضا : الجبان الذي يَهَابُ الناس. وهَابَ الشيء : إذا خافه وإذا وقره وعظمه ، والأمر « هَبْ » بفتح الهاء ، وإذا أخبرت عن نفسك قلت « هِبْتُ ». وتَهَيَّبْتُ الشيء : خفته. والْمَهْيَبَةُ : الْمَهَابَةُ ، وهي الإجلال والمخافة.

باب ما أوله الياء

(يبب)

أرض يَبَابٌ : أي خراب.

١٨٥
١٨٦

كتاب التاء

١٨٧
١٨٨

باب ما أوله الألف

(أبت)

يقال أَبَتَ يومنا يَأْبَتُ : إذا اشتد حره ـ قاله الجوهري.

(أست)

« الْأُسْتَانُ » بالضم : أربع كور ببغداد عالي وأعلا وأوسط وأسفل (١) ، من أحدها هبة الله بن عبد الله الْأُسْتَانِيُ ومنه الْحَدِيثُ : « فَأَهْلُ الْأَرْضِ يَقُولُونَ هِيَ أَرْضُهُمْ وَأَهْلُ الْأُسْتَانِ يَقُولُونَ مِنْ أَرْضِنَا ».

(ألت)

قوله تعالى : ( وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ ) [ ٥٢ / ٢١ ] أي ما نقصنا بهم ، والْأَلْتُ : النقصان ، يقال أَلَتَهُ حقه يَأْلِتُهُ أَلْتاً : أي نقصه ما نقصناهم من ثواب عملهم من شيء ، وقيل ما نقصناهم من ثوابهم شيئا نعطيه الأبناء بل ألحقناهم بهم على سبيل التفضل. قال الشيخ أبو علي : وقرئ « وَما أَلِتْناهُمْ » بكسر اللام من أَلِتَ يَأْلِتُ ، وتكون لغة في أَلِتَ يَأْلِتُ. وأَلَتَهُ يمينا : حلفه ، ويقال إن الْأَلْتَ الظلم.

(أمت)

قوله تعالى : ( وَلا أَمْتاً ) [ ٢٠ / ١٠٧ ] أي ارتفاع وهبوط ، ويقال هي النِّبَاك ، وهي التلال الصغار.

باب ما أوله الباء

(بتت)

فِي الْحَدِيثِ : « لَا تُكَرِّهُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ عِبَادَةَ رَبِّكُمْ فَإِنَ الْمُنْبَتَ لَا أَرْضاً قَطَعَ وَلَا ظَهْراً أَبْقَى ».

يقال للرجل إذا

__________________

(١) الأستان العالي : كورة في غربي بغداد تشتمل على أربعة طساسيج ، وهي الأنبار ، وباروريا ، وقطربل ، ومسكن ، ومعنى الأستان كالرستاق. انظر مراصد الاطلاع ص ٧٠.

١٨٩

انقطع به في سفره وعطبت راحلته : قد انْبَتَ ، أي انقطع ، من الْبَتِ : القطع ، يقال بَتَّهُ بَتّاً من باب ضرب وقتل : قطعه. ومنه « رجل مُنْبَتٌ » أي منقطع ، والمعنى أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده لم يقض وطره وقد أعطب ظهره.

وَفِي الْحَدِيثِ : « الْمُنْبَتُ الْمُفْرِطُ ».

والْبَتُ : كساء غليظ مربع من وبر وصوف ، وقيل طيلسان من خز ، والجمع « بُتُوتٌ » ومِنْهُ فِي صِفَةِ الْجِنِ « كَأَنَّهُمُ الْجَرَادُ الصُّفْرُ عَلَيْهِمُ الْبُتُوتُ ».

ومنه أيضا ما قيل في إبليس « وقد اعترض في صورة شيخ جليل وعليه بَتٌ ». و « صدقة بَتَّةٌ بتلة » أي مقطوعة عن صاحبها لا رجعة له فيها ، ويقال لا أفعله بَتَّةً ولا أفعله الْبَتَّةَ لكل أمر لا رجعة فيه. قيل الْبَتُ مصدر من بَتَ يَبُتُ بَتَّةً بمعنى القطع ، واللام لازم له ، والتاء للوحدة ولا يدخله التنوين للام. وقيل هي كلمة واحدة غير منصرفة للتأنيث والعلمية ، فإنها علم للقطع خاص في أي مكان يقع. وطلاق الْبَتَّةِ : طلاق البائن. والْمَبْتُوتَةُ : المطلَّقة بائنا. وطلقة بَتَّةٌ : أي قاطعة. ودخل الجنة الْبَتَّةَ : أي قطعا.

وَفِي الْحَدِيثِ : « الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ مُتْعَةً أَيَحِلُّ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَتَهَا بَتَاتاً ».

يعني دائما ، يدل عليه قَوْلُهُ « فَرْجٌ مَوْرُوثٌ ».

وهو الْبَتَاتُ « وَفَرْجُ مُتْعَةٍ ».

وحلف يمينا بَاتّاً وبَاتَّةً : أي بارة. وبَتَ شهادته وأَبَتَّهَا بالألف : جزم بها.

وَفِي الْخَبَرِ : « أَبِتُّوا نِكَاحَ هَذِهِ النِّسَاءِ ».

أي اقطعوا الأمر فيه وأحكموه بشرائطه.

وَفِي بَعْضِ مَا رُوِيَ عَنْهُ (ص) أَنَّهُ (ص) قَالَ : « لَا صِيَامَ لِمَنْ لَا يَبِتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ ».

وذلك من العزم والقطع بالنية. والْبَتَاتُ : متاع البيت.

(بحت)

فِي حَدِيثِ تَغْسِيلِ الْمَيِّتِ « ثُمَّ اغْسِلْهُ بِمَاءٍ بَحْتٍ » (١).

وزان فلس ، أي خالص لا يمازجه سدر ولا كافور. ومثله « شراب بَحْتٌ » و « مسك

__________________

(١) الكافي ج٣ ص ١٣٩.

١٩٠

بَحْتٌ « أي غير ممزوج ، و « خبز بَحْتٌ » أي ليس معه غيره ، و « عربي بَحْتٌ » أي خالص. والْبَحْتُ : الخالص من كل شيء.

(بخت)

فِي الْحَدِيثِ : « فِي الْإِبِلِ الْبُخْتِ السَّائِمَةِ مِثْلُ مَا فِي الْإِبِلِ الْعَرَبِيَّةِ » (١).

الْبُخْتُ نوع من الإبل ، الواحد بُخْتِيٌ مثل روم ورومي ، والأنثى بُخْتِيَّةٌ ، والجمع بَخَاتِيُ غير مصروف لأنه جمع الجمع. ومنه الْحَدِيثُ : « إِنَّ لِلَّهِ وَادِياً مِنْ ذَهَبٍ حَمَاهُ بِأَضْعَفِ خَلْقِهِ النَّمْلِ ، فَلَوْ رَامَهُ الْبَخَاتِيُ لَمْ تَصِلْ إِلَيْهِ ».

خصّها بالذكر لأنها أقوى خلق الله من الحيوان. و « الْبَخْتُ » بالفتح : الحظّ وزنا ومعنى ، وهو عجميّ ـ قاله في المصباح. و « بُخْتُ نَصَّرَ » بالتشديد أصله بُوخت ، ومعناه ابن ، ونَصَّرُ كبَقَّم لأنه كان وجد ملقى عند صنم واسم ذلك الصنم نصر فنسب إليه لأنه لم يعرف له أب ـ قاله في القاموس (٢). و « بَخْتِيشُوعُ » في الحديث بالباء الموحدة والخاء المعجمة ثم التاء المثناة الفوقانية والياء التحتانية ثم الشين المعجمة ثم العين المهملة بعد الواو اسم رجل من النصارى صاحب شأن.

(بغت)

قوله تعالى : ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً ) [ ٦ / ٤٧ ] الآية قوله : ( بَغْتَةً ) أي مفاجاة ، ( أَوْ جَهْرَةً ) أي علانية. قال المفسر : وإنما قرن الْبَغتَةَ بالجهرة لأن الْبَغْتَةَ تتضمن الخفية ، لأنها تأتيهم من حيث لا يشعرون. وقيل الْبَغْتَةُ أن تأتيهم ليلا ، والجهرة أن تأتيهم نهارا ، فإن هلك فيها مؤمن أو طفل فإنما يهلك بَغْتَةً ويعوضه الله على ذلك أعواضا كثيرة.

__________________

(١) الكافي ج٣ ص ٥٣٢.

(٢) وفي رواية أنه سمي » بخت نصر » لأنه رضع بلبن كلبة وكان اسم الكلبة بخت واسم صاحبه نصر. انظر سفينة البحار ج ١ ص ٦٠.

١٩١

(بكت)

التبكيت : التقريع والتوبيخ ، كما يقال له « يا فاسق أما استحييت أما خفت الله » قال الهروي : ويكون باليد والعصاء ، ويقال بكته بالحجة إذا غلبه ، وقد يكون التبكيت بلفظ الخبر كما في قول إبراهيم : ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا ) [ ٢١ / ٦٣ ] فإنه تبكيت وتوبيخ على عبادتهم الأصنام

(بهت)

قوله تعالى : ( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ) [ ٢ / ٢٥٨ ] يقال : « بُهِتَ الرجل » على صيغة المجهول ، أي انقطع وذهبت حجته ويقال تحير لانقطاع حجته. يقال بَهُتَ وبَهَتَ من باب قرب وتعب : دهش وتحير ، وأفصح منهما بُهِتَ بالمجهول. ويقال بَهَتَهُ بَهْتاً : أي أخذه بغتة. قوله : فَتَبْهَتُهُمْ [ ٢١ / ٤٠ ] أي تحيرهم ، ويقال تفجأهم. والْبُهْتَانُ : الذي بُهِتَ صاحبه على وجه المكابرة.

وَفِي الْحَدِيثِ : « مَنْ بَاهَتَ مُؤْمِناً أَوْ مُؤْمِنَةً حَبَسَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي طِينَةِ خَبَالٍ ».

ـ الحديث (١) ، وهو من قولهم بَهَتَهُ بَهْتاً وبُهْتَاناً ، أي قال عليه ما لم يفعله وهو مَبْهُوتٌ. وفِيهِ « فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ».

هو بفتح هاء مخففة : أي قلت عليه الْبُهْتَانَ. وبَهَتَهَا بَهْتاً من باب نفع : قذفها بالباطل وافترى عليها الكذب.

(برهت)

« بَرَهُوتُ » كحمدون : واد أو بئر بحضرموت (٢).

(بيت)

قوله تعالى : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ ) [٣ / ٩٦ ] يعني الكعبة.

__________________

(١) سفينة البحار ج ١ ص ١١١.

(٢) برهوت بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان : واد باليمن ، قيل هو بقرب حضرموت ، جاء أن فيه أرواح الكفار ، وقيل بئر بحضرموت ، وقيل هو اسم البلد الذي فيه البئر ، رائحتها منتنة فظيعة جدا. مراصد الاطلاع ص ١٩٠.

١٩٢

قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ : رُوِيَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ يَاقُوتَةً مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ لَهَا بَابَانِ مِنْ زُمُرُّدٍ شَرْقِيٍّ وَغَرْبِيٍّ وَقَالَ لآِدَمَ : اهْبِطْ لَكَ مَا يُطَافُ بِهِ كَمَا يُطَافُ حَوْلَ عَرْشِي ، فَتَوَجَّهَ آدَمُ مِنْ أَرْضِ الْهِنْدِ إِلَيْهِ مَاشِياً وَتَلَقَّتْهُ الْمَلَائِكَةُ فَقَالُوا : بُرَّ حَجُّكَ يَا آدَمُ لَقَدْ حُجِبَ هَذَا الْبَيْتُ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ. وَحَجَّ آدَمُ أَرْبَعِينَ حِجَّةً مِنْ أَرْضِ الْهِنْدِ إِلَى مَكَّةَ عَلَى رِجْلَيْهِ ، فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَنْ رَفَعَهُ اللهُ أَيَّامَ الطُّوفَانِ إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ. ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ بِبُنْيَانِهِ وَعَرَّفَهُ جَبْرَئِيلُ مَكَانَهُ .. إِلَى أَنْ قَالَ : وَجَاءَ جَبْرَئِيلُ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ مِنَ السَّمَاءِ ـ وَقِيلَ تَمَخَّضَ أَبُو قُبَيْسٍ فَانْشَقَّ عَنْهُ ـ وَقَدْ خُبِىَ فِيهِ أَيَّامَ الطُّوفَانِ ، وَكَانَ يَاقُوتَةً بَيْضَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَلَمَّا لَمَسَتْهُ الْحَيْضُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ اسْوَدَّ.

قوله : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ) [ ٢٤ /٣٦ ] يحتمل أن يتعلق بما قبله أعني مشكاة ، أو بما بعده أعني يسبح له رجال. والْبُيُوتُ قيل هي المساجد وقيل هي بيوت الأنبياء.

وَرُوِيَ عَنْهُ لَمَّا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ سُئِلَ أَيُ بُيُوتٍ هَذِهِ؟ قَالَ : بُيُوتُ الْأَنْبِيَاءِ. فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ (ص) هَذَا الْبَيْتُ مِنْهَا وَأَشَارَ إِلَى بَيْتِ عَلِيٍّ (ع) وَفَاطِمَةَ؟ قَالَ : نَعَمْ مِنْ أَفَاضِلِهَا (١).

قوله : ( أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ ) أي تبنى أو يعظم من قدرها.

قَوْلُهُ : ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ ) [ ٢٤ / ٢٩ ] الْآيَةَ. قَالَ الصَّادِقُ (ع) : هِيَ الْحَمَّامَاتُ وَالْخَانَاتِ وَالْأَرْحِيَةُ تَدْخُلُهَا بِغَيْرِ إِذْنٍ (٢).

. والْبَيْتُ واحد الْبُيُوتِ التي تسكن.

وَأَهْلُ الْبَيْتِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [٣٣ /٣٣ ] مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليه السلام كَمَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَايَةُ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ

وهُمُ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ (ص) تَحْتَ الْكِسَاءِ وَقَالَ : اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ

__________________

(١) سفينة البحار ج ١ ص ١١٥.

(٢) تفسير عليّ بن إبراهيم ص ٤٥٤.

١٩٣

تَطْهِيراً.

ولا يخفى أن اللام في ( الرِّجْسَ ) للجنس ونفي الماهية نفي لكل جزئياتها من الخطإ وغيره ، فيكون قولهم حجة. قال بعض العلماء : إن في الآية من المؤكدات واللطائف ما يعلم على المعاني والبيان ، وذهاب الرجس ووقوع التطهير يستلزم عدم العصيان والمخالفة لأوامر الله تعالى ونواهيه ـ انتهى. واعلم أن هذا هو الأصل في نزول الآية ، وأما أهل الْبَيْتِ إلى آخر الأئمة عليهم السلام فإطلاق الاسم عليهم معلوم من السنة المتواترة. وقوله : ( وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) [ ١٠ / ٨٧ ] أي مسجدا ، فأطلق اسم الجزء على الكل ، أي صلوا في بُيُوتِكُمْ ، أمروا بذلك لخوفهم من فرعون وقومه. قوله : ( فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً ) [ ٧ / ٤ ] أي ليلا من « الْبَيَاتِ » وهو الإيقاع بالليل ، يقال بَيَّتَ فلان رأيه : إذا فكر فيه ليلا وقدره. ومنه قوله تعالى : ( إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ ) [ ٤ / ١٠٨ ] وتَبْيِيتُ العدو : أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة ، وهو الْبَيَاتُ. ومنه الْخَبَرُ : « مَا بَيَّتَ رَسُولُ اللهِ (ص) عَدُوّاً ».

قوله : ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً ) [ ٢٥ / ٦٤ ] كأنه من قولهم بَاتَ يفعل كذا : إذا فعل ليلا ، كما يقال ظل يفعل كذا : إذا فعله نهارا

وَفِي الْحَدِيثِ : « لَا يَأْمَنِ الْبَيَاتَ مَنْ عَمِلَ السَّيِّئَاتِ ».

الْبَيَاتُ : الأخذ بالمعاصي.

وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ : « لَا صِيَامَ لِمَنْ لَا يُبَيِّتُ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ ».

أي لم ينوه من الوقت الذي لا صوم فيه ، وهو الليل.

وَفِي الْحَدِيثِ : « ( مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) فَلَا يَبِيتَنَ إِلَّا بِوَتْرٍ ».

أي لا ينامن. والْبَيْتُ من الشعر وغيره ، يسمى به لأنه بَيَاتٌ فيه ، والجمع بُيُوتٌ وأَبْيَاتٌ.

وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ : « وَلَا أَفْلَحَ مَنْ ضَيَّعَ عِشْرِينَ بَيْتاً مِنْ ذَهَبٍ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِرْهَماً؟ قَالَ : مَنْ مَنَعَ مِنَ الزَّكَاةِ وُقِفَتْ

١٩٤

صَلَاتُهُ حَتَّى يُزَكِّيَ » (١).

والمراد بالخمسة وعشرين درهما التي أوجبها الله عزوجل في الألف حيث جعل في الزكاة في كل ألف خمسة وعشرين درهما.

وَالْمَبِيتُ : أَحَدُ الْحِيطَانِ السَّبْعَةِ الْمَوْقُوفَةِ عَلَى فَاطِمَةَ.

وَالْمَبِيتُ : الَّذِي أَعْطَاهُ النَّبِيُّ لِسَلْمَانَ فَكَاتَبَ عَلَيْهِ وَخَلَّصَ رَقَبَتَهُ مِنْ مَوْلَاهُ الْكَافِرِ.

والْبَائِتُ : الغابُّ ، ومنه « لحم بَائِتٌ ».

باب ما أوله التاء

(تخت)

التخت : وعاء يصان فيه الثياب ، ومنه فِي الْحَدِيثِ : « أَمَرَ لَهُ بِتَخْتِ ثِيَابٍ ».

(توت)

التُّوتُ : الفرصاد ، ولا تقول التُّوث والتُّوتِيَاءُ : حجر يكتحل به ، وهو عند العطارين معروف.

باب ما أوله الثاء

(ثبت)

قوله تعالى : لِيُثْبِتُوكَ [ ٨ /٣٠ ] قيل ليحبسوك في بيت ، وقيل ليثخنوك بالجراحة والضرب ( أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ) من مكة. قوله : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ) [ ١٤ / ٢٧ ] كأنه من الثَّبَاتِ في الأمر ، أي الأخذ فيه من غير عجلة. ومنه الدُّعَاءُ « أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ».

ومِنْهُ « وَثَبِّتْنِي عَلَى الصِّرَاطِ ». أي لا تزل عنه قدمي.

__________________

(١) الكافي ج٣ ص ٥٠٥.

١٩٥

وَرُوِيَ أَنَّ مَلَكَيِ الْقَبْرِ يَقُولَانِ لِابْنِ آدَمَ : مَنْ رَبُّكَ وَمَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ : اللهُ رَبِّي وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ (ص). فَيَقُولَانِ : ثَبَّتَكَ اللهُ فِيمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) الْآيَةِ.

وَرُوِيَ عَنْهُ : « أَنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ (ص) فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) الْآيَةَ (١).

قوله : ( فَانْفِرُوا ثُباتٍ ) [ ٤ / ٧١ ] أي جماعات في تفرقة ، واحدها « ثُبَةٌ » ، والأصل ثُبْيَةٌ ، ولذا إذا صغرت قلت « ثُبَيَّاتٍ ». والثَّبَات : عند النزال ، ومنه قوله : ( إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ) [ ٨ / ٤٥ ] أي دوموا واستقروا ولا تفرقوا. قوله : ( وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) [ ٢ / ٢٦٥ ] أي طمأنينة. وثبت الشيء ثَبَاتاً وثُبُوتاً : دام واستقر. و « الثَّبَتُ » بالتحريك : الحجة. ومنه قوله : « بلا ثَبَتٍ ولا بينة » فالبينة كعطف التفسير له. و « رجل ثَبْتٌ » بإسكان الباء : أي ثَابِتٌ القلب. وثَابِتُ بن مالك بن إمرىء القيس كان خطيبا للنبي (ص) وشهد له بالجنة واستشهد باليمامة.

باب ما أوله الجيم

(جبت)

تكرر في الكتاب والسنة الْجِبْتُ والطاغوت. « الْجِبْتُ » بالكسر فالسكون قيل هو كل معبود سوى الله تعالى ، ويقال الْجِبْتُ السحر ، وقيل الْجِبْتُ والطاغوت الكهنة والشياطين ، وقيل الْجِبْتُ كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر.

__________________

(١) تفسير علي بن إبراهيم ص٣٦٤.

١٩٦

وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الْبَاقِرِ (ع) : « الْجِبْتُ وَالطَّاغُوتُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ ».

وَفِي الْخَبَرِ : « الطِّيَرَةُ وَالْقِيَافَةُ مِنَ الْجِبْتِ ».

وَفِي الدُّعَاءِ : « اللهُمَّ الْعَنِ الْجَوَابِيتَ وَالطَّوَاغِيتَ وَكُلَّ نِدٍّ يُدْعَى مِنْ دُونِ اللهِ ».

ويمكن تنزيله على الجميع.

(جلت)

« جَالُوتُ » يأتي ذكره إن شاء الله تعالى

باب ما أوله الحاء

(حتت)

فِي الْحَدِيثِ : « الصَّلَاةُ تَحُتُ الذُّنُوبَ ».

من قولهم تَحَاتَ الشيء : أي تناثر. والْحَتُ : حك الورق من الغصن والمني من الثوب ، يعني يزيل الله تعالى الذنوب من البدن ببركة الصلاة كما يَحُتُ الورق من الشجر.

وَفِي حَدِيثِ الدَّمِ : « يُصِيبُ الثَّوْبَ حَتَّةٌ ».

أي حكة. وو الْحَتُ والحك والقشر سواء ، ومثله « حُتِّيهِ ثم اقرصيه ». قال الأزهري : الْحَتُ أن يحك بطرف حجر أو عود ، والقرص أن يدلك بأطراف الأصابع والأظفار دلكا شديدا ويصب عليه الماء حتى يزول عنه أثره. وحَتَ الورق حَتّاً ـ من باب قتل ـ أزاله. و « حَتَّى » حرف تكون جارة بمنزلة إلى في الانتهاء والغاية ، وعاطفة بمنزلة الواو ، وحرف ابتداء يستأنف بها الكلام بعدها ، كما في قوله : « حَتَّى ماء دجلة أشكل » فإن دخلت على الفعل المستقبل نصبته بإضمار أن ، تقول « سرت إلى الكوفة حَتَّى أدخلها » يعني إلى أن أدخلها ، فإن كنت في حال دخول رفعت ـ كذا قاله الجوهري. وفي القرآن المجيد : ( وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ) [ ٢ / ٢١٤ ] قرئ بالرفع والنصب ، فمن نصبه جعله غاية ،

١٩٧

ومن رفعه جعله حالا ، بمعنى حتى الرسول هذه حاله. و « حَتَّامَ » في كلامهم أصله حتى ما ، فحذف ألف ما للاستفهام ، وكذلك كل حرف من حروف الجر يضاف في الاستفهام إلى ما ، فإن ألف ما تحذف فيه كقوله تعالى : ( فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) [ ١٥ / ٥٤ ] و ( فِيمَ كُنْتُمْ ) [ ٤ / ٩٧ ] و ( لِمَ تُؤْذُونَنِي ) [ ٦١ / ٥ ] و ( عَمَّ يَتَساءَلُونَ ) [ ٧٨ / ١ ] قيل : وكان ما ذكر من القاعدة في غير » ما » التي مع « ذا » في مثل قولهم » عما ذا تسأل » فإنهم لم يجوزوا حذف ألفها لتحصنها بالوسط كتحصين الموصول بالصلة.

وَفِي حَدِيثِ الْمَرْأَةِ. « لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ ».

أي تستمر اللعنة حَتَّى تزول المعصية بطلوع الفجر.

(حلت)

الْحِلْتِيتُ والْحِلِّيتُ ـ بتشديد اللام ـ صمغ الأنجدان ـ قاله الجوهري ، وهو من الأدوية.

(حنت)

فِي الْحَدِيثِ : « كَانَ لِي حَانُوتٌ فِي السُّوقِ ».

الْحَانُوتُ : هو دكان الخمار. والْحَانُوتُ : دكان البائع. واختلف في وزنها ، فقيل أصلها فعلوت مثل ملكوت من الملك ورهبوت من الرهبة لكن قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها كما فعل بجالوت ، والجمع الْحَوَانِيتُ. ومنه حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ : « اقْبِضِ الْحَوَانِيتَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ ».

(حوت)

قوله تعالى : ( فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ) [ ١٨ / ٦٣ ] وقوله تعالى : ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ ) [٣٧ / ١٤٢ ] الْحُوتُ : السمكة ، والجمع الْحِيتَانُ وأَحْوَاتٌ وحُوتَةٌ. قال بعض العارفين : ويكفي الْحُوتَ شرفا أن كان وعاءا ومسكنا لنبيه يونس بن متى. والْحُوتُ أيضا : أحد البروج الاثني عشر في السماء.

١٩٨

باب ما أوله الخاء

(خبت)

قوله تعالى : ( وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ ) [ ١١ / ٢٣ ] أي اطمأنوا وسكنت قلوبهم ونفوسهم إليه. ومثله قوله : ( فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ) [ ٢٢ / ٥٤ ] والْإِخْبَاتُ الخشوع والتواضع.

(خرت)

« الْخَرْتُ » ويضم : ثقب الإبرة والفأس والأذن ونحوها. ومنه فِي وَصْفِهِ تَعَالَى « سَمِيعٌ لَا يُخْرَتُ ».

يسمع له الصوت ، والجمع خُرُوتٌ وأَخْرَاتٌ. و « الْخِرُّوتُ » بالكسر والتشديد : الدليل الحاذق الماهر ، والجمع الْخَرَارِيتُ

(خفت)

قوله تعالى : ( وَلا تُخافِتْ بِها ) [ ١٧ / ١١٠ ] أي لا تخفيها. قوله : ( يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ ) [ ٢٠ / ١٠٣ ] أي يتساءلون بالقول الخفي من الْمُخَافَتَةِ والتَّخَافُتُ ، وهو إسرار المنطق. قوله تعالى : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ ) [ ٤ / ١٠٨ ] هو من الاستخفاء ، أعني الاستتار ، أي يستترون من الناس ولا يستترون من الله المطلع على سرائرهم. والْخُفُوتُ : سكوت الصوت. ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ (ع) « لِيَعِظَكُمْ هُدُوِّي وَخُفُوتُ إِطْرَاقِي » (١).

أي سكونها. و « خَفَتَ صوتُهُ « من باب ضرب : سكن. وخَفَتَ خُفَاتاً : مات فجأة. ومِنْهُ « مَاتَ خُفَاتاً مِنَ الْهَوْلِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ خَافِتِ الزَّرْعِ » ـ وَرُوِيَ خَافِتَةُ الزَّرْعِ ـ يَمِيلُ مَرَّةً وَيَعْدِلُ أُخْرَى ».

الْخَافِتُ والْخَافِتَةُ : ما لان وضعف من الزرع الغض ، ولحوق الهاء على تأويل السنبلة ، يعني المؤمن

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٤٦.

١٩٩

مُرْزَأٌ في نفسه وأهله وماله بالأحداث في أمر دنياه. ويُرْوَى » خَامِتَةُ الزَّرْعِ ». بالميم وسيجيء بابه

(خوت)

« خَوَّاتٌ » بالخاء المعجمة وتشديد الواو « ابن جبير » بالجيم والباء الموحدة : اسم رجل من الأنصار صحابي من الخزرج وهو صاحب ذات النحبين بعكاظ. وفِي الْفَقِيهِ : نَزَلَتْ آيَةُ ( كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ ) فِي خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ ، وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ (ص) فِي الْخَنْدَقِ.

ـ ثم ذكر القصة إلى آخرها (١). وقيل كأنه من خَاتَ يَخُوتُ : إذا أخلف وعده ، أو من خَاتَ الرجل إذا أسن والْخَوَّاتُ أيضا : الرجل الجريء. والْخَوَاتُ ـ بالتخفيف ـ : دوي جناح العقاب.

وَفِي خَبَرِ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ : « فَسَمِعْنَا خَوَاتاً مِنَ السَّمَاءِ ».

أي صوتا مثل حفيف جناح الطائر الضخم.

باب ما أوله الدال

(دست)

الدَّسْتُ من الثياب : ما يلبسه الإنسان ويكفيه لتردده في حوائجه ، وقيل كلما يلبس من العمامة إلى النعل ، والجمع « دُسُوتٌ » مثل فلس وفلوس.

وَفِي الْحَدِيثِ : « وَصَّانِي الْغُلَامُ بِدَسْتٍ بِدَسْتِشَانَ فِيهِ طِيبٌ ».

يريد به غسول اليد ، وليست الكلمة عربية.

__________________

(١) من لا يحضر ج ٢ ص ٨٢.

٢٠٠