النظريّة المهدويّة في فلسفة التاريخ

الأسعد بن علي قيدارة

النظريّة المهدويّة في فلسفة التاريخ

المؤلف:

الأسعد بن علي قيدارة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-93-5
الصفحات: ٢٢١

زوال إسرائيل الذي هو قطعاً مقدّمة لزوال المشروع الغربي وخطوة متقدّمة على طريق قيام المجتمع المعصوم أمر ممكن وعلى مرمى حجر من هذه الأُمّة لو انتفضت على واقعها الرديء.

إنّ الهيبة التي تعشّش في قلوب الكثيرين حتّى من أبناء الأُمّة الإسلامية تجاه الغرب وتقدّمه الكاسح وهيمنته السياسية لا تلغي وجود ثغرات مريعة هائلة ستنكشف أكثر فأكثر ويستفيد منها العاملون على طريق التوطئة للمهدي عجل الله تعالى فرجه.

في كلّ الأحوال إنّنا نعيش إرهاصات سقوط الرأسمالية العالمية ، وما يمليه ذلك من تحدّيات كبيرة على المسلمين عموماً وأنصار المهدي خصوصاً؛ حيث إنّنا نعاني من قصور في معرفة الغرب وعيوبه وخفاياه وهو متفوّق علينا في هذا المجال ، ويمكن القول : إنّ حوار الحضارات من جهة والاستغراب كعلم في دراسة ثقافة الغرب وفلسفته وتاريخه وحضارته ، مجالان مهمّان على المثقّفين الإسلاميين العناية بهما والاستفادة منهما في هذا الاتجاه كما أنّ رصد الاهتزازات الداخلية لمنظومة الغرب وتداعياتها الخطيرة في المستقبل القريب بعد التحوّلات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة مهمّة لابدّ من التصدّي لها.

د. طرح الإسلام بصيغة حضارية تلائم العصر

بات من الواضح أنّ فهم الإسلام وتطبيقه يرتبطان بالزمان والمكان والخصوصيات الثقافية والحضارية للمجتمع ، فالقرآن يفسّره الزمان ، والقرآن يجري مجرى الشمس والقمر ، وأدركت بحوث ـ فلسفة الفقه ـ أكثر فأكثر جدلية ـ النصّ والواقع ـ ، وما للواقع من تأثير في استنطاق النصّ وتفجير مكنوناته.

إنّ النصوص الإسلامية تختزن داخلها إجابات كلّية لسائر المشكلات التي يعيشها الإنسان فرداً وجماعات ، ولكن القصور الذي يعاني منه الفكر الإسلامي في تقديم إجابات لقضايا العصر وأسئلته تنشأ من قصور آليات الاجتهاد وعدم القدرة على الملائمة بين النصّ والواقع.

إنّ النزعة الاستصحابية والمحافظة على النهج القديم أو فهم القدماء للنصوص هو من أكبر الحواجز التي تحول دون صياغة نظريات إسلامية تلائم الواقع المتجدّد المتحرّك؛ بل تلائم المستقبل.

ولأنّ عقيدة المهدي ( الإسلام ) هو رسالة المستقبل ، إنّها رسالة تواجه تحدّياً بحجم

٢٠١

هذا الطموح العالمي بامتداده من الشرق إلى الغرب ، والمستقبل بامتداده إلى ما شاء الله لابدّ أن تعمّق آليات قراءة النصّ وسبل الاستنباط وأدوات الاجتهاد.

وما زال الفكر الإسلامي يسعى جاهداً لامتلاك هذا النضج النظري لتحطيم هذا الطوق المضروب حول العقل الإسلامي ، فيحلق خارج الأسئلة القديمة وحاجات الأزمنة الغابرة ، وما تعيشه الحوزة العلمية المباركة من محاولات لتجديد المنهج هو مظهر من مظاهر الإحساس بهذه المشكلة والسعي لجعل علماء الدين قادرين على مقارعة عقل اليوم وأسئلة العصر ومتطلّبات المرحلة.

ولا نتصوّر أن يتحقّق هذا الأمر دفعة واحدة؛ بل لابدّ من تهيئة ذهنية ونفسية للناس لفهم شمولي للإسلام ، قد يجدون صعوبات في استيعابه لما عهدوه من فهم تقليدي ، فالدور الذي تلعبه طلائع المفكّرين الرساليين في الأُمّة لتجديد وطرح الإسلام طرحاً ينفض عنه غبار التخلّف ويجعل حركة الأُمّة في مسارها الطبيعي نحو ظهور المهدي وقدومه بالأمر الجديد ، إنّنا نفهم من ذلك الصيغة الواقعية للإسلام والتي تلائم حاجات ذلك العصر وتحوّلاته.

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ـ إنّ قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ الإسلام بدأ غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء ـ (١).

وعن أبي عبد الله عليه‌السلام : ـ فإذا تحرّك متحرّكنا فاسعوا إليه ولو حبواً ، والله وكأنّي أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد ، وقال : ويل لطغاة العرب من شرّ قد اقترب ـ (٢).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام : ـ يقوم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وسنّة جديدة ، وقضاء جديد ، على العرب شديد ـ (٣).

عن أبي عبد الله عليه‌السلام : ـ كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم عجل الله تعالى فرجه الفساطيط في مسجد كوفان ، ثمّ يخرج إليهم المثال المستأنف ـ (٤).

__________________

١ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ٣١٨.

٢ ـ محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ١٢٨.

٣ ـ المصدر نفسه ، ص ٢٣٠.

٤ ـ المصدر نفسه ، ص ٣٦٥.

٢٠٢

وعنه أيضاً : ـ كأنّي بشيعة علي في أيديهم المثاني يعلّمون الناس المستأنف ـ ٢٥٧.

فمهمّة الفكر الإسلامي زمن غيبة الإمام أن يرتفع بمستوى وعي الأُمّة في مجال الرؤية الكونية ، ويعمّق الفهم العام للتشريع الإسلامي والفقهي ، ويمكن الاستفادة من الانفجار المعلوماتي ووسائل الاتصال الحديثة من أجل تلاقح الأفكار والاطّلاع على التيارات والفلسفات المعاصرة ، وما وصلت إليه البحوث الجديدة في مجال العلوم الإنسانية ، فينمو الحسّ النقدي وتُعزّز فرص النجاح في إخراج الفكر والاجتهاد الفقهي من الأطر المحدودة التي تأسره كمقدّمة مهمّة لظهور الأمر الجديد والمستأنف.

هـ. امتلاك الخبرة القيادية والجهادية

كما يحتاج الجيل المهدوي إلى ثقافة إسلامية معمّقة ، ـ إنّ الله تعالى علم أنّه يكون في آخر الزمان أقوام متعمّقون فأنزل الله تعالى : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) والآيات من سورة الحديد إلى قوله ( وهو عليم بذات الصدور ) ـ (١) ، هو بحاجة إلى تجارب حركية وقيادية وجهادية وسياسية تؤهّله لأداء دور إيجابي في توجيه العالم وهداية البشرية ، فالكفاءات العالية لأنصار المهدي وجنوده والنجاعة الإدارية لهذه الدولة الفتية التي تتحدّث عنها الروايات ليست إلا نتيجة تراكمات تاريخية وتكامل طويل زمن الغيبة ، وبلوغ الوعي السياسي والحسّ الجهادي والخبرات القيادية لأبناء الأُمّة مستوى عال مؤشّر قوي وخطوة نحو إنجاح مشروع الدولة العالمية.

وفي واقعنا المعاصر تتراءى لنا تجربة الجمهورية الإسلامية في إيران والمقاومة الإسلامية في لبنان وسائر الحركات الجهادية والسياسية والمؤسّسات الثقافية والاجتماعية الفاعلة مفردات مهمّة على هذا السبيل ، فالتجارب الميدانية الحيّة وخاصّة على مستوى الدولة هي الكفيلة بتكوين الكوادر العالية ذات الخبرة القيادية والفهم الصحيح للسياسة الدولية والقوى المتحكّمة فيه ، وطرق التعامل مع هذه المؤثّرات والعوامل. ومن جهة أخرى واستناداً إلى جدلية النظرية والممارسة فإنّ هذه الممارسة تؤهّل الفكر الإسلامي إلى مراق نظرية أعلى وأكثر رشداً.

__________________

١ ـ محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٣ ، ص ٢٦٤.

٢٠٣

ومن جانب آخر للحركات الجهادية ، والتي تمثّل المقاومة الإسلامية في لبنان نموذجاً رشيداً لها ، أهمّية قصوى قي توطين العاملين على مقارعة الظلم والظالمين وبقاء راية الجهاد خفّاقة حيّة في القلوب والعقول ، لا مجرّد شعار أو فريضة نظرية ، وهذا مبدأ أساسي لدولة المهدي الذي ستكون سنّته الجهاد والقتال.

الانتظار الإيجابي فرج قبل الفرج

يستوجب بلوغ الأهداف الكبيرة في التاريخ نضالات بحجمها ، ولا شكّ أنّ استهداف المؤمنين قيام الدولة العالمية يتطلّب جهوداً لا حدّ لها ، تبيّن لنا مما سبق عمقها واتساعها سواء على المستوى الفردي أم على مستوى الأُمّة.

ولكن قد يغفل المرء عن حقيقة مهمّة على هذا الصعيد مفادها أنّ المؤمن وهو يسعى جاهداً ليوطئ الطريق ويعبّده للحجّة لا ينطلق من رغبة شخصية في ذلك الرفاه المادّي والأمن الاجتماعي والسعادة القصوى في تلك الدولة المهدوية المنتظرة ، بل هو يستهدف بلوغ النوع البشري ذلك وإن لم يتنعّم شخصياً به ، فالمؤمن يتحرّك من إيمان مبدئي وقناعة عقائدية بمشروع المهدي لا من نزعة مصلحية وطموح ذاتي ، لذلك فهو في جهوده في تعجيل الفرج يبتغي مرضاة الله والقرب من الإمام وإن لم يلتحق به ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : ـ اعرف إمامك؛ فإنّك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدّم هذا الأمر أو تأخّر ، ومن عرف إمامه ثمّ مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره ، وفي رواية أخرى بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ (١).

عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ـ جعلت فداك متى الفرج؟ فقال : يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فُرّج عنه بانتظاره ـ (٢).

فرج وأي فرج أن تهتدي الطليعة المهدوية إلى الدرب القويم ، فتسير بثبات على بيّنة من أمرها في حين يضلّ المتردّدون ، ويضيع التائهون المفتونون وراء الرايات الضالّة المضلّة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : ـ لترفعنّ اثنا عشر راية متشابهة لا يعرف أي من أي ، قال المفضل :

__________________

١ ـ النعماني ، الغيبة ، ص ٣٢٩.

٢ ـ المصدر نفسه ، ص ٣٢٠.

٢٠٤

فبكيت ، فقال لي : ما يبكيك؟ فقلت : جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول اثنتا عشر راية مشتبهة لا يعرف أي من أي قال : فنظر إلى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه ، فقال : أهذه الشمس مضيئة ، قلت نعم ، فقال والله لأمرنا أضوء منها ـ (١).

هنيئاً لهذه الطليعة المنتظرة المجاهدة الممهِّدة التي أعارت الله جماجمها وذابت في إمامها شوقاً وولاء ، فأثابتها السماء على إخلاصها بـ ـ الفرج المبكر ـ ولسان حالها يقول : أيّتها العصابة المرحومة ، أدركتم الإمام أم لم تدركوه خياركم فرج ، قبس من الفرج!

عن محمّد بن الفضيل عن الرضا عليه‌السلام : ـ قال سألته عن شيء من الفرج فقال أليس انتظار الفرج من الفرج؛ إنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ) [ الأعراف ] ـ (٢).

وعن الحسن بن الجهم قال : ـ سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن شيء من الفرج ، فقال : أولَستَ تعلم أنّ انتظار الفرج من الفرج ، قلت : لا أدري إلا أن تعلّمني ، فقال : نعم ، انتظار الفرج من الفرج ـ (٣).

اللّهم كما فرّجت عنّا بمعرفة حجّتك وانتظاره والدعاء له ، فرّج عنّا بظهوره قريباً عاجلاً.

__________________

١ ـ المصدر نفسه ، ص ١٥٣.

٢ ـ محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ١٢٨.

٣ ـ المصدر نفسه ، ص ١٣٠.

٢٠٥
٢٠٦

خلاصة وأفق

هكذا تقود القراءة المتفحّصة والمتأمّلة للفصول السبعة إلى رؤية شاملة للتاريخ البشري وحركة المسيرة الإنسانية في مبدأها ، وغايتها ، ومراحلها الكبرى ، في قوانينها وسننها ، ومنتهاها ، وما بعد نهايتها.

لقد حاولت هذه الدراسة أن تقرّب ما أمكن النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ.

ومهّدنا ببحثين مفهوميين أساسيين :

في الفصل الأوّل : حول فلسفة التاريخ حيث أدرجنا هذا الفرع المعرفي في موضعه الطبيعي ، وحدّدنا تعريفه ، وموضوعه ، وغايته ، وبينّا أهمّيّة فلسفة التاريخ كحاجة عقائدية وضرورة حضارية ، ومقدّمة لبناء الإنسان والمجتمع.

في الفصل الثاني : أثبتنا أصالة فكرة المهدي والمخلّص عامّة في روافد التراث الإنساني : الدين ، الفلسفة ، التاريخ السياسي ، في النظريات الوضعية.

رجّحنا في هذا الفصل أن يكون اطّراد الفكرة في جميع الحضارات والأديان منشأه الوحي الإلهي وإرث الأنبياء بين الناس.

هذا الإرث انعكس في تصوّرات مختلفة ، وربّما مضطربة عند كثير من الأديان والمجتمعات والفلسفات.

ومع الإسلام خاتم الديانات تبلورت فكرة المخلّص بشكلها النهائي ، وبلغت معه أرقى صور نضجها.

الفصل الثالث : خصّصناه لفلسفة التاريخ من منظور إسلامي عام ، فاستعرضنا الخصائص العامّة لهذه النظرية ، وعالجنا الأصول الخمسة للنظرية الإسلامية في تفسير التاريخ : ١ ) الغاية ، ٢ ) محرّكات التاريخ ، ٣ ) قوانين التاريخ وسننه ، ٤ ) مراحل التاريخ ، ٥ ) المستقبل البشري ونهاية التاريخ.

قدّمنا أطروحة مفصّلة حول هذه الأصول الخمسة.

في الفصل الرابع : توسّعنا في شرح هذه الأسس في ضوء معطيات العقيدة المهدوية

٢٠٧

الخاصّة ، فاكتملت النظرية ، واكتشفنا المسار التاريخي في صورته الكاملة ، واتضحت بتفاصيل جديدة معالم المستقبل البشري وغاية التاريخ ومنتهاه.

كما عالجنا في هذا الفصل ما يمكن أن يثار حول محرّكات التاريخ والتشكيك في دور الأُمّة في ظل الإيمان بفكرة الإمام القائد المخلّص.

كذلك دفعنا ما قد يثار حول مقولة سنن التاريخ ، وعلاقة السنن والقوانين بفكرة الإمام ودوره المركزي في بناء المجتمع العالمي العادل.

ولم نغفل عن مبدأ التزامن بين التكامل التكويني والتكامل التشريعي كأصل من أصول الوعي التاريخي من منظور مهدوي.

بعد استكمال بناء أصول النظرية كان لابدّ من بحث مقولات مركزية في النظرية المهدوية.

وهذه المقولات هي ـ غيبة الإمام ـ التي أضحت عنوان عصر بكامله عصر الغيبة الكبرى والممتدّ إلى يومنا الحاضر ، فكان الفصل الخامس و ـ فلسفة الغيبة ـ.

والمقولة الثانية : الانتظار عنوان المسؤولية العامة في هذا العصر ، فكان الفصل السادس وما فيه من شرح وتوضيح لحقيقة الانتظار وأبعاده المختلفة.

والمقولة الثالثة : تعجيل الظهور : كهاجس من هواجس المؤمنين ، وكعنوان آخر للدور والرسالة في هذه المرحلة ، فكان الفصل السابع و ـ فلسفة الدور وتعجيل الظهور ـ لتعميق البحث في تفاصيل دور الفرد ورسالته ودور الأُمّة ورسالتها.

ختاماً نذكر القارئ العزيز أنّ قيمة ما يكتشفه وما يتبنّاه في هذه الدراسة تتجلّى فيما تمنحه إيّاه من إضاءات وبصائر في فهم التاريخ في مساره ومصيره ( في أين؟ وإلى أين؟ ) وتحديد المرحلة وتشخيص الدور والرسالة.

كما نؤكّد أنّ الرؤية الاستراتيجية التي تقدّمها الدراسة لا تعفينا البتة من فهم الواقع المرحلي وتشريح ـ الآن ـ واللحظة التاريخية التي نعيشها ، وهنا لابدّ من الإشارة مرّة أخرى لحسّاسية وخطورة هذا ـ الآن ـ وهذه الفترة بالذات من تاريخ الأُمّة والعالم.

هذه الفترة التي تشكّل منعطفاً تاريخياً حاسماً ، وهذا ليس كلاماً شاعرياً نردّده على

٢٠٨

أنقاض هزائم الفترات السابقة؛ بل هو ما تدلّل عليه المعطيات الواقعية.

لقد فقد العالم توازنه بسقوط المعسكر الشرقي ومنظومته الشيوعية ، وسقط الحلم بها كطريق لسعادة الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية ، واستفردت المنظومة الرأسمالية بالهيمنة والسيطرة ، ولكن ها هي أزماتها العميقة تستفحل ، وهاهي الولايات المتّحدة زعيمة المنظومة تغرق في ديون تعدّ بالتريليونات من الدولارات : ( بعض الأرقام تتحدّث أخيراً عن / ٩ / تريليون دولار كديون خارجية على الولايات المتحدة ) ، وعشرات الملايين من الفقراء بلا مأوى ، ونسب الجريمة العالية ، وهاهي التقارير تصدع بالفساد الإداري والسياسي والجنون السياسي لبعض قادة الولايات المتّحدة ، وعزّز الفشل الذريع لتدخّلاتها العسكرية في عدّة أماكن في العالم والبلدان الإسلامية خصوصاً أفغانستان والعراق هذا الانهيار الحضاري الوشيك.

وكشاهد حقيقي على عمق الأزمة العالمية التي تعيشها هذه المنظومة ما تردّد في الفترة الأخيرة من دراسات تتحدّث عن مصير السقوط والانهيار للولايات المتّحدة ، وأنّ الخبراء يرصدون علامات تحاكي ما عرفته الحضارات السالفة والآفلة قبيل سقوطها ، سيكون مصير النموذج الحضاري الغربي المهيمن على العالم الأفول كما هو حال الامبراطورية الرومانية وغيرها من الامبراطوريات والحضارات في التاريخ.

بالمقابل نرى نهوضاً وحراكاً وانتصارات للشعوب المظلومة وللأُمّة الإسلامية خصوصاً ، رغم كلّ الجراحات التي تثخنها والمشاكل الداخلية التي تعاني منها.

لكن هذه الأزمات لا تحجب عنّا قيام محاور للمقاومة والعزّة والممانعة تدافع عن شرف الإسلام وعزّة الإنسان ومصالح المستضعفين.

هذا القوس الصاعد هنا ، وذاك القوس النازل هناك ، يلخص المشهد ، هذا المشهد قد ينبئ بأنّ العالم سيشهد قريباً سقوطاً مروعاً لأعتى قوة مهيمنة ، وأنّ الفراغ الحضاري أو ما يولده الصدام الأخير مع هذا المعسكر في حروبه الأخيرة من أجل البقاء قد تجرّ العالم إلى مزيد من الفوضى والإرباك.

ولكن في كلّ الأحوال هناك أمل ينمو ، هناك مشروع جديد يبشّر بالخير والعدل

٢٠٩

والحياة ، هناك أمل حقيقي في دورة حضارية جديدة تأتي عقيب هذا السقوط لحضارة الغرب المؤذنة بالغروب.

غروب الغرب وشيك ، وطلوع الفجر ليس ببعيد ، نرصد بشائره في أكثر من موقع في الأُمّة الإسلامية.

هذه القراءة تحمّل المؤمنين بالمهدي ورسالة المهدي في التاريخ مسؤوليات جديدة على طريق التمهيد للظهور المبارك.

فهل أَذِنَ الأمل حقّاً بالظهور؟ هل أَذِنت الطلعة البهية بالشروق؟

هل ترى نراه؟ وقد ملأ الأرض عدلاً ، وأذاق أعداءه وأعداء الإنسان وأعداء التاريخ عذاباً وهواناً ... أَنَراه وقد اجتث أصول الظلم والقهر والاستكبار؟

أنراه وقد نشر لواء النصر والنور والخلاص؟ ... ونحن نقول الحمد لله ربِّ العالمين.

الأسعد بن علي قيدارة

دمشق

شعبان الأمل ١٤٢٨ هـ / آب الانتصار ٢٠٠٧

٢١٠

فهرس المصادر والمراجع

١. القرآن الكريم.

٢. الكتاب المقدس.

٣. إنجيل برنابا ( ترجمة خليل سعادة ).

٤. ابن خلدون عبد الرحمن بن محمّد

مقدمة ابن خلدون ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، ١٤٠٨ هـ / ١٩٨٨ م.

٥. أمين أحمد

المهدي والمهدوية ، مصر ، دار المعارف ، سلسلة اقرأ رقم ١٠٣.

٦. إيماني مهدي الفقيه

المهدي عند أهل السنة ، ط ٢ ، المجمع العالمي لأهل البيت ، ١٩٩٨.

٧. بارندر جافري

المعتقدات الدينية لدى الشعوب ، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام ، الكويت ، المجلس الوطني للثقافة والفنون ، سلسلة عالم المعرفة ، عدد ١٧٣ ، مايو ١٩٩٣.

٨. بدوي عبد الرحمن

موسوعة الفلسفة ، بيروت ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ١٩٨٤.

مذاهب الإسلاميين ، ط ٣ ، بيروت ، دار العلم للملايين ، ١٩٨٣.

١٠. تامر مير مصطفى

بشائر الأسفار بمحمّد وآله الأطهار ، ط ١ ، بيروت ، دار الغدير ، ١٩٨٨.

١١. الخميني روح الله الموسوي

الحكومة الإسلامية ( د.ط ) ، دمشق ، مؤسسة الثقلين ، ( د.ت ).

١٢. ديورانت ول

قصة الحضارة ، ترجمة زكي نجيب محمود ، بيروت ، دار الجيل ، ١٩٨٨.

٢١١

١٣. الزركلي خير الدين

الأعلام ، ط ١ ، بيروت ، دار العلم للملايين ، ١٤١٠ هـ.

١٤. شريعتي علي

الأمة والإمامة ، بيروت ، دار الأمير ، ١٤١٣ هـ / ١٩٩٢ م.

١٥. شلبي أحمد

مقارنة الأديان اليهودية ، ط ١٢ ، القاهرة ، مكتبة النهضة المصرية ، ١٩٩٧.

أديان الهند الكبرى ، ط ١١ ، القاهرة ، مكتبة النهضة المصرية ، ١٩٩٧.

المسيحية ، ط ١٠ ، القاهرة ، مكتبة النهضة المصرية ، ١٩٩٧.

١٨. شنواني أحمد

كتب غيرت الفكر الإنساني ، ج ١ ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٩٩٤.

١٩. الصدر محمّد باقر

الإسلام يقود الحياة ، بيروت ، دار التعارف.

التفسير الموضوعي للقرآن ، بيروت ، دار التعارف ( د ت ).

بحث حول المهدي ، ط ١ ، بيروت دار التعارف ، ١٩٩٧.

اقتصادنا ، بيروت ، دار التعارف ، ١٩٩١.

٢٣. الصدر محمّد صادق

تاريخ الغيبة الصغرى ، قم ، مؤسسة ذو الفقار ( د ت ).

تاريخ الغيبة الكبرى ، قم ، مؤسسة ذو الفقار ( د ت ).

تاريخ ما بعد الظهور ، قم ، مؤسسة ذو الفقار ( د ت ).

اليوم الموعود ، قم ، مؤسسة ذو الفقار ( د ت ).

٢٧. الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه

كمال الدين وتمام النعمة ، ط ١ ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، ١٤١١ هـ / ١٩٩١ م.

صفات الشيعة ، عابدي ، طهران ( دت ).

٢١٢

٢٩. الطباطبائي محمّد حسين

الشيعة ، نص الحوار مع كوربان ، ترجمة جواد علي كسار ، ط ١ ، بيروت ، مؤسسة أم القرى ، ١٤١٨ هـ.

رسالة التشيع في العالم المعاصر ، ترجمة جواد علي كسار ، ط ١ ، بيروت ، مؤسسة أم القرى ، ١٤١٨ هـ.

الميزان في تفسير القرآن ، ط ١ ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، ١٤١٧ هـ / ١٩٩٧.

٣٢. الطوسي محمّد بن حسن

الغيبة ، تحقيق عماد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح ، ط ١ ، قم ، مؤسسة المعارف الإسلامية ، ١٤١١ هـ.

٣٣. العاملي محمّد حمود

الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية ، ط ١ ، بيروت ، مركز العترة للدراسات والبحوث ، ١٩٩٨.

٣٤. عبد اللاوي محمّد

فلسفة التاريخ من خلال كتابات الإمام الصدر ، دراسة ضمن كتاب ( محمّد باقر الصدر دراسات في حياته وفكره ) ، بيروت ، مؤسسة العارف ، ١٩٩٦.

٣٥. عمران أحمد

قراءة في كتاب التشيع ، ط ١ ، بيروت ، دار كرم ، ١٤١٦ هـ / ١٩٩٦ م.

٣٦. فوزي إسماعيل

الديانة الزرادشتية ، دمشق ، دار علاء الدين.

٣٧. فوكاياما فرنسيس

نهاية التاريخ والإنسان الأخير ، ترجمة مطاع صفدي ، ط ١ ، بيروت ، مركز الإنماء القومي ، ١٩٩٣.

٣٨. القمي عباس

مفاتيح الجنان ، ط ٢ ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، ١٩٩٨.

٢١٣

٣٩. الكليني محمّد بن يعقوب

أصول الكافي ، ط ٣ ، طهران ، دار الكتب الإسلامية ، ١٣٨٨ هـ.

٤٠. كورتل آرثر

قاموس أساطير العالم ، ترجمة سهى طريحي ، ط ١ ، بيروت ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، ١٩٩٣.

٤١. كولر جون

الفكر الشرقي القديم ، ترجمة كامل يوسف حسين ، الكويت ، المجلس الوطني للثقافة والفنون ، سلسلة عالم المعرفة عدد ١٩٩ ، تموز١٩٩٥.

٤٢. ماريا لويزا

المدينة الفاضلة عبر التاريخ ، ترجمة عطيات أبو السعود ، الكويت ، المجلس الوطني للثقافة والفنون ، سلسلة عالم المعرفة عدد ٢٢٥ ، آب ١٩٩٧.

٤٣. المجلسي محمّد باقر

بحار الأنوار ، ط ٢ ، بيروت ، مؤسسة الوفاء ، ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣ م.

٤٤. المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان

المزار ، ط ١ ، قم ، مدرسة الإمام المهدي ( د ت ).

٤٥. مطهري مرتضى

نهضة المهدي في ضوء فلسفة التاريخ ، تعريب محمّد علي آذرشب ، ط ٢ ، طهران ، مؤسسة البعثة ، ١٤٠١ هـ.

٤٦. النعماني محمّد بن إبراهيم بن جعفر

كتاب الغيبة ، ط ١ ، بيروت ، منشورات الأعلمي ، ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣ م.

٤٧. اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب

تاريخ اليعقوبي ، تحقيق عبد الأمير مهنا ، ط ١ ، بيروت ، مؤسسة الأعلمي ، ١٩٩٣ م.

٢١٤

الفهرس

بين يديّ المقدّمة

١. أقسام الخطابات.............................................................. ٧

٢. أهمّيّة النظرة الشمولية ... فقه النظرية.......................................... ٩

المقدّمة................................................................... ١٣

مقدّمة المؤلّف.......................................................... ١٧

الفصل الأول

فلسفة التاريخ : المفهوم والأبعاد

تمهيد......................................................................... ١٩

القسم الأول : التاريخ النقلي.................................................... ٢٠

القسم الثاني : التاريخ النقدي.................................................... ٢١

القسم الثالث : فلسفة التاريخ................................................... ٢٢

القرآن والمادّة التاريخية.......................................................... ٢٣

نقل الوقائع وعرض الحوادث............................................... ٢٣

النقد والتعليل............................................................. ٢٤

موضوع فلسفة التاريخ ومسائلها................................................. ٢٥

الغاية من فلسفة التاريخ......................................................... ٢٥

فلسفة التاريخ ضرورة عقائدية.............................................. ٢٦

فلسفة التاريخ وتراكم الخبرة الإنسانية....................................... ٢٧

فلسفة التاريخ وخطورة الوعي المزيف....................................... ٢٨

فلسفة التاريخ والتحدّيات الراهنة........................................... ٢٩

٢١٥

الفصل الثاني

عقيدة المخلّص في التراث الإنساني

أوّلاً : المخلّص في الأديان....................................................... ٣١

ديانات المصريين القدامى.................................................. ٣٢

ديانة اليونان.............................................................. ٣٤

الديانة الهندوسية.......................................................... ٣٥

الديانة الجانتية............................................................ ٣٨

البوذية................................................................... ٤٠

الزرادشتيه............................................................... ٤٣

اليهودية................................................................. ٤٥

المسيحية................................................................. ٤٧

ثانياً : المخلّص في الفكر الفلسفي................................................ ٥٠

جمهورية أفلاطون......................................................... ٥٢

مدينة الفارابي............................................................. ٥٣

ثالثاً : المخلّص في التاريخ السياسي الإسلامي...................................... ٥٤

رابعاً : المخلّص في النظريات الوضعية............................................. ٥٨

النظرية الأولى : القانون هو المخلـّص...................................... ٥٨

النظرية الثانية : التقدّم العلمي هو المخلـّص................................. ٦٠

النظرية الثالثة : الماركسية واليوم الموعود..................................... ٦١

النظرية الرابعة : فوكوياما ونهاية التاريخ..................................... ٦٣

خامساً : النظرية الإسلامية والمخلّص الواقعي...................................... ٦٥

٢١٦

الفصل الثالث

فلسفة التاريخ في المنظور الإسلامي العام

الشمولية...................................................................... ٦٩

الواقعية....................................................................... ٧١

التعالي........................................................................ ٧٢

الموضوعية..................................................................... ٧٢

الإنسانية...................................................................... ٧٣

الحركية والرسالية.............................................................. ٧٤

الأسس العامة.................................................................. ٧٤

أوّلاً : غاية التاريخ........................................................ ٧٥

ثانياً : العوامل المؤثرّة في حركة التاريخ...................................... ٧٩

أوّلاً : الله سبحانه وتعالى والتاريخ........................................ ٨٠

العامل الثاني : الإنسان.................................................. ٨٤

العامل الثالث : النظام التكويني.......................................... ٨٦

العامل الرابع : النظم الاجتماعية السياسية................................. ٨٧

العامل الخامس : قوانين التاريخ.......................................... ٨٩

الأساس الثالث : سنن التاريخ وقوانينه...................................... ٨٩

النموذج الأوّل : حتمية الأجل للأمم..................................... ٩٠

النموذج الثاني : حتمية انتصار الحقّ وظهوره على الباطل................... ٩٠

النموذج الثالث : قانون الاستبدال....................................... ٩٠

النموذج الخامس : حتمية البلاء.......................................... ٩١

٢١٧

النموذج السادس : الترابط والملازمة بين العدل الاجتماعي والرفاه الاقتصادي... ٩٢

النموذج السابع : العاقبة للمتقين ، والأرض يرثها الصالحون والمستضعفون...... ٩٢

الأساس الرابع : مراحل التاريخ.................................................. ٩٣

أوّلاً : مرحلة خلق آدم عليه‌السلام وحضانته...................................... ٩٤

تفضيل آدم على الملائكة................................................ ٩٥

العداء بين إبليس والإنسان.............................................. ٩٧

هبوط آدم على الأرض وبدء حركة التاريخ............................... ٩٩

المرحلة الثانية : مرحلة الفطرة أو الوحدة................................... ١٠٠

المرحلة الثالثة : مرحلة الاختلاف والتشتت................................ ١٠١

المرحلة الرابعة : مجتمع الصالحين أو المتقين................................. ١٠٢

الأساس الخامس : المستقبل البشري............................................. ١٠٣

الفصل الرابع

أصول الوعي التاريخي من منظور مهدوي

الأصل الأوّل : عقيدة المهدي وسنن التاريخ...................................... ١٠٦

الأصل الثاني : الإمام والأُمّة.................................................... ١٠٩

الأصل الثالث : المسار التاريخي : الصورة الكاملة................................ ١١٠

طور النبوات القبلية...................................................... ١١٥

طور النبوات العالمية..................................................... ١١٧

مرحلة النبوّة الخاتمة...................................................... ١٢٠

مرحلة المجتمع العالمي العادل.............................................. ١٢٢

الأصل الرابع : تفاصيل المستقبل السعيد في ضوء عقيدة المهدي عجل الله تعالى فرجه. ١٢٤

النظام السياسي......................................................... ١٢٥

الصعيد الاقتصادي...................................................... ١٢٥

٢١٨

الصعيد الفكري والثقافي................................................. ١٢٦

القوة البدنية والمعنوية لأنصار المهدي....................................... ١٢٧

مواجهة التحريف والتزييف.............................................. ١٢٨

الأصل الخامس : التزامن بين التكامل التشريعي والتكامل التكويني.................. ١٢٩

الفصل الخامس

فلسفة الغيبة

الغيبة الصغرى ودلالاتها....................................................... ١٣٢

الغيبة الكبرى وأبعادها........................................................ ١٣٤

١. البعد القيادي للغيبة.................................................. ١٣٦

٢. البعد الحضاري للغيبة................................................ ١٤١

المدلول الإيجابي....................................................... ١٤١

المدلول السلبي........................................................ ١٤٣

٣. البعد التاريخي للغيبة.................................................. ١٤٤

٤. البعد التربوي للغيبة.................................................. ١٤٦

أ. التمحيص والابتلاء................................................. ١٤٦

ب. ضمان أعلى درجات الكمال في الأنصار............................ ١٤٧

٥. البعد المعنوي للغيبة................................................... ١٤٩

الفصل السادس

فلسفة الانتظار

المفاهيم السلبية للانتظار....................................................... ١٥٣

منشأ التصوّرات السلبية للانتظار.......................................... ١٥٥

المفهوم الرسالي للانتظار....................................................... ١٥٦

٢١٩

الأبعاد الرسالية للانتظار....................................................... ١٥٧

الأبعاد الرسالية لانتظار الأُمّة............................................. ١٥٨

البعد العقائدي الفكري للانتظار.......................................... ١٥٨

البعد النفسي والعاطفي للانتظار.......................................... ١٦٠

البعد السلوكي والعملي للانتظار.......................................... ١٦٢

أوّلاً : الالتزام الفعلي الكامل بتطبيق الأحكام الإلهية...................... ١٦٣

ثانياً : الاقتداء بالمهدي................................................ ١٦٣

ثالثاً : الارتباط الفعلي بالقيادة الزمنية................................... ١٦٤

رابعاً : تعبئة الجماهير وراء قيادة المهدي عجل الله تعالى وأطروحته......... ١٦٦

المستوى الثاني للانتظار : انتظار الإمام..................................... ١٦٦

المستوى الثالث للانتظار : انتظار الكون................................... ١٦٩

على طريق الانتظار........................................................... ١٧٠

الفصل السابع

فلسفة الدور وتعجيل الظهور

تعجيل الفرج هل هو ممكن؟................................................... ١٧٥

أ. التخطيط الإلهي....................................................... ١٧٥

ب. بين الانتظار والتعجيل............................................... ١٧٦

ج. التعجيل والروايات الناهية عن الاستعجال.............................. ١٧٧

مبدأ التعجيل بين الفهم الإيجابي والفهم السلبي........................... ١٧٩

عوامل تعجيل الفرج.......................................................... ١٨٣

١. المستوى الفردي..................................................... ١٨٣

أ. امتلاك الوعي العقائدي العميق....................................... ١٨٣

ب. الدعاء والالتحام الروحي بالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه......... ١٨٤

٢٢٠