مستدرك الوسائل - ج ١٨

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٨

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٠

أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قتل رجلا بالحير (١) فصلبه ثلاثة أيام ، ثم أنزله يوم الرابع فصلى عليه ، ثم دفنه ».

٥ ـ ( باب جواز دفاع المحارب وقتاله وقتله ، إذا لم يندفع بدونه )

[ ٢٢٣٩١ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : أنه سئل عن الرجل يقتل دون ماله ، فقال : « قد جاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أن من قتل دون ماله فهو شهيد ، ولو كنت أنا لتركت المال ولم أقاتل عليه ، وإن أراد القتل لم يسع المرء المسلم إلا المدافعة عن نفسه ».

[ ٢٢٣٩٢ ] ٢ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص : عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث قال : « ومن فتك بمؤمن يريد ماله ونفسه ، فدمه مباح للمؤمن في تلك الحال ».

__________________

(١) في المصدر : بالحيرة.

الباب ٥

١ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

٢ ـ الاختصاص ص ٢٥٩.

١٦١

١٦٢

أبواب حد المرتد

١ ـ ( باب أن المرتد عن فطرة قتله مباح لكل من سمعه ، وذكر جملة من أحكامه )

[ ٢٢٣٩٣ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده : « أن عليا ( عليهم السلام ) ، كان يستتيب الزنادقة ، ولا يستتيب من ولد في الاسلام ، ويقول : إنما نستتيب من دخل في ديننا ثم رجع عنه ، اما من ولد في الاسلام فلا نستتيبه ».

[ ٢٢٣٩٤ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : روينا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من بدل دينه فاقتلوه ».

[ ٢٢٣٩٥ ] ٣ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنه كان يستتيب المرتد إذا أسلم ثم ارتد ، ويقول : « إنما يستتاب من دخل دينا ثم رجع عنه ، فأما من ولد في الاسلام فانا نقتله ولا نستتيبه ».

[ ٢٢٣٩٦ ] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) : إنه اتي بمستورد العجلي ، وقد قيل : أنه

__________________

أبواب حد المرتد

الباب ١

١ ـ الجعفريات ص ١٢٨.

٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٠ ح ١٧١٧.

٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٠ ح ١٧١٨.

٤ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٠ ح ١٧١٩.

١٦٣

قد تنصر وعلق صليبا في عنقه ، فقال له قبل أن يسأله ، وقبل أن يشهد عليه : « ويحك يا مستورد ، إنه قد رفع إلي أنك قد تنصرت ، ولعلك أردت أن تتزوج نصرانية ، فنحن نزوجك إياهما » قال : قدوس قدوس ، قال : « فلعلك ورثت ميراثا من نصراني ، فظننت أنا لا نورثك ، فنحن نورثك ، لأنا نرثهم ولا يرثوننا » ، قال : قدوس قدوس ، قال : « فهل تنصرت ، كما قيل؟ » فقال : نعم ، تنصرت ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « الله أكبر » فقال المستورد : المسيح أكبر ، فأخذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بمجامع ثيابه ، فأكبه (١) لوجهه فقال : « طؤوه (٢) عباد الله » فوطؤوه باقدامهم حتى مات.

[ ٢٢٣٩٧ ] ٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) : أمر بقتل المرتد وقال : « من ولد على الاسلام فبدل دينه ، قتل ولم يستتب » الخبر.

[ ٢٢٣٩٨ ] ٦ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص : عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث قال : « ومن جحد نبيا مرسلا نبوته وكذبه ، فدمه مباح » قال : قلت : أرأيت من جحد الامام منكم فما حاله؟ قال : فقال : « من جحد اماما من الله ، وبرئ منه ومن دينه ، فهو كافر مرتد عن الاسلام ، لان الامام من الله ، ودينه دين الله ، ومن برئ من دين الله فهو كافر دمه مباح في تلك الحال ، إلا أن يرجع ويتوب إلى الله مما قال ».

ورواه النعماني في غيبته ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل ، عن قيس وسعدان بن إسحاق ، وأحمد بن الحسين ، ومحمد بن أحمد جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب ، ومحمد بن مسلم ، مثله (١).

__________________

(١) في نسخة : فكبه ، ( منه قده ).

(٢) في نسخة : طؤوا ، ( منه قده ).

٥ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

٦ ـ الاختصاص ص ٢٥٩.

(١) غيبة النعماني ص ١٢٩ ح ٣.

١٦٤

٢ ـ ( باب أن المرتد عن ملة يستتاب ثلاثة أيام ، فان تاب وإلا

قتل ، وحكم ما لو ارتد مرة أخرى )

[ ٢٢٣٩٩ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين : أن عليا ( عليهم السلام ) رفع إليه رجل نصراني أسلم ثم تنصر ، فقال علي ( عليه السلام ) : « أعرضوا عليه الهوان ثلاثة أيام » وكل ذلك يطعمه من طعامه ، ويسقيه من شرابه ، فأخرجه يوم الرابع ، فأبى أن يسلم ، فأخرجه إلى رحبة المسجد فقلته ، وطلب النصارى جثته بمائة الف فيه (١) ، فأبى ( عليه السلام ) ، فأمر به فأحرق بالنار ، وقال : « لا أكون عونا للشيطان عليهم ».

[ ٢٢٤٠٠ ] ٢ ـ وبهذا الاسناد؟ قال : « ان عليا ( عليه السلام ) ، قال : إن المرتد عن الاسلام تعزل عنه امرأته ، ولا تؤكل ذبيحته ، ويستتاب ثلاثة أيام ، فان تاب ورجع إلى أمر الله عز وجل ، وإلا قتل يوم الرابع ».

[ ٢٢٤٠١ ] ٣ ـ دعائم الاسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث : « ومن كان على غير دين الاسلام ، وأسلم ثم ارتد ، فإنه يستتاب ثلاثة أيام ، فان تاب وإلا قتل » الخبر.

[ ٢٢٤٠٢ ] ٤ ـ وعن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه : « ان أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ، كان لا يزيد المرتد على تركه ثلاثا يستتيبه ، فإذا كان اليوم

__________________

الباب ٢

١ ـ الجعفريات ص ١٢٧.

(١) كذا ، ولعل صوابه « فضة » أي بمائة ألف درهم.

٢ ـ الجعفريات ص ١٢٧.

٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

٤ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٧٩ ح ١٧١٦.

١٦٥

الرابع قتله من غير أن يستتاب ، ثم يقرأ : ( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ) (١) » الآية.

ورواه في الجعفريات (٢) : بالسند المتقدم ، عنه ( عليه السلام ) ، مثله وفيه : « قتله بغير توبة ».

٣ ـ ( باب أن المرأة المرتدة لا تقتل ، بل تحبس وتضرب ويضيق عليها )

[ ٢٢٤٠٣ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « إذا ارتدت المرأة ، فالحكم فيها أن تحبس حتى تسلم ، أو تموت ، ولا تقتل ، فان كانت أمة فاحتاج مواليها إلى خدمتها استخدموها ، وضيق عليها ( أشد التضييق ) (١) ، ولم تلبس إلا من أخشن (٢) الثياب ، بمقدار ما يواري عورتها ، ويدفع عنها ما يخاف منه الموت من حر أو برد ، وتطعم من خشن الطعام حسب ما يمسك رمقها ».

[ ٢٢٤٠٤ ] ٢ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث : « فالمرتد ، وان كانت امرأة حبست حتى تموت أو تتوب ».

[ ٢٢٤٠٥ ] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : « لا يخلد في السجن الا ثلاثة إلى أن قال والمرأة ترتد حتى تتوب ».

__________________

(١) النساء ٤ : ١٣٧.

(٢) الجعفريات ص ١٢٨.

الباب ٣

١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨٠ ح ١٧٢٠.

(١) في المصدر : بأشد الضيق.

(٢) وفيه : خشن.

٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٩٨.

٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٩ ح ١٩١٧.

١٦٦

٤ ـ ( باب حكم الزنديق والمنافق والناصب )

[ ٢٢٤٠٦ ] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ( عليهم السلام ) : « أنه أتي برجل زنديق كان يكذب بالبعث ، فقتل وكان له مال كثير ، فجعل التركة (١) لزوجته ولوالديه ولولده ، وقسمه على كتاب الله عز وجل ».

[ ٢٢٤٠٧ ] ٢ ـ وبهذا الاسناد : قال : « ان عليا ( عليه السلام ) كان يقبل شهادة الزوجين العدلين المرضيين على الرجل أنه زنديق ، ولو شهد له الف بالبراءة ، أبطل شهادة الألف بالبراءة ، لأنه دين مكتوم ».

[ ٢٢٤٠٨ ] ٣ ـ دعائم الاسلام : روينا عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه : « أن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) كان يستتيب الزنادقة ، ولا يستتيب من ولد في الاسلام ، وكان يقبل شهادة الرجلين العدلين على الرجل أنه زنديق ، فلو شهد له الف بالبراءة ، ما التفت إلى شهادتهم ».

[ ٢٢٤٠٩ ] ٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) : أنه أتي بالزنادقة من البصرة ، فعرض عليهم الاسلام واستتابهم فأبوا ، فحفر لهم حفيرا وقال : « لأشبعنك اليوم شحما ولحما » ثم أمر بهم فضربت أعناقهم ، ثم رماهم (١) في الحفير ، ثم أضرم عليهم نارا (٢) فأحرقهم ، وكذلك كان يفعل بالمرتد ومن بدل دينه ،

__________________

الباب ٤

١ ـ الجعفريات ص ١٢٧.

(١) في المخطوط : الدية ، وما أثبتناه استظهارا من المصنف ( قده ).

٢ ـ الجعفريات ص ١٢٨.

٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨١ ح ١٧٢٣.

٤ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٨١ ح ١٧٢٤.

(١) في نسخة : رمى بهم ، ( منه قده ).

(٢) في نسخة : النار ، ( منه قده ).

١٦٧

وأمر باحراق نصراني ارتد ، فبذل النصارى (٣) في جثته مائة ألف درهم ، فتأبى (٤) عليهم ، وأمر به فأحرق بالنار ، وقال : « وما كنت لأكون عونا للشيطان عليهم ، ولا ممن يبيع جثة كافر » ولما أحرق ( صلوات الله عليه ) الزنادقة الذين ذكرنا ، وكان أمر قنبرا بحرقهم ، قال :

« لما رأيت اليوم أمرا منكرا

أضرمت ناري (٥) ودعوت قنبرا »

وعنه ( عليه السلام ) : أنه أتي بزنادقة ، فقتلهم ثم أحرقهم بالنار.

٥ ـ ( باب حكم الغلاة والقدرية )

[ ٢٢٤١٠ ] ١ ـ الشيخ الجليل الحسين بن عبد الوهاب المعاصر للمفيد رحمه الله في كتاب عيون المعجزات : نقلا من كتاب الأنوار تأليف أبي علي الحسن بن همام : حدث العباس بن الفضل ، قال : حدثنا موسى بن عطية الأنصاري ، قال : حدثنا حسان بن أحمد الأزرق ، عن أبي الأحوص ، عن أبيه ، عن عمار الساباطي ، قال : قدم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) المدائن ، فنزل بإيوان كسرى ، وكان معه دلف بن مجير منجم كسرى (١) فلما زال الزوال ، قال لدلف (٢) : « قم معي » إلى أن قال ثم نظر إلى جمجمة نخرة ، فقال لبعض أصحابه : « خذ هذه الجمجمة » وكانت مطروحة ، وجاء إلى الإيوان وجلس فيه ، ودعا بطست وصب فيه ماء ، وقال له : « دع هذه الجمجمة في الطست » ، ثم قال ( عليه السلام ) : « أقسمت عليك يا جمجمة ، أخبريني من أنا؟ ومن أنت؟ » فنطقت الجمجمة بلسان فصيح ،

__________________

(٣) في نسخة : أولياء النصراني ، ( منه قده )

(٤) في نسخة : فأبى ، ( منه قده ).

(٥) في نسخة : نارا ، ( منه قده ).

الباب ٥

١ ـ عيون المعجزات ص ١٦

(١) في المصدر : ذلف بن منجم كسرى.

(٢) في المصدر : ذلف

١٦٨

وقالت : أما أنت ، فأمير المؤمنين ، وسيد الوصيين (٣) ، وأما أنا ، فعبد الله وابن أمة الله كسرى أنوشيروان.

فانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط ، إلى أهاليهم ، وأخبروهم بما كان وبما سمعوه من الجمجمة ، فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وحضروه وقال بعضهم فيه مثل ما قال النصارى في المسيح ، ومثل ما قال عبد الله بن سبأ وأصحابه [ فقال له أصحابه ] (٤) : فان تركتهم على هذا كفر الناس ، فلما سمع ذلك منهم ، قال لهم : « ما تحبون أن أصنع بهم؟ » قال : تحرقهم بالنار ، كما أحرقت عبد الله بن سبأ وأصحابه ، فأحضرهم وقال : « ما حملكم على ما قلتم؟ » قالوا : سمعنا كلام الجمجمة النخرة ، ومخاطبتها إياك ، ولا يجوز ذلك إلا لله تعالى ، فمن ذلك قلنا ما قلنا ، فقال ( عليه السلام ) : « ارجعوا إلى كلامكم وتوبوا إلى الله » فقالوا : ما كنا نرجع عن قولنا ، فاصنع بنا ما أنت صانع ، فأمر أن تضرم لهم النار فحرقهم ، فلما احترقوا ، قال : « اسحقوهم واذروهم في الريح » فسحقوهم وذروهم في الريح ، فلما كان اليوم الثالث من إحراقهم ، دخل إليه أهل الساباط وقالوا : الله الله في دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، إن الذين أحرقتهم بالنار ، قد رجعوا إلى منازلهم أحسن ما كانوا ، فقال ( عليه السلام ) : « أليس قد أحرقتموهم بالنار ، وسحقتموهم وذريتموهم في الريح؟ » قالوا : بلى ، قال : « أحرقتهم أنا ، والله أحياهم » فانصرف أهل ساباط متحيرين.

[ ٢٢٤١١ ] ٢ ـ وروى الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي في كتاب الفضائل : بإسناده عن أبي الأحوص ، ما يقرب منه ، وفي آخره : فسمع بذلك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وضاق صدره فأحضرهم ، وقال : « يا قوم ، غلب

__________________

(٣) في المصدر زيادة : وإمام المتقين في الظاهر والباطن وأعظم من أن توصف.

(٤) أثبتناه من هامش الطبعة الحجرية.

٢ ـ كتاب فضائل بن شاذان ص ٧٥.

١٦٩

عليكم الشيطان ، إن أنا الا عبد الله ، أنعم علي بإمامته وولايته ووصية رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فارجعوا عن الكفر ، فانا عبد الله وابن عبده ، ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) خير مني ، وهو أيضا عبد الله ، وإن نحن الا بشر مثلكم » فخرج بعضهم من الكفر وبقي قوم على الكفر ما رجعوا ، فألح عليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالرجوع فما رجعوا ، فأحرقهم بالنار ، وتفرق منهم قوم في البلاد ، وقالوا : لولا أن فيه الربوبية ، ما كان أحرقنا في النار.

[ ٢٢٤١٢ ] ٣ ـ محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب : روي أن سبعين رجلا من الزط أتوه يعني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد قتال أهل البصرة ، يدعونه إلها بلسانهم ، وسجدوا له ، فقال لهم : « ويلكم لا تفعلوا ، إنما انا مخلوق مثلكم » فأبوا عليه ، فقال : « لئن لم ترجعوا عما قلتم في ، وتوبوا إلى الله ، لأقتلنكم » قال : فأبوا ، فخذ علي ( عليه السلام ) لهم أخاديد وأوقد نارا ، فكان قنبر يحمل الرجل بعد الرجل على منكبه فيقذفه في النار ، ثم قال ( عليه السلام ) :

« إني إذا أبصرت امرا منكرا

أوقدت نارا ودعوت قنبرا

ثم احتفرت حفرا فحفرا

وقنبرا ( يحطم حطما ) (١) منكرا »

[ ٢٢٤١٣ ] ٤ ـ دعائم الاسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنه أتاه قوم فقالوا : أنت الهنا وخالقنا ورازقنا (١) واليك (٢) معادنا ، فتغير وجهه ، وارفض عرقا ، وارتعد كالسعفة ، تعظيما لجلال الله وخوفا (٣) منه ، وقام مغضبا ، ونادى لم حوله ، وأمرهم فحفروا حفيرا ، وقال : « لأشبعنك اليوم

__________________

٣ ـ المناقب : ح ١ ص ٢٦٥ وعنه في البحار : ج ٢٥ ص ٢٨٥ ح ٣٨.

(١) في المصدر : يخطم خطما.

٤ دعائم الاسلام ج ١ ص ٤٨.

(١) في المصدر زيادة : ومنك مبدؤنا.

(٢) في المخطوط : إليه ، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) في المخطوط : خلافا ، وما أثبتناه من المصدر.

١٧٠

شحما ولحما » فلما علموا أنه قاتلهم قالوا : إن قتلتنا فأنت تحيينا ، « فاستشاط غضبا عليهم وأمر » (٤) بضرب أعناقهم ، وأضرم لهم نارا في ذلك الحفير فأحرقهم ، وقال :

« لما رأيت اليوم امرا منكرا

أضرمت ناري ودعوت قنبرا »

وهذا من مشهور الاخبار عنه ( عليه السلام ).

[ ٢٢٤١٤ ] ٥ ـ جامع الأخبار : عن علي ( عليه السلام ) : أنه دخل عليه مجاهد مولى عبد الله بن عباس فقال : يا أمير المؤمنين ، ما تقول [ في ] (١) كلام أهل القدرية (٢)؟ ومعه جماعة من الناس ، فقال : « أمعك أحد منهم؟ » قال : ما تصنع بهم يا أمير المؤمنين؟ قال : « أستتيبهم ، فإن تابوا والا ضربت أعناقهم ».

٦ ـ ( باب حكم من شتم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وادعى النبوة كاذبا )

[ ٢٢٤١٥ ] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وروي : أنه من ذكر السيد محمدا ( صلى الله عليه وآله ) ، أو أحدا من أهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) ، بما لا يليق بهم ، أو الطعن فيهم ، وجب عليه القتل ».

[ ٢٢٤١٦ ] ٢ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد ، الثقفي عن محمد بن

__________________

(٤) في المصدر : فاستتابهم فأصروا على ما هم عليه فأمر.

٥ ـ جامع الأخبار ص ١٨٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر : القدر.

الباب ٦

١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٨.

٢ ـ أمالي المفيد ص ٥٣ ح ١٥.

١٧١

مروان ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث قال : « قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) للمسلمين ، وهم مجتمعون حوله : أيها الناس ، لا نبي ، بعدي ولا سنة بعد سنتي ، فمن ادعى ذلك فدعواه وبدعته في النار ، ومن ادعى ذلك فاقتلوه ، ومن اتبعه فهم في النار ، أيها الناس ، أحيوا القصاص ، وأحيوا الحق ، ولا تفرقوا ، واسلموا وسلموا تسلموا : ( كتب الله لأغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز ) (١) ».

[ ٢٢٤١٧ ] ٣ ـ صحيفة الرضا : بإسناده عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من سب نبيا قتل ، ومن سب صاحب النبي ( عليه السلام ) جلد ».

[ ٢٢٤١٨ ] ٤ ـ الصدوق في المقنع : واعلم أن كل مسلم ابن مسلم ، إذا ارتد عن الاسلام ، وجحد محمدا ( صلى الله عليه وآله ) نبوته ، وكذبه ، فان دمه مباح لكل من سمع ذلك منه ، وامرأته بائنة منه يوم ارتد فلا تقربه ، ويقسم ماله على ورثته ، وتعتد امرأته عدة المتوفى عنها زوجها ، وعلى الامام أن يقتله إن اتوا به ولا يستتيبه.

٧ ـ ( باب أن الإباق بمنزلة الارتداد ، وأن المرتد إذا سرق قطع ثم قتل )

[ ٢٢٤١٩ ] ١ ـ الصدوق في المقنع : والعبد إذا ابق من مواليه ثم سرق ، لم يقطع وهو آبق لأنه مرتد عن الاسلام ، ولكن يدعى إلى الرجوع إلى مواليه ، والدخول في الاسلام ، فإن أبى أن يرجع إلى مواليه ، قطعت يده بالسرقة ثم

__________________

(١) المجادلة ٥٨ : ٢١.

٣ ـ صحيفة الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٥ ح ١٦.

٤ ـ المقنع ص ١٦٢.

الباب ٧

١ ـ المقنع ص ١٥٢.

١٧٢

قتل ، والمرتد إذا سرق بمنزلته.

٨ ـ ( باب جملة مما يثبت به الكفر والارتداد )

[ ٢٢٤٢٠ ] ١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي : عن حميد بن شعيب ، عن جابر بن يزيد ، عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : سمعته يقول : « إن عليا وابني علي ( عليهم السلام ) باب من أبواب الامن ، فمن دخل في باب علي ( عليه السلام ) كان مؤمنا ، ومن خرج منه كان كافرا ، ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه ، كان في الطائفة التي لله فيها المشيئة ».

[ ٢٢٤٢١ ] ٢ ـ وبهذا الاسناد : عن جابر قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : التاركون ولاية علي ( عليه السلام ) ، خارجون من الاسلام ، من مات منهم على ذلك ».

[ ٢٢٤٢٢ ] ٣ ـ وبهذا الاسناد : قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : التاركون لولاية علي ( عليه السلام ) ، والمنكرون لفضله ، والمضاهئون أعداءه ، خارجون من الاسلام (١) ، قال : فقالت أم سلمة : يا رسول الله ، لقد هلك المبغضون عليا ( عليه السلام ) : والتاركون لولايته ، والمنكرون لفضله ، والمضاهئون أعداءه ، وأني لأجد قلبي سليما لعلي ( عليه السلام ) ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صدقت وتحرزت ، أما ان الله لا ينظر إليهم يوم القيامة (٢) ، ولا يزكيهم ، ولا يكلمهم يوم القيامة ، ولهم عذاب أليم ».

__________________

الباب ٨

١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٦٤.

٢ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٦٠.

٣ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٦١.

(١) في المصدر زيادة : من مات منهم على ذلك.

(٢) في المصدر زيادة : ولهم عذاب اليم.

١٧٣

[ ٢٢٤٢٣ ] ٤ ـ وعن جعفر ، عن ابن الصباح ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث : « وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس عليه امام ، فميتته ميتة جاهلية ».

[ ٢٢٤٢٤ ] ٥ ـ كتاب سلام بن أبي عمرة : عن عكرمة ، عن أبي عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « صنفان من أمتي لا سهم لهما في الاسلام : مرجئ وقدري ».

[ ٢٢٤٢٥ ] ٦ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إني أخالط الناس ، فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ، فيقولون : فلان وفلان لهم أمانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق ، قال : فاستوى أبو عبد الله جالسا ، وأقبل علي كالغضبان ، ثم قال : « لا دين لمن دان بولاية امام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية امام عدل من الله » قال : قلت : لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء ، فقال : « نعم ، لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء ، ثم قال : اما تسمع لقول الله : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) (١) يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة ، لولايتهم كل امام عادل من الله ، قال الله : ( والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ) » قال : قلت : أليس الله عنى بها الكفار؟ حين قال : ( والذين كفروا ) قال : فقال : « وأي نور للكافر وهو كافر!؟ فاخرج منه إلى الظلمات ، إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الاسلام ، فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله ، خرجوا بولايتهم إياهم من نور الاسلام إلى ظلمات

١٧٤

الكفر فأوجب لهم النار مع الكفار ، فقال : ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ».

[ ٢٢٤٢٦ ] ٧ ـ وعن مهزم الأسدي ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « قال الله تبارك وتعالى : لأعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله ، وإن كانت الرعية في اعمالها برة تقية ، ولأغفرن عن كل رعية دانت بكل إمام من الله ، وإن كانت الرعية في أعمالها سيئة » قلت : فيعفو عن هؤلاء ، ويعذب هؤلاء! قال : « نعم إن الله يقول : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) (١) » ثم ذكر الحديث الأول حديث ابن أبي يعفور وزاد فيه : « فأعداء علي ( عليه السلام ) أمير المؤمنين ، هم الخالدون في النار ، وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة ، والمؤمنون بعلي ( عليه السلام ) هم الخالدون في الجنة ، وإن كانوا في أعمالهم على ضد ذلك ».

[ ٢٢٤٢٧ ] ٨ ـ وعن علي بن ميمون الصائغ أبي الأكراد عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : من ادعى إمامة من الله ليست له ، ومن جحد إماما من الله ، ومن قال : إن لفلان وفلان في الاسلام نصيبا ».

[ ٢٢٤٢٨ ] ٩ ـ وعن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : « ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم : من جحد إماما من الله ، أو ادعى إماما من غير الله ، أو زعم أن لفلان وفلان في الاسلام نصيبا ».

__________________

٧ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٣٩ ح ٤٦٢.

(١) البقرة ٢ : ٢٥٧.

٨ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٨ ح ٦٤.

٩ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٨ ح ٦٥.

١٧٥

[ ٢٢٤٢٩ ] ١٠ ـ وعن أبان بن عبد الرحمان ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « إن أدنى ما يخرج به الرجل من الاسلام ، ان يرى الرأي بخلاف الحق فيقيم عليه » الخبر.

[ ٢٢٤٣٠ ] ١١ ـ وعن جابر قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، عن قول الله : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) (١) ، قال : فقال : « هم أولياء فلان وفلان ، اتخذوهم أئمة (٢) دون الامام الذي جعله الله للناس إماما ، فلذلك قال الله تبارك وتعالى : ( ولو يرى الذين ظلموا ) الآية ، إلى قوله : ( من النار ) (٣) » قال : ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « والله ، يا جابر ، هم أئمة الظلم وأشياعهم ».

[ ٢٢٤٣١ ] ١٢ ـ وعن موسى بن بكر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « اشهد أن المرجئة على دين الذين قالوا : ( أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين ) (١) ».

[ ٢٢٤٣٢ ] ١٣ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي عن أحمد بن محمد بن عبيد الله (١) بن عياش ، عن محمد بن عمر ، عن الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي ، عن أبيه ، عن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ، قال : « قال

__________________

١٠ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٩٧ ح ٤٢.

١١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٧٢ ح ١٤٢.

(١) البقرة ٢ : ١٦٥.

(٢) في المصدر زيادة : من.

(٣) البقرة ٢ : ١٦٥ ١٦٧.

١٢ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٤ ح ٦٣.

(١) الشعراء ٢٦ : ٣٦.

١٣ ـ كنز الفوائد ص ١٥١.

(١) في المخطوط : « عبد الله » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع رجال الشيخ ص ٤٤٩ رقم ٦٤ ومعجم رجال الحديث ج ٢ ص ٢٨٨ ).

١٧٦

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس له إمام من ولدي ، مات ميتة جاهلية ، يؤخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام ».

[ ٢٢٤٣٣ ] ١٤ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص : عن عمر بن يزيد ، عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « من مات بغير إمام ، مات ميتة جاهلية ، امام حي يعرفه » قلت : لم أسمع أباك يذكر هذا ، يعني إماما حيا ، فقال : « قد والله قال ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من مات وليس له امام يسمع له ويطيع ، مات ميتة جاهلية ».

[ ٢٢٤٣٤ ] ١٥ ـ وعن أبي الجارود ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « من مات وليس عليه إمام حي ظاهر ، مات ميتة جاهلية » قال : قلت : إمام حي ، جعلت فداك! قال : « إمام حي ، إمام حي ».

[ ٢٢٤٣٥ ] ١٦ ـ وعن عبد العزيز القراطيسي ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « الأئمة بعد نبينا اثنا عشر ، نجباء مفهمون ، من نقص منهم واحدا أو زاد فيهم واحدا ، خرج من دين الله ، ولم يكن من ولايتنا على شئ ».

[ ٢٢٤٣٦ ] ١٧ ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « ان الله تبارك وتعالى جعلنا حججه على خلقه ، وأمناءه على علمه ، فمن جحدنا [ كان ] (١) بمنزلة إبليس في تعنته على الله ، حين أمره بالسجود لآدم ، ومن عرفنا واتبعنا كان بمنزلة الملائكة ، الذين أمر هم الله بالسجود لآدم فأطاعوه ».

__________________

١٤ ـ الاختصاص ص ٢٦٨.

١٥ ـ الاختصاص ص ٢٦٩.

١٦ ـ الاختصاص ص ٢٣٣.

١٧ ـ الاختصاص ص ٣٣٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

[ ٢٢٤٣٧ ] ١٨ ـ وعن عمرو بن ثابت ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، عن قول الله : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) (١) قال : فقال : « [ هم ] (٢) والله أولياء فلان وفلان وفلان ، اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما ، فذلك قول الله تعالى : ( ولو يرى الذين ظلموا إلى قوله من النار ) (٣) ». ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « هم يا جابر ، أئمة الظلمة وأشياعهم ».

[ ٢٢٤٣٨ ] ١٩ ـ البحار ، عن كتاب تقريب المعارف لأبي الصلاح الحلبي : عن أبي علي الخراساني ، عن مولى لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : كنت معه في بعض خلواته ، فقلت : ان لي عليك حقا ، ألا تخبرني عن هذين الرجلين ، عن ( فلان وفلان )؟ فقال : « كافران ، كافر من أحبهما ».

[ ٢٢٤٣٩ ] ٢٠ ـ وعن أبي حمزة الثمالي ، أنه سئل علي بن الحسين ( عليهما السلام ) من طرق مختلفة عنهما فقال : « كافران ، كافر من تولاهما ».

قال رحمه الله : وتناصر الخبر عن علي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ( عليهم السلام ) ، من طرق مختلفة أنهم قالوا : « ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ، من زعم أنه إمام وليس بامام ، و [ من ] (١) جحد إمامة امام من الله ، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا » ، ومن طرق « ان للأولين » ، ومن آخر « للأعرابيين ، في

__________________

١٨ ـ الاختصاص ص ٣٣٤.

(١) البقرة ٢ : ١٦٥.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) البقرة ٢ : ١٦٥ ١٦٧.

١٩ ـ البحار ج ٧٢ ص ١٣٧ ح ٢٥.

٢٠ ـ البحار ج ٧٢ ص ١٣٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٧٨

الاسلام نصيبا ».

إلى غير ذلك من الروايات ، عمن ذكرناه ، وعن أبنائهم ( عليهم السلام ) ، مقترنا بالمعلوم من دينهم لكل متأمل في حالهم ، أنهم يرون في المتقدمين على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ومن دان بدينهم ، أنهم كفار.

[ ٢٢٤٤٠ ] ٢١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « من شك في الله بعد ما ولد على الفطرة لم يتب أبدا ، وأروي : لا ينفع مع الشك والجحود عمل ، وأروي : من شك أو ظن ، فأقام على أحدهما حبط عمله ، وأروي : في قول الله عز وجل : ( وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين ) (١) ، قال : نزلت في الشكاك ، وأروي : في قوله : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ) (٢) قال : الشك الشاك في الآخرة ، مثل الشاك في الأولى ».

[ ٢٢٤٤١ ] ٢٢ ـ وعن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الأشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الريب كفر ».

[ ٢٢٤٤٢ ] ٢٣ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن علي بن بلال ، عن محمد بن الحسين بن حميد اللخمي (١) ، عن سليمان بن الربيع ، عن نصر بن مزاحم.

__________________

٢١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥٣.

(١) الأعراف ٧ : ١٠٢.

(٢) الانعام ٦ : ٨٢.

٢٢ ـ البحار : ٧٢ ص ١٠٣ ح ٣٢ بل عن جامع الأحاديث : ١٢.

٢٣ ـ أمالي المفيد : ص ١٠١ ح ٣.

(١) في المخطوط : « اللحمي » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تاريخ بغداد ج ٢ ص ٢٣٦ ).

١٧٩

( قال علي بن بلال : وحدثني علي بن عبد الله بن أسد الأصبهاني ، عن الثقفي ، عن نصر بن مزاحم ) (٢) ، عن يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن علي بن الحزور ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : جاء رجل إلى علي ( عليه السلام ) (٣) فقال : يا أمير المؤمنين ، هؤلاء القوم الذين نقاتلهم ، الدعوة واحدة ، والرسول واحد ، والصلاة واحدة ، والحج واحد ، فبم نسميهم؟ قال : « سمهم بما سماهم الله تعالى في كتابه » فقال : ما كل ما في كتاب الله اعلمه ، فقال : « أما سمعت الله تعالى يقول في كتابه : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ) (٤) ، فلما وقع الاختلاف كنا نحن أولى بالله عز وجل ، وبدينه ، وبالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وبالكتاب ، وبالحق ، فنحن الذين آمنوا ، وهم الذين كفروا ، وشاء الله منا قتالهم ، فقاتلناهم بمشيئته (٥) وإرادته ».

[ ٢٢٤٤٣ ] ٢٤ ـ وعن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري ، قال : حدثني عمي علي بن سليمان ، قال : حدثنا محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثني العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم الثقفي ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، يقول : « لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ، ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات الله ».

[ ٢٢٤٤٤ ] ٢٥ ـ وعن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن

__________________

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة : بالبصرة.

(٤) البقرة ٢ : ٢٥٣.

(٥) في المصدر زيادة : وأمره.

٢٤ ـ المصدر السابق ص ٣٠٨ ح ٧.

٢٥ ـ أمالي المفيد ص ٢٠٦ ح ٣٨.

١٨٠