مستدرك الوسائل - ج ١٧

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٧

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٢

جالسني في الدنيا معي يوم القيامة ، فإذا جاء الموت يطلب صاحب العلم وهو يطلب العلم مات شهيدا ، ومن أراد رضائي فليكرم صديقي » قالوا : يا رسول الله ، من صديقك؟ قال : « صديقي طالب العلم ، وهو أحب إلي من الملائكة ، ومن أكرمه فقد أكرمني ، ومن أكرمني فقد أكرم الله ، ومن أكرم الله فله الجنة ، فإنه ليس شئ أحب إلى الله عز وجل من هذا العلم ، ومذاكرة العلم ساعة أحب إلى الله عز وجل من عبادة عشرة الف سنة ، وطوبى لطالب العلم يوم القيامة ».

[ ٢١٤٠٧ ] ٥٢ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « أدلكم على الخلفاء من أمتي ، ومن أصحابي ، ومن الأنبياء قبلي ، هم حملة القرآن والأحاديث عني وعنهم (١) ، في الله ولله عز وجل ، ومن خرج يوما في طلب العلم ، فله اجر سبعين نبيا ».

[ ٢١٤٠٨ ] ٥٣ ـ وعن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من نشر علما فله مثل اجر من عمل به ».

[ ٢١٤٠٩ ] ٥٤ ـ وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « سيأتيكم أقوام من أقطار الأرض يسألونكم الحديث ، فحدثوهم ولو لله ، ولو عرفتم الله حق معرفته لزالت الجبال بدعائكم ».

[ ٢١٤١٠ ] ٥٥ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « الفقه حتم واجب على كل مسلم ، ومن عبر بحرا في طلب العلم ، أعطاه الله اجر سبعين عمرة ، ويهون عليه الموت ، والفقيه الواحد أشد على الشيطان من الف قائم والف صائم ، وعالم ينتفع بعلمه خير من الف عابد ».

__________________

٥٢ ـ المجموع الرائق ص ١٧٨.

(١) في المصدر : وهم.

٥٣ ـ المجموع الرائق ص ١٧٨ ، وفيه : عن الزهري ، عن جدي ، بدل عن ابن عباس.

٥٤ ـ المجموع الرائق ص ١٧٩.

٥٥ ـ المجموع الرائق ص ١٧٨.

٣٠١

[ ٢١٤١١ ] ٥٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « الكتب بساتين العلماء ».

قلت : المراد بالصحة في عنوان الباب هو المعنى المصطلح عند القدماء ، وهو كون الخبر يظن ويوثق بصدوره ، سواء كان سبب الوثوق القرائن الداخلية كالعدالة والوثاقة ، أو الخارجية المتعلقة بحال الراوي ، وقد صرح بصحة مضمون الباب جماعة من الأعاظم ، خصوصا بالنسبة إلى الكتب الأربعة ، منهم الشيخ الأعظم الأنصاري طاب ثراه في رسالة التعادل (١) ، كما ذكرنا كلامه وكلام غيره مع فوائد شريفة ، في الفائدة الرابعة من فوائد الخاتمة ، فلاحظ.

٩ ـ ( باب وجوب الجمع بين الأحاديث المختلفة ،

وكيفية العمل بها )

[ ٢١٤١٢ ] ١ ـ الطبرسي في الاحتجاج : عن عمر بن حنظلة ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ، فتحاكما إلى السلطان ـ إلى أن قال ـ فإن كان كل واحد اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما ، فاختلفا (١) فيما حكما ، فان الحكمين اختلفا في حديثكم ، قل : « إن الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقهها في الحديث وأورعهما ، ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر » قلت : فإنهما عدلان مرضيان عرفا بذلك ، لا يفضل أحدهما صاحبه ، قال : « ينظر الآن إلى ما كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما ، الجمع عليه بين

__________________

٥٦ ـ غرر الحكم ج ١ ص ٣٣ ح ١٠٣٤.

(١) راجع فرائد الأصول ص ٤٦٧.

الباب ٩

١ ـ الاحتجاج ص ٣٥٦.

(١) ليس في المصدر.

٣٠٢

أصحابك فيؤخذ به من حكمهما ، ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك ، فإن المجمع عليه لا ريب فيه » ـ إلى أن قال ـ قلت : فإن كان الخبران عنكم مشهورين ، قد رواهما الثقات عنكم ، قال : « ينظر ما كان حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ، ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة ».

قلت : جعلت فداك [ أرأيت ] (٢) إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة؟ ثم وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة ، والآخر يخالف ، بأيهما نأخذ من الخبرين؟ قال : « ينظر إلى ما هم إليه يميلون ، فان ما خالف العامة ففيه الرشاد » قلت : جعلت فداك ، فان وافقهم الخبران جميعا؟ قال : « انظروا إلى ما يميل إليه حكامهم وقضاتهم فاتركوه جانبا ، وخذوا بغيره » قلت : فان وافق حكامهم الخبرين جميعا؟ قال : « إذا كان كذلك فارجه وقف عنده حتى تلقى إمامك ، فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات ، والله المرشد ».

[ ٢١٤١٣ ] ٢ ـ عوالي اللآلي : روى العلامة مرفوعا إلى زرارة بن أعين ، قال : سألت الباقر ( عليه السلام ) ، فقلت : جعلت فداك ، يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان ، فبأيهما آخذ؟ فقال ( عليه السلام ) : « يا زرارة ، خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر » فقلت : يا سيدي ، انهما معا مشهوران مرويان مأثوران عنكم ، فقال ( عليه السلام ) : « خذ بقول أعدلهما عندك ، وأوثقهما في نفسك » فقلت : إنهما معا عدلان مرضيان موثقان ، فقال ( عليه السلام ) : « أنظر ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه ، وخذ بما خالفهم » قلت : ربما كانا معا موافقين لهم ، أو مخالفين ، فكيف اصنع؟ فقال : « اذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك ، واترك ما خالف الاحتياط » فقلت :

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ١٣٣ ح ٢٢٩.

٣٠٣

انهما معا موافقان للاحتياط أو مخالفان له ، فكيف اصنع؟ فقال ( عليه السلام ) : « إذن فتخير أحدهما فتأخذ به وتدع الأخير ».

وفي رواية انه ( عليه السلام ) قال : « إذن فارجه حتى تلقى امامك فتسأله »

[ ٢١٤١٤ ] ٣ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، في خطبة بمنى أو بمكة : يا أيها الناس ، ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته ، وما جاءكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله ».

[ ٢١٤١٥ ] ٤ ـ وعن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، أنه قال في حديث : « فما وافق كتاب الله فخذوا به ، وما خالف كتاب الله فدعوه ».

[ ٢١٤١٦ ] ٥ ـ وعن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « يا محمد ، ما جاءك في رواية ـ من بر أو فاجر ـ يوافق القرآن فخذ به ، وما جاءك في رواية ـ من بر أو فاجر ـ يخالف القرآن فلا تأخذ به ».

[ ٢١٤١٧ ] ٦ ـ وعن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق القرآن فهو زخرف ».

[ ٢١٤١٨ ] ٧ ـ وعن كليب الأسدي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو

__________________

٣ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٨ ح ١.

٤ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٨ ح ٢.

٥ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٨ ح ٣.

٦ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٨ ح ٤.

٧ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٩ ح ٥.

٣٠٤

زخرف (١) ».

[ ٢١٤١٩ ] ٨ ـ وعن حماد بن عثمان قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ان الأحاديث تختلف عنكم ، قال : فقال : « ان القرآن نزل على سبعة أحرف ، وأدنى ما للامام أن يفتي على سبعة وجوه ، ثم قال : ( هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب ) (١) ».

[ ٢١٤٢٠ ] ٩ ـ محمد بن الحسن الصفار في البصائر : عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن سنان ، عن موسى بن أشيم ، قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فسألته عن مسألة فأجابني ، فبينا انا جالس إذ جاءه رجل ، فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني ، ثم جاءه آخر فسأله عنها بعينها ، فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي ، ففزعت من ذلك وعظم علي ، فلما خرج القوم نظر إلي فقال : « يا بن أشيم كأنك جزعت! » قلت : جعلني الله فداك ، إنما جزعت من ثلاثة أقاويل في مسألة واحدة ، فقال : « يا ابن اشيم ، ان الله فوض إلى سليمان بن داود امر ملكه ، فقال تعالى : ( هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب ) (١) وفوض إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) أمر دينه ، فقال : ( وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (٢) وإن الله تبارك وتعالى فوض إلى الأئمة منا وإلينا ما فوض إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فلا تجزع ».

[ ٢١٤٢١ ] ١٠ ـ وعن محمد بن عيسى قال : أقرأني داود بن فرقد الفارسي

__________________

(١) في المصدر : باطل.

٨ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢١ ح ١١.

(١) سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٩ ـ بصائر الدرجات ص ٤٠٣ ح ٢.

(١) سورة ص ٣٨ : ٣٩.

(٢) الحشر ٥٩ : ٧.

١٠ ـ بصائر الدرجات ص ٥٤٤ ح ٢٦ ، وعنه في البحار ج ٢ ص ٢٤١ ح ٣٣.

٣٠٥

كتابته إلى أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) ، وجوابه بخطة ، فقال : نسألك عن العلم المنقول الينا عن آبائك وأجدادك قد اختلفوا علينا فيه ، كيف العمل به على اختلافه؟ إذا نرد (١) إليك ، فقد اختلف فيه ، فكتب وقرأته : « ما علمتم أنه قولنا فالزموه ، وما لم تعلموا فردوه الينا ».

[ ٢١٤٢٢ ] ١١ ـ الشيخ المفيد في رسالة العدد : وأما ما تعلق به من شذ من أصحابنا ، ومال إلى مذهب الغلاة وبعض الشيعة في العدد ، وعدل عن ظاهر حكم الشريعة ، من قول أبي عبد الله ( عليه السلام ) : « إذا أتاكم عنا حديثان ، فخذوا بأبعدهما من قول العامة » فإنه لم يأت بالحديث على وجهه ، والحديث المعروف ، قول أبي عبد الله ( عليه السلام ) : « إذا أتاكم عنا حديثان مختلفان ، فخذوا بما وافق منهما القرآن ، فإن لم تجدوا لهما شاهدا من القرآن ، فخذوا بالمجمع عليه ، فان المجمع عليه لا ريب فيه ، فإن كان فيه اختلاف وتساوت الأحاديث فيه ، فخذوا بأبعدهما من قول العامة ».

قال رحمه الله : والحديث في العدد يخالف القرآن ، فلا يقاس بحديث الرؤية الموافق للقرآن ، وحديث الرؤية قد أجمعت الطائفة على العمل به ـ إلى أن قال ـ وإنما المعنى في قولهم ( عليهم السلام ) : « خذوا بأبعدهما من قول العامة » يختص ما روي عنهم في مدائح أعداء الله ، والترحم على خصماء الدين ، ومخالفي الايمان ، فقالوا ( عليهم السلام ) : « إذا أتاكم عنا حديثان مختلفان ، أحدهما في قول المتقدمين على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والآخر في التبري منهم ، فخذوا بأبعدهما من قول العامة ».

لان التقية تدعوهم بالضرورة إلى مظاهرة العامة بما يذهبون إليه من أئمتهم ... الخ.

[ ٢١٤٢٣ ] ١٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « والنفساء تدع الصلاة أكثره

__________________

(١) في المخطوط : فرد ، وما أثبتناه من المصدر والبحار.

١١ ـ رسالة العدد ص ٢٥.

١٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢١.

٣٠٦

مثل أيام حيضهما ـ إلى أن قال ـ وقد روي ثمانية عشر يوما ، وروي ثلاثة وعشرون يوما ، وبأي هذه الأحاديث أخذ من جهة التسليم جاز ».

١٠ ـ ( باب عدم جواز تقليد غير المعصوم ( عليه السلام ) فيما

يقول برأيه ، وفيما لا يعمل بنص منهم ( عليهم السلام )

[ ٢١٤٢٤ ] ١ ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه تلا هذه الآية : أي ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) (١) فقال : « والله ما صاموا لهم ولا صلوا إليهم ، ولكنهم أحلوا لهم حراما فاستحلوه ، وحرموا عليهم حلالا فحرموه ».

وتقدم عنه : بإسناده عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا » (٢).

[ ٢١٤٢٥ ] ٢ ـ وعن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث : « فإذا كان كذلك اتخذ الناس رؤساء جهالا ، يفتون بالرأي ويتركون الآثار ، فيضلون ويضلون ، فعند ذلك هلكت هذه الأمة ».

[ ٢١٤٢٦ ] ٣ ـ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من دخل في هذا الدين بالرجال ، أخرجه منه الرجال ، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة ، زالت الجبال قبل أن يزول ».

__________________

الباب ١٠

١ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٢.

(١) التوبة ٩ : ٣١.

(٢) تقدم في الحديث ١١ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٦.

٣ ـ الغيبة للنعماني ص ٢٢.

٣٠٧

[ ٢١٤٢٧ ] ٤ ـ وعن سلامة (١) بن محمد ، عن أحمد بن داود ، عن علي بن الحسين بن بابويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن المفضل بن زائدة (٢) ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « من دان الله بغير سماع من عالم صادق ، ألزمه الله التيه إلى الغنا (٣) ، ومن ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه ، فهو مشرك [ به ] (٤) ، وذلك الباب هو الأمين المأمون على سر الله المكنون ».

[ ٢١٤٢٨ ] ٥ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، قال : « من اصغي إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس ».

[ ٢١٤٢٩ ] ٦ ـ الإمام أبو محمد العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : « حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبضه بقبض العلماء فإذا لم ينزل (١) عالم إلى عالم يصرف عنه طلاب حطام الدنيا وحرامها ، ويمنعون الحق أهله ويجعلونه لغير أهله ، واتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

__________________

٤ ـ الغيبة للنعماني ص ١٣٤.

(١) في المخطوط والمصدر : سلام ، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٨ ص ١٧٦ ، ورجال النجاشي ص ١٣٧ ».

(٢) في المخطوط : « زرارة » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٢٨٣ وص ٢٩١ ).

(٣) في المصدر : العناء.

(٤) أثبتناه من المصدر.

٥ ـ تحف العقول ص ٣٣٩.

٦ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٩.

(١) في المصدر : يترك.

٣٠٨

وقال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) : يا معشر شيعتنا : المنتحلين مودتنا ، إياكم وأصحاب الرأي ، فإنهم أعداء السنن ، تفلتت منهم الأحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنة ان يعوها ، فاتخذوا عباد الله خولا وماله دولا ، فذلت لهم الرقاب ، وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب ، ونازعوا الحق أهله ، وتمثلوا بالأئمة الصادقين ، وهم من الكفار الملاعين ، فسئلوا عما لا يعلمون ، فأنفوا ان يعترفوا بأنهم لا يعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم ، فضلوا وأضلوا » الخبر.

[ ٢١٤٣٠ ] ٧ ـ الصدوق في معاني الأخبار : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أبي حفص محمد بن خالد ، عن أخيه سفيان بن خالد ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « يا سفيان ، إياك والرئاسة! فما طلبها أحد إلا هلك » فقلت له : جعلت فداك [ قد ] (١) هلكنا إذا ، ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه ، فقال : « ليس حيث تذهب إليه ، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة ، فتصدقه في كل ما قال ، وتدعو الناس إلى قوله ».

[ ٢١٤٣١ ] ٨ ـ وعن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن أبي زياد ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : « كذب من زعم أنه يعرفنا وهو متمسك بعروة غيرنا ».

[ ٢١٤٣٢ ] ٩ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص : عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، أنه قال : « كل شئ لم يخرج من هذا البيت فهو باطل ».

[ ٢١٤٣٣ ] ١٠ ـ عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الإسناد : عن أحمد بن

__________________

٧ ـ معاني الأخبار ص ١٧٩ ح ١٨٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٨ ـ معاني الأخبار ص ٣٩٩ ح ٥٧.

٩ ـ الاختصاص ص ٣١.

١٠ ـ قرب الإسناد ص ١٥٣.

٣٠٩

محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن الرضا ( عليه السلام ) ـ فيما كتبه إليه ـ : « قال الله عز وجل : ( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) (١) يعني من اتخذ دينه رأيه بغير امام من أئمة الهدى » الخبر.

[ ٢١٤٣٤ ] ١١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح : عن حميد بن شعيب السبيعي ، عن جابر بن يزيد قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ( ومن أضل ممن اتبع ) (١) الآية ، قال : « يعني من اتخذ دينه رأيه ، بغير إمام من أئمة الهدى » الخبر.

[ ٢١٤٣٥ ] ١٢ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث : « وأدنى ما يصير به كافرا ، أن يدين بشئ ، فيزعم أن الله أمره به ، مما نهى الله عنه ، ثم ينصبه دينا فيتبرأ ويتولى ، ويزعم أن الله الذي أمره به » الخبر.

[ ٢١٤٣٦ ] ١٣ ـ أحمد بن محمد السياري في كتاب القراءات : عن محمد بن جمهور ، عن غيره ، يرفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، في قوله عز وجل : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) (١) قال : « من رأيتم من الشعراء! إنما عنى بهذا الفقهاء الذين يشعرون قلوب الناس الباطل ، وهم الشعراء الذين يتبعون ».

[ ٢١٤٣٧ ] ١٤ ـ عوالي اللآلي : نقلا عن الشهيد قال : قال النبي ( صلى الله

__________________

(١) القصص ٢٨ : ٥٠.

١١ ـ كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص ٦٣.

(١) القصص ٢٨ : ٥٠.

١٢ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٠١.

١٣ ـ كتاب القراءات ص ٤١.

(١) الشعراء ٢٦ : ٢٢٤.

١٤ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٨٣ ح ١٠.

٣١٠

عليه وآله ) : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا ، فهو رد ».

[ ٢١٤٣٨ ] ١٥ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إياكم وأهل الدفاتر ، ولا يغرنكم الصحفيون ».

١١ ـ ( باب وجوب الرجوع في القضاء والفتوى إلى رواة

الحديث من الشيعة ، فيما رووه عن الأئمة ( عليهم السلام ) من

أحكام الشريعة ، لا فيما يقولونه برأيهم )

[ ٢١٢٣٩ ] ١ ـ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج : عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ، فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة ، أيحل ذلك؟ قال ( عليه السلام ) : من تحاكم إليهم في حق أو باطل ، فإنما (١) تحاكم إلى الطاغوت المنهي عنه ، وما حكم له به ، فإنما يأخذ سحتا ، وإن كان حقه ثابتا له ، لأنه أخذه بحكم الطاغوت ، ومن أمر الله عز وجل أن يكفر به ، قال الله عز وجل : ( يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به ) (٢) قلت : وكيف يصنعان وقد اختلفا؟ قال : « ينظران إلى من كان منكم ، ممن قد روى حديثنا ، ونظر في حلالنا وحرامنا ، وعرف أحكامنا ، فليرضوا به حكما ، فإني قد جعلته عليكم حاكما ، فإذا حكم بحكم (٣) ولم يقبل منه ، فإنما بحكم الله استخف ، وعلينا رد ، والرد علينا كافر راد على الله ، وهو على حد (٤) الشرك بالله » الخبر.

__________________

١٥ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٧٨ ح ٦٩.

الباب ١١

١ ـ الاحتجاج ص ٣٥٥.

(١) في نسخة : فكأنما ( منه قده ).

(٢) النساء ٤ : ٦٠.

(٣) في نسخة : بحكمنا ( منه قده ).

(٤) في نسخة : حد من ( منه قده ).

٣١١

[ ١٠٤٤٠ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « من حكم بين اثنين فأخطأ في درهمين كفر ، قال الله عز وجل : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) (١) » فقال [ له ] (٢) رجل من أصحابه : يا بن رسول الله ، انه ربما كان بين الرجلين من أصحابنا المنازعة في الشئ ، فيتراضيان برجل منا ، قال : « هذا ليس من ذاك ، إنما ذاك الذي يجبر الناس على حكمه بالسيف والسوط ».

[ ٢١٤٤١ ] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال يوما لأصحابه : « إياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى أهل الجور ، ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا ، فاجعلوه بينكم ، فإني قد جعلته قاضيا ، فتحاكموا إليه ».

[ ٢١٤٤٢ ] ٤ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « ولاية أهل العدل الذين أمر الله بولايتهم وتوليتهم وقبولها والعمل لهم فرض من الله ، وطاعتهم واجبة ، ولا يحل لمن أمروه بالعمل لهم أن يتخلف عن امرهم » الخبر.

[ ٢١٤٤٣ ] ٥ ـ وعنه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال في حديث : « والفقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال : اتباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم ».

[ ٢١٤٤٤ ] ٦ ـ وعنهم ، عنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « يحمل هذا

__________________

٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٩ ح ١٨٧٩.

(١) المائدة ٥ : ٤٤.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٠ ح ١٨٨٥.

٤ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٧ ح ١٨٧٦.

٥ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٨١.

٦ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٨١.

٣١٢

العلم من كل خلف عدول ، ينفون عنه تحريف الجاهلين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الغالين ».

[ ٢١٤٤٥ ] ٧ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص : عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن زيد الشحام ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، في قول الله تعالى : ( فلينظر الانسان إلى طعامه ) (١) قال : قلت : ما طعامه؟ قال : « علمه الذي يأخذه ، ممن يأخذه؟ » ورواه البرقي في المحاسن : عن أبيه ، عمن ذكره ، عن زيد الشحام ، عنه ( عليه السلام ) ، مثله (٢).

[ ٢١٤٤٦ ] ٨ ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن الوليد ، عن علي بن المسيب ، قال : قلت : للرضا ( عليه السلام ) : شقتي بعيدة ، ولست أصل إليك في كل وقت ، فممن آخذ معالم ديني؟ فقال : « من زكريا بن آدم (٢) ، المأمون على الدين والدنيا » قال ابن المسيب (٣) : فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم ، فسألته عما احتجت إليه.

[ ٢١٤٤٧ ] ٩ ـ وعن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد الأقطع ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ،

__________________

٧ ـ الاختصاص ص ٤.

(١) عبس ٨٠ : ٢٤.

(٢) المحاسن ص ٢٢٠ ح ١٢٧.

٨ ـ الاختصاص ص ٨٧.

(١) في المخطوط : الميثم ، وما أثبتناه استظهار من المصنف ( قده ) وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٥٣ ورجال الشيخ ص ٣٨٢ ح ٢٧ ».

(٢) في المصدر زيادة : القمي.

(٣) في المخطوط : الميثم ، وما أثبتناه استظهار من المصنف ( قده ) وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٥٣ ورجال الشيخ ص ٣٨٢ ح ٢٧ ».

٩ ـ الاختصاص ص ٦٦.

٣١٣

يقول : « ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث أبي ، الا زرارة ، وأبو بصير المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية ، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا ، هؤلاء حفاظ الدين ، وامناء أبي على حلال الله وحرامه ، وهم السابقون الينا في الدنيا والآخرة ».

[ ٢١٤٤٨ ] ١٠ ـ وعن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « رحم الله زرارة بن أعين ، لولا زرارة لاندرست أحاديث أبي ».

[ ٢١٤٤٩ ] ١١ ـ وعن ابن الوليد ، عن الصفار ، وسعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن العلاء ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إني لست كل ساعة ألقاك ، ولا يمكنني القدوم ، ويجئ الرجل من أصحابنا فيسألني ، وليس عندي كلما يسألني عنه ، قال : « فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي؟ فإنه قد سمع من أبي ، وكان عنده مرضيا وجهيا ».

[ ٢١٤٥٠ ] ١٢ ـ وعن أحمد بن محمد بن يحيى ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : أقام محمد بن مسلم أربع سنين بالمدينة ، يدخل على أبي جعفر ( عليه السلام ) يسأله ، ثم كان يدخل بعده على أبي عبد الله ( عليه السلام ) يسأله ، قال ابن أبي عمير : سمعت عبد الرحمن الحجاج ، وحماد بن عثمان ، يقولان : ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم.

[ ٢١٤٥١ ] ١٣ ـ وعن جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن ياسين الضرير البصري ، عن

__________________

١٠ ـ الاختصاص ص ٦٦.

١١ ـ المصدر السابق ص ٢٠١.

١٢ ـ الاختصاص ص ٢٠٣.

١٣ ـ الاختصاص ص ٢٠١.

٣١٤

حريز ، عن محمد بن مسلم ، قال : ما شجر في قلبي شئ (١) إلا سألت عنه أبا جعفر ( عليه السلام ) ، حتى سألته عن ثلاثين الف حديث ، وسألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن ستة عشر الف حديث.

[ ٢١٤٥٢ ] ١٤ ـ أحمد بن علي النجاشي في كتاب الرجال : قال : سلامة بن محمد الأرزني : حدثنا أحمد بن علي بن ابان ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن صالح بن السندي ، عن أمية بن علي ، عن سليم بن أبي حية ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فلما أردت أن أفارقه ودعته وقلت : أحب أن تزودني ، فقال : « ائت أبان بن تغلب ، فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا ، فما روى لك فاروه عني ».

قال : وقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : « اجلس في مسجل المدينة وافت الناس ، فاني أحب أن يرى في شيعتي مثلك » (١).

[ ٢١٤٥٣ ] ١٥ ـ نهج البلاغة : قال ( عليه السلام ) ، فيما كتب إلى قثم بن عباس : « واجلس لهم العصرين (١) ، فافت للمستفتي ، وعلم الجاهل ، وذاكر العالم ».

[ ٢١٤٥٤ ] ١٦ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : من كلام الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويروى عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « اعتبروا أيها الناس بما وعظ الله به أولياءه ، من سوء ثنائه على الأحبار ، إذ يقول : ( لولا ينهاهم الربانيون

__________________

(١) في المصدر زيادة : قط.

١٤ ـ رجال النجاشي ص ١٠.

(١) نفس المصدر ص ٧.

١٥ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ١٤٠ ح ٦٧.

(١) العصران : الغداة والعشي ( لسان العرب ج ٤ ص ٥٧٦ ).

١٦ ـ تحف العقول ص ١٦٨.

٣١٥

والأحبار عن قولهم الاثم ) (١) إلى أن قال : وأنتم أعظم الناس مصيبة ، لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو كنتم تسعون ذلك ، بان مجاري الأمور والاحكام على أيدي العلماء بالله الامناء على حلاله وحرامه ، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة ، وما سلبتم ذلك الا بتفرقكم عن الحق واختلافكم في السنة ، بعد البينة الواضحة ، ولو صبرتم على الأذى وتحملتم المؤونة في ذات الله ، كانت أمور الله عليكم ترد ، وعنكم تصدر ، وإليكم ترجع » الخبر.

[ ٢١٤٥٥ ] ١٧ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (١) ، أنه قال : « الملوك حكام على الناس ، والعلماء حكام على الملوك ».

[ ٢١٤٥٦ ] ١٨ ـ الشيخ شرف الدين في تأويل الآيات : نقلا عن تفسير الثقة محمد بن العباس الماهيار ، عن أحمد بن هوذة الباهلي ، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، عن عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : « دخل الحسن البصري على محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، فقال له : يا أخا أهل البصرة ، بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت ، فان كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت ، قال : وما هي جعلت فداك؟ قال : قول الله عز وجل : ( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) (١) كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة وما بينهما؟ وربما اخذ عبد أو قتل وفاتت نفسه! ثم مكث مليا ، ثم أومأ بيده إلى صدره وقال : نحن القرى التي بارك الله فيها ـ إلى أن قال ـ

__________________

(١) المائدة ٥ : ٦٣.

١٧ ـ كنز الفوائد ص ١٩٥.

(١) في المصدر : عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ).

١٨ ـ تأويل الآيات ص ٨٥ أ.

(١) سبأ ٣٤ : ١٨.

٣١٦

قال : جعلت فداك ، فأخبرني عن القرى الظاهرة ، قال : شيعتنا ، يعني العلماء منهم قوله : ( سيروا فيها ) (٢) الآية.

[ ٢١٤٥٧ ] ١٩ ـ وروى أبو حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « آمنين من الزيغ ، أي فيما يقتبسون منهم العلم في الدين والدنيا ».

[ ٢١٤٥٨ ] ٢٠ ـ الامام الهمام أبو محمد العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : « حدثني أبي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، أنه قال : أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه ، يتم يتيم انقطع عن إمامه ، ولا يقدر على الوصول إليه ، ولا يدري حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه ، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا ، فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ، الا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا ، كان معنا في الرفيق الأعلى ».

[ ٢١٤٥٩ ] ٢١ ـ وقال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا ، فاخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم ، إلى نور العلم الذي حبوناه به ، جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج ـ إلى أن قال ـ ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله ، فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزهة الجنان ، فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا ، أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا ، أو أوضح له عن شبهة ».

[ ٢١٤٦٠ ] ٢٢ ـ قال أبو محمد العسكري ( عليه السلام ) : « حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، فقالت : إن لي والدة

__________________

(٢) سبأ ٣٤ : ١٨.

١٩ ـ تأويل الآيات ص ٨٥ ب.

٢٠ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٦ ، والاحتجاج ص ١٦.

٢١ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٦. والاحتجاج ص ١٦.

٢٢ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٦.

٣١٧

ضعيفة ، وقد لبس عليها في أمر صلاتها شئ ، وقد بعثتني إليك أسألك ، فاجابتها فاطمة ( عليها السلام ) عن ذلك ، فثنت فأجابت ، ثم ثلثت إلى أن عشرت فأجابت ، ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا أشق عليك يا ابنة رسول الله : قالت فاطمة ( عليها السلام ) : هاتي وسلي عما بدا لك ، أرأيت من اكتري يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار ، يثقل عليه؟ فقالت : لا ، فقالت : اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا ، فأحرى أن لا يثقل علي ، سمعت أبي ( صلوات الله عليه ) يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات ، على كثرة (١) علومهم ، وجدهم في ارشاد عباد الله ، حتى يخلع على الواحد منهم الف الف حلة من نور ، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : أيها الكافلون لأيتام آل محمد ( عليهم السلام ) ، الناعشون (١) لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم ، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم ، فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا ، فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام ، على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم » إلى آخره.

[ ٢١٤٦١ ] ٢٣ ـ قال ( عليه السلام ) : « قال الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فضل كافل يتيم آل محمد ( عليهم السلام ) ، المنقطع عن مواليه ، الناشب (١) في رتبة الجهل ، يخرجه من جهله ، ويوضح له ما اشتبه عليه ، على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه ، كفضل الشمس على السهى ».

[ ٢١٤٦٢ ] ٢٤ ـ قال ( عليه السلام ) : « قال الحسين (١) بن علي

__________________

(١) في نسخة : قدر.

(٢) نعش الضعيف : قواه وأقامه ، ورفعه عن مواطن الذل ( مجمع البحرين ج ٤ ص ١٥٥ ).

٢٣ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٦ والاحتجاج ص ١٦.

(١) في المصدر : التائه.

٢٤ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٧ والاحتجاج ص ١٦.

(١) في المصدر : الحسن.

٣١٨

( عليهما السلام ) : من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا (٢) باستتارنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه ، حتى أرشده وهداه ، قال الله عز وجل [ له ] (٣) : يا أيها العبد الكريم المواسي : انا أولى بالكرم منك » إلى آخره.

[ ٢١٤٦٣ ] ٢٥ ـ قال ( عليه السلام ) : « قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : أوحى الله تعالى إلى موسى : حببني إلى خلقي وحبب خلقي إلي ، قال : يا رب ، كيف افعل؟ قال : ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني ، فلئن ترد آبقا عن بابي ، أو ضالا عن فنائي ، أفضل لك من عبادة مائة سنة ، بصيام نهارها وقيام ليلها ، قال موسى ( عليه السلام ) : ومن هذا العبد الآبق منك؟ قال : العاصي التمرد ، قال : فمن الضال عن فنائك؟ قال : الجاهل بامام زمانه تعرفه ، والغائب عنه بعد ما عرفه الجاهل بشريعة دينه ، تعرفه شريعته ، وما يعبد به ربه ، ويتوصل (١) به إلى مرضاته ، قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : فأبشروا ـ [ معاشر ] (٢) علماء شيعتنا ـ بالثواب الأعظم ، والجزاء الأوفر ».

[ ٢١٤٦٤ ] ٢٦ ـ قال ( عليه السلام ) : « قال موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا ، المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا ، بتعليم ما هو محتاج إليه ، أشد على إبليس من ألف عابد ».

[ ٢١٤٦٥ ] ٢٧ ـ قال ( عليه السلام ) : « قال علي بن موسى ( عليهما السلام ) : يقال : للعابد يوم القيامة : نعم الرجل كنت همتك ذات

__________________

(٢) في نسخة : محبتنا ( منه قده ).

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٥ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٧.

(١) في المصدر : يتوسل.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٦ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٧ ، والاحتجاج ص ١٧.

٢٧ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٧ ، والاحتجاج ص ١٧.

٣١٩

نفسك ـ إلى أن قال ـ ويقال للفقيه : يا أيها الكافل لأيتام آل محمد ( عليهم السلام ) ، الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم (١) ، قف حتى تشفع لمن أخذ عنك أو تعلم منك ، فيقف فيدخل الجنة معه فئام (٢) وفئام وفئام ـ حتى قال عشرا ـ وهم الذين أخذوا عنه علومه ، وأخذوا عمن أخذ عنه ، وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة ، فانظروا كم فرق ما بين المنزلتين! ».

[ ٢١٤٦٦ ] ٢٨ ـ وعن أبيه ( عليه السلام ) (١) ، قال : « يأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة ، والأنوار تسطع من تيجانهم ـ إلى أن قال ـ فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ، ومن ظلمة الجهل أنقذوه ، ومن حيرة التيه أخرجوه ، الا تعلق بشعبة من أنوارهم » الخبر.

وروى هذه الأخبار الطبرسي في الاحتجاج : بإسناده عن أبي محمد ( عليه السلام ) (٢).

[ ٢١٤٦٧ ] ٢٩ ـ السيد فضل الله الراوندي في نوادره : باسناده المعتبر عن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الفقهاء أمناء الرسل (١) » الخبر.

[ ٢١٤٦٨ ] ٣٠ ـ العلامة الحلي في التحرير : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ».

[ ٢١٤٦٩ ] ٣١ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن النبي ( صلى

__________________

(١) في المصدر : محبيه ومواليه.

(٢) الفئام : الجماعة الكثيرة ( النهاية ج ٣ ص ٤٠٦ ).

٢٨ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ١٣٨.

(١) في المصدر : قال الحسن بن علي.

(٢) الاحتجاج ص ١٨.

٢٩ ـ نوادر الراوندي ص ٢٧.

(١) في نسخة : الرسول ( منه قده ).

٣٠ ـ تحرير الأحكام ج ١ ص ٣.

٣١ ـ كتاب الغايات ص ٨٩.

٣٢٠