مستدرك الوسائل - ج ١٧

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٧

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٦٢

٢ ـ ( باب أن المرأة لا تولى القضاء )

[ ٢١٢٢٩ ] ١ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص : عن ابن عباس ، في مسائل عبد الله بن سلام عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : فأخبرني عن آدم خلق من حواء ، أو خلقت حواء من آدم؟ قال : « بل خلقت حواء من آدم ، ولو أن آدم خلق من حواء ، لكان الطلاق بيد النساء ولم يكن بيد الرجال » قال : من كله أو من بعضه؟ قال : « بل من بعضه ، ولو خلقت حواء من كله ، لجاز القضاء في النساء كما يجوز في الرجال » الخبر.

وتقدم في أبواب مقدمات النكاح (١) في خبر : قوله تعالى لحواء لما أمر بخروجها من الجنة : الآن أخرجي من الجنة ، فقد جعلتك ناقصة العقل والدين والميراث ـ إلى أن قال ـ ولم أجعل منكن حاكما ولا أبعث منكن نبيا ، الخبر.

٣ ـ ( باب أنه لا يجوز لاحد أن يحكم إلا الامام ، أو من يروي

حكم الامام فيحكم به )

[ ٢١٢٣٠ ] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنه لما استقضى شريحا ، اشترط عليه أن لا ينفذ القضاء حتى يرفعه إليه.

[ ٢١٢٣١ ] ٢ ـ وروينا عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال لابن أبي ليلى : « أتقضي بين الناس يا عبد الرحمان؟ » قال : نعم يا بن رسول الله ،

__________________

الباب ٢

١ ـ الاختصاص ص ٥٠.

(١) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٩٤ عن كتاب تحفة الاخوان.

الباب ٣

١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٤ ح ١٨٩٨.

٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٢.

٢٤١

قال : « تنزع مالا من يد هذا فتعطيه هذا ، وتحد هذا ، وتحبس هذا ، وتنزع امرأة هذا (١) فتعطيها هذا؟ » قال : نعم ، قال : « بماذا تفعل ذلك كله؟ » قال : بكتاب الله ، قال : « أكل شئ تفعله تجده في كتاب الله؟ » قال : لا ، قال : « فما لم تجده في كتاب الله ، فمن أين تأخذه؟ » قال : من سنة (٢) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « وكل شئ تجده في كتاب والله ، وفي سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟ » قال : ( لا ، و ) (٣) ما لم أجده فيهما أخذته من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « عن أيهم تأخذ؟ » قال : عن أبي بكر وعمر وعثمان ، وعلي ( عليه السلام ) ، وطلحة والزبير ، وعدد رجالا (٤) قال : « فكل شئ تأخذه عنهم ، تجدهم قد أجمعوا عليه؟ » قال : لا ، قال : « فإذا اختلفوا فبقول من تأخذ منهم؟ » قال : بقول من رأيت أن آخذ منهم أخذت ، قال : « ولا تبالي أن تخالف الباقين؟ » قال : لا ، قال : فهل تخالف عليا ( عليه السلام ) فيما بلغك أنه قضى به؟ » قال : ربما خالفته إلى غيره منهم ، فسكت أبو عبد الله ( عليه السلام ) ساعة ينكت في الأرض ، ثم رفع رأسه فقال : « يا عبد الرحمان ، فما تقول يوم القيامة إذا أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيدك ، وأوقفك بين يدي الله ، وقال : أي رب ، إن هذا بلغه عني قول فخالفه؟ » قال : وأين (٥) خالفت قوله ، يا ابن رسول الله؟ قال : « ألم يبلغك قوله ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : أقضاكم علي ( عليه السلام؟ » قال : نعم ، قال : « فإذا خالفت قوله ، ألم تخالف قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله؟ » فاصفر وجه ابن أبي ليلى حتى عاد كالأترجة ، ولم يحر جوابا.

__________________

(١) في المصدر : من يد هذا.

(٢) في المصدر : فاخذه عن.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) في المصدر : وعد أصحاب رسول الله.

(٥) في نسخة : وأنى ( منه قده ).

٢٤٢

[ ٢١٢٣٢ ] ٣ ـ وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إلى نفسه ، أو يقول : انا رئيسكم ، فليتبوء مقعده من النار ، ان الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها ».

[ ٢١٢٣٣ ] ٤ ـ عوالي اللآلي : روي ابن عباس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين » ( فقيل : يا رسول الله ، وما الذبح؟ قال : « نار جهنم ) (١) ».

٤ ـ ( باب عدم جواز القضاء والافتاء بغير علم بورود الحكم

عن المعصومين ( عليهم السلام ) )

[ ٢١٢٣٤ ] ١ ـ السيد فضل الله الراوندي في نوادره : عن الشهيد أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني ، عن أبي عبد الله محمد بن الحسن التميمي ، عن سهل بن أحمد الديباجي ، عن محمد بن محمد بن الأشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، عن أبيه إسماعيل بن موسى ، عن أبيه موسى ، عن جده جعفر بن محمد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض ».

[ ٢١٢٣٥ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، مثله.

__________________

٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٨.

٤ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ٣٤٢.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ٤

١ ـ نوادر الراوندي ص ٢٧.

٢ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٧.

٢٤٣

وعن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، قال : « من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض (١) ولحقه وزر من عمل بفتياه ».

[ ٢١٢٣٦ ] ٣ ـ وعنهم ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « أربعة تلزم كل ذي عقل وحجى من أمتي ، قيل : يا رسول الله ، وما هي؟ قال : استماع العلم ، حفظه ، والعمل به ، ونشره ».

[ ٢١٢٣٧ ] ٤ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « طلب العلم فريضة على كل مسلم ».

وعن علي ( عليه السلام ) ، مثله.

[ ٢١٢٣٨ ] ٥ ـ وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار » الخبر.

[ ٢١٢٣٩ ] ٦ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « منزلة أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، تعلموا من عالم أهل بيتي ، ومن تعلم من عالم أهل بيتي نجا ».

[ ٢١٢٤٠ ] ٧ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « كل حاكم يحكم بغير قولنا ـ أهل البيت ـ فهو طاغوت ، وقرأ ( يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) (١) الآية ، ثم قال : قد والله فعلوا ، وتحاكموا إلى

__________________

(١) في المصدر زيادة : وملائكة الرحمة وملائكة العذاب.

٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٧٩.

٤ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٣.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٨٣.

٥ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٠.

٦ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٠.

٧ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٠ ح ١٨٨٣.

(١) النساء ٤ : ٦٠

٢٤٤

الطاغوت ، وأضلهم الشيطان ضلالا بعيدا ، فلم ينج من هذه الآية الا نحن وشيعتنا ، وقد هلك غيرهم ، فمن لم يعرف حقهم فعليه لعنة الله ».

[ ٢١٢٤١ ] ٨ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال لبعض أصحابه : « إياك وخصلتين مهلكتين : تفتي الناس برأيك ، وتدين بما لا تعلم ».

[ ٢١٢٤٢ ] ٩ ـ وعن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال : « القضاة ثلاثة : واحد في الجنة واثنان في النار ، رجل جار متعمدا فذلك في النار ، ورجل الخطأ في القضاء فذلك في النار ، ورجل عمل بالحق فذلك في الجنة ».

[ ٢١٢٤٣ ] ١٠ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من حكم في قيمة عشرة دراهم فأخطأ حكم الله ، جاء يوم القيامة مغلولة يده ، ومن أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء وملائكة الأرض ».

[ ٢١٢٤٤ ] ١١ ـ وروينا : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا ».

[ ٢١٢٤٥ ] ١٢ ـ وعن علي ( عليه السلام ) : انه كتب إلى رفاعة لما استقضاه على الأهواز كتابا فيه : « ذر المطامع ، وخالف الهوى ـ إلى أن قال ـ العلم ثلاثة : آية محكمة ، وسنة متبعة ، وفريضة عادلة ، وملاكهن أمرنا ».

[ ٢١٢٤٦ ] ١٣ ـ وروينا عن ابن أذينة ـ وكان من أصحاب أبي عبد الله

__________________

٨ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٤.

٩ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣١ ح ١٨٨٩.

١٠ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٨ ح ١٨٧٧.

١١ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٦.

١٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٤.

١٣ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٢.

٢٤٥

جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ـ قال : دخلت يوما على عبد الرحمن بن أبي ليلى (١) وهو قاض ، فقلت أردت ـ أصلحك الله ـ أسألك عن مسائل ، وأنا يومئذ حديث السن ، فقال : سل يا بن أخي ، فقلت : أخبرني عنكم ـ معاشر القضاة ـ ترد عليكم القضية في المال والفرج والدم ، فتقضي فيها أنت برأيك ، ثم ترد تلك القضية على قاضي مكة فيقضي فيها بخلاف قضيتك ، وترد على قاضي البصرة ، وقاضي اليمن ، وقاضي المدينة ، فيقضون فيها بخلاف ذلك ، ثم تجتمعون عند خليفتكم الذي استقضاكم ، فتخبرونه باختلاف قضاياكم ، فيصوب رأي كل واحد منكم ، [ وإلهكم واحد ] (٢) ونبيكم واحد ودينكم واحد ، فأمركم الله باختلاف فأطعتموه؟ أم نهاكم عنه فعصيتموه؟ أم كنتم شركاء الله في حكمه ، فلكم أن تقولوا وعليه أن يرضى؟ أم أنزل دينا ناقصا فاستعان بكم في إتمامه؟ أم أنزله تاما فقصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن أدائه؟ ماذا تقولون؟!.

فقال : من أين أنت يا بني؟ قلت : من أهل البصرة ، قال : من أيها؟ قلت : من عبد القيس ، قال : من أيهم؟ قلت : من بني أذينة ، قال : ما قرابتك من عبد الرحمان بن أذينة؟ قلت : هو جدي ، فرحب بي وقربني ، وقال : يا بن أخي لقد سألت فغلظت ، وانهمكت فتعرضت ، وسأخبرك إن شاء الله.

أما قولك باختلاف القضايا ، فإنه ما (٣) ورد علينا من أمر القضايا مما له في كتاب الله خبر ، أو في سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أصل ، فليس لنا أن نعدو الكتاب والسنة ، وأما ما ورد علينا مما ليس في كتاب الله ولا في سنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنا نأخذ فيه برأينا ،

__________________

(١) في المصدر زيادة : بالكوفة.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في نسخة : إذا.

٢٤٦

قلت : ما صنعت شيئا؟ قال الله عز وجل : ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) (٤) وقال ( تبيانا لكل شئ ) (٥) أرأيت لو أن رجلا عمل بما أمره الله به وانتهى عما نهاه الله عنه ، أبقي عليه شئ يعذبه الله عليه إن لم يفعله أو يثيبه عليه إن فعله؟ قال : وكيف يثيبه على ما لم يأمره [ به ] (٦) أو يعاقبه على ما لم ينهه عنه؟ قلت : وكيف يرد عليك من الاحكام ما ليس له في كتاب الله أثر ، ولا في سنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) خبر؟ قال : أخبرك يا بن أخي ، حدثنا بعض أصحابنا يرفع الحديث إلى عمر بن الخطاب ، أنه قال : قضى قضية بين رجلين ، فقال [ له ] (٧) أدنى القوم إليه مجلسا : أصبت يا أمير المؤمنين ، فعلاه عمر بالدرة وقال : ثكلتك أمك ، والله ما يدري عمر أصاب أم أخطأ ، إنما هو رأي اجتهدته ، فلا تزكونا في وجوهنا.

قلت : أفلا أحدثك حدثنا؟ قال : وما هو؟ قلت : أخبرني أبي عن أبي القاسم العبدي ، عن أبان ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أنه قال : « القضاة ثلاثة : هالكان وناج ، فأما الهالكان فجائر جار متعمدا ، ومجتهد أخطأ ، والناجي من عمل بما أمره الله به » فهذا نقض حديثك يا عم ، قال : أجل والله يا بن أخي ، فتقول أنت : إن كل شئ في كتاب الله ، قلت : الله قال ذلك ، وما من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي إلا هو في كتاب الله عز وجل ، عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله ، ولقد أخبرنا الله عز وجل فيه بما لا يحتاج إليه [ فكيف بما نحتاج إليه ] (٨) ، قال : وما هو؟ قلت : قوله : ( فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها ) (٩) قال : فعند من يوجد علم ذلك؟ قلت : عند من عرفت ، قال : وددت أني عرفته فأغسل قدميه

__________________

(٤) الانعام ٦ : ٣٨.

(٥) النحل ١٦ : ٨٩.

(٦) أثبتناه من المصدر.

(٧) أثبتناه من المصدر.

(٨) أثبتناه من المصدر.

(٩) الكهف ١٨ : ٤٢.

٢٤٧

وأخدمه وأتعلم منه.

قلت : أناشدك الله ، هل تعلم رجلا كان إذا سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعطاه ، وإذا سكت عنه ابتدأه؟ قال : نعم ، ذاك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قلت : فهل علمت أن عليا ( عليه السلام ) سأل أحدا بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن حلال وحرام؟ قال : لا ، قلت : فهل علمت أنهم كانوا يحتاجون إليه ويأخذون عنه؟ قال : نعم ، قلت : فذلك عنده ، قال : فقد مضى ، فأين لنا به؟ قلت : تسأل في ولده ، فإن ذلك العلم فيهم وعندهم ، قال : وكيف لي بهم؟ قلت : أرأيت قوما كانوا في مفازة من الأرض ومعهم أدلاء ، فوثبوا عليهم فقتلوا بعضهم وأخافوا بعضهم فهرب (١٠) ، واستتر من بقي منهم لخوفه ، فلم يجدوا من يدلهم فتاهوا في تلك المفازة حتى هلكوا ، ما تقول فيهم؟ قال : إلى النار ، واصفر وجهه ، وكانت في يده سفرجلة فضرب بها الأرض فتهشمت ، وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون.

[ ٢١٢٤٧ ] ١٤ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من أفتى الناس بغير علم ، كان ما يفسده أكثر مما يصلحه ».

[ ٢١٢٤٨ ] ١٥ ـ وعن أبي أمامة الباهلي : ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، وقبل أن يجمع » وجمع بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام .... الخبر.

[ ٢١٢٤٩ ] ١٦ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « العلم مخزون عند أهله ، وقد أمرتم بطلبه منهم ».

__________________

(١٠) في المخطوط : فهربوا ، وما أثبتناه من المصدر.

١٤ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦٥ ح ٢٢.

١٥ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ٨١ ح ٢.

١٦ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦١ ح ٨.

٢٤٨

[ ٢١٢٥٠ ] ١٧ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ».

[ ٢١٢٥١ ] ١٨ ـ الإمام العسكري ( عليه السلام ) في تفسيره : « عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، أنه قال في حديث : ثم أنتم معاشر الشيعة العلماء بعلمنا ، تالون مقرونون بنا وبملائكة الله المقربين ، شهداء لله بتوحيده وعدله وكرمه وجوده ، قاطعون لمعاذير المعاندين من إمائه وعبيده ، فنعم الرأي لأنفسكم رأيتم ، ونعم الحظ الجزيل اخترتم ، وبأشرف السعادة سعدتم ، حين بمحمد وآله الطيبين ( عليهم السلام ) قرنتم » الخبر.

[ ٢١٢٥٢ ] ١٩ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : « عليكم بطلب العلم فان طلبه فريضة » الخبر.

[ ٢١٢٥٣ ] ٢٠ ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط : عن خالد بن راشد ، عن مولى لعبيدة السلماني ، قال سمعت عبيدة يقول : خطبنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، على منبر له من لبن ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « يا أيها الناس اتقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون » الخبر.

[ ٢١٢٥٤ ] ٢١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يعذب اللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح ، فيقول : أي رب ، عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من

__________________

١٧ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٧٠ ح ٣٦.

١٨ ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) ص ٢٦٣.

١٩ ـ كنز الفوائد ص ١٤٧.

٢٠ ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٨.

٢١ ـ الجعفريات ص ١٤٧.

٢٤٩

الجوارح ، قال : فيقال له : خرجت منك كلمة بلغت مشارق الأرض ومغاربها ، فسفك بها الدم الحرام ، وأخذ بها المال الحرام ، وانتهك بما الفرج الحرام ، فوعزتي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به شيئا من جوارحك ».

[ ٢١٢٥٥ ] ٢٢ ـ الشهيد الثاني في منية المريد : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من أفتى بفتيا من غير تثبت ـ وفي لفظ : بغير علم ـ فإنما إثمه على من أفتاه ».

[ ٢١٢٥٦ ] ٢٣ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « من له أدب فعليه أن يتثبت فيما يعلم ، ومن الورع أن لا يقول ما لا يعلم ».

[ ٢١٢٥٧ ] ٢٤ ـ كمال الدين بن ميثم في شرح النهج : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال لبعض أصحابه : « كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس ، خرجت (١) عهودهم وأماناتهم ، وصاروا هكذا » وشبك بين أصابعه ، قال : فقلت مرني يا رسول الله ، فقال : « خذ ما تعرف ودع ما لا تعرف ، وعليك بخويصة (٢) نفسك ».

٥ ـ ( باب تحريم الحكم بغير الكتاب والسنة ،

ووجوب نقض الحكم مع ظهور الخطأ )

[ ٢١٢٥٨ ] ١ ـ العياشي في تفسيره : عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي

__________________

٢٢ ـ منية المريد ص ١٣٧.

٢٣ ـ لب اللباب : مخطوط.

٢٤ ـ شرح نهج البلاغة ج ٥ ص ١٠.

(١) الظاهر أن صحتها : مرجت ، ومرجت اليهود : اضطربت وقل الوفاء بها ( لسان العرب ج ٢ ص ٣٦٥ ).

(٢) في المصدر : بحويضة.

الباب ٥

١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٢٣ ح ١٢٠.

٢٥٠

عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من حكم في درهمين بحكم جور ثم جبر (١) عليه ، كان من أهل هذه الآية : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) (٢) » فقلت : يا بن رسول الله ، وكيف يجبر (٣) عليه؟ قال : « يكون له سوط وسجن ، فيحكم عليه فإن رضي بحكومته وإلا ضربه بسوطه وحبسه في سجنه ».

[ ٢١٢٥٩ ] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « الحكم حكمان : حكم الله عز وجل ، وحكم الجاهلية ».

[ ٢١٢٦٠ ] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من حكم بين اثنين فأخطأ في درهمين كفر ، قال الله عز وجل : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) (١) » فقال له رجل من أصحابه : يا بن رسول الله ، انه ربما كان بين الرجلين من أصحابنا المنازعة في شئ فيتراضيان برجل منا ، قال : « هذا ليس من ذلك ، إنما ذاك الذي يجبر الناس على حكمه بالسيف والسوط ».

[ ٢١٢٦١ ] ٤ ـ وعن علي ( عليه السلام ) : أنه خطب الناس بالكوفة ، فقال في خطبته : « إن مثل معاوية لا يجوز أن يكون أمينا على الدماء والاحكام والفروج والمغانم والصدقة ، المتهم في نفسه ودينه ، المجرب بالخيانة للأمانة ، الناقض للسنة ، المستأصل للذمة ، التارك للكتاب ، اللعين ابن اللعين ، لعنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عشرة مواطن ، ولعن أباه وأخاه ، ولا

__________________

(١) في المخطوط : كبر ، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) المائدة ٥ : ٤٤.

(٣) في المخطوط : يحكم ، وما أثبتناه من المصدر.

٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٩ ح ١٨٧٨.

٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٩ ح ١٨٧٩.

(١) المائدة ٥ : ٤٤.

٤ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣١ ح ١٨٨٦.

٢٥١

ينبغي أن يكون على المسلمين الحريص ، فيكون في أموالهم نهمته (١) ، ولا الجاهل فيهلكهم بجهله » الخبر.

[ ٢١٢٦٢ ] ٥ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : أنه سئل عما يقضي به القاضي ، قال : « بالكتاب » قيل : فما لم يكن في الكتاب ، قال : « بالسنة » قيل : فما لم يكن في الكتاب ولا في السنة ، قال : « ليس من شئ هو من دين الله ، إلا وهو في الكتاب والسنة ، قد أكمل الله الدين ، فقال جل ذكره : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) (١) ثم قال ( عليه السلام ) : يوفق الله ويسدد لذلك من شاء من خلقه ، وليس كما تظنون ».

[ ٢١٢٦٣ ] ٦ ـ كتاب درست بن أبي منصور : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، أنه قال في حديث : « أما والله لو ابتليتم في أنفسكم وأموالكم وأولادكم ، لعلمتم أن الحاكم بغير ما أنزل الله بمنزلة سوء » الخبر.

[ ٢١٢٦٤ ] ٧ ـ كتاب مثنى بن الوليد الحناط : عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « من ولى درهمين فلم يحكم بما انزل الله ، فقد كفر بما أنزل الله ».

٦ ـ ( باب عدم جواز القضاء والحكم بالرأي والاجتهاد والمقاييس

ونحوها من الاستنباطات الظنية في نفس الأحكام الشرعية )

[ ٢١٢٦٥ ] ١ ـ دعائم الاسلام : روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد

__________________

(١) النهمة : إفراط الشهوة في الطعام ، وإن لا يمل من الأكل ولا يشبع ( مجمع البحرين ج ٦ ص ١٨٢ ).

٥ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٥ ص ١٩٠٠.

(١) المائدة ٥ : ٣.

٦ ـ كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٦.

٧ ـ كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٤.

الباب ٦

١ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩١.

٢٥٢

( عليهما السلام ) ، أنه قال لأبي حنيفة : « يا نعمان ، ما الذي تعتمد عليه فيما لا (١) تجد فيه نصا من كتاب الله ، ولا خيرا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )؟ » قال : أقيسه على ما وجدت من ذلك ، قال له : « إن أول من قاس إبليس فأخطأ ، إذ أمره الله بالسجود لآدم فقال : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) (٢) فرأى أن النار أشرف عنصرا من الطين ، فخلده ذلك في العذاب المهين ، أي نعمان ، أيهما أطهر المني أو البول؟ » فقال : المني ، قال : « فان الله قد جعل في البول الوضوء ، وفي المني الغسل ، ولو كان على القياس ، لكان الغسل في (٣) البول ، وأيهما أعظم عند الله ، الزنى أم قتل النفس؟ » قال : قتل النفس ، قال : « فقد جعل الله في قتل النفس شاهدين ، وفي الزنى أربعة ، ولو كان بالقياس لكان الأربعة [ الشهداء ] (٤) في القتل [ لأنه أعظم ] (٥) : وأيهما أعظم عند الله ، الصلاة أم الصوم؟ » قال : الصلاة ، قال : « فقد أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ، ولو كان على القياس لكان الواجب أن تقضي الصلاة ، فاتق الله يا نعمان ولا تقس ، فانا نقف غدا نحن وأنت ومن خالفنا بين يدي الله ، فيسألنا عن قولنا ويسألكم (٦) عن قولكم (٧) ، فنقول نحن : قلنا : قال الله وقال رسوله ، وتقول أنت وأصحابك : رأينا وقسنا ، فيفعل الله بنا وبكم ما يشاء ».

[ ٢١٢٦٦ ] ٢ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « نهى رسول

__________________

(١) في نسخة : لم ( منه قده ).

(٢) الأعراف ٧ : ١٢.

(٣) في المخطوط : على ، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) أثبتناه من المصدر.

(٦) في المخطوط : ويسألهم وما أثبتناه من المصدر.

(٧) في المخطوط : قولهم وما أثبتناه من المصدر.

٢ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٥ ح ١٩٠١.

٢٥٣

الله ( صلى الله عليه وآله ) عن الحكم بالرأي والقياس ، وقال : [ إن ] (١) أول من قاس إبليس ، ومن حكم في شئ من دين الله برأيه ، خرج من دين الله ».

[ ٢١٢٦٧ ] ٣ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) أنه ذكر له عن عبيدة السلماني ، أنه روى عن علي ( عليه السلام ) ، بيع أمهات الأولاد ، وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « كذبوا على عبيدة ـ أو كذب عبيدة على علي ( عليه السلام ) ـ إنما أراد القوم أن ينسبوا إليه الحكم بالقياس ، ولا يثبت لهم هذا أبدا إنما نحن أفراخ علي ( عليه السلام ) ، فما حدثناكم به عن علي ( عليه السلام ) فهو قوله ، وما أنكرناه فهو افتراء عليه ، ونحن نعلم أن القياس ليس من دين علي ( عليه السلام ) وإنما يقيس من لا يعلم الكتاب ولا السنة ، فلا تضلنكم روايتهم ، فإنهم لا يدعون أن يضلوا ، ولا يسركم ان تلقوا منهم مثل يغوث ويعوق ونسر ، الذين ذكرهم الله عز وجل انهم أضلوا كثيرا الا لقيتموهم ».

[ ٢١٢٦٨ ] ٤ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « لا يجوز لاحد أن يقول في دين الله برأيه ، أو يأخذ فيه بقياسه ، ويح أصحاب الكلام يقولون هذا ، ينقاس وهذا لا ينقاس ، إن أول من قاس إبليس لعنه الله ، حين قال : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) (١) فرأى في نفسه وقال بشركه : إن النار أعظم قدرا من الطين ، ففتح له القياس أن لا يسجد الأعظم للأدنى ، فلعن من أجل ذلك وصير شيطانا مريدا ، ولو جاز القياس لكان كل قائس مخطئ في سعة ، إذ القياس مما يتم به الدين فلا حرج على أهل القياس ، وإن أمر بني إسرائيل لم يزل معتدلا حتى نشأ المولدون ـ أبناء سبايا الأمم ـ فاخذوا بالرأي والقياس ، وتركوا سنن الأنبياء

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٢.

٤ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٣.

(١) الأعراف ٧ : ١٢.

٢٥٤

( عليهم السلام ) ، فضلوا وأضلوا ».

[ ٢١٢٦٩ ] ٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال لبعض أصحابه في حديث : « إن أول من قاس إبليس ، وإن أول ما سن لهذه الأمة القياس المعروف ».

[ ٢١٢٧٠ ] ٦ ـ وعن علي ( عليه السلام ) ، أنه خطب الناس فقال : « أما بعد ، فذمتي رهينة وأنا به زعيم ، لا يهيج (١) على التقوى زرع قوم ، ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل ، وان الحق والخير فيمن عرف قدره ، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره ، وان أبغض الخلق إلى الله تبارك وتعالى رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه ، جائر عن قصد السبيل ، مشعوف (٢) ببدعة ، قد لهج فيها بالصوم والصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن بعبادته ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به من بعده ، حمال خطايا غيره ممن أضل بخطيئته.

ورجل قمش (٣) جهلا في أوباش الناس ، غار بأغباش (٤) الفتنة ، قد سماه الناس عالما ، ولم يغن في العلم يوما سالما ، بكر فاستكثر ما قل منه خير مما كثر ، حتى ارتوى من آجن (٥) ، وجمع من غير طائل ، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص (٦) ما اشتبه على غيره ، ان خالف قاضيا سبقه لم يأمن

__________________

٥ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٤.

٦ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٧.

(١) هاج الزرع : يبس واصفر ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٣٣٧ ).

(٢) الشعف : شدة الحب ، وأن يبلغ إلى أن يذهب بالقلب ، وهو شبه الجنون ( لسان العرب ج ٩ ص ١٧٨ ).

(٣) القمش : جمع الشئ من ها هنا وها هنا ، ويقال للردئ من كل شئ ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٣٨ ).

(٤) أغباش : جمع غبش وهو شدة الظلمة أو ظلمة آخر الليل ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٢٢ ).

(٥) الآجن : الماء المتغير الطعم واللون ( لسان العرب ج ١٣ ص ٨ ).

(٦) في نسخة : لتلخيص.

٢٥٥

في حكمه ، وإن نزلت به إحدى المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه ، ثم قطع [ به ] (٧) ، فهو على لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ (٨) ، لا يحسب العلم في شئ مما أنكره ، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا ، إن قاس شيئا بشئ لم يكذب نظره ، وإن أظلم عليه أمر اكتتم ( به لما ) (٩) يعلم من جهله ، لئلا يقال : لا يعلم ، ثم جسر فأمضى ، فهو مفتاح عشوات ، ركاب شهوات ، خباط جهالات ، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ، ولا يعض بضرس قاطع في العلم فيغنم ، يذرو الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكي منه المواريث ، وتصرخ منه الدماء ، وتحرم بقضائه الفروج الحلال ، وتحلل الفروج الحرام ، لا ملي ـ والله ـ باصدار ما ورد عليه ، ولا هو أهل لما فوض إليه.

عباد الله ، أبصروا عيب معادن الجور ، وعليكم بطاعة من لا تعذرون بجهالته ، فان العلم الذي نزل به آدم ( عليه السلام ) وجميع ما فضل (١٠) به النبيون في ، خاتم النبيين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وفي عترته الطاهرين ( عليهم السلام ) ، فأين يتاه بكم!؟ أين تذهبون!؟ ».

[ ٢١٢٧١ ] ٧ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب ، وبرهة بالسنة ، وبرهة بالقياس ، فإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا ».

[ ٢١٢٧٢ ] ٨ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إياكم وأصحاب الرأي ،

__________________

(٧) أثبتناه من المصدر.

(٨) في المصدر زيادة : « ان أصاب خاف أن يكون قد أخطأ ، وان أخطأ رجا أن يكون قد أصاب ».

(٩) في المخطوط : بما لا ، وما أثبتناه من المصدر.

(١٠) في المخطوط : فضلت ، وما أثبتناه من المصدر.

٧ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦٤ ح ١٨.

٨ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٦٥ ح ٢١.

٢٥٦

فإنهم أعيتهم السنن أن يحفظوها ، فقالوا في الحلال والحرام برأيهم ، فأحلوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله ، فضلوا وأضلوا ».

[ ٢١٢٧٣ ] ٩ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك ، ومن أفتى الناس ، وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه ، فقد هلك وأهلك ».

[ ٢١٢٧٤ ] ١٠ ـ أبو الفتوح الكراجكي في كنز الفوائد : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي ، قوم يقيسون الأمور برأيهم ، فيحرمون الحلال ويحللون الحرام ».

[ ٢١٢٧٥ ] ١١ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، قال : « إياكم والقياس في الاحكام ، فإنه أول من قاس إبليس ».

[ ٢١٢٧٦ ] ١٢ ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « إياكم وتقحم المهالك باتباع الهوى والمقاييس ، قد جعل الله للقرآن أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق ، لا علم إلا ما أمروا به ، قال الله تعالى : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) (١) إيانا عنى ».

[ ٢١٢٧٧ ] ١٣ ـ وروي عن سلمان ـ رحمة الله عليه ـ أنه قال : ما هلكت أمة حتى قاست في دينها.

[ ٢١٢٧٨ ] ١٤ ـ أبو عمرو الكشي في رجاله : عن محمد بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبد الله المسمعي ، عن علي بن أسباط ، عن

__________________

٩ ـ عوالي اللآلي ج ٤ ص ٧٥ ح ٦٠.

١٠ ـ كنز الفوائد ص ٢٩٧.

١١ ـ كنز الفوائد ص ٢٩٧.

١٢ ـ كنز الفوائد ص ٢٩٧.

(١) النحل ١٦ : ٤٣.

١٣ ـ كنز الفوائد ص ٢٩٧.

١٤ ـ رجال الكشي ج ١ ص ٣٩٨ ح ٢٨٧.

٢٥٧

محمد بن سنان ، عن داود بن سرحان ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « اني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله ، وأنهاه عن القياس ، فيخرج من عندي فيؤول حديثي على غير تأويله » الخبر.

[ ٢١٢٧٩ ] ١٥ ـ محمد بن الحسن الصفار في البصائر : عن أحمد بن محمد ، عن أبيه محمد بن خالد البرقي ، عن صفوان ، عن سعيد الأعرج ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إن من عندنا ممن يتفقه يقولون : يرد علينا ما لا نعرفه في كتاب الله ولا في السنة ، نقول فيه برأينا ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « كذبوا ، ليس شئ الا جاء في الكتاب ، وجاءت فيه السنة ».

ورواه الشيخ المفيد في الإختصاص : بهذا السند ، مثله (١).

[ ٢١٢٨٠ ] ١٦ ـ وعن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي المغرا ، عن سماعة ، عن العبد الصالح ( عليه السلام ) ، قال : سألته فقلت : ان أناسا من أصحابنا قد لقوا أباك وجدك وسمعوا منهما الحديث ، فربما كان الشئ يبتلى به بعض أصحابنا ، وليس عندهم في ذلك شئ بعينه ، وعندهم ما يشبهه ، يسعهم أن يأخذوا بالقياس؟ فقال : « لا ، إنما هلك من كان قبلكم بالقياس » الخبر.

ورواه المفيد في الإختصاص : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن فضال ، مثله (١).

[ ٢١٢٨١ ] ١٧ ـ وعن السندي بن محمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن

__________________

١٥ ـ بصائر الدرجات ص ٣٢١ ح ٢.

(١) الاختصاص ص ٢٨١.

١٦ ـ بصائر الدرجات ص ٣٢٢ ح ٣.

(١) الاختصاص ص ٢٨١.

١٧ ـ بصائر الدرجات ص ٣٢٢ ح ٤.

٢٥٨

محمد بن حكيم ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : تفقهنا في الدين وروينا ، وربما ورد علينا رجل قد ابتلي بشئ صغير ، الذي ما عندنا فيه بعينه شئ ، وعندنا ما هو يشبه مثله ، أفنفتيه (١)؟ قال : « لا ، وما لكم والقياس في ذلك! هلك من هلك بالقياس » قال : قلت : أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما يكتفون به؟ قال : « أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما استغنوا به في عهده ، وبما يكتفون به من بعده إلى يوم القيامة » قال : قلت : ضاع منه شئ؟ قال : « لا ، هو عند أهله ».

ورواه المفيد في الإختصاص : مثله سندا ومتنا ، وليس فيه قوله : « بالقياس » (٢).

[ ٢١٢٨٢ ] ١٨ ـ وعن إسماعيل بن مهران ، عن ابن عميرة ، عن أبي المغرا ، عن سماعة ، قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : إن عندنا من قد أدرك أباك وجدك ، وان الرجل يبتلى بالشئ لا يكون عندنا فيه شئ ، فيقيس؟ فقال : « إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا ».

ورواه البرقي في المحاسن : عن إسماعيل بن مهران ، مثله (١).

[ ٢١٢٨٣ ] ١٩ ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن القاسم بن سليمان ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، في قول الله عز وجل : ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) (١) : « يعني من يتخذ دينه رأيه بغير امام هدى من أئمة الهدى ».

[ ٢١٢٨٤ ] ٢٠ ـ وعن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي

__________________

(١) في نسخة : أفنقيسه ( منه قده ).

(٢) الاختصاص ص ٢٨٢.

١٨ ـ بصائر الدرجات.

(١) المحاسن ص ٢١٢ ، وعنه في البحار ج ٢ ص ٣٠٥ ح ٥٠.

١٩ ـ بصائر الدرجات ص ٣٣ ح ١.

(١) القصص ٢٨ : ٥٠.

٢٠ ـ بصائر الدرجات ص ٣٣ ح ٢.

٢٥٩

نصر ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، في قول الله عز وجل : ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) (١) : « يعني من اتخذ دينه رأيه بغير هدى (٢) من أئمة الهدى ».

[ ٢١٢٨٥ ] ٢١ ـ وعن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن حكيم ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، قال : « إنما هلك من كان قبلكم بالقياس ، وان الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيه حتى أكمله جميع دينه في حلاله وحرامه ، فجاءكم بما تحتاجون إليه في حياته ، وتستغنون به وبأهل بيته بعد موته ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) ـ ثم قال : إن أبا حنيفة ممن يقول : قال علي ( عليه السلام ) وقلت أنا ».

[ ٢١٢٨٦ ] ٢٢ ـ وعن عبد الله بن محمد ، عن محمد بن الحسين (١) ، عن الحجال ، عن غالب النحوي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، في قول الله تعالى : ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) (٢) قال : « اتخذ رأيه دينا ».

[ ٢١٢٨٧ ] ٢٣ ـ الصدوق في التوحيد : عن محمد بن إبراهيم الطالقاني ، عن

__________________

(١) القصص ٢٨ : ٥٠.

(٢) في نسخة : امام ( منه قده ).

٢١ ـ بصائر الدرجات ص ١٧٠ ح ١٨.

٢٢ ـ بصائر الدرجات ص ٣٣ ح ٤ ، وعنه في البحار ج ٢ ص ٣٠٢ ح ٣٨.

(١) كذا في المخطوط والبحار ، وفي المصدر : عبد الله بن محمد بن الحسين ، ولم نجد هذا الاسم في ترجمة الصفار علما بأن عبد الله بن محمد ومحمد بن الحسين كلاهما من مشايخ الصفار ويرويان عن الحجال ، ولعل صحة السند : عبد الله بن محمد ومحمد بن الحسين ، عن الحجال ، والله العالم « راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ٢٩٤ وص ٣٠١ ، وص ٣١٢ ، و ج ١٥ ص ٢٦٨ وص ٢٩٦ و ج ٢٣ ص ٨٢ ».

(٢) القصص ٢٨ : ٥٠.

٢٣ ـ التوحيد للصدوق ص ٧٩ ح ٣٥.

٢٦٠