ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

حسينة حسن الدّريب

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

حسينة حسن الدّريب


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-50-8
الصفحات: ٣٨٤

لقد حاز آل المصطفى أشرف الفخر

بنسبتهم للطاهر الطيّب الذكر

فحبّهم فرض على كلّ مؤمن

أشار إليه الله في محكم الذكر

ومن يدّعي من غيرهم نسبة له

فذلك ملعون أتى أقبح الوزر (١)

وقول الشافعي المشهور :

يا أهل بيت رسول الله حبّكم

فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم الفخر أنّكم

من لم يصلّ عليكم لا صلاة له (٢)

وبعد أن ثبت أنّ الآية نازلة في أهل البيت عليهم‌السلام ، وبعد أن تبيّن من هم أهل البيت عليهم‌السلام ثبت وجوب مودّتهم واتّباعهم ، ولكن لا كما يقول البعض : نحن نحبّ أهل البيت ونودّهم ولكنه لا يتبرّأ ممن ظلمهم وأخذ حقّهم!! فقد سمعت كثيراً من الأخوات تقول : ليس الواجب أن أذكر ما فعل ومن فعل سوءً بأهل البيت عليهم‌السلام

فقلت لها : إنّ المحب من أحبّك وأحبّ محبّك ، وأبغض مبغضك ، وهذا شيء بديهي من فطرة الإنسان أنّه إذا أحبّ أحداً تبعه وأحبّ حبيبه ، وأبغض مبغضه ، فالإنسان المؤمن المتدين يحبّ في الله ويبغض في الله ؛ لأنّ الأخوّة في الله من أقوى الروابط والأواصر بين المؤمنين.

فأهل البيت عليهم‌السلام ثابت أنّهم أفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحبّهم واجب مفروض على كلّ مسلم ، وقد ثبت ظلم بعض الصحابة لهم ، وهناك

__________________

١ ـ كشف الخفاء ١ : ١٩.

٢ ـ الصواعق المحرقة ٢ : ٤٣٥.

٢٨١

معارك مشهورة ، وأخذ حقّهم الخاص كالإمامة ، وقتلهم ، وأخذ إرثهم وادّعى أنّه أعلم منهم بالشريعة كالخليفة أبا بكر الذي تأوّل الآية فأسقط سهم ذي القربى بعد رحلته صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما في الصحاح وغيرها : ( أنّ فاطمة سألت ميراثها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فأبى أبو بكر أنّ يدفع إلى فاطمة منها شيئاً ، فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت ، وعاشت بعد النبي صلّى الله عليه وآله ستّة أشهر فلمّا توفّيت دفنها زوجها علي ليلاً بوصية منها ، كي لا يحضرها الشيخين ، وماتت وهي غاضبة عليهما ، هاجرة لهما ) (١).

وفي صحاحهم أنّ الله يغضب لغضب الزهراء عليها‌السلام كما أخرج البخاري : قال : حدّثنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني ) (٢).

وإذا كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يغضب لغضب بضعته الزهراء عليها‌السلام ، ويتأذّى بأذاها ، فمعنى ذلك أنّها معصومة عن الخطأ وإلّا لما جاز للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ يقول

__________________

١ ـ صحيح البخاري ٥ : ٨٢ ، باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم ، كتاب الجهاد والسير ، باب ١٦ ، ج ٣ / ١٣٨٠ طبعة بيروت بتحقيق محمّد فؤاد ، سنن النسائي ، كتاب الفيء ، باب ١ ، ج ٧ / ١٢٠ ، صحيح الترمذي ، كتاب السير ، باب ٤٤ ، ج ٤ / ١٥٧ ، ومسند أحمد ج ١ ص ٢٩٤ ، الكشاف للزمخشري ج ٢ / ١٥٨ ، فتح القدير للشوكاني ج ٢ / ٢٩٥ ، تفسير القرطبي ج ٨ / ١٠ ، الدر المنثور للسيوطي ج ٣ / ١٨٥ ، تفسير النيسابوري بهامش تفسير الطبري ج ١٠ ، أحكام القرآن للجصاص ج ٣ / ٦٠.

٢ ـ صحيح البخاري ٤ : ٢١٠ ، كتاب بدء الخلق.

٢٨٢

مثل هذا ؛ لأنّ الشرع الإسلامي لا يراعي قريباً ولا بعيداً ،

وإذا كان الأمر كذلك فما بال أبي بكر يؤذي الزهراء عليها‌السلام بل ويغضبها حتّى تموت وهي واجدة عليه ، بل ومهاجرته فلم تكلّمه حتّى توفيت ، وهي تدعو عليه في كلّ صلاة تصليها.

وأقول : لو سكتنا عمّا فعل فلن يسكت المخالف ، فهو يبثّ فضائل لا تحصى ولا تعدّ ، ويأخذ ويعطي ماشاء لمن شاء من الفضائل ، ويخبطون ويتخبّطون ، فيجب علينا أن نرد الإنسان لعقله ولتأريخه ، ونقول له : اقرأ الواقع بنفسك ، واحكم بعقلك بعد تحقيق وعلم ، واعرف الحقيقة لكي لا تسكت وأنت تسمع وترى معركة كربلاء عبر الإنترنيت والفضائيات ، فكلّ يوم كربلاء ، وكلّ يوم عاشوراء.

ولابدّ من تحديد موقفنا ، وأنّنا من أيّ الفريقين ، ومن سكت فهو كمن سكت في يوم عاشوراء وهو يرى ابن بنت رسول الله عليه‌السلام يداس بالخيول.

وأقول أيضاً : إنّ المؤمن لو أراد أن ينصف أهل البيت عليهم‌السلام ، ولا يشترك في ظلمهم فأقل شيء أن يتصوّر أبيه أو أخيه يقتل ويقطع رأسه ويداس بالخيول جسده ، وأمّه أو أخته تؤخذ أسيرة مكشوفة الرأس بين الأعداء ، كما فعل بأبناء الزهراء عليها‌السلام وبناتها ( سلام الله عليهم ) ، أو يرى وقع ذلك بجاره أو صديقه أو وقع بعالم دين معروف بالتدّين ، فماذا سيكون ردّة الفعل؟! فليكن هذا الرد على الأقل بالنسبة لأبناء وبنات الزهراء وأنصارهم كعمار ومحمّد بن أبي بكر وميثم وغيرهم ، و .. ، ما هو موقفك أيّها المنصف مع الوصي والبتول فيما جرى لهم؟!

وأقول أيضاً : إنّ حبّ الزهراء عليها‌السلام ومن قتلوا أبنائها وسبوا بناتها وأخذوا حقٌ زوجها لا يجتمعان في قلب واحد ، ومن أحبّ من أخذ حقّ أهل البيت أو

٢٨٣

من ظلمهم أو أساء إليهم فهو ليس محبّ لهم إذ هو لا يغضب لهم ممّن ظلمهم في حال إن لو فعل بصديقه أو أخيه ما فعل بالذريّة الطاهرة لغضب لهم!! فالمؤمن لا يؤمن حتّى يحبّ أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أكثر من أهله وأقاربه ، كما في الروايات (١).

والمؤمن لابدّ أن يكون له موقف من أعداء أهل البيت عليهم‌السلام ، ولا يضل من الرعاع أتباع كلّ ناعق ، مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، فيكون حينئذٍ عن الحوض عند الورود من المبعدين.

__________________

١ ـ قد ذكرنا هذه الروايات في محلّها من هذا الكتاب فراجع.

٢٨٤

الدليل الخامس عشر : آية الشراء

قال الله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادٍِ ) (١).

إنّ قصّة الشراء قصّة مشهورة وهي معروفة بليلة المبيت ، وهي فداء أعظم صاحب ، وأعظم مؤامرة في التاريخ أجراها أخبث قريش وأنذلهم وأشقاهم ضدّ الرحمة للعالمين الصادق الأمين ، ففداه ابن عمّه ، وتغطّى بغطاه فداءً لأعظم خلق الله وهو الرسول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والقصّة أترك تفصيلها على كتب أهل السنة ، فلنقرأ معاً هذه القصّة ، ولكن ليس للتسلية ، وإنّما للتدبّر والتأمّل والتعلّم.

إنّ النبي صلّى الله عليه وآله لما أمر بالهجرة عند اجتماع الملأ من قريش على قتله ، ولم يتمكّن من مظاهرتهم بالخروج عن مكّة وتعمية خبره عنهم ليتم له الخروج على السلامة منهم ، ألقى خبره إلى ابن عمّه علي عليه السلام ، واستكتمه إياه ، وكلّفه الدفاع عنه بالمبيت على فراشه من حيث لا يعلمون أنّ علياً البائت على الفراش ويظنون أنّه النبي عليه السلام.

فوهب أمير المؤمنين نفسه لله وبذلها دون نبيه وابن عمّه ، وبات علي على فراش النبي ص مستتراً بإزاره ، وجاء القوم الذين تآمروا على قتله ، وقد مكروا فيما بينهم أن يكون قتلته من كلّ قبيلة ليتفرّق دمه بين القبائل ، فيذهب دمه بين

__________________

١ ـ البقرة (٢) : ٢٠٧.

٢٨٥

جميع القبائل ، ولا يمكن لبني هاشم الأخذ بثأره من جميع أولئك.

فإنّ قريشاً لم تزل تخيل الآراء ، وتعمل الحيل في قتل النبي صلّى الله عليه وآله ، حتّى كان آخر ما اجتمعت في ذلك ، يوم الدار ـ دار الندوة ـ وإبليس الملعون حاضر في صورة أعور ثقيف.

وأحدقوا بأجمعهم به وعليهم السلاح يرصدون طلوع الفجر ليقتلوه ، فلمّا أصبح القوم وأرادوا الفتك به ثار إليهم ، فتفرّقوا عنه حين عرفوه وانصرفوا ، وقد بطلت حيلتهم وانتقض ما بنوه من التدبير.

ثمّ إنّهم سألوه عن النبي : أين هو؟ قال : في حفظ الله. وفي رواية قال : لا أدري ، أو رقيب كنت عليه؟! أمرتموه بالخروج فخرج.

ثمّ أقام ثلاثة أيام بمكة يجهّز عيال رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ويرد ودائعه ، ويسدّ مسدّه ، وكان رسول الله عليه السلام قد استخلفه لردّ الودائع ، فلمّا أدّاها أقام على الكعبة ثلاثة أيام ونادى بصوت رفيع : يا أيها الناس ، هل من صاحب أمانة؟ هل من صاحب وديعة؟ هل من صاحب عدّة قبل رسول الله؟ وأقام بمكّة وحده مراغماً لأهلها حتّى أدّى إلى كلّ ذي حقّ حقّه ، وجهّز عيال رسول الله صلّى الله عليه وآله ، مع عظيم فعله مع المشركين ، وأنّه فوّتهم غرضهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومعلوم أنّ من فوّت أحداً غرضه ازداد عليه حنقاً وبغضاً ، لا سيما قد فوّتهم شيئاً عظيماً ، وهو مع ذلك ظاهر بينهم ثابت الجنان قوي القلب واللسان ، مع خذلان البشر له وقلّة الأعوان ، وثبوته في ذلك الوقت الهائل والزلزال الذاهل اشبه ما يكون باستسلام إسماعيل لذبح إبراهيم عليهما السلام ، وإقدامه على المبيت أعظم من المبارزة في الجهاد ، وبين الحالين فرق ؛ لأنّ المحارب يجوز النجاة والعطب لنفسه ، فحاله مترددة بين الحالتين والأمرين ،

٢٨٦

وحالة مبيته ليست مترددة بين الحالتين ، وإنّما صبر نفسه للقتل والأسر حتّى استحق أن يباهي به الله ملائكته المكرّمين.

نصّ ما جاء في مناقب الخوارزمي :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( نزل عليّ جبرئيل صبيحة يوم فرحاً مستبشراً ، فقلت : حبيبي مالي أراك فرحاً مستبشراً؟ فقال : يا محمّد وكيف لا أكون كذلك وقد قرت عيني بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام أمتك علي بن أبي طالب ، فقلت : وبم أكرم الله أخي وإمام أمتي؟ قال : باهى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه وقال : ملائكتي انظروا إلى حجّتي في أرضي بعد نبيّي ، فقد عفّر خدّه في التراب تواضعاً لعظمتي ، أشهدكم أنّه إمام خلقي ومولى بريّتي ) (١).

وجاء في تفسير الثعلبي :

( إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بمكّة ، لقضاء ديونه وردّ الودائع التي كانت عنده ، فامره ليلة الخروج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أنّ ينام على فراشه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : يا علي اتشح ببردي الحضرمي الأخضر ، ثمّ نم على فراشي ، فإنّه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله ، ففعل ذلك علي فأوحى الله عزّ وجلّ إلى جبرائيل وميكائيل إنّي قد آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمّد فنام على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدّوه ، فنزلا فكان جبرائيل عند رأسه وميكائيل

__________________

١ ـ المناقب للخوارزمي : ٣١٩ ، حديث ٣٢٢.

٢٨٧

عند رجله ، فقال جبرائيل : بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب ، يباهي الله بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى على رسوله ـ وهو متوجّه إلى المدينة ـ في شأن علي بن أبي طالب ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) ) (١).

جاء في مسند أحمد :

عن ابن عباس ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ...

قال : وشرى علي نفسه لبس ثوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول الله صلّى الله عليه ) (٢).

وجاء في المستدرك للحاكم النيسابوري :

( قال ابن عباس : وشرى علي نفسه فلبس ثوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ نام مكانه ، قال ابن عباس : وكان المشركون يرمون رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فجاء أبو بكر رضي الله عنه وعلي نائم قال : وأبو بكر يحسب أنّه رسول الله صلّى الله عليه وآله قال فقال : يا نبي الله ، فقال له علي : إنّ نبي الله صلّى الله عليه وآله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل علي رضي الله عنه يرمى بالحجارة كما كان يرمى

__________________

١ ـ تفسير الثعلبي بعدّة ألفاظ وبعدّة طرق ٢ : ١٢٥ ، مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٣٩ ، تفسير القرطبي ٣ : ٢١ ، إحياء العلوم ، الغزالي : ج ٣ ص ٢٣٨ ، كفاية الطالب ، الكنجي ص ١١٤ ، تاريخ الطبري : ج ٢ ص ٩٩ ـ ١٠١ ، طبقات ابن سعد : ج ١ ، ص ٢١٢ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٢٩ ، أسد الغابة ج ٤ ص ٢٥ ، وشواهد التنزيل ج ١ ص ٩٧ ، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ٣١ ، السيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ١٥٩ ، وفرائد السمطين ج ١ ص ٣٣٥ ، وترجمة الإمام علي عليه السلام ، من تاريخ دمشق ، تحقيق : المحمودي : ج ١ ، ص ١٣٧ و١٣٨.

٢ ـ مسند أحمد ج ١ ص ٣٣١.

٢٨٨

نبي الله صلّى الله عليه وآله وهو يتضوّر ، وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتّى أصبح ، ثمّ كشف عن رأسه ) (١).

وقال الإمام علي عليه‌السلام عند مبيته على فراش رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شعرا :

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به

فنجاه ذو الطول الإله من المكر

وبات رسول الله في الغار آمنا

موقى وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم وما يثبتونني

وقد وطنّت نفسي على القتل والأسر (٢)

ظلم وافتراء :

١ ـ إنّ من الظلم والافتراء ما ذكره فضل بن روزبهان من أنّ أكثر المفسّرين يقولون : إنّ الآية قد نزلت في الزبير والمقداد ، حيث أرسلهما النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إلى مكّة لينزلا خبيب بن عدي عن الخشبة التي صلب عليها ، وكان حول خشبته أربعون من المشركين ، فخاطرا بأنفسهما حتّى أنزلاه ، فأنزل الله الآية.

نعم ، إنّه ظلم لمن فداه بنفسه ، وتغطى ببرد الموت منتظره ، وافتراء على الله أن يحرّفا كلام الله عن موضعه وأهله وعلى كلّ حال هناك كثير من السنة ممن ذكرناهم ، ومنهم : أحمد بن حنبل أوردوها في الإمام عليه‌السلام ، ويذكر العلاّمة المظفر أنّ المفسّرين لم يذكروا ذلك ، حتّى السيوطي ، والرازي ، والكشاف مع أنّ الرازي

__________________

١ ـ المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ، ص ١٣٣.

٢ ـ المستدرك ٣ : ٤ ، شواهد التنزيل ١ : ١٣١ ، المناقب ١٢٧.

٢٨٩

قد جمع في تفسيره كلّ أقوالهم ، والسيوطي جمع عامّة روايتهم.

٢ ـ ابن تيمية الذي من عادته إنكار فضائل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام قال : كذب باتّفاق أهل العلم بالحديث والسيرة وقال : لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم ، فلم يكن فيه فداء بالنفس ، ولا إيثار بالحياة. والآية المذكورة في سورة البقرة ، وهي مدنية باتّفاق. وقد قيل : إنّها نزلت في صهيب ( رضي الله عنه ) لما هاجر.

الجواب :

١ ـ إنّنا لم نجد أحداً صرّح بكذب هذه الرواية سوي ابن تيمية ، بل جاء بها إمام الحنابلة في مسنده أو ليس بثقة عنده؟!

٢ ـ قد صحح الحاكم والذهبي نزولها في علي عليه‌السلام.

٣ ـ ذكرنا طائفة من الذين رووه من كبار العلماء والحفاظ ، من دون غمز فيه أو لمز.

٤ ـ إن كانت الآية مدنية بالنسبة إلى علي عليه‌السلام ، فهي أيضاً مدنية بالنسبة إلى صهيب ، فما يقال هناك يقال هنا.

٥ ـ إنّ نزول الآية لو سلّم أنّه كان في نفس ليلة المبيت ، فمن الواضح أنّ النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان حينئذٍ في الغار ولم يكن ثمة مجال للإعلان بنزول الآية إلّا بعد وصوله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إلى المدينة ، ولا مانع أنّ تعدّ بهذا الاعتبار مدنية ، وتجعل في سورة البقرة التي كان نزولها في مطلع الهجرة كما هو معلوم.

هذا بالإضافة إلى أنّ وجود آية مكّية في سورة مدنية ليس بعزيز.

٦ ـ قوله : لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم ، فلم يكن فيه فداء بالنفس ،

٢٩٠

ولا إيثار بالحياة ، أجاب عنه الإسكافي المعتزلي على دعوى الجاحظ ، فقال : هذا هو الكذب الصراح ، الإدخال في الرواية ما ليس منها.

هذا ، وإنّما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : إنّه لا يصل إليه شيء يكرهه بعد مبيته على الفراش ، وذلك حينما التقى معه في الغار ، وأمره بردّ ودائعه ، وأن ينادي في مكّة بذلك ، وطمأنه أنّ نداءه هذا لن يتسبب له بمتاعب وليس المقصود : أنّه لن يناله مكروه من أيّ مشرك من جميع الأحوال والأزمان.

ويدلّ على أنّه كان موطناً نفسه على القتل قوله عليه‌السلام في شعره المتقدّم :

وبت أراعيهم متى يثبتونني

وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

٢٩١
٢٩٢

الدليل السادس عشر : سورة الدهر

بسم الله الرحمن الرحيم

( هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * ...يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ... ) إلى آخر سورة الدهر.

إنّ هذه الآيات من سورة الدهر قد أجمع أصحاب التفسير على نزولها في الإمام علي وفاطمة عليهما‌السلام عندما أطعما المسكين واليتيم والأسير ، ولم ينكر ذلك إلّا من في قلبه مرض ، وخالف الإجماع ، وشذّ برأيه كابن تيمية.

نصّ ما جاء في الكشاف وغيره :

( عن ابن عباس أنّ الحسن والحسين مرضا ، فعادهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة ، وفضّة جارية لهما ان برآ مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شيء ، فاستقرض علي من شمعون اليهودي ثلاثة أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعاً ، واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمّد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلّا الماء ، وأصبحوا صياماً ، فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم ، وقف

٢٩٣

عليهم يتيم فآثروه ، ثمّ وقف عليهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلمّا أصبحوا أخذ علي رضي الله عنه الحسن والحسين ، وأقبلوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع ، قال : ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم ، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها ، وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل الله جبريل وقال : يا محمّد ، هنّأك الله في أهل بيتك ، فأقرأه السورة ).

وفي رواية : ( أنّ عبد الله بن العباس قال في قول الله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً ) مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما ، وهما صبيان ، فعادهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك نذراً ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله عزّ وجلّ ثلاثة أيام شكراً ، قالت فاطمة : وأنا أيضاً أصوم ثلاثة شكراً ، وقال الصبيان : ونحن نصوم ثلاثة أيام ، وقالت جاريتهما فضّة : وأنا أصوم ثلاثة أيام شكراً ، فألبسهما الله العافية ، فأصبحوا صياماً ، وليس عندهم طعاماً فانطلق علي إلى جار له من اليهود ـ يقال له شمعون ـ يعالج الصوف ، وقال له : هل لك أنّ تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك بنت محمّد بثلاثة آصع من شعير؟ فأعطاه ، فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة فقبلت وأطاعت ، ثمّ غزلت ثلث الصوف ، وأخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكلّ واحد قرص ، وصلّى علي المغرب مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثمّ أتى منزله فوضع الخوان فجلسوا ، فأوّل لقمة كسرها علي رضي الله عنه ، إذا مسكين واقف على الباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمّد ، أنا مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني مما تأكلون ، أطعمكم الله من موائد الجنة ، فوضع علي رضي

٢٩٤

الله عنه ، اللقمة من يده ، ثمّ قال :

فاطمة ذات المجد واليقين

يا بنت خير الناس أجمعين

أما تري ذا البائس المسكين

جاء إلى الباب له حنين

 ... فلمّا رآها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضمها إليه ، وقال : واغوثاه ، فهبط جبريل عليه السلام ، وقال : يا محمّد ، خذ ضيافة أهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل ، قال : ( ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ) إلى قوله تعالى : ( وكان سعيكم مشكوراً ) (١).

موقف الذين في قلوبهم مرض :

إنّ موقف الذين في قلوبهم مرض هو اتّباع ما تشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، ومن هؤلاء :

١ ـ ابن تيمية الذي موقفه دائماً هو مخالفة إجماع المسلمين ، والتكذيب بكلّ ما ورد بحقّ أهل البيت عليهم‌السلام في القرآن الكريم ، كآيات سورة الدهر التي أجمع

__________________

١ ـ تفسير الكشاف ٢ / ٥١١ ، ونحوه في الرياض النضرة ٢ / ٣٠٢ ـ ٣٠٣ ، أسباب النزول ص ٢٩٦ ، أسد الغابة ٧ / ٢٣١ ـ ٢٣٧ ، تفسير الخازن ج ٧ / ١٥٩ ، معالم التنزيل للبغوي الشافعي بهامش تفسير الخازن ج ٧ / ١٥٩ ، وذخائر العقبى ص ١٠٢ الإصابة لابن حجر ج ٤ / ٣٨٧ ط السعادة ، و ج ٤ / ٣٧٦ ط مصطفى محمّد بمصر ، تفسير البيضاوي ج ٥ / ١٦٥ ط بيروت ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ص ٩٣ ، و ٢١٢ ط اسلامبول ، وص ١٠٧ ـ ١٠٨ و ٢٥١ ط الحيدرية ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ / ٢١ و ج ١٣ / ٢٧٦ ط مصر بتحقيق : محمّد أبو الفضل ، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي ج ٢ / ٢٧٤ و ٣٠٢ ط ٢ ، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ١ / ٢٥٤ ، فرائد السمطين ج ١ / ٥٣ ـ ٥٦ ح٣٨٣ ، نور الأبصار وغيرها مما يطول ذكره تركناه للاختصار.

٢٩٥

أصحاب التفسير على أنّها نزلت فيهم عليهم السلام ، قال ابن تيمية : ( إنّ هذا الحديث من الكذب الموضوع باتّفاق أهل المعرفة بالحديث ، الذين هم أئمّة هذا الشأن وحكّامه ، وقول هؤلاء هو المعوّل في هذا الباب ، ولهذا لم يرو هذا الحديث في شيء من الكتب التي يرجع إليها في النقل ، لا في الصحاح ، ولا في المسانيد ، ولا في الجوامع ، ولا السنن ، ولا رواه المصنّفون في الفضائل ، وإن كانوا قد يتسامحون في رواية أحاديث ضعيفة. وإن الدلائل على كذب هذا كثيرة ، منها : أنّ علياً إنّما تزوج فاطمة بالمدينة ، وسورة هل أتى مكّية باتّفاق أهل التفسير والنقل ، لم يقل أحد منهم أنّها مدنية ) (١).

الجواب :

أوّلاً : بالنسبة لسبب النزول : فقد أوردنا مصادر كافية من أقوال المفسّرين والمحدّثين مافيه الكفاية ، بل وصف بعضهم الخبر في شأن نزولها بالشهرة.

ثانياً : وبالنسبة لمكان النزول ففي تفسير البغوي ما نصّه : ( سورة الإنسان ، مدنية ، وآياتها إحدى وثلاثون ) ، بل هو قول الجمهور كما قال الآلوسي والشوكاني.

لكن ابن تيمية كعادته يكذّب الخبر مهما كانت شهرته بدون دليل علمي ، ومهما جيء له بدليل من صحاحهم ومسانيدهم لا يلتفت لأحد ، ولا يقف عند حد!

٢ ـ ابن الجوزي أدرجه في ( الموضوعات ) موهماً أن لا سند له ، وقال : وهذا الحديث لا يشك في وضعه.

الجواب :

__________________

١ ـ منهاج السنة ٧ / ١٧٧ ـ ١٧٩.

٢٩٦

لقد ذكرنا عدّة مصادر موثوقة من كتبهم تصرّح بنزول الآيات من سورة الدهر في فاطمة وزوجها وابنيها لإطعامهم المسكين واليتيم والأسير ، ولا يصح نقل الخبر بسند من أسانيده والطعن في أصل الخبر بسبب ذلك السند ، وسبب الطعن في السند هو أنّ في السند شيعي ، وكلّ من تكلّم فيه فلكون من في السند شيعي.

ولن يضر من حاول سلب أو تكذيب فضائل أهل البيت عليهم‌السلام إلّا نفسه ؛ لأنّه قد صرّح حتّى أحمد بن حنبل إمام ابن تيمية ـ إذا كان امامه حقّاً ـ بأنّه لم يكن لأحد من الصحابة ما للإمام علي عليه‌السلام من الفضل ، وأورد الكثير من فضائله.

٢٩٧
٢٩٨

الدليل السابع عشر : حديث الطير

إنّ في حديث الطير دلالة عظيمة جاءت على لسان أعظم خلق الله ، منها : أنّ أحبّ خلق الله من جاء وأكل معه من ذلك الطير ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جاء لهدف رسالي تشريعي ؛ لأنّه لا ينطق ولا يعمل إلّا لحكمة وهدف تبليغي وتعليمي وتشريعي ، فهو ليس إنساناً عادياً يمدح إنساناً اليوم ويسبّه غداً لغرض شخصي ، فهو لا يمدح مثل هذا المدح ، وخصوصاً أن يقول : فلان أحبّ الخلق إلى الله ورسوله.

هذا لفظ له وزن خاص عند من قال ومن سمع وإلاّ لما اضطر أنس أن يردّ علياً مراراً.

ونترك التحليل بعد قراءة النص ، وليحلل القاريء ما شاء ، فالنص غني عن أيّ غموض ، ويفهمه كلّ متدبّر منصف يهمّه معرفة الحق واتباعه.

سنن الترمذي :

أخبرنا عبيدالله بن موسى عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس بن مالك قال : كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير فقال : ( اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معى هذا الطير فجاء علي فأكل معه ) (١).

مجمع الزوائد :

عن أنس بن مالك قال : ( اُهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أطيار ، فقسّمها بين نسائه ، فأصاب كلّ امرأة منها ثلاثة ، فأصبح عند بعض نسائه صفية

__________________

١ ـ سنن الترمذي ج ٥ : ٣٠٠.

٢٩٩

أو غيرها ، فأتته بهن ، فقال : اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معى من هذا ، فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فجاء علي رضى الله عنه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أنس ، انظر من على الباب؟ فنظرت فإذا علي ، فقلت : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على حاجة ، ثمّ جئت فقمت بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : انظر من على الباب؟ فإذا علي حتّى فعل ذلك ثلاثاً فدخل يمشي وأنا خلفه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من حبسك رحمك الله؟ فقال : هذا آخر ثلاث مرّات يردّني أنس ، يزعم أنّك على حاجة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما حملك على ما صنعت؟ قلت : يا رسول الله ، سمعت دعاءك ، فأحببت أنّ يكون من قومي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ الرجل قد يحبّ قومه ، إنّ الرجل قد يحبّ قومه ، قالها ثلاثاً ) (١).

وعن سفينة ، وكان خادماً لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : أهدي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طوائر ، فصنعت له بعضها ، فلمّا أصبح أتيته به ، فقال : من أين لك هذا؟ فقلت : من التي أتيت به أمس ، فقال : ألم أقل لك لا تدخرن لغد طعاماً ، لكل يوم رزقه ، ثم قال : اللهم أدخل عليّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فدخل علي رضي الله عنه ، فقال : اللهم وإليّ.

رواه البزار والطبراني باختصار ، ورجال الطبراني رجال الصحيح ، غير فطر ابن خليفة ، وهو ثقة.

مناقب علي لأحمد بن حنبل :

عن سفينة خادم رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) الذي هو أحد رواة هذا

__________________

١ ـ مجمع الزوائد ، الهيثمي : ج ٩ ، ص ١٢٦.

٣٠٠