ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

حسينة حسن الدّريب

ولاية أهل البيت عليهم السلام في القرآن والسنّة

المؤلف:

حسينة حسن الدّريب


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-50-8
الصفحات: ٣٨٤

ثالثاً : الآية الكريمة في سورة الحديد : ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (١) ، ( هي مولاكم ) يفسرون الكلمة بـ ( هي أولى بكم ) (٢).

رابعاً : الأشعار العربية الفصيحة ، وكلمات اللغويين تدلّ أنّه لا فرق بين لفظ ( مولاه ) ( ووليّه ) كما في تاج العروس ما هذا نصّه : ( الولي ) الذي يلي عليك أمرك ، وهما بمعنى واحد ، ومنه الحديث : ( أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ) ، ورواه بعضهم : بغير إذن وليّها وروى ابن سلام عن يونس : ( أنّ المولي ، في الدين هو الولى وذلك قوله تعالى : ( ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ) ، أي : لا وليّ لهم ، ومنه الحديث : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي : من كنت وليّه ) (٣).

خامساً : كثيراً ما كرر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية للإمام علي عليه‌السلام ، مثل : ( أنت ولي كلّ مؤمن بعدي ) ، ( إنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ) ، ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، وغيرها مما سنسردها في محلّها إن شاء الله تعالى.

سادساً : لقد خاطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس بأنّه أولى بهم من أنفسهم ، وجعل هذه الولاية لعلي عليه‌السلام بدون استثناء شيء من تلك الولاية ، فلو كان هناك استثناء لوضّحها صلى‌الله‌عليه‌وآله لأنّه يعلم بولايته المطلقة للناس ولكنّه لم يستثني شيئاً منها ، بل سأل الناس هل هو أولى بهم من أنفسهم؟ فلمّا قالوا : نعم ، أثبت لهم أنّ علي مولى لمن والاه بدون استثناء شيء من معاني الولاية المطلقة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

١ ـ سورة الحديد (٥٧) : ١٥.

٢ ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٧ : ٢٥٩.

٣ ـ تاج العروس ٢٠ : ٣١١.

١٠١

بعد هذا السرد تبيّن للقارئ العزيز أنّ هذا الحديث قد بلغ حدّ التواتر ، وصار قطعي الصدور من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله رغم ما بذل في سبيل عدم تدوينه والتحدّث به ؛ لأنّ الله متمّ نوره ولو كره الكارهون ، وصار بمنزلة آية.

يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنى عشرية : ( إنّ الحديث إذا وصل حدّ التواتر وأصبح قطعي الصدور عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان بمنزلة آية قرآنية ، فكما أنّ القرآن الكريم مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في أنّ هذا القرآن مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في هذا القرآن وفي ألفاظه ووصول القرآن الكريم إلينا بالتواتر القطعي ، فكلّ حديث يروى عن رسول الله ، ويصل إلينا بأسانيد تفيد القطع واليقين يكون هذا الحديث بحكم الآية القرآنية ، وبمثابة القرآن الكريم ) (١).

إذن أصبح قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ... ) بمثابة آية قرآنية من حيث إنّه مقطوع الصدور عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فمن كذّبه فكأنّه كذّب آية من القرآن الكريم ، فهل يجرؤ مسلم على ذلك؟

أحاديث أُخرى تدلّ على الولاية :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( اللهم من آمن بي وصدّقني فليتولّ علي بن أبي طالب ، فإنّ ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية الله تعالى ). وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من أحب أنّ يحيا حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي ، فإنّ ربّي عزّ وجلّ غرس قضبانها بيده ، فليتولّ علي بن أبي طالب فإنّه لن يخرجكم من

__________________

١ ـ التحفة الاثنا عشرية : ٥٥٧ ، الباب العاشر في مطاعن الخلفاء ، الطعن الثاني عشر من مطاعن أبي بكر.

١٠٢

هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة ) (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذّبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ) (٢).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل بيته ما يدل على توليّهم والالتفاف حولهم : ( ... فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ) (٣).

وقال ابن حجر في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ) (٤). دليل على أنّ من تأهل منهم للمراتب العلية ، والوظائف الدينية كان مقدّماً على غيره ... ) (٥).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب ) (٦).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فلو أنّ رجلاً صفن ـ صفّ قدميه ـ بين الركن والمقام ، فصلّى وصام ، وهو مبغض لآل محمّد دخل النار ) (٧).

__________________

١ ـ كنز العمّال ج ١١ ص ٦١١.

٢ ـ كنز العمّال ج ١ ص ١٨٨.

٣ ـ كنز العمّال ج ١٢ص ١٠٣.

٤ ـ كنز العمّال ١ : ١٨٨.

٥ ـ الصواعق المحرقة ، باب وصية النبي ٢ : ٦٥٤.

٦ ـ ينابيع المودّة ١ : ٧٨.

٧ ـ أورده ابن حجر في الصواعق المحرقة ٢ : ٥٠٥.

١٠٣

وكما في مسند أحمد قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن سورة براءة : عن زيد بن يثيع ، عن أبي بكر : ( أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثه ببراءة لأهل مكّة لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مدّة فأجله إلى مدّته ، والله بريء من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاً ، ثمّ قال لعلي رضي الله تعالى عنه : الحقه ، فردّ علي أبا بكر ، وبلّغها أنت ، قال : ففعل ، قال : فلمّا قدم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو بكر قال : يا رسول الله ، حدث فيّ شيء؟ قال : ما حدث فيك إلّا خير ، ولكن أمرت أن لا يبلّغه إلّا أنا أو رجل منّي ) (١).

حدّثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، قال : ثنا محمّد بن جعفر .. قال : ( فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر ، وقعوا في رجل ، قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحبّ الله ورسوله ، قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين علي؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ، ثمّ هزّ الراية ثلاثاً ، فأعطاها إيّاه ، فجاء بصفية بنت حيي ، قال : ثمّ بعث فلاناً بسورة التوبة ، فبعث علياً خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلّا رجل منّى وأنا منه ، قال : وقال : لبني عمّه أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معه جالس ـ فأبوا ، فقال : علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت وليى في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ، ثمّ أقبل على رجل منهم ، فقال : أيّكم يوالينى في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : فقال : علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت

__________________

١ ـ مسند احمد ١ : ٣.

١٠٤

وليي في الدنيا والآخرة ، قال : وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة ) (١).

لاحظ : لماذا ردّ علي عليه‌السلام أبا بكر ، أجب ، لكن بأمانة وإنصاف ، وتأمّل وتدبّر في معاني هذه العبارات : ( وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ).

( معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب ).

فمن تدبرّ وأنصف وأخلص عمله لوجه الله ، وترك ماعليه آباؤه الأوّلين تيقّن أنّ أهل البيت عليهم‌السلام أشخاص معدودين تجب معرفتهم ومحبّتهم وموالاتهم على كلّ مكلّف ، لا يتقدّمهم ولا يتأخّر عنهم إلّا ضال مضل ، فليقرأ القارئ هذه الروايات وهو جامع كلّ حواسّة ليفهم معانيها ومضامينها ، ويعاهد ربّه ونفسه وضميره أن يقرأ بأمانة وإنصاف ، ويتمعّن في كلّ حديث ليرى هل يمكن أن ينطبق على ما تعتقده الشيعة الإمامية أم على ما يعتقده غيرهم؟ ثمّ يحكم بالحق ، والله خير الحاكمين.

وأخيراً مع شاعر الرسول المعروف حسّان بن ثابت الذي استأذن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد إتمام الولاية فأذن له ، فتقدم وقال :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم

بخمّ وأسمع بالنبيّ مناديا

وقد جاءه جبريل عن أمر ربّه

بأنّك معصوم فلا تك وانيا

__________________

١ ـ مسند أحمد ٢ : ٥٠٥.

١٠٥

وبلّغهم ما أنزل الله ربّهم إليك

ولا تخش هناك الأعاديا

فقام به إذ ذاك رافع كفّه

بكفّ عليّ معلن الصوت عاليا

فقال فمن مولاكم ووليّكم؟

فقال ولم يبدوا هناك تعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا

ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا

فقال له قم يا علي فإنني

رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليّه

فكونوا له أنصار صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليّه

وكن للذي عادى علياً معاديا

فيا ربّ انصر ناصريه لنصرهم

إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

ومع شاعر أهل البيت الكميت ( رضي الله عليه ) في قوله :

ويوم الدوح دوح غدير خم

أبان له الولاية لو أطيعا

ولكن الرجال تدافعوها

فلم أر مثلها خطراً منيعا (١)

__________________

١ ـ راجع : الغدير للعلاّمة الأميني فقد ذكر الشعراء الذين خلّدوا واقعة الغدير في شعرهم ، ابتداء من القرن الأوّل حتّى القرن الرابع عشر ، وقد طبع منه أحد عشر مجلّداً ، وقد ذكر فيه (١٠٥) من شعراء الغدير ، وقد انتهى به المطاف إلى القرن الثاني عشر الهجري.

١٠٦

الدليل الرابع : آية إكمال الدين

قال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فإنّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ٌ ) (١).

نصّ ماجاء في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني :

حدّثني أبو زكريا ابن أبي إسحاق قال : ( أخبرنا ) عبد الله بن إسحاق ، قال حدّثنا الحسن بن علي العنزي قال : حدّثني محمّد بن عبد الرحمن الذارع ، قال : حدّثنا قيس بن حفص الدارمي ، قال : حدّثني علي بن الحسين أبو الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري : ( أنّ النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعيه فرفعهما ، ثمّ لم يتفرّقا حتّى نزلت هذه الآية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فقال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعلي ، ثمّ قال للقوم : من كنت مولاه فعلي مولاه ).

تفسير ابن كثير :

عن أبي سعيد الخدري : ( إنّها نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم حين قال لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه ). ثمّ رواه عن أبي هريرة ،

__________________

١ ـ المائدة (٥) : ٣.

١٠٧

وفيه أنّه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ) (١).

تاريخ بغداد :

عن أبي هريرة ، قال : ( من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ لمّا أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست اولي بالمؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) (٢).

المناقب للخوارزمي :

وأخبرني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة [ أخبرنا الشريف أبو طالب المفضّل بن الجعفري بأصبهان ، أخبرني الحافظ أبو بكر ابن مردويه إجازة ، حدّثني جدّي ] ، حدّثني عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدّثني الحسن بن عليل الغنوي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان الذراع ، حدّثنا قيس ابن حفص ، حدّثني علي بن الحسن العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري : ( إنّ النبي صلّى الله عليه وآله يوم دعا الناس في غدير خمّ ، أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقمّ وذلك يوم الخميس ، ثمّ دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتّى نظر الناس إلى إبطه ثمّ لم يتفرّقا حتّى نزلت : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) (٣).

__________________

١ ـ تفسير ابن كثير ج ٢ ص ١٥.

٢ ـ تاريخ بغداد ٨ : ٢٨٤.

٣ ـ المناقب ص ١٣٥.

١٠٨

تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر :

عن أبي هريرة قال : ( من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ ، لمّا أخذ النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) بيد علي ابن أبي طالب فقال : ألست ولي المؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله عزّ وجلّ ( اليوم أكملت لكم دينكم ).

عن أبي هريرة قال : لمّا أخذ رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : فأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم قال : فأنزل الله عزّ وجلّ ( اليوم أكملت لكم دينكم ) قال أبو هريرة : وهو يوم غدير خمّ ، من صام يعني ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين شهراً.

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا محمّد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، نا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري البزاز إملاء لثلاث بقين من جمادى الأخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، نا علي بن سعيد الشامي ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : ( من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ لمّا أخذ رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست مولى المؤمنين؟ قالوا : نعم يارسول الله ، فأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ يا ابن أبي طالب ، أصبحت

١٠٩

مولاي ومولى كلّ مسلم. قال فأنزل تبارك وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ).

عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن عمر بن الخطاب قال : قال : رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ).

عن أبي سعيد الخدري قال : ( لمّا نصب رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وسلم ) علياً بغدير خمّ فنادى له بالولاية ، هبط جبرئيل عليه السلام عليه بهذه الآية ( أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) (١).

وممّا يؤيّد ويؤكّد حديث الغدير وآية إكمال الدين قصّة الرجل الذي دعا على نفسه إن كانت ولاية علي عليه‌السلام من عند الله تعالى : فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) ، ونزلت فيه آيات بينات ذكرها الكثير من أبناء السنّه منهم :

١ ـ الزرندي :

ونقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي ( رحمه الله ) في تفسيره ( أنّ سفيان بن عيينة ( رحمه الله ) سأل عن قول الله : ( سأل سائل بعذاب واقع ) فيمن نزلت؟ فقال للسائل : سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك.

حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم السلام أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا كان بغدير خمّ نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ،

__________________

١ ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر ج ٤٢ ، ص ٢٣٣ وما بعدها.

١١٠

فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ناقة له ، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها ، فقال : يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأمرتنا ان نصلّي خمساً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا منك ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضّله علينا وقلت : من كنت مولاه ، فعلي مولاه فهذا منك أم من الله؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله.

فولّى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته ويقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّ فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله تعالى بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره ، وأنزل الله ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) (١).

٢ ـ الحاكم الحسكاني :

عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن علي قال : ( لمّا نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً يوم غدير خمّ فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. طار ذلك في البلاد ، فقدم على رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال : أمرتنا عن الله أنّ نشهد أنّ لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصلوة والزكاة والصوم فقبلناها منك ، ثمّ لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فهذا مولاه. فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟

__________________

١ ـ « نظم درر السمطين » ص ٩٣ ، جمال الدين محمّد بن يوسف بن الحسن بن محمّد الزرندي ، سلسلة من مخطوطات مكتبة الإمام امير المؤمنين عليه‌السلام العامة ، الطبعة الاولى ١٣٧٧ هج ـ ١٩٥٨ م.

١١١

قال : أمر من عند الله. قال : الله الذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله؟ قال : الله الذي لا إله إلّا هو إن هذا من الله. قال : فولّى النعمان وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم. فرماه الله بحجر على رأسه فقتله ، فأنزل الله تعالى ( سأل سائل ) ).

و ( رواه أيضاً ) في ( التفسير ) العتيق ( قال ) : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكوفي ، قال : حدّثني نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن محمّد بن علي قال : أقبل الحارث بن عمرو الفهري إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : ( إنّك أتيتنا بخبر السماء فصدّقناك وقبلنا منك. فذكر مثله إلى قوله : فارتحل الحارث ، فلمّا صار ببطحاء مكّة أتته جندلة من السماء فشدخت رأسه ، فأنزل الله ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ) بولاية علي عليه السلام ).

عن حذيفة بن اليمان قال : ( لمّا قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلي : من كنت مولاه فهذا مولاه. قام النعمان بن المنذر الفهري فقال : هذا شيء قلته من عندك أو شيء أمرك به ربّك؟ قال : لا بل أمرني به ربّي. فقال : اللهم أنزل علينا حجارة من السماء. فما بلغ رحله حتّى جاءه حجر فادماه فخر ميتاً ، فأنزل الله تعالى ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ).

عن أبي هريرة قال : ( أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعضد علي ابن أبي طالب يوم غدير خمّ ، ثمّ قال : من كنت مولاه فهذا مولاه. فقام إليه أعرابي فقال : دعوتنا أنّ نشهد أنّ لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله فصدّقنا ( ك ) ، وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلّينا وصمنا ، وبالزكاة فأدّينا فلم تقنعك إلّا أنّ تفعل هذا؟! فهذا عن الله أم عنك؟! قال : عن الله لا عنيّ. قال : الله الذي لا إله

١١٢

إلّا هو لهذا عن الله لا عنك؟!! قال : نعم ، ثلاثاً. فقام الأعرابي مسرعاً إلى بعيره وهو يقول : ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ) الآية ، فما استتم الكلمات حتّى نزلت نار من السماء فأحرقته ، وأنزل الله في عقب ذلك ( سأل سائل ـ إلى ( قوله ) ـ دافع ) (١).

٣ ـ تفسير القرطبي :

وقيل : ( إنّ السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري. وذلك أنّه لما بلغه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في علي رضي الله عنه : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ركب ناقته فجاء حتّى أناخ راحلته بالأبطح ثمّ قال : يا محمّد ، أمرتنا عن الله أنّ نشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، ونزكّي أموالنا فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في كلّ عام فقبلناه منك ، وأن نحجّ فقبلناه منك ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى فضلت ابن عمك علينا! أفهذا شيء منك أم من الله؟! فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( والله الذي لا إله إلّا هو ما هو إلّا من الله ). فولّى الحارث وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم. فوالله ما وصل إلى ناقته حتّى رماه الله بحجر ، فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله ، فنزلت : ( سأل سائل بعذاب واقع ) الآية ) (٢).

إذن أصبحت ثلاث آيات بيّنات مبيّنات ، أحدها : تأمر النبي بتبليغ الولاية ، والثانية : تخبر باكمال الدين وإتمام النعمة بالولاية ، والثالثة : معجزة ظاهرة لأولي

__________________

١ ـ شواهد التنزيل ٢ : ٣٨١ ـ ٣٨٥.

٢ ـ الجامع لأحكام القرآن ١٨ : ٢٧٨.

١١٣

الألباب في قصّة السائل للعذاب ، وما يأتي متمم للحجّة.

وأنّه عزّ وجلّ لا يترك أرضه بغير قيّم ليكون حجّة على خلقه ، ولكن من نهج نهج من لم يسلّم لحجّة الله ، وقال : أنا خير ممن اخترت ، وهبط عمله بعد عبادة ألف سنة ، لحسده وكبره يتّبعه كلّ من انقلب على عقبيه ، ولم يسلّم لأمر الرسول في أهل بيته ، وقال : أنا خير منهم ، لسنّي وشهرتي ، فحبط عمله ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وهو الخاسر ، فيحمل وزره ووزر من نهج نهجه إلى يوم القيامة ، والعاقبة للمتّقين.

١١٤

الدليل الخامس : حديث السفينة

إنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مرّة يعلن للورى أنّ الإمام علي عليه‌السلام هو وليّهم من بعده كما في حديث الغدير ونحوه ، ومرّة يعلن الولاية لأهل بيته عليهم‌السلام مثل : حديث الثقلين والسفينة ونحوهما ، ففي حديث الثقلين جعل أهل بيته عليهم‌السلام قرناء القرآن لا يفترقان حتّى يردا عليه ، وهنا مثّلهم بسفينة نوح التي كلّ من قرأ القرآن عرف أنّ من ركب مع نوح في السفينة نجا من الغرق ، ومن لم يركب هلك وغرق ، فمن لم يتمسّك ، أي : يتّبع أهل البيت عليهم‌السلام فهو غارق هالك في بحر الاختلافات المذهبية ، وستؤدّي به إلى هلاك الآخرة إن لم يدرك نفسه ويتّبع من أُمر باتّباعه.

وقد بيّن صلى‌الله‌عليه‌وآله من هم أهل بيته عليهم‌السلام في حديث الكساء وغيره ، فقد بلّغ ونصح وأسمع كلّ ذي بصيرة ، ونحن بدورنا ننقل لمن كان قاصراً فلم تبلغه الحجّة ، ولا عذر لمعتذر في زمن كهذا ، كلّ سبل البحث متوفّرة فليقرأ وليتأمّل ويدقّق ، فإنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله لا ينطق عبثاً ، فعندما يقول : أهل بيتي فيكم كسفينة نوح. فإنّ كلامه وحي يوحى وماينطق عن الهوى ، فليتّق الله كلّ منصف في وصيّة رسول الله فلا يخالفها ، ولا يعين على خلافها ، بل يقرأ ويقرأ ، ويسمع ويسمع حتّى يصل للنتيجة التي يقتنع بها عن علم ، ويعلّم من لم يعلم لينال ثواب إبلاغ وصيّة الرسول في أهل بيته لمن لم تصله ، لينال أجرعمله وأجر من اهتدى بسببه إلى يوم القيامة.

١١٥

وهذا الحديث الذي نحن بصدده جاء في كثير من كتب أهل السنّة المعتبرة ، منها مايلي :

مستدرك الحاكم النيسابوري :

أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي ، ثنا أحمد بن عبد الجبار يونس بن بكير ، ثنا المفضّل بن صالح ، عن أبى إسحاق ، عن حنش الكناني قال : ( سمعت أباذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة : أيّها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (١).

مجمع الزوائد للهيثمي :

عن أبي سعيد الخدري قال : ( سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ) (٢).

المعجم الصغير للطبراني :

حدّثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجّادة البغدادي ، حدّثنا عبد الله بن داهر الرازي ، حدّثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن حنش بن المعتمر : ( أنّه سمع أبا ذر الغفاري يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن

__________________

١ ـ المستدرك على الصحيحين : ج ٢ ، ص ٣٤٣ ، وج ٣ ، ص ١٥٠.

٢ ـ مجمع الزوائد : ج ٩ ، ص ١٦٨.

١١٦

تخلّف عنها هلك ، ومثل باب حطة بني إسرائيل ) (١).

حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حمّاد المقري ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري : ( سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ) (٢).

المعجم الكبير للطبراني :

( ٢٦٣٦ ) عن سعيد بن المسيب ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنّما قاتل مع الدجال ).

( ٢٦٣٧ ) حدّثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجّادة ، ثنا عبد الله بن داهر الرازي ، ثنا عبد الله ، بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق عن حنش ابن المعتمر قال : ( رأيت أبا ذر أخذ بعضادتي باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك ، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل ).

( ٢٦٣٨ ) حدّثنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن أبي الصهباء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من

__________________

١ ـ المعجم الصغير ١ : ١٣٩.

٢ ـ المعجم الصغير : ٢ : ٢٢.

١١٧

ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ).

( ٢٦٣٩ ) حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ( أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي ).

( ٢٦٤٠ ) حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا جندل بن والق ، ثنا محمّد ابن حبيب العجلي ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن زياد بن المنذر ، عن عبد الرحمن ابن مسعود العبدي ، عن عليم ، عن سلمان قال : ( أنزلوا آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة العين من الرأس ، فإنّ الجسد لا يهتدي إلّا بالرأس ، وإن الرأس لا يهتدي إلّا بالعينين ) (١).

الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي :

( إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك ) (٢).

كنز العمّال للمتقي الهندي :

( أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني بحبّ الله وأحبّوا أهل بيتي لحبّي ).

عن ابن عباس ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ) (٣).

__________________

١ ـ المعجم الكبير : ج ٣ ، ص ٤٥ ـ ٤٧.

٢ ـ الجامع الصغير في أحاديث البشير : ج ١ ، ص ٣٧٣.

٣ ـ كنز العمّال : ج ١٢ ، ص ٩٥.

١١٨

فيض القدير شرح الجامع الصغير للمنّاوي :

( إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك ) (١).

الدر المنثور لجلال الدين السيوطي :

( أخرج ابن أبي شيبة ، عن علي بن أبي طالب قال : إنّما مثلنا في هذه الأمّة كسفينة نوح وكباب حطّة في بني إسرائيل ).

وأخرج الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول مثل : أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ) (٢).

الصواعق المحرقة لابن حجر :

( جاء من طرق عديدة يقّوي بعضها بعضاً : ( إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ) (٣).

أحاديث أخرى تدلّ على وجوب معرفة أهل البيت عليهم‌السلام والتمسّك بهم :

إنّ للحديث قرائن كثيرة من الروايات ، ومن تلك القرائن ما نقل عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ) (٤).

__________________

١ ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير : ج ٢ ، ص ٦٥٨.

٢ ـ الدر المنثور : ٣ : ٣٣٤.

٣ ـ الصواعق المحرقة ، لابن حجر ٢ : ٤٤٥.

٤ ـ ينابيع المودّة ٢ : ٤٤٣.

١١٩

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( من أحبّ أنّ يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ، ويعتصم بحبل الله المتين ، فليوالي علياً بعدي ، وليعاد عدّوه ، وليأتم بالأئمّة الهداة من ولده ، فإنّهم خلفائي وأوصيائي ، وحجج الله على خلقه من بعدي ، وسادات أمّتي ، وقادات الأتقياء إلى الجنّة حزبهم حزبي ، وحزبي حزب الله ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان ) (١).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لو أنّ عبداً عبد الله سبعة آلاف سنة وهو عمر الدنيا ، ثمّ أتى الله عزّ وجلّ يبغض علي بن أبي طالب جاحداً لحقّه ناكثاً لولايته لأتعس الله خيره وجدع أنفه ). وذكره القرشي في شمس الأخبار ، ص ٤٠ (٢).

وأخرج الخوارزمي في ( المناقب ) ، عن النبي صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعلي : ( يا علي لو أنّ عبداً عبد الله عزّ وجلّ مثل ما قام نوح في قومه ، وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ، ومدّ في عمره حتّى حجّ ألف عام على قدميه ، ثمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوماً ، ثمّ لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنّة ولم يدخلها ) (٣).

وقال : ( من سرّه أنّ يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ) (٤).

__________________

١ ـ ينابيع المودّة ٢ : ٣١٦.

٢ ـ الغدير ٢ : ٣٠١.

٣ ـ المناقب ٦٨.

٤ ـ كنز العمّال ١٢ : ١٠٣.

١٢٠