حسينة حسن الدّريب
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-50-8
الصفحات: ٣٨٤
ثالثاً : الآية الكريمة في سورة الحديد : ( مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (١) ، ( هي مولاكم ) يفسرون الكلمة بـ ( هي أولى بكم ) (٢).
رابعاً : الأشعار العربية الفصيحة ، وكلمات اللغويين تدلّ أنّه لا فرق بين لفظ ( مولاه ) ( ووليّه ) كما في تاج العروس ما هذا نصّه : ( الولي ) الذي يلي عليك أمرك ، وهما بمعنى واحد ، ومنه الحديث : ( أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها ) ، ورواه بعضهم : بغير إذن وليّها وروى ابن سلام عن يونس : ( أنّ المولي ، في الدين هو الولى وذلك قوله تعالى : ( ذلك بأنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم ) ، أي : لا وليّ لهم ، ومنه الحديث : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي : من كنت وليّه ) (٣).
خامساً : كثيراً ما كرر رسول الله صلىاللهعليهوآله الولاية للإمام علي عليهالسلام ، مثل : ( أنت ولي كلّ مؤمن بعدي ) ، ( إنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ) ، ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، وغيرها مما سنسردها في محلّها إن شاء الله تعالى.
سادساً : لقد خاطب النبي صلىاللهعليهوآله الناس بأنّه أولى بهم من أنفسهم ، وجعل هذه الولاية لعلي عليهالسلام بدون استثناء شيء من تلك الولاية ، فلو كان هناك استثناء لوضّحها صلىاللهعليهوآله لأنّه يعلم بولايته المطلقة للناس ولكنّه لم يستثني شيئاً منها ، بل سأل الناس هل هو أولى بهم من أنفسهم؟ فلمّا قالوا : نعم ، أثبت لهم أنّ علي مولى لمن والاه بدون استثناء شيء من معاني الولاية المطلقة للنبي صلىاللهعليهوآله.
__________________
١ ـ سورة الحديد (٥٧) : ١٥.
٢ ـ جامع البيان عن تأويل آي القرآن ٢٧ : ٢٥٩.
٣ ـ تاج العروس ٢٠ : ٣١١.
بعد هذا السرد تبيّن للقارئ العزيز أنّ هذا الحديث قد بلغ حدّ التواتر ، وصار قطعي الصدور من الرسول صلىاللهعليهوآله رغم ما بذل في سبيل عدم تدوينه والتحدّث به ؛ لأنّ الله متمّ نوره ولو كره الكارهون ، وصار بمنزلة آية.
يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنى عشرية : ( إنّ الحديث إذا وصل حدّ التواتر وأصبح قطعي الصدور عن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان بمنزلة آية قرآنية ، فكما أنّ القرآن الكريم مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في أنّ هذا القرآن مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في هذا القرآن وفي ألفاظه ووصول القرآن الكريم إلينا بالتواتر القطعي ، فكلّ حديث يروى عن رسول الله ، ويصل إلينا بأسانيد تفيد القطع واليقين يكون هذا الحديث بحكم الآية القرآنية ، وبمثابة القرآن الكريم ) (١).
إذن أصبح قوله صلىاللهعليهوآله : ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ... ) بمثابة آية قرآنية من حيث إنّه مقطوع الصدور عن رسول الله صلىاللهعليهوآله فمن كذّبه فكأنّه كذّب آية من القرآن الكريم ، فهل يجرؤ مسلم على ذلك؟
أحاديث أُخرى تدلّ على الولاية :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( اللهم من آمن بي وصدّقني فليتولّ علي بن أبي طالب ، فإنّ ولايته ولايتي ، وولايتي ولاية الله تعالى ). وقال صلىاللهعليهوآله : ( من أحب أنّ يحيا حياتي ، ويموت موتي ، ويسكن جنّة الخلد التي وعدني ربّي ، فإنّ ربّي عزّ وجلّ غرس قضبانها بيده ، فليتولّ علي بن أبي طالب فإنّه لن يخرجكم من
__________________
١ ـ التحفة الاثنا عشرية : ٥٥٧ ، الباب العاشر في مطاعن الخلفاء ، الطعن الثاني عشر من مطاعن أبي بكر.
هدى ، ولن يدخلكم في ضلالة ) (١).
وقال صلىاللهعليهوآله : ( من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذّبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ) (٢).
وقال صلىاللهعليهوآله في أهل بيته ما يدل على توليّهم والالتفاف حولهم : ( ... فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ) (٣).
وقال ابن حجر في قوله صلىاللهعليهوآله : ( فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ) (٤). دليل على أنّ من تأهل منهم للمراتب العلية ، والوظائف الدينية كان مقدّماً على غيره ... ) (٥).
وقال صلىاللهعليهوآله : ( معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب ) (٦).
وقال صلىاللهعليهوآله : ( فلو أنّ رجلاً صفن ـ صفّ قدميه ـ بين الركن والمقام ، فصلّى وصام ، وهو مبغض لآل محمّد دخل النار ) (٧).
__________________
١ ـ كنز العمّال ج ١١ ص ٦١١.
٢ ـ كنز العمّال ج ١ ص ١٨٨.
٣ ـ كنز العمّال ج ١٢ص ١٠٣.
٤ ـ كنز العمّال ١ : ١٨٨.
٥ ـ الصواعق المحرقة ، باب وصية النبي ٢ : ٦٥٤.
٦ ـ ينابيع المودّة ١ : ٧٨.
٧ ـ أورده ابن حجر في الصواعق المحرقة ٢ : ٥٠٥.
وكما في مسند أحمد قوله صلىاللهعليهوآله عن سورة براءة : عن زيد بن يثيع ، عن أبي بكر : ( أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم بعثه ببراءة لأهل مكّة لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم مدّة فأجله إلى مدّته ، والله بريء من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاً ، ثمّ قال لعلي رضي الله تعالى عنه : الحقه ، فردّ علي أبا بكر ، وبلّغها أنت ، قال : ففعل ، قال : فلمّا قدم على النبي صلىاللهعليهوسلم أبو بكر قال : يا رسول الله ، حدث فيّ شيء؟ قال : ما حدث فيك إلّا خير ، ولكن أمرت أن لا يبلّغه إلّا أنا أو رجل منّي ) (١).
حدّثنا عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، قال : ثنا محمّد بن جعفر .. قال : ( فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر ، وقعوا في رجل ، قال له النبي صلىاللهعليهوسلم : لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحبّ الله ورسوله ، قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين علي؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ، ثمّ هزّ الراية ثلاثاً ، فأعطاها إيّاه ، فجاء بصفية بنت حيي ، قال : ثمّ بعث فلاناً بسورة التوبة ، فبعث علياً خلفه فأخذها منه ، قال : لا يذهب بها إلّا رجل منّى وأنا منه ، قال : وقال : لبني عمّه أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معه جالس ـ فأبوا ، فقال : علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت وليى في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ، ثمّ أقبل على رجل منهم ، فقال : أيّكم يوالينى في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : فقال : علي أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت
__________________
١ ـ مسند احمد ١ : ٣.
وليي في الدنيا والآخرة ، قال : وكان أوّل من أسلم من الناس بعد خديجة ) (١).
لاحظ : لماذا ردّ علي عليهالسلام أبا بكر ، أجب ، لكن بأمانة وإنصاف ، وتأمّل وتدبّر في معاني هذه العبارات : ( وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم ).
( معرفة آل محمّد براءة من النار ، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب ).
فمن تدبرّ وأنصف وأخلص عمله لوجه الله ، وترك ماعليه آباؤه الأوّلين تيقّن أنّ أهل البيت عليهمالسلام أشخاص معدودين تجب معرفتهم ومحبّتهم وموالاتهم على كلّ مكلّف ، لا يتقدّمهم ولا يتأخّر عنهم إلّا ضال مضل ، فليقرأ القارئ هذه الروايات وهو جامع كلّ حواسّة ليفهم معانيها ومضامينها ، ويعاهد ربّه ونفسه وضميره أن يقرأ بأمانة وإنصاف ، ويتمعّن في كلّ حديث ليرى هل يمكن أن ينطبق على ما تعتقده الشيعة الإمامية أم على ما يعتقده غيرهم؟ ثمّ يحكم بالحق ، والله خير الحاكمين.
وأخيراً مع شاعر الرسول المعروف حسّان بن ثابت الذي استأذن الرسول صلىاللهعليهوآله بعد إتمام الولاية فأذن له ، فتقدم وقال :
يناديهم يوم الغدير نبيّهم |
|
بخمّ وأسمع بالنبيّ مناديا |
وقد جاءه جبريل عن أمر ربّه |
|
بأنّك معصوم فلا تك وانيا |
__________________
١ ـ مسند أحمد ٢ : ٥٠٥.
وبلّغهم ما أنزل الله ربّهم إليك |
|
ولا تخش هناك الأعاديا |
فقام به إذ ذاك رافع كفّه |
|
بكفّ عليّ معلن الصوت عاليا |
فقال فمن مولاكم ووليّكم؟ |
|
فقال ولم يبدوا هناك تعاميا |
إلهك مولانا وأنت ولينا |
|
ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا |
فقال له قم يا علي فإنني |
|
رضيتك من بعدي إماما وهاديا |
فمن كنت مولاه فهذا وليّه |
|
فكونوا له أنصار صدق مواليا |
هناك دعا اللهم وال وليّه |
|
وكن للذي عادى علياً معاديا |
فيا ربّ انصر ناصريه لنصرهم |
|
إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا |
ومع شاعر أهل البيت الكميت ( رضي الله عليه ) في قوله :
ويوم الدوح دوح غدير خم |
|
أبان له الولاية لو أطيعا |
ولكن الرجال تدافعوها |
|
فلم أر مثلها خطراً منيعا (١) |
__________________
١ ـ راجع : الغدير للعلاّمة الأميني فقد ذكر الشعراء الذين خلّدوا واقعة الغدير في شعرهم ، ابتداء من القرن الأوّل حتّى القرن الرابع عشر ، وقد طبع منه أحد عشر مجلّداً ، وقد ذكر فيه (١٠٥) من شعراء الغدير ، وقد انتهى به المطاف إلى القرن الثاني عشر الهجري.
الدليل الرابع : آية إكمال الدين
قال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فإنّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ٌ ) (١).
نصّ ماجاء في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني :
حدّثني أبو زكريا ابن أبي إسحاق قال : ( أخبرنا ) عبد الله بن إسحاق ، قال حدّثنا الحسن بن علي العنزي قال : حدّثني محمّد بن عبد الرحمن الذارع ، قال : حدّثنا قيس بن حفص الدارمي ، قال : حدّثني علي بن الحسين أبو الحسن العبدي عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري : ( أنّ النبي ( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعيه فرفعهما ، ثمّ لم يتفرّقا حتّى نزلت هذه الآية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) فقال رسول الله ( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي والولاية لعلي ، ثمّ قال للقوم : من كنت مولاه فعلي مولاه ).
تفسير ابن كثير :
عن أبي سعيد الخدري : ( إنّها نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم غدير خم حين قال لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه ). ثمّ رواه عن أبي هريرة ،
__________________
١ ـ المائدة (٥) : ٣.
وفيه أنّه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ) (١).
تاريخ بغداد :
عن أبي هريرة ، قال : ( من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ لمّا أخذ النبي صلىاللهعليهوسلم بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست اولي بالمؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) (٢).
المناقب للخوارزمي :
وأخبرني سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إليّ من همدان ، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة [ أخبرنا الشريف أبو طالب المفضّل بن الجعفري بأصبهان ، أخبرني الحافظ أبو بكر ابن مردويه إجازة ، حدّثني جدّي ] ، حدّثني عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدّثني الحسن بن عليل الغنوي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحمان الذراع ، حدّثنا قيس ابن حفص ، حدّثني علي بن الحسن العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري : ( إنّ النبي صلّى الله عليه وآله يوم دعا الناس في غدير خمّ ، أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقمّ وذلك يوم الخميس ، ثمّ دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه فرفعها حتّى نظر الناس إلى إبطه ثمّ لم يتفرّقا حتّى نزلت : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) (٣).
__________________
١ ـ تفسير ابن كثير ج ٢ ص ١٥.
٢ ـ تاريخ بغداد ٨ : ٢٨٤.
٣ ـ المناقب ص ١٣٥.
تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر :
عن أبي هريرة قال : ( من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ ، لمّا أخذ النبي ( صلىاللهعليهوسلم ) بيد علي ابن أبي طالب فقال : ألست ولي المؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله عزّ وجلّ ( اليوم أكملت لكم دينكم ).
عن أبي هريرة قال : لمّا أخذ رسول الله ( صلىاللهعليهوسلم ) بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست أولى بالمؤمنين؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : فأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم قال : فأنزل الله عزّ وجلّ ( اليوم أكملت لكم دينكم ) قال أبو هريرة : وهو يوم غدير خمّ ، من صام يعني ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين شهراً.
وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا محمّد بن عبد الله بن الحسين الدقاق ، نا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري البزاز إملاء لثلاث بقين من جمادى الأخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، نا علي بن سعيد الشامي ، نا ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : ( من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة كتب الله له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ لمّا أخذ رسول الله ( صلىاللهعليهوسلم ) بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست مولى المؤمنين؟ قالوا : نعم يارسول الله ، فأخذ بيد علي بن أبي طالب ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ يا ابن أبي طالب ، أصبحت
مولاي ومولى كلّ مسلم. قال فأنزل تبارك وتعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ).
عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن عمر بن الخطاب قال : قال : رسول الله ( صلىاللهعليهوسلم ) : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ).
عن أبي سعيد الخدري قال : ( لمّا نصب رسول الله ( صلىاللهعليهوسلم ) علياً بغدير خمّ فنادى له بالولاية ، هبط جبرئيل عليه السلام عليه بهذه الآية ( أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) (١).
وممّا يؤيّد ويؤكّد حديث الغدير وآية إكمال الدين قصّة الرجل الذي دعا على نفسه إن كانت ولاية علي عليهالسلام من عند الله تعالى : فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم : ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) ، ونزلت فيه آيات بينات ذكرها الكثير من أبناء السنّه منهم :
١ ـ الزرندي :
ونقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي ( رحمه الله ) في تفسيره ( أنّ سفيان بن عيينة ( رحمه الله ) سأل عن قول الله : ( سأل سائل بعذاب واقع ) فيمن نزلت؟ فقال للسائل : سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك.
حدّثني أبي ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم السلام أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا كان بغدير خمّ نادى الناس فاجتمعوا فأخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. فشاع ذلك وطار في البلاد ، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ،
__________________
١ ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر ج ٤٢ ، ص ٢٣٣ وما بعدها.
فأتى رسول الله صلىاللهعليهوآله على ناقة له ، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها ، فقال : يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأمرتنا ان نصلّي خمساً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا منك ، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا منك ، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا منك ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضّله علينا وقلت : من كنت مولاه ، فعلي مولاه فهذا منك أم من الله؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : والذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله.
فولّى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته ويقول : اللهمّ إن كان ما يقول محمّد حقّ فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فما وصل إلى راحلته حتّى رماه الله تعالى بحجر ، فسقط على هامته وخرج من دبره ، وأنزل الله ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ) (١).
٢ ـ الحاكم الحسكاني :
عن سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن علي قال : ( لمّا نصب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علياً يوم غدير خمّ فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه. طار ذلك في البلاد ، فقدم على رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال : أمرتنا عن الله أنّ نشهد أنّ لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحجّ والصلوة والزكاة والصوم فقبلناها منك ، ثمّ لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فهذا مولاه. فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟
__________________
١ ـ « نظم درر السمطين » ص ٩٣ ، جمال الدين محمّد بن يوسف بن الحسن بن محمّد الزرندي ، سلسلة من مخطوطات مكتبة الإمام امير المؤمنين عليهالسلام العامة ، الطبعة الاولى ١٣٧٧ هج ـ ١٩٥٨ م.
قال : أمر من عند الله. قال : الله الذي لا إله إلّا هو إنّ هذا من الله؟ قال : الله الذي لا إله إلّا هو إن هذا من الله. قال : فولّى النعمان وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم. فرماه الله بحجر على رأسه فقتله ، فأنزل الله تعالى ( سأل سائل ) ).
و ( رواه أيضاً ) في ( التفسير ) العتيق ( قال ) : حدّثنا إبراهيم بن محمّد الكوفي ، قال : حدّثني نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن محمّد بن علي قال : أقبل الحارث بن عمرو الفهري إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : ( إنّك أتيتنا بخبر السماء فصدّقناك وقبلنا منك. فذكر مثله إلى قوله : فارتحل الحارث ، فلمّا صار ببطحاء مكّة أتته جندلة من السماء فشدخت رأسه ، فأنزل الله ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ) بولاية علي عليه السلام ).
عن حذيفة بن اليمان قال : ( لمّا قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلي : من كنت مولاه فهذا مولاه. قام النعمان بن المنذر الفهري فقال : هذا شيء قلته من عندك أو شيء أمرك به ربّك؟ قال : لا بل أمرني به ربّي. فقال : اللهم أنزل علينا حجارة من السماء. فما بلغ رحله حتّى جاءه حجر فادماه فخر ميتاً ، فأنزل الله تعالى ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع ).
عن أبي هريرة قال : ( أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعضد علي ابن أبي طالب يوم غدير خمّ ، ثمّ قال : من كنت مولاه فهذا مولاه. فقام إليه أعرابي فقال : دعوتنا أنّ نشهد أنّ لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله فصدّقنا ( ك ) ، وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلّينا وصمنا ، وبالزكاة فأدّينا فلم تقنعك إلّا أنّ تفعل هذا؟! فهذا عن الله أم عنك؟! قال : عن الله لا عنيّ. قال : الله الذي لا إله
إلّا هو لهذا عن الله لا عنك؟!! قال : نعم ، ثلاثاً. فقام الأعرابي مسرعاً إلى بعيره وهو يقول : ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ) الآية ، فما استتم الكلمات حتّى نزلت نار من السماء فأحرقته ، وأنزل الله في عقب ذلك ( سأل سائل ـ إلى ( قوله ) ـ دافع ) (١).
٣ ـ تفسير القرطبي :
وقيل : ( إنّ السائل هنا هو الحارث بن النعمان الفهري. وذلك أنّه لما بلغه قول النبي صلىاللهعليهوسلم في علي رضي الله عنه : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ركب ناقته فجاء حتّى أناخ راحلته بالأبطح ثمّ قال : يا محمّد ، أمرتنا عن الله أنّ نشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلناه منك ، وأن نصلّي خمساً فقبلناه منك ، ونزكّي أموالنا فقبلناه منك ، وأن نصوم شهر رمضان في كلّ عام فقبلناه منك ، وأن نحجّ فقبلناه منك ، ثمّ لم ترض بهذا حتّى فضلت ابن عمك علينا! أفهذا شيء منك أم من الله؟! فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : ( والله الذي لا إله إلّا هو ما هو إلّا من الله ). فولّى الحارث وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمّد حقّاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم. فوالله ما وصل إلى ناقته حتّى رماه الله بحجر ، فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله ، فنزلت : ( سأل سائل بعذاب واقع ) الآية ) (٢).
إذن أصبحت ثلاث آيات بيّنات مبيّنات ، أحدها : تأمر النبي بتبليغ الولاية ، والثانية : تخبر باكمال الدين وإتمام النعمة بالولاية ، والثالثة : معجزة ظاهرة لأولي
__________________
١ ـ شواهد التنزيل ٢ : ٣٨١ ـ ٣٨٥.
٢ ـ الجامع لأحكام القرآن ١٨ : ٢٧٨.
الألباب في قصّة السائل للعذاب ، وما يأتي متمم للحجّة.
وأنّه عزّ وجلّ لا يترك أرضه بغير قيّم ليكون حجّة على خلقه ، ولكن من نهج نهج من لم يسلّم لحجّة الله ، وقال : أنا خير ممن اخترت ، وهبط عمله بعد عبادة ألف سنة ، لحسده وكبره يتّبعه كلّ من انقلب على عقبيه ، ولم يسلّم لأمر الرسول في أهل بيته ، وقال : أنا خير منهم ، لسنّي وشهرتي ، فحبط عمله ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وهو الخاسر ، فيحمل وزره ووزر من نهج نهجه إلى يوم القيامة ، والعاقبة للمتّقين.
الدليل الخامس : حديث السفينة
إنّ الرسول صلىاللهعليهوآله مرّة يعلن للورى أنّ الإمام علي عليهالسلام هو وليّهم من بعده كما في حديث الغدير ونحوه ، ومرّة يعلن الولاية لأهل بيته عليهمالسلام مثل : حديث الثقلين والسفينة ونحوهما ، ففي حديث الثقلين جعل أهل بيته عليهمالسلام قرناء القرآن لا يفترقان حتّى يردا عليه ، وهنا مثّلهم بسفينة نوح التي كلّ من قرأ القرآن عرف أنّ من ركب مع نوح في السفينة نجا من الغرق ، ومن لم يركب هلك وغرق ، فمن لم يتمسّك ، أي : يتّبع أهل البيت عليهمالسلام فهو غارق هالك في بحر الاختلافات المذهبية ، وستؤدّي به إلى هلاك الآخرة إن لم يدرك نفسه ويتّبع من أُمر باتّباعه.
وقد بيّن صلىاللهعليهوآله من هم أهل بيته عليهمالسلام في حديث الكساء وغيره ، فقد بلّغ ونصح وأسمع كلّ ذي بصيرة ، ونحن بدورنا ننقل لمن كان قاصراً فلم تبلغه الحجّة ، ولا عذر لمعتذر في زمن كهذا ، كلّ سبل البحث متوفّرة فليقرأ وليتأمّل ويدقّق ، فإنّ الرسول صلىاللهعليهوآله لا ينطق عبثاً ، فعندما يقول : أهل بيتي فيكم كسفينة نوح. فإنّ كلامه وحي يوحى وماينطق عن الهوى ، فليتّق الله كلّ منصف في وصيّة رسول الله فلا يخالفها ، ولا يعين على خلافها ، بل يقرأ ويقرأ ، ويسمع ويسمع حتّى يصل للنتيجة التي يقتنع بها عن علم ، ويعلّم من لم يعلم لينال ثواب إبلاغ وصيّة الرسول في أهل بيته لمن لم تصله ، لينال أجرعمله وأجر من اهتدى بسببه إلى يوم القيامة.
وهذا الحديث الذي نحن بصدده جاء في كثير من كتب أهل السنّة المعتبرة ، منها مايلي :
مستدرك الحاكم النيسابوري :
أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي ، ثنا أحمد بن عبد الجبار يونس بن بكير ، ثنا المفضّل بن صالح ، عن أبى إسحاق ، عن حنش الكناني قال : ( سمعت أباذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة : أيّها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ).
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (١).
مجمع الزوائد للهيثمي :
عن أبي سعيد الخدري قال : ( سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ) (٢).
المعجم الصغير للطبراني :
حدّثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجّادة البغدادي ، حدّثنا عبد الله بن داهر الرازي ، حدّثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن حنش بن المعتمر : ( أنّه سمع أبا ذر الغفاري يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن
__________________
١ ـ المستدرك على الصحيحين : ج ٢ ، ص ٣٤٣ ، وج ٣ ، ص ١٥٠.
٢ ـ مجمع الزوائد : ج ٩ ، ص ١٦٨.
تخلّف عنها هلك ، ومثل باب حطة بني إسرائيل ) (١).
حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حمّاد المقري ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري : ( سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ) (٢).
المعجم الكبير للطبراني :
( ٢٦٣٦ ) عن سعيد بن المسيب ، عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنّما قاتل مع الدجال ).
( ٢٦٣٧ ) حدّثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجّادة ، ثنا عبد الله بن داهر الرازي ، ثنا عبد الله ، بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق عن حنش ابن المعتمر قال : ( رأيت أبا ذر أخذ بعضادتي باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك ، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل ).
( ٢٦٣٨ ) حدّثنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن أبي الصهباء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من
__________________
١ ـ المعجم الصغير ١ : ١٣٩.
٢ ـ المعجم الصغير : ٢ : ٢٢.
ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ).
( ٢٦٣٩ ) حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا يحيى بن معين ، ثنا هشام بن يوسف ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ( أحبوا الله لما يغذوكم من نعمه ، وأحبّوني لحبّ الله ، وأحبّوا أهل بيتي لحبّي ).
( ٢٦٤٠ ) حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا جندل بن والق ، ثنا محمّد ابن حبيب العجلي ، عن إبراهيم بن الحسن ، عن زياد بن المنذر ، عن عبد الرحمن ابن مسعود العبدي ، عن عليم ، عن سلمان قال : ( أنزلوا آل محمّد صلىاللهعليهوسلم بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة العين من الرأس ، فإنّ الجسد لا يهتدي إلّا بالرأس ، وإن الرأس لا يهتدي إلّا بالعينين ) (١).
الجامع الصغير لجلال الدين السيوطي :
( إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك ) (٢).
كنز العمّال للمتقي الهندي :
( أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبّوني بحبّ الله وأحبّوا أهل بيتي لحبّي ).
عن ابن عباس ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ) (٣).
__________________
١ ـ المعجم الكبير : ج ٣ ، ص ٤٥ ـ ٤٧.
٢ ـ الجامع الصغير في أحاديث البشير : ج ١ ، ص ٣٧٣.
٣ ـ كنز العمّال : ج ١٢ ، ص ٩٥.
فيض القدير شرح الجامع الصغير للمنّاوي :
( إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك ) (١).
الدر المنثور لجلال الدين السيوطي :
( أخرج ابن أبي شيبة ، عن علي بن أبي طالب قال : إنّما مثلنا في هذه الأمّة كسفينة نوح وكباب حطّة في بني إسرائيل ).
وأخرج الحاكم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ( سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول مثل : أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ) (٢).
الصواعق المحرقة لابن حجر :
( جاء من طرق عديدة يقّوي بعضها بعضاً : ( إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ) (٣).
أحاديث أخرى تدلّ على وجوب معرفة أهل البيت عليهمالسلام والتمسّك بهم :
إنّ للحديث قرائن كثيرة من الروايات ، ومن تلك القرائن ما نقل عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتهم قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ) (٤).
__________________
١ ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير : ج ٢ ، ص ٦٥٨.
٢ ـ الدر المنثور : ٣ : ٣٣٤.
٣ ـ الصواعق المحرقة ، لابن حجر ٢ : ٤٤٥.
٤ ـ ينابيع المودّة ٢ : ٤٤٣.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( من أحبّ أنّ يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ، ويعتصم بحبل الله المتين ، فليوالي علياً بعدي ، وليعاد عدّوه ، وليأتم بالأئمّة الهداة من ولده ، فإنّهم خلفائي وأوصيائي ، وحجج الله على خلقه من بعدي ، وسادات أمّتي ، وقادات الأتقياء إلى الجنّة حزبهم حزبي ، وحزبي حزب الله ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان ) (١).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( لو أنّ عبداً عبد الله سبعة آلاف سنة وهو عمر الدنيا ، ثمّ أتى الله عزّ وجلّ يبغض علي بن أبي طالب جاحداً لحقّه ناكثاً لولايته لأتعس الله خيره وجدع أنفه ). وذكره القرشي في شمس الأخبار ، ص ٤٠ (٢).
وأخرج الخوارزمي في ( المناقب ) ، عن النبي صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعلي : ( يا علي لو أنّ عبداً عبد الله عزّ وجلّ مثل ما قام نوح في قومه ، وكان له مثل أحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله ، ومدّ في عمره حتّى حجّ ألف عام على قدميه ، ثمّ قتل بين الصفا والمروة مظلوماً ، ثمّ لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنّة ولم يدخلها ) (٣).
وقال : ( من سرّه أنّ يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن التي غرسها ربّي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليّه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنّهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذّبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ) (٤).
__________________
١ ـ ينابيع المودّة ٢ : ٣١٦.
٢ ـ الغدير ٢ : ٣٠١.
٣ ـ المناقب ٦٨.
٤ ـ كنز العمّال ١٢ : ١٠٣.