الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩١
لمن سمى على طعامه أن لا يشتكي منه » فقال ابن الكوا : لقد أكلت البارحة طعاماً فسميت عليه ثم آذاني ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « [ لعلك ](١) أكلت ألواناً فسميت على بعضها ولم تسم على بعض يا لكع » قال : كذلك كان والله يا أمير المؤمنين .
ورواه في موضع آخر : عنه ( عليه السلام ) ، باختلاف يسير ، وفي آخره قال ( عليه السلام ) : « فمن ها هنا(٢) أتيت يا لكع »(٣) .
[١٩٨٨٥] ٢ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في المكارم : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال لابنه الحسن ( عليه السلام ) : « يا بني ، لا تطعمن لقمة من حار ولا بارد ، ولا تشربن شربة و [لا](١) جرعة ، إلّا وأنت تقول قبل أن تأكله [ وقبل أن تشربه ](٢) : اللهم إني أسألك في أكلي وشربي السلامة من وعكه ، والقوة به على طاعتك وذكرك وشكرك فيما بقيته في بدني ، وأن تشجعني بقوته(٣) على عبادتك ، وأن تلهمني حسن التحرز من معصيتك ، فإنك إن فعلت ذلك آمنت وعثه(٤) وغائلته » .
٥٤ ـ ( باب استحباب أكل كل شيء ولو خبزاً وملحاً ، قبل الخروج من المنزل )
[١٩٨٨٦] ١ ـ القطب الراوندي في دعواته : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، أنه قال : « إذا صليت الفجر فكل كسرة تطيب بها
_____________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في نسخة : هناك .
(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ١٣٨ ح ٤٨٦ .
٢ ـ مكارم الأخلاق ص ١٤٣ .
(١ ، ٢) أثبتناه من المصدر .
(٣) في الحجرية : « بقوتها » وما أثبتناه من المصدر .
(٤) الوعث بفتح الواو وسكون العين : الشدة والشر ( لسان العرب ج ٢ ص ٢٠٢ ) .
الباب ٥٤
١ ـ دعوات الراوندي ص ٦١ .
نكهتك ، وتطفىء بها حرارتك ، وتقوم بها أضراسك ، وتشد بها لثتك ، وتجلب بها رزقك ، وتحسن بها خلقك » .
٥٥ ـ ( باب استحباب إطعام جيران صاحب المصيبة عنه ، وإرسال الطعام إليه ثلاثة أيام )
[١٩٨٨٧] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله بن محمد قال : حدثنا محمد بن محمد قال : حدثني موسى بن اسماعيل قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأهله وابتدأ بعائشة : اصنعوا طعاماً واحملوه إليهم ، ما كانوا في شغلهم ذلك » .
٥٦ ـ ( باب عدم وجوب غسل اليدين قبل الطعام ولا بعده )
[١٩٨٨٨] ١ ـ الجعفريات : بالسند المتقدم عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن علياً ( عليهم السلام ) قال : « خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قبل صلاة الغداة ، وفي يده كسرة قد غمسها بلبن ، وهو يأكل ويمشي ، وبلال يقيم لصلاة الغداة ، فدخل فصلى بالناس ، من غير أن يمس ماء » .
[١٩٨٨٩] ٢ ـ وبهذا الإِسناد : عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : « عن أم سلمة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قالت : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فناولته كتف شاة ، فبينا هو يتعرقه(١) إذ جاءه بلال
_____________________________
الباب ٥٥
١ ـ الجعفريات ص ٢١١ .
الباب ٥٦
١ ـ الجعفريات ص ٢٦ .
٢ ـ الجعفريات ص ٢٥ .
(١) تعرق العظم : إذا أخذ ما عليه من اللحم بأسنانه ( النهاية ج ٣ ص ٢٢٠ ) .
يؤذنه بالصلاة(٢) ، فقام وصلى ولم يتوضأ » .
[١٩٨٩٠] ٣ ـ دعائم الإِسلام : روينا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه أتي بكتف جزور مشوية ، وقد أذن بلال ، فأمره فأمسك هنيئة حتى أكل منها وأكل معه أصحابه ، ودعا بلبن فمذق له ، فشرب وشربوا ، ثم قام فصلى ولم يمس ماء .
٥٧ ـ ( باب كراهة الأكل من رأس الثريد ، واستحباب الأكل من جوانبه ، وإكثار الطعام وإجادته وإطعامه )
[١٩٨٩١] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه نهى أن يأكل أحد من ذروة(١) الثريد .
[١٩٨٩٢] ٢ ـ صحيفة الرضا : بإسناده عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه ، فإن الذروة فيها البركة » .
[١٩٨٩٣] ٣ ـ المستغفري في طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قال : « البركة في وسط الطعام ، فكلوا من حافتيه ، ولا تأكلوا من وسطه » .
٥٨ ـ ( باب استحباب الأكل مما يليه ، لا مما قدام غيره )
[١٩٨٩٤] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه
_____________________________
(٢) في الحجرية : « للصلاة » وما أثبتناه من المصدر .
٣ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٠٢ .
الباب ٥٧
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠٣ .
(١) ذروة كل شيء : أعلاه ( مجمع البحرين ج ١ ص ١٥٨ ) .
٢ ـ صحيفة الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٣ ح ٤٦ .
٣ ـ طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ص ٢٠ .
الباب ٥٨
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠٣ .
أمر أن يأكل كل أحد مما يليه .
[١٩٨٩٥] ٢ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قدم عليه رجل فاضافه ، فادخله بيت أم سلمة ، ثم قال : « هل عندكم شيء ؟ » قال : فأتونا بجفنة كثيرة الثريد والوذر(١) ، فجعل ذلك الرجل يجيل يده في جوانبها ، فأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) يمينه بيساره ووضعها قدامه ، ثم قال : « كل مما يليك ، فإنه طعام واحد » فلما رفعت الجفنة اتونا بطبق فيه رطب ، فجعل يأكل من بين يديه ، وجعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجول في الطبق ، ثم قال للرجل : « كل من حيث شئت ، فإنه غير طعام واحد » ثم أتونا بوضوء فغسل يده ثم مسح وجهه وذراعيه ، وقال : « هذا الوضوء مما مسته النار » .
[١٩٨٩٦] ٣ ـ المستغفري في طب النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قال : قال ( صلى الله عليه وآله ) : « إذا وضعت المائدة فليأكل أحدكم مما يليه ، ولا يناول ذروة الطعام ، فإن البركة تأتيها من أعلاها ، ولا يقوم أحدكم ولا يرفع يده وإن شبع ، حتى يرفع القوم أيديهم ، فإن ذلك يخجل جليسه » .
٥٩ ـ ( باب استحباب لطع القصعة ، ومص الأصابع بعد الأكل )
[١٩٨٩٧] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه كان يلعق الصحفة ويقول : « آخر الصحفة أعظمها بركة ، وإن الذين يلعقون الصحاف تصلي عليهم الملائكة ، وتدعو لهم بسعة الرزق ، وللذي
_____________________________
٢ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٢٦ ح ٦٢ .
(١) الوذر بسكون الذال : جمع وَذرَة وهي القطعة من اللحم وفي الحديث . . وساق قريباً مما في المتن ( النهاية ج ٥ ص ١٧٠ ) .
٣ ـ طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ص ٢٠ .
الباب ٥٩
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٢٠ ح ٤٠٥ .
يلعق الصحفة حسنة مضاعفة » وكان ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا أكل لعق أصابعه حتى يسمع لها مصيص(١) .
[١٩٨٩٨] ٢ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في المكارم : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه كان إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه الثلاث التي أكل بها ، فإن بقي فيها شيء عاوده فلعقها حتى تنتظف ، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها واحدة واحدة ، ويقول : « لا يدرى في أي الأصابع البركة » .
[١٩٨٩٩] ٣ ـ وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « من لعق قصعة ، صلت عليه الملائكة ، ودعت له بالسعة في الرزق ، ويكتب له حسنات مضاعفة » .
[١٩٩٠٠] ٤ ـ الصدوق في الخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ، أنه قال : « إذا أكل أحدكم طعاماً ، فمص أصابعه التي أكل(١) بها ، قال الله عز وجل : بارك الله فيك » .
[١٩٩٠١] ٥ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الذي يلعق الصحفة تصلي عليه الملائكة ، وتدعو له بالسعة في الرزق » .
_____________________________
(١) المصيص : الصوت الذي يظهر عند مص الأصبع في الفم ( انظر لسان العرب ج ٧ ص ٩١ ) .
٢ ـ مكارم الأخلاق ص ٣٠ .
٣ ـ مكارم الأخلاق ص ١٤٦ .
٤ ـ الخصال ص ٦١٣ .
(١) في نسخة : يأكل .
٥ ـ الجعفريات ص ١٦٢ .
[١٩٩٠٢] ٦ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « من أكل طعاماً فليمص أصابعه ، فإن في مص إحداها بركة » .
[١٩٩٠٣] ٧ ـ المستغفري في طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « القصعة تستغفر لمن يلحسها » .
٦٠ ـ ( باب استحباب الأكل باليد بثلاث أصابع ، أو بجميع الأصابع ، لا بإصبعين )
[١٩٩٠٤] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ، أنه نهى عن الأكل بثلاث أصابع .
وعن علي ( عليه السلام ) ، مثل ذلك .
[١٩٩٠٥] ٢ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه كان يأكل بخمس أصابع ، ويقول : « هكذا كان يأكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ليس كما يأكل الجبارون » .
[١٩٩٠٦] ٣ ـ المستغفري في طب النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قال : « الأكل باصبع واحد أكل الشيطان ، وبالاثنين أكل الجبابرة ، وبالثلاث أكل الأنبياء ( عليهم السلام ) » .
قلت : ويؤيد الأكل بالثلاث جملة من الأخبار ، إلّا أن خبر الدعائم مؤيد باقتصار العامة ، كما في البحار الاستحباب عليه ، وفي الدروس(١)
_____________________________
٦ ـ كتاب الأخلاق : مخطوط .
٧ ـ طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ص ٢١ .
الباب ٦٠
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠١ .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٩ ح ٤٠٢ .
٣ ـ طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ص ٢٠ .
(١) الدروس ص ٢٨٧ .
اقتصر على نقل الخبر من دون الحكم بالاستحباب .
٦١ ـ ( باب كراهة رمي الفاكهة قبل استقصاء أكلها ، وكراهة رد السائل عند حضور الطعام )
[١٩٩٠٧] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه نظر إلى فاكهة قد رميت في داره لم يستقص أكلها ، فغضب وقال : « ما هذا ؟ إن كنتم شبعتم فإن كثيراً من الناس لم يشبعوا ، فاطعموه من يحتاج إليه » .
٦٢ ـ ( باب أن الطعام إذا حضر في أول وقت الصلاة ، استحب تقديم الأكل ، وإلّا استحب تقديم الصلاة )
[١٩٩٠٨] ١ ـ عوالي اللآلي : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : « إذا وضع عشاء أحدكم وأُقيمت الصلاة ، فابدؤوا بالعشاء ولا يعجلن حتى يفرغ منه » .
٦٣ ـ ( باب استحباب مناولة المؤمن اللقمة والماء والحلواء )
[١٩٩٠٩] ١ ـ القطب الراوندي في دعواته : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه كان إذا أكل ، لقم من بين عينيه ، وإذا شرب سقى من عن يمينه .
[١٩٩١٠] ٢ ـ المستغفري في طب النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قال : قال
_____________________________
الباب ٦١
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٥ ح ٣٨١ .
الباب ٦٢
١ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٦ ح ٧٧ .
الباب ٦٣
١ ـ دعوات الراوندي ص ٦٠ .
٢ ـ طب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ص ٢٦ .
( صلى الله عليه وآله ) : « من القم في فم أخيه المؤمن لقمة حلو ، لا يرجو لها رشوة ، ولا يخاف بها من شره ، ولا يريد إلّا وجهه تعالى ، صرف الله عنه بها مرارة(١) الموقف يوم القيامة » .
٦٤ ـ ( باب استحباب ترك ما يسقط من الطعام في الصحراء ولو فخذ شاة ، وتناول ما سقط في المنزل )
[١٩٩١١] ١ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق : قال : قال أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) : « كلوا ما يقع من المائدة في الحضر ، فإن فيه شفاء من كل داء ، ولا تأكلوا ما يقع منها ومن السفرة في الصحاري » .
[١٩٩١٢] ٢ ـ الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية : بإسناده عن ميسر بن(١) محمد بن الوليد بن يزيد قال : أتيت أبا جعفر ( عليه السلام ) ، فوجدت في فناء داره قوماً كثيراً ـ إلى أن قال ـ ثم عدت من الغد ، وما معي خلق ولا ورائي(٢) خلق ، وأنا أتوقع أن يأتي أحد ، فضاق(٣) ذلك عليّ حتى اشتد الحر ، واشتد عليّ الجوع ، ( حتى جعلت اشرب الماء واطفىء به حر ما أجد من الحرّ والجوع )(٤) ، فبينا أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل خواناً عليه الوان طعام ، وغلام آخر معه طست وابريق ، حتى وضعه بين يدي ،
_____________________________
(١) في المصدر : حرارة .
الباب ٦٤
١ ـ كتاب الأخلاق : مخطوط .
٢ ـ الهداية للحضيني ص ٦٢ ـ أ .
(١) في المصدر : عن ، والظاهر أنّ الصواب ما في المصدر ، حيث ورد جزءاً من الحديث في مكارم الأخلاق ص ١٤١ باسناده عن محمد بن الوليد ، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤٣٠ ح ١٤ بنفس الإِسناد .
(٢) في المصدر : أرى .
(٣) في المصدر : فطال .
(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر .
فقال لي : مولانا يأمرك أن تغسل يدك وتأكل ، فغسلت يدي وأكلت ، فإذا أنا بأبي جعفر ( عليه السلام ) قد أقبل ، فقمت إليه ، فأمرني بالجلوس والأكل ، فجلست وأكلت ، فنظر إلى الغلام يرفع ما يسقط من الخوان ، فقال له(٥) : « كل معه » حتى إذا فرغت ورفع الخوان ، ذهب الغلام يرفع ما سقط من الخوان على الأرض ، فقال ( عليه السلام ) له : « ما كان في الصحراء فدعه ولو فخذ شاة ، وما كان في البيت فتتبعه والقطه وكله ، فإن فيه رضى الرب ، ومجلبة للرزق ، وشفاء من كل سقم » الخبر .
٦٥ ـ ( باب استحباب إتيان الفاكهة واللحم للعيال يوم الجمعة )
[١٩٩١٣] ١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « واروي : اطرفوا(١) أهاليكم في كل جمعة بشيء من الفاكهة واللحم ، حتى يفرحوا بالجمعة » .
[١٩٩١٤] ٢ ـ « وعن بعض أهل الباطن ، في قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادهنوا غبّا ، بروا أهاليكم وأولادكم جمعة إلى الجمعة بالجماع واللحوم ووسعوا في النفقات ، حتى تحبب إليهم الجمعة » .
٦٦ ـ ( باب استحباب الاستلقاء ، ووضع الرجل اليمنى على اليسرى بعد الأكل ، وكراهة وضع منديل على الثوب وقت الأكل )
[١٩٩١٥] ١ ـ القطب الراوندي في دعواته : عن الصادق ( عليه السلام ) ،
_____________________________
(٥) في المصدر : لي .
الباب ٦٥
١ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٨ .
(١) في الحجرية والمصدر : « أطرقوا » والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب .
٢ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٥٦ .
الباب ٦٦
١ ـ دعوات الراوندي ص ٢٩ ، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤١٢ ح ٩ .
أنه قال : « الاستلقاء بعد الشبع يسمن البدن ، ويمرىء الطعام ، ويسل الداء » .
[١٩٩١٦] ٢ ـ الرسالة الذهبية للرضا ( عليه السلام ) : « ومن أراد أن يستمرىء طعامه ، فليستلق بعد الأكل على شقه الأيمن ، ثم ينقلب ذلك على شقه الأيسر حتى ينام » .
٦٧ ـ ( باب استحباب إجابة دعوة المؤمن ، والأكل عنده وإن كان المدعو صائماً ندباً )
[١٩٩١٧] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « إذا دخل أحدكم على أخيه وهو صائم ، فسأله أن يفطر فليفطر ، إلّا أن يكون صيامه ذلك قضاء فريضة ، أو نذر سماه ، أو كان قد زال نصف النهار » .
وقال ( عليه السلام ) : « إذا قال لك أخوك : كل ، فكل ولا تلجئه إلى أن يقسم عليك ، فإنه إنما يريد به كرامتك » .
٦٨ ـ ( باب استحباب تتبع ما يسقط من الخوان في البيت ، ولو مثل السمسم وأكله ، وقصد الاستشفاء به )
[١٩٩١٨] ١ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في المكارم : رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أبا أيوب الأنصاري يلتقط نثار المائدة ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : « بورك لك ، وبورك عليك ، وبورك فيك » فقال أبو أيوب : يا رسول الله وغيري ، قال : « نعم ، من أكل ما أكلت فله ما قلت لك » وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « من فعل هذا وقاه الله الجنون والجذام والبرص والماء
_____________________________
٢ ـ الرسالة الذهبية ص ٤١ باختلاف في اللفظ .
الباب ٦٧
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٠٨ ح ٣٤٨ .
الباب ٦٨
١ ـ مكارم الأخلاق ص ١٤٦ .
الأصفر والحمق » .
القطب الراوندي في دعواته : عنه مثله(١) .
[١٩٩١٩] ٢ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : أنه قال لعلي ( عليه السلام ) : « كل ما وقع تحت مائدتك ، فإنه ينفي عنك الفقر ، وهو مهور الحور العين ، ومن أكله حشي قلبه علماً وحلماً وإيماناً ونوراً » .
[١٩٩٢٠] ٣ ـ الصدوق في الخصال : في حديث الأربعمائة : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كلوا ما يسقط من الخوان ، فإنه شفاء من كل داء بإذن الله عز وجل ، لم أراد أن يستشفي به » .
[١٩٩٢١] ٤ ـ صحيفة الرضا ( عليه السلام ) : بإسناده عن آبائه ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما يسقط من المائدة مهور حور العين » .
[١٩٩٢٢] ٥ ـ العياشي : عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال : « وإني أجد اليسير يقع من الخوان فاتفقده ، فيضحك الخادم » الخبر .
[١٩٩٢٣] ٦ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أن رجلاً شكا إليه وجع الخاصرة ، فقال : « عليك بما سقط من الخوان فكله » ففعل فعوفي .
[١٩٩٢٤] ٧ ـ المستغفري في طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قال ( صلى الله عليه وآله ) : « من أكل ما يسقط من المائدة ، عاش ما عاش في سعة من
_____________________________
(١) دعوات الراوندي ص ٦٠ ، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤٣١ ح ١٤ .
٢ ـ دعوات الراوندي ص ٦٧ ، وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤٣١ ح ١٥ .
٣ ـ الخصال ص ٦١٣ .
٤ ـ صحيفة الرضا ( عليه السلام ) ص ٤٢ ح ٤٣ .
٥ ـ تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٧٣ ح ٧٩ .
٦ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٤٧ ح ٥٢٢ .
٧ ـ طبّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ص ٢١ ، وعنه في البحار ج ٦٢ ص ٢٩٢ .
رزقه ، وعوفي ولده و ولد ولده من الحرام » .
٦٩ ـ ( باب أن من وجد كسرة أو تمرة ، استحب له رفعها وأكلها ، وإن كانت في قذر استحب له غسلها وأكلها )
[١٩٩٢٥] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من وجد كسرة خبز ملقاة على الطريق ، فأخذها فمسحها ثم جعلها في كوة ، كتب الله له حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، فإن أكلها كتب الله له حسنتين مضاعفتين » .
[١٩٩٢٦] ٢ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « كان أبي ( عليه السلام ) إذا رأى شيئاً من الطعام من منزله قد رمي به ، نقص من قوتهم مثله ، وكان يقول في قول الله عز وجل : ( وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْيَةً )(١) » الخبر .
[١٩٩٢٧] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال : « إن التمرة والكسرة تكون في الأرض مطروحة ، فيأخذها الإِنسان فيمسحها ويأكلها ، ولا تستقر في جوفه حتى تجب له الجنة » .
[١٩٩٢٨] ٤ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « كان أبي علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، إذا رأى شيئاً من الخبز مطروحاً ولو قدر ما تجره النملة ، نقص من قوت أهله بقدر ذلك » .
[١٩٩٢٩] ٥ ـ القطب الراوندي في دعواته : عن النبي ( صلى الله عليه
_____________________________
الباب ٦٩
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٤ ح ٣٧٨ .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٤ ح ٣٧٩ .
(١) النحل ١٦ : ١١٢ .
٣ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٥ ح ٣٨٢ .
٤ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٥ ح ٣٨٣ .
٥ ـ دعوات الراوندي ص ٦٠ وعنه في البحار ج ٦٦ ص ٤٣١ ح ١٥ .
وآله ) ، أنه قال : « من وجد لقمة ملقاة ، فمسح منها ما مسح وغسل منها ما غسل ثم أكلها ، لم تستقر في جوفه حتى يعتقه الله من النار » .
[١٩٩٣٠] ٦ ـ كتاب التعريف للصفواني : عن اسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من وجد كسرة أو تمرة فأكلها لم تقر في جوفه ، حتى يغفر الله له » .
[١٩٩٣١] ٧ ـ وقال : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من وجد كسرة فأكلها ، كانت سبعمائة حسنة » .
٧٠ ـ ( باب استحباب لحس الأصابع من المأدوم ، وتحريم الاستنجاء بالخبز ونحوه )
[١٩٩٣٢] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه قال : « كان أبي ( عليه السلام ) ، إذا رأى شيئاً من الطعام في منزله قد رمي به ، نقص من قوتهم مثله ، وكان يقول في قول الله عز وجل : ( وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّـهِ فَأَذَاقَهَا اللَّـهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )(١) قال : هم أهل قرية كان الله عز وجل قد أوسع عليهم في معايشهم ، فاستخشنوا الاستنجاء بالحجارة ، واستعملوا من الخبز مثل الأفهار(٢) فكانوا يستنجون به ، فبعث الله عليهم دواباً أصغر من الجراد ، فلم تدع لهم شيئاً [ ممّا ](٣) خلقه الله من شجر ولا نبات إلّا أكلته ، فبلغ بهم الجهد إلى أن رجعوا إلى الذي كانوا يستنجون به من الخبز فيأكلونه » .
_____________________________
٦ ـ كتاب التعريف ص ٦ .
٧ ـ كتاب التعريف ص ٦ .
الباب ٧٠
١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٤ ح ٣٧٩ .
(١) النحل ١٦ : ١١٢ .
(٢) الفهر : حجر يملأ الكف ( لسان العرب ج ٥ ص ٦٦ ) .
(٣) أثبتناه من المصدر .
٧١ ـ ( باب وجوب إكرام الخبز والحنطة والشعير ، وتحريم إهانته ودوسه بالرجل ، ووطء السفرة بها )
[١٩٩٣٣] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، أنه سئل عن الصلاة على كدس الحنطة ، فنهى عن ذلك ، فقيل له : فإذا افترش ( وكان على السطح )(١) ، فقال : « لا يصلى على شيء من الطعام ، فإنما هو رزق الله لخلقه ونعمته عليهم ، فعظموه ولا تطؤوه ، ولا تهاونوا به ، فإن قوماً ممن كان قبلكم ، وسع الله عليهم في أرزاقهم ، فاتخذوا من الخبز النقي مثل الأفهار ، فجعلوا يستنجون به ، فابتلاهم الله عز وجل بالسنين والجوع ، فجعلوا يتتبعون ما كانوا يستنجون به فيأكلونه ، وفيهم نزلت هذه الآية ( وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّـهِ فَأَذَاقَهَا اللَّـهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )(٢) » .
[١٩٩٣٤] ٢ ـ الصدوق في العيون : عن علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق ، عن محمد بن هارون الصوفي ، عن محمد بن عبيد الله بن موسى الروياني قال : حدثنا عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن الإِمام محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه ، موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ( عليهم السلام ) ، قال : « دعا سلمان أبا ذر ( رحمة الله عليهما ) إلى منزله ، فقدم إليه رغيفين ، فأخذ أبو ذر الرغيفين فقلبهما ، فقال سلمان : يااباذر لأي شيء تقلب هذين الرغيفين ؟ قال : خفت أن لا يكونا نضيجين ، فغضب سلمان من ذلك
_____________________________
الباب ٧١
١ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ١٧٩ .
(١) في المصدر : فكان كالسطح .
(٢) النحل ١٦ : ١١٢ .
٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ج ٢ ص ٥٢ ح ٢٠٣ .
غضباً شديداً ، ثم قال : ما أجرأك ! حيث تقلب هذين الرغيفين ، فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش ، عملت فيه الملائكة حتى القوه إلى الريح ، وعملت فيه الريح حتى القته إلى السحاب ، وعمل فيه السحاب حتى أمطر إلى الأرض ، وعمل فيه الرعد [ والبرق ](١) والملائكة حتى وضعوه مواضعه ، وعملت فيه الأرض والخشب والحديد والبهائم والنار والحطب والملح ، وما لا احصيها لك ، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر ؟ فقال أبو ذر : إلى الله أتوب ، واستغفر الله مما أحدثت ، وإليك اعتذر مما كرهت » .
[١٩٩٣٥] ٣ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : في مواعظ المسيح ( عليه السلام ) ، قال : قال : « يا بني اسرائيل ، عليكم بالبقل البري وخبز الشعير ، وإياكم وخبز البر فإني أخاف عليكم أن لا تقوموا بشكره » .
٧٢ ـ ( باب استحباب التواضع لله بترك أكل الطيبات ، حتى ترك نخل الطحين ، والإِفراط في التنعم بأطعمة العجم ونحوها )
[١٩٩٣٦] ١ ـ ابراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات : حدثنا الحكم بن سليمان قال : حدثنا النضر بن منصور ، عن عقبة بن علقمة قال : دخلت على عليّ ( عليه السلام ) ، فإذا بين يديه لبن حامض اذتني(١) حموضته وكسرة يابسة ، فقلت : يا أمير المؤمنين تأكل مثل هذا ! قال لي : « يا أبا الجنوب ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأكل أيبس من هذا ، ويأكل أخشن من هذا ، فإن أنا لم آخذ بما أخذ به ، خفت أن لا ألحق به » .
_____________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
٣ ـ تحف العقول ص ٣٨٦ .
الباب ٧٢
١ ـ كتاب الغارات ج ١ ص ٨٤ .
(١) في الحجرية : « آذاني » وما أثبتناه من المصدر .
[١٩٩٣٧] ٢ ـ قال : وحدثني ابراهيم بن العباس قال : حدثنا ابن المبارك ، عن بكر بن [ عيسى ](١) قال : حدثنا جعفر بن محمد بن علي ، عن أبيه ( عليهم السلام ) ، قال : « كان [ علي ](٢) ( عليه السلام ) يطعم الناس بالكوفة الخبز واللحم ، وكان طعامه على حدة ، فقال قائل من الناس : لو نظرنا إلى طعام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما هو ، فاشرفوا عليه وإذا طعامه ثريدة بزيت مكللة بالعجوة ، وكان ذلك طعامه ، وكانت العجوة تحمل إليه من المدينة » .
[١٩٩٣٨] ٣ ـ قال : وأخبرني أحمد بن معمر(١) قال : أخبرني عبد الرحمن بن معزا ، عن عمران بن مسلم ، عن سويد بن غفلة قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) القصر ، فإذا بين يديه قعب لبن أجد ريحه من شدة حموضته ، فإذا في يديه رغيف يرى قشار الشعير على وجهه ، وهو يكسره ويستعين أحياناً بركبته ، وإذا جارية قائمة فقلت لها : يا فضة ، أما تتقون الله في هذا الشيخ ؟ لو نخلتم دقيقه ، فقالت : إنا نكره أن يؤجر ونأثم ، قد أخذ علينا أن لا ننخل دقيقه ما طبخناه(٢) ، فقال علي ( عليه السلام ) : « ما يقول ؟ » قالت : سله ، فقلت له : قلت لها : لو ينخلوا دقيقك ، فبكى ثم قال : [ بأبي وأُمّي من لم يشبع ثلاثاً متوالية من خبز برّ حتى فارق الدنيا ولم ينخل دقيقه » قال : يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ](٣) .
[١٩٩٣٩] ٤ ـ وعن ابراهيم بن محمد ـ من ولد علي ( عليه السلام ) ـ قال :
_____________________________
٢ ـ كتاب الغارات ج ١ ص ٨٥ .
(١) في الحجرية بياض وما أثبتناه من المصدر . |
(٢) أثبتناه من المصدر . |
٣ ـ الغارات ج ١ ص ٨٦ .
(١) في الحجرية : « شمر » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ١ ص ١٦ ) .
(٢) في المصدر : ما صحبناه .
(٣) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر .
٤ ـ الغارات ج ١ ص ٨٨ .
كان علي ( عليه السلام ) ، إذا نعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « لم يك بالطويل الممط ـ إلى أن قال ـ بأبي من لم يشبع ثلاثاً متوالية من خبز بر حتى فارق الدنيا ، ولم ينخل دقيقه » .
[١٩٩٤٠] ٥ ـ وعن عدي بن ثابت قال : أتي علي ( عليه السلام ) بفالوذج فأبى أن يأكله .
وعن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، عن أبيه : « أن أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) ، أتي بخبيص فأبى أن يأكله ، قالوا : تحرمه ؟ قال : لا ، ولكني أخشى أن تتوق إليه نفسي ، ثم تلا : ( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا )(١) » .
ورواه المفيد في الأمالي : عن أبي الحسن علي بن بلال المهلبي ، عن عبدالله بن راشد الأصبهاني ، عن ابراهيم بن محمد الثقفي ، عن أحمد بن شمر ، عن عبدالله بن ميمون المكي ـ مولى بني مخزوم ـ عن جعفر الصادق ( عليه السلام ) ، مثله(٢) .
[١٩٩٤١] ٦ ـ الجعفريات : بإسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : « أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبي من الأنبياء ، قل : لقومك لا يلبسوا لباس اعدائي ، ولا يطعموا مطاعم أعدائي ، ولا يتشكلوا مشاكل أعدائي ، فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي » .
[١٩٩٤٢] ٧ ـ دعائم الإِسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه أتي بطبق فالوذج فوضع بين يديه ، فنظر إليه فرأى صفاءه وحسنه ، فوجأ باصبعه فيه
_____________________________
٥ ـ الغارات ج ١ ص ٨٨ .
(١) الأحقاف ٤٦ : ٢٠ .
(٢) أمالي المفيد ص ١٣٤ ح ٢ .
٦ ـ الجعفريات ص ٢٣٤ .
٧ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٥ ح ٣٨٤ .
ثم استلها فلم ينزع منه شيئاً ، فلمظ اصبعه ثم قال : « إن هذا لحلو طيب ، ولكن نكره أن نعود أنفسنا ما لم تعود ، ارفعوه » فرفعوه .
[١٩٩٤٣] ٨ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه أتى قبا يوم خميس وهو صائم ، فلما أمسى قال : « هل عندكم من شراب ؟ » فقام رجل من الأنصار فأتاه بقدح لبن مضروب بعسل ، فلما طعمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نزعه من فيه ، وقال : « ادامان يجتزأ بأحدهما دون صاحبه ، لا أشربه ولا أُحرمه ، ولكني أتواضع لربي ، فإنه من تواضع لله رفعه ، ومن تكبر خفضه ، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومن بذّر حرمه الله ، ومن أكثر ذكر الله رزقه الله » .
[١٩٩٤٤] ٩ ـ ابن شهر آشوب في المناقب : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه ترصد غداءه عمرو بن حريث ، فأتت فضة بجراب مختوم ، فأخرج منه خبزاً متغبراً خشناً ، فقال عمرو : يا فضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبته !؟ قالت : كنت أفعل فنهاني ، وكنت اصنع في جرابه طعاماً طيباً ، فختم جرابه ، ثم إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فته في قصعة ، وصب عليه الماء ، ثم ذر عليه الملح ، وحسر عن ذراعه فلما فرغ قال : « يا عمرو ، لقد هانت هذه ـ ومد يده إلى محاسنه ـ وخسرت هذه ، أن أُدخلها النار من أجل الطعام ، هذا يجزوني » .
[١٩٩٤٥] ١٠ ـ ورآه ( عليه السلام ) عدي بن حاتم وبين يديه شنة فيها قراح ماء ، وكسرات من خبز شعير وملح ، فقال : إني [ لا ](١) أرى لك يا أمير المؤمنين ، لتظل نهارك طاوياً مجاهداً ، وبالليل ساهراً مكابداً ، ثم يكون هذا فطورك ، فقال ( عليه السلام ) :
« علل النفس بالقنوع وإلّا |
|
طلبت منك فوق ما يكفيها » |
_____________________________
٨ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١١٦ ح ٣٨٥ .
٩ ـ المناقب ج ٢ ص ٩٨ .
١٠ ـ المناقب ج ٢ ص ٩٨ .
(١) أثبتناه من المصدر .
[١٩٩٤٦] ١١ ـ وقال سويد بن غفلة : دخلت عليه يوم عيد ، فإذا عنده فاثور(١) عليه خبز السمراء ، وصحفة فيها خطيفة(٢) وملبنة فقلت : يا أمير المؤمنين ، يوم عيد وخطيفة : فقال : « انما هذا عيد من غفر له » .
[١٩٩٤٧] ١٢ ـ وعن العرني : وضع خوان من فالوذج بين يديه ، فوجأ باصبعه حتى بلغ أسفله ، ثم سلها ولم يأخذ منه شيئاً ، وتلمظ باصبعه وقال : « طيب طيب ، وما هو بحرام ، ولكن أكره أن أعود نفسي بما لم أعودها » .
وفي خبر عن الصادق ( عليه السلام ) : « أنه ( عليه السلام ) مد يده إليه(١) ثم قبضها ، فقيل له في ذلك ، فقال : ذكرت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يأكله قط ، فكرهت أن آكله » .
وفي خبر آخر عن الصادق ( عليه السلام ) : « أنه قال له : تحرمه ؟ قال : لا ، ولكن أخشى أن تتوق إليه نفسي ، ثم تلا : ( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا )(٢) » .
[١٩٩٤٨] ١٣ ـ وعن الباقر ( عليه السلام ) ، في خبر : « كان ( عليه السلام ) ليطعم خبز البر واللحم ، وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل » .
[١٩٩٤٩] ١٤ ـ وعن سويد بن غفلة قال : دخلت على علي بن أبي طالب
_____________________________
١١ ـ المناقب ج ٢ ص ٩٩ .
(١) الفاثور : المائدة ، والطست ( لسان العرب ج ٥ ص ٤٤ ) .
(٢) الخطيفة : لبن يطبخ بدقيق ( النهاية ج ٢ ص ٤٩ ) .
١٢ ـ المناقب ج ٢ ص ٩٩ .
(١) في الحجرية : « اليها » وما أثبتناه من المصدر .
(٢) الأحقاف ٤٦ : ٢٠ .
١٣ ـ المناقب ج ٢ ص ٩٩ .
١٤ ـ المناقب ج ٢ ص ٩٨ باختصار ، ونقل العلامة المجلسي في البحار ج ٤٠ ص ٣٣١ نصّ الحديث سنداً ومتناً عن كشف الغمة ج ١ ص ١٦٣ ، ثم قال في آخره : المناقب عن ابن غفلة مثله .
( عليه السلام ) العصر ، فوجدته جالساً بين يديه صحفة فيها لبن خاذر(١) أجد ريحه من شدة حموضته ، وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه ، وهو يكسر بيده أحياناً فإذا غلبه كسره بركبته ، وطرحه فيه ، فقال : « ادن فأصب من طعامنا هذا » فقلت : إني صائم ، فقال : « سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : من منعه الصوم من طعام يشتهيه ، كان حقاً على الله أن يطعمه من طعام الجنة ، ويسقيه من شرابها » قال : فقلت لجاريته وهي قائمة بقريب منه : ويحك يا فضة ، الا تتقين الله في هذا الشيخ ، الا تنخلون له طعاماً ، مما أرى فيه من النخالة !؟ فقالت : لقد تقدم إلينا أن لا ننخل له طعاماً ، قال : « ما قلت لها » فأخبرته ، فقال : « بأبي وأُمي من لم ينخل له طعام ، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام ، حتى قبضه الله » .
[١٩٩٥٠] ١٥ ـ القطب الراوندي في الخرائج : في أعلام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ومن أعلامه قوله : « واعلم أن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، يسد فورة جوعه بقرصيه ، لا يطعم الفلذة(١) في حوله إلّا في سنة أضحية ، ولن تقدروا على ذلك ، فاعينوني بورع واجتهاد » الخبر .
ورواه ابن شهر آشوب في مناقبه هكذا : وفيما كتب إلى سهل بن حنيف : « أما علمت أنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، ويسدّ فاقة جوعه بقرصيه ، ولا يأكل الفلذة في حوليه ، إلّا في سنة اضحية ، يستشرف(٢) الافطار على ادميه ، ولقد آثر اليتيمة على سبطيه ، ولم تقدروا على ذلك » إلى آخره(٣) .
_____________________________
(١) كذا في الطبعة الحجرية ، وفي المناقب : حاذر ، وفي البحار : حازر والظاهر أنّ الصحيح ما في البحار وهو اللبن إذا اشتدت حموضته ( لسان العرب ج ٤ ص ١٨٥ ) .
١٥ ـ الخرائج والجرائح ج ١ ص ١٤٠ .
(١) الفلذة : القطعة من الكبد واللحم ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٨٦ ) .
(٢) يستشرف : أي تميل نفسه الى ادميه وهما القرصان المذكوران نزلهما منزلة الأدام ( انظر لسان العرب ج ٩ ص ١٧٢ ) .
(٣) المناقب ج ٢ ص ١٠١ .