بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يقول لك : إذا صليت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فصل عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة فأخذتها ، وكنت أعمل بها ، ورأيت عدة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم ، وكنت افتح الباب وأخرج على أثر الضوء ، وأنا اراه أعني الضوء ولا أرى أحدا حتى يدخل المسجد ، وارى جماعة من الرجال من بلدان شتى يأتون باب هذه الدار ، فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاعا معهم ، ورأيت العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع ، فيكلمونها وتكلمهم ولا أفهم عنهم ، ورأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلى أن قدمت بغداد.

نسخة الدفتر الذي خرج :

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد سيد المرسلين ، وخاتم النبيين وحجة رب العالمين ، المنتجب في الميثاق ، المصطفى في الظلال ، المطهر من كل آفة ، البرئ من كل عيب ، المؤمل للنجاة ، المرتجى للشفاعة ، المفوض إليه دين الله ، اللهم شرف بنيانه ، وعظم برهانه ، وافلح حجته ، وارفع درجته ، وأضئ نور وبيض وجهه ، وأعطه الفضل والفضيلة ، والدرجة والوسيلة الرفيعة ، وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والآخرون.

وصل على أمير المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وقائد الغر المحجلين ، وسيد الوصيين ، وحجة رب العالمين.

وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على الحسين بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على علي بن الحسين ، سيد العابدين ، وإمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على جعفر بن محمد إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على موسى بن جعفر إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على علي بن موسى إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على محمد بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

٨١

وصل على علي بن محمد إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على الحسن بن علي إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين ، وحجة رب العالمين.

وصل على الخلف الصالح ، الهادي المهدي إمام الهدى إمام المؤمنين ، ووارث المرسلين وحجة رب العالمين.

اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته الائمة الهادين ، العلماء الصادقين الابرار المتقين ، دعائم دينك ، وأركان توحيدك ، وتراجمة وحيك ، وحججك على خلقك وخلفائك في ارضك الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم على عبادك وارتضيتهم لدينك وخصصتهم بمعرفتك وجللتهم بكرامتك وغشيتهم برحمتك وربيتهم بنعمتك ، وغذيتهم بحكمتك وألبستهم [ من ] نورك ، ورفعتهم في ملكوتك ، وحففتهم بملائكتك ، وشرفتهم بنبيك صلواتك عليه وآله.

اللهم صل على محمد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيبة لا يحيط بها إلا أنت ولا يسعها إلا علمك ، ولا يحصيها احد غيرك.

اللهم وصل على وليك المحيي سنتك ، القائم بأمرك ، الدعي إليك الدليل عليك ، وحجتك على خلقك ، وخليفتك في أرضك ، وشاهدك على عبادك.

اللهم أعز نصره ومد في عمره ، وزين الارض بطول بقائه ، اللهم اكفه بغي الحاسدين ، وأعذه من شر الكافرين ، وازجر عنه إرادة الظالمين ، وخلصه من ايدي الجبارين.

اللهم أعطه في نفسه وذريته ، وشيعته ورعيته وخاصته وعامته وعدوه وجميع أهل الدنيا ما تقر به عينه ، وتسر به نفسه ، وبلغه افضل ما أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شئ قدير.

اللهم جدد به ما محي من دينك ، وأحي به ما بدل من كتابك ، وأظهر به ما غير من حكمك ، حتى يعود دينك به وعلى يديه غضا جديدا خالصا لا شك فيه ، ولا شبهة معه ، ولا باطل عنده ، ولا بدعة لديه.

اللهم نور بنوره كل ظلمة ، وهد بركنه كل بدعة ، واهدم بعزته كل ضلالة ، واقصم به كل جبار ، واخمد بسيفه كل نار ، واهلك بعدله كل جائر

٨٢

وأجر حكمه على كل حكم ، واذل بسلطانه كل سلطان.

اللهم اذل كل من ناواه ، وأهلك كل من عاداه ، وامكر بمن كاده ، و استاصل من جحد حقه ، واستهان بأمره ، وسعى في اطفاء نوره ، واراد إخماد ذكره.

اللهم صل على محمد المصطفى ، وعلي المرتضى ، وفاطمة الزهراء ، والحسن الرضا ، والحسين المصفا ، ، وجميع الاوصياء مصابيح الدجى ، وأعلام الهدى ومنار التقى ، والعروة الوثقى ، والحبل المتين ، والصراط المستقيم ، وصل على وليك وولاة عهده ، والائمة من ولده ، ومد في أعمارهم ، وزد في آجالهم ، وبلغهم افضل آمالهم دينا ودنيا وآخرة إنك على كل شئ قدير (١).

ق : نسخ من كتاب الشيخ ابي الحسن علي بن محمد بن يوسف الحراني في جمادي الآخرة في سنة اربعمائة قال : نسخت من كتاب الشيخ ابي الحسن علي ابن حمزة بن أحمد الكاتب بخطه في جمادى الاولى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مائة حدث الحسن بن محمد بن عامر الاشعري القمي بقاشان في سنة ثمان وثمانين ومائتين منصرفه من إصبهان قال : حدثه يعقوب بن يوسف الصواف باصبهان قال : حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين وكنت مع قوم مخالفين ، وساق الحديث إلى آخرة مثل ما مر.

٣ ـ نهج : من خطبة له عليه‌السلام : علم فيها الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

اللهم داحى المدحوات ، وداعم المسموكات ، وجابل القلوب على فطرتها ، شقيها وسعيدها ، اجعل شرائف صلواتك ، ونوامي بركاتك ، على محمد عبدك ورسولك ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما انغلق ، والمعلن الحق بالحق ، والدافع ، والدافع جيشات الاباطيل ، والدامغ

__________________

(١) جمال الاسبوع : ٥٠٤٤٩٤ وتراه في غيبة الشيخ الطوسى ص ١٧٧ ، وقد أخرجه المؤلف العلامة في ج ٥٢ ص ٢٢١٧ ، وذكر أن في كتاب دلائل الامامة للطبرى مثله.

٨٣

صولات الاضاليل ، كما حمل فاضطلع ، قائما بأمرك ، مستوفزا في مرضاتك ، غير ناكل عن قدم ، ولا واه في عزم ، واعيا لوحيك ، حافظا على عهدك ، ماضيا على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبس القابس ، واضاء الطريق للخابط ، وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام ، وأقام موضحات الاعلام ، ك ونيرات الاحكام ، فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبعيثك بالحق ، ورسولك إلى الخلق.

اللهم افسح له مفسحا في ظلك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك ، اللهم أعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك منزلته ، وأتمم له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة ، مرضي المقالة ، ذا منطق عدل ، وخطة فصل.

اللهم اجمع بيننا وبينه في برد العيش ، وقرار النعمة ، ومنى الشهوات ، وأهواء اللذات ، ورخاء الدعة ، ومنتهى الطمأنينة ، وتحف الكرامة (١).

٤ ـ كتاب الغارات لابراهيم الثقفي رفعه عن ابي سلام الكندي قال : كان علي عليه‌السلام يعلمنا الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : قولوا :

__________________

(١) نهج البلاغه الرقم : ٧٠ من قسم الخطب.

٨٤

اللهم داحي المدحوات ، وبارئ المسموكات ، إلى قوله : ونوامي بركاتك ورأفة تحننك على محمد عبدك ورسولك ونبيك إلى قوله : والدافع جيشات الاباطيل كما حمل إلى قوله حافظا لعهدك ، إلى قوله وأنار موضحات الاعلام إلى قوله بناءه وأكرم مثواه لديك ونزله ، وأتم له نوره ، وع أجره وأجرته من انبعاثك له إلى قوله وحظ فصل وحجة وبرهان عظيم آمين رب العالمين.

وقال عليه‌السلام في ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : حتى أورى قبسا لقابس ، وأنار علما لحابس ، فهو أمينك المأمون ، وشهيدك يو م الدين ، وبعيثك نعمة ، ورسولك بالحق ورحمة ، اللهم اقسم له مقسما من عدلك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك اللهم اعل على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك نزله ، وشرف عندك منزله ، وآته الوسيلة ، وأعطه السناء والفضيلة ، واحشرنا في زمرته غير خزايا ولا نادمين ، ولا ناكبين ولا ناكثين ، ولا ضالين ولا مفتونين.

٥ ـ جنة الامان : عن الصادق عليه‌السلام قال : من اراد أن يسر محمدا وآله في الصلاة عليهم ، فليقل : اللهم يا أجود من أعطى ، ويا خير من سئل ، ويا ارحم من استرحم ، اللهم صل على محمد وآله في الاولين ، وصل على محمد وآله في الآخرين وصل على محمد وآله في الملا الاعلى ، وصل على محمد وآله في المرسلين ، اللهم أعط محمدا وآله الوسيلة والفضيلة ، والشرف والرفعة ، والدرجة الكبيرة ، اللهم إني آمنت بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم اره ، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته ، وارزقني صحبته وتوفني على ملته ، واسقني من حوضه ، مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شئ قدير ، اللهم إني آمنت بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم اره فعرفني في الجنان وجهه ، اللهم بلغ محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله مني تحية كثيرة وسلاما.

٦ ـ الدر المنثور للسيوطي : عن طلحة بن عبيدالله قال : قلت : يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال : قل : اللهم صل على محمد وآل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وعن طلحة قال : أتى رجل النبي صلى الله عليه فقال : سمعت الله يقول :

٨٥

« إن الله وملائكته يصلون على النبي » فكيف الصلاة عليك؟ فقال : قل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد (١).

وعن ابي سعيد الخدري : قال : قلنا : يا رسول الله هذا السلام عليك ، قد علمناه فكيف الصلاة عليك؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم.

وعن ابي هريرة أنهم سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف نصلي عليك؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم.

وعن ابي مسعود الانصاري ان بشير بن سعد قال : يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ فسكت حتى تمنينا أنا لم نسأله ثم قال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين ، إنك حميد مجيد ، والسلام كما قد علمتم.

وعن علي عليه‌السلام قال : قلت : يارسول الله كيف نصلي عليك؟ قال : قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وعن أبي هريرة قال : قلنا : يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك؟ قال : قولوا : اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وعن ابن مسعود أن رجلا قال : يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ فصمت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال :

__________________

(١) الدر المنثور ج ٥ ص ٢١٦.

٨٦

إذا أنتم صليتم علي فقولوا : اللهم صل على محمد النبي الامي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد النبي الامي وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كماباركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وترحم على محمد وعلى آل محمد ، كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم. شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له.

وعن جابر بن عبدالله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رقى المنبر فلما رقى الدرجة الاولى قال : آمين ، ثم رقى الثانية فقال : آمين ، ثم رقى الثالثة فقال : آمين فقالوا : يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات ، قال : لما رقيت الدرجة الاولى جاءني جبرئيل فقال : شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له ، فقلت آمين ، ثم قال : شقي عبد ادرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة ، فقلت : آمين ثم قال : شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت : آمين (١).

وعن الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : قالوا : يا رسول الله أرأيت قول الله : « إن الله وملائكته يصلون على النبي » قال : إن هذا لمن المكتوم ، ولولا أنكم سالتموني عنه ما أخبرتكم إن الله وكل بي ملكين لا اذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكان : غفر الله لك ، وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين : آمين (٢).

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فانها معروضة علي.

وعن ابن مسعود قال : إذا صليتم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأحسنوا الصلاة عليه

__________________

(١) الدر المنثور ج ٥ ص ٢١٧.

(٢) الدر المنثور ج ٥ ص ٢١٨ ، وبعد : ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلى على الا قال ذانك الملكان : لا غفر الله لك ، وقال الله وملائكته لذينك الملكين : آمين.

٨٧

فانكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه ، قالوا : فعلمنا ، قال : قولوا : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة ، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والآخرون ، اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (١).

وعن مسعود قال : قلنا : يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك؟ قال : قولوا : اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك إمام الخير ورسول الرحمة ، اللهم ابعثه مقاما محمدا يغبطه به الاولون والآخرون ، وصل على محمد وأبلغه درجة الوسيلة من الجنة اللهم اجعل في المصطفين محبته ، وفي المقربين مودته ، وفي عليين ذكره وداره ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كماصليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد (٢).

__________________

(١) الدر المنثور ج ٥ ص ٢١٩.

(٢) المصدر نفسه ، وما تكرر في الحديثين لا يوجد فيه.

٨٨

٣١

« باب »

* « ( جواز ان يدعى بكل دعاء والرخصة في تاليفه ) » *

١ ـ وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشهيد قدس الله روحهما عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الدعاء يرد البلاء وقد أبرم إبراما ، قال الوشاء ، فقلت لعبد الله بن سنان : هل في ذلك دعاء موقت؟ فقال : أما إني سألت الصادق عليه‌السلام فقال : نعم ، أما دعاء الشيعة المستضعفين ففي كل علة من العلل دعاء موقت ، وأما المستبصرون البالغون فدعاؤهم لا يحجب (١).

٣٢

* ( باب ) *

* « ( ادعية المناجاة ) » *

١ ـ لى : عبدالله بن النضر بن سمعان ، عن جعفر بن محمد المكي ، عن عبدالله بن محمد بن عمرو الاطروش ، عن صالح بن زياد ، عن عبدالله ميمون السكري ، عن عبدالله بن مغرا ، عن عمران بن سليم ، عن سعد بن غفلة ، عن طاووس اليماني ، قال : مررت بالحجر فاذا أنا بشخص راكع وساجد ، فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فقلت : يا نفس رجل صالح من أهل بيت النبوة ، والله لاغتنمن دعاءه ، فجعلت ارقبه حتى فرغ من صلاته ، ورفع باطن كفيه إلى السماء وجعل يقول :

سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءة ، وعيناي بالرجاء ممدودة ، وحق لمن دعاك باندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلا ، سيدي أمن أهل الشقاء خلقتني فاطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي ، سيدي

__________________

(١) قد مر الحديث نقلا من كتاب طب الائمة ص ٣٦٥ من ج ٩٣ مسندا.

٨٩

الضرب المقامع خلقت اعضائي أم لشرب الحميم خلقت أمعائي ، سيدي لو ان عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك ، لكني أعلم أني لا أفوتك.

سيدي لو ان عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه غير اني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين ، ولا ينقص منه معصية العاصين ، سيدي ما أنا وماخطري؟ هب لي بفضلك ، وجللني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك إلهي وسيدي ارحمني مصروعا على الفراش تقلبني ايدي أحبتي ، وارحمني مطروحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي ، وارحمني محمولا قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي ، وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغربتي ووحدتي.

قال طاووس : فبكيت حتى علا نحيبي ، والتفت إلي فقال : ما يبكيك يا يماني؟ أو ليس هذا مقام المذنبين؟ فقلت : حبيبي حقيق على الله أن لا يردك ، وجدك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فبينا نحن كذلك إذ اقبل نفر من اصحابه فالتفت إليهم فقال : معاشر اصحابي! وأوصيكم بالآخرة ، ولست أوصيكم بالدنيا ، فانكم بها مستوصون ، وعليها حريصون ، وبها مستمسكون ، معاشر اصحابي إن الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا استاركم عند من لا يخفى عليه اسراركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم ، قبل أن تخرج منها أبدانكم ، أما رأيتم وسمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الامم السالفة ، والقرون الماضية ، ألم تروا كيف فضح مستورهم ، وامطر مواطر الهوان عليهم ، بتبديل سرورهم ، بعد خفض عيشهم ولين رفاهيتهم ، صاروا حصائد النقم ومدارج المثلات ، اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم (١).

٢ ـ لى : بهذا الاسناد عن طاووس قال : كان علي بن الحسين سيد العابدين عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء :

إلهي وعزتك وجلالك وعظمتك ، لو أني منذ بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الابد بحمد

__________________

(١) امالى الصدوق ص ١٣٢.

٩٠

الخلائق وشكرهم أجمعين لكنت مقصرا في بلوغ اداء شكر أخفى نعمة من نعمتك علي ، ولو أني كربت معادن حديد الدنيا بأنيابي ، وحرمت ارضيها بأشفار عيني وبكيت من خشينك مثل بحور السماوات والارضين دما وصديدا ، لكان ذلك قليلا في كثير ما يجب من حقك علي ، ولو أنك إلهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الخلائق أجمعين ، وعظمت للنار خلقي وجسمي ، وملات جهنم وأطباقها مني ، حتى لا تكون في النار معذب غيري ، ولا يكون لجهنم حطب سواي ، لكان ذلك بعد لك علي قليلا في كثير ما استوجبته من عقوبتك (١).

٣ ـ لى : العطار ، عن سعد ، عن ابن ابي الخطاب ، عن جعفر بن بشير عن أبان ، عن عبدالرحمن بن أعين ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : لقد غفر الله عزوجل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعابهما ، قال : اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا ، وإن تغفر لي فأهل ذلك أنت ، فغفر الله له (٢).

ما : الغضائري ، عن الصدوق مثله (٣).

٤ ـ ما : المفيد ، عن علي بن محمد النحوي ، عن محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد العلوي ، عن أحمد بن عبدالمنعم ، عن عبدالله بن محمد الفزاري ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان من دعاء علي بن الحسين عليه‌السلام : إلهي إن كنت عصيتك بارتكاب شئ مما نهيتني عنه فاني قد اطعتك في أحب الاشياء إليك الايمان بك ، منامنك به علي لا منا مني به عليك ، وتركت معصيتك في ابغض الاشياء إليك أن أجعل لك شريكا أو أجعل لك ولدا أو ندا وعصيتك على غير مكابرة ولا معاندة ولا استخفاف مني بربوبيتك ولا جحود لحقك ولكن استزلني الشيطان بعد الحجة والبيان فان تعذبني فبذنوبي وإن تغفر لي فبجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين (٤).

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ١٨٠.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٣٨.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٥٢.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٩ [ فان تعذبنى فغير ظالم ، وان تغفر لى فخير راحم ] خ ل.

٩١

٥ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن ابي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل قال : كان الصادق عليه‌السلام يدعو بهذا الدعاء : إلهي كيف ادعوك وقد عصيتك وكيف لا ادعوك وقد عرفت حبك في قلبي ، وإن كنت عاصيا مددت إليك يدا بالذنوب مملوءة وعيناي بالرجاء ممدودة ، مولاي أنت عظيم العظماء وأنا اسير الاسراء أنا اسير بذنب مرتهن بجرمي إلهي لئن طالبتني بذنبي لاطالبنك بكرمك ولئن طالبتني بجريرتي لاطالبنك بعفوك ولئن أمرت بي إلى النار لاخبرن أهلها أني كنت اقول لا إله إلا الله محمد رسول الله اللهم إن الطاعة تسرك والمعصية لا تضرك فهب لي ما يسرك واغفر لي ما لا يضرك يا ارحم الراحمين (١).

٦ ـ ل : الحسن بن حمزة العلوي ، عن يوسف بن محمد الطبري ، عن سهل ابن نجدة ، عن وكيع ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن عامر الشعبي قال : تكلم أمير المؤمنين عليه‌السلام بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة ، وائتمن جواهر الحكمة ثلاث منها في المناجاة : إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا ، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب (٢) الخبر.

اقول : تمامه في ابواب المواعظ (٣).

٧ ـ لى : روي عن امير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال في مناجاته : إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ، ثم اذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي ، ثم قال : آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها ، وأنت محصيها ، فتقول : خذوه! فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملاء إذا أذن فيه بالندا ، ثم قال : آه من نار تنضج الاكباد والكلى ، آه من نار نزاعة للشوى ، آه من غمرة من ملهبات لظى (٤).

__________________

(١) امالى الصدوق ص ٢١٥.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٤٥ وقوله فقأن : اى قلعن ، وهو استعارة.

(٣) راجع ج ٧٧ ص ٤٠٠.

(٤) أمالى الصدوق ص ٤٨. والكلى جمع كلية.

٩٢

أقول : خبره طويل قد مضى مسندا في باب عبادة أمير المؤمنين (١).

٨ ـ من خط الشيخ الشهيد رحمه‌الله : قال : كتبته من ظهر كتاب بمشهد الكاظم عليه‌السلام بخزانته الشريفة دعاء يوشع بن نون عليه‌السلام مستجاب.

إلهي كيف أدعوك وقد عصيتك ، وكيف لا أدعوك وقد عرفتك ، وحبك في قلبي ، مددت إليك يدا بالذنوب مملوءة ، وعيني بالرجاء ممدودة (٢) إلهي أنت ملك العطايا ، وأنا أسير الخطايا ، ومن كرم العظماء الرفق بالاسراء ، إلهي أنا الاسير بجرمي ، المرتهن بعملي ، إلهي ما اضيق الطريق على من لم تكن أنت أنيسه إلهي إن طالبتني بذنوبي لاطالبنك بعفوك ، ولئن طالبتني بسريرتي لاطالبنك بكرمك ، ولئن ادخلتني النار لاخبرن أهلها أنني كنت أقول : لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن عليا أمير المؤمنين حقا ، إلهي إن الطاعة تسرك والمعصية لا تضرك ، فهب لي ما تسرك ، واغفر لي ما لا يضرك ، يا ارحم الراحمين.

ومن خطه رحمه‌الله أيضا عن الصادق عليه‌السلام :

اللهم إن كانت الذنوب تكف ايدينا عن انبساطها اليك بالسؤال ، والمداومة على المعاصي تمنعنا عن التضرع والابتهال ، فالرجاء ثحثنا إلى سؤالك يا ذا الجلال فان لم يعطف السيد على عبده ، فممن يبتغي النوال ، فلا ترد أكفنا المتضرعة إلا ببلوغ الآمال.

٩ ـ دعوات الراوندى : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام إذا اعطى ما في بيت المال أمر فكنس ، ثم صلى فيه ، ثم يدعو فيقول في دعائه :

اللهم إني أعوذ بك من ذنب يحبط العمل ، وأعوذ بك من ذنب يعجل النقم وأعوذ بك من ذنب يمنع الدعاء ، وأعوذ بك من ذنب يهتك العصمة ، وأعوذ بك من ذنب يورث الندم ، وأعوذ بك من ذنب تحبس القسم.

ومن مناجاة أمير المؤمنين عليه‌السلام : إلهي كأني بنفسي قد أضجعت في حفرتها وانصرف عنها المشيعون من جيرتها ، وبكى الغريب عليها لغربتها ، وجاد عليها

__________________

(١) راجع ج ٤١ ص ١١ و ١٢.

(٢) راجع.

٩٣

المشفقون من جيرتها ، وناديها من شفير القبر ذو مودتها ، ورحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها ، ولم يخف على الناظرين ضر فاقتها ، ولا على من رآها ، قد توسدت الثرى وعجز حيلتها ، فقلت : ملائكتي فريد ناى عنه الاقربون ، وبعيد (١) جفاه الاهلون ، نزل بي قريبا ، واصبح في اللحد غريبا ، وقد كان لي في دار الدنيا داعيا ولنظري له في هذا اليوم راجيا ، فتحسن عند ذلك ضيافتي ، وتكون اشفق علي من أهلي وقرابتي.

١٠ ـ كنز الكراجكى : عن الحسين بن عبيدالله الواسطي ، عن التلعكبري عن محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن محمد بن مالك ، عن الحسن الزيات ، عن الحسن ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : كان من دعاء أمير المؤمنين عليه‌السلام :

إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا ، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا إلهي أنت لي كما أحب فوفقني لما تحب.

١١ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : للمؤمن ثلاث ساعات فساعة يناجى فيها ربه ، وساعة يرم معاشه ، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل (٢).

١٢ ـ ق : قال نوف البكالي : رأيت أمير المؤمنين صلوات الله عليه موليا مبادرا فقلت : أين تريد يا مولاي؟ فقال : دعني يانوف إن آمالي تقدمني في المحبوب فقلت : يا مولاي وما آمالك؟ قال : قد علمها المأمول واستغنيت عن تبيينها لغيره ، و كفى بالعبد ادبا ، أن لا يشرك في نعمه واربه غير ربه ، فقلت : يا امير المؤمنين إني خائف على نفسي من الشره ، والتطلع إلى طمع من أطماع الدنيا ، فقال لي : وأين أنت عن عصمة الخائفين ، وكهف العارفين ، فقلت : دلني عليه ، قال : الله العلي العظيم تصل أملك بحسن تفضله ، وتقبل عليه بهمك ، واعرض عن النازلة في قلبك ، فان

__________________

(١) وحيد خ ل.

(٢) نهج البلاغة تحت الرقم ٣٩٠ من قسم الحكم.

٩٤

أجلك بهافأنا الضامن من موردها ، وانقطع إلى الله سبحانه فان يقول :

وعزتي وجلالي لاقطعن أمل كل من يؤمل غيري بالياس ، ولاكسونه ثوب المذلة في الناس ، ولابعدنه من قربي ، ولاقطعنه عن وصلي ، ولاخملن ذكره حين يرعى غيري ، أيؤمل ويله لشدائده غيري ، وكشف الشدائد بيدي ، و يرجو سواي وأنا الحي الباقي ، ويطرق أبواب عبادي وهي مغلقة ويترك بأبي وهو مفتوح ، فمن ذا الذي رجاني لكثير جرمه فخيبت رجاءه؟

جعلت آمال عبادي متصلة بي ، وجعلت رجاءهم مذخورا لهم عندي ، و ملات سمواتي ممن لا يمل تسبيحي ، وأمرت ملائكتي أن لا يغلقوا الابواب بيني وبين عبادي ، ألم يعلم من فدحته نائبة من نوائبي أن لا يملك احد كشفها إلا باذني ، فلم يعرض العبد بأمله عني ، وقد أعطيته ما لم يسئلني ، فلم يسئلني وسأل غيري ، أفتراني ابتدئ خلقي من غير مسألة ، ثم اسئل فلا أجيب سائلي؟ ابخيل أنا فيبخلني عبدي أو ليس الدنيا والآخرة لي؟ أو ليس الكرم والجود صفتي؟ أو ليس الفضل والرحمة بيدي؟ أو ليس الآمال لا ينتهي إلا إلي؟ فمن يقطعها دوني؟ وما عسى أن يؤمل المؤملون من سواي.

وعزتي وجلالي لو جمعت آمال أهل الارض والسماء ثم أعطيت كل واحد منهم ، ما نقص من ملكي بعض عضو الذرة ، وكيف ينقص نائل أنا افضته ، يا بوسا للقانطين من رحمتي ، يا بؤسا لمن عصاني وتوثب على محامي ، ولم يراقبني واجترأ علي.

ثم قال عليه وعلى آله السلام لي : يا نوف ادع بهذا الدعاء :

إلهي إن حمدتك فبمواهبك ، وإن مجدتك فبمرادك ، وإن قدستك فبقوتك وإن هللتك فبقدرتك ، وإن نظرت فالى رحمتك ، وإن عضضت فعلى نعمتك ، إلهي إنه من لم يشغله الولوع بذكرك ، ولم يزوه السفر بقربك ، كانت حياته عليه ميتة وميتته عليه حسرة ، إلهي تناهت أبصار الناظرين إليك بسرائر القلوب ، وطالعت اصغى السامعين لك نجيات الصدور ، فلم يلق ابصارهم رد دون ما يريدون ، هتكت

٩٥

بينك وبينهم حجب الغفلة ، فسكنوا في نورك ، وتنفسوا بروحك ، فصارت قلوبهم مغارسا لهيبتك ، وابصارهم ما كفا لقدرتك وقربت أرواحهم من قدسك ، فجالسوا اسمك بوقار المجالسة ، وخضوع المخاطبة ، فأقبلت إليهم إقبال الشفيق ، وأنصت لهم إنصات الرفيق ، وأجبتهم إجابات الاحباء ، وناجيتهم مناجاة الاخلاء ، فبلغ بي المحل الذي إليه وصلوا ، وانقلني من ذكري إلى ذكرك ، ولا تترك بيني وبين ملكوت عزك بابا إلا فتحته ، ولا حجابا من حجب الغفلة إلا هتكته ، حتى تقيم روحي بين ضياء عرشك ، وتجعل لها مقاما نصب نورك إنك على كل شئ قدير.

إلهي ما أوحش طريقا لا يكون رفيقي فيه أملي فيك ، وأبعد سفرا لا يكون رجائي منه دليلي منك ، خاب من اعتصم بحبل غيرك ، وضعف ركن من استند إلى غير ركنك ، فيا معلم مؤمليه الامل فيذهب عنهم كآبة الوجل ، ولا ترمني صالح العمل ، واكلاني كلاءة من فارقته الحيل ، فكيف يلحق مؤمليك ذل الفقر وأنت الغني عن مضار المذنبين ، إلهي وإن كل حلاوة منقطعة ، وحلاوة الايمان تزداد حلاوتها اتصالا بك ، إلهي وإن قلبي قد بسط أمله فيك ، فأذقه من حلاوة بسطك إياه البلوغ لما أمل ، إنك على كل شئ قدير.

إلهي أسئلك مسألة من يعرفك كنه معرفتك من كل خير ينبغي للمؤمن أن يسلكه ، وأعوذ بك من كل شر وفتنة أعذت بها أحباءك من خلقك ، إنك على كل شئ قدير.

إلهي مسألة المسكين الذي قد تحير في رجاه ، فلا يجد ملجأ ولا مسندا يصل به إليك ، ولا يستدل به عليك إلا بك وبأركانك ومقاماتك التي لا تعطيل لها منك ، فأسئلك باسمك الذي ظهرت به لخاصة أوليائك ، فوحدوك وعرفوك بعبدوك بحقيقتك أن تعرفني نفسك لاقر لك بربوبيتك على حقيقة الايمان بك ولا تجعلني يا إلهي ممن يعبد الاسم دون المعنى والحظني بلحظه من لحظاتك تنور بها قلبي بمعرفتك خاصة ومعرفة أوليائك إنك على كل شئ قدير.

١٣ ـ ق : مناجاة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وهي

٩٦

مناجاة الائمة من ولده عليهم‌السلام كانوا يدعون بها في شهر شعبان رواية ابن خالويه رحمه‌الله.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، واسمع ندائي إذا ناديتك [ واسمع دعائي إذا دعوتك ] ، وأقبل علي إذا ناجيتك ، فقد هربت إليك ، ووقفت بين يديك مستكينا لك متضرعا إليك ، راجيا لما لديك ، تراني وتعلم ما في نفسي ، وتخبر حاجتي وتعرف ضميري ، ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواى ، وما اريد أن أبدئ به من منطقي ، وأتفوه به من طلبتي ، وارجوه لعاقبة أمري (١) وقد جرت مقاديرك علي يا سيدي فيما يكون مني إلى آخر عمري ، من سريرتي وعلانيتي ، وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي ، ونفعي وضري.

إلهي إن حرمتني فمن ذا الذي يرزقني ، وإن خذلتني فمن ذا الذي ينصرني إلهى أعوذ بك من غضبك ، وحلول سخطك ، إلهي إن كنت غير مستأهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود علي بفضل سعتك ، إلهي كأني بنفسي واقفة بين يديك ، وقد اظلها حسن توكلي عليك ، ففعلت (٢) ما أنت أهله ، وتغمدتني بعفوك ، إلهي فان عفوت فمن أولى منك بذلك؟ وإن كان قد دنا اجلي ولم يدنني منك عملي فقد جعلت الاقرار بالذنب إليك وسيلتي.

إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها ، فلها الويل إن لم تغفر لها ، إلهي لم يزل برك علي أيام حياتي ، فلا تقطع برك عني في مماتي ، وأنت لم تولني إلا الجميل في حياتي ، إلهي تول من أمري ما أنت أهله ، وعد بفضلك على مذنب قد غمره جهله ، إلهي قد سترت علي ذنوبا في الدنيا وأنا أحوج إلى سترها علي منك في أخرى ، إلهي قد أحسنت إلي إذ لم تظهرها لاحد من عبادك الصالحين ، فلا تفضحني يوم القيامة على رؤس الاشهاد.

إلهي جودك بسط أملي ، وعفوك افضل من عملي ، إلهي فسرني بلقائك يوم تقضي فيه بين عبادك ، إلهي اعتذاري إليك اعتذار من لم يستغن عن قبول عذره فاقبل عذري يا اكرم من اعتذر إليه المسيؤون ، إلهي لا ترد حاجتي ، ولا تخيب

__________________

(١) لعاقبتى خ ل.

(٢) فقلت خ ل.

٩٧

طمعي ، ولا تقطع منك رجائي وأملي ، إلهي لو اردت هواني لم تهدني ، ولو أردت فضيحتي لم تعافني ، إلهي ما أظنك تردني في حاجة (١) قد أفنيت عمري في طلبها منك ، إلهي فلك الحمد أبدا ابدا دائما سرمدا يزيد ولا يبيد كما تحب فترضى.

إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك ، وإن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك ، وإن ادخلتني النار أعلمت أهلها أني أحبك إلهى إن كان صغر في جنب طاعتك عملى ، فقد كبر في جنب رجائك أملي ، إلهى كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما ، وقد كان حسن ظنى بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما ، إلهى وقد أفنيت عمري في شرة السهو عنك ، وابليت شبابي في سكرة التباعد منك ، إلهي فلم استيقظ ايام اغتراري بك وركوبي إلى سبيل سخطك ، إلهى وأنا عبدك وابن عبديك قائم بين يديك متوسل بكرمك إليك.

إلهى أنا عبد أتنصل إليك (٢) مما كنت أواجهك به من قلة استحيائي من نظرك وأطلب العفو منك إذ العفو نعت لكرمك ، إلهي لم يكن لي حول فأنتقل به عن معصيتك إلا في وقت ايقظتني لمحبتك ، فكما اردت أن أكون كنت ، فشكرتك بادخالي في كرمك ، ولتطهير قلبي من أوساخ الغفلة عنك.

إلهي أنظر إلي نظر من ناديته فأجابك ، واستعملته بمعونتك فأطاعك ، يا قريبا لا يبعد عن المغتر به ، ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه ، إلهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ، ولسانا يرفعه إليك صدقه ، ونظرا يقربه منك حقه إلهي إن من تعرف بك غير مجهول ، ومن لاذبك غير مخذول ، ومن اقبلت عليه غير مملول.

إلهي إن من انتهج بك لمستنير ، وإن من اعتصم بك لمستتجير ، وقد لذت بك يا سيدي (٣) فلا تخيبن ظني من رحمتك ، ولا تحجبني عن رأفتك ، إلهي اقمني في أهل ولايتك مقام رجا الزيادة (٤) من محبتك ، إلهي والهمني ولها بذكرك إلى

__________________

(١) عن حاجة خ ل.

(٢) تنصل إلى فلان من الجناية : خرج وتبرأ ، عدى بالى لتضمنه معنى الاعتذار.

(٣) الهى ، خ ل.

(٤) مقام من جاء بالزيادة خ ل.

٩٨

ذكرك ، وهمني إلى روح نجاح اسمائك ومحل قدسك للهي بك عليك إلا الحقتني بمحل أهل طاعتك ، والمثوى الصالح من مرضاتك ، فاني لا أقدر لنفسي دفعا ولا أملك لها نفعا.

إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب ، ومملوكك المنيب المغيث فلا تجعلني ممن صرفت عنه وجهك ، وحجبه سهوه عن عفوك ، إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر ابصار قلوبنا بضياء نظرها إليك ، حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة ، وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك.

إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ، ولاحظته فصعق بجلالك ، فناجيته سرا ، وعمل لك جهرا ، إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الاياس ، ولا انقطع رجائي من جميل كرمك ، إلهي إن كانت الخطايا قد اسقطتني لديك ، فاصفح عني بحسن توكلي عليك ، إلهى إن حطتنى الذنوب من مكارم لطفك ، فقد نبهني اليقين إلى كرم عطفك ، إلهى إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك ، فقد نبهتني المعرفة بكرم آلائك ، إلهى إن دعانى إلى النار عظيم عقابك فقد دعانى إلى الجنة جزيل ثوابك.

إلهى فلك أسال وإليك أبتهل وأرغب ، وأسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعلني ممن يديم ذكرك ، ولا ينقض عهدك ، ولا يغفل عن شكرك ، ولا يستخف بأمرك ، إلهى وأتحفنى بنور عزك الابهج ، فأكون لك عارفا ، وعن سواك منحرفا ، ومنك خائفا مترقبا ، يا ذا الجلال والاكرام. وصلى الله عليه محمد رسوله وآله الطاهرين وسلم.

١٤ ـ لد : مناجاة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام مروية عن العسكرى عن آبائه عليهم‌السلام :

إلهى صل على محمد وآل محمد ، وارحمنى إذا انقطع من الدنيا اثري وامتحى من المخلوقين ذكري ، وصرت في المنسيين كمن قد نسي ، إلهى كبرت سنى ، ورق جلدي ، ودق عظمى ، ونال الدهر منى ، واقترب أجلى ، ونفدت أيامى ، وذهبت

٩٩

شهواتى ، وبقيت تبعانى.

إلهى ارحمنى إذا تغيرت صورتى ، وامتتحت محاسنى ، وبلي جسمى وتقطعت أوصالي ، وتفرقت اعضائي ، إلهى افحمتني ذنوبي وقطعت (١) مقالتي فلا حجة لي ولا عذر ، فأنا المقر بجرمي ، المعترف بإساتي ، الاسير بذنبي ، المرتهن بعملي ، المتهور في بحور خطيئتي ، المتحير عن قصدي ، المنقطع بي ، فصل على محمد وآل محمد ، وارحمني برحمتك ، وتجاوز عني يا كريم بفضلك.

إلهى إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي ، إلهي كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروما وكان ظني بك وبجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما ، إلهى لم أسلط على حسن ظني قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي لك بين الآملين ، إلهى عظم جرمي إذ كنت المبارز به ، وكبر ذنبي إذ كنت المطالب به إلا أني إذا ذكرت كبير جرمي وعظيم غفرانك ، وجدت الحاصل لي من بينهما عفو رضوانك.

إلهى إن دعاني إلى النار بذنبي مخشي عقابك فقد ناداني إلى الجنة بالرجاء حسن ثوابك ، إلهي إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك ، فقد آنستني باليقين مكارم عطفك إلهي إن أنامتنى الغفلة عن الاستعداد للقائك ، فقد أنبهتني المعرفة يا سيدي بكريم آلائك إلهى إن عزب لبي عن تقويم ما يصلحني فما عزب إيقاني بنظرك لي فيما ينفعني.

إلهي إن انقرضت بغير ما أحببت من السعي أيامي ، فبالايمان أمضتها الماضيات (٢) من أعوامي ، إلهي جئتك ملهوفا قد ألبستعدم فاقتي ، واقامني مقام الاذلاء بين يديك ضر حاجتي ، إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك ، إلهي مسكنتي لا يجبرها إلا عطاؤك وأمنيتي لا يغنيها إلا جزاؤك ، إلهى اصبحت على باب من أبواب منحك سائلا وعن التعرض لسواك بالمسألة عادلا ، وليس من جيمل امتنانك رد سائل ملهوف

__________________

(١) انقطعت خ ل.

(٢) أمضيت الماضيات ، خ ل.

١٠٠