بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

شئ قدير ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين وسلم تسليما كثيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والحمد لله رب العالمين.

فأما ما ينقش على هذه القصبة ، من فضة غير مغشوشة :  « يا مشهورا في السموات ، يا مشهورا في الارضين ، يامشهورا في الدنيا والآخرة ، جهدت الجبابرة والملوك على إطفاء نورك ، وإخماد ذكرك ، فأبى الله إلا أن يتم نورك ، ويبوح بذكرك ، ولو كره المشركون ».

ورأيت في نسخة « وأبيت إلا أن يتم نورك ».

أقول : وأما قوله « فأبى الله إلا أن يتم نورك » ، لعله نورك أيها الاسم الاعظم المكتوب في هذا الحرز بصورة الطلسم.

ووجدت في الجزء الثالث من كتاب الواحد أن المراد بقوله يا مشهورا في السموات إلى آخره هو مولانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام.

حرز آخر للتقى عليه‌السلام بغير تلك الرواية : يانور يا برهان ، يا مبين يا منير يا رب اكفني الشرور ، وآفات الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور » (١).

٤٨

« باب »

* « ( بعض أدعية الهادى واحرازه وعوذاته ) » *

* « ( صلوات الله وسلامه عليه ) » *

١ ـ مهج : حرز لمولانا علي بن محمد التقي عليه‌السلام : علي بن عبدالصمد ، عن عدة من أصحابه منهم جده ، عن أبيه ، أبي الحسن ، عن شيخ الطائفة قال : وأخبرني الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي ، عن الحسين بن الحسن بن بابويه ، عن شيخ الطائفة ، عن جماعة من أصحابه ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن عبدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي ، عن أبيه ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني أن

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٥٢٤٤.

٣٦١

أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما‌السلام كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن علي بن محمد عليه‌السلام ، وهو صبي في المهد وكان يعوذه بها ، ويأمر أصحابه بها.

الحرز : بسم الله الرحمن الرحيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم رب الملائكة والروح والنبيين والمرسلين ، وقاهر من في السموات والارضين وخالق كل شئ ومالكه ، كف عنا بأس أعدائنا ومن أراد بنا سوءا من الجن والانس وأعم ابصارهم وقلوبهم واجعل بيننا وبينهم حجابا وحرسا ومدفعا إنك ربنا لا حول ولا قوة لنا إلا بالله ، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير.

ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ، واغفر لنا ربنا إنك العزيز الحكيم ربنا عافنا من كل سوء ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، ومن شر ما يسكن في الليل والنهار ، ومن شر كل ذي شر.

رب العالمين ، وإله المرسلين صل على محمد وآله أجمعين ، وأوليائك ، وخص محمدا وآله أجمعين بأتم ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

بسم الله وبالله ، أومن بالله ، وبالله أعوذ ، وبالله أعتصم ، وبالله استجير ، وبعزة الله ومنعته أمتنع من شياطين الانس والجن ، ورجلهم وخيلهم ، وركضهم وعطفهم ورجعتهم وكيدهم وشرهم وشر ما يأتون به تحت الليل وتحت النهار ، من القرب والبعد ، ومن شر الغائب والحاضر ، والشاهد والزائر ، أحياء وأمواتا أعمى وبصيرا ومن شر العامة والخاصة ، ومن شر نفس ووسوستها ، ومن شر الدناهش والحس واللمس واللبس ، ومن عين الجن والانس ، وبالاسم الذي اهتز به عرش بلقيس.

وأعيذ ديني ونفسي وجميع ما تحوطه عنايتي من شر كل صورة أو خيال أو بياض أو سواد أو تمثال أو معاهد أو غير معاهد ممن يسكن الهواء والسحاب ، والظلمات والنور ، والظل والحرور ، والبر والبحور ، والسهل والوعور ، والخراب والعمران والآكام والآجام ، والغياض ، والكنايس والنواويس ، والفلوات والجبانات ، ومن شر الصادرين والواردين ، ممن يبدو بالليل ، ويستتر بالنهار ، وبالعشي والابكار والغدو والآصال ، والمريبين والاسامرة ، والافاترة والفراعنة والابالسة ، ومن

٣٦٢

جنودهم وأزواجهم وعشائرهم وقبائلهم ومن همزهم ولمزهم ونفثهم ووقاعهم وأخذهم وسحرهم وضربهم وعيثهم ولمحهم واحتيالهم واختلافهم ومن شر كل ذي شر من السحرة والغيلان وأم الصبيان وما ولدوا وما وردوا ، ومن شر كل ذي شر داخل وخارج ، وعارض ومتعرض ، وساكن ومتحرك ، وضربان عرق ، وصداع وشقيقة وأم ملدم ، والحمى والمثلثة والربع والغب والنافضة والصالبة والداخلة والخارجة ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم ، و صلى الله عليه نبيه محمد وآله الطاهرين (١).

٢ ـ مهج حرز لعلى بن محمد النقى عليه‌السلام : بسم الله الرحمن يا عزيز العز في عزه ، ما أعز عزيز العز في عزه ، ياعزيز أعزني بعزك ، وأيدني بنصرك وادفع عني همزات الشياطين ، وادفع عني بدفعك وامنع عني بصنعك ، واجعلني من خيار خلقك ، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد (٢).

٤٩

( باب )

* « ( بعض ادعية العسكرى عليه‌السلام ) » *

* « ( واحرازه وعوذاته صلوات الله عليه ) » *

١ ـ مهج : حرز الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام :

بسم الله الرحمن الرحيم احتجبت بحجاب الله النور الذي احتجب به عن العيون ، وأحطت على نفسي وأهلي وولدي وما اشتملت عليه عنايتي ببسم الله الرحمن الرحيم وأحرزت نفسي (٣) وذلك كله من كل ما أخاف وأحذر ، بالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض ، من

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٥٣ وقد مر في ص ٢٠٤ مع توضيح يسير في الذيل راجعه.

(٢) واحترزت من ذلك كله ، ومن كل ما أخاف خ.

(٣) مهج الدعوات ص ٥٥.

٣٦٣

ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه ، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم.

ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي أذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا ، أفرأيت من اتخذ إلهه هويه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تتذكرون ، أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ، وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين (١).

٢ ـ مهج حرز آخر للعسكري عليه‌السلام :

« بسم الله الرحمن الرحيم يا عدتي عند شدتي ، ويا غوثي عند كربتي يا مونسي عند وحدتي ، احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام » (٢).

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٥٥.

(٢) مهج الدعوات ص ٥٦.

٣٦٤

٥٠

* ( باب ) *

* « ( بعض أدعية القائم عليه‌السلام ) » *

* « ( وأحرازه وعوذاته صلوات الله عليه ) » *

١ ـ مهج : حرز لمولانا القائم عليه‌السلام : بسم الله الرحمن الرحيم يا مالك الرقاب ، ويا هازم الاحزاب ، يا مفتح الابواب ، يا مسبب الاسباب! سبب لنا سببا لا نستطيع له طلبا بحق لا إله إلا الله محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين (١).

٢ ـ د : قال (٢) أمير المؤمنين : عليه‌السلام كأنني بالقائم قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة ، على فرس محجل له شمراخ (٣) يزهر ، يدعو ويقول في دعائه :

لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا ، لا إله إلا الله تعبدا ورقا ، اللهم معز كل مؤمن وحيد ، ومذل كل جبار عنيد ، أنت كنفي حين تعييني المذاهب ، وتضيق علي الارض بما رحبت ، اللهم خلقتني وكنت غنيا عن خلقي ، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين ، يا منشر الرحمة من مواضعها

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٥٦.

(٢) هذا هو الصحيح كما في المصدر وكما مر في تاريخ الامام الثاني عشر عليه‌السلام ج ٥٢ ص ٣٩١ والدعاء هناك مشكول بالاعراب راجعه ، وأما في طبعة الكمبانى « وقال » عطفا على رمز المهج وهو تصحيف.

(٣) التحجيل : بياض في قوائم الفرس كلها ويكون في رجلين ويد. وفي رجلين فقط وفى رجل وفقط. ولا يكون في اليدين خاصة الامع الرجلين ولا في يد واحدة دون الاخرى الا مع الرجلين ، والشمراخ غرة الفرس اذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة.

٣٦٥

ومخرج البركات من معادنها ، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة ، وأولياؤه بعزه يتعززون ، يا من وضعت له الملوك نير (١) المذلة على أعناقها ، فهم من سطوته خائفون ، اسئلك باسمك الذي فطرت به خلقك ، فكل له مذعنون ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تنجز لي أمري ، وتعجل لي في الفرج ، وتكفيني وتعافيني ، وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة ، إنك على كل شئ قدير.

٥١

* ( باب ) *

* « ( سائر الاحراز المروية والعوذات المنقولة ) » *

* « ( وما يناسب هذا المعنى ) » *

أقول : وسيجئ الحرز اليماني وغيره في باب ادعية الفرج وغير ذلك.

١ ـ ووجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي نقلا من خط الشهيد رحمة الله عليهما : حرز من كل هم وغم.

بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله حقا حقا ، لا إله إلا الله عبودية ورقا ، لا إله إلا الله قولا وصدقا ، لا إله إلا الله ذخرا يبقى ، لا إله إلا الله شوقا شوقا ، بسم الله وبالله ، والحمد لله ، اعتصمت بالله ، وألجأت ظهري إلى الله ، وما توفيقي إلا بالله ، نعم القادر الله ، ونعم النصير الله ، لا يأتي بالخيرات إلا الله ، وما بنا من نعمة فمن الله ، وإن الامر كله لله.

استظهر بالله ، واستعين بالله ، وأستغفر الله ، والصلاة على رسول الله ، وعلى ملائكته والصالحين من عباده ، إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ، الا تعلوا علي وأتوني مسلمين ، كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ، لا يضركم

__________________

(١) النير : الخشبة المعترضة في عنقي الثورين بأداتها ، ويسمى بالفارسية « يوغ » و « جوغ ».

٣٦٦

كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط ، إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ، والله يعصمك من الناس ، إن الله لا يهدي القوم الكافرين ، كلما أوقدوا نا للحرب أطفأها الله ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين ، وزادكم في الخلق بسطة له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله.

رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ، وقربناه نجيا ، ورفعناه مكانا عليا ، سيجعل لهم الرحمن ودا ، وألقيت عليك محبة مني ، لا تخف إنك أنت الاعلى ، لا تخاف دركا ولا تخشى ، لا تخف إنك من الآمنين ، وينصرك الله نصرا عزيزا ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ، فوقيهم الله شر ذلك اليوم وآتيهم نضرة وسرورا ، و جزاهم بما صبروا جنة وحريرا ، ورفعنا لك ذكرك فان مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ، يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله.

ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله.

هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون.

ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ، إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، فستذكرون ما اقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ، فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، لا إله إلا انت سبحانك إني

٣٦٧

كنت من الظالمين ، الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ، الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون.

الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الارض من ذا الذي الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشي ء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ، وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم ، فلله الحمد رب السماوات والارض رب العالمين ، وله الكبرياء في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم.

وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ، أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ، أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم وأولئك هم الغافلون ، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، وخشعت الاصوات للرحمن إلا همسا ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.

اللهم من اراد بي سوءا أو مكروها فاقمع رأسه ، واعقل لسانه ، وألجم فاه ورد كيده في نحره ، واجعل بيني وبينه كيف شئت ، وأنى شئت ، واجعلني منه ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها في حماك ، فان حماك عزيز ، وجارك منيع ، وسلطانك قاهر ، وأمرك غالب ، وأنت على كل شئ قدير.

اللهم صل على محمد وآله كما هديتنا به من الضلالة ، افضل ما صليت على أحد من خلقك ، وصل على محمد وآله كما هديتنا به من الجهالة ، واغفر لنا ولآبائنا

٣٦٨

ولامهاتنا ولذرياتنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، برحمتك يا أرحم الراحمين والحمد لله وحده ، وصلى الله على محمد وآله وعتره الطاهرين.

حرز : وجدت بخط بعض الافاضل « تحصنت بالملك الحى الذي لا يموت واعتصمت بذي القدرة والعزة والجبروت ، واستعنت بذي الآلاء والعظمة والملكوت وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ، يا من ليس كمثله شئ يا من لا يشبهه شئ ، يا كافي كل شئ اكفني كل شئ فانك قادر على كل شئ يا خفي اللطف الطف بي بلطفك الخفي ، يا من يكفى من خلقه جميعا ولا يكفى منه أحد من خلقه ، يا أحد من لا أحد له انقطع الرجاء إلا عنك أغثنى يا أرحم الراحمين يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابدا ولا يحصيه غيره.

حرز : رواه السيد الداماد عن مشايخه وأسلافه رضوان الله عليهم قال رضى الله عنه : بسم الرحمن الرحيم ، والاعتصام بالعلي العظيم وصلواته على سيدنا النبي الكريم ، وعترته الطاهرين.

حرز حارز : رويته فيما رويته بطرقي وأسانيدى عن مشيختي ومشايخي وسلا في واسلافي رضوان الله تعالى عليهم ونور ضرائحهم ، وقدس اسرارهم : أودعت نفسي وأهلي ومالي وولدى ومن معى وما معى في ارض محمد سقفها ، وعلي بابها وفاطمة والحسن والحسين وعلى ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة المنتطر حيطانها ، والملائكة حراسها والله محيط بها وحفيظها والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ.

حرز آخر : قريب من الاول رواه السيد المذكور ايضا ومن طريق آخر رويته عن السيد الثقة الثبت المركون إليه في فقه المأمون في حديثه علي بن ابى الحسن العاملي رحمه‌الله تعالى قراءة وسماعا وإجازه سنة ٩٨٨ من الهجرة المباركة النبوية في مشهد سيدنا ومولانا أبى الحسن الرضا صلوات الله وتسليماته عليه بسناباد طوس ، عن زين أصحابنا المتأخرين زين الدين أحمد بن علي بن أحمد

٣٦٩

ابن محمد بن علي بن جمال الدين بن تقي الدين صالح بن شرف العاملي رفع الله تعالى درجته في أعلى مقامات الشهداء والصالحين والصديقين :

« أودعت نفسي وأهلي ومالى وولدى في أرض الله سقفها ومحمد حيطانها ، و علي بابها والحسن والحسين والائمة المعصومون ، والملائكة حراسها ، والله محيط بها ، والله من ورائهم محيط ، بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ.

حرز آخر : مما نقله السيد الداماد ورواه عن مشايخه ورآه في المنام وعرضه على أمير المؤمنين عليه‌السلام ايضا ومن لطائف ما اختلسته واحتطفته من الفيوض الربانية ، والمنن السبحانية بجزيل فيضه وسيبه سبحانه ، وعظيم فضله ومنه جل مجده ، وعز سلطانه ، حيث كنت بمدينة الايمان حرم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم قم المحروسة صينت عن دواهي الدهر ، ونوائب الادوار في بعض ايام شهر الله الاعظم لعام ١٠١١ من المهاجرة المباركة المقدسة النبوية أنه قد غشيتني ذات يوم من تلك الايام في هزيع (١) بقي من النهار سنة شبه خلسة وأنا جالس في تعقيب صلاة العصر ، تاجها (٢) تجاه القبلة.

فاريت في سنتي نورا شعشعانيا على أبهة ضوءانية في شبح هيكل إنساني مضطجع على يمينه ، وآخر كذلك على هيابة عظيمة ، ومهابة كبيره ، في بهاء ضوء لامع ، وجلال نور ساطع ، جالسا من وراء ظهر المضطجع ، كأني أنا دار من تلقاء نفسي ، أو أنه أدراني أحد غيري ، أن المضطجع مولانا امير المؤمنين صلوات الله وتسليماته عليه ، والجالس من وراء ظهره سيدنا وشفيعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا جاث على ركبتي وجاه المضطجع ، وقبالته ، وبين يديه وحذاء صدره ، فأراه عليه صلوات الله وتسليماته متهششا متبششا متبسما في وهي ممرا يده المباركة على جبهتي ، وخدي ولحيتى كأنه مستبشر متبشر بي ، منفس عني كربتي ، جابر

__________________

(١) هزيع من النهار طائفة منه : ثلثه أو ربعه ، وقيل ساعة ، والخلسة نومة مختلسة تملك العين من دون اختيار.

(٢) اى مستقبلا متوجها ، لغة عامية مأخوذة من كلمة التجاه مثلثة واصلها الوجاه.

٣٧٠

انكسار قلبي ، مستنفض بذلك عن نفسي حزني ، وعن خلدي كآبتي ، وإذا أنا عارض عليه ذلك الحرز ، على ما هو مأخوذ سماعي ، ومحفظوظ جناني ، فيقول لي هكذا اقرأ ، أو اقرأ هكذا :

« محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله امامي ، وفاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها فوق رأسي ، وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب وصي رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عن يميني ، والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة المنتظر أئمتي صلوات وسلامه عليهم عن شمالي ، وأبوذر وسلمان والمقداد وحذيفة وعمار وأصحاب رسول الله رضي الله تعالى عنهم من ورائي والملائكة عليهم‌السلام حولي ، والله ربي تعالى شأنه وتقدست اسماؤه محيط بي ، وحافظي وحفيظي ، والله من ورائهم محيط ، بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ».

وإذ قد بلغ بي التمام فقال عليه‌السلام لي : كرر فقرأ وقرأت عليه بقراءته صلوات الله عليه ، ثم قال : ابلغ وأعاده علي فعدت فيه ، وهكذا كلما بلغت منه النهاية يعيده علي إلى حيث حفظته وتحفظته فانتبهت من سنتي متلهفا لهوفا عليها شيقا حنونا إليها إلى يوم القيامة ، فلقد كانت هي اليقظة الحقة ، وما لدى الجماهير يقظة فهي هجعة عندها ، ولقد كانت هي الحياة الصرفة ، وما عند الاقوام حياة فهي موتة بالنسبة إليها.

وكتب الاحرف حكاية وعبارة عنها ببنان يمناه الفاقرة الداثرة افقر المربوبين وأحوج المفتاقين إلى رحمة ربه الحميد الغني ، محمد بن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني ختم الله له في نشأتيه بالحسنى ، وسقاه في المصير إليه من كأس المقربين ، ممن له لديه الزلفى ، وجعل خير بوميه غده ، ولا أوهن من الاعتصام بحبل فضله العظيم يده حامدا مصليا مسلما مستغفرا ، والحمد لله رب العالمين وحده ، حق حمده.

٣٧١

٥٢

( باب )

* « ( الاحتجاجات المروية عن الرسول والائمة صلوات الله وسلامه عليه ) » *

* « ( وعليهم أجمعين ، وما يناسب ذلك من الادعية المعروفة ، والاحراز ) » *

* « ( المشهورة ، وفيه ذكر دعاء الجوشن الكبير والصغير ) » *

* « ( المشهورة ، وفيه ذكر دعاء الجوشن الكبير والصغير ) » *

* « ( وما شاكلهما ايضا ) » *

١ ـ مهج : ذكر ما نختاره من الحجب المروية عن النبي والائمة عليهم‌السلام التي احتجبوا بها ممن أراد الاساءة إليهم.

حجاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ، اللهم بما وارت الحجب من جلالك وجمالك ، وبما اطاف به العرش من بهاء كمالك وبمعاقد العز من عرشك ، وبما تحيط به قدرتك من ملكوت سلطانك ، يا من لا راد لامره ، ولا معقب لحكمه اضرب بيني وبين اعدائي بسترك الذي لا تفرقه العواصف من الرياح ، ولا تقطعه البواتر من الصفاح ، ولا تنفذه عوامل الرماح ، حل يا شديد البطش بيني وبين من يرميني بخوافقه ، ومن تسري إلي طوارقه ، وفرج عني كل هم وغم ، يا فارج هم يعقوب فرج همي ، يا كاشف ضر أيوب اكشف ضري ، واغلب لي من غلبني يا غالبا غير مغلوب ، ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا ، وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين.

حجاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه :

بسم الله الرحمن الرحيم قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت

٣٧٢

وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر خضعت البرية لعظمة جلاله أجمعون ، وذلت لعظمته عزة كل متعاظم منهم ولا يجد أحد منهم إلي مخلصا بل يجعلهم الله شاردين متمزقين في [ عز ] طغيانهم هالكين بقل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ، انغلق عني باب المتأخرين منكم وتهتم ضالين مطرودين ، بالصافات ، بالذاريات ، بالمرسلات بالنازعات ، أزجركم عن الحركات ، كونوا رمادا لا تبسطو إلي يدا ، اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون ، هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ، جمدت الاعين ، وخرست الالسن ، وخضعت الرقاب للملك الخلاق.

اللهم بالعين والميم والفاء والحاءين ، بنور الاشباح ، وبتلالي ضياء الاصباح وبتقديرك لي يا قدير في الغدو والرواح اكفني شر من دب ومشى ، وتجبروعتا [ الله ] الله اغالب لالجأ منه لهارب ، نصر من الله وفتح قريب ، إذا جاء نصر الله والفتح إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز أمن من استجار بالله ، لا حول ولا قوة إلا بالله.

حجاب الحسن بن علي عليهما‌السلام :

اللهم يا من جعل بين البحرين حاجزا وبرزخا ، وحجرا محجورا ، يا ذا القوة والسلطان ، يا علي المكان ، كيف أخاف وأنت أملى؟ وكيف أضام وعليك متكلي؟ فغطني من أعدائك بسترك ، وأفرغ علي من صبرك ، واظهرني على أعدائي بأمرك ، وأيدنى بنصرك ، إليك اللجا ، ونحوك الملتجأ ، فاجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، يا كافي أهل الحرم من أصحاب الفيل ، والمرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل ، ارم من عادانى بالتنكيل ، اللهم إني اسئلك الشفاء من كل داء ، والنصر على الاعداء ، والتوفيق لما تحب وترضى ، يا إله من في السماء والارض وما بينهما وما تحت الثرى ، بك استشفى ، وبك استعفى ، وعليك

٣٧٣

أتوكل ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.

حجاب الحسين بن علي عليهما‌السلام :

يا من شأنه الكفاية ، وسرادقه الرعاية ، يا من هو الغاية والنهاية يا صارف السوء والسواية والضر ، اصرف عني اذية العالمين من الجن والانس أجمعين ، بالاشباح النورية (١) وبالاسماء السريانية ، وبالاقلام اليونانية وبالكلمات العبرانية ، وبما نزل في الالواح من يقين الايضا.

اجعلني اللهم في حرزك وفي حزبك ، وفي عياذك وفي سترك وفي كنفك ، من كل شيطان مارد ، وعدو راصد ، ولئم معاند ، وضد كنود ، ومن كل حاسد ، ببسم الله استشفيت ، وبسم الله استكفيت (٢) وعلى توكلت ، وبه استعنت (٣) على كل ظالم ظلم ، وغاشم غشم ، وطارق طرق ، وزاجر زجر ، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

حجاب علي بن الحسين عليهما‌السلام :

بسم الله استعنت ، وببسم الله استجرت ، وبه اعتصمت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت اللهم نجني من طارق يطرق في ليل غاسق ، أو صبح بارق ، ومن كيد كل مكيد ، أو ضد أو حاسد حسد ، زجرتهم بقل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد. وبالاسم المكنون المنفرج بين الكاف والنون وبالاسم الغامض المكنون الذي تكون منه الكون قبل أن يكون ، أتدرع به من كل ما نظرت العيون ، وخفقت الظنون ، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم  سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ، وكفى بالله شهيدا وكفى بالله نصيرا.

حجاب محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام :

الله نور السموات والارض جميعا ، خضع لنوره كل جبار ، وخمد لهيبته

__________________

(١) النورانية خ ل.

(٢) اكتفيت خ ل.

(٣) استعديت خ ل.

٣٧٤

أهل الاقطار ، وهمد ولبد جميع الاشرار ، خاضعين خاسئين ، لاسماء رب العالمين لجباري الهواء ، ومسترقي السمع من السماء ، وحلال المنازل والديار والمتغيبين (١) في الاسحار ، والبارزين في أظهار النهار ، حجبتكم وزجرتكم معاشر الجن والانس بأسماء الله الملك الجبار ، خالق كل شئ بمقدار ، لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار ، وهو اللطيف الخبير (٢) لا منجأ لكم ولا ملجأ لواردكم ولا منقذ لما ردكم جميعا من صواعق القرآن المبين ، وعظيم اسماء رب العالمين ، ولا منفذ لهاربكم من ركسة التثبيط ، ونزاع التهبيط ، ورواجس التخبيط ، فرابعكم محبوس ونجم طالعكم منحوس مطموس ، وشامخ علمكم منكوس ، فاستكبوا أحيانا وتمزقوا أشتاتا ، وتواقعوا بأسماء الله أمواتا ، الله أغلب وهو غالب ، وإليه يرجع كل شئ وهو الحكيم الخبير.

حجاب جعفر بن محمد عليهما‌السلام :

يا من إذا استعذت به أعاذني ، وإذا استجرت به عند الشدائد أجارني ، وإذا استغثت به عند النوائب أغاثني ، وإذا استنصرت به على عدوي نصرني وأعانني إليك المفزع وأنت الثقة ، فاقمع عني من أرادني ، واغلب لي من كادني ، يامن قال : إن ينصركم الله فلا غالب لكم ، يا من نجا نوحا من القوم الظالمين ، يا من نجا لوطا من القوم الفاسقين ، يا من نجا هودا من القوم العادين (٣) يا من نجا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله من القوم الكافرين ، نجني من أعدائي وأعدائك بأسمائك يا رحمن يا رحيم ، لا سبيل لهم على من تعوذ بالقرآن ، واستجار بالرحمن الرحيم ، الرحمن على العرش استوى ، إن بطش ربك لشديد ، إنه هو يبدئ ويعيد ، وهو الغفور الودود ، ذوالعرش المجيد ، فعال لما يريد ، فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا

__________________

(١) المتعبثين خ ل.

(٢) وفي نسخة من المهج : لا منجا لكم جميعا من صواعق القرآن المبين ، لا ملجأ لواردكم ، ولا منقذ لها ربكم ، ولا منفذ لما ردكم من ركسة التثبيط ، الخ.

(٣) الغادرين خ ل.

٣٧٥

هو ، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

حجاب موسى بن جعفر عليهما‌السلام :

توكلت على الحي الذي لا يموت ، وتحصنت بذي العزة والجبروت واستعنت بذي الكبرياء والملكوت ، مولاي استسلمت إليك فلا تسلمني ، وتوكلت عليك فلا تخذلنى ، ولجأت إلى ظلك البسيط فلا تطرحني ، أنت الطلب ، وإليك المهرب ، تعلم ما أخفى وما أعلن ، وتعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور ، فأمسك عني اللهم أيدي الظالمين ، من الجن والانس أجمعين ، واشفني وعافني يا ارحم الراحمين.

حجاب على بن موسى عليهما‌السلام :

استسلمت مولاي لك ، واسلمت نفسي إليك ، وتوكلت في كل أموري عليك وأنا عبدك وابن عبديك ، اخبأني اللهم في سترك عن شرار خلقك ، واعصمني من كل أذى وسوء بمنك ، واكفني شر كل ذي شر بقدرتك ، اللهم من كادني وارادني فاني أدرأبك في نحره ، واستعيذ منه بحولك وقوتك ، وشد عني أيدي الظالمين إذ كنت ناصري ، لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين ، وإله العالمين ، أسئلك كفاية الاذى ، والعافية والشفاء والنصر على الاعداء ، والتوفيق لما تحب ربنا وترضى ، يا إله العالمين ، يا جبار السماوات والارضين ، يا رب محمد وآله الطيبين الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين.

حجاب محمد بن علي عليهما‌السلام :

الخالق أعظم من المخلوقين ، والرازق أبسط يدا من المرزوقين ، ونار الله المؤصدة في عمد ممددة تكيد أفئدة المردة وترد كيد الحسدة بالاقسام ، بالاحكام باللوح المحفوظ ، والحجاب المضروب ، بالعرش العظيم (١) احتجبت واستترت واستجرت واعتصمت وتحصنت بالم ، وبكهيعص وبطه وبطسم وبحم وبحمعسق ونون (٢) وبطس وبق والقرآن المجيد ، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم والله وليي ونعم الوكيل.

__________________

(١) في المصدر المطبوع : بعرش ربنا العظيم.

(٢) وبنون ظ.

٣٧٦

حجاب علي بن محمد عليهما‌السلام :

وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ، وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، عليك يا مولاي توكلي ، وأنت حسبي وأملي ، [ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، تبارك ] إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ، رب الارباب ، ومالك الملوك ، وجبار الجبابرة ، وملك الدنيا والآخرة ، رب أرسل إلي منك رحمة يا رحيم ، ألبسني منك عافية ، وازرع في قلبي من نورك ، واخبأني من عدوك واحفظني في ليلي ونهاري بعينك ، يا أنس كل مستوحش ، وإله العالمين ، قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون ، حسبي الله كافيا ومعينا ومعافيا ، فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

حجاب الحسن بن علي العسكري عليهما‌السلام :

اللهم إني أشهدك بحقيقة إيماني وعقد عزمات يقيني ، وخالص صريح توحيدي ، وخفي سطوات سري ، وشعري وبشري ، ولحمي ودمي ، وصميم قلبي وجوارحي ولبي بأنك أنت الله لا إله إلا أنت مالك الملك وجبار الجبابرة ، وملك الدنيا والآخرة ، تعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ، فأعزني بعزك ، واقهر لي من أرادني بسطوتك ، واخبأني من أعدائي بسترك صم بكم عمي فهم لا يرجعون ، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ، بعزة الله استجرنا ، وبأسماء الله إياكم طردنا ، وعليه توكلنا ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وهو نعم النصير ، وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا ، وعلى الله فليتوكل المتوكلون ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا.

٣٧٧

حجاب مولانا صاحب الزمان عليه‌السلام :

اللهم احجبنى عن عيون أعدائي ، واجمع بيني وبين أوليائي ، وأنجز لي ما وعدتني ، واحفظني في غيبتي إلى أن تأذن لي في ظهوري ، وأحي بي ما درس من فروضك وسننك ، وعجل فرجى ، وسهل مخرجي واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ، وافتح لي فتحا مبينا ، واهدني صراطا مستقيما ، وقنى جميع ما أحاذره من الظالمين ، واحجبني عن أعين الباغضين ، الناصبين العداوة لاهل بيت نبيك ، ولا يصل منهم إلي أحد بسوء ، فاذا أذنت في ظهوري فأيدني بجنودك ، واجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيدين ، وفي سبيلك مجاهدين ، وعلى من أرادني وأرادهم بسوء منصورين ، ووفقني لاقامة حدودك ، وانصرني على من تعدى محدودك وانصر الحق وأزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا ، وأورد علي من شيعتي وأنصاري ومن تقربهم العين ويشد بهم الازر ، واجعلهم في حرزك وأمنك برحمتك يا ارحم الراحمين.

وهذه الحجب مما ألهمنا ايضا تلاوتها يوم أحاطت المياه والغرق ، واصعبت السلامة بكثرة المياه ، وزادت على إحاطتها بهدم مواضع دخل بها ماء الزيادات وأمكن المقام باجابة الدعوات ، ورفع تلك المحذورات ، وسلامتنا من الدخول في تلك الحادثات ، والحمد لله (١).

هذا آخر ما في المهج من الحجابات المشار إليها :

٢ ـ حجاب منقول من بعض المواضع :

احتجبت بنور وجه الله القديم الكامل ، وتحصنت بحصن الله القوي الشامل ورميت من بغى علي بسهم الله وسيفه القاتل ، اللهم يا غالبا على أمره ، ويا قائما فوق خلقه ، ويا حائلا بين المرء وقلبه ، حل بيني وبين الشيطان ونزغه ، وبين ما لا طاقة لي به من أحد من عبادك ، كف عني ألسنتهم ، واغلل أيديهم وأرجلهم واجعل بيني وبينهم سدا من نور عظمتك ، وحجابا من قدرتك ، وجندا من

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٣٧٧٣٦٨.

٣٧٨

سلطانك إنك حي قادر.

اللهم اغش عني ابصار الناظرين حتى أرد الموارد واغش عنى ابصار النور ، وابصار الظلمة. حتى لا أبالي عن ابصارهم ، يكاد سنا برقه يذهب بالابصار يقلب الله الليل والنهار ، إن في ذلك لعبرة لاولي الابصار.

بسم الله الرحمن الرحيم كهيعص بسم الله الرحمن الرحيم حمعسق كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فاصبح هشيما تذروه الرياح ، هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ، يوم الآزفة إذالقلوب لدى الحناجر كاظمين ، ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ، علمت نفس ما أحضرت فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس ، والليل إذا عسعس ، والصبح إذا تنفس.

ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق ، شاهت الوجوه شاهت الوجوه ، شاهت الوجوه ، وعميت الابصار ، وكلت الالسن ، اللهم اجعل خيرهم بين عينيهم ، وشرهم تحت قدميهم ، وخاتم سليمان بين أكتافهم ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.

٣ ـ مهج : من كتاب الخصائص تأليف محمد بن علي الاصفهاني ، عن عبدالواحد بن علي ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن منصور بن أحمد الصيرفي ، عن إسحاق بن عبدالرب ، عن عبدالله بن الحميد ، عن محمد بن مهران الاصفهاني عن خلاد بن يحيى ، عن قيس بن الربيع ، عن أبيه قال : دعاني المنصور يوما قال : أما ترى ما هو هذا يبلغني عن هذا الحبشي؟ قلت : ومن هو يا سيدي؟ قال : جعفر بن محمد ، والله لاستاصلن شأفته ، ثم دعا بقائد من قواده فقال : انطلق إلى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد وخذ راسه ورأس ابنه موسى ابن جعفر ، في مسيرك ، فخرج القائد من ساعته حتى قدم المدينة ، وأخبر جعفر ابن محمد فأمر فأتي بناقتين فأوثقهما على باب البيت ودعا بأولاده موسى وإسماعيل ومحمد وعبدالله فجمعهم ، وقعد في المحراب ، وجعل يهمهم.

قال أبونصر : فحدثني سيدي موسى بن جعفر أن القائد هجم عليه فرأيت

٣٧٩

ابي وقد همهم بالدعاء ، فأقبل القائد ، وكل من كان معه ، قال : خذوا رأسي هذين القائمين ، فاحترزوا رأسهما ، ففعلوا وانطلقوا إلى المنصور.

فلما دخلوا عليه أطلع المنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسان فإذا هما رأسا ناقتين ، فقال المنصور : واي شئ هذا؟ قال : يا سيدي ما كان باسرع من أن دخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فدار رأسي ولم أنظر ما بين يدي فرأيت شخصين قائمين خيل إلي أنهما جعفر وموسى ابنه ، فأخذت رأسيهما ، فقال المنصور : اكتم علي ، فما حدثت به أحدا حتى مات ، قال الربيع : فسألت موسى بن جعفر عليهما‌السلام عن الدعاء ، فقال : سألت أبي عن الدعاء فقال : هو دعاء الحجاب :

بسم الله الرحمن الرحيم وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالنخرة حجابا مستورا ، وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا ، وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ، اللهم إني أسئلك بالاسم الذي به تحيي وتميت ، وترزق ، و تعطي ، وتمنع ، يا ذا الجلال والاكرام ، اللهم من أرادنا بسوء من جميع خلقك فأعم عنا عينه ، واصمم عنا سمعه ، واشغل عنا قلبه ، واغلل عنا يده ، واصرف عنا كيده وخذه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحته ومن فوقه ، يا ذاالجلال والاكرام.

قال موسى عليه‌السلام : قال أبي عليه‌السلام : إنه دعاء الحجاب من جميع الاعداء (١).

ومن ذلك : دعاء التضرع ، وكان أبوعبدالله عليه‌السلام يدعو به في الشدائد ، و يكشف عن ذراعيه ، ويرفع به صوته ، وينتحب ويكثر البكاء.

اللهم لولا أن القى بيدي ، وأعين على نفسي ، وأخالف كتابك ، وقد قلت ادعوني استجب لكم فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني ، لما انشرح قلبي ولساني لدعائك والطلب منك ، وقد علمت من نفسي فيما بيني وبينك ما عرفت.

اللهم من أعظم حرما مني ، وقد ساورت معصيتك التي زجرتني عنها بنهيك

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٢٦٤.

٣٨٠