بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وسلطان الله ، ومنعة الله ، ومن الله ، وحلم الله ، وعفو الله ، وغفران الله ، وملائكة الله وكتب الله ، وأنبياء الله ، ورسل الله ، ومحمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وأعوذ بالله من غضب الله وعقابه وسخط الله ونكاله ومن نقمته وإعراضه وصدوده وخذلانه ، ومن الكفر والنفاق والحيرة والشرك والشك في دين الله ، ومن شر يوم الحشر والنشور والموقف والحساب ، ومن شر كتاب قد سبق ، ومن زوال النعمة ، و حلول النقمة ، وتحول العافية ، وموجبات الهلكة ، ومواقف الخزي والفضيحة في الدنيا والآخرة.

وأعوذ بالله العظيم من هوى مرد ، وقرين سوء مكد (١) وجار موذ ، وغنى مطغ ، وفقر منس ، وأعوذ بالله العظيم من قلب لا يخشع ، وصلاة لا تنفع ، ودعاء لا يسمع ، وعين لا تدمع ، وبطن لا يشبع ، ومن نصب واجتهاد يوجبان العذاب ، ومن مرد إلى النار ، وسوء المنظر في النفس والاهل والمال الولد ، وعند معاينة ملك الموت عليه‌السلام.

وأعوذ بالله العظيم من شر كل دابة هو آخذ بناصيتها ، ومن شر كل ذي شر ومن شر ما أخاف وأحذر ، ومن شر فسقة العرب والعجم ، ومن شر فسقة الجن والانس والشياطين ، ومن شر إبليس وجنوده وأشياعه وأتباعه ، ومن شر السلاطين وأتباعهم ، ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما يلج في الارض وما يخرج منها ، ومن شر كل سقم وآفة ، وغم وهم ، وفاقة وعدم ، ومن شر ما في البر والبحر ، ومن شر الفساق والفجار والذعار والحساد ، والاشرار والسراق واللصوص ، ومن شر كل دآبة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.

اللهم إني أحتجز بك من شر كل شئ خلقته ، وأحترس بك منهم ، واعوذ بالله العظيم من الحرق والغرق والشرق والهدم والخسف والمسخ والحجارة والصيحة والزلازل والفتن والعين والصواعق والجنون والجذام والبرص والامراض والآفات

__________________

(١) مله خ ل.

٣٠١

والمصيبات والعاهات وأكل السبع وميتة السوء وجميع أنواع البلايا في الدنيا والآخرة.

وأعوذ بالله العظيم من شر ما استعاذ منه الملائكة المقربون ، والانبياء المرسلون وخاصة مما استعاذ منه به محمد عبدك ورسولك صلى‌الله‌عليه‌وآله أسئلك أن تعطيني من خير ما سألوا ، وأن تعيذني من شر ما استعاذوا ، وأسئلك من الخير كله عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم.

بسم الله وبالله والحمد لله واعتصمت بالله وألجأت ظهري إلى الله ، وما توفيقي إلا بالله ، وما شاء الله ، وأفوض أمري إلى الله ، وما النصر إلا من عند الله ، وما صبري إلا بالله ، ونعم القادر الله ، ونعم المولى الله ، ونعم النصير الله ، ولا يأتي بالحسنات إلا الله ولا يصرف السيئات إلا الله ، ولا يسوق الخير إلا الله ، وإن الامر كله بيد الله ، واستكفي الله بالله ، وأستغني بالله ، وأستقيل الله ، واستغيث بالله ، واستغفر الله ، وصلى الله على محمد رسول الله وعلى أنبياء الله وعلى رسل الله وملائكة الله وعلى الصالحين من عباد الله.

إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلوا علي وأتوني مسلمين ، كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ، لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما تعملون محيط ، واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ، والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ، وزادكم في الخلق بسطة واذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون ، له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله.

رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانك نصيرا ، وقربناه نجيا ، ورفعناه مكانا عليا ، سيجعل لهم الرحمن ودا وألقيت عليك محبة مني ، ولتصنع على عيني ، إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ، لا تخف نجوت من القوم الظالمين ، لا تخف إنك أنت الاعلى لا تخاف دركا ولا تخشى ، لا تخافا إنني معكما أسمع وارى ، لا تخف إنا منجوك

٣٠٢

وأهلك ، وينصرك الله نصراعزيزا ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا ، فوقيهم الله شر ذلك اليوم ولقيهم نضرة وسرورا وينقلب إلى أهله مسرورا ، ورفعنا لك ذكرك ، يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله ، ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسنا الله ونعم الوكيل ، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ، إنها ساءت مستقرا ومقاما ، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقناعذاب النار ، وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.

ومالنا الا نتوكل على الله وقد هدانا الله سبلنا ، ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون ، إنما أمره إذا اراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون ، أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ، هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون.

على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، فستذكرون ما أقول لكم وافوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

بسم الله الرحمن الرحيم الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، الم ذلك الكتاب

٣٠٣

لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحطيون بشئ من علمه إلا بما شار وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ، لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ، شهد الله أنه لا إله إلا هو الملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الاسلام.

قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير ، تولج اللى في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ، فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور ، الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ، فلله الحمد رب السموات ورب الارض رب العالمين وله الكبرياء في السموات والارض وهو العزيز الحكيم ، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والارض وعشيا وحين تظهرون ، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الارض بعد موتها وكذلك تخرجون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون.

إن ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة إيام ثم استوى على

٣٠٤

العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين ، ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ، ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحا وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين.

الذي خلقني فهو يهدين ، والذي هو يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي يميتني ثم يحيين ، والذي اطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين رب هب لي حكما والحقني بالصالحين ، واجعل لي لسان صدق في الآخرين ، و اجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لابي إنه كان من الضالين ، ولا تخزني يوم يبعثون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.

بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا ، فالزاجرات زجرا ، فالتاليات ذكرا ، إن إلهكم لواد ، رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق ، إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب ، وحفظا من كل شيطان مارد ، لا يسمعون إلى الملاء الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب.

يامعشر الجن والانس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ، فبأي آلاء ربما تكذبان ، يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير ، ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ، إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ، يختص برحمته من يشاء والله ذوالفضل العظيم ، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة

٣٠٥

للمؤمنين.

وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ، أفرأيت من اتخذ إلهه هويه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم وأولئك هم الغافلون ، وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون.

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ، إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ، وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ، وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، إني توكلت على الله ربي وربكم مامن دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل ، قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب.

يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ، ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين ، هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ، رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا ، ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ، وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.

هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ، هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق الباري ء المصور له الاسماء الحسنى يسبح

٣٠٦

له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم.

بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ، ومن شر غاسق إذا وقب ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد.

بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس.

اللهم من اراد بي شرا أو بأهلي شرا أو باسا أو ضرا فاقمع راسه ، واصرف عني سوءه ومكروهه ، واعقد عني لسانه ، واحبس كيده واردد عني إرادته ، اللهم صل على محمد وآل محمد كما هديتنا به من الكفر أفضل ما صليت على أحد من خلقك ، وصل على محمد وآل محمد كما (١) ذكرك الذاكرون ، واغفر لنا ولآبائنا ولامهاتنا وذرياتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. وتابع بيننا وبينهم بالخيرات إنك مجيب الدعوات ، ومنزل البركات ، ودافع السيئات ، إنك على كل شئ قدير.

اللهم إني استودعك ديني ودنياي وأهلي وأولادي وعيالي وأمانتي وجميع ما أنعمت به علي في الدنيا والآخرة ، فانه لا تضيع صنائعك ، ولا تضيع ودائعك ولا يجيرني منك أحد ، اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ( إلى هنا والزيادة على هذا من الكتاب ) فاني أرجوك ولا ارجو أحدا سواك فانك الله الغفور الرحيم ، اللهم ادخلني الجنة ونجني من النار برحمتك يا ارحم الراحمين ، وذكر في النسخة التي نقل منها إلى ههنا آخر الدعاء والزيادة من كتاب النسخة التي نقل منها (٢).

أقول : وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه‌الله نقلا من خط الشهيد محمد بن مكي قدس الله روحه ادعية للصادق عليه‌السلام وقد كان فيه ادعية للكاظم

__________________

(١) كلما ظ.

(٢) مهج الدعوات ص ٢٦٠٢٤٧.

٣٠٧

والرضا عليهما‌السلام أيضا وهذا لفظه :

هذه من دعوات مولانا الامام ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام في دخلاته على المنصور ، وقد ذكر صاحب الاستدراك منها ثلاثا وعشرين ، وهو يروي عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وطبقته ، وعن جماعة بمصر وخراسان وقد كان في الرواية تهدد المنصور له بالقتل ومشافهته به بعض الاحيان.

دعاؤه عليه‌السلام لما قدم إبراهيم بن جبلة إلى المدينة عن المنصور وابلغه رسالته :

« اللهم أنت ثقتي في كل كرب » إلى آخر ما مر برواية السيد.

ثم قال : دعاؤه عليه‌السلام عند خروجه إليه للركوب » اللهم بك استفتح « إلى آخر الدعاء.

ثم قال : دعاؤه عليه‌السلام لما دخل الكوفة وصلى ركعتين » اللهم رب السموات السبع « إلى آخر الدعاء.

ثم قال : دعاؤه عليه‌السلام وقد أخذ بمجامع ستر المنصور ، وكان أمر المسيب بن زهير بقتله إذا دخل « يا إله جبرئيل إلى قوله : تولني في هذه الغداة ولا تسلطه علي ولا على أحد من خلقك بشئ لا طاقة لي به ».

ثم قال : دعاؤه عليه‌السلام عند نظره إلى المنصور ، ورواه عن جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن جبرئيل أهداه إلى علي عليه‌السلام ليلة الاحزاب لدفع الشيطان والسلطان ، والغرق والحرق ، والهدم والسبع واللص ، فصرف عنه كيد المنصور ، واعتذر إليه وحباه  « اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام » إلى آخر الدعاء.

ثم قال : تحميده عليه‌السلام عند انصرافه عنه مكرما « الحمد لله الذي أدعوه فيجيبني » إلى آخر الدعاء.

ثم قال : دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى فأكرمه رواه ولده موسى عليه‌السلام « اللهم يا خالق الخمسة ورب الخمسة أسئلك بحق الخمسة أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تصرف أذيته ومعرته عني وترزقني معروفه ومودته ».

٣٠٨

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى عليه رواه الفضل بن الربيع وأخبره أنه أمان من الغرق والحرق والاعداء وأنه نزل به جبرئيل عليه‌السلام يوم الاحزاب جمعته من روايات :

شهد الله أنه لا إله إلا هو إلى سريع الحساب (١).

اللهم إني أعوذ بنور قدسك وعظمة طهارتك ، وتزكية جلالك ، من كل آفة وعاهة ، وطارق الانس والجن إلا طارقا يطرق بخير ، اللهم أنت عياذي فبك أعوذ وأنت ملاذي فبك الوذ ، يا من ذلت له رقاب الجبابرة ، وخضعت له مغاليظ الفراعنة ، أعوذ بجلال وجهك ، وكرم جلالك ، من خزيك وكشف سترك ونسيان ذكرك ، والاضراب عن شكرك ، أنا في كنفك من ليلي ونهاري ، ونومي وقراري وظعني واستقراري ، ذكرك شعاري. وثناؤك دثاري ، لا إله إلا أنت تنزيها لوجهك وكرما لسبحات وجهك ، صل على محمد وآله وأجر لي كنفك وقني شر عذابك واضرب علي سرادقات حفظك ، ووق روعي بحرمنك ، وحفظ عنايتك يا أرحم الراحمين ووق روعتي بخير وأمن وستر وحفظك منك.

سبحانك والحمد لله عدد الرمل والحصا سبحانك والحمد لله عدد قطرات ماء البحار ، سبحانك ولك الحمد عدد قطرات الامطار ، سبحانك والحمد لله عدد ما أحصاه المحصون ، وتكلم به المتكلمون وفوق ذلك وقدر ذلك إلى منتهى قدرتك ، يا ذا الجلال والاكرام.

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى رواه الربيع وقد أغلظ له القول وجذب السيف إلى آخره فأكرمه :

اللهم إني أسئلك بعينك التي لا تنام ، وبركنك الذي لا يضام ، وبقدرتك على خلقك ، وباختصاصك نبيك محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أنت المنجي من الهلكات أتقرب إليك بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأدرأ بك في نحره ، فاكفنيه يا كافي محمد الاحزاب وإبراهيم النمرود الله الله الله ربي لا أشرك به شيئا ، حسبي الرازق من المرزوقين حسبي الرب من

__________________

(١) آل عمران ص ١٩١٨.

٣٠٩

المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي من لم يزل حسبي ، حسبي ثم هو حسبي ، وحسبي الله ونعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، اللهم احرسنى بعينك التي لا تنام واحفظني بركنك الذي لا يرام ، وبقدرتك على خلقك ، اللهم لا أهلك وأنت رجائي ، أنت أجل وأكبر مما أخاف وأحذر ، بالله أستفتح وبالله أستنجح ، وبمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أثق ، اللهم رب جبرئيل ويمكائيل ، فانى أدرأبك في نحره ، واستعين بك عليه فاكفنيه يا كافى موسى فرعون ، ويا كافي محمد الاحزاب.

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى رواه عن السيد زيد العلوي العريضى بمصر  « يا من لا يضام ولا يرام ، يا من تواصلت به الارحام ، اسئلك بحق محمد وآل محمد الذين حقهم عليك من فضل حقك عليهم ، يا حافظ الغلامين لصلاح أبيهما ، احفظنى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال المؤلف : ينبغي إذا قال الداعي » احفظني لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » أن يقول : وأهل بيته الطاهرين ، لانه لا وصول إلى رسول الله إلا بأهل بيته ، ولا وصول إلى الله عزوجل إلا بنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولانا لسنا لهم صلى الله عليهم.

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى روي أنه علمه إياه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه :

اللهم قد أكدى الطلب وأعيت الحيلة ، إلا إليك ، ودرست الآمال وانقطع الرجاء إلا منك ، وخابت الثقة وأخلف الظن إلا بك ، وكذبت الالسن وأخلفت العدات إلا عدتك ، اللهم إني أجد سبل المطالب إليك مشرعة ومناهل الدعاء (١) لك مفتحة (٢) وأجدك لدعاتك بموضع إجابة ، وللصارخ إليك بمرصد إغاثة وأن في اللهف إلى جودك من الرضا بضمانك عوضا من منع الباخلين ومندوحة عما في أيدي المستأثرين ، وأعلم أنك لا تحجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الاعمال دونك ، فأعلم أن افضل زاد الراحل إليك عزم الارادة وخضوع الاستغاثة ، وقد ناجاك بعزم الارادة وخضوع الاستكانة قلبي ، فاسئلك اللهم بكل دعوة دعاك بها راج بلغته بها أمله ، أوصارخ أغثت صرخته ، او ملهوف مكروب فرجت عنه (٣)

__________________

(١) الرجاء خ ل.

(٢) مترعة خ ل.

(٣) كربته ، أو غنى أتممت نعمك عليه ، أو فقير أهديت اليه غناك.

٣١٠

ولتلك الدعوة عليك حق ، وعندك منزلة إلا صليت على محمد وآله ، وخلصتني من كل مكروه ، وفعلت بي كذا وكذا ...

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى :

اللهم لك الحمد وإليك المشتكى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم أنت الاول القديم ، والآخرة الدائم ، والديان يوم الدين ، تفعل ما تشاء بلا مغالبة ، وتعطي من تشاء بلا من ، وتقضي ما تشاء بلا ظلم ، وتداول الايام بين الناس ، ويركبون طبقا عن طبق ، وأسئلك من خيرك خير ما أرجو وما لا أرجو ، وأعوذ بك من شر ما أحذر وما لا أحذر ، إن خذلت فبعد تمام الحجة ، وإن عصمت فتمام النعمة.

يا صاحب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم حنين ، ويا صاحب علي يوم صفين ، ويامبير الجبارين ، ويا عاصم النبيين ، أسئلك بيس والقرآن الحكيم ، واسئلك بطه والقرآن العظيم أن تصلي على محمد وآله وأن ترزقني تأييدا تربط به أجاشي ، وتسد به خللي ، وادرؤك في نحور الاعداء يا كريم ها أنا ذا فاصنع بي ما شئت ، لن يصيبني إلا ما كتبت لي ، أنت حسبي ونعم الوكيل ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، وافوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل.

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى رواه عن جده صلوات الله عليه وآله وهي السبع الكلمات المنزلة عليه مع السبع المثاني « اللهم يا كافي كل شئ ، ولا يكفي منه شئ ، يا رب كل شئ ، اكفنا كل شئ ، حتى لا يضر مع اسمك شئ ».

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى عقيب صلاة اربع ركعات قاله ثلاثا : « اللهم يا كافي من كل شئ ، ولا يكفي منك شئ ، اكفني عادية فلان ».

دعاؤه عليه‌السلام على النجف عقيب الصلاة ، وكان قد استدعاه المنصور إلى الكوفة ووقع بدمه « يا ناصر المظلومين المبغي عليهم ، يا حافظ الغلامين لابيهما

٣١١

احفظني اليوم لآبائي محمد وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ، اضرب بالذل بين عينيه ، بالله استفتح ، وبه أستنجح ، وبمحمد صلى الله أتوجه ، إللهم إنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب.

قال المؤلف : ليقل الداعي احفظني اليوم بآباء مولاي أبي عبدالله محمد وعلي إلى آخرهم.

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى وقد أمر بضرب عنقه عند رفع رأسه » اللهم لا يكفيني منك أحد من خلقك ، وأنت تكفي من خلقك أجمعين ، فاكفني شر عبدالله ابن محمد وما نصب لي من حربه « فقال الغلام : والله ما أبصرتك ، ولقد حيل بيني وبينك.

دعاؤه عليه‌السلام في دخلة أخرى « يا من يكفي من خلقه كله ، ولا يكفيه أحد اكفني شر عبدالله بن محمد بن علي ».

دعاؤه عليه‌السلام علمه لبعض اصحابه لدفع الهول والغم « أعددت لكل عظيمة لا إله إلا الله ، ولكل هم وغم لا حول ولا قوة إلا بالله ، محمد النور الاول وعلي النور الثاني ، والائمة الابرار عدة للقاء الله ، وحجاب من أعداء الله ، ذل كل شئ لعظمة الله ، واسئل الله عزوجل الكفاية ».

دعاء علمه عليه‌السلام لحسن العطار ، وكان قد أخذ السلطان ضياعه ، يدعى به عقيب ركعتي الفجر ، والخد الايمن على الارض » يا حي لا إله إلا أنت حتى ينقطع النفس انقطع الرجاء إلا منك حتى ينقطع النفس يا أحد من لا أحد له حتى ينقطع النفس ارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب إنك على كل شئ قدير حتى ينقطع النفس. قال : ففعلت ذلك ثلاثة أيام فرد علي مالي وزيد مائة ألف درهم.

دعاؤه عليه‌السلام عند دخوله على المنصور من غير الكتاب ورواه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه علمه عليا عليه‌السلام عند النائبة « اللهم إني ادرء بك في نحره ، واستعيذ بك من شره ، وأستعين بك عليه ، يا كافي يا شافي يا معافي اكفني كل شئ حتى لا أخاف

٣١٢

معك شيئا ».

دعاؤه عليه‌السلام في دخول آخر عليه ، وكان قد أمر بقتله ، فلقيه وأمر له بثلاثين بدرة بعد أن قام له وجلس بين يديه ، أهداه جبرئيل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهما وعلى آل محمد « اللهم إني أسئلك يا سابغ النعم ، يا دافع النقم ، يا بارئ النسم وعالما غير معلم ، وعالما بجميع الامم ، ويا مونس المستوحشين في الظلم ، ادفع عني كل بأس وألم ، وعافني من كل عاهة وسقم ، ومن شر من لا يخشاك من جميع العرب والعجم ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.

دعاء مولانا الصادق عليه‌السلام برواية أخرى وقد مر ببعض التغيير ، وهذا ذكره ابن أنجب في تواريخ الائمة الاثني عشر عليهم‌السلام ، لما أمر المنصور الربيع باحضاره عليه‌السلام ، وعزم على قتله ، فلما بصربه قال : مرحبا بالنقي الساحة البرئ من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي ، وأجلسه على سريره ، وسأله عن حاله وحوائجه ، وطيبه بالغالية ، فقال الربيع : يا ابن رسول الله أتيت بك ولا اشك أنه قاتلك ، وكان منه ما رأيت ، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشئ عند الدخول فما هو؟

قال : قلت اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام واحفظني بقدرتك علي. ولا تهلكني وأنت رجائي ، رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عند بليتي صبري ، فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ، و يا من رآني على المعاصي فلم يفضحني يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا ، ويا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابدا ، أعني على ديني بدنيا ، وعلى آخرتي بتقوى ، و احفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرت ، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرك وأعطني ما لا ينقصك يا وهاب أسئلك لي فرجا قريبا وصبرا جميلا والعافية من كل بلاء وشكر العافية.

من الكتاب (١) دعاء الامام ابي الحسن الكاظم عليه‌السلام تحت الميزاب ، وروى

__________________

(١) في هامش نسخة الاصل مكتوب هكذا : لا بد أن يكتب في أدعية الكاظم عليه‌السلام ان شاء الله ».

٣١٣

أنه فيه الاسم الاعظم :

يا نور يا قدوس ثلاثا يا حي يا قيوم ثلاثا ، يا حي لا يموت ثلاثا ، يا حي حين لا حي ثلاثا ، يا حي لا إله إلا أنت ثلاثا ، اسئلك يا لا إله إلا أنت أربعا يا حي لا إله إلا أنت اسئلك بلا إله إلا أنت ثلاثا ، أسئلك بلا إله إلا أنت مرتين أسئلك باسمك الله الرحمان الرحيم ، العزيز المبين ثلاثا.

دعاؤه عليه‌السلام في حبس الرشيد فاطلق أخرجه إلي أبوالحسن الرازي المؤذن بمشهد الحسين عليه‌السلام :

يا سامع كل صوت يا محيى النفوس من بعد الموت ، مالى إله غيرك فأدعوه ولا شريك لك فأرجوه ، صل على محمد وآله محمد وخلصني يا رب مما أنا فيه ، ومما أخاف وأحذر بحولك وقوتك وبحق محمد وآله كما تخلص الولد منضيق المشيمة واللحم (١) برحمتك ، وصل على محمد وآله ، وخلصنى يا رب مما أنا فيه ومما أخاف وأحذر بمشيتك وإرادتك ، بحق محمد وآل محمد كما تخلص الثمرة من بين ماء وطين ورمل بقدرتك وجلالك ، وصل على محمد وآل محمد وخلصنى يا رب مما أنا فيه ومما أخاف وأحذر بحولك وقوتك وبحق محمد وآله كما تلخص البيضة من جوف الطائر بعفوك ، وصل على محمد وآل محمد وخلصني يا رب مما أنا فيه ومما أخاف وأحذر بنعمتك وتكبرك ، وصل على محمد وآل محمد وخلصنى مما أنا فيه ، ومما أخاف وأحذر بقوتك ، وبحق محمد وآل محمد كما تخلص الطائر من جوف البيضة بعزتك إنك على كل شئ قدير.

دعاؤه عليه‌السلام دخل على المهدي « امتنعت بحول الله وقوته من حولك وقوتك ، وأعوذ برب الفلق من شر ما خلق ، وأقول ما شاء الله كان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ».

دعاؤه عليه‌السلام محبوسا وهو ساجد يقلب خديه على التراب « يا مذل كل جبار

__________________

(١) الرحم ظ.

٣١٤

ومعز كل ذليل ، قدوحقك بلغ مجهودي ، فصل على محمد وآل محمد وفرج عني ».

دعاء (١) مولانا الامام الرضا عليه‌السلام وقد غضب عليه المأمون فسكن « بالله استفتح وبالله أستنجج ، وبمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أتوجه ، اللهم سهل لي حزونة أمري كله ، ويسر لي صعوبته ، إنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب ».

واسنده عن علي عليه‌السلام أنه قال : ما أهمني أمر قط ولا ضاق علي معاشي قط ولا بارزت قرنا قط فقلته إلا فرج الله همي وغمي ، ورزقني النصر على أعدائي.

هذا آخر ما وجدناه بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي.

٣ ـ العدد القوية : لاخى العلامة نقلا من كتاب الروضة بحذف الاسناد عن الربيع حاجب المنصور قال : لما استوت الخلافة له ، قال : يا ربيع ابعث إلى جعفر ابن محمد يأتيني به ، ثم قال بعد ساعة : ألم اقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمد؟ فوالله لتأتينني به وإلا قتلتك ، فلم أجد بدا فذهبت إليه فقلت : يا أبا عبدالله أجب أمير المؤمنين ، فقام معي فلما دنونا من الباب رأيته يحرك شفتيه ثم دخل فسلم عليه فلم يرد عليه ووقف ، فلم يجلسه ثم رفع إليه رأسه.

فقال : يا جعفر أنت الذي الببت علي وكثرت ، فقد حدثني ابي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به فقال جعفر بن محمد عليهما‌السلام وحدثنى أبي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش : الا فليقم كل من أجره علي فلا يقوم إلا من عفى عن أخيه ، فما زال يقول : حتى سكن ما به ، ولان له ، فقال : اجلس أبا عبدالله ارتفع أبا عبدالله ثم دعا بمدهن من غالية فجعل يغلفه بيده والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين ، ثم قال : انصرف أبا عبدالله في حفظ الله وقال لي : يا ربيع أتبع أبا عبدالله جايزته واضعفها له.

قال : فخرجت فقلت : أبا عبدالله! تعلم محبتى لك؟ قال : نعم يا ربيع أنت منا حدثنى أبى عن ابيه ، عن جده ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مولى القوم من أنفسهم فأنت منا ، قلت : يا أبا عبدالله شهدت ما لم نشهد ، وسمعت ما لم نسمع ، وقد دخلت

__________________

(١) في هامش الاصل : لا بدان يكتب في ادعية الرضا عليه‌السلام ان شاء الله ».

٣١٥

عليه ورأيتك تحرك شفتيك عند الدخول عليه قال : نعم ، دعاء كنت ادعو به ، فقلت : أدعاء كنت تلقنه عند الدخول أو بشئ تاثره عن آبائك الطيبين؟ فقال : بل حدثني أبي ، عن ابيه ، عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا حزبه أمر دعا بهذا الدعاء وكان يقال له : دعاء الفرج وهو :

« اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك علي ولا أهلك وأنت رجاي ، فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك بها شكري ، و كم من بلية ابتليتني قل لك بهاصبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قل عند بليته صبري ، فلم يخذلني ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني اسئلك أن تصلى على محمد وآله محمد اللهم أعني على ديني بالدنيا وعلى آخرتي بالتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته ، يا من لا تضره الذنوب ، ولا تنقصه المغفرة ، هب لي ما لا ينقصك واغفر لي ما لا يضرك ، إنك رب وهاب. اسئلك فرجا قريبا ، وصبرا جميلا ، ورزقا واسعا ، والعافية من البلاء وشكر العافية.

وفي رواية : وأسئلك تمام العافية ، وأسئلك دوام العافية ، وأسئلك الغنى عن الناس ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قال الربيع : فكتبته من جعفر بن محمد عليهما‌السلام في رقعة وها هو ذا في جيبي وقال موسى به سهل ، كتبته من الربيع وها هو في جيبي ، وقال محمد بن هارون : كتبته من العيسى وها هو في جيبي ، وقال علي بن أحمد المحتسب كتبته من محمد بن هارون وها هو في جيبي ، وقال علي بن الحسن كتبته من المحتسب ، وها هو في جيبي وقال السلمي مثله ، وقال أبوصالح مثله ، وقال الحافظ أبومنصور مثله.

أقول : وهذا الدعاء من الادعية الجليلة العظيمة الشأن ولكن الروايات في الفاظها وفقراتها مختلفة جدا ففي بعضها كما نقلناه اولا من المهج لابن طاووس رضوان الله عليه وفي بعضها كما ذكرناه في طي ما وجدناه من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي من ادعيته عليه‌السلام ، وفي بعضها كما حكيناه من كتاب العدد القوية المشار إليه ، وقد

٣١٦

وقع في بعض الكتب هكذا :

اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام ، واكنفنا بركنك الذي لا يرام ، وارحمنا بقدرتك ، ولا تهلكنا فأنت الرجاء ، رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري ، فيا من قل عند نعمه شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني ، ويا ذا المعروف الدائم الذي لا ينقضي أبدا ، ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا ، صل على محمد وآل محمد الطيبين ، وأدرأ بك في نحر الاعداء والجبارين ، اللهم أعني على ديني بدنياي ، وعلى آخرتي بتقواي ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما حذرته ، يا من لا تنقصه المغفرة ، ولا تضره المعصية أسئلك فرجا عاجلا ، وصبرا [ جميلا ورزقا ] ظ واسعا والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية يا ولي العافية ، برحمتك يا ارحم الراحمين ، وصلى الله على سيدنا ممد وآله الطاهرين واغفر وارحم.

٤٥

« باب »

* « ( بعض ادعية موسى بن جعفر صلوات الله عليه ) » *

* « ( واحرازه وعوذاته ) » *

أقول : قد سبق بعض أدعيته عليه‌السلام في طي باب ادعية ابيه الصادق عليه‌السلام ايضا فتذكر.

فمنها : الدعاء المعروف بالجوشن الصغير.

١ ـ مهج : أبوعلي الحسن بن محمد بن علي الطوسي وعبدالجبار بن عبدالله بن علي الرازي وأبوالفضل منتهى بن ابي زيد الحسيني ومحمد بن أحمد ابن شهريار الخازن جميعا ، عن محمد بن الحسن الطوسي ، عن ابن الغضائري وأحمد

٣١٧

ابن عبدون وأبي طالب بن الغرور وابي الحسن الصفار والحسن بن إسماعيل بن أشناس جميعا ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن محمد بن يزيد بن ابي الازهر ، عن محمد بن عبدالله النهشلي ، عن أبيه قال : سمعت الامام ابا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول التحدث بنعم الله شكر ، وترك ذلك كفر ، فارتبطوا نعم ربكم تعالى بالشكر ، و حصنوا أموالكم بالزكاة ، وادفعوا البلاء بالدعاء ، فان الدعاء جنة منجية يرد البلاء وقد أبرم إبراما.

قال أبوالوضاح : وأخبرني ابي قال : لما قتل الحسين بن علي صاحب فخ وهو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بفخ ، وتفرق الناس عنه ، حمل رأسه والاسرى من أصحابه إلى موسى بن المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثلا :

بني عمنا لا تنطقوا الشعر بعد ما

دفنتم بصحراء الغميم القوافيا

فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله (١)

فنقبل ضيما أو نحكم قاضيا

ولكن حكم السيف فينا مسلط

فنرضى إذا ما اصبح السيف راضيا

وقد ساءني ما جرت الحرب بيننا

بني عمنا لو كان أمرا مدانيا

فان قلتم إنا ظلمنا فلم نكن

ظلمنا ولكن قد اسأنا التقاضيا

 ثم أمر برجل من الاسرى فوبخه ثم قتله ، ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام وأخذ من الطالبيين ، وجعل ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر عليه‌السلام فنال منه ثم قال : والله ما خرج حسين إلا عن أمره لا اتبع إلا محبته لانه صاحب الوصية في أهل هذا البيت ، قتلني الله إن ابقيت عليه ، فقال له أبويوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي وكان جريا عليه : يا أمير المؤمنين اقول أم أسكت؟ فقال : قتلني الله إن عفوت عن موسى بن جعفر ، ولولا ما سمعت من المهدي المنصور (٢) فيما اخبر به المنصور ما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه وعلمه وفضله ، وما بلغني عن السفاح فيه من تقريضه وتفضيله لنبشت قبره وأحرقته بالنار إحراقا.

__________________

(١) سلة خ ل.

(٢) كذا ولعله وصف للمهدى.

٣١٨

فقال أبو يوسف : نساؤه طوالق وعتق جميع ما يملك من الرقيق وتصدق بجميع ما يملك من المال وحبس دوابه وعليه المشي إلى بيت الله الحرام إن كان مذهب موسى بن جعفر عليه‌السلام الخروج ، ولا يذهب إليه ، ولا مذبه أحد من ولده ولا ينبغي أن يكون هذا منهم ، ثم ذكر الزيدية وما ينتحلون ، فقال : وما كان بقي من الزيدية إلا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين ، وقد ظفر أمير المؤمنين بهم ، ولم يزل يرفق به حتى سكن غضبه.

قال : وكتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام بصورة الامر ، فورد الكتاب فلما اصبح احضر أهل بيته وشيعته فأطلعهم أبوالحسن عليه‌السلام على ما ورد عليه من الخبر ، وقال لهم : ما تشيرون في هذا؟ فقالوا : نشير عليك اصلحك الله وعلينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبار ، وتغيب شخصك دونه فانه لا يؤمن شره وعاديته وغشمه ، سيما وقد توعدك وإيانا معك ، فتبسم موسى عليه‌السلام ثم تمثل ببيت كعب بن مالك اخي بني سلمة (١) وهو :

زعمت سخينة أن ستغلب ربها

فليغلبن مغالب الغلاب

ثم أقبل على من حضره من مواليه وأهل بيته ، فقال : ليفرخ روعكم (٢) إنه لا يرد أول كتاب من العراق إلا بموت موسى بن المهدي وهلاكه ، فقالوا : وما ذاك أصلحك الله؟ فقال : قد وحرمة هذا القبر مات في يومه هذا ، والله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ، سأخبركم بذلك ، بينما أنا جالس في مصلاي بعد فراغي من وردي وقد تنومت (٣) عيناى إذ سنح جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامي فشكوت إليه موسى

__________________

(١) هو كعب بن مالك بن ابى كعب عمرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة بن سعيد بن علي بن اسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج الانصاري السلمى يكنى أبا عبدالله كان أحد شعراء رسول الله الذين كانوا يردون عنه الاذى ، وقوله : « زعمت سخينة » يعنى قريشا ، والسخينة طعام يتخذ من الدقيق دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء لقبت به قريش لاتخاذها اياه.

(٢) فرخ روعه ، اى زال.

(٣) وفى بعض النسخ : هومت ، والتهويم : النعاس.

٣١٩

ابن المهدي ، وذكرت ما جرى منه في أهل بيته ، وأنا مشفق من غوائله ، فقال لي : لتطب نفسك ياموسى ، فما جعل الله لموسى عليك سبيلا ، فبينما هو يحدثني إذ أخذ بيدي وقال لي : قد أهلك الله آنفا عدوك فليحسن لله شكرك ، قال : ثم استقبل أبوالحسن القبلة ورفع يديه إلى السماء يدعو.

فقال أبوالوضاح : فحدثني أبي قال : كان جماعة من خاصة ابي الحسن عليه‌السلام من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه ، ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف وأميال (١) فاذا نطق أبوالحسن عليه‌السلام بكلمة أو افتى في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك ، قال : فسمعناه وهو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته :

الدعاء ، إلهي كم من عدو انتقضى علي سيف عداوته ، وشحذ لي ظبة مديته وارهف لي شبا حده ، وداف لي قواتل سمومه ، وسدد نحوي صوائب (٢) سهامه ولم تنم عني عين حراسته ، واضمر أن يسومني المكروه ، ويجرعني ذعاف مرارته ، فنظرت إلى ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته ، ووحدتي في كثير من ناواني ، وإرصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الارصاد لهم بمثله ، فأيدتني بقوتك ، وشددت أزري بنصرك ، وفللت شبا حده وخذلته بعد جمع عديده (٣) وحشده ، وأعليت كعبي عليه ، ووجهت ماسدد إلي من مكائده إليه ، ورددته ولم يشف غليله ، ولم تبرد حزازات غيظه ، وقد عض علي أنامله ، وأدبر موليا قد أخفقت سراياه.

فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل ، صل على محمد وآل محمد ، واجعلني لانعمك من الشاكرين ، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي وكم من باغ بغاني بمكائده ، ونصب لي اشراك مصائده ، ووكل بي تفقد رعايته ، وأضبأ إلي إضباء السبع (٤) لطريدته ، انتظارا لانتهاز فرصته ، وهو

__________________

(١) جمع ميل : الملمول الذى يكتحل به ، وكانوا يكتبون به على الالواح.

(٢) انتقضى سيفه : استله من غمده ، والمدية : الشفرة : والظبة بالضم والتخفيف : حد السيف والسنان ومثله الشبا والشحذ : التحديد كالتشحيذ ومثله الارهاف. والدوف : تخليط الدواء ، والصوائب جمع الصائب : وهو من السهام : الذي لا يخطئ.

(٣) عدده خ ل.

(٤) أضبأ الصائد : اختبأ واستتر ليختل.

٣٢٠