نعم لقد تشيّعت

محمّد الرصافي المقداد

نعم لقد تشيّعت

المؤلف:

محمّد الرصافي المقداد


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-43-0
الصفحات: ٣١٢
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

باسل بن خضراء الحسني ، سوريا.

١ ـ ومن النهاية كانت البداية.

وله مقالات عديدة.

الدكتور تاج الدين الجاعوني ، الأردن.

١ ـ الإنسان هذا الكائن العجيب ، أطوار خلقه وتصويره في الطب والقرآن.

جمال محمّد صالح اليوزبكي ، العراق.

١ ـ غضبة الفلاسفة أو الغضبة المتعالية.

٢ ـ وانتهت أوهام العمر.

وله كتب ومقالات اُخرى.

حسن أحمد الحياري ، الأردن.

١ ـ أسرار الوجود وانعكاساتها التربوية.

٢ ـ معالم الفكر التربوي للمجتمع الإسلامي.

حسين الرجا ، سوريا.

١ ـ دفاع من وحي الشريعة ضمن دائرة السنّة والشيعة.

خالد محيي الدين الحليبي الحسيني ، مصر.

١ ـ القضاء المنظر أو كشف الغطاء عن أهل السماء.

٢ ـ الفتن ، ما ظهر منها وما بطن.

٣ ـ توحيد أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٤ ـ الدين القيم.

٥ ـ تفسير القرآن.

الدمرداش بن زكى العقالي ، مصر.

١ ـ دعائم المنهج الإسلامي.

٢١

٢ ـ محاضرات عقائدية.

٣ ـ الإمام الحسين عليه‌السلام في سفر الشهداء.

٤ ـ انتخاب الطريق من الظلمات إلى النور.

٥ ـ من هم الشيعة.

سعيد أيوب ، مصر.

١ ـ معالم الفتن ، نظرات في حركة الإسلام وتاريخ المسلمين.

٢ ـ الانحرافات الكبرى ، القرى الظالمة في القرآن الكريم.

٣ ـ ابتلاءات الأُمم وتأملات في الطريق إلى المسيح الدجال والمهدي المنتظر في اليهودية والمسيحية والإسلام.

٤ ـ الطريق إلى المهدي المنتظر.

٥ ـ الرساليون.

٦ ـ زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٧ ـ عقيدة المسيح الدجال في الأديان ، قراءة المستقبل.

٨ ـ في ظلال أسماء الله الحسنى.

٩ ـ الظلّ الممدود في الصلاة على النبي وأهل بيته.

١٠ ـ وجاء الحق.

١١ ـ الأوائل في أحداث الدنيا وأخبار الآخرة.

سعيد السامرائي ، العراق.

١ ـ حجج النهج ، المختار من نهج البلاغة.

٢ ـ الطائفية في العراق ، الواقع والحل.

٣ ـ صدام وشيعة العراق.

سعيد يعقوب ، فلسطين.

٢٢

١ ـ معراج الهداية ، دراسة حول الإمام علي ومنهج الإمامة.

٢ ـ آفاق النفس البشرية.

٣ ـ علم النفس والطب النفسي عند العرب.

٤ ـ السيرة التاريخية للحضارة العربية.

٥ ـ جدلية النفس والشعر عند العرب.

٦ ـ علم نفس الأطفال.

٧ ـ دراسة في آيات التلاؤم النفسي.

وله مقالات كثيرة أُخرى ، وقد توفي أخيراً في شهر ذي الحجّة ١٤٢٧ هـ في حادث مؤسف رحمه‌الله.

سليم البشري ، مصر.

١ ـ حاشية تحفة الطلّاب لشرح رسالة الآداب.

٢ ـ حاشية على رسالة الشيخ علي في التوحيد.

٣ ـ شرح نهج البردة.

٤ ـ الاستئناس في بيان الأعلام وأسماء الأجناس.

صائب عبد الحميد ، العراق.

١ ـ منهج في الانتماء المذهبي.

٢ ـ ابن تيمية ، حياته ، عقائده.

٣ ـ تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي.

٤ ـ حوار في العمق من أجل التقريب الحقيقي.

٥ ـ تاريخ السنّة النبوية ، ثلاثون عاماً بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٦ ـ ابن تيمية في صورته الحقيقية.

٧ ـ الزيارة والتوسّل.

٢٣

٨ ـ الوهابية في صورتها الحقيقية.

٩ ـ خلافة الرسول بين الشورى والنص.

وله مقالات كثيرة.

صالح الورداني ، مصر.

١ ـ عقائد السنّة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد.

٢ ـ الكلمة والسيف ، محنة الرأي في تاريخ المسلمين.

٣ ـ الشيعة في مصر من الإمام علي عليه‌السلام حتّى الإمام الخميني.

٤ ـ السيف والسياسة ، صراع بين الإسلام النبوي والإسلام الأموي.

٥ ـ أهل السنّة شعب الله المختار.

٦ ـ دفاع عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ضد الفقهاء والمحدّثين.

٧ ـ الخدعة ، رحلتي من السنّة إلى الشيعة.

٨ ـ زواج المتعة حلال ، محاكمة المنهج الفقهي عند أهل السنّة.

٩ ـ فقهاء النفط ، راية الإسلام أم راية آل سعود.

١٠ ـ الحركة الإسلامية والقضية الفلسطينية.

١١ ـ فتاوى ابن باز.

١٢ ـ المناظرات بين فقهاء السنّة وفقهاء الشيعة.

١٣ ـ النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم.

١٤ ـ مدافع الفقهاء ، التطرّف بين فقهاء الخلف وفقهاء السلف.

١٥ ـ تثبيت الإمامة.

١٦ ـ علي سيف الله المسلول ، التاريخ الجهادي للإمام علي عليه‌السلام.

١٧ ـ فرق أهل السنّة ( جماعات الماضي وجماعات الحاضر ).

صباح علي البياتي ، العراق.

٢٤

١ ـ لا تخونوا الله والرسول.

٢ ـ حقيقة التشيّع.

٣ ـ الصحوة ( رحلتي إلى الثقلين ).

٤ ـ التبرّك.

٥ ـ أهل الحديث.

٦ ـ عقائد السلفية.

صبري أحمد علي موسى ، مصر.

١ ـ علامات القيامة ونهاية العالم في الديانات السماوية والمذاهب الإسلامية.

٢ ـ ترقبوا ظهور منقذ البشرية الإمام المهدي عليه‌السلام قريباً جداً.

٣ ـ احذروا خروج المسيح الدجال الزعيم المنتظر للصهيونية العالمية في القريب العاجل.

٤ ـ ترقبوا نزول السيّد المسيح عليه‌السلام في عصر الإمام المهدي عليه‌السلام وإقامة الدولة الإسلامية العالمية.

٥ ـ موسوعة العقائد الإلهية بين الأديان السماوية والمذاهب الإسلامية الكبرى ، مخطوط.

طارق زين العابدين ، السودان.

١ ـ دعوة إلى سبيل المؤمنين.

عاطف سلام ، مصر.

١ ـ فقهيات بين السنّة والشيعة.

عامر سلو رشيد ، العراق.

١ ـ من الظلمات إلى النور.

عبد الله علي مطهّر الديلمي ، اليمن.

٢٥

١ ـ موجز مناقب الرسول وأهل بيته عليهم‌السلام.

٢ ـ تهذيب الأزهار في فقه الأئمة الأطهار.

عبد الباقي قرنة ، الجزائر.

١ ـ قراءة في سلوك الصحابة.

٢ ـ معاوية.

السيّد عبد المحسن السراوي ، سوريا.

١ ـ فاطمة الزهراء عليه‌السلام في الأحاديث النبوية.

٢ ـ مسند الإمام علي عليه‌السلام.

٣ ـ القطوف الدانية في ستة عشر مسألة خلافية.

٤ ـ معرفة ما يجب لآل البيت النبوي من الحقّ على من عداهم.

عبد المنعم الحسن ، السودان.

١ ـ بنور فاطمة عليها‌السلام اهتديت.

عصام علي يحيى العماد ، اليمن.

١ ـ رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية.

٢ ـ المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين.

علي الشيخ ، العراق.

١ ـ هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام.

علي محمّد فتح الدين ، باكستان.

١ ـ فلك النجاة في الإمامة والصلاة.

لمياء حمادة ، سوريا.

١ ـ أخيراً أشرقت الروح.

محمّد بيومي مهران ، مصر.

٢٦

١ ـ السيرة النبوية الشريفة.

٢ ـ السيدة فاطمة الزهراء عليها‌السلام.

٣ ـ الإمام علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

٤ ـ الإمام الحسن بن علي عليه‌السلام.

٥ ـ الإمام الحسين بن علي عليه‌السلام.

٦ ـ الإمام علي بن الحسين عليه‌السلام.

٧ ـ الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام.

٨ ـ الإمامة وأهل البيت عليهم‌السلام.

٩ ـ دراية حول التاريخ للأنبياء عليهم‌السلام.

١٠ ـ تاريخ القرآن.

وله عشرات الكتب والمقالات.

الدكتور السيّد محمّد التيجاني السماوي ، تونس.

١ ـ ثمّ اهتديت.

٢ ـ لأكون مع الصادقين.

٣ ـ فاسألوا أهل الذكر.

٤ ـ الشيعة هم أهل السنّة.

٥ ـ اتقوا الله.

٦ ـ اعرف الحقّ.

٧ ـ كلّ الحلول عند آل الرسول.

٨ ـ وسيروا في الأرض فانظروا.

محمّد الرصافي المقداد ، تونس.

صاحب هذا الكتاب ، وله عدّة مقالات ستصدر من مركز الأبحاث العقائدية.

٢٧

محمّد سليم عرفة ، سوريا.

١ ـ إفادات من ملفّات التاريخ.

محمّد عبد الحفيظ ، مصر.

١ ـ لماذا أنا جعفري.

محمّد عصمت بكر ، مصر.

١ ـ عبد الله بن عمر بين السياسة والدين.

محمّد علي المتوكل ، السودان.

١ ـ ودخلنا التشيّع سجّداً.

محمّد الكثيري ، المغرب.

١ ـ السلفية بين أهل السنّة والإمامية.

وله مقالات عدّة.

محمّد كوزل الحسن الآمدي ، تركيا.

١ ـ المسح في وضوء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢ ـ الهجرة إلى الثقلين.

محمّد مرعي الأمين الأنطاكي ، سوريا.

١ ـ لماذا اخترت مذهب الشيعة ، مذهب أهل البيت عليهم‌السلام.

٢ ـ الشيعة وحجتهم في التشيّع.

مروان خليفات ، الأردن.

١ ـ وركبت السفينة.

٢ ـ أكرمتني السماء ، العودة المباركة إلى النعمة الإلهية.

٣ ـ النبي ومستقبل الدعوة.

٤ ـ قراءة في المسار الأموي.

٢٨

٥ ـ مزامير الانتظار المقدس.

معتصم سيد أحمد ، السودان.

١ ـ الحقيقة الضائعة ، رحلتي نحو مذهب أهل البيت عليهم‌السلام.

٢ ـ حوارات... تجربة عملية في الحوار الشيعي السنّي.

معروف عبد المجيد ، مصر.

١ ـ أحجار لمن تهفوا لها نفسي.

٢ ـ أكاسيا للفراعنة.

٣ ـ معلقة على جدار الأهرام.

٤ ـ وينصبون عندها سقيفة.

٥ ـ بلون الغار.. بلون الغدير.

نور الدين الدغير الهاشمي ، المغرب.

١ ـ تاريخ الشيعة بين الحقيقة والمؤرّخ.

الهاشمي بن علي رمضان ، تونس.

١ ـ الصحابة في حجمهم الحقيقي.

٢ ـ حوار مع صديقي الشيعي.

هشام آل قطيط ، سوريا.

١ ـ وقفة مع الدكتور البوطي في مسائله.

٢ ـ حوار ومناقشة كتاب عائشة أم المؤمنين للدكتور البوطي.

٣ ـ ومن الحوار اكتشفت الحقيقة.

٤ ـ محاكمة شيخ الأزهر ـ الأزهر بين فكّي كمّاشة ، التيار السلفي وظاهرة التوظيف الديني.

٥ ـ المتحوّلون ـ حقائق ووثائق ، ظاهرة تحول تلك النخبة من العلماء والمثقفين نحو مذهب أهل البيت عليهم‌السلام.

٢٩

ياسين المعيوف البدراني ، سوريا.

١ ـ ياليت قومي يعلمون.

القسم الرابع : التحوّل المذهبي من الدائرة الشيعيّة إلى الدائرة السنيّة

يدّعي بعض المخالفين لنا من أتباع مدرسة الخلفاء : أنّ هناك عملية تحوّل مذهبي كبيرة من الدائرة الشيعيّة إلى الدائرة السنيّة يُطلقون عليها ظاهرة الهداية ، وفي كلّ يوم تقريباً يخرج علينا شخص في إحدى غرف البالتوك السنيّة ـ التي لا تعرف معنىً للنقاش العلمي ، وهي غرف ضلالة ، تنال من أهل البيت عليهم‌السلام وعقائدهم ـ يدعى أنّه كان شيعياً وأصبح سنياً ، ولا يُعرّف نفسه بل يتكلّم بكنيته أو باسم مستعار ، فهذا أبو عبد الرحمن ، وذا أبو مصعب ، وأبو عمر ، وهكذا.

نحن نقول : إنّنا نشاهد ظاهرة استبصار عالميّة ، لا يمكن لأي أحد أن ينكرها ، حتّى صرّح بها كبار علماء السنّة وزعمائهم السياسيون ، وحذّروا منها أتباعهم ، واتهموا أتباع أهل البيت عليهم‌السلام بأنّهم يقومون بالتبشير لمذهبهم داخل المجتمع السنّي.

والمستبصرون الذين يعدّون الآن بمئات الآلاف ، يُعلنون تحوّلهم إلى مذهب أهل البيت عليهم‌السلام وسط مجتمعهم السنّي ، ولا تأخذهم في الله لومة لائم ، وهم يتحمّلون شتّى ألوان التُهم والمضايقة والمحاربة من قبل أهلهم وعشيرتهم ، فضلاً عن المجتمع السنّي الذي يعيشون فيه.

فهم يخرجون في الفضائيات وغرف البالتوك بأسمائهم الواقعية ، ويُعطون عناوينهم الكاملة لمن يريد أن يتصل بهم ، بل أُسست غُرف خاصة بهم تُعرف بغرف المستبصرين ، ولهم مواقع معروفة مثل : موقع شيعة فلسطين ، وموقع شيعة الجزائر ، وموقع شيعة مصر ، وغيرها ، بل اُلّفت موسوعات كبيرة تعرّف بهم ، وبدولهم ، ومستواهم العلمي ، وغير ذلك من المعلومات المستقلة بهم.

٣٠

إذاً لماذا لا يخرج « المهتدون » ـ أي الشيعة الذين أصبحوا سُنة ، إذ يُطلقون عليهم هذا الاسم ـ في وسائل الإعلام ، ويُعرّفون أنفسهم ، ويبيّنون الأسباب التي دعتهم إلى ترك مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ؟

وهل سمعنا بأنّ أشخاصاً مثقّفين وعلماء شيعة وأصحاب شهادات عالية أصبحوا من السنّة ؟

إذا كانوا موجودين أين هم ؟

نحن ـ بحكم عملنا في مركز الأبحاث العقائدية وتخصّصنا في الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهم‌السلام وردّ الشبهات الواردة علينا ـ نبحث عنهم لنعرف هل في مذهبنا نقص ؟

نعم ، قد يكون هناك عدد من الاُميين والجهلاء ، الذين يسكنون في مناطق ريفيّة بعيدة ، استغلّهم الوهابيّة ولبّسوا عليهم اُموراً لا تمت بالمذهب بصلة ، لا من قريب ولا من بعيد ، بل أثاروا فيهم الروح القوميّة البغيضة ، أو تأثروا ببعض الأحداث السياسيّة والتصرّفات التي صدرت من بعض المسؤولين الشيعة التي حُسبت على المذهب ، فتحوّلوا ظاهراً إلى المذهب السنّي.

وهنا أتذكّر حادثة جرت في إحدى مناطق ريف العراق ، والتي سمعناها مراراً ، وهي :

أنّ أحد المبشّرين المسيحيين ذهب إلى منطقة ريفيّة فقيرة في جنوب العراق ، وبدأ بالتبشير للدين المسيحي. وسط هؤلاء الفقراء ، فلم ير أذناً صاغيه بدعوته.

فقام هذا المبشّر بإنشاء مستوصف صغير في تلك القرية لمداواة المرضى ، وأعقبه بإنشاء مدرسة ، ثمّ جمعية خيرية ، وبدأ بتوزيع المساعدات على أهل تلك القرية الفقراء.

وكان نتيجة ذلك أن جذب إليه عدداً من أهل القرية ، وفي أثناء ذلك كلّه كان

٣١

يعرّفهم بالدين المسيحي وأحكامه ، وكان أهل القرية يظهرون التعاطف معه ، فظنّ هذا المبشّر للمسلين أنهم أصبحوا مسيحيين ، فكتب إلى كبير القساوسة في بغداد أنّه استطاع أن يدخل أهل هذه القرية في الدين المسيحي.

وبعد فترة دعى هذا المبشّر أهالي تلك القرية لزيارة الكنيسة في بغداد ، فكانت المفاجأة بل الصدمة كبيرة عليه ، إذ سمعهم يشترطون عليه إذا ذهبوا إلى بغداد يجب أن يزوروا مرقد الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام !!!

وعندما أخذهم إلى بغداد وأثناء استماعهم لنصائح كبير القساوسة في الكنيسة ، انقطع التيار الكهربائي ، وعندما عاد التيار الكهربائي بعد فترة ، نادى الحاضرون بصوت عال : « اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ».

فعند ذلك عرف المبشّر ، وكذلك كلّ من حضر في تلك الكنيسة ، أنّ أهالي تلك القرية لم يتركوا دينهم الإسلامي وأنّه متأصّل في أنفسهم.

وعلى كلّ حال ، فإنّنا نقول : يجري في العالم اليوم تحول مذهبي واسع من الدائرة السنيّة إلى الدائرة الشيعية الإماميّة الاثني عشرية ، ولدينا على ذلك الأدلة الكثيرة ، التي لا يمكن إنكارها.

والذي يدّعي أن هناك ظاهرة تحول مذهبي من الدائرة الشيعية إلى الدائرة السنيّة ، عليه أن يثبت ذلك بالأدلة الواضحة ، لا يذكر أسماء مستعارة مختلقة لا أساس لها.

والكتاب الذي بين أيدينا ، هو أحد الأدلّة على ما ندّعيه ، إذ ذكر المؤلّف الأخ الكريم المستبصر التونسي الاُستاذ محمّد المقداد الرصافي ، عدداً من المستبصرين ، وأسباب استبصارهم ، وكيفيّة اعتناقهم لمذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، وذلك كلّه بعد أن التقاهم وتحدّث معهم ، علماً بأنّه ذكر أسماءهم فقط ، ولم يذكر ألقابهم ولا عناوينهم ، وذلك لأسباب خاصة يعرفها القارىء اللبيب.

٣٢

ختاماً نتمنّى للمؤلّف العزيز المزيد من الرقيّ العلمي ، كما نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكلّ من ساهم في إخراج هذا الكتاب من أعضاء مركز الأبحاث العقائدية ، ونخصّ بالذكر الأخ الكريم فضيلة الشيخ حكمت الرحمة ، الذي أخذ على عاتقه مراجعة هذا الكتاب ، واستخرج كافة الموارد التي تحتاج إلى استخراج ، وتقويم نصّه كاملاً ، فللّه درّهم وعليه أجرهم ، والحمد لله ربّ العالمين.

محمّـد الحسّون

٩ جمادى الآخرة ١٤٢٨ هـ

Site aqaed.com / Mohammad

Muhammad@aqaed.com

٣٣

مقدّمة المؤلّف :

حوار حول أسباب تشيّع هؤلاء

التقيت بهم على غير موعد ، فقد كانوا تعوّدوا على الالتقاء في مكان واحد ، يتحسّسون فيه الأُلفة والأُنس ، وتبادل الراي ، وتمتين رابطة الإخوّة ، وأواصر الصداقة ، في عصر قلّت فيه الإخوّة وهجرت الصداقة قلوب أغلب الناس ، وانعدم الشعور بالراحة والأُنس والطمأنينة اتجاه الآخر ، ولم يعد للرأي والمشورة نصيب ، حتّى الدين الذي له من القداسة والخشية في القلوب ، لقي من العنت والتطاول ما جعل الجرأة عليه أكثر من أيّ شي آخر ، وقد كان للحكّام العرب على مرّ التاريخ دور كبير في إضعافه ، وتحريف بعض أحكامه وتعطيل البعض الآخر ، وكان الناس في ذلك تبعاً لهم ، إلّا قليلاً من المؤمنين ; لأنّ أغلبية البشر عبيد الدنيا ، وقد قيل : يؤخذ بالسلطان ما لا يؤخذ بالقرآن ، والناس على دين ملوكهم.

إذاً في عصر طغى فيه الاستبداد ، وعمّت الأنانية حتّى ذهبت بفلسفة الخلق وطبيعة النشأة ، فلم يعد يعني لوجود الإنسان الذي كرّمه الله تعالى ، وفضّله على سائر مخلوقاته غير المظاهر المادية ، وعلامات الترف والاستعلاء على الآخرين.

وسط تلك الأجواء كان اللقاء .. وكان التعارف ، من أجل إحياء الروح الإيمانية التي تكاد تتلاشى من مجتمعاتنا الإسلامية ، ومن أجل صياغة الفرد المؤمن ، وبناء علاقة أساسها الحبّ في الله تعالى والبغض في الله ، وما الدين في جوهره وحقيقته إلّا تولّياً وتبرّياً ، ولم توجد على مرّ تاريخ البشريّة نماذج كثيرة من هذه

٣٤

العلاقات ، إذا استثنينا حركة المعصومين في مجتمعاتهم ـ وأعني بهم الأنبياء والأئمة عليهم‌السلام أو مجالات تحرّك المرجعيات وعلماء الأُمة رضوان الله تعالى عليهم.

وطبيعي في هذه الحالة أن ينتابني شعور من الغبطة والاعتزاز والرضى وأنا أرمق تلك الوجوه المحيطة بي ، قد زانها الله تعالى بنور الإيمان ، وأسبغ عليها من فضله في إدراك ما لم يهتد إليه آخرون.

توجّهت في مفتتح اللقاء بسؤال عام وجّهته للجميع ، ليتحدّثوا عن السبب الذي دفع بهم إلى الخروج عن معتقد المجتمع وموروث الأُسرة ، والانتقال إلى فضاء اعتقادي آخر ، يختلف في بعض تفاصيله ، وكثير من بواطنه عمّا كانوا يتعبّدون به سابقاً ، الغاية واحدة والأسباب كثيرة ، متنوعة بتنوع عقول الناس وأفئدتهم ، والنهج التعبدي الجديد امتلك من قوّة الدليل بحيث تنوّعت وتعدّدت أدلّته على أحقّيته في أن يكون له وحده الحقّ في أن يكون عنوان الإسلام المحمدي الصافي من كلّ الأدران التي أحكمت طوقها وأسرت جمعها ، ورمت بهم إلى الشبهة والظنّ والهوى قامعة إياهم بمقامع الظالمين.

رأيت أن أجعل أسباب تشيّع هذه الثلّة ، موضوع هذه الدراسة لعلّها تكون الدافع القوي لمن لم يطلع على العلل التي دفعت بكثير من المسلمين إلى تحريك عقولهم نحو نور الإيمان الحقّ ، نور محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمة وعلي والحسن والحسين والأئمة التسعة الأطهار من ذريّة الحسين عليهم‌السلام ، منهم فاضت معالم الدين الحقّ على المؤمنين ..

٣٥

الحلقة الأُولى

شيّعني الأمل الحقيقي الذي يعيشه الشيعة بخصوص ظهور الدين على يد المصلح العظيم المهدي المنتظر ( عجّل الله تعالى فرجه )

فرج ، هو واحد من أولئك الذين اكتشفوا انحراف الطريق الذي كانوا يسلكونه ، كان بعيداً كلّ البعد من أن يبحث تلقائياً عن الإسلام الذي اعتنقه وراثياً ، لأنّه لم يكن يتصوّر أنّ هناك إسلام غير الذي وجد عليه آباءه وأجداده ، الإسلام الأشعري ( السنّي ) الذي عليه الغالبية العظمى من المسلمين ، أمّا بقية الفِرق كالخوارج والشيعة ، فحسب ما قرأه عنهم تحريفيون ، لا يمثّلون الإسلام الصحيح ، بل أنكى من ذلك ، فقد صوّر أصحاب خطّه الذي كان ينتمي إليه ، الشيعة بصور مشينة وبشعة ، هي للكفر والبعد عن الدين أقرب من أي شي آخر.

وقع بين يديه يوماً كتاب للسيّد سابق ( وهو سنّي مصري ) ، تناول فيه العقائد الإسلامية عند السنة ، فقرأه وكان بداية للبحث عن الحقيقة ، يقول فرج :

كنت من المغرمين بالمطالعة ، رغم إنهائي لمرحلة التعلّم ، ولم يصرفني عن ولعي بها شي آخر ، مع تواجد المغريات التي قد تقطع السبيل على الكتاب وقراءته.

ذات يوم بينما كنت أتصفّح كتباً في مكتبة أحد الأقارب ، إذ استرعى انتباهي كتاب السيّد سابق أحد روّاد الثقافة الإسلامية في مصر ، تحدّث فيه عن الإسلام عقيدة ، فأخذته على أساس مطالعته.

الكتاب ككلّ لم يكن من الكتب التي تأخذ باللب ، أو تمنح الإضافة الكاملة إلى القارىء ، مالفت انتباهي فيه ، الباب الذي أفرده فيه كاتبه ، وحدّث فيه عن أمر هام يتعلّق بمستقبل الدين الإسلامي ، وهو المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف. اهتمامي بما أخرجه السيد سابق نبع من محصّلة كانت لديّ ، قرأتها وسمعتها مراراً وتكراراً ، تقول : لا مهدي غير المسيح عيسى بن مريم.

٣٦

ودعاية جانب من مثقفي وقياديي الخطّ ( السنّي ) بما حوته أجنحته المعتدلة منها كجماعة التبليغ والدعوة والنهضة ، أو المتطرّفة منها كالوهابية والسلفية ، التي تنكر مسألة وجود المهدي المنتظر عليه‌السلام إنكاراً شديداً ، غير خافية على جميع من يتابع المسألة الإسلامية بجميع تفاصيلها.

قرأت إذاً الأحاديث النبوية التي نقلها السيد سابق ، والمتعلقة بالإمام المهدي عليه‌السلام ، والتي أخرجها حفّاظ الخط ( السنّي ) ، وخاصّة منهم أصحاب من سمّوهم بالصحاح ، فصدمت لنكران المنكرين من علماء مذهبي ، وكانت المفاجأة ذات وقع شديد علي ، شكّكني في كلّ ما ألقي إليّ من خلال بوابة التقليد الأعمى ، فرأيت أن أعود بالبحث عن تلك الروايات وغيرها ممّا يمكن أن أعثر عليه على سبيل الصدفة ، في المصادر المشار إليها ، فازداد استغرابي واستهجاني للمساعي الباطلة التي ركبها المنكرون لشخص الإمام المهدي عليه‌السلام ، بسبب كثرة طرق أحاديث البشارة التي أطلقها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن منقذ البشرية عليه‌السلام ، السيد سابق ناقل بعض تلك الروايات ، لم يكن من المنكرين لخروج الإمام المهدي في آخر الزمان ، ليملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً ، وإنّما كان على الرأي التقليدي للأشاعرة من كونه يولد في آخر الزمان ، مع ذكر بعض أوصافه وبعض العلامات الدالة على خروجه.

فآمنت بالفكرة ، وتشوّقت لذلك المنقذ أيّما شوق ، كيف السبيل إليه ؟ متى يخرج ليخلصنا من ظلم الظالمين ؟ كيف السبيل إلى معرفة المزيد عنه ؟ حاولت أن أجد عالماً أتحدث إليه ، وأبثّه انشغالي وهمّي ، فلم أجد ، لأنّ جامعة الزيتونة التي كانت تفيض على البلاد بالمتعلمين والعلماء في شتّى اختصاصات الدين لم تعد موجودة بالمردود الذي كانت عليه من قبل خلو البلاد من العلماء المتخصصين في المجال الإسلامي ، دفعني إلى الالتجاء لأشخاص أقلّ علماً ومعرفة ، وهم أئمة جمعة المساجد ، اقتربت من أحد أئمة المساجد لأسأله عن

٣٧

المهدي عليه‌السلام ، فقال : صحيح ، لقد قرأت في بعض المصادر عدداً من الأحاديث التي أخبرت بالمهدي وخروجه ، لكنها ضعيفة ، ولم يأنس لها أكثر العلماء ، والمسألة يدّعيها الروافض ، ويروّجون لها ، وهي من عقائدهم الهامّة. فقلت له : من هم هؤلاء ؟ فقال : هم الشيعة الذين يسبّون السلف الصالح ، ويتبرءون من الشيخين. فقلت له : ألا تعتقد أنت بأنّ فكرة المهدوية وجيهة ومنطقية ؟ فأجاب قائلا وهو يتحرك منصرفا : لا مهدي بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

أغلق الرجل بانصرافه متعجلاً باب السؤال والحوار ، كأنّما يريد أن يغيّب عنّي الصورة التي حصلت لدي ، ويُميّع القضيّة من الأساس ، فوجدت نفسي مندفعاً للنظر في ذلك الخط الذي حذرني منه إمام الجماعة ، فقد يكون ما يحمله عنهم خطأ ، أو هو من الموروث الخاطىء الذي كنت متعلّقاً به دون شعور بانحرافه ، وبمرور الأيام وتنوع مطالعاتي ، بدأت أعتقد بصحّة فكرة المهدي المنتظر عليه‌السلام ، رغم التقصير الأشعري ( السنّي ) في هذه النقطة.

أحاديث البشارة بخروج رجل من أهل بيت النبوّة آخر الزمان ; ليقيم أسس الدين الإسلامي ، ويحكم بشريعته أمم العالم التي أعيتها الشرائع الباطلة والمحرّفة ، وأنهكها الظلم وأهله ، تلك الأحاديث بلغت من الكثرة بحيث عدّها المتتبعون لها فكانت أكثر من ثمانين حديثا عند الخط الأشعري وآلاف الروايات عند خطّ أهل البيت عليهم‌السلام ، وفي كلا الخطين فإنّ عددها لا يدلّ على أنّها من الأحاديث الضعيفة ، بل العكس صحيح.

إذاً ، تطوّرت فكرة الإمام المهدي عندي ، قبل أن أقرأ عنه في كتب الشيعة ، تلك الفرقة التي حاصرها الطغاة والجبابرة والظالمون ، على مدى العصور ، وعلى مرّ التاريخ ، وقد عرّفني كتاب « الشيعة والحاكمون » للشيخ محمد جواد مغنية رحمه‌الله تعالى عليه ، بالواقع المأساوي الذي عاشه الشيعة طيلة خمسة عشر قرنا ، وعلى صغر حجم الكتاب ، فإنّه قد أدى الفكرة ، وأعطى بصورة مجملة ما كان يرجوه

٣٨

مؤلفه من إبراز لمظالم تعرض لها شيعة أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يزالون كذلك إلى اليوم في العراق وفي باكستان ، يدفعون ضريبة موالاة الأطهار عليهم‌السلام ، ويتقرب بهم فسقة السلفية والوهابية إلى شياطينهم.

وكان دليلاً آخر ، أعتمده عندي ، ويقيناً إزداد لديّ ، من أنّ الذي لا يراعي حرمة الإنسان ، فضلاً عن كونه موحّداً ومؤمناً بالنبيّ الخاتم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا يصحّ اعتباره مسلما ولا حتّى إنساناً ، بماذا سيبرّر هؤلاء القتلة أنفسهم يومٍ الحساب الأكبر ، أمّا الحساب الأصغر فهو قريب منهم لا محالة ، ولا أرى تكالبهم على المسلمين الشيعة ، إلّا شعوراً منهم بالخطر الذي سيداهمهم وعقائدهم الفاسدة ، ويعرّضهما للفناء ، خروج ذلك المصلح العظيم ، الذي تبرأوا منه لعلمهم بأنّه ليس من خطهم.

لقد جاء الإسلام كشريعة ودين خاتم ، ليشيع الأمل ويبعث الرجاء بين معتنقيه ، من أنّ هذا الدين سيكون في يوم من الأيام مهيمناً على الدين كلّه ، فقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (١).

وبما أنّ الظهور الحقيقي بكلّ معانيه وأبعاده ، لم يتحقق في عصر الرسالة وما تلاه ، ولم تسعد البشرية كلّها تحت ظلّه ، الذي لم يمتد ليعمّ الأرض بأكملها ، فإنّ الأمل يحدونا في يوم حقيقي يخرج فيه ذلك المصلح العظيم عجّل الله تعالى فرجه ، لينصر الدين الخاتم ، وهو اليوم الذي تنبّأ به الوحي ، وذكرته الآيات القرآنية مجملاً.

الروايات في أغلبها ذكرت بأنّ المهدي المنتظر هو من سلالة علي وفاطمة عليهما السلام ، فقد أخرج أبو داود في سننه بإسناده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « المهدي من عترتي من ولد فاطمة » (٢).

_________________

(١) التوبة : ٣٣.

(٢) سنن أبي داود ٢ : ٣١٠.

٣٩

وهو آخر خلفاء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله الاثني عشر ، الذين أخبر عنهم في حديثه ، الذي عجّت به مصنفاتهم الروائية.

فقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يكون بعدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكلم بكلمة خفيّة ثم قال كلّهم من قريش (١).

لكنهم أحجموا عن الإقرار بالحقيقة التي تقول إنّ هؤلاء هم أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، بل إنّ المتأمل في الحديث يُلاحظ تحريفاً واضحاً في متنه ، حيث ادّعى الراوي أنّه قد خفيت عليه كلمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بعد ذكره لعدد الخلفاء ، وما أرى ذلك إلّا تجنباً من الراوي لذكرهم ، لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يعهد عنه أنّ كلامه ذو طبقات ترتفع وتخفت في مسألة حسّاسة كهذه ، وما أمر الله تعالى له بالبلاغ وحرصه على أن يسمع المسلمين وغيرهم إلّا دليلين يدحضان خفاء كلامه عن مستمعيه ، غير أنّ السياسة وما اقتضته من بتر وتحريف ، كان لها الأثر السيئ في ضياع عدد من الحقائق ، والأمثلة كثيرة في هذا المجال.

لذلك لم يكن من السهل على المخالفين لخطّ الإمامة ، أن يقبلوا بمهدي من ولد علي عليه‌السلام ، طالما أنّهم لم يقبلوا إمامة علي نفسه ، وقدموا عليه من لا يساويه في شي ، وأمرّوا عليه من كانوا تحت لوائه وإمرته على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو الذي لم يتأمر عليه أحد ، سوى النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله.

إنّ العداء المعلن للصفوة الطاهرة عليها‌السلام ، تحت عناوين ومسميات مختلفة ، قد أنهك الأمة الإسلامية وضيع وحدتها ، وفرّق جمعها الذي كان على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا أعتقد أنّ هناك فكرة تجمع المسلمين اليوم ، وتدعوهم إلى الوحدة غير فكرة الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، ذلك المصلح الكبير والأمل الأكبر ، الذي من شانه أن يبعث روحاً جديدة في جسد

_________________

(١) انظر الحديث بألفاظه المختلفة في : صحيح البخاري ٨ : ١٢٧ ، صحيح مسلم ٦ : ٣ ـ ٤ ، مسند أحمد ١ : ٣٩٨ ، ٤٠٦. وغيرها من المصادر.

٤٠