الوصيّة

بدر الدين بن الطيّب كسوبة

الوصيّة

المؤلف:

بدر الدين بن الطيّب كسوبة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-44-7
الصفحات: ٢٤٥

يسار (١) ، عن ابن عمر : ـ وساق خطبة الوداع إلى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( أَيُّها النَّاسُ إنَّ النِّسَاءِ عنْدَكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ الله ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ ، وَمِنْ حَقَّكُمْ أَنْ لاَ يُوطِئنَ فُرُشَكُمْ (٢) وَلاَ يَعْصِينَكُمْ في مَعْرُوف ، فَإذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ ، فَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَ بِالمَعْرُوفِ ، فَإِذَا ضَرَبْتُمْ فَاضْرِبُوا ضَرْباً غَيْرَ مُبْرِحٍ ، أَيُّهَا النّاسُ ، تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِذَا اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا ، كِتَابُ اللهِ ) (٣).

٦٧ ـ عن ابن أبي عاصم في ( السنة ) : ثنا أبو بكر ، ثنا زيد بن الحبّاب ، حدّثنا موسى بن عبيدة ، حدّثني صدقة بن يسار ـ عن ابن يسار ـ (٤) عن ابن عمر أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خطب فحمد الله وأثنى عليه بما

____________

ينبغي الرواية عنه. يحيى بن معين : ليس بالكذوب ولكنّه روى عن ابن دينار. أبو زرعة الرازي : ليس بالقويّ الحديث. أبو حاتم الرازي : منكر الحديث.

(١) صدقة بن يسار الجزري : من مرو الروذ. توفي سنة ١٣٢ هـ. وثّقه أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وأبو حاتم الرازي وأبو داود ومحمّد بن سعد والنسائي.

(٢) حذفت هنا كلمة : أحداً تكرهونه.

(٣) منتخب عبد بن حميد : ج ١ ص ٢٧٠ ، الحديث ٨٥٨.

(٤) وقعت هنا زيادة ( عن ابن يسار ) في السند لأنّ صدقة بن يسار يروي مباشرة عن ابن عمر كما هو في صحيح مسلم وسنن النسائي وابن ماجة

٨١

هو أهل ، ثُمّ قال : ( أَيُّها النَّاسُ قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ ما إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا ، كِتَابُ الله عَزَّ وَجْلَّ ) (١).

____________

ومسند أحمد ، ولا يروي عنه أحد باسم ( ابن يسار ) ويؤكّد هذا أيضاً السند المذكور في الرواية ٦٦.

(١) السنّة لابن أبي عاصم : حديث ١٥٥٦.

٨٢

الفصل الثاني

التمييز بين

روايات الحجّ وروايات الغدير

جاء في الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي أنّ الوصيّة قد ذكرت في أكثر من موضع. وهذا ما نلمسه من خلال القراءة الأوليّة لمختلف الروايات ، فالأمر إذن لا يتعلق هنا بحديث واحد ، ومن ثُمّ فإنّ دراسة أحاديث الوصيّة تتطلب منّا أولاً أنْ نقسّم الروايات حسب الموضع الذي ذكرت فيه ، غير أنّ أغلب الروايات كما تلاحظ لم تحدّد الموضع الذي ذكر فيه الحديث ، وعليه فإنّنا سنلجأ إلى الروايات التي ذكر فيها المكان للفرز بينها بالمقارنة بين ألفاظها ، ومن ثُمّ يتيسّر علينا إنْ شاء الله معرفة المكان الذي ذكرت فيه بقيّة الروايات ، ولتحقيق ذلك سنستعين بهذا الجدول التوضيحي الذي جُمعت فيه المعلومات الأساسيّة التي نحتاج إليها :

الرواية

المصدر

الراوي

المكان

الصفة

١

٢

٣

٤

٥

١

مسلم

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ثقلين

نعم

ـ

ـ

ـ

نعم

٥

ابن خزيمة

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ثقلين

نعم

ـ

ـ

ـ

نعم

٦

البيهقي

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ثقلين

نعم

ـ

ـ

ـ

نعم

٨٣

٧

النسائي

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ثقلين

نعم

ـ

ـ

ـ

نعم

١٠

الطبراني

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ثقلين

نعم

نعم

نعم

نعم

ـ

١١

ابن ابي عاصم

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ثقلين

نعم

نعم

نعم

نعم

ـ

١٢

النسائي

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ثقلين

نعم

نعم

نعم

نعم

ـ

١٣

الحاكم

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ثقلين

نعم

نعم

نعم

نعم

ـ

١٤

الحاكم

زيد بن أرقم

غدير خمّ

أمرين

ـ

ـ

ـ

نعم

ـ

٢١

الحاكم

زيد بن أرقم

غدير خمّ

ـ

نعم

ـ

ـ

نعم

ـ

٤٢

الطبراني

حذيفة بن أسيد

غدير خمّ

ثقلين

نعم

نعم

نعم

نعم

ـ

١٦

الطبراني

زيد بن أرقم

الجحفة

ثقلين

نعم

نعم

ـ

نعم

ـ

٥٣

الترمذي

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٥٤

أبو داود

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٥٥

العقيلي

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٥٦

ابن خزيمة

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٥٧

مسلم

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٥٨

ابن ماجة

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٥٩

ابن حبّان

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٦٠

البيهقي

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٦١

النسائي

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٦٢

عبد بن حميد

جابر بن عبد الله

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٦٣

الحاكم

ابن عبّاس

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٦٤

البيهقي

ابن عبّاس

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

٦٦

عبد بن حميد

عبد الله بن عمر

الحجّ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

ـ

الأرقام التي على رأس الاعمدة الخمسة الأخيرة ترمز إلى الألفاط الآتية :

١ ـ نعي الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه لأمّته.

٨٤

٢ ـ عبارة : ( وإنهما لَنْ يَفْتَرِقَا حتّى يردا عليّ الحوض ).

٣ ـ عبارة : ( فانظروا كيف تخلفوني فيهما ).

٤ ـ عبارة : ( من كُنْتُ مولاه فعلي مولاه ) أو نحو ذلك.

٥ ـ عبارة : ( إذكركم الله في أهل بيتي ).

نلاحط بوضوح أنّ جميع الروايات التي نُقلت من الحجّ لم تذكر فيها العبارات من ( ١ إلى ٥ ) ، كما لم تُذكر فيها أيضاً كلمة ) الثقلين ( أو نحوها كخليفتين أو أمرين في صفة ما أوصى به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بينما ذكرت جُلّ روايات الغدير الصفة بثقلين أو بغيرها ، وكذلك وردت فيها العبارات من ( ١ إلى ٥ ). ومن هذه الملاحظة يمكن استنتاج المكان الذي نُقلت منه بقيّة الروايات بتحرّي المواضع التي ذُكرت فيها هذه العبارات أو لم تُذكر. وهناك أيضاً فرق آخر وهو الحديث عن وجود الناقة القصواء التي خطب عليها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الحجّ ، بينما لم يُذكر وجود هذهِ الناقة في غدير خمّ.

وبهذا نستنتج أنّ الروايات من ) ١ إلى ٤٨ ( والرواية ٥٠ كلّها ذكرت في غدير خمّ ، وهي روايات زيد بن أرقم ، وأبي سعيد الخدريّ وزيد بن ثابت ، وحذيفة بن أسيد ، وأبي هريرة ، وعمرو بن عوف ، بينما الروايات من ) ٥٣ إلى ٦٧ ( فقد ذُكرت في الحجّ ، وهي روايات جابر بن عبد الله ، وابن عبّاس ، وعبد الله بن عمر.

أمّا رواية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ( رقم ٤٩ ) ، فقد وردت بوجه

٨٥

أكمل في مراجع أخرى مثل كتاب الإرشاد للشيخ المفيد (١) ، وفيه ذكر الموضع وهو غدير خمّ ، ومن شواهد ذلك أيضاً حديث المناشدة ( أنظر في الفصل العاشر )

وأمّا روايتي أبي شُريح الخزاعي ( ٥١ و ٥٢ ) ، فنستدلُّ على كونها من روايات الغدير بدلالة قوله : (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله ) ، التي تُطابق لفظ الرواية التي عند جابر بن عبد الله الأنصاري (انظر الرواية ٨٠ في الفصل العاشر ص ٨٠ ـ ٨١ ) والتي ذُكر فيها اسم المكان وهو غدير خُمّ ، ومن ناحية أُخرى فإنّ حديث الثقلين وحديث ( من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ) ، ورد في نفس الخطبة ، كما هو مثّبت عن زيد بن أرقم ، وروي هكذا أيضاً عن حذيفة بن أسيد وعن عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام.

والحاصل في النهاية أنّ لدينا هنا ( ٦٧) رواية موزّعة حسب الأماكن كالآتي :

٥٢ رواية ذكرت في غدير خمّ.

١٥ رواية ذكرت في الحجّ.

____________

(١) الإرشاد : ج ١ ص ١٧٥.

٨٦

الفصل الثالث

شجرة الأسانيد

في هذا الفصل نعرض الأسانيد لمختلف الروايات في رسم توضيحي ممّا يسهّل تتبع مصادر الحديث حسب الرواة ، هذه الرسوم التوضيحية تفيد أيضاً في عدم الاغترار ببعض الأحاديث التي تنتشر بشكل واسع في مراجع كثيرة ، فتبدو كأنّها أحاديث متواترة مقطوع بصحّتها ، لكن بتتبعنا لأسانيدها قد نجدها كلّها متفرعة عن راوي واحد انتشرت عنه الرواية ، كما تفيد في معرفة عدد الرواة للحديث في كُلّ طبقة.

لاحظ مثلاً الروايات المرويّة عن أبي هريرة ، والتي جاءت فيها الوصيّة بـ ( كتاب الله وسنّتي ) ، فيرسم كُلّ الأسانيد التي تنتهي إلى أبي هريرة ، نرى أنّها كلّها تتفرّع عن صالح بن موسى الطلحي ، مع أنّه لا يأتي إلا في الطبقة الرابعة من الرواة ، لكنّ شهرة الحديث أوهمت الكثيرين بصحّته ، ومن هنا قال القرطبي معلّقاً على حديث ( كتاب الله وسُنتي ) : وهذا أيضاً محفوظ معروف مشهور عن النبيّ

٨٧

صلى‌الله‌عليه‌وآله عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد (١).

ونفس الملاحظة بالنسبة لروايات زيد بن ثابت ، بحيث تمرّ كلّها من طريق شريك النخعي ، وهو من الطبقة الرابعة أيضاً.

كما يُلاحظ انتشار الحديث عن يزيد بن حيّان بشكل واسع ، ممّا جعل هذه الرواية هي الأكثر شهرة عن زيد بن أرقم من غيرها ، مع أنّ هناك ثلاثة رواة آخرين يروون عنه. ونفس الملاحظة نسجّلها بالنسبة لروايات جابر بن عبد الله الأنصاري ، حيث انتشر عنه الحديث بشكل واسع ، خاصّة من طريق حاتم بن إسماعيل الذي يرويه عن جعفر الصادق ، لكن يرويه عن هذا الأخير راوي آخر هو زيد بن الحسن صاحب الأنماط ، لكن لم تنقل عنه إلا رواية واحدة عند الترمذي ، بينما نُقلت رواية حاتم بن إسماعيل في تسعة مصادر.

____________

(١) التمهيد : ج ٢٤ ص ٣٣١. واجتهد أحد الكتاب المعاصرين ( د. عليّ السالوس ) فكتب كتاباً خاصّاً في تصحيح الحديث بهذا اللفظ أسماه ( حديث الثقلين وفقهه ).

٨٨
٨٩

 

٩٠

٩١

 

٩٢

٩٣

 

٩٤

 

٩٥

 

٩٦

٩٧

 

٩٨

٩٩

١٠٠