الوصيّة

بدر الدين بن الطيّب كسوبة

الوصيّة

المؤلف:

بدر الدين بن الطيّب كسوبة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-44-7
الصفحات: ٢٤٥

عن أبي نصر بن حبشون الخلال (١) ، عن عليّ بن سعيد الرملي (٢) ،

____________

السنن ، توفي سنة ٣٨٥ هـ. قال الخطيب البغدادي في تاريخه ( ج ١٢ ص ٣٤ ) فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته ، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث ، واسماء الرجال ، وأحوال الرواة ، مع الصدق والأمانة والفقه والعدالة وقبول الشهادة وصحّه الاعتقاد ، وسلامة المذهب ، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث. وقال الطبريّ : كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث. وترجمه ابن خلّكان في تاريخه وأثنى عليه ( وفيات الأعيان ج ٣ ص ٢٩٧ ) وأثنى عليه الذهبي ، وقال الحاكم : صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع.

(١) أبو نصر حبشون بن موسى بن أيّوب الخلال : توفي سنة ٣٣١ هـ. قال الخطيب البغدادي في تاريخه ( ج ٨ ص ٢٨٩ ) : كان ثقة يسكن باب البصرة من بغداد. وقال الدارقطني : صدوق.

(٢) إليه تنتهي كلّ أسانيد هذا الحديث التي وقفت عليها عن أبي هريرة ، وهو أبو نصر عليّ بن سعيد أبي حملة الرمليّ ، المتوفي سنة ٢١٦ هـ. وثّقه الذهبي في ميزان الاعتدال ( ج ٢ ص ٢٢٤ ) وقال : ما علمت بأساً ولا رأيت أحداً إلى الآن تكلّم فيه ، وهو صالح الأمر ، ولم يخرج لـه أحد من أصحاب الكتب الستّة مع ثقته. كما وثّقه ابن حجر أيضاً في لسان الميزان ( ج ٤ ص ٢٢٧ ).

٢٠١

عن ضمرة بن ربيعة (١). عن عبد الله بن شوذب (٢) ، عن مطر الورّاق (٣) ، عن شهر بن حوشب (٤) ،

____________

(١) ضمرة بن ربيعة القرشي : أبو عبد الله الدمشقي ، المتوفي سنة ١٨٢ هـ. قال أحمد : بلغني أنّه كان شيخاً صالحاً ، وقال لمّا سئل عنه : ذلك الثقة المأمون رجل صالح مليح الحديث. وقال ابن معين : ثقة. ابن سعد : كان ثقة مأموناً خيّراً لم يكن هناك أفضل منه. وقال ابن يونس : كان فقيهاً في زمانه. ووثقه أيضاً النسائي وابن سعد.

(٢) أبو عبد الرحمن بن شوذب : ذكره أبو نعيم في الأولياء ( الحلية ج ٦ ص ١٢٦ ). وثّقه أحمد ويحيى بن معين كما روى الجزري في خلاصته ( ص ١٧٠ ) ، وقال ابن حجر : كان من الثقات. سفيان الثوري : كان من ثقات مشايخنا. ووثّقه أيضاً العجليّ وابن عمّار والنسائي. توفي حوالي سنة ١٥٦ هـ.

(٣) مطر بن طهمان الورّاق : أبو رجاء الخراساني ، سكن البصرة ، وأدرك أنس ابن مالك. ذكره ابن حبّان في الثقات ، وقال الترمذي : ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده. وقال العجلي : صدوق. وعن البزار : ليس به بأس ، رأى أنساً ولا نعلم أحداً يترك حديثه. قتله المنصور سنة ١٤٠ هـ. أخرج لـه البخاري ومسلم وأصحاب السنن.

(٤) شهر بن حوشب الأشعري : أخرج لـه البخاري ومسلم في صحيحهما وأصحاب السنن الأربعة : الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة ، عدّه

٢٠٢

عن أبي هريرة قال : قال (١) : من صام يومثمان عشر ذي لحجّة ، كتب لـه صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ ، لمّا أخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد عليّ بن أبي طالب فقال : ( أَلَسْتُ وَلي الُؤْمِنِينَ )؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) ، فقال عمر بن الخطاب : بَخٍ بَخٍ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كـلّ مسلم ، فأنزل الله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (٢) ، ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب لـه صيام ستين شهراً ، وهو أوّل يوم نزل ( فيه ) جبريل عليه‌السلام على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالرسالة (٣).

٩٧ ـ وروى أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه قال : حدّثنا شريك (٤) ، عن أبي يزيد الأودي (٥) ،

____________

أبو نعيم من الاولياء في الحلية ( ج ٦ ص ٥٦ ) ووثّقه البخاري ويحيى بن معين وابن شيبة وأحمد والفسوي. وقال يعقوب بن شيبة : هو ثقة على أنّ بعضهم طعن فيه.

(١) لم يتحدّد هنا هل الكلام لأبي هريرة أم للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.

(٢) المائدة : من الآية ٣.

(٣) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ٨ ص ٢٩٠.

(٤) شريك النخعيّ : سبق تخريجه : وهو ضعيف من حيث أنّه يُخطيء.

(٥) أبو يزيد سهيل بن أبي صالح ذكوان السمّان ، من أهل المدينة ، توفي سنة

٢٠٣

عن أبيه (١) قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا إليه ، فقام إليه شاب فقال : أنشدك بالله ، أسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ) ، فقال : نعم ، فقال الشاب : أنا منك بريء ، أشهد أنّك قد عاديت من والاه ، وواليت من عاداه ، قال : فحصبه الناس بالحصا (٢).

٩٨ ـ عن أبي يعلى في مسنده قال : حدّثنا أبو بكر (٣) ، حدّثنا شريك ، عن أبي يزيد الأودي ، عن أبيه قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس فقام إليه شابٌّ فقال : أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه. اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال : أشهد أنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ. اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ) (٤).

____________

١٣٨ هـ. وثّقه سفيان بن عيينة ومحمّد بن سعد وقال أحمد بن حنبل : ما أصلح حديثه. وقال النسائي : ليس به بأس. وقال ابن عدي : ثبت لا بأس به ، مقبول الأخبار. وقال ابن حبّان : ثقة ويُخطىء.

(١) أبو صالح ذكوان : ثقة ، سبق تخريجه ( انظر هامش روايات أبي هريرة في الفصل الأول ).

(٢) مصنّف ابن أبي شيبة : الحديث ٢٧٨٢٧.

(٣) أبو بكر بن أبي شيبة : سبق تخريجه ، وهو ثقة.

(٤) مسند أبي يعلى : ج ١١ ص ٣٠٧ ، الحديث ٦٤٢٨.

٢٠٤

رواية الحديث عن عبد الله بن عبّاس :

٩٩ ـ عن النسائي في سننه الكبرى : أخبرنا محمّد بن المثنّى (١) قال : حدّثنا يحيى بن حمّاد. (٢)

قال : حدّثنا الوضّاح ـ وهو أبو عوانة (٣) ـ قال : حدّثنا يحيى (٤) قال : حدثناعمرو بن ميمون (٥) قال : ـ ذكر حديثاً مطوّلاً ( انظر الرواية ( ١٠٠ ) بلفظ مقارب ) إلى أنْ قال ابن عبّاس : ـ وقال : ( مَنْ كُنْتُ وَلِيهُ فَعَلِيٌّ وَلِيهُ ) (٦).

١٠٠ ـ ونختم هذه السلسلة الطيّبة بحديث مطوّل من مسند أحمد

____________

(١) من الثقات : سبق تخريجه ، في هامش الرواية ١٢.

(٢) أبو بكر يحيى بن حمّاد بن أبي زياد الشيباني : ختن أبي عوانة ، من أهل البصرة ، توفي سنة ٢١٠ هـ ، وثّقه محمّد بن سعد وأبو حاتم الرازي والعجلي وابن حبّان والذهبي.

(٣) أبو عوانة : سبق تخريجه في الرواية ١٠ وهو ثقة.

(٤) أبو بلج يحيى بن سليم بن بلج الفزاري : من أهل هيت ، وثّقه يحيى بن معين ومحمّد بن سعد والجوزجاني وابن حبّان وقال يخطىء ، وقال أبو حاتم الرازي : صالح الحديث لا بأس به.

(٥) أبو عبد الله عمرو بن ميمون الأودي : من أهل الكوفة ، توفي سنة ٧٣ هـ. وثّقه يحيى بن معين والعجليّ والنسائي وابن حبّان.

(٦) سنن النسائي الكبرى : ج ٥ ص ١١٩ ، الحديث ٨٣١٥.

٢٠٥

بسند صحيح ، تيمّناً وتبرّكاً بذكر عشرة مناقب من بحار فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ، جاء في المسند : حدثنا عبد الله (١) ، حدّثنا يحيى بن حمّاد (٢) ، حدّثنا أبو عوانة (٣) ، حدّثنا أبو بلج ، حدّثنا عمرو بن ميمون (٤) قال إنيّ لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا يا ابن عبّاس إمّا أنْ تقوم معنا ، وإمّا أنْ يخلونا هؤلاء ، قال : فقال ابن عبّاس : بل أقوم معكم. قال وهو يومئذ صحيح قبل أنْ يعمى ، قال فابتدءوا فتحدّثوا فلا ندري ما قالوا ، قال فجاء ينفض ثوبه ويقول أفًّ وتفّ ، وقعوا في رجل لـه عشر ، وقعوا في رجل قال لـه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لأَبْعَثَنَّ رَجُلاً لاَ يُخْزِيهِ اللهُ أَبَداً ، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : ( أَيْنَ عَلِيٌّ ) قالوا : هـو فـي الـرحل يطحن. قال : ( وَمَـا كَـانَ أَحَدُكُمْ لِيَطْحَنَ ) قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ، ثمّ هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إيّاه ، فجاء بصفيّة بنت حيي ، قال ثمّ بعث فلاناً (٥) بسورة التوبة ، فبعث عليّاً خلفه فأخذها منه ، قال : ( لاَ يَذْهَبُ بِهَا إلاَّ رَجُلٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ ) ،

____________

(١) عبد الله بن أحمد بن حنبل سبق تخريجه.

(٢) من الثقات : سبق تخريجه في الرواية ٩٩.

(٣) أبو عوانة : سبق تخريجه في الرواية ١٠ وهو ثقة.

(٤) من الثقات : سبق تخريجه في الرواية ٩٩.

(٥) يعني أبا بكر.

٢٠٦

قال وقال لبني عمّه : ( أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ ) ، قال وعلي معه جالس ، فأبوا ، فقال عليّ : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : ( أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ ) ، قال فتركه ثمّ أقبل على رجل منهم فقال : ( أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ ) ، فأبوا ، قال : فقال عليّ : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : ( أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ ) ، قال : وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة. قال : وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين فقال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (١) قال : وشرى عليّ نفسه ، لبس ثوب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء أبو بكر وعلي نائم ، قال : وأبو بكر يحسب أنّه نبيّ الله قال : فقال : يا نبيّ الله ، قال : فقال لـه عليّ : إنّ نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، قال : فانطلق أبو بكر ، فدخل معه الغار. قال : وجعل عليّ يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبيّ الله ، وهو يتضّور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتّى أصبح ، ثمّ كشف عن رأسه فقالوا : إنّك للئيم ، كان صاحبك نرميه فلا يتضوّر ، وأنت تتضوّر ، وقد استنكرنا ذلك. قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك ، قال فقال لـه عليّ : أخرج معك ، قال : فقال لـه نبيّ الله ( لا ) فبكى

____________

(١) سورة الأحزاب : من الآية ٣٣.

٢٠٧

عليّ ، فقال لـه : ( أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إلاَّ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ، إِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إلاَّ وَأَنْتَ خَلِيفَتِي ) ، قال : وقال لـه رسول الله : ( أَنْتَ وَلِيِّي فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي ) ، وقال : ( سُدُّوا أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ ) فقال : فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس لـه طريق غيره ، قال : وقال : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فإِنََّ مَوْلاَهُ عَليٌّ ) ، قال : وأخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنّه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم ، هل حدّثنا أنّه سخط عليهم بعد ، قال : وقال نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعُمر حين قال ائذن لي فـلأضرب عنقه قال : ( قَالَ أَوَ كُنْتَ فَاعِلاً وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ قَدْ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شئْتُمْ ). حدّثنا أبو مالك كثير بن يحيى قال : حدّثنا أبو عوانة ، عن أبي بلج ، عن عمرو بن ميمون،عن ابن عبّاس نحوه (١).

____________

(١) مسند أحمد : الحديث ٢٩٠٣.

٢٠٨

الفصل الحادي عشر

تحقيق بقيّة ألفاظ حديث الثقلين

صحّة حديث ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) :

بالنسبة للروايات التي عرضناها في الفصل الأوّل : جاء هذا النصّ في ضمن حديث الثقلين في مجموعة من الروايات : ١٠ ، ١٣ ، ١٤ ، ٢١ ، ٤٢ ، وبلفظ ( من كنت وليّه فعليّ وليّه ) : في الروايات ١١ ، ١٢ و ١٦ واللفظ الأوّل أصحّ باعتبار صحّة السند وكثرة الروايات التي جاءت به.

أمّا من حيث السند ، فقد روى هذا الطرف من الحديث كلّ من الطبراني وابن أبي عاصم والنسائي والحاكم ( وهي الروايات ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ ) بأسانيد متفرّقة كلّها تنتهي إلى أبي عوانة ، وهو ثقة ، ويرويه أبو عوانة عن سليمان الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم ، وكلّ هؤلاء ثقات مجمع على عدالتهم.

أمّا عن بقيّة أسانيده في سلسلة الروايات التي عرضناها في

٢٠٩

الفصل الأوّل من هذا البحث فهي ضعيفة أو واهية ، فقد رواه الطبراني بسند فيه حكيم بن جبير وهو متروك ، عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم. ورواه أيضاً الحاكم بسند فيه كامل أبو العلاء وهو ضعيف ، عن زيد بن أرقم. ورواه الطبراني أيضاً بسند فيه زيد بن الحسن الأنماطي وهو ضعيف ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري.

بعض ما جاء عن العلماء في تواتره وصحّة إسناده :

نصّ على صحّة وتواتر حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) كثير من العلماء ، وهذه أقوالهم في ذلك :

الحافظ أبو عيسى الترمذي : هذا حديث حسن صحيح (١).

العجلوني : الحديث متواتر ومشهور (٢).

أبو جعفر الطحّاوي : هذا الحديث صحيح الإسناد (٣).

الطبراني : رواه في الأوسط وقال : هذا الحديث من المتواتر (٤).

أبو أحمد محمّد العاصميّ : هذا الحديث تلقته الأمة بالقبول ،

____________

(١) سنن الترمذي ج ٢ ـ ص ٢٩٨.

(٢) كشف الخفاء للعجلوني.

(٣) مشكل الآثار ج ٢ ـ ص ٣٠٨.

(٤) معجم الطبراني الأوسط.

٢١٠

وهو موافق بالأصول (١).

أبو حامد الغزالي : أسفرت الحجّة وجهها ، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم غدير خمّ باتفاق الجميع (٢).

أبو الفرج بن الجوزيّ : اتّفق علماء السِّير على أنَّ قصّة الغدير كانت بعد رجوع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجّة ، وكان معه من الصحابة ومن الأعراب وممّن يسكن حوالي مكّة والمدينة مائة وعشرون ألفاً ، وهم الذين شهدوا معه حجّة الوداع ، وسمِعوا منه هذه المقالة ، وقد أكثر الشعراء في ذلك في تلك الحكاية (٣).

أبو المظفّر سبط ابن الجوزي : إسناده صحيح (٤).

الحافظ أبو عبد الله الكنجي : حسن روته الثقات ، وانضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض ، حجّة في صحّة النقل (٥).

أبو عبد الله الذهبيّ : وصدرُ الحديث متواترٌ ، أتيقّن أنَ رسول

____________

(١) زين الفتى للعاصمي.

(٢) سرّ العالمين : ص ٩.

(٣) كتاب المناقب لابن الجوزي.

(٤) تذكرة الخواصّ : ص ١٨.

(٥) كفاية الطالب : ص ١٥.

٢١١

الله قاله. وأمّا : ( أللّهمّ والِ من والاه ... ) فزيادةٌ قويّةُ الإسناد (١). وقال فيه أيضاً : بهرتني طرقه! (٢).

ابن كثير الشافعي الدمشقي : قال بعد أنْ رواه في تاريخه : هذا إسناد جيّد ، رجاله ثقات على شرط السنن (٣).

شمس الدين الجزريّ الشافعي : هذا حديث حسن من هذا الوجه ، صحيح من وجوه كثيرةٍ تواتر عـن أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ، وهو متواترٌ ـ أيضاً ـ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، رواه الجمُّ الغفير عن الجمِّ الغفير ، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممّن لا اطِّلاع لـه في هذا العلم (٤).

ابن حجر العسقلاني : وأمّا حديث : ( من كـنتُ مولاه فـعليّ مولاه ) فقد أخرجه الترمذي والنسائي ، وهو كثير الطرق جدّاً ، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان (٥).

____________

(١) البداية والنهاية : ج ٥ ـ ص ٢٠٩.

(٢) هامش الحديث في مسند الإمام زيد.

(٣) البداية والنهاية ج ٥ ـ ص ٢٠٩.

(٤) أسنى المطالب ج ١ ـ ص ٢٩٩.

(٥) فتح الباري ج ٧ ـ ص ٦١.

٢١٢

عبد الحقّ الدّهلوي : هذا الحديث صحيح بلا شكّ (١).

الحافظ الهيثمي : رجاله ثقات ، وقال في موضع آخر : رجاله رجال الصحيح (٢).

أحمد محمّد مرسي : أخرجه في تعليقاته على تذكرة القرطبي وقال : هذا حديث متواتر لـه أكثر من سبعين طريقاً (٣).

وأنت أخي تلمس هذه الحقيقة فيما جمعناه في هذا البحث من الروايات بأسانيد تضم ١٥ راوياً في كلّ طبقة ، بدءاً بالصحابة وانتهاءً بالمصنفين ، وبذلك فإنّ لـه من الصحّة والثبوت فوق ما يُشترط في الحديث المتواتر بكثير ، ولعلّه لم يرد عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أيّ حديث بهذه الدرجة من الصحّة والتواتر على الإطلاق ، فالعجب كلّ العجب فيمن يقول بأنّ هذا الحديث ضعيف ، وما ضعُف والله إلا عقله ، أو طبع الله على قلبه ، وصدّه عن الإقرار بالحقّ كبره وعناده.

ما قيل في عدد من رواه من الصحابة :

وقد عدّد الشيخ جعفر بن محمّد الكتّاني طائفة من الصحابة الذين رووا هذا الحديث في كتابه ( نظم المتناثر من الحديث المتواتر ) حيث

____________

(١) شرح المشكاة للدهلوي.

(٢) فيض القدير ، للمناوي : ج ٦ حرف الميم.

(٣) التعليقات على تذكرة القرطبي ص ٨٦.

٢١٣

جاء فيه : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ذكرهذا الحديث عن (١) زيد ابن أرقم (٢) وعليّ بن أبي طالب (٣) وأبوأيوب الأنصاري (٤) وعمر بن الخطّاب (٥) وذي مرّ (١) (٦) وأبي هريرة (٧) وطلحة بن عبيد الله (٨) وعمارة (٩) وعبد الله ابن عبّاس (١٠) وبريدة (١١) وعبد الله بن عمر (١٢) ومالك بن الحويرث (١٣) وحبشيّ بن جنادة (١٤) وجرير بن عبد الله (١٥) وسعد بن أبي وقّاص (١٦) وأبو سعيد الخدريّ (١٧) وأنس بن مالك (١٨) وجندع الأنصاري ، ثمانية عشر نفساً ، وعدّة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّهم سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقوله ، وعن اثني عشر رجلاً منهم (١٩) قيس بن ثابت (٢٠) وحبيب بن بديل بن ورقاء ، وعن بضعة عشر رجلاً منهم (٢١) يزيد أو زيد بن شراحيل الأنصاري. ( ثمّ أضاف ) : ورد أيضاً من حديث (٢٢) البرّاء بن عازب (٢٣) وأبو الطفيل (٢٤) وحذيفة بن أسيد الغفاري (٢٥) وجابر بن عبد الله ، وفي رواية لأحمد أنّه سمعه من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثون صحابيّاً ، وشهدوا به لعليّ لمّا نوزع أيّام خلافته ، وممّن صرّح بتواتره أيضاً المنّاوي في التيسير نقلاً عن السيوطي ،

____________

(١) عمرو بن ذي مر الهمداني ، من أهل الكوفة ، اختلف في صحبته ، والأرجح أنّه ليس بصحابيّ وإنّما يروي عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال فيه العجلي : ثقة. وقال البخاري : فيه نظر. وقال ابن عديّ : مجهول. وقال ابن حبّان : في أحاديثه مناكير.

٢١٤

وشارح المواهب اللدنيّة ، وفي الصفوة للمنّاوي ، قال الحافظ ابن حجر حديث ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) خرّجه الترمذيّ والنسائيّ وهو كثير الطرق جداً ، وقد استوعبها ابن عقدة في مؤلّف مفرد وأكثر أسانيدها صحيح أو حسن (١).

وأمّا مجموع من رواه من الصحابة حسب ما ذكره الأميني من علماء الشيعة فهم : (١) أبو هريرة (٢) أبو ليلى الأنصاري (٣) أبو زينب بن عوف الأنصاري (٤) أبو فضالة الأنصاريّ (٥) أبو قدامة الأنصاريّ (٦) أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاريّ (٧) أبو الهيثم بن التيهان (٨) أبو رافع القبطيّ (٩) أبو ذويب خويلد بن خالد الهذلي (١٠) أبو بكر بن أبي قحافة التيمي (١١) أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي (١٢) أبي بن كعب الأنصاريّ الخزرجيّ (١٣) أسعد ابن زرارة الأنصاريّ (١٤) أسماء بنت عميس الخثعمية (١٥) أم سلمة اُم المؤمنين (١٦) اُم هاني بنت أبي طالب (١٧) أنس بن مالك الأنصاري (١٨) البرّاء بن عازب (١٩) بريدة بن الحصيب الاسلمي (٢٠) أبو سعيد ثابت بن وديعة الأنصاري (٢١) جابر بن سمرة السوائي (٢٢) جابر بن عبد الله الأنصاري (٢٣) جبلّة بن عمرو الأنصاريّ (٢٤) جبر بن مطعم القرشيّ (٢٥) جرير بن عبد الله البجليّ (٢٦) أبو ذر الغفاريّ (٢٧) أبو جنيدة جندع بن عمر

____________

(١) نظم المتناثر لمحمّد بن جعفر الكتّاني : كتاب المناقب.

٢١٥

الأنصاريّ ... حتّى عدّد١١٠ صحابياً وصحابيّة. ومنهم من ذكر لـه١٢٠ راوياً من الصحابة كالحافظ السجستاني.

جدول توضيحي لمجموع روايات الحديث :

الرقم

المصدر

الراوي

الألفاط ( انظر أسفل الجدول )

(٦)

(٧)

(٨)

(٩)

١٠

الطبراني

زيد بن أرقم

إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن

نعم

ـ

ـ

١١

ابن أبي عاصم

زيد بن أرقم

إنّ الله مولاي وأنا موليّ المؤمنين

ـ

ـ

ـ

١٢

النسائي

زيد بن أرقم

إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن

نعم

ـ

ـ

١٣

الحاكم

زيد بن أرقم

إنّ الله عزّ وجلّ مولاي وأنا مولى كلّ ...

نعم

ـ

ـ

١٤

الحاكم

زيد بن أرقم

أتعلمون أنيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

ـ

ـ

ـ

١٦

الطبراني

زيد بن أرقم

من كنت أولى به من نفسه

نعم

ـ

ـ

٢١

الحاكم

زيد بن أرقم

يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟

ـ

ـ

ـ

٤٢

الطبراني

حذيفة بن أسيد

إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا ...

نعم

ـ

ـ

٦٨

أحمد

عليّ بن أبي طالب

ـ

ـ

ـ

ـ

٦٩

أحمد

عليّ بن أبي طالب

أليس الله أولى بالمؤمنين؟

نعم

نعم

ـ

٢١٦

٧٠

أحمد

عليّ بن أبي طالب

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي

نعم

ـ

ـ

٧١

أحمد

عليّ بن أبي طالب

ـ

نعم

ـ

ـ

٧٢

أحمد

عليّ بن أبي طالب

ـ

نعم

ـ

ـ

٧٣

الطبراني

عليّ بن أبي طالب

ـ

نعم

ـ

ـ

٧٤

النسائي

عليّ بن أبي طالب

ـ

ـ

ـ

ـ

٧٥

ابن حبّان

عليّ بن أبي طالب

ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من ..؟

نعم

ـ

ـ

٧٦

أحمد

عليّ بن أبي طالب

ـ

ـ

ـ

ـ

٧٧

الترمذي

زيد بن أرقم

ـ

ـ

ـ

ـ

٧٨

أحمد

زيد بن أرقم

ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من ..

ـ

ـ

ـ

٧٩

أحمد

زيد بن أرقم

ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه

نعم

ـ

ـ

٨٠

الذهبي

جابر بن عبد الله

ـ

ـ

ـ

ـ

٨١

ابن ماجة

البرّاء بن عازب

ألست أولى بالمؤمنين ...

نعم

ـ

ـ

٨٢

أحمد

البرّاء بن عازب

ألستم تعلمون أني .. ( سؤالين )

نعم

ـ

نعم

٨٣

ابن كثير

البرّاء بن عازب

ألست أولى بكم .. ( ثلاثة أسئلة )

نعم

ـ

نعم

٢١٧

٨٤

الطبراني

جرير بن عبد الله البجلي

من وليُّكم

نعم

ـ

ـ

٨٥

ابن ماجة

سعد بن أبي وقّاص

ـ

ـ

ـ

ـ

٨٦

النسائي

سعد بن أبي وقّاص

ـ

ـ

ـ

ـ

٨٧

النسائي

سعد بن أبي وقّاص

ـ

ـ

ـ

ـ

٨٨

الحاكم

طلحة بن عبيد الله

ـ

نعم

ـ

ـ

٨٩

أحمد

أبو أيّوب الأنصاري

ـ

ـ

ـ

ـ

٩٠

الحاكم

بريدة الأسلمي

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

ـ

ـ

ـ

٩١

ابن حبّان

بريدة الأسلمي

نعم

ـ

ـ

ـ

٩٢

النسائي

بريدة الأسلمي

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

ـ

ـ

ـ

٩٣

الطبراني

حبشي بن جنادة

ـ

نعم

نعم

ـ

٩٤

الطبراني

مالك بن الحويرث

ـ

ـ

ـ

ـ

٩٥

فرات الكوفي

أبو ذر الغفاري

نعم

نعم

نعم

نعم

٩٦

الخطيب البغدادي

أبو هريرة

ألست وليّ المؤمنين؟

ـ

ـ

نعم

٩٧

ابن أبي شيبة

أبو هريرة

ـ

ـ

ـ

٩٨

أبي يعلى

أبو هريرة

ـ

نعم

ـ

ـ

٢١٨

٩٩

النسائي

عبد الله بن عبّاس

ـ

ـ

ـ

ـ

١٠٠

أحمد

عبد الله بن عبّاس

ـ

ـ

ـ

ـ

( المجموع : ٤١ رواية ، عن ١٥ صحابيّ ).

(٦) التوطئة التي مهّد بها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حديث الولاية كقوله ( إنّ الله مولاي وأنا مولى كلّ مؤمن ).

(٧) ( اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ).

(٨) ( انصر من نصره واخذل من خذله ).

(٩) التهنئة.

١ ـ التوطئة :

أمّا التوطئة فجاءت بصيغ مختلفة ( راجع الجدول أعلاه ) ، وذلك على صيغة سؤال عن ٤ من الصحابة في ١١ رواية هي : ١٤ ، ٢١ ، ٧٨ و ٧٩ عن زيد بن أرقم : ٦٩ ، ٧٠ ، ٧٥ عن عليّ بن أبي طالب : ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ عن البراء بن عازب : ٩٠ ، ٩٢عن بريد الأسلمي. وجاءت على غير صيغة السؤال عن ٢ من الصحابة في ٦ روايات هي : ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ و ١٦ عن زيد بن أرقم ، و ٤٢ عن حذيفة بن أسيد. وفي كلا الجانبين نجد أسانيد صحيحة ، فالأرجح أنّها جاءت بصيغة السؤال ، فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في كثير من الأحيان يستعمل

٢١٩

هذا الأسلوب ليلفت انتباه أصحابه لأهميّة ما يريد قوله لهم ، لما في ذلك من الباعث إلى الإصغاء الجيّد واستحضار العقل والقلب. ويُحتمل أيضاً أنّ الصيغة الثانية واردة أيضاً كتأكيد من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على ما سألهم عنه.

وبعد التوطئة ، جاء في مجموعة من الروايات أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيد عليّ عليه‌السلام قبل أنْ يعلن أنّ ( من كنت مولاه فعليّ مولاه ) ، هذه الروايات هي : ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٦ و ٢١ عن زيد بن أرقم بسند صحيح ، والرواية ٤٢ عن حذيفة بن أسيد بسند فيه ضعف ، والرواية ٨٠ عن جابر بن عبد الله ، والروايتان ٨١ و ٨٢ عن البرّاء بن عازب بسند فيه ضعف؛ والروايتان ٩٦ و ٩٧ عن أبي هريرة بسند صحيح.

ومعلوم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كما أنّه كان لا ينطق عن الهوى ، فكذلك كانت كلّ حركاته وسكناته فيها هدي من الله تعالى ، وأخذه بيد عليّ بن أبي طالب في هذا المقام ، وهو يخطب على جميع المسلمين ، كانت لـه دلالة بليغة زادت في الخطبة بياناً ، لتتفق حركة يده الشريفة مع قوله ( عليّ مولاه ) ، فكانت فيها الإشارة إلى أنّ ما سيأتي إعلانه خاصّ بعليّ لا يشاركه فيه أحد.

٢ ـ اللهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه :

استنكر البعض هذا الطرف من الحديث ، وزعموا أنّها زيادة

٢٢٠