الوصيّة

بدر الدين بن الطيّب كسوبة

الوصيّة

المؤلف:

بدر الدين بن الطيّب كسوبة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-44-7
الصفحات: ٢٤٥

قالا : حدّثنا فطْرُ بنُ خليفة (١) ، عن أبي الطُّفَيل قال : قال عليٌّ : أَنشُدُ الله كُلِّ امرىءٍ سَمِعَ رسولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقولُ يومَ غدير خُمّ لَمّا قامَ ، فقامَ أُناسٌ فشَهِدوا أَنَّهمْ سَمعوه يقولُ : ( أَلَسْتُمْ تَعْلَمون أَنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِالُمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )؟ قالوا : بَلى يَا رَسُول الله قالَ : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فإنَّ هذا مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ) ، فخرجتُ وفي نفسي من ذلك شيءٌ فلقيتُ زيدَ بنَ أرقم ، فذكرتُ ذلك لـه ، فقالَ : قَدْ سَمِعناهُ من رسول الله يقولُ ذلكَ لهُ. قالَ أبو نُعيم : فقلتُ لِفِطر : كم بينَ هذا القول وبينَ موتِهِ؟

قال : مائة يوم (٢).

( حديث آخر ) :

٧٦ ـ وفي مسند أحمد أيضاً : حدّثنا عبد الله ، حدّثني حجّاج بن

____________

الكوفة وتوفي في فلسطين سنة ٢٠٣ هـ. وثّقه يحيى بن معين ويعقوب ابن شيبة وأبو حاتم الرازي والنسائي ومحمّد بن سعد والعجلي.

(١) أبو بكر فطر بن خليفة القرشيّ الحنّاط : من أهل الكوفة وبها توفي سنة ١٥٥ هـ. قال فيه أحمد بن حنبل : ثقة صالح الحديث. وقال يحيى بن معين : ثقة. وقال العجلي : ثقة فيه تشيّع قليل. وقال أبو حاتم الرازي : صالح الحديث. والنسائي : لا بأس به. محمّد بن سعد : ثقة.

(٢) صحيح بن حبّان : ج ٦ ص ٢٩٧ ، الحديث ٦٨١٧.

١٨١

الشاعر (١) ، حدّثنا شبابة (٢) ، حدّثني نعيم بن حكيم (٣) ، حدّثني أبو مريم (٤) ورجل من جلساء عليّ عليه‌السلام ، عن عليّ أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال يوم غدير خمّ : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) قال : فزاد الناس بعدُ : ( وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ )(٥).

رواية الحديث عن زيد بن أرقم : ( إضافة إلى ما تقدّم في الفصل الأول )

____________

(١) أبو محمّد حجّاج بن يوسف بن حجّاج الثقفي : الملقّب بابن الشاعر ، من أهل بغداد ، توفي سنة ٢٥٩ هـ. قال أبو حاتم الرازي : صدوق ابن أبي حاتم : ثقة من الحفّاظ ، ممّن يحسن الحديث. النسائي : ثقة. ابن حبّان : وثّقه. الذهبي : حافظ.

(٢) أبو عمرو شبابة بن سوار الفزاري : من أهل المدائن وبها توفي سنة ٢٠٦ هـ. قال فيه يحيى بن معين ومحمّد بن سعد : ثقة. ابن عدي : لا بأس به. ابن حبّان : مستقيم الحديث. الساجي : صدوق يدعو إلى الإرجاء. ابن خراش : صدوق في الحديث.

(٣) نعيم بن حكيم المدائني : توفي سنة ١٤٨ هـ. وثّقه ابن حبّان والذهبي ويحيى بن معين ومحمّد بن سعد ، وقال ابن خراش : صدوق لا بأس به. النسائي : ليس بالقويّ.

(٤) أبو مريم قيس الثقفي : من أهل المدائن. وثّقه ابن حبّان والذهبي ، وقال الدارقطني : مجهول.

(٥) مسند أحمد : الحديث ١٢٤٢.

١٨٢

٧٧ ـ عن الترمذي قال : حدّثنا محمّد بن بشار (١) ، حدّثنا محمّد بن جعفر (٢) ، حدّثنا شعبة (٣) ،

عن سلمة بن كهيل (٤) قال : سمعت أبا الطفيل يُحدث عن أبي

____________

(١) أبو بكر محمّد بن بشّار بن عثمان العبدي : الملقّب ببندار ، من أهل البصرة ، توفي سنة ٢٥٢ هـ. وثّقه العجلي والنسائي وأبو حاتم الرازي وعبد الله بن يسار وابن حبّان وقال عنه الدارقطني : من الحفّاظ الأثبات.

(٢) أبو عبد الله محمّد بن جعفر الهذلي : الملقّب بغندر ، من أهل البصرة وبها توفي سنة ١٩٣ هـ ، قال وكيع الجراح : الصحيح الكتاب ، وقال يحيى بن معين : من أصحّ الناس كتاباً ، وقال محمّد بن سعد : ثقة. وقال أبو حاتم الرازي : صدوق ، ثقة في شعبة ، وقال العجلي : ثقة ، من أثبت الناس في الحديث شعبة ، وذكره ابن حبّان في الثقات.

(٣) أبو بسطام شعبة بن الحجّاح بن الورد الأزدي الواسطي : من أهل البصرة وبها توفي سنة ١٦٠ هـ ، شيخ المحدثين بإجماع : قال عنه سفيان الثوري : أمير المؤمنين في الحديث ، وقال يحيى بن سعيد القطّان : ما رأيت أحداً قط أحسن حديثاً منه. وقال أحمد بن حنبل : أمّة وحده في هذا الشأن ، وقال أبو داود السجستاني : ليس في الدنيا أحسن حديثاً منه. وقال العجلي : ثقة ثبت. وقال محمّد بن سعد : ثقة مأمون ثبت حجّة.

(٤) أبو يحيى سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي التنعي : من أهل الكوفة وبها توفي سنة ١٢١ هـ ، اتفق أهل الجرح والتعديل على علوّ منزلته في العدالة. قال أحمد : متقن. وقال يحيى بن معين : ثقة. وقال أبو زرعة

١٨٣

سريحة أو زيد بن أرقم ، شكّ شعبة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) (١).

٧٨ ـ وعن أحمد أيضاً : حدّثنا ابن نمير (٢) ، حدّثنا عبد الملك يعني ابن أبي سليمان (٣) ، عن عطيّة العوفي (٤) قال : سألت زيد بن أرقم فقلت له : إنّ ختناً لي حدّثني عنك بحديث في شأن عليّ عليه‌السلام يوم غدير خمّ فأنا أحبُّ أنْ أسمعه منك. فقال : إنّكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم. فقلت له : ليس عليك منّي بأس. فقال : نعم ، كنّا بالجحفة ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلينا ظهراً ، وهو آخذ بعضد عليّ عليه‌السلام فقال :

____________

الرازي : ثقة مأمون. وقال أبو حاتم الرازي : ثقة متقن. وقال النسائي : ثقة ثبت. وقال العجلي : ثقة ثبت.

(١) سنن الترمذي : الحديث ٣٦٤٦. ورجحتُ أنّ الرواي هو زيد بن أرقم لكون أبي الطفيل قد روى عنه الحديث في مواضع أخرى أوردتها في هذه السلسلة.

(٢) أبو هشام عبد الله بن نمير الهمداني الخارفي ، من أهل الكوفة ، توفي سنة ١٩٩ هـ. قال يحيى بن معين : ثقة. أبو حاتم الرازي : مستقيم الأمر. العجلي : ثقة صالح الحديث. محمّد بن سعد : ثقة صدوق. ابن حبّان والذهبي : ثقة.

(٣) ثقة ، سبق ذكره.

(٤) ضعيف ، سبق ذكره أيضاً.

١٨٤

( يَا أَيّها النّاسُ أَلَسْتُمْ تَعْلَمون أَنّي أَوْلى بِالُمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) قالوا بلى ، قال : ( فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) قال : فقلت لـه : هل قال : اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه. قال : إنّما أخبرك كما سمعت (١).

٧٩ ـ وعن أحمد أيضاً : حدّثنا عفّان (٢) ، حدّثنا أبو عوانة (٣) ، عن المغيرة (٤) ، عن أبي عبيد (٥) ، عن ميمون أبي عبد الله (٦) قال : قال زيد

____________

(١) مسند أحمد : الحديث ١٨٤٧٦.

(٢) أبو عثمان عفّان بن مسلم بن عبد الله البصري ، الملقّب بالصفّار ، توفي ببغداد سنة ٢١٩ هـ. مجمع على ثقته ، قال أحمد بن حنبل : متثبّت. يحيى ابن معين : ثقة. يعقوب بن شيبة : ثقة ثبت متقن. ابن خراش : ثقة. أبو حاتم الرازي : ثقة متقن متين. العجلي : ثقة ثبت.

(٣) ثقة ، سبق ذكره.

(٤) أبو هشام المغيرة بن مقسم الضبّي ، من أهل الكوفة ، توفي سنة ١٣٦ هـ. قال يحيى بن معين : ثقة مأمون. العجلي وأبو حاتم الرازي والنسائي ومحمّد بن سعد : ثقة. ابن حبّان : وثّقه وقال : كان مدلّساً.

(٥) أبو عبيد بن أبي بشير الأنصاري : مجهول.

(٦) أبو عبد الله ميمون الكندي : من أهل البصرة ، وثّقه ابن حبّان ، وكان يحيى بن سعيد القطان سيء الرأي فيه ، وقال أحمد : أحاديثه مناكير ، وقال يحيى بن معين : لا شيء ، أبو داود : تكلم فيه. النسائي : ليس بالقوي.

١٨٥

بن أرقم وأنا أسمع : نزلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بواد يقال لـه وادي خمّ ، فأمر بالصلاة فصلاّها بهجير ، قال : فخطبنا وظلل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال : ( أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَوَلسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنِّي أَوْلَـى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ )؟ قالوا : بلى. قال : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فإِنَّ عَلياًّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ) (١).

رواية الحديث عن جابر بن عبد الله الأنصاري :

٨٠ ـ أخرج الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ، بمجموعة من الأسانيد (٢) عن مالك بن أحمد الفرّاء ، قال : أخبرنا أحمد بن

____________

(١) مسند أحمد : الحديث ١٨٥١٩.

(٢) قال الذهبيّ : أخبرنا محمّد بن يعقوب الأسدي وابن عمّه أيّوب بن أبي بكر ، وإسماعيل بن عُميرة ، وأحمد بن مؤمن ، وعبد الكريم بن محمّد بن محمّد ، وبيبرس المجدي ، ومحمّد بن عليّ بن الواسطي قالوا : أخبرنا إبراهيم بن عُثمان ، وأخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي ، أخبرنا محمّد بن أبي القاسم المفسر ، ومحمّد بن إبراهيم بن معالي ، وصفيّة بنت عبد الجبار ، وسعيد بن ياسين ، وعمر بن بركة ، وأنجب بن السعادات ( ح ). وأخبرنا سنقر بن عبد الله الحلبي ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، وأنجب الحمامي ، وعليّ بن أبي الفخار وعبد اللطيف بن محمّد ، ومحمّد بن محمّد بن السباك ، قالوا جميعا : أخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الباقي ، وزاد إبراهيم بن عثمان ، فقال : وأخبرنا عليّ بن عبد الرحمن الطوسيُّ ،

١٨٦

محمّد بن موسى الصلتي (١) ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الصمد (٢) إملاءً ، حدّثنا أبو سعيد الأشج (٣) ، حدّثنا المطّلب بن زياد (٤) ، عن عبد الله بن

____________

قالا : أخبرنا مالك بن أحمد الفرّاء .. إلى آخر السند والحديث.

١ ـ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت البغدادي : الملقّب بالمجبر ، توفي سنة ٤٠٥ هـ. نقل الذهبي تضعيفه عن البرقاني وعبد العزيز الأزجي ، وقال عنه ابن طاهر : كان صالحاً ديناً.

(٢) إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي : الملقّب بالأمير ، توفي بسامراء في أول محرّم سنة ٣٢٥ هـ. قال عنه الذهبي : المسند الصدوق. ووثّقه الدارقطني.

(٣) أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي : الملقّب بالأشج. من أهل الكوفة ، توفي سنة ٢٥٧ هـ. من شيوخ البخاري ومسلم والترمذي وبقيّة من أصحاب السنن ، قال عنه يحيى بن معين : لا بأس به. وقال أبو حاتم الرازي : ثقة صدوق. وقال النسائي : صدوق. وقال الشطوي : ما رأيت أحفظ منه. كما وثّقه ابن حبّان والخلال أيضاً.

(٤) المطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي : من أهل الكوفة ، توفي سنة ١٨٥ هـ وثّقه يحيى بن معين وعثمان بن أبي شيبة وأبو داود السجستاني والعجلي وابن حبّان وابن عدي ، وقال أحمد : لم ندرك بالكوفة اكبر منه ومن عمر

١٨٧

محمّد بن عقيل (١) ، قال : كنت عند جابر في بيته ، وعليّ بن الحسين ، ومحمّد بن الحنفية ، وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق ، فقال : أنشدك بالله إلا حدّثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : كُنَّا بِالجُحْفَةِ بِغَدِيْرِ خُمٍّ وَثَمَّ نَاسٌ كَثِيْرٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ وَغِفَارَ ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله مِنْ خِبَاءٍ أَوْ فُسْطَاطٍ ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ ثَلاَثاً ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه‌السلام فَقَالَ : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) (٢).

رواية الحديث عن البرّاء بن عازب :

٨١ ـ روى ابن ماجة في سننه قال : حدّثنا عليّ بن محمّد (٣) ، حدّثنا

____________

بن عبيد وضعفه أبو حاتم وعيسى بن شاذان.

(١) أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب القرشي الهاشمي : من أهل المدينة وبها توفي سنة ١٤٢ هـ. احتجّ بحديثه أحمد بن حنبل وقال مرّة : منكر الحديث ، واحتجّ بحديثه أيضاً إسحاق بن راهوية وقال البخاري : مقارب الحديث ، وقال الحاكم : مستقيم الحديث. وقال سفيان ابن عيينة : رأيته يحدث نفسه ، فحملته على إنّه تغير.

(٢) سير اعلام النبلاء ، للحافظ الذهبي : ج ٨ ص ٣٣٥. وعلق عليه الذهبي قال : هذا حديث حسن ، عالٍ جداً ، ومتنه متواتر.

(٣) أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إسحاق الطنافسي الكوفي : من أهل قرقيسيا ، توفي سنة ٢٣٣ هـ. قال أبو حاتم الرازي : ثقة صدوق. وقال ابن حبّان : ثقة.

١٨٨

أبو الحسين (١) ، أخبرني حمّاد بن سلمة (٢) ، عن عليّ بن زيد بن جدعان (٣) ، عن عدّي بن ثابت (٤) ، عن البرّاء بن عازب قال : أقبلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجّته التي حجّ ، فنزل في بعض الطريق ، فأمر الصلاة جامعة فأخذ بيد عليّ عليه‌السلام فقال : ( أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )؟ قالوا : بلى. قال : ( أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نْفَسِهِ )؟ قالوا : بلى. قال : ( فَهَذَا وَلِيّ ُمَنْ أَنَا مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ اللَّهُمّ

____________

(١) أبو الحسين زيد بن الحبّاب بن الريّان العكلي : من أهل الكوفة ، توفي سنة ٢٣٠ هـ.قال فيه أحمد بن حنبل : صدوق ، كثير الخطأ. يحيى بن معين : يقلب حديث الثوري ، ولم يكن به بأس. عليّ بن المديني : ثقة. عثمان بن أبي شيبة : وثّقه. أحمد المصري : صدوق. أبو حاتم الرازي : صدوق صالح.

(٢) أبو سلمة حمّاد بن سلمة بن دينار البصري ، الخزاز ، توفي سنة ١٦٧ هـ. وثّقه العجلي ومحمّد بن سعد ويحيى بن معين والنسائي وابن حبّان والساجي.

(٣) أبو الحسن عليّ بن زيد بن عبد الله بن جدعان التيمي ، توفي سنة ١٣١ هـ قال الترمذي : صدوق إلا أنّه ربّما رفع الشيء الذي يوقفه. العجلي : لا بأس به ، كان يتشيّع. يعقوب بن شيبة : ثقة صالح الحديث ، وإلى اللين ما هو. يحيى بن سعيد القطان : ترك حديثه. أحمد بن حنبل : ليس بالقويّ يحيى بن معين : ليس بذلك القويّ.

(٤) عدي بن ثابت الأنصاري : توفي سنة ١١٦ هـ. وثّقه أحمد وأبو حاتم الرازي والعجلي والنسائي والدارقطني وابن حبّان.

١٨٩

عَادِ مَنْ عَادَاهُ ) (١).

٨٢ ـ وعن أحمد أيضاً : حدّثنا عفّان (٢) ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، أخبرنا عليّ بن زيد ، عن عديّ بن ثابت ، عن البّراء بن عازب قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في سفر ، فنزلنا بغدير خمّ ، فنودي فينا الصلاة جامعة ، وكُسح لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت شجرتين ، فصلّى الظهر وأخذ بيد علي عليه‌السلام فقال : ( أَلَسْتُمْ تَعْلَمون أَنِّي أَوْلَى بِالُمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )؟ قالوا : بلى. قال : ( أَلَسْتُمْ تَعْلَمون أَنِّي أَوْلَى بِكُلِّ ُمُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ )؟ قالوا : بلى قال : فأخذ بيد عليّ فقال : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَـنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ) ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئاً يَا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة. قال أبو عبد الرحمن : حدّثنا هدبة بن خالد ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، عن عديّ بن ثابت ، عن البرّاء بن عازب ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نحوه (٣).

____________

(١) سنن ابن ماجة : الحديث ١١٣.

(٢) أبو عثمان بن مسلم بن عبد الله البصري الصفّار : توفي سنة ٢١٩ هـ في بغداد. قال عنه أحمد : متثبّت. يحيى بن معين : ثقة. يعقوب بن شيبة : ثقة ثبت متقن. ابن خراش : ثقة. أبو حاتم الرازي : ثقة متقن متين. العجلي : ثقة ثبت.

(٣) مسند أحمد : الحديث ١٧٧٤٩. وبهذا الإسناد رواه أيضاً الحافظ أبو العبّاس الشيباني الفسوي في مسنده الكبير.

١٩٠

٨٣ ـ ابن كثير في البداية والنهاية : عن الحافظ عبد الرزاق ، عن معمّر ، عن ابن جدعان ، عن عديّ ، عن البرّاء قال : خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى نزلنا غدير خُمٍّ ، بعث منادياً ينادي ، فلمّا اجتمعنا قال : ( أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ )؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : ( أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُم مِنْ أُمَّهَاتِكُمْ )؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : ( أَلَسْتُ أَوْلَى بِكُم مِنْ آبائِكُم )؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : أَلَسْتُ؟ أَلَسْتُ؟ أَلَسْتُ؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ). فقال عمر بن الخطّاب : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت اليوم وليَّ كلّ مؤمن (١).

رواية الحديث عن جرير بن عبد الله البجليّ :

٨٤ ـ وروى الطبراني في المعجم الكبير قال : حدّثنا عليّ بن سعيد الرازي ، ثنا الحسن بن صالح بن رزيق العطّار ، حدّثنا محمّد بن عون أبو عون الزيادي ، ثنا حرب بن سريج ، عن بشر بن حرب ، عن جرير (٢) قال : شهدنا الموسم في حجّةٍ مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهي حجّة

____________

(١) البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤٩.

(٢) أبو عمرو بشر بن حرب الأزدي : من أهل البصرة ، قال فيه ابن عديّ : لا بأس به. وقال أحمد بن حنبل : ليس بقويّ الحديث. سليمان بن حرب ويحيى بن معين وعليّ بن المديني : ضعّفوه. وقال أبو داود السجستاني : ليس بشيء.

١٩١

الوداع ، فبلغنا مكاناً يقال لـه غدير خمّ ، فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمعنا المهاجرون والأنصار ، فقـام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسطنا فقال : ( أيها الناس بمّ تشهدون )؟ قالوا : نشهد أنْ لا إله إلا الله ، قال : ( ثمّ مه )؟ قالوا : وأنّ محمّداً عبده ورسوله.

قال : ( فمن وليّكم )؟ قالوا : الله ورسوله مولانا. قال : ( من وليكم )؟ ثمّ ضرب بيده على عضد عليّ عليه‌السلام ، فأقامه ، فنزع عضده ، فأخذ بذراعيه فقال : ( من يكن الله ورسوله مولاه ، فإنّ هذا مولاه ، اللّهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، اللّهمّ مَنْ أحبّه من الناس فكن لـه حبيباً ، ومن أبغضه فكن لـه مبغضاً ، اللّهمّ إنّي لا أجد أحداً أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض فيه بالحسنى ) قال بشر : قلت : من هذين العبدين الصالحين. قال : لا أدري (١).

رواية الحديث عن سعد بن أبي وقـّاص :

٨٥ ـ عن ابن ماجة أيضاً قال : حدّثنا عليّ بن محمّد ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا موسى بن مسلم ، عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقّاص قال : قدم معاوية في بعض حجّاته ، فدخل عليه سعد ، فذكروا عليّاً ، فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل

____________

(١) معجم الطبراني الكبير : ج ٢ ص ٣٥٨. باب الجيم.

١٩٢

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) وسمعته يقول : ( أَنْتَ مِنَّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي ) وسمعته يقول : ( لأُعْطيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ ) (١).

٨٦ ـ عن النسائي في سننه الكبرى : أخبرنا حرمي بن يونس بن محمّد قال : حدّثنا أبو غسان قال : حدّثنا عبد السلام ، عن موسى الصغير ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن سعد بن أبي وقّاص ، قال : كنت جالساً فتنقّصوا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقال : لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لـه خصال ثلاث ، لئن تكون لي واحدة منهن أحّب إليّ من حمر النعم ، سمعته يقول : ( أَنّهُ مِنَّي بِمَـنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي ) وسمعته يقول : ( لأُعْطيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُـولَهُ ) وسمعته يقول : ( مَنْ كُنْـتُ مَوْلاَهُ فَعَـلِيٌّ مَوْلاَهُ ) (٢).

٨٧ ـ عن النسائي في سننه الكبرى : أخبرني زكريّا بن يحيى قال : حدّثنا نصر بن عليّ قال : أخبرنا عبد الله بن داود ، عن عبد الواحد بن أيمن ، عن أبيه ، أنّ سعداً قال : قـال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________

(١) سنن ابن ماجة : ١١٨.

(٢) سنن النسائي الكبرى : ج ٥ ص ١١٤ ، الحديث ٨٣٠٣.

١٩٣

( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) (١).

رواية الحديث عن طلحة بن عبد الله :

٨٨ ـ عن الحاكم أيضاً : أخبرني الوليد ، وأبو بكر بن قريش ، حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن عبدة ، حدّثنا الحسن بن الحسين ، حدّثنا رفاعة بن إياس الضبّي ، عن أبيه ، عن جدّه قال : كنّا مع عليّ يوم الجمل ، فبعث إلى طلحة بن عبيد الله ، أنْ القني ، فأتاه طلحة ، فقال : نشدتك الله ، هل سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ( مَـنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَـنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ).

قـال : نـعم. قال : فلمّ تقاتلني؟ قـال : لم أذكر. قال : فانصرف طلحة (٢).

رواية الحديث عن أبي أيّوب الأنصاريّ (٣) :

٨٩ ـ روى أحمد في مسنده قال : حدّثنا يحيى بن آدم (٤) ، حدّثنا

____________

(١) سنن النسائي الكبرى : ج ٥ ص ١٣٥ ، الحديث ٨٣٧٤.

(٢) المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ٤١٩ ، الحديث ٥٦٤٧.

(٣) الصحابيّ الجليل خالد بن زيد بن كُليب أبو أيّوب الأنصاري ، من أهل بدر.

(٤) من الثقات : سبق تخريجة في الرواية ٧٥.

١٩٤

حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي (١) ، عن رياح بن الحارث (٢) قال : جاء رهط إلى عليّ بالرحبة فقالوا : السلام عليك يا مولانا. قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب. قالوا : سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خمّ يقول : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلاَهُ ). قال رياح : فلمّا مضوا تبعتُهم فسألت من هؤلاء؟ قالوا : نفر من الأنصار فيهم أبو أيّوب الأنصاري.

قال الإمام أحمد بن حنبل أيضاً : حدّثنا أبو أحمد (٣) ، حدثنا حنش ، عن رياح بن الحارث قال : رأيت قوماً من الأنصار قدموا على عليّ في الرحبة فقال : من القوم؟ قالوا : مواليك يا أمير المؤمنين ، فذكر

____________

(١) حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي : من أهل الكوفة قال أبو نعيم ثقة. العجلي : ثقة. أبو حاتم : صالح الحديث. ابن سعد : ثقة قليل الحديث.

(٢) أبو المثنّى رياح بن الحارث النخعي : من كبار التابعين ، كان من أهل الكوفة. وثّقه العجلي والذهبي وابن حبّان.

(٣) أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الزبيري الأسدي : من أهل الكوفة وتوفي بالأهواز سنة ٢٠٣ هـ ، قال عنه أحمد : كثير الخطأ في حديث سفيان. وقال يحيى بن معين : ثقة. وقال ابن نمير : ثقة صالح الحديث. وقال أبو حاتم الرازي : حافظ لـه أوهام. وقال أبو زرعة الرازي : صدوق. وقال العجلي : ثقة يتشيّع.

١٩٥

معناه (١).

رواية الحديث عن بريدة الأسلمي :

( وهو غير النصّ الذي في خطبة الغدير ، وإنّما قاله النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لبريدة خاصّة ، ولم تُحدّد الروايات المكان الذي قيل فيه ، ولكن جاء في بعض المصادر كالسيرة الحلبيّة أنّ هذا الخبر كان في الحجّ ).

٩٠ ـ عن الحاكم النيسابوري في المستدرك : حدّثنا محمّد

____________

(١) مسند أحمد : الحديث ٢٢٤٦١. والحديث رواه أيضاً الطبراني عن عبيد ابن غنام ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن شريك ، عن حنش بن الحارث ، عن رياح بن الحارث ، ورواه أيضاً في المعجم الكبير عن محمّد بن عبد الله الحضرمي ، عن عليّ بن حكيم الأودي ، عن شريك ، عن حنش بن الحارث وعن الحسن بن الحكم ، عن رياح بن الحارث : قال كنّا قعوداً مع عليّ عليه‌السلام فجاء ركب من الأنصار عليهم العمائم ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا ، فقال عليّ عليه‌السلام : أنا مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا : نعم ، سمعنا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَـنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ) وهذا أبو أيّوب فينا ، فحسر أبو أيّوب العمامة عن وجهه ثمّ قال : سمعت رسول الله٥ يقول : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَـنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ). ( معجم الطبراني الكبير : ج ٤ ص ١٧٤ ).

١٩٦

بن صالح بن هانىء ، حدّثنا أحمد بن نصر ، أخبرنا محمّد بن عليّ الشيباني بالكوفة ، حدّثنا أحمد بن حازم الغفاري. وأنبا محمّد بن عبد الله العمري حدّثنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن يحيى وأحمد بن يوسف قالوا : حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا ابن أبي غنية ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن بريدة الأسلمي قال : غزوت مع عليّ إلى اليمن ، فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت عليّاً فتنقّصته ، فرأيت وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتغيّر ، فقال : ( يَا بُرَيْدة ، أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )؟ قلت : بلى يا رسول الله. فقال : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ... ) ، وذكر الحديث ثمّ قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه (١).

٩١ ـ عن ابن حبّان في صحيحه : أخبرنا محمّدُ بن طاهر بن أبي الدُّمَيك ، حدّثنا إبراهيم بن زياد ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش ، عن سعد بن عُبيدة ، عن ابن بُريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيَّهُ ) (٢).

٩٢ ـ عن النسائي في سننه الكبرى : أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف قال : ثنا أبو نعيم قال : أنا عبد الملك بن أبي غَنِيّة قال : ثنا الحكم

____________

(١) المستدرك للحاكم : الحديث ٢٢٤٦١.

(٢) صحيح ابن حبّان : ج ٦ ص ٢٩٧ ، الحديث ٦٨١٦.

١٩٧

عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن بريدة ، قال : خرجت مع عليّ إلى اليمن ، فرأيت منه جفوةً ، فقدمت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فذكرت عليّاً فتنقّصته ، فجعل رسول الله يتغيّر وجهه ، قال : ( يَا بُرَيْدة ، أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ )؟ قلتُ بَلى يا رسول الله قال : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) (١).

رواية الحديث عن حبشي بن جنادة (٢) :

٩٣ ـ عن الطبراني في المعجم الكبير قال : حدّثنا الحسين بن إسحاق التستريّ ، ثنا عليّ بن بحر ، ثنا سلمة بن الفضل ، عن سلمان بن قرم الضبيّ (٣) ، عن أبي إسحاق الهمداني (٤) قال : سمعت

____________

(١) سنن النسائي الكبرى : ج ٥ ص ٤٧ ، الحديث ٨٠٥١.

(٢) أبو الجنوب حبشي بن جنادة بن نصر السلولي : صحابيّ شهد حجّة الوداع ثمّ نزل الكوفة ، وقال العسكريّ إنّه شهد مع عليّ مشاهده.

(٣) الصواب : هو أبو داود سليمان بن قرم بن معاذ التميمي الضبّي ، من أهل البصرة ، قال أحمد بن حنبل : لا أرى به بأساً. وقال ابن عدي : لـه أحاديث حسان ، وفرط في التشيّع. وقال يحيى بن معين : ضعيف ، وقال مرّة : ليس بشيء. وقال أبو زرعة الرازي : ليس بذاك. وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالمتين. وقال النسائي : ضعيف.

(٤) أبو إسحاق عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي الهمداني ، من أهل الكوفة ، توفي سنة ٢١٨ هـ. وثّقه أحمد ويحيى بن معين وأبو حاتم

١٩٨

حبشي بن جنادة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يوم غدير خمّ : ( اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَـنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وانصُرْ مَنْ نصرَهُ وَأَعِنْ مَنْ أَعَانَه ) (١).

رواية الحديث عن مالك بن الحُويرث (٢) :

٩٤ ـ عن الطبراني أيضاً في المعجم الكبير قال : حدّثنا عبيد العجليّ ، ثنا الحسن بن عليّ الحلواني ، ثنا عمر بن أبان ، ثنا مالك بن الحسين بن مالك بن الحويرث ، أخبرني أبي ، عن جدّي مالك بن الحُويرث قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ ) (٣).

رواية الحديث عن أبي ذر الغفاريّ :

٩٥ ـ عن أبي القاسم فرات بن إبراهيم الكوفيّ في تفسيره : عن جعفر بن محمّد بن عتبة الجعفيّ ، عن العلاء بن الحسن ، عن حفص ابن حفص الثغريّ ، عن عبد الرزاق بن سورة الأحول ، عن عمّار بن ياسر ، قال : كنت عند أبي ذر في مجلس لابن عبّاس ، وعليه فسطاط ،

____________

الرازي والعجلي والنسائي وابن حبّان وأضاف ابن حبّان أنّه كان مدلّساً.

(١) معجم الطبراني الكبير : ٤ / ١٦.

(٢) الصحابي أبو سليمان مالك بن الحُويرث الليثي ، توفي سنة ٧٤ هـ.

(٣) معجم الطبراني الكبير : ١٩ / ٢٩١.

١٩٩

وهو يحدث الناس ، إذ قام أبو ذر حتّى ضرب بيده على عمود الفسطاط ، ثمّ قال : أيُّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فقد أنبأته باسمي : أنا جندب بن جنادة ، أبو ذر الغفاريّ ، سألتكم بحقّ الله ، وبحقّ رسوله ، أسمعتم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ( ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر )؟ قالوا : اللهمّ نعم. قال : أفتعلمون أيُّها الناس أنّ رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله جمعنا يوم غدير خمّ ألف وثلاثمائة رجل ، وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل ، كلّ ذلك يقول : ( اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاَهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وانصُرْ مَنْ نصرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ) فقام عمر فقال : بَخٍ بَخٍ يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة (١).

رواية الحديث عن أبي هريرة :

٩٦ ـ أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه : عن عبد الله بن عليّ ابن محمّد بن بشران ، عن الحافظ عليّ بن عمر الدارقطني (٢).

____________

(١) تفسير أبي القاسم فرات الكوفيّ ، من أعلام القرن الثالث الهجري ، ص ٥١٥ و ٥١٦. وروي هذا الحديث أيضاً عن أبي ذر في كتاب أسنى المطالب لشمس الدين الجزري الشافعي : ص ٤.

(٢) الحافظ عليّ بن عمر أبو الحسن البغداديّ : الشهير بالدارقطني صاحب

٢٠٠