الوصيّة

بدر الدين بن الطيّب كسوبة

الوصيّة

المؤلف:

بدر الدين بن الطيّب كسوبة


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-44-7
الصفحات: ٢٤٥

١٠١

١٠٢

١٠٣

١٠٤

١٠٥

١٠٦

١٠٧
١٠٨

الفصل الرابع

روايات الوصيّة في الحجّ

جاءت الوصيّة مرويّة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في ضمن خطبته بالحجّ المعروفة بخطبة الوداع في ١٥ رواية ، عن ٣ من الصحابة هم : جابر ابن عبد الله وعبد الله بن عبّاس وعبد الله بن عمر عنهم ، لكنْ بالنظر إلى أسانيد جميع هذه الروايات نجد أنْ رواتها إمّا من الضعفاء أو من المتروكين ، وهذا جدول توضيحي لبيان ذلك :

رقم

المصدر

الرواي

السند

٥٣

الترمذيّ

جابر بن عبد الله

الله فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٥٤

أبو داود

جابر بن عبد الله

الله فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٥٥

العقيلي

جابر بن عبد الله

الله فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٥٦

ابن خزيمة

جابر بن عبد الله

الله فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٥٧

مسلم

جابر بن عبد الله

الله فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٥٨

ابن ماجة

جابر بن عبد الله

الله فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٥٩

ابن حبّان

جابر بن عبد الله

الله فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

 

١٠٩

٦٠

البيهقيّ

جابر بن عبد الله

فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٦١

النسائيّ

جابر بن عبد الله

فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٦٢

عبد بن حميد

جابر بن عبد الله

فيه حاتم بن إسماعيل : ضعيف

٦٣

الحاكم

ابن عبّاس

فيه ابن أبي أويس : متروك

٦٤

البيهقي

ابن عبّاس

فيه ابن أبي أويس : متروك

٦٥

ابن أبي عاصم

ابن عبّاس

فيه ابن أبي أويس : متروك

٦٦

عبد بن حميد

عبد الله بن عمر

فيه موسى بن عبيدة : ضعيف جداً

٦٧

ابن أبي عاصم

عبد الله بن عمر

فيه موسى بن عبيدة : ضعيف جداً

ما جاء في حال هؤلاء الرواة :

زيد بن الحسن الأنماطي :

أبو الحسن القرشيّ الملقّب بصاحب الأنماط ، من أهل الكوفة. وثّقه ابن حبّان ، وقال أبو حاتم الرازي : منكر الحديث. الذهبي : ضعيف.

حاتم بن إسماعيل :

أبو إسماعيل حاتم بن إسماعيل بن أُبي الحارثيّ ، من أهل المدينة وبها توفي سنة ١٨٧ هـ. يحيى بن معين : ثقة. النسائي : ليس به بأس ، وقال مرّة : ليس بالقويّ. العجلي : ثقة. محمّد بن سعد : ثقة

١١٠

مأمون. ابن حبّان : ذكره في الثقات. الدارقطني : ثقة. في تقريب التهذيب١ / ١٤٤ : كان يهِم. الجرح والتعديل : ٣ / ٢٥٨ ، ميزان الاعتدال : به غفلة. النسائي في ميزان الاعتدال : ليس بالقويّ.

إسماعيل بن عبد الله بن أويس الأصبحي :

من أهل المدينة ، توفي سنة ٢٢٦ هـ. قال عنه أحمد بن حنبل : لا بأس به. يحيى بن معين : ضعيف ، وقال أيضاً : ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث ، وقال : أيضاً : مخلّط ، يكذب ، ليس بشيء. النسائي : ضعيف ، ليس بثقة. أبو حاتم الرازي : مغفل محلّه الصدق. وقال عنه ابن حجر العسقلاني في مقدّمة فتح الباري : لا يُحتج بشيء من حديثه. وقال الحافظ السيّد أحمد بن الصدّيق في فتح الملك العليّ ص ١٥ : ( وقال سلمة بن شبيب : سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول : ربمّا كُنْتُ أضع الحديث لاهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم ).

أبو عبد العزيز موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي :

من أهل المدينة. توفي سنة ١٥٣ هـ. قال محمّد بن سعد : ثقة وليس بحجّة. أحمد بن حنبل : ما يحلّ وما ينبغي الرواية عنه. يحيى ابن معين : ليس بالكذوب ولكنه روى عن ابن دينار. أبو زرعة الرازي : ليس بالقويّ الحديث. أبو حاتم الرازي : منكر الحديث.

فكلّ روايات خبر الوصيّة في الحجّ ضعيفة أو ساقطة ، ولا يتقوّى

١١١

بعضها لوجود روايات أُخرى لخّطبة الوداع بأسانيد صحيحة لم نُذكر فيها الوصيّة،منها :

روى البخاري في صحيحه ، قال : حدّثنا يحيى بن سليمان قال : أخبرني ابن وهب قال : حدّثني عمر بن محمّد أنّ أباه حدثه عن ابن عمر عنهما قال : كنّا نتحدّث بحجّة الوداع والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أظهرنا ، ولا ندري ما حجّة الوداع ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثُمّ ذكر المسيح الدجّال فأطنب في ذكره وقال : ( مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيِّ إلاَّ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ ، أَنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنبَّيِيُّنَ مِنْ بَعْدِهِ ، وَإنَّهُ يَخْرُجُ فيِكُمْ فَمَا خَفيَ عَلَيْكُمَ مِنْ شَأْنِهِ ، فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ ثَلاَثاً ، إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأَعْوَرَ ، وإِنَّهُ أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عنَبَةٌ طَافَيةٌ إلاَّ إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هََذا ، ألاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا : نَعَمْ. قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلاَثاً وَيْلَكُمْ أَوْ وَيْحَكُمَ انْظُرُوا لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ) (١).

وروى مسلم في صحيحه ، قال : حدّثنا نصر بن عليّ الجهضمي ، حدّثنا يزيد بن زريع ، حدّثنا عبد الله بن عون ، عن محمّد بن سيرين ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه قال : لمّا كان ذلك اليوم ، قعد على بعيره ، وأخذ إنسان بخطامه فقال : ( أتَدْرُونَ أَيَّ يَوْمِ هَذَا )؟

____________

(١) صحيح البخاري : الحديث ٤٠٥١.

١١٢

قالوا الله ورسوله أعلم ، حتّى ظننا أنّه سيسمّيه سوى اسمه فقال : ( أَلَيْسَ بِيَوْمِ النَّحْرِ )؟ قلنا : بلى يَا رسول الله. قال : ( فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا )؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : ( أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ )؟ قلنا : بلى يَا رسول الله. قال : ( فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا )؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : حتّى ظننّا أنّه سيسميه سوى اسمه. قال : ( أَلَيْسَ بِالْبَلْدَة )؟ قلنا : بلى يَا رسول الله. قال : ( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعَرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، فَلْيُبَلَّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ) (١).

وفي سنن الترمذي : حدّثنا الحسن بن عليّ الخلال ، حدّثنا حسين ابن عليّ الجعفي ، عن زائدة عن شبيب بن غرقدة ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص ، حدّثنا أبي أنّه شهد حجّة الوداع مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ ، ثُمّ قال : ( أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ ، أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ ، أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ )؟ قال : فقال النّاسُ : يوم الحج الاكبر يَا رسول الله. قال : ( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعَرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، أَلاَ لا يَجْنِي جَانٍ إلاَّ عَلَى نَفْسِهِ وَلاَ يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلِدِهِ وَلا ولد على والده إلا َإِنَّ الْمُسْلِمَ أَخُو الْمُسْلِمَ ، فَلَيْسَ يَحلُّ لِمُسْلِمٍ منْ أَخِيهِ شَيْءٌ إِلاَّ مَا أَحَلَّ مِنْ نَفْسِهِ إلاَ وَإنَّ كُلَّ رِباً فِي الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ، لَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ

____________

(١) صحيح مسلم : الحديث ٣١٨٠.

١١٣

لاَ تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ غَيْرَ رِبَا العَبَّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، فَإنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ ، أَلاَ وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ، وَأَوَّلُ دَمٍ وُضَعَ مِنْ دِمَاءِ الجَاهِلِيَّةِ دَمُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ ، كَانَ مُسْتَرْضَعاً فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ ألاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً ، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غَيْرَ ذَلكَ إلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيَّنَة ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبْرِحٍ ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تبغُوا عليهن سبيلا أَلاَ أَِنْ لَكُمَ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقّاً ولنسائكم عليكم حقاً ، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ ، وَلاَ يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ ، أَلاَ وَإِنَّ حَقَّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ ) (١).

وعلى العموم ، فإنّ أغلب روايات خطبة الوداع التي جاءت بأسانيد يُعتمد عليها لم يرد فيها ذكر الوصيّة ، والأخذ بالأصح أولى.

أمّا إذا فرضنا أنّ الوصيّة ربمّا قيلت في خطبة غير خطبة الوداع ، بحيث جاء في بعض كتب السِّير أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خطب في حجّة الوداع أكثر من خطبة ، فإنّ هذا الفرض لا يمكن أن يُصدّق إلا في روايات عبد الله بن عبّاس ( وفي سندها ابن أبي أويس المتروك كما سبق بيانه ) ، ورواية زيد بن الحسن الأنماطي ( ضعيف ) عن جابر

____________

(١) سنن الترمذي : الحديث ٣٠١٢. وراه أيضاً ابن ماجة في سننه : الحديث ٣٠٤٦.

١١٤

ابن عبد الله ، بحيث جاءت ألفاظ الروايات الأخرى عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر هي نفسها ألفاظ خطبة الوداع ، ومهما يكن فهي أيضاً روايات ضعيفة. وعليه فإنّ هذا الافتراض أيضاً لا يمكن الاعتماد عليه.

١١٥
١١٦

الفصل الخامس

( كتاب الله وسنّتي )

العبارة الشائعة بين عامّة المسلمين لوصيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله هي أنّه قال : ( إني تَارِكٌ فِيكُمْ ما إنْ تمسّكتم به لَنْ تَضِلُّوا من بَعْدِي ، كِتَابُ الله وسنّتي ) أو نحو ذلك ، ويعلّق القرطبي على هذا الحديث بقوله : وهذا أيضاً محفوظ معروف مشهور عن النبيّ عند أهل العلم شهرة يكاد يستغني بها عن الإسناد (١). لكنّنا نفاجأ حقيقةً عندما لا نجد للحديث بهذا اللفظ أيّ سند يُعتمد عليه ، وإنّما نشره رواة متّهمون عند علماء الجرح والتعديل بالكذب والزندقة.

____________

(١) التمهيد : ج ٢٤ ص ٣٣١. واجتهد أحد الكتّاب المعاصرين ( د. عليّ السالوس ) فكتب كتاباً خاصّاً في تصحيح الحديث بهذا اللفظ أسماه ( حديث الثقلين وفقهه ).

١١٧

جدول توضيحي لبيان ذلك :

الرواية

المصدر

الراوي

المكان

السند

٣٣

القاضي عياض

أبو سعيد الخدريّ

الغدير

فيه سيف بن عمر الضبّي : متّهم بالزندقة

٤٣

البيهقي

أبو هريرة

الغدير

فيه صالح بن موسى الطلحي : منكر الحديث

٤٤

العقيلي

أبو هريرة

الغدير

فيه صالح بن موسى الطلحي : منكر الحديث

٤٥

القرطبي

أبو هريرة

الغدير

فيه صالح بن موسى الطلحي : منكر الحديث

٤٦

الحاكم

أبو هريرة

الغدير

فيه صالح بن موسى الطلحي : منكر الحديث

٤٧

القرطبي

أبو هريرة

الغدير

فيه صالح بن موسى الطلحي : منكر الحديث

٤٨

الدارقطني

أبو هريرة

الغدير

فيه صالح بن موسى الطلحي : منكر الحديث

٥٠

القرطبي

عمرو بن عوف

الغدير

فيه كثير بن عبد الله : من أركان الكذب

٦٣

الحاكم

ابن عبّاس

الحجّ

فيه إسماعيل بن أبي أويس : كان يضع الحديث

٦٤

البيهقي

ابن عبّاس

الحجّ

فيه إسماعيل بن أبي أويس : كان يضع الحديث

٦٥

ابن أبي عاصم

ابن عبّاس

الحجّ

فيه إسماعيل بن أبي أويس : كان يضع الحديث

وهذا ما جاء من رجال الجرح والتعديل في شأن هؤلاء الرواة.

١١٨

سيف بن عمر التميمي الضبّي :

قال فيه يحيى بن معين والنسائي والدارقطني : ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم : متروك الحديث. وقال أبو داود : ليس بشيء. وقال ابن عديّ : بعض أحاديثه مشهورة ، وعامّتها منكرة لم يتابع عليها. وقال ابن حبّان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، وقال : اتُّهم بالزندقة. قال : وقالوا : إنّه كان يضع الحديث. وقال البرقاني : متروك. وقال الحاكم : اتّهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط.

صالح بن موسى الطلحيّ :

لم يوثقه أحد من رجال الجرح والتعديل. قال فيه يحيى بن معين : ليس بشيء ، وقال فيه البخاري : منكر الحديث عن سهيل ، وأما أحمد ابن حنبل فلم يرضه ، وقال أبو حاتم الرازي : ضعيف الحديث ، منكر الحديث جداً ، وقال الجوزجاني : ضعيف الحديث على حسنه. وقال النسائي : لا يُكتب حديثه ، وقال عنه أيضاً : متروك الحديث وقال ابن حبّان : لا يجوز الاحتجاج به. وقال أبو نعيم : متروك الحديث ، يروي المناكير.

كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف :

قال عنه ابن معين : ليس بشيء. وقال عنه الشافعي وأبو داود :

١١٩

ركن من أركان الكذب. وضرب أحمد على حديثه. وقال الدارقطني : متروك. وقال أبو حاتم الرازي : ليس بالمتين. وقال النسائي : ليس بثقة. وقال ابن حبّان : له عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة. ابن عدي : عامّة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد.

إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي :

من أهل المدينة ، توفي سنة ٢٢٦ هـ. قال عنه أحمد بن حنبل : لا بأس به. وقال عنه يحيى بن معين : ضعيف ، وقال أيضاً : ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث ، وقال أيضاً : مخلّط ، يكذب ، ليس بشيء. وقال عنه النسائي : ضعيف ، ليس بثقة. وقال أبو حاتم الرازي : مغفّل محلّه الصدق. وقال عنه ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري : لا يُحتج بشيء من حديثه. وقال الحافظ السيّد أحمد بن الصدّيق في فتح الملك العليّ (١) : ( وقال سلمة بن شبيب : سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول : ربّما كُنْتُ أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم ).

فكل هؤلاء رواة متروكون لا تحلّ الرواية عنهم ولو في باب الترغيب الذي جوزّ فيه طائفة من العلماء الرواية عن الضعفاء ، فكيف يؤخذ بروايتهم في وصيّة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لأمتّه فيما يعصمها من

____________

(١) فتح الملك العليّ : ص ١٥.

١٢٠