مستدرك الوسائل - ج ١٤

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٤

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

فاطمة ( عليها السّلام ) ، وفيه معاجز غريبة ، وفيه : أنّ الوليمة كانت ثلاثة أيّام .

[١٦٥٠٤] ٧ ـ عليّ بن ابراهيم في تفسيره : في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ ) (١) الآية ، قال : فانّه لمّا أنّ تزوّج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بزينب بنت جحش وكان يحبّها ، فأولم ودعا أصحابه . . . الخبر .

[١٦٥٠٥] ٨ ـ الحسن بن فضل الطّبرسي في مكارم الأخلاق : عن أنس ، أنّ النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) تزوّج حفصة أو بعض أزواجه ، فأولم عليها بتمر وسويق .

[١٦٥٠٦] ٩ ـ وعنه أيضا قال : حضرت لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وليمة ليس فيها خبز ولا لحم (١) ، أُتي بالانطاع فبسطت ، ثم أتي بتمر وسمن فأكلوا ، وليس التّمر لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كثيراً .

٣٣ ـ ( باب استحباب الخطبة للتّزويج )

[١٦٥٠٧] ١ ـ دعائم الاسلام : عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : « كل نكاح لا خطبة فيه ، فهو كاليد الجذاء (١) » .

[١٦٥٠٨] ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمّد ، حدّثني موسى

__________________________

٧ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ١٩٥ .

(١) الاحزاب ٣٣ : ٥٣ .

٨ ـ مكارم الأخلاق ص ٢١٢ .

٩ ـ مكارم الأخلاق ص ٢١٢ .

(١) في المصدر زيادة : قيل : فماذا كان ؟ قال .

الباب ٣٣

١ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٣ ح ٧٤٣ .

(١) في المصدر : الجذماء .

٢ ـ الجعفريات ص ٩٢ .

٢٠١
 &

قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ( عليهما السّلام ) ، قال : « كان أبي اذا زوّج أو تزوّج يقول :

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل الله فما له من هاد ، وأشهد أن لا إله إلّا هو وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله ، يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيباً ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) (١) ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) (٢) إنّ فلان بن فلان قد ذكر فلانة بنت فلان ، فزوّجوه على ما أمر الله به من امساك بمعروف أو تسريح باحسان ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ، قال جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : وربّما اختصر ، فتكلم وتشهد وصلى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولم يقرأ » .

[١٦٥٠٩] ٣ ـ الشّيخ المفيد في رسالة المهر ، والصّدوق في الفقيه : خطب أبو طالب ( عليه السّلام ) لمّا تزوّج النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) بخديجة بنت خويلد ، بعد أن خطبها الى أبيها ـ ومن النّاس من يقول : الى عمّها ـ فأخذ بعضادتي الباب ، ومن شاهده من قريش حضور ، فقال : الحمد لله الّذي جعلنا من زرع ابراهيم ، وذرّية اسماعيل ، وجعل لنا بيتاً محجوجاً ، وحرماً آمناً يجبى اليه ثمرات كل شيء ، وجعلنا الحكّام على النّاس في بلدنا الّذي نحن فيه ، ثمّ ان ابن أخي محمّد بن عبدالله بن عبد المطلب ( صلّى الله عليه

__________________________

(١) آل عمران ٣ : ١٠٢ .

(٢) الأحزاب ٣٣ : ٧٠ ، ٧١ .

٣ ـ رسالة المهر للمفيد ص ١٠ ، والفقيه ج ٣ ص ٢٥١ ح ١١٩٨ .

٢٠٢
 &

وآله ) ، لا يوزن برجل من قريش إلّا رجح ، ولا يقاس بأحد منهم (١) إلّا عظم عنه ، وان كان في المال قل فان المال رزق سائل (٢) وظلّ زائل ، وله في خديجة رغبة (٣) ولها فيه رغبة (٤) ، والصّداق ما سألتم ، عاجله وآجله من مالي ، وله خطر عظيم ، وشأن رفيع ، ولسان شفيع جسيم . . . الخبر .

[١٦٥١٠] ٤ ـ وروى هذه الخطبة ابن شهرآشوب في مناقبه : عن جماعة كثيرة ، هكذا : الحمد لله الّذي جعلنا من زرع ابراهيم الخليل ، ومن ذريّة الصفّي اسماعيل ، وضئضىء (١) معد ، وعنصر مضر ، وجعلنا خزنة (٢) بيته وسوّاس حرمه ، وجعل مسكننا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً ، وجعلنا الحكام على النّاس . . وساق الباقي قريباً منه .

[١٦٥١١] ٥ ـ الشّيخ أبو الحسن البكري في الأنوار : في خبر طويل في تزويج خديجة ـ الى أن قال ـ فقال خويلد : ما الانتظار عما طلبتم ؟ اقضوا الأمر ، فإنّ الحكم لكم وأنتم الرّؤساء والخطباء والبلغاء والفصحاء ، فليخطب خطيبكم ويكون العقد لنا ولكم ، فقام أبو طالب ( عليه السّلام ) ، فأشار الى النّاس ان انصتوا فأنصتوا ، فقال : الحمد لله الّذي جعلنا من نسل ابراهيم الخليل ، وأخرجنا من سلالة اسماعيل ، وفضّلنا وشرّفنا على جميع العرب ، وجعلنا في حرمه ، وأسبغ علينا من نعمه ، وصرف عنّا شرّ نقمته ، وساق الينا الرزق من كلّ فج عميق ومكان سحيق ، والحمد لله على ما أولانا ، وله الشّكر على ما أعطانا ، وما به حبانا ، وفضلنا على الأنام ،

__________________________

(١) في الحجرية : « رعيته » وما اثبتناه من المصدرين .

(٢) في الفقيه : عائل ، وفي رسالة المهر : حائل .

(٣ ، ٤) في الحجرية : « رغبته » وما اثبتناه من المصدرين .

٤ ـ المناقب ج ١ ص ٤٢ .

(١) في الحجرية : « وضيفىء » وما اثبتناه من المصدر والضئضىء : النسل والعقب ( النهاية ج ٣ ص ٦٩ ومجمع البحرين ج ١ ص ٢٧٢ ) .

(٢) في المصدر : حضنة .

٥ ـ الأنوار ص ٣٣٤ باختلاف في اللفظ .

٢٠٣
 &

وعصمنا عن الحرام ، وأمرنا بالمقارنة والوصل ، وذلك ليكثر منّا النّسل ، وبعد : فاعلموا يا معاشر من حضر ، أنّ ابن اخينا محمّد بن عبدالله ( صلّى الله عليه وآله ) خاطب كريمتكم الموصوفة بالسّخاء والعفّة ، وهي فتاتكم المعروفة ، المذكور فضلها الشّامخ ، وهو قد خطبها من أبيها خويلد على ما تحب من المال ، ثم نهض ورقة وكان الى جانب أخيه خويلد وقال : يزيد مهرها المعجل دون المؤجّل ، أربعة آلاف دينار ذهباً ، ومائة ناقة سود الحدق حمر الوبر ، وعشر حلل ، وثمانية وعشرين عبداً وأمة ، وليس ذلك بكثير عليكم ، قال له أبو طالب ، رضينا بذلك ، فقال خويلد : قد رضيت وزوّجت خديجة بمحمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقبل النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) عقد النّكاح . . . الخبر .

[١٦٥١٢] ٦ ـ السيّد المحدّث التّوبلي في مدينة المعاجز : نقلاً من مسند فاطمة ( عليها السّلام ) ، عن الشّريف أبي محمّد الحسن بن محمّد العلوي المحمّدي النّقيب قال ، حدّثني أبو الحسن محمّد بن هارون التّلعكبري قال : حدّثني أبي ( رضي الله عنه ) قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أبي الغريب الضبّي (١) قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا بن دينار العاني قال : حدّثنا شعيب بن واقد ، عن اللّيث ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السّلام ) ، عن جابر قال : « لمّا أراد رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أن يزّوج فاطمة عليا ( عليهما السّلام ) ، قال له : أُخرج يا أبا الحسن الى المسجد ، فإنّي خارج في أثرك ، فمزوّجك بحضرة النّاس ، وذاكر من فضلك ما تقرّ به عينك ، قال عليّ ( عليه السّلام ) : فخرجت من عند رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأنا لا أعقل فرحاً وسروراً ، واستقبله أبو بكر وعمر قالا : ما وراءك يا أبا الحسن ؟ فقلت : يزوجني رسول الله ( صلّى الله

__________________________

٦ ـ مدينة المعاجز ص ١٤٥ .

(١) في الطبعة الحجرية : الصبيّ ، وقد ورد استظهار : الضبيّ وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٢٣٠ » .

٢٠٤
 &

عليه وآله ) فاطمة ( عليها السّلام ) ، وأخبرني أنّ الله قد زوّجنيها ، وهذا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خارج في أثري ، ليذكر بحضرة النّاس ، ففرحا وسرّا ، فدخلا معي في المسجد ، قال عليّ ( عليه السّلام ) : فوالله ما توسّطناه حتّى لحق بنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأنّ وجهه يتهلّل فرحاً وسروراً ، فقال : اين بلال ؟ قال : لبيّك وسعديك يا رسول الله ، ثم قال : اين المقداد ؟ فأجاب : لبّيك يا رسول الله ، ثم قال : أين سلمان ؟ فأجاب : لبّيك يا رسول الله ، ثم قال : أين أبو ذر ؟ فأجاب : لبّيك يا رسول الله ، فلمّا مثلوا بين يديه قال : انطلقوا باجمعكم فقوموا في جنبات المدينة ، واجمعوا المهاجرين والأنصار والمسلمين ، فانطلقوا لأمر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فجلس على أعلى درجة منبره ، فلمّا حشد المسجد بأهله ، قام رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فحمد الله وأثنى عليه ، فقال : الحمد لله الّذي رفع السماء فبناها ، وبسط الأرض فدحاها ، فأثبتها بالجبال فأرساها ، أخرج منها ماءها ومرعاها ، الّذي تعاظم عن صفات الواصفين ، وتجلل عن تعبير لغات النّاطقين ، وجعل الجنّة ثواب المتّقين ، والنّار عقاب الظّالمين ، وجعلني نقمة للكافرين ، ورحمة ورأفة للمؤمنين ، عباد الله انّكم في دار أمل ، وعدّ وأجل ، وصحّة وعلل ، دار زوال وتقلّب أحوال ، جعلت سبباً للارتحال ، فرحم الله امرء قصر من أمله ، وجدّ في عمله ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوته ، ليوم فاقته ، يوم يحشر فيه الأموات ، وتخشع له الأصوات ، وتذكر الأولاد والأُمهات ، وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ، يوم يوفيهم الله دينهم الحقّ ويعلمون أنّ الله هو الحقّ المبين ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ) (٢) ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) (٣) يوم يبطل فيه الأنساب ، ويقطع فيه الأسباب ، ويشتدّ فيه على

__________________________

(٢) آل عمران ٣ : ٣٠ .

(٣) الزلزال ٩٩ : ٧ ، ٨ .

٢٠٥
 &

المؤمنين الحساب ، ويدفعون عن العذاب ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (٤) أيها النّاس ، انّ الأنبياء حجج الله في أرضه ، النّاطقون بكتابه ، العاملون بوحيه ، وان الله عزّ وجلّ أمرني أن أُزوّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمّي وأولى النّاس بي ، علي بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، وأنّ الله قد زوّجه في السّماء بشهادة الملائكة ، وأمرني أن أزّوجه وأُشهدكم على ذلك ، ثمّ جلس رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ثم قال : قم يا علي فاخطب لنفسك ، قال : يا رسول الله أخطب وأنت حاضر ، قال : اخطب فهكذا أمرني ربي ، أن آمرك أن تخطب لنفسك ، ولولا أنّ الخطيب في الجنان داود ، لكنت أنت يا علي ، ثم قال النّبي ( صلى الله عليه وآله ) : ايُّها النّاس اسمعوا قول نبيّكم إنّ الله بعث أربعة آلاف نبيّ لكلّ نبيّ وصيّ ، وأنا خير الأنبياء ووصيّي خير الأوصياء ، ثم أمسك رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، وابتدأ علي ( عليه السّلام ) فقال : الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه النّاطقين ، وأنار بثواقب عظمته قلوب المتّقين ، وأوضح بدلائل أحكامه طرق الفاضلين وأنهج بابن عمّي المصطفى العالمين ، وعلت دعوته دواعي الملحدين ، واستظهرت كلمته على بواطل المبطلين ، وجعله خاتم النبيّين وسيّد المرسلين ، فبلّغ رسالة ربّه وصدع بأمره ، وبلّغ عن الله آياته ، والحمد لله الّذي خلق العباد بقدرته ، وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيّه محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، ورحم وكرم وشرّف وعظّم ، والحمد لله على نعمائه وأياديه ، وأشهد أن لا إله إلّا الله ، شهادة تبلغه وترضيه ، وصلّى الله على محمّد وآل محمّد صلاة تربحه وتحظيه (٥) » الخبر .

[١٦٥١٣] ٧ ـ ابن شهرآشوب في المناقب : خطب النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، على المنبر في تزويج فاطمة ( عليها السّلام ) ، خطبة رواها يحيى بن

__________________________

(٤) آل عمران ٣ : ١٨٥ .

(٥) من الحظوة : أي تقربه إليك وتسعده بك ( النهاية ج ١ ص ٤٠٥ ) .

٧ ـ المناقب ج ٣ ص ٣٥٠ .

٢٠٦
 &

معين في أماليه ، وابن بطة في الابانة ، باسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعاً ، ورويناها عن الرّضا ( عليه السّلام ) (١) : « الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب اليه فيما عنده ، النّافذ أمره في أرضه وسمائه ، الّذي خلق الخلق بقدرته ، وميّزهم بأحكامه ، وأعزّهم بدينه ، وأكرمهم بنبيّه محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) ، ثمّ إنّ الله جعل المصاهرة نسباً لاحقاً ، وأمراً مفترضاً وشج (٢) بها الأرحام ، وألزمها الأنام ، فقال تبارك اسمه وتعالى جدّه : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) (٣) فأمر الله يجري الى قضائه ، وقضاؤه يجري الى قدره ، ولكل قدر أجل ، ولكلّ أجل كتاب ( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (٤) » الخبر .

[١٦٥١٤] ٨ ـ الشيخ ابو الفتوح الرّازي في تفسيره : مثله ، وقال : ثم جلس النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : « يا علي قم واخطب لنفسك » فقام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وخطب بهذه الخطبة : « الحمد لله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنّة من يتّقيه ، وانذر بالنّاس من يعصيه ، نحمده على قديم احسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنّه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، وسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، صلاة تزلفه وتجليه ، وترفعه وتصطفيه ، إنّ خير ما أفتتح به وأختتم قول الله تعالى : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ

__________________________

(١) في المصدر زيادة : فقال .

(٢) في الحجرية : ويثح ، وفي نسخة : وينتج ، وفي المصدر : وشح والظاهر أن الصواب ما أثبتناه ، والمراد به اشتباك الأرحام وترابطها ، جاء في لسان العرب ج ٢ ص ٣٩٨ : وشجت العروق والأغصان : اشتبكت وتداخلت والتفت .

(٣) الفرقان ٢٥ : ٥٤ .

(٤) الرعد ١٣ : ٣٩ .

٨ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٤ ص ٩٥ .

٢٠٧
 &

وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ) (١) الآية » الخبر .

[١٦٥١٥] ٩ ـ الصدوق في الأمالي : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن سلمة بن الخطاب (١) ، عن ابراهيم بن مقاتل ، عن حامد بن محمد ، عن عمر بن هارون ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « لقد هممت بتزويج فاطمة ابنة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ـ إلى أن قال ـ ثم أمر الله ملكاً من ملائكة الجنّة يقال له : راحيل ، ليس في الملائكة أبلغ منه ، فقال : اخطب يا راحيل ، فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض » الخبر .

[١٦٥١٦] ١٠ ـ وفي تفسيره الشيخ أبي الفتوح : أن الله تعالى أمر أن ينصب منبر الكرامة في البيت المعمور ، وهو المنبر الذي خطب عليه آدم يوم علمه الله الأسماء ، وأن ينزل إليه ملائكة السماء السابعة والسادسة ، وأن يصعد إليه ملائكة السماء الدنيا والثانية والثالثة .

[١٦٥١٧] ١١ ـ وفيه : وفي مناقب ابن شهر آشوب : وقد جاء في بعض الكتب أنه خطب راحيل في البيت المعمور ، في جمع من أهل السماوات السبع ، فقال : الحمد لله الأول قبل أوليّة الأولين ، الباقي بعد فناء الباقين (١) ، نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيين وبربوبيّته مذعنين ، وله على ما أنعم علينا شاكرين ، حجبنا من الذنوب ، وسترنا من العيوب ، وأسكننا في السماوات ، وقربنا إلى السرادقات ، وحجب عنا النهم للشهوات ، وجعل

__________________________

(١) النور ٢٤ : ٣٢ .

٩ ـ أمالي الصدوق ص ٤٤٨ ح ١ .

(١) في الحجرية : « سلمة بن كهيل » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٨ ص ٢٠٥ وج ١٥ ص ٢١٧ وجامع الرواة ج ١ ص ٣٧٢ » .

١٠ ـ تفسير أبي الفتوح ج ٤ ص ٩٢ باختلاف يسير .

١١ ـ المناقب ج ٣ ص ٣٤٧ ، وتفسير أبي الفتوح ج ٤ ص ٩٢ .

(١) في المناقب : العالمين .

٢٠٨
 &

نهمتنا وشهوتنا في تهليله وتسبيحه ، الباسط رحمته ، الواهب نعمته ، جل عن إلحاد أهل الأرض من المشركين ، وتعالى بعظمته عن إفك الملحدين ، ( أنذرنا بأسه ، وعرّفنا سلطانه ، توحد فعلا في الملكوت الأعلى ، واحتجب عن الأبصار ، وأظلم نور عزته الأنوار ، وكان من إسباغ نعمته واتمام قضيته ، أن ركب الشهوات في بني آدم ، وخصهم بالأمر اللازم ، ينشر لهم الأولاد ، وينشىء لهم البلاد ، فجعل الحياة سبيل الفتهم ، والموت غاية فرقتهم ، وإلى الله المصير ) (٢) ، اختار الملك الجبار صفوة كرمه وعظمته ، لأمته سيدة النساء ، بنت خير النبيين ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، صاحب المقام المحمود ، واليوم المشهود ، والحوض المورود ، فوصل حبله بحبل رجل من أهله ، صاحبه المصدق دعوته ، المبادر إلى كلمته ، عليّ الوصول بفاطمة البتول بنت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، قال الله عزّ وجلّ : زوجت عبدي من أمتي (٣) فاشهدوا ملائكتي .

[١٦٥١٨] ١٢ ـ بعض المناقب القديمة من بعض معاصري الكليني ، في خبر سبي الفرس وتزويج شهر بانويه من أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ إلى أن قال ـ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لحذيفة بن اليمان ، وكان كبير القوم في المجلس : « اخطب يا حذيفة » فخطب وزوّجت من الحسين ( عليه السلام ) .

[١٦٥١٩] ١٣ ـ أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الإِحتجاج : عن الريان بن شبيب قال : لما أراد المأمون أن يزوّج ابنته أُم الفضل ، أبا جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم ـ إلى أن قال ـ ثم

__________________________

(٢) ما بين القوسين ليس في المناقب .

(٣) في المناقب : زوجت فاطمة أمتي من عليّ صفوتي .

١٢ ـ رواه ابن شهر آشوب في مناقبه ج ٤ ص ٤٨ ، وعنه في البحار ج ٤٥ ص ٣٣٠ ح ٣ ورواه الطبري في دلائل الإِمامة ص ٨٢ .

١٣ ـ الاحتجاج ص ٤٤٣ .

٢٠٩
 &

أقبل ـ يعني المأمون ـ إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) فقال له : اتخطب يا ابا جعفر ؟ فقال : « نعم يا أمير المؤمنين » فقال له المأمون : اخطب لنفسك ـ جعلت فداك ـ فقد رضيت لنفسي ، وأنا مزوّجك أُم الفضل ابنتي ، وإن رغم (١) [ أنوف ] (٢) قوم لذلك ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « الحمد لله إقراراً بنعمته ، ولا إله إلّا الله إخلاصاً لوحدانيته ، وصلى الله على محمد سيد بريّته ، والأصفياء من عترته ، أما بعد فقد كان من فضل الله على الأنام ، أن أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال سبحانه : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (٣) ثم إن محمد بن علي بن موسى ، يخطب أُم الفضل بنت عبدالله المأمون ، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو خمسمائة درهم جياداً ، فهل زوجته يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق ؟ » فقال المأمون : نعم ، قد زوجتك يا ابا جعفر أُم الفضل ابنتي على الصداق المذكور ، فهل قبلت النكاح ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « قد قبلت ذلك ورضيت به » الخبر .

ورواه علي بن ابراهيم في تفسيره : عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن عون النصيبي قال : لما أراد المأمون . . . إلى آخره (٤) .

ورواه المفيد في الإِرشاد : عن الحسن بن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن الريان بن شبيب ، مثله (٥) .

[١٦٥٢٠] ١٤ ـ علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية : عن علي بن

__________________________

(١) في الحجرية : « رعم » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) اثبتناه من المصدر .

(٣) النور ٢٤ : ٣٢ .

(٤) تفسير القمي ج ١ ص ١٨٢ .

(٥) ارشاد المفيد ص ٣١٩ .

١٥ ـ إثبات الوصية ص ١٨٩ .

٢١٠
 &

ابراهيم ، عن هاشم ، عن أبيه ، عن الريان بن شبيب خال المأمون قال : لما أراد المأمون أن يزوج أبا جعفر ( عليه السلام ) ابنته ـ إلى أن قال ـ وقال المأمون : تخطب يا ابا جعفر لنفسك ، فقام ( عليه السلام ) فقال : « الحمد لله منعم النعم بنعمته ، والهادي إلى فضله بمنه ، وصلى الله على محمد خير خلقه ، الذي جمع فيه من الفضل ما فرقه في الرسل قبله ، وجعل تراثه إلى ما خصه بخلافته ، وسلم تسليماً ، وهذا أمير المؤمنين زوجني ابنته ، على ما جعل الله للمسلمات على المسلمين ، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، وقد بذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأزواجه ، وهو خمسمائة درهم ، ونحلتها من مالي مائة ألف ألف درهم ، زوجني يا أمير المؤمنين » فروي أن المأمون قال : الحمد لله إقراراً بنعمته ، ولا إله إلّا الله إخلاصاً لعظمته ، وصلى الله على محمد عبده وخيرته ، وكان من قضاء الله على الأنام ، أن أغناهم بالحلال عن الحرام ، فقال : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ ) (١) الآية ، ثم أن محمد بن علي ( عليه السلام ) خطب أُم الفضل بنت عبدالله ، وبذل لها من الصداق خمسمائة درهم ، وقد زوجته ، فهل قبلت يا أبا جعفر ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « قد قبلت هذا التزويج بهذا الصداق » الخبر .

[١٦٥٢١] ١٥ ـ الحسن الطبرسي في المكارم : ويستحب أن تخطب بخطبة الرضا ( عليه السلام ) تبركاً لأنها جامعة في معناها ، وهي (١) : « الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه ، وافتتح بالحمد كتابه ، وجعل الحمد أول محل (٢) نعمته ، واخر جزاء أهل طاعته ، وصلى الله على محمد خير البرية ، وعلى آله أئمة الرحمة ومعادن الحكمة ، والحمد لله الذي كان في بيانه الصادق وكتابه

__________________________

(١) النور ٢٤ : ٣٢ .

١٥ ـ مكارم الأخلاق ص ٢٠٦ باختلاف يسير .

(١) في الحجرية : « وهو » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في نسخة : جزاء .

٢١١
 &

الناطق ، أن من أحق الأسباب بالصلة وأولى الأُمور (٣) بالتقدمة ، سبباً أوجب نسباً ، وأمراً أعقب غنى ، فقال جلّ ثناؤه : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) (٤) وقال جلّ ثناؤه : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) (٥) ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية منزلة ولا سنة متبعة ، لكان ما جعل الله فيه من بر القريب وتآلف البعيد ، ما رغب فيه العاقل اللبيب ، وسارع إليه الموفق المصيب ، فأولى الناس بالله من اتبع أمره ، وأنفذ حكمه ، وأمضى قضاءه ، ورجا جزاءه ، ونحن نسأل الله تعالى أن يعزم لنا ولكم على أوفق الأُمور ، ثم إن فلان بن فلان ، من قد عرفتم مروءته وعقله وصلاحه ونيته وفضله ، وقد أحب شركتكم ، وخطب كريمتكم فلانة ، وبذل لها من الصداق كذا ، فشفعوا شافعكم وانكحوا خاطبكم ، في يسر غير عسر ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم » .

٣٤ ـ ( باب جواز التزويج بغير بينة ، في الدائم والمنقطع ، واستحباب الإِشهاد والإِعلان )

[١٦٥٢٢] ١ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه سئل عن عقد النكاح بغير شهود ، قال : « إنما ذكر الله الشهود في الطلاق ، فإن لم يشهد في النكاح فليس عليه شيء فيما بينه وبين الله ، ومن أشهد فقد توثق للمواريث ، وأمن (١) خوف عقوبة

__________________________

(٣) في الحجرية : « الأمر » وما أثبتناه من المصدر .

(٤) الفرقان ٢٥ : ٥٤ .

(٥) النور ٢٤ : ٣٢ .

الباب ٣٤

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢١٩ ح ٨١٧ .

(١) في الحجرية : « ومن » وما أثبتناه من المصدر .

٢١٢
 &

السلطان ، والشهادة في النكاح أوثق وأعدل وعليه العمل » .

[١٦٥٢٣] ٢ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه مر ببني زريق فسمع عزفاً فقال : « ما هذا ؟ » فقالوا : يا رسول الله ، نكح فلان ، فقال : « كمل دينه ، هذا النكاح لا السفاح ، ولا نكاح في السر ، حتى يرى دخان أو يسمع حس دف » .

٣٥ ـ ( باب جواز التزويج بغير ولي )

[١٦٥٢٤] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال في رجل تزوج امرأة بغير ولي ، ولكن تزوجها بشاهدين ، فقال علي ( عليه السلام ) : « النكاح جائز صحيح ، إنما جعل الولي ليثبت الصداق » .

٣٦ ـ ( باب أنه لا يجوز الدخول بالزوجة حتى تبلغ تسع سنين ، فإن فعل  قبل ذلك  فعيبت أو أفضاها ضمن  ،  وحكم  الدخول بالأمة قبل ذلك )

[١٦٥٢٥] ١ ـ أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره : عن عبد الكريم ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « لا تدخل المرأة على زوجها حتى يأتي لها تسع سنين أم عشر » .

[١٦٥٢٦] ٢ ـ وعن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله

__________________________

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢٠٥ ح ٧٤٩ .

الباب ٣٥

١ ـ الجعفريات ص ١٠٠ .

الباب ٣٦

١ ـ نوادر احمد بن محمد بن عيسى ص ٧١ .

٢ ـ نوادر احمد بن محمد بن عيسى ص ٧١ .

٢١٣
 &

( عليه السلام ) ، قال : « إذا تزوج الرجل بالجارية وهي صغيرة ، فلا يدخل بها حتى يكون لها تسع سنين » .

[١٦٥٢٧] ٣ ـ وعن النصر ، عن موسى بن بكر ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « لا يدخل بالجارية ، حتى يأتي لها تسع سنين أو عشر » .

[١٦٥٢٨] ٤ ـ دعائم الإِسلام : عن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من تزوج جارية صغيرة ، فلا يطأها حتى تبلغ تسع سنين » .

[١٦٥٢٩] ٥ ـ أبو علي في أماليه : عن أبيه الشيخ الطوسي ، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن موسى بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « لا تدخل بالجارية حتى تتم لها تسع سنين أو عشر سنين » وقال سمعته يقول : « تسع أو عشر » .

٣٧ ـ ( باب كراهة الرهبانية ، وترك الباه ، وكذا اللحم والطيب )

[١٦٥٣٠] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال : « جاء عثمان بن مظعون إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فقال : يا رسول

__________________________

٣ ـ نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧١ .

٤ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢١٤ ح ٧٨٦ .

٥ ـ بل الصدوق في الخصال ص ٤٢٠ ، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٢٨٨ ، علماً بأنّ الحديث الذي قبله في البحار عن أمالي الطوسي ، والسند المذكور أعلاه ملفق من الحديثين ، فراجع .

الباب ٣٧

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٩٠ ح ٦٨٨ .

٢١٤
 &

الله ، قد غلبني حديث النفس ، ولم أُحدث شيئاً حتى أستأمرك (١) ، قال : بم حدثتك نفسك يا عثمان ؟ قال : هممت أن أسيح في الأرض ، قال : فلا تسح فيها ، فإن سياحة أُمتي المساجد ، قال : هممت أن أُحرم اللحم على نفسي ، فقال : فلا تفعل ، فإني لأشتهيه وآكله ، ولو سألت الله أن يطعمنيه كل يوم لفعل ، قال : وهممت أن أجب (٢) نفسي ، قال : يا عثمان ليس منا من فعل ذلك بنفسه ولا بأحد ، إن وجآء (٣) أُمتي الصيام ، قال : وهممت أن أُحرم خولة على نفسي ـ يعني امرأته ـ قال : لا تفعل يا عثمان » الخبر .

[١٦٥٣١] ٢ ـ وعن جعفر بن محمد ( عليه السلام ) ، أنه سئل عن رجل دخله الخوف من الله ، حتى ترك النساء والطعام الطيب ، ولا يقدر على أن يرفع رأسه إلى السماء تعظيماً لله ، فقال ( عليه السلام ) : « أما قولك في ترك النساء ، فقد علمت ما كان لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منهن ، وأما قولك في ترك الطعام والطيب ، فقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأكل اللحم والعسل ، وأما قولك أنه دخله الخوف من الله حتى لا يستطيع أن يرفع رأسه (١) ، فإنما الخشوع في القلب ، ومن ذا يكون أخشع وأخوف لله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما كان يفعل هذا ، وقد قال الله عز وجل : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ) (٢) » .

__________________________

(١) في الحجرية : « استأمرتك » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) الجَبّ بفتح الجيم وتشديد الباء : قطع الذكر ( النهاية ج ١ ص ٢٣٣ ) .

(٣) الوجاء : الخصاء ، شُبّه الصوم به لأنه يكسر الشهوة ( النهاية ج ٥ ص ١٥٢ ومجمع البحرين ج ١ ص ٤٣٠ ) .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٩٣ ح ٧٠٢ .

(١) في المصدر زيادة : إلى السماء .

(٢) الأحزاب ٣٣ : ٢١ .

٢١٥
 &

٣٨ ـ ( باب استحباب تخفيف مؤونة التزويج ، وتقليل المهر ، وكراهة تكثيره )

[١٦٥٣٢] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال : « من يمن المرأة تيسير نكاحها ، وتيسير رحمها » .

[١٦٥٣٣] ٢ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « أفضل نساء أُمتي أقلهن مهراً ، وأحسنهن وجهاً وعفة (١) » .

[١٦٥٣٤] ٣ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : « إن كان الشؤم في شيء ، ففي المرأة والدار والدابة » .

[١٦٥٣٥] ٤ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل نساء أُمتي ، أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً » .

٣٩ ـ ( باب استحباب صلاة ركعتين لمن أراد التزويج ، والدعاء بالمأثور عند ذلك ، والتسمية عند الجماع )

[١٦٥٣٦] ١ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده

__________________________

الباب ٣٨

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢٢١ ح ٨٢٥ .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٩٧ ح ٧٢٤ .

(١) في المصدر : أصبحهنّ وجهاً ، وأقلّهنّ مهراً .

٣ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ١٩٨ ح ٧٢٧ .

٤ ـ الجعفريات ص ٩٢ .

الباب ٣٩

١ ـ الجعفريات ص ١٠٩ .

٢١٦
 &

علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي ( عليهم السلام ) ، قال : « من أراد منكم التزويج فليصل ركعتين ، فليقرأ فيهما فاتحة الكتاب ويۤس ، فإذا فرغ من الصلاة فليحمد الله تعالى وليثن عليه ، وليقل : اللهم ارزقني زوجة ودوداً ولوداً شكوراً غيوراً ، إن أحسنت شكرت ، وإن أسأت غفرت ، وإن ذكرت الله تعالى أعانت ، وإن نسيت ذكرت ، وإن خرجت من عندها حفظت ، وإن دخلت عليها سرتني ، وإن أمرتها أطاعتني ، وإن أقسمت عليها أبرت قسمي ، وإن غضبت عليها أرضتني ، يا ذا الجلال والإِكرام ، هب لي ذلك فإنما أسألكه ولا آخذ إلّا ما مننت وأعطيت ، وقال : من فعل ذلك أعطاه الله ما سأل » الخبر .

[١٦٥٣٧] ٢ ـ الصدوق في المقنع : فإذا أردت التزويج فصل ركعتين ، واحمد الله وارفع يديك وقل : اللهم إني أُريد أن أتزوج ، فقدر لي من النساء أعفهن فرجاً ، وأحسنهن خلقاً ، وأحفظهن لي في نفسها ومالي ، وأوسعهن رزقاً ، وأعظمهن بركة ، وقيض لي منها ولداً طيباً ، تجعله لي خلفاً صالحاً في حياتي وبعد موتي . وإذا دخلت عليك فخذ بناصيتها واستقبل بها القبلة فقل : اللهم بأمانتك أخذتها ، وبكلماتك استحللت فرجها ، فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً تقياً ، من شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) ، ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً .

[١٦٥٣٨] ٣ ـ الشيخ ابراهيم الكفعمي في الجنة : في خواص سورة الفرقان قال : من كتب منها قوله : ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُولَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) (١) من كان عزباً وأراد التزويج ، فليصم ثلاثة أيام ، ويقرأ كل ليلة عند أخذ مضجعه الآيات

__________________________

٢ ـ المقنع ص ٩٨ .

٣ ـ مصباح الكفعمي ص ٤٥٧ .

(١) الفرقان ٢٥ : ٧٤ ـ ٧٦ .

٢١٧
 &

احدى وعشرين مرة ، ويسأل الله تعالى الإِجابة ، يقول ذلك كل شهر ، فإنه سبحانه يسهل له التزويج .

[١٦٥٣٩] ٤ ـ وقال في سورة طه : من جعلها معه ، ومضى إلى قوم يريد التزويج منهم زوجوه .

قلت : ويظهر من مجموعة الشهيد وغيرها ، أن ما نقل من الخواص ، مرويّ من الصادق ( عليه السلام ) ، والله العالم .

٤٠ ـ ( باب كراهة التزويج والقمر في العقرب ، وفي المحاق )

[١٦٥٤٠] ١ ـ علي بن أسباط في نوادره : عن ابراهيم بن محمد بن حمران ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « من سافر وتزوج والقمر في العقرب ، لم ير الحسنى » .

[١٦٥٤١] ٢ ـ الصدوق في المقنع : ولا تتزوج والقمر في العقرب ، فإنه من فعل ذلك لم ير الحسنى .

[١٦٥٤٢] ٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « واتق التزويج إذا كان القمر في العقرب ، فإن أبا عبدالله ( عليه السلام ) قال : من تزوج والقمر في العقرب لم ير خيراً أبداً » .

__________________________

٤ ـ مصباح الكفعمي ص ٤٥٥ .

الباب ٤٠

١ ـ نوادر علي بن اسباط ص ١٢٤ .

٢ ـ المقنع ص ١٠٦ .

٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣١ .

٢١٨
 &

٤١ ـ ( باب استحباب الدخول على طهر  ،  وصلاة ركعتين والدعاء بالمأثور ، ووضع اليد على ناصيتها ، واستقبال القبلة حال الدعاء )

[١٦٥٤٣] ١ ـ دعائم الإِسلام : عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) ، أن رجلاً قال له : يا بن رسول الله ـ جعلت فداك ـ إني رجل كبير (١) السن كما ترى ، وقد تزوجت امرأة بكراً صغيرة ولم أدخل بها ، وأنا أخاف إن دخلت ( على فراشي ) (٢) أن تكرهني لكبري ، قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إذا دخلت عليك فمرها قبل ذلك أن تكون على طهارة ، وكن أنت كذلك ، ثم لا تقربها حتى تصلي ركعتين (٣) ، ثم احمد الله وصلّ على رسوله وعلى أهل بيته ، وادع ومرهم أن يؤمنوا على دعائك ، وقل : اللهم ارزقني أُلفها وودها ورضاها بي ، وارزقها ذلك مني ، واجمع بيننا على أحسن اجتماع ، وأيمن ائتلاف ، فإنك تحب الحلال ، وتكره الحرام والخلاف » .

[١٦٥٤٤] ٢ ـ وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أنّه قال : « إذا زفت إلى الرجل زوجته وأُدخلت (١) إليه ، فليصلّ ركعتين ، وليمسح على ناصيتها ، ثم ليقل : اللهم بارك لي فيها ولها فيّ ، وما جمعت بيننا فاجمع بيننا في خير ويمن وبركة وسعادة وعافية ، وإذا جعلتها فرقة فاجعلها فرقة إلى كل خير (٢) ، الحمد لله الذي هدى ضلالتي ، وأغنى فقري ، ونعش خمولي ،

__________________________

الباب ٤١

١ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢١١ ح ٧٧٣ .

(١) في الحجرية : « كثير » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر : عليّ فرأتني .

(٣) في المصدر زيادة : ومرهم أن يأمروها أيضاً أن تصلّي ركعتين .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ٢ ص ٢١٠ ح ٧٧٢ .

(١) في الحجرية : « ودخلت » وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في المصدر زيادة : ثم ليقل .

٢١٩
 &

وأعزّ ذلتي ، وآوى عيلتي ، وزوج عزبتي ، وأخدم مهنتي ، وآنس وحشتي ، ورفع خسيستي ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً على ما أعطيت يا رب ، وعلى ما قسمت ، وعلى ما أكرمت » .

[١٦٥٤٥] ٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « فإذا دخلت عليك فخذ بناصيتها واستقبل القبلة بها ، وقل : اللهم بأمانتي أخذتها ، وبميثاقي استحللت فرجها ، اللهم فارزقني منها ولداً مباركاً سوياً ، ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً » .

[١٦٥٤٦] ٤ ـ الجعفريات : أخبرنا عبدالله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ( عليه السلام ) ، قال : « من أراد منكم التزويج ـ إلى أن قال ـ فإذا زفت زوجته ودخلت عليه ، فليصل ركعتين ثم ليمسح يده على ناصيتها ، ثم ليقل : اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم فيّ ، وما جمعت بيننا فاجمع بيننا في خير ويمن وبركة ، وإذا جعلتها فرقة فاجعلها فرقة إلى خير ، فإذا جلس إلى جانبها فليمسح بناصيتها ثم ليقل : الحمد لله الذي هدى ضلالتي ، وأغنى فقري ، ونعش خمولي ، وأعز ديني (١) ، وآوى عيلتي ، وزوج أيمتي ، وحمل رحلي ، وأخدم مهنتي ، وآنس وحشتي ، ورفع خسيستي ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على ما أعطيت ، وعلى ما قسمت ، وعلى ما وهبت ، وعلى ما أكرمت (٢) » .

[١٦٥٤٧] ٥ ـ السيد فضل الله الراوندي في نوادره : بإسناده عنه ( عليه السلام ) ، مثله ، إلى قوله : « إلى خير » .

__________________________

٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣١ .

٤ ـ الجعفريات ص ١٠٩ .

(١) في نسخة : ذلّتي .

(٢) في الحجرية : « ما أكرهت » وما أثبتناه من المصدر .

٥ ـ نوادر الراوندي ص ٤٨ .

٢٢٠