الشفاعة حقيقة إسلاميّة

محمد هادي الأسدي

الشفاعة حقيقة إسلاميّة

المؤلف:

محمد هادي الأسدي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٢
ISBN: 964-8629-54-4
الصفحات: ٧٥
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمير ، عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « لا والله لا يقبل الله شيئاً من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه » (١).

وبعد كل ما تقدم أصبح واضحاً وجليّاً أنَّ المؤمن إنما يخرج عن ربقة الإيمان التام الحقيقي بالإصرار على الذنب والمعصية ، ويغدو واضحاً أيضاً أنَّ المؤمن قد يُذنب الذنب الكبير أو الصغير ، لكنّه يُسارع إلى الاستغفار والتوبة فيتوب الله عليه ، وقد تقدّم فيما مضى أنَّ الشفاعة هي لأهل المعاصي من المؤمنين.

قال الحسين بن خالد : ... فقلت للرضا عليه‌السلام : يا بن رسول الله فما معنى قوله عز وجل ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى ) ؟ قال عليه‌السلام : « لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى الله دينه » (٢).

وعن البرقي عن علي بن الحسين الرقي ، عن عبدالله بن جبلة ، عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جدّه الحسن بن علي عليهم‌السلام في حديث طويل قال عليه‌السلام : « إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال في جواب نفرٍ من اليهود سألوه عن مسائل : وأما شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم » (٣). وهذا الحديث يجري مجرى الحديث السابق في الكشف الواضح عن عدم رضى الله سبحانه وتعالى عن الذين يموتون وهم مشركون أو ظالمون.

عن عبيد بن زرارة قال : سُئل أبو عبدالله عليه‌السلام عن المؤمن : هل له

__________________

(١) الكافي ، للكليني ٢ : ٢٨٨ / ٣ كتاب الإيمان والكفر باب الإصرار على الذنب.

(٢) بحار الانوار ، للمجلسي ٨ : ٣٤.

(٣) بحار الانوار ، للمجلسي ٨ : ٣٩.

٦١

شفاعة ؟ قال عليه‌السلام : « نعم » ، فقال له رجلٌ من القوم : هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذٍ ؟ قال عليه‌السلام : « نعم ، إنّ للمؤمنين خطايا وذنوباً ، وما من أحدٍ إلاّ يحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ » (١).

ب ـ المؤمنون الذين يدخلون النار :

وكما تنفع الشفاعة المؤمنين في القيامة ليغفر لهم الله ذنوبهم فيدخلون الجنة كذلك تنفعهم الشفاعة حتى بعد الدخول في النار فيخرجون منها ، وهذا ما تفيده الأحاديث النبوية الشريفة المروية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته المعصومين عليهم‌السلام التي تتحدث عن أنّ هناك من المؤمنين من يتمّ إخراجهم من النار بشفاعة الرسول والمؤمنين الصالحين.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يشفع الأنبياء في كلِّ من يشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً ، فيخرجونهم منها .. » (٢).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة » (٣).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليخرجنَّ قوم من أُمتي من النار بشفاعتي يُسمون الجهنميين .. » (٤).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديثٍ : « أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناسٌ أصابتهم نارٌ بذنوبهم أو بخطاياهم فأماتتهم إماتةً

__________________

(١) بحار الانوار ، للمجلسي ٨ : ٤٨.

(٢) مسند أحمد ٣ : ١٢.

(٣) صحيح مسلم ١ : ١٢٢.

(٤) سنن ابن ماجه ٢ : ١٤٤٣.

٦٢

حتى إذا كانوا فحماً أُذِنَ في الشفاعة فيخرجون ضبائر ضبائر » (١).

وقال الإمام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : « مذنبو أهل التوحيد لا يُخلّدون في النار ويُخرجون منها والشفاعة جائزة لهم ... » (٢).

وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله : « ... فإذا فرغ الله عزَّ وجل من القضاء بين خلقه وأخرج من النار من يُريد أن يُخرج ، أمر الله ملائكته والرُسل أن تشفع فيعرفون بعلاماتهم : إنّ النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلاّ موضع السجود ... » (٣).

وروي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إذا ميّز أهل الجنة وأهل النار ، فدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار قامت الرُسل وشفعوا ... » (٤).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يقول الرجل من أهل الجنة يوم القيامة أي ربي عبدك فلان سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفعني فيه ، فيقول : إذهب فأخرجه من النار فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها ... » (٥).

يقول العلاّمة الطباطبائي : « فتحصّل أنّ المتحصّل من أمر الشفاعة وقوعها في آخر موقف من مواقف القيامة باستيهاب المغفرة بالمنع عن دخول النار ، أو اخراج بعض من كان داخلاً فيها باتساع الرحمة أو ظهور الكرامة » (٦).

__________________

(١) مسند أحمد ٣ : ٧٩.

(٢) عيون أخبار الرضا ٢ : ١٢٥.

(٣) سنن النسائي ٢ : ١٨ باب موضع السجود.

(٤) مسند أحمد ٣ : ٣٢٥.

(٥) مجمع البيان في تفسير القرآن ، للطبرسي ١٠ : ٣٩٢.

(٦) الميزان في تفسير القرآن ، للطباطبائي ١ : ١٧٤.

٦٣

وقد اتضح من الروايات أنّ الشفاعة إنّما تكون بعد الفراغ من الحساب فإمّا تنفع للحيلولة دون دخول النار وإما تنفع للحيلولة دون البقاء فيها.

ثالثاً : غير المشمولين بالشفاعة :

قد عرفنا أنّ الشفاعة تخص المؤمنين وأنّ الكافرين محرومون منها فلا تنفعهم لا قبل الدخول في النار ولا بعده ، وقد تكرر الوعد الإلهي في القرآن الكريم لعدة أصناف من الناس بأن يكونوا خالدين في النار لا تنالهم شفاعة الشافعين.

فقد جاءت كلمة « خالدون » في العذاب أو النار أو جهنم في ثمانية وثلاثين آية عبر ثمانية وعشرين سورة قرآنية شريفة.

ومع أنّ البحث في هذهِ الآيات الشريفة ليس من مهمة هذا البحث المختصر ، إلاّ أنّ مطالعتها وإلقاء نظرة على بعض مضامينها ومدلولاتها تنفعنا من جهة ثانية في التأكيد على أنّ المؤمنين يقعون خارج إطار الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بأن يكونوا من الخالدين في النار.

وعدم الخلود في النار يعني الخروج منها أو يستوهبون منها وهذا الطريق يؤدي إلى الاعتقاد بوجود الشفاعة وثبوتها.

وفيما يلي نستعرض تصنيفاً أولياً للآيات القرآنية التي تحدثت عن الخالدين في النار ، حسب الصفات التي وصفهم الله سبحانه وتعالى بها في قرآنه الكريم.

٦٤

أ ـ الكافرون :

١ ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٢ : ٣٩.

٢ ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ ) البقرة ٢ : ١٦١ ـ ١٦٢.

٣ ـ ( .. وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٢ : ٢٥٧.

٤ ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) آل عمران ٣ : ١١٦.

٥ ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا ) النساء ٤ : ١٦٨ ـ ١٦٩.

٦ ـ ( وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الرعد ١٣ : ٥.

٧ ـ ( إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لاَّ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ) الاحزاب ٣٣ : ٦٤ ـ ٦٥.

٨ ـ ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا

٦٥

وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ ) الزمر ٣٩ : ٧١ ـ ٧٢.

٩ ـ ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) الحشر ٥٩ : ١٦ ـ ١٧.

١٠ ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ المَصِيرُ ) التغابن ٦٤ : ١٠.

١١ ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) البينة ٩٨ : ٦.

١٢ ـ ( وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) التوبة ٩ : ٦٨.

١٣ ـ ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ) المائدة ٥ : ٧٨ ـ ٨٠.

ب ـ المرتدّون :

١ ـ ( ... وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٢ : ٢١٧.

٦٦

٢ ـ ( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ ) آل عمران ٣ : ٨٦ ـ ٨٨.

ج‍ ـ المشركون :

١ ـ ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ) التوبة ٩ : ١٧.

٢ ـ ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ) الأنبياء ٢١ : ٩٨ ـ ٩٩.

٣ ـ ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ) الفرقان ٢٥ : ٦٨ ـ ٦٩.

٤ ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) البينة ٩٨ : ٦.

٥ ـ ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) الانعام ٦ : ١٢٨.

د ـ المرابون :

( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ

٦٧

المَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة ٢ : ٢٧٥.

ه‍ ـ العاصون لله ولرسوله :

١ ـ ( وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ .. ) النساء ٤ : ١٤.

٢ ـ ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الخِزْيُ الْعَظِيمُ ) التوبة ٩ : ٦٣.

٣ ـ ( .. وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) الجن ٧٢ : ٢٣.

و ـ المكذّبون والمستكبرون :

١ ـ ( .. وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الاعراف ٧ : ٣٦.

٢ ـ ( ... وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا * مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً ) طه ٢٠ : ٩٩ ـ ١٠١.

٣ ـ ( الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ * ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ * مِن دُونِ اللهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرِينَ * ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ

٦٨

الحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ * ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ ) غافر ٤٠ : ٧٠ ـ ٧٦.

٤ ـ ( .. فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) السجدة ٣٢ : ١٤.

٥ ـ ( ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ) فُصلّت ٤١ : ٢٨.

ز ـ المنافقون والمنافقات :

١ ـ ( وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) التوبة ٩ : ٦٨.

٢ ـ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) المجادلة ٥٨ : ١٤ ـ ١٧.

ح ـ قاتلو المؤمنين عمداً :

( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) النساء ٤ : ٩٣.

ط ـ الظالمون :

١ ـ ( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ

٦٩

تَكْسِبُونَ ) يونس ١٠ : ٥٢.

٢ ـ ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ ) النحل ١٦ : ٢٨ ـ ٢٩.

ي ـ المجرمون :

( إِنَّ المُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ) الزخرف ٤٣ : ٧٤.

ك ـ الذين كسبوا السيئات :

( وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) يونس ١٠ : ٢٧.

ل ـ الذين خفّت موازينهم :

( وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ) المؤمنون ٢٣ : ١٠٣.

ومن خلال التصنيف المتقدم نرى أنّ الذين هم خالدون في العذاب أو النار ليسوا من المؤمنين الذين تتوفاهم الملائكة وقد تابوا وأصلحوا واستغفروا الله لذنوبهم ولم يُصروا على ما فعلوا.

وهذا يدعونا إلى الاعتقاد باستحقاق المؤمنين للشفاعة سواء باستيهابهم من العذاب أو بإخراجهم من النار ..

وختام القول ، إنّ لاثبات حقيقة وجود الشفاعة طريقين :

٧٠

الأول : دلالة الآيات القرآنية الشريفة التي تحدثت عن الشفاعة وشروطها.

والثاني : هو دلالة عدم خلود المؤمنين المذنبين في النار ، وأنّهم يخرجون منها ولا بدّ لخروجهم من وسيلة وهي الشفاعة ... وهي شفاعة الذين ارتضى الله شفاعتهم من الأنبياء والرُسل والأوصياء والملائكة والصالحين من عباده والعمل الصالح.

والخلاصة : هي أنّ الشفاعة ثابتة ، ينالها المؤمنون الذين ارتضى الله سبحانه وتعالى دينهم وهذا هو القيد المهم والأساسي في الشفاعة وتحققها وفائدتها ، وأنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام والصالحين والعمل الصالح والقرآن والملائكة كلّهم يشفعون للذين يستحقون الشفاعة ، كما انّ الشفاعة لا يمكن أن تُنال إلاّ بعد تحقق الشروط الصارمة في المشفوع لهم. كتبنا الله ممن تناله شفاعة الرسول الأعظم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام.



وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين

٧١

٧٢



المحتويات



مقدِّمة المركز ............................................................... ٥

مقدِّمة الكتاب .............................................................. ٧

الفصل الأول

مفهوم الشفاعة وحقيقتها في القرآن والسُنّة المطهّرة ............................... ٩

أولاً : الشفاعة في اللغة والاصطلاح ......................................... ٩

ثانياً : الشفاعة في القرآن الكريم ........................................... ١٠

آيات نفي الشفاعة ومفهومها ............................................. ١٤

١ ـ كفر النعمة ..................................................... ١٤

٢ ـ اتباع الشيطان .................................................. ١٥

٣ ـ المكذِّبون بيوم القيامة ............................................ ١٥

٤ ـ الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً ...................................... ١٦

٥ ـ الظالمون ....................................................... ١٦

٦ ـ المشركون ...................................................... ١٦

ثالثاً : الشفاعة في السُنّة المطهّرة ........................................... ١٨

٧٣

الفصل الثاني

الشفاعة عند علماء المسلمين ................................................. ٢٥

أولاً : آراء وأقوال العلماء حول مفهوم الشفاعة ............................. ٢٥

ثانياً : إشكالات وردود ................................................. ٢٩

الإشكال الأول ...................................................... ٣٠

جوابه .............................................................. ٣٠

الإشكال الثاني ....................................................... ٣٤

جوابه .............................................................. ٣٠

الإشكال الثالث ...................................................... ٣٧

جوابه .............................................................. ٣٠

الإشكال الرابع ....................................................... ٣٩

جوابه .............................................................. ٣٠

الإشكال الخامس ..................................................... ٤١

جوابه .............................................................. ٣٠

الفصل الثالث

أثر الشفاعة في المصالح الدنيوية ............................................... ٤٥

رأي ابن تيمية ومناقشته ............................................... ٤٧

الفصل الرابع

الشفعاء والمشفّع فيهم ...................................................... ٥١

أولاً : الشفعاء .......................................................... ٥١

أ ـ الأنبياء ......................................................... ٥٣

٧٤

ب ـ الملائكة ....................................................... ٥٤

ج‍ ـ المؤمنون ....................................................... ٥٤

ثانياً : المشمولون بالشفاعة ............................................... ٥٧

أ ـ المؤمنون المذنبون ................................................. ٥٧

ب ـ المؤمنون الذين يدخلون النار ..................................... ٦٢

ثالثاً : غير المشمولين بالشفاعة ............................................. ٦٤

أ ـ الكافرون ....................................................... ٦٥

ب ـ المرتدّون ...................................................... ٦٦

ج‍ ـ المشركون ...................................................... ٦٧

د ـ المرابون ........................................................ ٦٧

ه‍ ـ العاصون لله ولرسوله ............................................. ٦٨

و ـ المكذِّبون والمستكبرون ........................................... ٦٨

ز ـ المنافقون والمنافقات .............................................. ٦٩

ح ـ قاتلو المؤمنين عمداً .............................................. ٦٩

ط ـ الظالمون ....................................................... ٦٩

ي ـ المجرمون ....................................................... ٧٠

ك ـ الذين كسبوا السيئات ........................................... ٧٠

ل ـ الذين خفّت موازينهم ........................................... ٧٠

المحتويات ................................................................. ٧٣

٧٥