بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وروى عبدالاعلى عنه عليه السلام : ما اجتمع أربعة قط على أمر فدعوا الله إلا تفرقوا عن إجابة.

وروى علي بن عقبة ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أبي إذا حزبه أمر جمع النساء والصبيان ثم دعا وأمنوا.

وروى السكوني ، عن أبي عبدالله عليه السلام : قال : الداعي والمؤمن شريكان.

وفي دعائهم عليهم السلام : ولا ينجي منك إلا التضرع إليك.

وفيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام يا موسى كن إذا دعوتني خائفا مشفقا وجلا وعفروجهك في التراب ، واسجدلي بمكارم بدنك واقنت بين يدي في القيام وناجني حيث تناجيني بخشية من قلب وجل.

وإلى عيسى عليه السلام : يا عيسى ادعني دعاء الغريق الحزين الذي ليس له مغيث يا عيسى أذل لي قلبك وأكثر ذكري في الخلوات ، واعلم أن سروري أن تبصبص إلي ، وكن في ذلك حيا ولا تكن ميتا وأسمعني منك صوتا حزينا (١).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مر موسى عليه السلام برجل من أصحابه وهو ساجد ، و انصرف من حاجته وهو ساجد ، فقال عليه السلام : لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك فأوحى الله إليه : لوسجد حتى ينقطع عنقه ماقبلته ، أو يتحول عما أكره إلى ما احب (٢).

ومن طريق آخر : أن موسى عليه السلام مر برجل وهو يبكي ثم رجع وهو يبكى فقال : إلهي عبدك يبكي من مخافتك ، قال : يا موسى لو نزل دماغه مع دموع عينيه لم أغفرله وهو يحب الدنيا.

وفيما أوحي إليه : ياموسى ادعني بالقلب النقي ، واللسان الصادق.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : الدعاء مفاتيح النجاح ، ومقاليد الفلاح ، وخير الدعاء ماصدر عن صدر تقي وقلب نقي وفي المناجاة سبب النجاة ، وبالاخلاص

__________________

(١) عدة الداعى ص ٩٧.

(٢) عدة الداعى ص ١٢٥.

٣٤١

يكون الخلاص ، فاذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع.

وروي أن عابدا عبدالله سبعين عاما صائما نهاره ، قائما ليله ، فطلب إلى الله حاجة فلم تقض ، فأقبل على نفسه وقال : من قبلك أتيت ، لو كان عندك خير قضيت حاجتك ، فأنزل الله إليه ملكا فقال : يا ابن آدم ساعتك التي أزريت فيها نفسك خير من عبادتك التي مضت.

وروى ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قدم أربعين من المؤمنين ثم دعا استجيب له ، ويتأكد بعد الفراغ من صلاة الليل.

وروي أن الله سبحانه أوحى إلى موسى عليه السلام : يا موسى ادعني على لسان لم تعصني به ، فقال : أنى لي بذلك؟ فقال : ادعني على لسان غيرك (١).

وروى هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن العبد ليكون له الحاجة إلى الله عزوجل فيبدأ بالثناء والصلاة على محمد وآل محمد ، حتى ينسى حاجته فيقضيها الله له [ من ] قبل أن يسأله.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من شغلته عبادة الله عن مسألته أعطاه الله أفضل مايعطي السائلين.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لابي ذر : يا أبا ذر اذكر الله ذكرا خاملا ، قلت : ما الخامل؟ قال : الخفى.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : من ذكر الله في السر فقد ذكر الله كثيرا إن المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر ، فقال الله : « يراؤن الناس ولا يذكرون إلا قليلا » (٢).

وقال الصادق عليه السلام : قال الله تعالى : من ذكرني سرا ذكرته علانية.

وروى زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام قال : لا يكتب الملك إلا ماسمع وقال الله تعالى : « واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة » (٣) فلا يعلم ثواب ذلك الذكر

__________________

(١) عدة الداعى ص ١٢٨.

(٢) النساء : ١٤٢.

(٣) الاعراف : ٢٠٥.

٣٤٢

في نفس الرجل غير الله لعظمته.

وروي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان في غزاة فأشرفوا على واد فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم ، فقال عليه السلام : أيها الناس أربعوا على أنفسكم أما إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا وإنما تدعون سميعا قريبا معكم.

٢١

* ( باب ) *

* « ( الاوقات والحالات التى يرجى ) » *

* « ( فيها الاجابة وعلامات الاجابة ) » *

١ ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن : عند قراءة القرآن : وعند الاذان ، وعند نزول الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة ، وعند دعوة المظلوم ، فانها ليس لها حجاب دون العرش (١).

٢ ـ لى : أبي ، عن سعد عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : اغتنموا الدعاء عند خمس : عند قراءة القرآن إلى آخر مامر (٢).

٣ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن أبي الحسن العسكري ، عن آبائه عن الصادق عليهم السلام قال : ثلاثة أوقات لا تحجب فيها الدعاء عن الله تعالى : في أثر المكتوبة ، وعند نزول القطر ، وظهور آية معجزة لله في أرضه (٣).

٤ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام : من كانت له إلى ربه عزوجل حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات : ساعة في يوم الجمعة ، وساعة تزول الشمس حين تهب الرياح وتفتح أبواب السماء ، وتنزل الرحمة ، ويصوت الطير ، وساعة في آخر الليل ، عند

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ٦٧.

(٢) أمالى الصدوق ص ١٥٩.

(٣) امالى الطوسى ج ١ ص ٢٨٧.

٣٤٣

طلوع الفجر ، فان ملكين يناديان : هل من تائب يتاب عليه ، هل من سائل يعطى هل من مستغفر فيغفرله ، هل من طالب حاجة فتقضى له. فأجيبوا داعي الله واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، فانه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الارض ، وهي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده.

وقال عليه السلام : تفتح لكم أبواب السماء في خمس مواقيت : عند نزول الغيث وعند الزحف ، وعند الاذان ، وعند قراءة القرآن ، ومع زوال الشمس ، وعند طلوع الفجر (١).

٥ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار عن علي بن حديد رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا اقشعر جلدك ، ودمعت عيناك ووجل قلبك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك (٢).

٦ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن الجاموراني ، عن ابن البطائني ، عن مندل بن علي ، عن الكناني ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عزوجل يحب من عباده المؤمنين كل دعاء ، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس ، فانها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتهب الرياح ، وتقسم فيها الارزاق ، وتقضى فيها الحوائج العظام (٣).

٧ ـ ضا : أقرب مايكون العبد من الله إذا كان في السجود.

٨ ـ جا : الجعابي ، عن محمد بن عبدالله العلوي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أدى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة (٤).

٩ ـ مكا : زيد الشحام قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : اطلبوا للدعاء أربع

__________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٥٨.

(٢) الخصال ج ١ ص ٤١.

(٣) ثواب الاعمال ص ١٤٦.

(٤) مجالس المفيد ص ٧٦.

٣٤٤

ساعات : عن هبوب الرياح ، وزوال الافياء ، ونزول القطر ، وأول قطرة من دم القتيل المؤمن ، فان أبواب السماء تفتح عند هذه الاشياء

وعنه عليه السلام قال : يستجاب الدعاء في أربع : في الوتر ، وبعد الفجر ، وبعد الظهر ، وبعد المغرب.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : اغتنموا الدعاء عند أربع : عند قراءة القرآن وعند الاذان ، وعند الغيث ، وعند التقاء الصفين للشهادة.

عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام إذا كانت له إلى الله عزوجل حاجة طلبها هذه الساعة يعني زوال الشمس.

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا رق أحدكم فليدع ، فان القلب لا يرق حتى يخلص (١).

عن معاوية بن عمار عنه عليه السلام قال : كان إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس ، فاذا أراد ذلك قدم شيئا فتصدق به ، وشم شيئا من الطيب ، وراح إلى المسجد ، فدعا في حاجته ماشاء الله عزوجل.

وعنه عليه السلام قال : إذا اقشعر جلدك ، ودمعت عيناك ، فدونك دونك ، فقد قصد قصدك.

عن أبي الصباح ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عزوجل يحب من عباده المؤمنين كل دعاء فعليكم ، بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس ، فانها ساعة تفتح فيها أبواب السماء ، وتقسم فيها الارزاق ، وتقضى فيها الحوائج العظام.

عن عمر بن اذينة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن في الليل ساعة ما يوافقها عبد مسلم ثم يصلي ويدعو الله عزوجل فيها إلا استجاب الله تعالى له في كل ليلة ، قلت : أصلحك الله وأي ساعة هي من الليل؟ قال : إذا مضى نصف الليل ، وبقي السدس الاول من أول النصف (٢).

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣١٥.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣١٦.

٣٤٥

وعن أبي جعفر عليه السلام قال : اطلب الاجابة عند اقشعرار الجلد ، وعند إفاضة العبرة ، وعند قطرة المطر ، وإذا كانت الشمس في كبد السماء أوزاغت ، فانها ساعة يفتح فيها أبواب السماء ، يرجى فيها العون من الملائكة ، والاجابة من الله تبارك وتعالى.

وقال : إن التضرع والصلاة من الله تعالى بمكان إذا كان العبد ساجدا الله فان سالت دموعه فهنا لك تنزل الرحمة ، فاغتنموا تلك الساعة المسألة ، وطلب الحاجة ولا تستكثروا شيئا مما تطلبون ، فما عند الله أكثر مما تقدرون ، ولا تحقروا صغيرا من حوائجكم ، فان أحب المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم (١).

١٠ ـ ختص : قال الصادق عليه السلام : يستجاب الدعاء في أربعة مواطن : في الوتر وبعد طلوع الفجر ، وبعد الظهر ، وبعد المغرب (٢).

١١ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام : إذا فاء الافياء ، وهبت الرياح ، فاطلبوا حوائجكم من الله تعالى فانها ساعة الاوابين.

١٢ ـ ما : الغضائري ، عن التلعكبري ، عن محمد بن همام ، عن الحميري عن الطيالسي ، عن رزيق الخلقاني قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : عليكم بالدعاء ، والالحاح على الله عزوجل في الساعة التي لا يخيب الله عزوجل فيها برا ولا فاجرا ، قلت : جعلت فداك وأية ساعة هي؟ قال : هي الساعة التي دعا فيها أيوب عليه السلام وشكا إلى الله عزوجل بليته ، فكشف الله عزوجل ما به من ضر ، ودعا فيها يعقوب عليه السلام فرد الله عليه يوسف وكشف الله كربته ، ودعا فيها محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فكشف الله عزوجل كربه ، ومكنه من أكتاف المشركين ، بعد اليأس أنا ضامن أن لا يخيب الله عزوجل في ذلك الوقت برا ولا فاجرا ، البر يستجاب له في نفسه وغيره ، والفاجر يستجاب له في غيره ، ويصرف الله إجابته إلى ولي من

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٦٦.

(٢) الاختصاص ص ٢٢٣.

٣٤٦

أوليائه ، فاغتنموا الدعاء في ذلك الوقت (١).

١٣ ـ الجواهر للكراجكى : عنهم عليهم السلام : من كانت له إلى الله حاجة فليطلبها في ستة أوقات : عند الاذان ، وعند زوال الشمس ، وبعد المغرب ، وفي الوتر ، وبعد صلاة الغداة ، وعند نزول الغيث.

١٤ ـ دعوات الراوندى : قال : أخبرنا أبوجعفر النيسابوري ، عن الشيخ أبي علي ، عن أبيه شيخ الطائفة ، عن أبي محمد الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي محمد العسكري ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم : قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من أدى لله مكتوبة فله في أثرها دعوة مستجابة.

قال الفحام : رأيت والله أمير المؤمنين عليه السلام في النوم فسألته عن الخبر فقال : صحيح ، إذا فرغت من المكتوبة فقل وأنت ساجد : اللهم بحق من رواه وبحق من روي عنه ، صل على جماعتهم ، وافعل بي كيت وكيت (٢).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فانها رحمة.

وقال الصادق عليه السلام : الوقت الذي [ لا ] يرد فيه الدعاء هو ما بين وقتكم في الظهر إلى وقتكم في العصر.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : يا ابن آدم اذكرني بعد الغداة ساعة ، وبعد العصر ساعة ، أكفك ما أهمك.

وقال الحسين بن علي عليهما السلام : ما من أعمال هذه الامة من صباح إلا ويعرض على الله عزوجل.

وقال الصادق عليه السلام : ثلاث أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله تعالى : في أثر المكتوبة ، وعند نزول القطر ، وعند ظهور آية معجزة لله تعالى في أرضه.

وقال : إن العبد ليدعو فيؤخر حاجته إلى يوم الجمعة ، وقال : إن يوم الجمعة سيد الايام ، وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الاضحى ، وفيه ساعة

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣١٠.

(٢) دعوات الراوندى مخطوط ، وهذا الحديث تراه في أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٩٥.

٣٤٧

لم يسأل الله عزوجل فيها أحد شيئا إلا أعطاه مالم يسأل حراما.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته يوم الجمعة : ألا إن هذا اليوم جعل الله لكم عيدا وهو سيد أيامكم وأفضل أعيادكم ، وقد أمركم الله فيه بالسعي إلى ذكره ، فليعظم فيه رغبتكم ، ولتخلص نيتكم ، وأكثروا فيه من النضرع إلى الله والدعاء ومسألة الرحمة والغفران ، فان الله يستجيب فيه لكل مؤمن دعاه ، ويورد النار كل مستكبر عن عبادته ، قال الله تعالى « ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين » (١) واعلموا أن فيه ساعة مباركة لا يسأل الله فيها عبد مومن إلا أعطاه.

وعن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة ، قال : ما بين فراغ الامام من خطبة إلى أن تستوي الصفوف وساعة اخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس ، وكانت فاطمة تدعو في ذلك الوقت.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدعاء بين الاذان والاقامة لا يرد.

١٥ ـ أقول : ورأيت في [ مجموعة ] بخط بعض الافاضل والظاهر أنه نقله من مجموعة قد كان جميعا بخط الشيخ شمس الدين محمد الجباعي جد شيخنا البهائي وهو قد نقلها من خط الشهيد قدس الله أرواحهم الشريفة ، وقد أورده الكفعمى أيضا في البلد الامين ماهذه صورته :

إجابة الدعاء للوقت والحال والمكان وعبادة الاركان والاسماء العظام.

فالوقت السحر لقصة يعقوب عليه السلام وقيل : أخرهم إلى غيبوبة القمر ليلة العاشر من الشهر ، وقيل : إلى ليلة الجمعة وعند الزوال ، ورد إذا زالت الافياء وراحت الارواح أي هبت الرياح فارغبوا إلى الله في حوائجكم فتلك ساعة الاوابين وبين العشائين : وروي من دعا بينهما لم يرد دعاؤه ، وآخر الليل لما روي أنه يقال هنالك : هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفرله؟ وعند الافطار

__________________

(١) المؤمن : ٦٠.

٣٤٨

وآخر ساعة من الجمعة ، وبين طلوع الفجر ، والشمس وقيل هي ساعة الاجابة في الجمعة ، وقيل : هي عند جلوس الامام على المنبر ، وقيل : عند غيبوبة نصف القرص ، وفي يوم الابعاء بين الظهر والعصر ، رواه جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي الخبر الدعاء بين الصلاتين لا يرد.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذي القعدة ليلة مباركة هي ليلة عشر ، ينظر الله إلى عباده المؤمنين بالرحمة ، وليلة عرفة سيدة الليالي لابراهيم ، والمغفرة لداود عليهما السلام ويقال : إن الدعاء عند اقتران المشتري ورأس الذنب وإنه في كل أربع عشر سنة مرة.

والحال كدعاء المريض ، ودعاء الوالد لولده ، والولد لوالده ، ودعاء الحاج والمعتمر ، والمسافر في غير معصية ، حتى يرجع ، والاخ لاخيه بظهر الغيب ، والمظلوم يفتح له أبواب السماء ، ويرفع فوق الغمام ، ويقول الرب : وعزتي لانصرنك ولو بعد حين ، ودعاء الامام العادل ، والدعاء مع رفع اليدين ، وفي السجود ودعاء المضطر ، وعند اقشعرار الجلد ، وغلبة الاحزان ، وعند رؤية الهلال ، وفي ليلة القدر ، وعند التقاء الجيوش.

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اطلبوا الدعاء عند التقاء الجيوش ، وإقامة الصلاة ، ونزول الغيث ، وصياح الديكة ، وبعد الدعاء الاربعين مؤمنا ، وبعد الصدقة ، فانها جناح الاستجابة.

عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عند ذكر الصالحين ينزل الرحمة ، وعند قطع العلائق عمادون الله.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحسن إلى قوم فلم يقبلوه بالشكر فدعا عليهم استجيب له فيهم ، وبعد قراءة قل هو الله أحد.

وأما المكان فخمسة عشر موضعا منه بمكة عند الميزاب ، وعند المقام ، وعند الحجر الاسود ، وبين المقام والباب ، وجوف الكعبة ، وعند بئر زمزم ، وعلى الصفا والمروة وعند المشعر ، وعند الجمرات الثلاث ، وعند رؤية الكعبة.

٣٤٩

وأما العبادة ففي الصلاة كل سجود ، لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ، وعند سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد.

روي أن رجلا قالها فقال صلى الله عليه : اثنا عشر ألف ملك يبتدرونها أيهم يكتبها أولا ، وعند فراغ الفاتحة ، وعند الاذان إذا قال مثل قوله ، وعند التشهد الاخير فذلك تسعون موضعا في اليوم والليلة ، لما روي أن في اليوم والليلة تسعين وقتا يستجاب فيه الدعاء ، وعقيب الفرائض ، وبعد صلاة الطواف.

وأما الاسماء ففي آية الكرسي خمسون كلمة في كل كلمة بركة ومن قرأ آية الكرسي أما حاجته قضيت له ، وسورة يس المعمة (١) من قرأها ليلا كشف كربه ، ومن قرأها نهارا قضى أربه ، وبعد الثناء على الله تعالى ، ومن قرأ قوله تعالى : « ومن يعمل سوءا أويظلم نفسه » (٢) الآية وقوله تعالى : « والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم » (٣) الآية ثم استغفر الله من ذنبه غفر له.

وقيل : من وقف عند قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتلاهذه الاية « إن الله وملائكته » (٤) الآية ثم قال : صلى الله عليك يا محمد ، وأهل بيتك ، سبعين مرة ناداه ملك ، صلى الله عليك يا فلان لم يسقط لك حاجة.

وقيل : من قال عند شدة الحر : اللهم أجرني من حر جهنم ، وعند شدة ، البرد : اللهم أجرني من زمهرير جهنم ، اجير.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن __________________

(١) مر في ص ٢٩١ من ج ٩٢ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : سورة يس تدعى في التوراة المعمة : تعم صاحبها بخير الدنيا والاخرة ، وتكابد عند بلوى الدنيا والاخرة ، وتدفع عنه أهاويل الاخرة الخبر.

(٢) النساء : ١١٠.

(٣) آل عمران : ١٣٥.

(٤) الاحزاب : ٥٦.

٣٥٠

كل ضيق مخرجا ، ورزقه [ من ] حيث لا يحتسب.

١٦ ـ مهج : أوقات الاجابة عند زوال الشمس ، وعند الاذان ، وفي أول ساعة من ظهر يوم الجمعة ، وفي الثلث الاخير من كل ليلة ، وفي ليلة الجمعة كلها وعند نزول المطر ، وبعد فرائض الصلوات ، وعقيب صلاة المغرب ، إذا سجد بعدها وعند وقت الخشوع ، وعند وقت الاخلاص في الدموع ، وإذا بقي من النهار للظهر قدر رمح كل يوم ، وفي هذه الاوقات مارويناه ومنها مارأيناه.

فصل : فيما نذكره من الشهور العربية المذكورة للدعوات ، على أهل العداوات ، فمن ذلك أشهر الحرم : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، وشهر رجب ورويناه في كتاب اختصرناه تأليف محمد بن حبيب مايقتضى أن أحقها بالاجابة ذوالقعدة وشهر رجب ، ووجدت بذلك عدة روايات في الجاهلية والاسلام (١).

وأما حديث حزيران فاننا رويناه في كتاب عبدالله بن حماد الانصاري من الجزء الخامس عن أبي عبدالله عليه السلام وذكر عنده حزيران فقال : هو الشهر الذي دعا فيه موسى على بني إسرائيل فمات في يوم وليلة من بني إسرائيل ثلاثمائة ألف من الناس.

أقول : وإنما فعل ذلك لما فتنوا بحيلة بلعم باعورا وغيره من الآفات وفي حديث آخر من كتاب عبدالله بن حماد الانصاري ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله خلق الشهور ، وخلق حزيران ، وجعل الآجال فيه متقاربة.

فصل : فيما نذكره من أوقات الدعوات للاجابات فيما يأتي من كل سنة مرة واحدة ، فمن ذلك دعوات ليالي القدر الثلاث ، وخاصة إن علمها أحد بذاتها وإلا فان ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان أرجح في تعظيم الدعوات وإجابتها ، ومن ذلك أيام هذه الثلاث ليال ، ومن ذلك يوم مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وليلة مبعثه الشريف ، ويومه ومن ذلك يوم عرفة وليلة عرفة ، وخاصة إذا كان بالموقف أو عند الحسين عليه السلام ، ومن ذلك ليالي الاعياد الثلاث وأيامها ، وهي ليلة عيد الغدير ،

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٤٤٣.

٣٥١

ويومه ، وليلة عيد الفطر ، ويومها ، وليلة عيد الاضحى ويومها ، ومن ذلك أول ليلة من رجب [ وفي رواية كل ليلة ] ويوم النصف منه ، وليلة النصف من شعبان وأوقات قد ذكرناها في مواضع من كتاب « مهمات في صلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد » (١).

فصل : فيما نذكره من صفات الداعي ، وذكرنا بعضها في الجزء الاول من الكتاب المذكور ، بروايات ووصف ماثور ، ونحن نذكرها هنا جملة فنقول : إذا أراد دعاء الرغبة يبسط راحتيه ويدعو ، وإذا أراد دعاء الرهبة يجعل باطن كفيه إلى الارض وظاهرهما إلى السماء وإذا أراد دعاء التضرع حرك أصابعه يمينا وشمالا وباطن كفيه إلى السماء وإذا أراد دعاء التبتل رفع أصبعه مرة وحطها مرة ويكون عند العبرات ، وإذا أراد دعاء الابتهال رفع باطن كفيه حذاء وجهه ، وإذا أراد دعاء الاستكانه جعل يديه على منكبيه.

ومن صفات الداعي أن يبدأ بتحميد الله تعالى جل جلاله والثناء عليه والصلاة على محمد وآله صلوات الله عليه وآله ثم يذكر حاجته ، ومن صفات الداعي أن لا يكون قلبه غافلا ولا لاهيا ، ومن صفات الداعي أن يكون طاهرا من مظالم العباد ومن صفات الداعي أن لا يكون عاذرا لظالم على ظلمه ، ومن صفات الداعي أن لا يكون جبارا.

ومن صفات الداعي أن يكون عند الدعاء تقيا ونيته صادقة ، ومن صفات الداعي أن لا يكون داعيا في دفع مظلمة عنه وقد ظلم هو عبدا آخر بمثلها ، ومن صفات الداعي أنه يجتنب الذنوب بعد دعائه حتى تقضى حاجته ، ومن صفات الداعي أن يكون عند دعائه آئبا تائبا صالحا صادقا ، ومن صفات الداعي أن لا يكون داعيا في قطيعة رحم ومن صفات الداعي أن لا يكون دعاء محب على حبيبه فان الحديث ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه سأل الله جل جلاله ألا يستجيب له فيه.

ومن صفات الداعي ألا يدعو على أهل العراق فاني رويت في الجزء الاول من كتاب التجمل من ترجمة محمد بن حاتم أن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٤٤٧.

٣٥٢

لا يدعو على أهل العراق ، وذكر في الحديث سبب ذلك.

ومن صفات الداعي أن يطهر طعامه من المحرمات والشبهات عند حاجته إلى إجابة الدعوات ، ومن صفات الداعي أن يكون في يده خاتم فصه فيروزج ، فقد روي عن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله سبحانه : إني لاستحي من عبد يرفع يده وفيها خاتم فصه فيروزج فأردها خائبة ، ومن صفات الداعي أن يكون في يده خاتم عقيق لاننا روينا عن الصادق عليه السلام أنه قال : مارفعت كف إلى الله عز وجل أحب إليه من كف فيها خاتم عقيق (١).

أقول : وقال الكفعمي في كتاب الجنة الواقية في أثناء ذكر آداب الداعي من كتاب الشدة :

الرابع سبب الاجابة : وقد يرجع إلى الوقت كيوم الجمعة وليلته ، وإذا غاب نصف القرص من يوم الجمعة ، وشهر رمضان وآكده ليالي القدر وأيامها ، وليالي عرفة والمبعث ، والغدير ، والفطر ، والاضحى ، أيامها وليالي الاحياء الاربعة وهي غرة رجب ، وليلة النصف من شعبان ، وليلتي العيدين ، ويوم المولد والنصف من رجب والاشهر الحرم الاربع : ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ، ورجب ، وعند زوال الشمس من كل يوم ، وعند هبوب الرياح ، ونزول المطر ، وعند طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وعند قراءة الجحد عشرا مع طلوع الشمس يوم الجمعة ، وعند قراءة القدر خمس عشر مرة ، وفي الثلث الاخير ، من ليلة الجمعة ، وعند الاذان وقراءة القرآن.

وقد يرجع إلى المكان كالمسجد ، والحرم ، والكعبة ، وعرفة ، والمزدلفة والحائر وقد يرجع إلى الفعل كأعقاب الصلاة وفي سجوده بعد المغرب ودعوة الحاج لمتعلقيه ، والسائل لمعطيه ، والمريض لعائده.

الخامس : حالات الداعي فدعاء الصائم مستجاب لا يرد وكذا المريض ، و الغازي والحاج والمعتمر ، ومن صلى صلاة لا يخطر على قلبه فيها شئ من امور الدنيا فانه لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه الله تعالى ، ومن اقشر جلده ودمعت عيناه

__________________

(١) مهج الدعوات ص ٤٤٨ ٤٥٠.

٣٥٣

ومن تطهر وجلس ينتظر الصلاة ، ومن بيده خاتم فيروزج أو عقيق فصه أو كله ، وما اجتمع أربع نفر إلا تفرقوا عن إجابة إنشاء الله تعالى.

٢٢

( باب )

« * ( من يستجاب دعاؤه ومن لا يستجاب ) * »

١ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي الخطاب ، عن علي بن النعمان عن عبدالله بن طلحة النهدي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة لا ترد لهم دعوة وتفتح لها أبواب السماء ، وتصير إلى العرش : دعاء الوالد لولده ، والمظلوم على من ظلمه ، والمعتمر حتى يرجع ، والصائم حتى يفطر (١).

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن عبدالله بن سنان عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كنت عنده وعنده جفنة من رطب فجاء سائل فأعطاه ثم جاء سائل آخر فأعطاه ثم جاء آخر فأعطاه ، ثم جاء آخر فقال : وسع الله عليك ، ثم قال : إن رجلا لوكان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألفا ثم شاء أن لا يبقى منه شئ إلا قسمه في حق فعل ، فيبقى لا مال له ، فيكون من الثلاثة الذين يرد دعاؤهم عليهم.

قال : قلت : جعلت فداك من هم؟ قال : رجل رزقه الله مالا فأنفقه في وجوهه ثم قال : يا رب ارزقني ، ورجل دعا على امرأته وهو ظالم لها فيقال له : ألم أجعل أمرها بيدك؟ ورجل جلس في بيته وترك الطلب ثم يقول : يارب ارزقني فيقول عز وجل : ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب للرزق (٢).

٣ ـ ب : هارون عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله

__________________

(١) امالى الصدوق ص ١٥٩.

(٢) الخصال ج ١ ص ٧٧.

٣٥٤

صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أصناف لا يستجاب لهم : منهم من أدان رجلا دينا إلى أجل فلم يكتب عليه كتابا ولم يشهد عليه شهودا ، ورجل يدعوا على ذي رحم ، ورجل تؤذيه امرأته بكل ما تقدر عليه ، وهو في ذلك يدعو الله عليها ويقول : اللهم أرحني منها ، فهذا يقول الله له : عبدي أوما قلدتك أمرها؟ فان شئت خليتها وإن شئت أمسكتها ورجل رزقه الله تبارك وتعالى مالا ثم انفقه في البر والتقوى فلم يبق له منه شئ وهو في ذلك يدعوالله أن يرزقه ، فهذا يقول له الرب تبارك وتعالى : أولم أرزقك و أغنيتك أفلا اقتصدت ولم تسرف إني لا احب المسرفين ، ورجل قاعد في بيته وهو يدعو الله أن يرزقه لا يخرج ولا يطلب من فضل الله كما أمره الله هذا يقول الله له : عبدي إني لم أحظر عليك الدنيا ولم أرمك في جوارحك ، وأرضي واسعة ، فلا تخرج وتطلب الرزق ، فان حرمتك عذرتك ، وإن رزقتك فهو الذي تريد (١).

٤ ـ جا ، ما : المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن القاساني ، عن الاصبهاني ، عن المنقري ، عن حفص ، عن الصادق عليه السلام قال : إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ، ولا يكون له رجاء إلا من الله عزوجل ، فانه إذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه (٢).

٥ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن زكريا المؤمن ، عن ابن مسكان ، عن سليمان ابن خالد ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أربعة لا ترد لهم دعوة : الامام العادل لرعيته والاخ لاخيه بظهر الغيب ، يوكل الله به ملكا يقول له : ولك مثل ما دعوت لاخيك والوالد لولده ، والمظلوم يقول الرب عزوجل : وعزتي وجلالي لانتقمن لك ولو بعد حين (٣).

__________________

(١) قرب الاسناد ص ٥٣.

(٢) امالى الطوسى ج ١ ص ٣٤.

(٣) امالى الطوسى ج ١ ص ١٤٩.

٣٥٥

٦ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن العسكري عن آبائه عليهم السلام قال : قال الصادق عليه السلام : ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله تعالى : دعاء الوالد لولده إذا بره ، ودعوته عليه إذا عقه ، ودعاء المظلوم على ظالمه ودعاؤه لمن انتصرله منه ، ورجل مؤمن دعا لاخ له مؤمن واساه فينا ، ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه ، واضطرار أخيه إليه (١).

٧ ـ ما : عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : دعوة المظلوم مستجابة وإن كانت من فاجر محوب على نفسه (٢).

٨ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أربعة لا ترد لهم دعوة ، إمام عادل ووالد لولده ، والرجل يدعو لاخيه بظهر الغيب ، والمظلوم يقول الله جل جلاله : وعزتي وجلالي لانتصرن لك ولو بعد حين (٣).

٩ ـ ل : عن نوف البكالي ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن الله أوحى إلى عيسى عليه السلام : قل للملاء من بني إسرائيل : لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة وأبصار خاشعة وأكف نقية ، وقل لهم : اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي قبله مظلمة.

١٠ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن محمد بن أحمد بن علي الكوفي ومحمد بن الحسين ، عن محمد بن حماد الحارثي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خمسة لا يستجاب لهم : رجل جعل الله بيده طلاق امرأته فهي تؤذيه وعنده ما يعطيها ولم يخل سبيلها ، ورجل أبق مملوكه ثلاث مرات ولم يبعه ، ورجل مر بحائط مائل وهو يقبل إليه ولم يسرع المشي حتى سقط عليه ، ورجل أقرض رجلا مالا فلم يشهد عليه ، ورجل جليس في بيته وقال : اللهم ارزقنى ولم يطلب (٤).

__________________

(١) امالى الطوسى ج ١ ص ٢٨٦.

(٢) امالى الطوسى ج ١ ص ٣١٧ والحوب : الذنب.

(٣) الخصال ج ١ ص ٩٢.

(٤) الخصال ج ١ ص ١٤٣.

٣٥٦

١١ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا ناولتم السائل الشئ فاسألوه أن يدعولكم ، فانه يجاب فيكم ، ولا يجاب في نفسه ، لانهم يكذبون (١).

١٢ ـ ثو : ابن الوليد ، عن محمد بن يحيى ، عن الاشعري ، عن بعض أصحابنا عن محمد بن بكر ، عن أبي زكريا ، عن أبي سيار ، عن سورة بن كليب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عزوجل : من سألني وهو يعلم أني اضر وأنفع استجبت له (٢).

١٣ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن عيسى ، عن علي ابن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل يقول : وعزتي وجلالي لا اجيب دعوة مظلوم دعاني في مظلمة ظلمها ، ولاحد عنده مثل تلك المظلمة (٣).

١٤ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعاء أطفال امتي مستجاب مالم يقارفوا الذنوب (٤).

١٥ ـ سر : عبدالله بن بكير ، عن بعض أصحابنا ، عن عمر بن يزيد قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : رجل قال لاقعدن في بيتي ولا صلين ولاصومن ولاعبدن ربي فأما رزقي فسيأتيني فقال : هذا أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم قلت : ومن الاثنان الآخران؟ قال : رجل له امرأة يدعو أن يريحه الله منها ، ويفرق بينه وبينها ، فيقال له : أمرها بيدك فخل سبيلها ، ورجل كان له حق على إنسان لم يشهد عليه ، فيدعو الله أن يرد عليه ، فيقال له : قد أمرتك أن تشهد وتستوثق فلم تفعل (٥).

١٦ ـ مكا : عن أبي عبدالله قال : ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج فانظروا بما تخلفونه والغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه ، والمريض فلا تعرضوه ولا تضجروه.

__________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٦٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ١٣٨.

(٣) ثواب الاعمال : ٢٤٢.

(٤) صحيفة الرضاع ص ١٢.

(٥) السرائر ص ٤٨٣.

٣٥٧

وعنه عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام يقول : خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى : دعوة الامام المقسط ، ودعوة المظلوم يقول الله عزوجل : لانتصفن لك ولوبعد حين ، ودعوة الولد الصالح لوالده ، ودعوة الوالد الصالح لولده ، ودعوة المؤمن لاخيه بظهر الغيب ، فيقول : ولك مثله (١).

من الفردوس قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن ، دعوة الوالد ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر.

وقال عليه السلام : أطب كسبك تستجاب دعوتك ، فان الرجل يرفع اللقمة إلى فيه حراما فما تستجاب له أربعين يوما.

الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام : قال أوشك دعوة وأسرع إجابة دعوة المؤمن لاخيه بظهر الغيب.

عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دعاء الرجل لاخيه بظهر الغيب يدر الرزق ، ويدفع المكروه.

عن يحيى بن المعاذ ، عن أبي حعفر عليه السلام قال لي : ادع بهذا الدعاء وأنا ضامن لك حاجتك على الله ، اللهم أنت ولي نعمتي ، والقادر على طلبتي ، وتعلم حاجتي فأسئلك بحق محمد وآل محمد لماقضيتها لي.

عن الصادق عليه السلام : الدعاء لاخيك بظهر الغيب يسوق إلى الداعي الرزق ويصرف عنه البلاء ، ويقول الملك : لك مثل ذلك.

وعنه عليه السلام : قال : اتقوا دعوة المظلوم ، فان دعوة المظلوم تصعد إلى السماء (٢).

١٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم ودعوة الوالد فانها ترفع فوق السحاب حتى ينظر الله تعالى إليها فيقول : ارفعوها إلي حتى أستجيب له ، فاياكم ودعوة الوالد فانها أحد

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣١٩.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣٢٠.

٣٥٨

من السيف.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده.

وبهدا الاسناد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس شئ أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : دعاء الرجل لاخيه بظهر الغيب مستجاب.

١٨ ـ ما : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن فضال عن العباس بن عامر ، عن علي بن معمر ، عن يونس بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن العبد ليبسط يديه يدعو الله ويسأله من فضله مالا فيرزقه قال : فينفقه فيما لا خير فيه ، قال : ثم يعود فيدعو قال : فيقول الله : ألم اعطك؟ ألم أفعل كذا وكذا (١).

١٩ ـ ما : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن محمد بن إسماعيل بن حيان ، عن محمد بن الحسين بن حفص ، عن عباد بن يعقوب ، عن خلاد ، عن رجل قال : كنا جلوسا عند جعفر عليه السلام فجاءه سائل فأعطاه درهما ثم جاء آخر فأعطاه درهماثم جاء آخر فأعطاه درهما ، ثم جاء الرابع فقال له : : يرزقك ربك ثم أقبل علينا فقال : لو أن أحدكم كان عنده عشرون ألف درهم ، وأراد أن يخرجها في هذا الوجه لاخرجها ثم بقي ليس عنده شئ ، ثم كان من الثلاثة الذين دعوا فلم يستجب لهم دعوة : رجل آتاه الله مالا فمزقه ولم يحفظه فدعا الله أن يرزقه فقال : ألم أرزقك؟ فلم يستجب له ، دعوة وردت عليه ، ورجل جلس في بيته يسأل الله أن يرزقه قال : فلم أجعل لك إلى طلب الرزق سبيلا؟ أن تسير في الارض وتبتغي من فضلي ، فردت عليه دعوته ، ورجل دعا على امرأته فقال : ألم أجعل أمرها في يدك فردت عليه دعوته (٢).

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٩١.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ : ٢٩٢.

٣٥٩

٢٠ ـ الجواهر للكراجى : عنهم عليهم السلام : ستة لا يحجب لهم عن الله دعوة : الامام المقسط ، والوالد البار لولده ، والولد الصالح لوالده ، والمؤمن لاخيه بظهر الغيب والمظلوم يقول الله : لانتقمن لك ولو بعد حين ، والفقير المنعم عليه إذاكان مؤمنا.

٢١ ـ الدعوات للراوندى : قال أبوالحسن عليه السلام : دعوة الصائم يستجاب عن إفطاره ، وقال : إن لكل صائم دعوة ، وقال : نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، ودعاؤه مستجاب ، وعمله مضاعف ، وقال : إن للصائم عند إفطاره دعوة لاترد.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاث دعوات مستجابة : دعاء الحاج فيمن يخلف أهله ودعاء المريض فلا تؤذوه ولا تضجروه ، ودعاء المظلوم.

وقال الصادق عليه السلام : أربعة لا يستجاب لهم دعاء : رجل جالس في بيته ، يقول : يارب ارزقني فيقول له : ألم آمرك بالطلب؟ ورجل كانت له امرأة فدعا عليها فيقول : ألم أجعل أمرها بيدك؟ ورجل كان له مال فأفسده فيقول : يا رب ارزقني فيقول له : ألم آمرك بالاقتصاد ألم آمرك بالاصلاح؟ ثم قرأ : « والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما » ورجل كان له مال فأدانه بغير بينة فيقول : ألم آمرك بالشهادة.

عدة الداعى : عن جعفربن إبراهيم عنه عليه السلام مثله.

٢٢ ـ نهج : قال عليه السلام : الناس في الدنيا عاملان : عامل عمل في الدنيا لما بعدها فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل ، فأحرز الحظين معا ، وملك الدارين جميعا فأصبح وجيها عند الله ، ولايسأل الله شيئا فيمنعه (١).

٢٣ ـ عدة الداعى : روي أن الله تعالى قال لموسى : ادعني على لسان لم تعصني به ، فقال : يارب أني لي بذلك ، فقال : ادعني على لسان غيرك (٢).

__________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٢٦٩ من قسم الحكم.

(٢) عدة الداعى ص ١٢٨.

٣٦٠