بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

واستغفر لذنبك » (١).

٢٠ ـ شى : عن عبدالله بن محمد الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والاستغفار حصنين حصينين لكم من العذاب ، فمضى أكبر الحصنين ، وبقي الاستغفار ، فأكثروا منه ، فانه ممحاة للذنوب ، وإن شئتم فاقرؤا « وماكان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون » (٢).

٢١ ـ شى : عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه في كتاب له : جعلت فداك ما حد الاستغفار الذي وعد عليه نوح ، والاستغفار الذي لا يعذب قائله؟ فكتب صلوات الله عليه : الاستغفار ألف (٣).

٢٢ ـ مكا : عن الصادق عليه السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يقوم من مجلس وإن خف حتى يستغفر الله خمسا وعشرين مرة.

قال الصادق عليه السلام : التائب من الذنب كمن لا ذنب لا ، والمقيم وهو يستغفر كالمستهزئ.

عن الصادق عليه السلام قال : إذا أحدث العبد ذنبا جددله نقمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج ، وكان من أيمانه صلى‌الله‌عليه‌وآله « لا وأستغفر الله ».

وقال عليه السلام : من أذنب من المؤمنين ذنبا أجل من غدوه إلى الليل ، فان استغفر له يكتب عليه ، وقال عليه السلام : إن المؤمن ليذكره الله الذنب بعد بضعة وعشرين سنة حتى يستغفر الله منه فيغفر له.

وعنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الاستغفار وقول : لا إله إلا الله خير العبادة قال الله العزيز الجبار : « فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك » (٤).

٢٣ ـ مع : وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكثر استغفار جعل الله له من كل

__________________

(١) المحاسن ص ٢٩١ والاية في سورة القتال : ١٩.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٥٤ والاية في الانفال : ٣٣.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٠٦ في حديث.

(٤) مكارم الاخلاق ٣٦١ و ٣٦٢.

٢٨١

هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل العلم لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء الاستغفار ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك » (١).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أصر من استغفر ، وإن عاد في اليوم سبعين مرة.

وقال عليه السلام : إنه ليغان (٢) على قلبي حتى أستغفر في اليوم مائة مرة.

قال رسول الله صلى الله عليه اله : من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله له ، فانه كفارة.

وقال عليه السلام : كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن اغتبته.

وقال الرضا عليه السلام : من استغفر من ذنب وهو يعمله فكأنما يستهزئ بربه.

وقال عليه السلام خير القول : لا إله إلا الله ، وخير العبادة الاستغفار.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا اخبركم بدائكم من دوائكم؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : داؤكم الذنوب ودواؤكم الاستغفار.

وقال عليه السلام : توبوا إلى الله فاني أتوب في اليوم مائة مرة (٣).

٢٤ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من عمل سيئة أجل فيها سبع ساعات من النهار ، فان قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، ثلاث مرات لم يكتب عليه.

٢٥ ـ ين : صفوان بن يحيى ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله يحب المفتن التواب ، قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب ، قلت : يقول : أستغفر الله وأتوب إليه؟ قال : كان يقول : أتوب إلى الله.

٢٦ ـ ين : إبراهيم بن أبي البلاد قال : قال لي أبوالحسن عليه السلام : إني أستغفر الله في كل يوم خمسة آلاف مرة ، ثم قال لي : خمسة آلاف كثير.

٢٧ ـ بن : حماد بن عيسى ، عن إبراهيم عمر ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :

__________________

(١) القتال : ١٩.

(٢) اغين على قلبه مجهولا : أحاط به الرين.

(٣) جامع الاخبار ص ٦٧.

٢٨٢

من قال ثلاث : سبحان ربي العظيم وبحمده ، أستغفر الله ربى وأتوب إليه ، قرعت العرش كما تقرع السلسة الطشت.

٢٨ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه اله : عليك بالاستغفار فانه المنجاة (١).

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كثر همومه فليكثر من الاستغفار (٢).

٢٩ ـ مجالس الشيخ : عن الحسين بن إبراهيم ، عن محد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكراى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن رجل ، عن أيوب بن الحر ، عن معاذ بن ثابت الفراء ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن المؤمن ليذنب الذنب فيذكره بعد عشرين سنة ، فستغفر منه ، فيغفر له ، وإنما ذكره ليغفرله ، وإن الكافر ليذنب الذنب فينساه من ساعته (٣).

٣٠ ـ دعوات الراوندى : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : عودوا ألسنتكم الاستغفار فان الله تعالى لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : العجب ممن يهلك ، والمنجاة معه ، قيل : وماهي؟ قال : الاستغفار.

وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله تبارك وتعالى : يا ابن آدم ما دعوتني ورجوتني أغفرلك على ماكان فيك ، وإن أتيتني بقرار الارض خطيئة أتيتك بقرارها مغفرة ، مالم تشرك بي ، وإن أخطأت حتى بلغ خطاياك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك.

وقال أبوعبدالله عليه السلام : إن من أجمع الدعاء الاستغفار.

وعن محمد بن الريان يا قال : كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله أن

__________________

(١) نوادر الراوندى ص ٥.

(٢) نوادر الراوندى ١٦.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣٠٥.

٢٨٣

يعلمني دعاء للشدائد والنوازل والمهمات وأن يخصني كما خص آباؤه مواليهم فكتب إلى : الزم الاستغفار.

وعن إسماعيل بن سهل قال : قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام : علمني دعاء إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة فكتب : أكثر تلاوة إنا أنزلنا ، وأرطب شفتيك بالاستغفار.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

٣١ ـ نهج : قال عليه السلام : عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار (١).

وحكى عنه أبوجعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام أنه عليهم السلام قال : كان في الارض أمانان من عذاب الله سبحانه ، وقد رفع أحدهما ، فدونكم الاخر فتمسكوا به ، أما الامان الذي رفع فهو رسول الله صلى الله عليه اله وأما الامان الباقي فالاستغفار ، قال الله عز وقائل « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ».

قال السيد رحمه الله : وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط (٢).

٣٢ ـ عدة الداعى : روى السكوني عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خير الدعاء الاستغفار.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن للقلوب صداء كصداء النحاس ، فاجلوها بالاستغفار.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

وروى زرارة عن أبي عبدالله عليه السلام : إذا أكثر العبد الاستغفار رفعت صحيفته وهي تتلا لا.

__________________

(١) نهج البلاغة الرقم ٨٧ من قسم الحكم.

(٢) نهج البلاغة الرقم ٨٨ من قسم الحكم.

٢٨٤

وعن الرضا عليه السلام : مثل الاستغفار مثل ورقة شجرة تحرك فتتناثر ، والمستغفر من ذنب وهو يفعله كالمستهزئ بربه.

وعنه عليه السلام قال : الاستغفار وقول : لا إله إلا الله خير العبادة ، قال الله العزيز الجبار « فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك » (١).

٣٣ ـ فلاح السائل : روي عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان يوما جالسا في حشد من الناس من المهاجرين والانصار فقال رجل منهم : أستغفر الله ، فالتفت إليه علي عليه السلام كالمغضب ، وقال له : يا ويلك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار اسم واقع على ستة أقسام : الاول الندم على مامضى ، الثاني العزم على ترك العود إليه ، الثالث أن تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤديها ، الرابع أن تخرج إلى الناس مما بينك وبينهم حتى تلقى الله أملس ، وليس عليك تبعة ، الخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت تذهبه بالاحزان حتى تنبت لحم غيره ، السادس أن تذيق الجمس مرارة الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فحينئذ تقول : أستغفر الله.

٣٤ ـ الدر المنثور : عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه اله : من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث غفرت ذنوبه ، وإن كان فر من الزحف.

وعن أبي سعيد الخدري قال : من قال هذا الاستغفار خمس مرات غفر له وإن كان عليه ذنوب مثل زبد البحر (٢).

__________________

(١) القتال : ١٩.

(٢) الدر المنثور ج ٣ ص ١٨٢.

٢٨٥

ابواب الدعاء

اعلم أنا قد أوردنا في كتاب الطهارة والصلاة ، وفي أبواب كتاب القرآن ، وفي كتاب النكاح ، وفي كتاب الآداب والسنن ، وفي كتاب الصيام وأعمال السنة ، وفي كتاب الحج والعمرة ، وفي كتاب العهد الله (١) وفي غيرها من الكتب كثيرا من المطالب المتعلقة بأبواب الدعاء ، ولنذكر هنا أيضا شطرا صالحا من ذلك إن شاء الله تعالى.

١٦

* ( باب ) *

* « ( فضله والحث عليه ) » *

الايات : البقرة : وإذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون (٢).

الانعام : قل أرأيتم إن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين * بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشر كون * ولقد أرسلنا إلى امم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون * فلولا إذ جائهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون (٣).

وقال تعالى : قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين * قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب

__________________

(١) كذا في نسخة الكمبانى ، وفى نسخة الاصل لا تقرء الكلمة ، وعنوان الباب [ أبواب الدعاء باب فضله والحث عليه ] مكتوب بخط المؤلف وهكذا بعده الايات وقوله : [ اعلم أنا ] الخ مكتوب بغير خطه في الهامش استدراكا.

(٢) البقرة : ١٨٦.

(٣) الانعام : ٤٠ ٤٢.

٢٨٦

ثم أنتم تشركون (١).

الاعراف : وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين (٢).

يونس : قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون (٣).

هود : إن ربي قريب مجيب (٤).

ابراهيم : وآتيكم من كل ما سألتموه (٥).

وقال حاكيا عن إبراهيم عليه السلام : إن ربي لسميع الدعاء (٦).

الانبياء : ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم (٧).

وقال تعالى : وأيوب إذ نادى أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر (٨).

وقال تعالى : ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين (٩).

الفرقان : قل ما يعبؤبكم ربي لولا دعاؤكم (١٠).

النمل : أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض أإله مع الله قليلا ماتذكرون (١١).

التنزيل : يدعون ربهم خوفا وطمعا (١٢).

المؤمن : فادعو الله مخلصين له الدين (١٣).

__________________

(١) الانعام : ٦٣ ٦٤.

(٢) الاعراف : ٥٦.

(٣) يونس : ٨٩.

(٤) هود : ٦١.

(٥) ابراهيم : ٣٤.

(٦) ابراهيم : ٣٩.

(٧) الانبياء : ٧٦.

(٨) الانبياء : ٨٣.

(٩) الانبياء : ٩٠.

(١٠) الفرقان : ٧٧.

(١١) النمل : ٦٢.

(١٢) التنزيل : ١٦.

(١٣) المؤمن : ١٤.

٢٨٧

وقال تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين (١).

وقال : فادعوه مخلصين له الدين (٢).

حمعسق : ويستجيب الذين آمنا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله (٣).

الطور : إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم (٤).

الرحمن : يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن (٥).

١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه صلوات الله علهيم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدعاء سلاح المؤمن ، وعماد الدين ، ونور السماوات والارض (٦).

صح : عنه عليه السلام مثله وزاد في آخره فعليكم بالدعاء وأخلصوا النية (٧).

٢ ـ ب : ابن سعد ، عن الازدي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الدعاء يرد القضاء ، وإن المؤمن ليذنب فيحرم بذنبه الرزق (٨).

ما : المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن سعد ، عن الازدي مثله (٩).

٣ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه اله : داووا مرضاكم بالصدقة وادفعوا أبواب البلاء بالدعاء ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ، فانه ما يصاد ما تصيد من الطير إلا بتضييعهم التسبيح (١٠).

٤ ـ ب : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الرزق لينزل من

__________________

(١) المؤمن : ٦٠.

(٢) المؤمن : ٦٥.

(٣) الشورى : ٢٦.

(٤) الطور : ٢٨.

(٥) الرحمن : ٢٩.

(٦) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٧.

(٧) صحيفة الرضا ع : ١٩.

(٨) قرب الاسناد ص ٢٤.

(٩) امالى الطوسى ج ١ ص ١٣٥.

(١٠) قرب الاسناد ص ٧٤ في ط و ٥٥ في ط.

٢٨٨

السماء إلى الارض على عدد قطر المطر إلى كل نفس بما قدر لها ، ولكن الله فضول فاسألوا الله من فضله (١).

٥ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام : ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء ، قبل ورود البلاء ، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، للبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلى التلعة إلى أسفلها ، ومن ركض البراذين (٢).

وقال عليه السلام : ما زالت نعمة ولا نضارة عيش إلا بذنوب اجترحوا إن الله ليس بظلام للعبيد ، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والانابة لم تنزل ، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله بصدق من نياتهم ولم يهنوا (٣) ولم يسرفوا لاصلح الله لهم كل فاسد ، ولرد عليهم كل صالح (٤).

وقال عليه السلام : الدعاء يرد القضاء المبرم ، فاتخذوه عدة (٥).

٦ ـ ما : المفيد ، عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن أحمد بن عبدالله ، عن جده أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن فضال ، عن الحسن بن الجهم ، عن أبي اليقظان ، عن عبيدالله بن الوليد الوصافي ، عن الصادق عليه السلام قال : ثلاث لا يضر معهن شئ : الدعاء عند الكربات ، والاستغفار عند الذنوب ، والشكر عند النعمة (٦).

٧ ـ لى : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمد بن أبي الهزهاز ، عن علي بن السري قال : سمعت أبا عبدالله

__________________

(١) قرب الاسناد ص ٧٤ في ط و ٥٥ في ط.

(٢) الخصال ج ٢ ص ١٦١.

(٣) ولم يتمنوا خ.

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٦٢.

(٥) الخصال ج ٢ ص ١٦٠.

(٦) امالى الطوسى ج ٢ ص ٢٠٧.

٢٨٩

عليه السلام يقول : إن الله عزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا وذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه (١).

٨ ـ ما (٢) مع (٣) في : في خبر الشيخ الشامي أنه سئل أمير المؤمنين عليه السلام أي الكلام أفضل عند الله عزوجل؟ قال : كثرة ذكره ، والتضرع إليه ودعاؤه (٤).

٩ ـ فس : « إن إبراهيم لاواه حليم » (٥) في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الاواه المتضرع إلى الله في صلاته ، وإذا خلا في قفرة من الارض وفي الخلوات (٦).

١٠ ـ ب : هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مما أعطى الله به امتي وفضلهم به على سائر الامم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلى نبي ، وذلك أن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له : اجتهد في دينك ولا حرج عليك ، وإن الله تبارك وتعالى أعطى ذلك امتي حيث يقول : « وما جعل عليكم في الدين من حرج » (٧) يقول : من ضيق ، وكان إذا بعث نبيا قال له : إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني أستجب لك ، وإن الله أعطى امتي ذلك حيث يقول : « ادعوني أستجب لكم » (٨) وكان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه ، وإن الله تبارك وتعالى جعل امتي شهداء على الخلق ، حيث يقول : « ليكون

__________________

(١) امالى الصدوق ص ١٠٩.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٥١.

(٣) معانى الاخبار ص ١٩٩.

(٤) امالى الصدوق ص ٢٣٧.

(٥) براءة : ١١٥.

(٦) تفسر القمى ص ٢٨٢.

(٧) الحج : ٧٨.

(٨) غافر : ٦٠.

٢٩٠

الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس » (١).

١١ ـ جا (٢) ما : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء وإن أبخل الناس من بخل بالسلام (٣).

١٢ ـ ما فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام ابنه الحسن عليه السلام يا بنى للمؤمن ثلاث ساعات ، ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها ، فيما يحل ويحمد (٤).

١٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي الفضل ، عن عبدالله بن أبي داود ، عن إبراهيم ابن الحسن ، عن بشر بن زاذان ، عن عمر بن صبيح ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال على عليه السلام : أربع للمرء لا عليه : الايمان والشكر ، فان الله تعالى يقول : « ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم » (٥) والاستغفار فانه قال : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون » (٦) والدعاء فانه قال تعالى : « قل ما يعبؤبكم ربي لولا دعاؤكم » (٧).

١٤ ـ ثو : أبي ، عن محمد العطار ، عن العمركي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من عدوكم ، ويدر رزقكم؟ قالوا : نعم ، قال : تدعون بالليل والنهار ، فان سلاح المؤمن الدعاء (٨).

__________________

(١) قرب الاسناد ص ٥٦.

(٢) مجالس المفيد ص ١٩٥.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٨٧.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٤٦ في حديث.

(٥) النساء : ١٤٧.

(٦) الانفال : ٣٣.

(٧) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٠٨ في حديث والاية في سورة الفرقان : ٧٧.

(٨) ثواب الاعمال ص ٢٥.

٢٩١

١٥ ـ ث : أبي ، عن سعد ، عن بنان بن محمد ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من عبد يسلك واديا فيبسط كفيه فيذكر الله ويدعو ، إلا ملا الله ذلك الوادي حسنات ، فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر (١).

١٦ ـ سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن مفرق ، عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما من شئ أحب إلى الله من أن يسأل (٢).

١٧ ـ سن : محمد بن علي ، عن عبدالرحمن بن محمد بن أبي هاشم ، عن عنبسة عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم ويبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير (٣).

١٨ ـ ضا : أروي عن العالم عليه السلام أنه قال : لكل داء دواء ، سألته عن ذلك فقال : لكل داء دعاء ، فإذا الهم العليل الدعاء فقد اذن في شفائه ثم قال لي العالم عليه السلام : الدعاء أفضل من قراءة القرآن ، لان الله عزوجل يقول : « ما يعبؤبكم ربي لولا دعائكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما » (٤).

وأروي أن الدعاء يدفع من البلاء ما قدر ، وما لم يقدر ، قيل : وكيف يدفع ما لم يقدر؟ قال : حتى لا يكون.

١٩ ـ سر : من كتاب معاوية بن عمار قال : قلت له : رجلان دخلا المسجد جميعا افتتحا الصلاة في ساعة واحدة ، فتلاهذا من القرآن وكانت تلاوته أكثر من دعائه ودعا هذا وكان دعاؤه أكثر من تلاوته ، ثم انصرفا في ساعة واحدة أيهما أفضل؟ قال : كل فيه فضل كل حسن : قال : قلت إني قد علمت أن كلا حسن وأن كلا فيه فضل ، قال : فقال : الدعا أفضل ، أما سمعت قول الله تعالى « ادعوني أستجب لكم

__________________

(١) ثواب الاعمال ص ١٣٧.

(٢) المحاسن ص ٢٩٢ في حديث.

(٣) المحاسن ص ٢٩٣.

(٤) الفرقان : ٧٧.

٢٩٢

إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين » (١) هي والله أفضل هي والله أفضل ، هي والله أفضل ، أليس هي العبادة ، أليست أشد ، هي والله أشد هي والله أشد ، هي والله أشد. ثلاث مرات.

٢٠ ـ م : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : عن جبرئيل ، عن الله عزوجل : ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاسئلوني الهدى أهدكم ، وكلكم فقير إلا من أغنيته فاسئلوني الغناء أرزقكم ، وكلكم مذنب إلا من عافيته فاسألوني المغفرة أغفرلكم ومن علم أني ذو قدرة على المغفرة ، فاستغفرني بقدرتي غفرت له ، ولا أبالي ، ولو أن أولكم وآخركم ، وحيكم وميتكم ، ورطبكم ويابسكم ، اجتمعوا على إتقاء قلب عبد من عبادي لم يزيدوا في ملكي جناح بعوضة ، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ، ورطبكم ويابسكم ، اجتمعوا على إشقاء قلب عبد من عبادي لم ينقصوا من ملكي جناح بعوضة ، ولو أن أولكم وآخركم ، وحيكم وميتكم ، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا فيتمنى كل واحد مابلغت امنيته فأعطيته لم يتبين ذلك في ملكي كما لو أن أحدكم مر على شفير البحر فغمس فيه أبره ثم انتزعها ، ذلك بأني جواد ما جد ، واجد ، عطائي كلام ، وعداتي كلام ، فإذا أردت شيئا فانما أقول له : كن ، فيكون (٢).

٢١ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت : قوله : « إن إبراهيم لاواه حليم » قال : الاواه الدعاء (٣).

٢٢ ـ جا : أبوغالب الزراري ، عن جده محمد بن سليمان ، عن عبدالله بن محمد بن خالد ، عن ابن أبي نجران ، عن صفوان ، عن سيف التمار ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه الصلاة والسلام يقول : عليكم بالدعاء فانكم لا تتقربون بمثله ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تسئلوها ، فان صاحب الصغائر هوصاحب

__________________

(١) غافر : ٦٠.

(٢) تفسير الامام ١٩ و ٢٠.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ١١٤ ، والاية في براءة : ١١٥.

٢٩٣

الكبائر (١).

٢٣ ـ مكا : من مجموع أبي طول الله عمره ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من شئ أكرم على الله تعالى من الدعاء.

عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال : قلت للباقر عليه السلام : أي العبادة أفضل؟ فقال : ما من شئ أحب إلى الله من أن يسأل ويطلب ما عنده ، وما أحد أبغض إلى الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ، ولا يسأل ما عنده (٢).

عن الصادق عليه السلام من لم يسأل من فضله افتقر.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يرد القضاء إلا الدعاء.

وقال عليه السلام : الدعاء سلاح المؤمن ، وعمود الدين ، ونور السماوات والارض.

وقال عليه السلام : ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ، ويدر أرزاقكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : تدعون ربكم بالليل والنهار ، فان سلاح المؤمن الدعاء.

عن الحسين بن علي عليهما السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع يديه إذا ابتهل ودعا ، كما يستطعم المسكين.

وقال عليه السلام : أعجز الناس من عجز عن الدعاء ، وأبخل الناس من بخل بالسلام.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطيعة رحم ، ولا استجلاب إثم ، إلا أعطاه الله تعالى بها إحدى خصال ثلاث : إما أن يعجل له الدعوة وإما أن يدخرها في الآخرة ، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تستحقروا دعوة أحد ، فانه يستجاب لليهودي فيكم ، ولا يستجاب له في نفسه.

__________________

(١) مجالس المفيد ص ١٩.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣١١.

٢٩٤

وقال عليه السلام : أحب الاعمال إلى الله عزوجل في الارض الدعاء ، وأفضل العبادة العفاف.

عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الدعاء يرد القضاء بعد ما ابرم إبراما ، فأكثر من الدعاء ، فانه مفتاح كل رحمة ، ونجاح كل حاجة ، ولا ينال ما عند الله إلا بالدعاء ، وليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه.

عبدالله بن ميمون القداح عنه عليه السلام قال : الدعاء كهف الاجابة ، كما أن السحاب كهف المطر (١).

وعن الرضا عليه السلام أنه كان يقول لاصحابه : عليكم بسلاح الانبياء فقيل : وما سلاح الانبياء؟ قال : الدعاء.

وعن الصادق عليه السلام قال : الدعاء أنفذ من السنان.

وعن حماد بن عثمان قال : سمعته يقول : الدعاء يرد القضاء وينقضه كما ينقض السلك وقد ابرم إبراما.

عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : عليكم بالدعاء فان الدعاء والطلبة إلى الله عزوجل يرد البلاء ، وقد قدر وقضي ، فلم يبق إلا إمضاؤه فإذا دعي الله وسئل صرف البلاء صرفا.

قال الصادق عليه السلام : عليك بالدعاء فان فيه شفاء من كل داء (٢).

عن الفردوس قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : البلا معلق بين السماء والارض مثل القنديل فإذا سأل العبدربه العافية ، صرف الله عنه البلاء ، وقال : سلوا الله عزوجل ما بدالكم من حوائجكم حتى شسع النعل ، فانه إن لم ييسره لم يتيسر ، وقال : ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع (٣).

وقال الصادق عليه السلام : إن الله جعل أرزاق المؤمنين من حيث لم يحتسبوا ، و

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣١٢.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣١٤.

(٣) مكارم الاخلاق ص ٣١٣.

٢٩٥

ذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعا ، ولكن يحب أن يبث إليه الحوائج (١).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يرد القضاء إلا الدعاء.

وقال الصادق عليه السلام : الدعاء يرد القضاء بعد ما ابرم إبراما.

عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : عليكم بالدعاء فان الدعاء والطلب إلى الله عزوجل يرد البلاء وقد قدر وقضي ، فلم يبق إلا إمضاؤه ، فاذا دعي الله وسئل صرف البلاء صرفا.

عن سلمان فارسي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا يزيد في العمر إلا البر ، ولا يرد القضاء إلا الدعاء.

وقال الباقر للصادق عليهما السلام : يا بني من كتم بلاء ابتلي به من الناس ، وشكى إلى الله عزوجل كان حقا على الله أن يعافيه من ذلك.

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من تقدم في الدعاء استجيب له إذا نزل به البلاء وقيل : صوت معروف ، ولم يحجب عن السماء ، ومن لم يتقدم في الدعاء ، لم يستجب له إذا نزل به البلا ، وقالت الملائكة : إن ذا الصوت لانعرفه (٢).

روي عن العالم عليه السلام : أنه قال : لكل داء دواء فسئل عن ذلك ، فقال : لكل داء دعاء فإذا الهم المريض الدعاء ، فقد أذن الله في شفائه ، وقال : أفضل الدعاء الصلاة على محمد وآله ، ثم الدعاء للاخوان ، ثم الدعاء لنفسك فيما أحببت وأقرب ما يكون العبد من الله سبحانه إذا سجد ، وقال : الدعاء أفضل من قراءة القرآن لان الله عزوجل قال : « قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعائكم » (٣) فان الله عزوجل ليؤخر إجابة المؤمن شوقا إلى دعائه ، ويقول : صوتا أحب أن أسمعه ، ويعجل

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣١٤.

(٢) مكارم الاخلاق ٣١٥.

(٣) الفرقان : ٧٧.

٢٩٦

أجابة الدعاء للمنافق ويقول : صوتا أكره سماعه.

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من تخوف بلاء يصيبه فتقدم في الدعاء لم يصره الله عزوجل ذلك البلاء أبدا.

٢٤ ـ تم : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله ، عن القداح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام قال : أحب الاعمال إلى الله سبحانه في الارض الدعاء ، وأفضل العبادة العفاف (١).

٢٥ ـ تم : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم والبرقي والحسين ابن علي ، عن ابن المغيرة ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من عدوكم ويدر أرزاقكم؟ قالوا : بلى ، قال : تدعون ربكم بالليل والنهار فان الدعاء سلاح المؤمنين (٢).

وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام : إن الدعاء أنفذ من السلاح الحديد (٣).

٢٦ ـ تم : بهذا الاسناد ، عن جعفر ، عن أبيه علهيما السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدعاء سلاح المؤمنين ، وعمود الدين ، ونور السماوات والارض (٤).

٢٧ ـ تم : روى جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ، باسناده إلى عمر بن يزيد ، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : سمعته يقول : إن الدعاء يرد ما قدر ومالم يقدر قال : قلت : جعلت فداك هذا ماقدر قدعرفناه أفرأيت ما لم يقدر؟ قال : حتى لا يقدر (٥).

ختص : ابن أبي نجران ، عن هشام بن سالم ، عن عمر بن يزيد مثله وفيه حتى لا يكون (٥).

__________________

(١ ـ ٢) فلاح السلائل ص ٢٧.

(٣ ـ ٤) فلاح السلائل ص ٢٨.

(٥) الاختصاص : ٢١٩.

٢٩٧

٢٨ ـ تم : من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب في حديث أبي ولاد حفص ابن سالم الخياط قال : دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام بالمدينة وكان معي شئ فأوصلته إليه فقال : أبلغ أصحابك وقال لهم : اتقوا الله عزوجل فانكم في إمارة جبار يعني أبا الدوانيق ، فأمسكوا ألسنتكم ، وتوقوا على أنفسكم ودينكم وادفعوا ما تحذرون علينا وعليكم منه بالدعاء فان الدعاء والله والطلب إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضي ، ولم يبق إلا إمضاؤه ، فاذا دعي الله وسئل صرف البلاء صرفا فألحوا في الدعاء أن يكفيكموه الله.

قال أبوولاد : فلما بلغت أصحابي مقالة أبي الحسن عليه السلام قال : ففعلوا ودعوا عليه ، وكان ذلك في السنة التي خرج فيها أبوالدوانيق إلى مكة فمات عند بئر ميمون ، قبل أن يقضي نسكه ، وأراحنا الله منه ، قال أبوولاد : وكنت تلك السنة حاجا فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال : يا أبا ولاد كيف رأيتم نجاح ما أمرتكم به وحثثتكم عليه من الدعاء على أبي الدوانيق؟ يا أبا ولاد ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله الدعاء إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا ، ومامن بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء إلا كان ذلك البلاء طويلا ، فاذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء.

٢٩ ـ تم : الحسين بن سعيد ، عن حماد وفضالة ، عن معاوية بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : رجلان افتتحا الصلاة في ساعة واحدة ، فتلا هذا من القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه ، ودعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلاوته ثم انصرفا في ساعة واحدة ، أيهما أفضل؟ فقال : كل فيه فضل ، كل حسن قال : قلت : قد علمت أن كلا حسن ، وأن كلا فيه فضل ، فقال : الدعاء أفضل أما سمعت قول الله تبارك وتعالى : « وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين » (١) هي والله العبادة ، هي والله العبادة أليست هي العبادة؟ هي والله العبادة ، هي والله العبادة ، أليست أشد هن ، هي والله أشد هن ، هي والله أشدهن ، هي والله أشد هن (٢).

__________________

(١) غافر : ٦٠.

(٢) فلاح السائل ص ٣٠.

٢٩٨

٣٠ ـ تم : الحسن بن محبوب يرفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه سأل أيهما أفضل في الصلاة : كثرة القراءة؟ أو طول اللبث في الركوع والسجود؟ فقال : كثرة اللبث في الركوع والسجود أما تسمع لقول الله تعالى : « فاقرؤا ما تيسر منه وأقيموا الصلوة » (١) إنما عنى باقامة الصلاة طول اللبث في الركوع والسجود قال : قلت : فأيهما أفضل : كثرة القراءة أو كثرة الدعاء؟ قال : الدعاء أما تسمع لقوله تعالى : « قل ما يعبؤبكم ربي لولا دعاؤكم » (٢).

٣١ ـ تم : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن زياد العبدي عن حماد بن عثمان رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى : « وما يفتح الله للناس من رحمة فلاممسك لها » (٣) قال : الدعاء (٤).

٣٢ ـ تم : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد عن الميثمي ، عن ربعي ، عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : في هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام؟ فقال : نعم ، ثم قال : ألا أخبرك بما فيه شفاء من كل داء وسام؟ قلت : بلى ، قال : الدعاء (٥).

٣٣ ـ تم : الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن ابن سنان وابن فضال ، عن علي بن عقبة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الدعاء يرد القضاء المبرم بعدما ابرم إبراما ، فأكثر من الدعاء ، فانه مفتاح كل رحمة ، ونجاح كل حاجة ، ولا ينال ماعند الله إلا بالدعاء ، فانه ليس من باب يكثر قرعه إلا أو شك أن يفتح لصاحبه (٦).

٣٤ ـ تم : الحسين بن سعيد ، عن محمد بن سنان ، عن عنبسة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من تخوف بلاء يصيبه فيقوم فيه بالدعاء لم يره الله ذلك

__________________

(١) المزمل : ٢٠.

(٢) فلاح السائل ص ٣٠ ، والاية في الفرقان : ٧٧.

(٣) فاطر : ٢.

(٤ ـ ٦) فلاح السائل ص ٢٨.

٢٩٩

البلاء أبدا (١).

٣٥ ـ تم : الحسين ، عن الوشاء ، عن الرضا ، عن أبيه علهيما السلام قال : إن الدعاء يستقبل البلاء ، فيتواقفان إلى يوم القيامة (٢).

٣٦ ـ ختص : قال الصادق عليه السلام : من لم يسأل الله من فضله افتقر.

٣٧ ـ الدعوات للراوندى : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الحذر لا ينجي من القدر ، ولكن ينجي من القدر الدعاء ، فتقدموا في الدعاء قبل أن ينزل بكم البلاء إن الله يدفع بالدعاء مانزل من البلاء وما لم ينزل.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام : الدعاء مفتاح الرحمة ومصباح الظلمة.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : [ ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؟ قالوا : بلى ، قال : ] (٣) تدعون ربكم بالليل والنهار ، فان سلاح المؤمن الدعاء.

وقال الرضا عليه السلام : عليكم بسلاح الانبياء فقيل له : وما سلاح الانبياء؟ فقال : الدعاء.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدعاء مخ العبادة ، ولا يهلك مع الدعاء أحد.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل عبادة امتي بعد قراءة القرآن الدعاء ثم قرأ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين » (٤) ألا ترى أن الدعاء هو العبادة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تعجزوا عن الدعاء فانه لم يهلك مع الدعاء أحد ، وليسأل أحدكم ربه حتى يسأله شسع نعله ، إذا انقطع ، واسألوا الله من فضله فانه يحب أن يسأل.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله يحب الملحين في الدعاء ، وقال : إذا اشتغل العبد بالثناء علي قضيت حوائجه ، وقال : إذاقل الدعاء نزل البلاء وقال : ليس شئ أكرم على الله من الدعاء ، وقال : أعدوا للبلاء الدعاء ، فانه لايرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد

__________________

(١ ـ ٢) فلاح السائل ص ٢٩.

(٣) زيادة أضفناه بقرينة سائر الروايات.

(٤) غافر : ٦٠.

٣٠٠