بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عليهم ثياب خضر ، قيل : من هم يا رسول الله؟ قال : قوم ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولكنهم تحابوا بجلال الله ، ويدخلون الجنة بغير حساب ، نسأل الله أن يجعلنا منهم برحمته.

وأما قوله : « فمن ثقلت موازينه * ومن خفت موازينه » (١) فانما يعني الحساب بوزن الحسنات والسيئات ، والحسنات ثقل الميزان ، والسيئات خفة الميزان.

وأما قوله : « قل يتوفيكم ملك الموت الذي وكل بكم » (٢) وقوله : « الله يتوفى الانفس حين موتها » (٣) وقوله : « توفته رسلنا وهم لا يفرطون » (٤) وقوله : « الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفهسم » (٥) وقوله : « الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم » (٦) فان الله تبارك وتعالى يدبر الامور كيف يشاء ، ويوكل من خلقه من يشاء بمايشاء ، أما ملك الموت فان الله عز وجل يوكله بخاصة من يشاء من خلقه ، ويوكل رسله من الملائكة خاصة بما يشاء من خلقه تبارك وتعالى ، والملائكة الذين سماهم الله عزوجل وكلهم بخاصة من يشاء من خلقه تبارك وتعالى ، يدبر الامور كيف يشاء ، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس ، لان منهم القوي والضعيف ولان منه مايطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله إلا أن يسهل الله له حمله ، وأعانه عليه من خاصة أوليائه ، وإنما يكفيك أن تعلم أن الله المحيي المميت ، وأنه يتوفى الانفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم ، قال : فرجت عني يا أمير المؤمنين أنفع الله المسلمين بك.

فقال علي عليه السلام للرجل : لئن كنت قد شرح الله صدرك بما قد بينت لك

__________________

(١) الاعراف : ٨ و ٩ ، المؤمنون : ١٠٢ ١٠٣.

(٢) السجدة : ١١.

(٣) الزمر : ٤٢.

(٤) الانعام : ٦١.

(٥) النحل : ٢٨.

(٦) النحل : ٣٢.

١٤١

فأنت والذي فلق الحبة وبرء النسمة من المؤمنين حقا ، فقال الرجل : يا أمير المؤمنين كيف لي بأن أعلم أني من المؤمنين حقا؟ قال : لا يعلم ذلك إلا من أعلمه الله على لسان نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وشهد له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالجنة أو شرح الله صدره ليعلم ما في الكتب التي أنزلها الله عزوجل على رسله وأنبيائه.

قال : يا أمير المؤمنين ومن يطيق ذلك؟ قال : من شرح الله صدره ووفقه له ، فعليك بالعمل لله في سر أمرك وعلانيتك ، فلاشئ يعدل العمل (١).

١٣٠

* ( باب ) *

* « ( النوادر وفيه تفسير بعض الايات أيضا ) » *

١ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال علي عليه السلام : ليس في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وهي في التورية يا أيها الناس ، وفي خبر آخر يا أيها المساكين (٢).

٢ ـ ن : الدقاق ، عن الصوفي ، عن الروياني ، عن عبدالعظيم الحسني عن أبى جعفر الثاني عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : « أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى » (٣) قال : يقول الله عزوجل : « بعدا لك من خير الدنيا وبعدا لك من خير الآخرة » (٤).

٣ ـ ن : باسناد التميمي عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قوله عزوجل : « وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام » (٥) قال :

__________________

(١) التوحيد باب الرد على الثنوية والزنادقة ص ١٨١ ١٩٣.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣٩.

(٣) القيامة : ٣٤ و ٣٥.

(٤) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٤.

(٥) الرحمن : ٢٤.

١٤٢

السفن (١).

٤ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ليس في القرآن يا أيها الذين آمنوا إلا وفي التوراة يا أيها المساكين (٢).

شى : عن السكوني ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام مثله (٣).

٥ ـ شى : جعفر بن أحمد ، عن العمركي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهم مثله (٤).

٦ ـ طب : محمد بن القاسم بن منحاب ، عن خلف بن حماد ، عن ابن مسكان عن جابر الجعفي قال : قال أبوجعفر الباقر عليه السلام لرجل من أصحابه : إذا أردت الحجامة فخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ وقل والدم يسيل : « بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم من العين في الدم ، ومن كل سوء في حجامتي هذه ثم قال : أعلمت أنك إذا قلت هذا فقد جمعت؟ إن الله عزوجل يقول في كتابه « ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء » (٥) يعني الفقر ، وقال جل جلاله : « ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء » (٦) فالسوء هنا الزنا ، وقال عزوجل في قصة موسى عليه السلام : « أدخل يدل في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء » (٧) يعني من غير مرض ، واجمع ذلك عند حجامتك والدم يسيل بهذه العوذة المتقدمة (٨).

__________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٦٦.

(٢) صحيفة الرضا عليه السلام ص ١٤.

(٣ ـ ٤) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٨٩.

(٥) الاعراف : ١٨٨.

(٦) يوسف : ٢٤.

(٧) النمل : ١٢.

(٨) طب الائمة : ٥٥.

١٤٣

٧ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : « يحفظونه من أمر الله » قال : بأمر الله ، ثم قال : ما من عبد إلا ومعه ملكان يحفظانه فاذا جاء الامر من عند الله خليا بينه وبين أمر الله (١).

٨ ـ شى : عن فضيل بن عثمان سكرة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال في هذه الآية : « له معقبات من بين يديه » قال : هن المقدمات المؤخرات المعقبات الباقيات الصالحات (٢).

٩ ـ شى : عن سماعة ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : « وله الدين واصبا » قال : واجبا (٣).

١٠ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : « فأتى الله بنيانهم من القواعد » (٤) قال : كانت بيت غدر يجتمعون فيه (٥).

١١ ـ شى : عن أبي السفاتج ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قرأ : « فأتى الله بيتهم ».

وعنه عليه السلام « بيتهم من القواعد » يعني بيت مكرهم (٦).

١٢ ـ شى : عن كليب ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : « فأتى الله بنيانهم من القواعد » قال : لا ، فأتى الله بيتهم من القواعد ، وإنما كان بيتا (٧).

١٣ ـ شى : عن الحسن بن زياد الصيقل ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : « قد مكر الذين من قبلهم « ولم يعلم الذين آمنوا » فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف « قال محمد بن كليب ، عن أبيه قال : قال : إنما كان بيتا (٨).

١٤ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام « فأتى الله بيتهم من القواعد »

__________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٠٥ ، والاية في سورة الرعد : ١١.

(٣) تفسير العياشى : ج ٢ ص ٢٦٢ ، والاية في سورة النحل : ٥٢.

(٤) النحل : ٢٦.

(٥ ـ ٨) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٥٨.

١٤٤

قال : كان بيت غدر يجتمعون فيه ، إذا أرادوا الشر (١).

١٥ ـ العلل ، لمحمد بن علي بن إبراهيم : العلة في قوله : « إياك أعني واسمعي ياجاره » قول الله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تدع مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا » (٢) وقوله : « يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن » (٣) وقوله : « ولو تقول علينا بعض الاقاويل * لاخذنا منه باليمين » (٤) ومثله كثير مما هو مخاطبة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمعنى على امته فذلك علة قولك إياك أعني واسمعي ياجاره.

ومنه : قال : علة إسقاط بسم الله الرحمن الرحيم من سورة براءة أن بسم الله الرحمن الرحيم أمان والبراءة كانت إلى المشركين ، فأسقط منها الامان.

ومنه قال : كنية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن قوله : « لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون » (٥) وأقسم الله به في القرآن في قوله عزوجل : « والنجم إذا هوى » يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

[ تم كتاب القرآن ]

__________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٥٨.

(٢) أسرى : ٩٣ وفيه : ولا تجعل مع الله ».

(٣) الطلاق : ١.

(٤) الحاقة : ٤٤ ٤٥.

(٥) الحجر : ٧٢.

١٤٥
١٤٦

الجزء الثانى

من المجلد التاسع عشر

من بحار الانوار

في ذكر الادعية والاذكار

١٤٧

بسم الله الرحمن الرحيم

أبواب الاذكار وفضلها *

١

* ( باب ) *

* « ( ذكر الله تعالى ) » *

الايات : البقرة : فاذكروني أذكركم (١).

آل عمران : واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار (٢).

وقال تعالى : الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم (٣).

النساء : إن المنافقين يخادعون الله إلى قوله : ولا يذكرون الله إلا قليلا (٤).

الاعراف : ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون (٥).

__________________

* في نسخة الاصل المحفوظة في مكتبة ملك بطهران تحت الرقم ٩٩٧ كتب في أعلى الصفحة « لابد من ملاحظة كتاب قبس المصباح للصهرشتى وغيره من كتب الدعاء ».

(١) البقرة : ١٥٢.

(٢) آل عمران : ٤١.

(٣) آل عمران : ١٩١.

(٤) النساء : ١٤٢.

(٥) الاعراف : ١٨٠.

١٤٨

وقال سبحانه : واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين (١).

التوبة : نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون (٢).

الرعد : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب (٣).

الكهف : واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لاقرب من هذا رشدا (٤).

وقال تعالى : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا (٥).

طه : كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا (٦).

وقال تعالى : ولا تنيا في ذكري (٧).

النور : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (٨).

الشعراء : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا (٩).

العنكبوت : إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر (١٠).

الاحزاب : لمن كان يرجوالله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا (١١).

وقال تعالى : والذاكرين الله كثيرا والذاكرات (١٢).

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اذكروالله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة

__________________

(١) الاعراف : ٢٠٥.

(٢) براءة : ٦٧.

(٣) الرعد : ٢٨.

(٤) الكهف : ٢٤.

(٥) الكهف : ٢٨.

(٦) طه : ٣٤.

(٧) طه : ٤٢.

(٨) النور : ٣٧.

(٩) الشعراء : ٢٢٧.

(١٠) العنكبوت : ٤٥.

(١١) الاحزاب : ٢١.

(١٢) الاحزاب : ٣٥.

١٤٩

وأصيلا (١).

الجمعة : واذكرو الله كثيرا لعلكم تفلحون (٢).

المنافقون : يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون (٣).

المزمل : واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا (٤).

أقول : قد مضى في باب جوامع المكارم بعض الاخبار المناسبة لهذا الباب (٥).

١ ـ ل : العطار ، عن أبيه ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار عن فضالة ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما السلام قال : أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام : لا تفرح بكثرة المال ، ولا تدع ذكري على كل حال فان كثرة المال تنسي الذنوب ، وترك ذكري يقسي القلوب (٦).

ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن المقري الخراساني ، عن علي بن جعفر عن أخيه ، عن أبيه عليهم السلام مثله (٧).

٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن النضر ، عن درست عن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ثلاث لا يطيقهن الناس : الصفح عن الناس ، ومواخاة الاخ أخاه في ماله ، وذكر الله كثيرا (٨).

٣ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن مرار ، عن يونس رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي سيد الاعمال ثلاث خصال :

__________________

(١) الاحزاب : ٤١.

(٢) الجمعة : ١٠.

(٣) المنافقون : ٩.

(٤) المزمل : ٨.

(٥) راجع ج ٦٩ ص ٣٣٢ ٤١٤ ، من هذه الطبعة الحديثة.

(٦) الخصال ج ١ ص ٢٠.

(٧) علل الشرائع ج ١ ص ٧٧.

(٨) الخصال ج ١ ص ٦٦.

١٥٠

إنصافك الناس من نفسك ، ومواساتك الاخ في الله عزوجل ، وذكر الله تعالى على كل حال (١).

٤ ـ ل : فيما أوصى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه السلام : يا علي ثلاث لاتطيقها هذه الامة ، المواساة للاخ في ماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، ذكر الله على كل حال ، وليس هو سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولكن إذاورد على مايحرم عليه خاف الله عزوجل عنده وتركه (٢).

٥ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن ابن محبوب ، عن الشحام قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما ابتلي المؤمن بشئ أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها قيل : وماهن؟ قال : المواساة في ذات الله ، والانصاف من نفسه [ في ذات يده ] وذكر الله كثيرا ، أماوإني لا أقول لكم : سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولكن ذكر الله عند ما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه (٣).

مع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى مثله (٤).

٦ ـ ل (٥) ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن المغيرة عن الكناني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ثلاث من أشد ما عمل العباد : إنصاف المرء من نفسه ، ومواساة المرء أخاه ، وذكر الله على كل حال ، وهو أن يذكر الله عزوجل عند المعصية يهم بها فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية وهو قول الله عزوجل : « إن الذين اتقوا إذامسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذاهم مبصرون » (٦).

مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي مثله ، وفيه : وذكر الله على كل حال

__________________

(١ ـ ٢) الخصال ج ١ ص ٦٢.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦٣.

(٤) معانى الاخبار ص ١٩٢.

(٥) الخصال ج ١ ص ٦٥.

(٦) الاعراف : ٢٠١.

١٥١

قال : قلت : أصلحك الله وماوجه ذكر الله على كل حال؟ قال : يذكر الله عند المعصية (١).

٧ ـ ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام عند وفاته : يا بني كن لله ذاكرا على كل حال (٢).

٨ ـ ما : الفحام ، عن المنصوري ، عن عمر بن أبي موسى ، عن عيسى بن أحمد بن عيسى ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : يا ابن آدم اذكرني حين تغضب ، أذكرك حين أغضب ، ولا أمحقك فيمن أمحق (٣).

٩ ـ ما : المفيد ، عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن أحمد بن عبدالله ، عن جده البرقي ، عن أبيه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذاء ، عن أبي عبدالله جعفر محمد عليهما قال : قال : ألا أخبرك بأشد ما افترض الله عليه خلقه ، إنصاف الناس من أنفهسم ، ومواساة الاخوان في الله عزوجل ، وذكر الله على كل حال : فان عرضت له طاعة لله عمل بها ، وإن عرضت له معصية تركها (٤).

ما : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير مثله (٥).

١٠ ـ جا ، ما : المفيد ، عن المظفر الوراق ، عن محمد بن همام الاسكافي عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لايزال المؤمن في صلاة ماكان في ذكرالله قائما كان أو جالسا أو

__________________

(١) معانى الاخبار ص ١٩٢.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٨٥.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ٨٦.

(٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٧٨.

١٥٢

مضطجعا إن الله تعالى يقول : « الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار » (١).

١١ ـ ن : الحسين بن محمد الاشناني ، عن علي بن مهرويه ، عن داود بن سليمان عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن موسى بن عمران عليه السلام لما ناجى ربه عزوجل قال : يارب أبعيد أنت مني فاناديك أم قريب فاناجيك؟ فأوحى الله جل جلاله أنا جليس من ذكرني ، فقال موسى : يا رب إني أكون في حال اجلك أن أذكرك فيها ، فقال : ياموسى اذكرني على كل حال (٢).

١٢ ـ ع : علي بن أحمد بن محمد ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : إن سمعت الاذان وأنت على الخلاء فقل مثل مايقول المؤذن ولاتدع ذكر الله عزوجل في تلك الحال ، لان ذكر الله حسن على كل حال ثم قال : لما ناجى الله عزوجل موسى بن عمران عليه السلام قال موسى : يا رب أبعيد إلى آخرما مر (٣).

١٣ ـ مع (٤) ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن علي بن إبراهيم المنقري أو غيره رفعه قال : قيل للصادق عليه السلام : إن من سعادة المرء خفة عارضيه ، فقال : وما في هذا من السعادة إنما السعادة خفة ما ضغيه بالتسبيح (٥).

١٤ ـ ل : الذكر مقسوم على سبعة أعضاء : اللسان ، والروح ، والنفس ، والعقل والمعرفة ، والسر ، والقلب ، وكل واحد منها يحتاج إلى الاستقامة ، فاستقامة

__________________

(١) مجالس المفيد ص ١٩١ ، أمالى الطوسى ج ١ ص ٧٦.

(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ١٢٧.

(٣) علل الشرائع ج ١ ص ٧٧.

(٤) معانى الاخبار ص ١٨٣.

(٥) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٦٧.

١٥٣

اللسان صدق الاقرار ، واستقامة الروح صدق الاستغفار ، واستقامة القلب صدق الاعتذار ، واستقامة العقل صدق الاعتبار ، واستقامة المعرفة صدق الافتخار ، واستقامة السر السرور بعالم الاسرار ، فذكر اللسان الحمد والثناء ، وذكر النفس الجهد والعنا ، وذكر الروح الخوف والرجا ، وذكر القلب الصدق والصفا ، وذكر العقل التعظيم والحيا ، وذكر المعرفة التسليم والرضا ، وذكر السر على رؤية اللقا ، حدثنا بذلك أبومحمد عبدالله بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عليهم السلام (١).

١٥ ـ مع (٢) ل : في وصية أبي ذر : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عليك بتلاوة القرآن ، وذكر الله كثيرا ، فانه ذكر لك في السماء ونور لك في الارض (٣).

١٦ ـ ل : الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام : اذكروا الله في كل مكان فانه معكم وقال عليه السلام : أكثروا ذكر الله عزوجل إذا دخلتم الاسواق ، وعند اشتغال الناس فانه كفارة للذنوب ، وزيادة في الحسنات ، ولا تكتبوا في الغافلين (٤).

وقال عليه السلام : أكثروا ذكر الله على الطعام ولا تطغوا فانها نعمة من نعم الله ورزق من رزقه ، يجب عليكم فيه شكره وحمده (٥).

وقال عليه السلام إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام ، وأكثروا ذكر الله عزوجل (٦).

١٧ ـ مع : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، عن الحسين البزاز قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ألا أحدثك بأشد مافرض الله عزوجل على خلقه؟ قلت : بلى قال : إنصاف

__________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٣٧.

(٢) معانى الاخبار ص ٣٣٤.

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٠٥.

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٥٧.

(٥) الخصال ج ٢ ص ١٥٨.

(٦) الخصال ج ٢ ص ١٥٩.

١٥٤

الناس من نفسك ، ومواساتك لاخيك ، وذكر الله في كل موطن ، أما إني لا أقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وإن كان هذا من ذاك ولكن ذكر الله في كل موطن ، إذا هجمت على طاعته أو معصيته (١).

جا : ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى مثله (٢).

١٨ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي جارود المنذر الكندي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أشد الاعمال ثلاثة : إنصاف الناس من نفسك ، حتى لا ترضى لها منهم بشئ إلا رضيت لهم منها بمثله ، ومواساتك الاخ في المال ، وذكر الله على كل حال ، ليس سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر فقط ، ولكن إذا ورد عليك شئ أمر الله به أخذت به ، وإذا ورد عليك شئ نهى عنه تركته (٣).

ما : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن الجارود بن المنذر مثله (٤).

١٩ ـ مع : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن جعفر بن أحمد بن سعيد ، عن صفوان ، عن ابن أسباط ، عن ابن عميرة ، عن أبي الصباح ابن نعيم ، عن محمد بن مسلم ، عن الصادق عليه السلام في حديث يقول في آخره : تسبيح فاطمة من ذكر الله الكثير الذي قال الله عزوجل : « اذكروني أذكركم » (٥).

٢٠ ـ لى (٦) مع : محمد بن بكران النقاش ، عن أحمد الهمداني عن منذر

__________________

(١) معانى الاخبار ص ١٩٣.

(٢) مجالس المفيد ص ٦٠.

(٣) معانى الاخبار ص ١٩٣.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٩٣ ، وتراه في مجالس المفيد باسناده عن على بن مهزيار عن ابن عقبه راجع ص ١٢١.

(٥) معانى الاخبار ص ١٩٤ ، والاية في سورة البقرة : ١٥٢.

(٦) أمالى الصدوق ص ٢١٨.

١٥٥

ابن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسن بن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بادروا إلى رياض الجنة ، فقالوا : وما رياض الجنة؟ قال : حلق الذكر (١).

٢١ ـ لى (٢) مع : في خبر الشيخ الشامي : قال زيد بن صوحان لامير المؤمنين عليه السلام : أي الكلام أفضل عند الله؟ قال : كثرة ذكر الله ، والتضرع إليه والدعاء ، قال : فأي القول أصدق قال : شهادة أن لا إله إلا الله (٣).

٢٢ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أطاع الله فقد ذكر الله ، وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته ، ومن عصى الله فقد نسي الله ، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته (٤).

٢٣ ـ لى : فيما ناجى به موسى عليه السلام ربه عزوجل : إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال : يا موسى اظله يوم القيامة بظل عرشي وأجعله في كنفي (٥).

٢٤ ـ لى : ماجيلويه ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن عيسى بن محمد عن علي بن مهزيار ، عن عبدالله بن عمر ، عن عبدالله بن حماد ، عن أبي عبداله عليه السلام قال : إن الصاعقة لا تصيب ذاكرا لله عزوجل (٦).

٢٥ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن موسى بن عمران سأل ربه عزوجل فقال : يارب أبعيد أنت مني فاناديك أم قريب فاناجيك؟ فأوحى الله عزوجل إليه : يا موسى بن عمران أنا

__________________

(١) معانى الاخبار ص ٣٢١.

(٢) أمالى الصدوق ص ٢٣٧.

(٣) معانى الاخبار ص ١٩٩.

(٤) معانى الاخبار ص ٣٩٩.

(٥) أمالى الصدوق ص ١٢٥.

(٦) أمالى الصدوق ص ٢٧٨.

١٥٦

جليس من ذكرني (١).

٢٦ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن معاوية ابن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ولا تصيب ذاكرا (٢).

٢٧ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن النضر ، عن القاسم ابن سليمان ، عن جراح المدائني ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ألا أحد ثك بمكارم الاخلاق : الصفح عن الناس ، ومواساة الرجل أخاه في ماله ، وذكر الله كثيرا (٣).

٢٨ ـ ير : ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي عثمان العبدي ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غيرالصلاة وذكر الله كثيرا أفضل من الصدقة والصدقة أفضل من الصوم والصوم جنة [ من النار ] (٤).

سن : أبي مثله (٥).

٢٩ ـ سن : جعفر بن محمد ، عن القداح ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لاصحابه : ألا أخبركم بخير أعمالكم وأذكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من الدينار والدرهم ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلونهم ويقتلونكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : ذكر الله عزوجل كثيرا (٦).

٣٠ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام

__________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ١٢٧.

(٢) علل الشرائع ج ٢ ص ١٤٨.

(٣) معانى الاخبار ص ١٩١.

(٤) بصائر الدرجات ص ١١.

(٥) المحاسن ص ٢٢١.

(٦) المحاسن ص ٣٩.

١٥٧

قال : إن الله تبارك وتعالى قال : من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي من سألني (١).

٣١ ـ سن : ابن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال الله تعالى : ابن آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ابن آدم اذكرني في الخلاء اذكرك في خلاء ، ابن آدم اذكرني في ملاء أذكرك في ملاء خير من ملائك ، وقال : ما من عبد يذكر الله في ملاء من الناس إلا ذكره الله في ملاء من الملائكة (٢).

٣٢ ـ سن : النوفلي ، عن الكسوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين ، والمقاتل عن الفارين نزوله الجنة (٣).

٣٣ ـ مص : قال الصادق : من كان ذاكرا لله على الحقيقة فهو مطيع ومن كان غافلا عنه فهو عاص ، والطاعة علامة الهداية ، والمعصية علامة الضلالة وأصلهما من الذكر والغفلة ، فاجعل قلبك قبلة ، ولسانك لا تحركه إلا باشارة القلب ، وموافقة العقل ، ورضى الايمان ، فان الله عالم بسرك وجهرك ، وكن كالنازع روحه ، أو كالواقف في العرض الاكبر ، غير شاغل نفسك عما عناك مما كلفك به ربك في أمره ونهيه ، ووعده ووعيده ، ولا تشغلها بدون ما كلفك.

واغسل قلبك بماء الحزن ، واجعل ذكر الله من أجل ذكره لك ، فانه ذكرك وهو غني عنك ، فذكره لك أجل وأشهى وأتم من ذكرك له وأسبق ومعرفتك بذكره لك يورثك الخضوع والاستحياء والانكسار ، ويتولد من ذلك رؤية كرمه وفضله السابق ، ويصغر عند ذلك طاعاتك وإن كثرت في جنب مننه فتخلص لوجهه ، ورؤيتك ذكرك له تورثك الريا والعجب والسفه والغلظة في خلقه وإستكثار الطاعة ، ونسيان فضله وكرمه ، وماتزداد بذلك من الله إلا بعدا ، ولا تستجلب به على مضي الايام إلا وحشة.

__________________

(١ ـ ٣) المحاسن ص ٣٩.

١٥٨

والذكر ذكران : ذكر خالص يوافقه القلب ، وذكر صارف ينفي ذكر غيره كما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني لا احصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يجعل لذكره الله عزوجل مقدارا عند علمه بحقيقة سابقة ذكر الله عزوجل له من قبل ذكره له ، فمن دونه أولى ، فمن أراد أن يذكر الله تعالى فليعلم أنه مالم يذكر الله العبد بالتوفيق لذكره ، لا يقدر العبد على ذكره (١).

٣٤ ـ شى : أبوحمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله إن كان قائما أو جالسا أو مضطجعا ، لان الله يقول : « الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم » (٢) الآية.

وفي رواية اخرى : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله (٣).

٣٥ ـ شى : روى محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : « اذكرو الله كذكر كم آبائكم أو أشد ذكرا » (٤) قال : كان الرجل يقول : كان أبي ، وكان أبي ، فنزلت عليهم في ذلك (٥).

٣٦ ـ شى : عن زرارة ، عن أحدهما ، عليهما السلام قال : لا يكتب الملك إلا ما أسمع نفسه ، وقال الله : « واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة » (٦) قال : لا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس العبد لعظمته إلا الله (٧).

٣٧ ـ شى : عن إبراهيم بن عبدالحميد يرفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « واذكر ربك في نفسك » يعني مستكينا « وخيفة » يعني خوفا من عذابه « ودون

__________________

(١) مصباح الشريعة ص ٥.

(٢) آل عمران : ١٩١.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ٢١١.

(٤) البقرة : ٢٠٠.

(٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٩٨.

(٦) الاعراف : ٢٠٥.

(٧) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٤.

١٥٩

الجهر من القول » يعني دون الجهر من القراءة « بالغدو والآصال » يعني بالغداة والعشي (١).

٣٨ ـ ين : صفوان ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله : « اذكروا الله ذكرا كثيرا » (٢) قال : إذا ذكر العبد ربه في اليوم مائة مرة كان ذلك كثيرا.

٣٩ ـ ين : ابن أبي عمير ، عن ابن الحجاج ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أكثر ذكر الله أحبه ، ٤٠ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمدبن إبراهيم ، عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ماقعد قوم قط يذكرون الله إلا بعث إليهم إبليس شيطانا فيقطع عليهم حديثهم (٣).

٤١ ـ الدعوات الراوندى : قال أبوجعفر عليه السلام : مكتوب في التوراة أن موسى عليه السلام سأل ربه فقال : إنه يأتى على مجالس أعزك وأجلك أن أذكرك فيها ، فقال : يا موسى اذكرني على كل حال وفي كل أوان ، وقال أبوعبدالله عليه السلام : إن الله يقول : من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي من يسألني وقال عليه السلام : من ذكر الله في السر فقد ذكر الله كثيرا ، إن المنافقين يذكرون الله علانية ، ولا يذكرونه في السر ، قال الله تعالى : « يراؤن الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا » (٤).

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : يا رب وددت أن أعلم من تحب من عبادك فاحبه؟ فقال : إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فأنا أذنت له في ذلك ، وأنا احبه

__________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٤.

(٢) الاحزاب : ٤١.

(٣) أمالى الطوسى ج ص.

(٤) النساء : ١٤٢.

١٦٠