الشيعة الجذور والبذور

محمود جابر

الشيعة الجذور والبذور

المؤلف:

محمود جابر


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-46-1
الصفحات: ١٧٩
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

من مكنون علمهم ، وأخذوا يدّعون بأنّهم سمعوها ورووها عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهي في الحقيقة أحاديث مفتراة ، وبذلك امتلأت كتب التفاسير والحديث والتاريخ بتلك الحكايات ، وبوسع أيّ إنسان أن يقف على ما نقول.

ففي التاريخ مثلاً حكايات عن النسناس الذي هو حيوان على هيئة الإنسان إلّا أنّ له يد واحدة ، ورجل واحدة ، وكذلك جميع ما فيه من الأعضاء. وقال العلماء : إنّه يحلّ أكله. وقال عنهم الطبري : إنّهم بنو أميم ابن لاوذ بن سام بن نوح أصابتهم من الله عزّ وجل نقمة من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية ، وهم الذين يقال لهم : النسناس (١). وانظر الطبري ومعجم البلدان ومروج الذهب ، واقرأ أخبار النسناس الذي يحكى أنّ الناس والحكّام والخلفاء قاموا بصيده وشيّه وأكله. وهناك كثير وكثير من هذا القبيل نسأل الله العافية.

وهذه الأفكار أو الحكايات التي أصبحت في كتب الإسلام نتيجة الذين أسلموا من أهل الكتاب ولم يتخلّصوا من تراثهم العقلي والفكري ، ومع هذا لا يعدّ ذلك طعناً في إيمانهم مادامت الأصول التي يتحقق معها الإسلام محفوظة ، وهذه الأصول التي تحقق إسلام المرء هي كما قال الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله عنها فيما يرويه أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من صلّى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ،

_______________

(١) محمّد بن جرير الطبري ، تاريخ الطبري ، ١ / ٢١٤.

١٢١

فذلك المسلم الذي له ذمّة الله ورسوله ، فلا تخفروا الله في ذمّته » (١).

إنّ هذه الدعوة المقلوبة ـ وهي فارسية التشيّع أو يهوديّته ـ دعوى ساقطة ، وأنّنا نحتاج إلى جهد جهيد لمراجعة أنفسنا وأسفارنا التي تحت أيدينا ، وتدبّر معي قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « ليس من العصبية أن تحبّ قومك ، ولكن من العصبية أن تجعل شرار قومك خيراً من خيار غيرهم » (٢). وقارن هذا بقول ابن تيمية وهو يقول : « وأخص من هؤلاء من يردّ البدع الظاهرة كبدعة الرافضة ببدعة أخف منها ، وهي بدعة أهل السنة » (٣). وليس الأمر كما يحاول البعض أن يلبسه ويزيّفه من أنّ أغلب الشيعة فرس ، وقد طغت أفكار الفرس على الشيعة حتّى صاغتها ، وهذه فرية كبيرة ، فإنّ عقيدة الشيعة ثابتة وهي : التوحيد والنبوة والمعاد ، فمن أنكر واحدة منها فليس بمسلم.

ويقولون : إنّ الإيمان اعتقاد بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان. وللإمامية ركن آخر وهو الاعتقاد بالإمامة فمن لم يعتقد بها فليس بمخرجه عن الملّة أو من دائرة الإسلام بل ليس بشيعي.

كما أنّ الفرس ليسوا هم الشيعة وحدهم ، فالتشيّع منتشر عند العرب وغيرهم في المملكة العربية السعودية واليمن والبحرين والعراق وسوريا

_______________

(١) البخاري ، وصحيح البخاري ، ٨ / ٥٠.

(٢) محمّد أبو زهرة ، الإمام الصادق ، ص ١٥١.

(٢) ابن تيمية ، الفرقان بين الحق والباطل ، ١ / ٧٣.

١٢٢

ولبنان ومصر وتونس والمغرب وأندونيسيا وبلاد الأفغان وتركيا وأفريقيا وفي أوربا وأمريكا وغيرها.

إنّ بذرة التشيّع نشأت في بلاد العرب وليس في أيّ مكان آخر ، وكان الذين ناصروا علياً وشايعوه هم بذرة التشيّع الأولى ، ففي رياض الصالحين للنووي عن أبي هبيرة عائذ بن عمرو المزني ، وهو من أهل بيعة الرضوان رضي الله عنه : أنّ أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر ، فقالوا : ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها ، فقال أبو بكر : أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم ؟! فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره فقال : يا أبا بكر لعلّك أغضبتهم ؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك. فأتاهم فقال : يا إخوتاه أغضبتكم ؟ قالوا : لا ، يغفر الله لك يا أخي (١).

وهؤلاء وأمثالهم هم الطبقة الأولى للتشيّع ، وهم بطون العرب في الأعم الأغلب ليس فيهم غير سلمان الذي قال فيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « سلمان منّا أهل البيت » ، وهذا هو حال هذه الطبقة وقدرهم ، ولولا العمى والهوى ما قال بذلك قائل.

أقوال أُخرى في فارسية التشيّع :

إنّ نسبة التشيّع للفرس نشأت في أوقات متأخرة ولظروف سياسية ، وهي أنّ الأمويين في سبيل بناء ملكهم قهروا كل من وقف في طريقهم ،

_______________

(١) النووي ، رياض الصادقين ، رقم ٢٦٣ ص ١٠٧ ، رواه مسلم.

١٢٣

فأصبحت العناصر الساخطة على الأمويين ممثلة في بني هاشم من العلويين والعباسيين وجمهور الصحابة والمسلمين الذين ظلّوا يعتبرون الأمويين غاصبين للسلطة ، وكان ممن لحق بهم الموالي الذين اضطهدوا ، وعلى هذا قام كل هؤلاء بأحقيّة آل البيت بالإمامة والخلافة ، وآمل كل العناصر من الموالي وغيرهم أن يعاملهم آل البيت كغيرهم من العرب باعتبارهم جزء من الأمّة الإسلامية.

وهذا الذي دفع الموالي من الفرس إلى الدخول في نصرة آل البيت والانضمام إليهم ، وليس كما يزعم الكثير من أنّ الشيعة صناعة فارسية لهدم الإسلام ، كما أوضحنا من قبل سخف هذا الزعم.

وانّ هناك ثلاث نقاط أُخرى أثارها بعض الباحثين في سبب دخول الفرس التشيّع ، نوردها ونناقشها في إطار البحث العلمي ، وهي كالآتي إجمالاً :

١ ـ تزوّج الحسين بن علي من ابنة يزدجرد.

٢ ـ الثيوقراطية وتقديس الحاكم وعصمتهم وأنّهم يحكمون بالحق الإلهي.

٣ ـ هدم الإسلام من خلال التستّر بالتشيّع.

الأمر الأوّل : تزوّج الحسين بن علي من ابنة يزدجرد.

وهي إحدى العوامل التي أدّت إلى انتشار التشيّع لأهل البيت

١٢٤

بدعوى أنّ هذه الزيجة سوف تجعل للفرس الحق في المطالبة بالملك ، وبذلك يعود لهم ملكهم مرّة أُخرى.

ونقول : إنّ من القواعد المسلّم بها أنّ الحكم بشي يشمل النظائر المتماثلة ، وبعبارة أُخرى : أنّ حكم الأمثال فيما يجوز أو لا يجوز واحد ، وبناءً عليه نقول : إنّ سبي فارس الذي جاء إلى المدينة في زمن خلافة عمر بن الخطاب كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد فباعوا السبايا وأمر الخلفية ببيع بنات يزدجرد فقال الإمام علي عليه‌السلام : إنّ بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهنّ ، فقال الخليفة : كيف الطريق إلى العمل معهنّ فقال : يقوّمن ومهما بلغ ثمنهنّ قام به من يختارهن فقوّمن فأخذهن عليّ فدفع واحدة إلى محمّد بن أبي بكر ، وأخرى لولده الحسين ، والثالثة إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب.

وهنا نطرح سؤالاً إذا كانت العلّة في دخول الفرس إلى التشيّع هي تلك المصاهرة للحسين بن علي ، فلماذا لاتطرّد هذه العلة وهي المصاهرة ، فينادوا بالملك أو الإمامة لمحمّد بن أبي بكر أو لعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ كلاً من يزيد بن الوليد بن عبد الملك وكذلك مروان بن محمّد آخر خلفاء بن أميّة أُمهما من الفرس ، فالأوّل أمّه بنت فيروز بن يزدجرد ، والثاني أمّه أم ولد من كرد إيران. فلماذا لم تتشابه النظائر ، ويناصر الفرس دولة بني أمية ؟! ولماذا لم ينادوا

١٢٥

بالخلافة أو بالإمامة في ولد أبي بكر صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

الأمر الثاني : الثيوقراطية :

التقارب في الآراء من الشيعة والفرس ، وأنّ كلاً مهما يقول بالحق الإلهي في الحكم ، وأنّ الحاكم نائب عن الله ، وأنّ الإمامة تكون بالوارثة ، وهذا ما ذهب إليه أحمد أمين وبعض المستشرقين يقول محمّد أبو زهرة : بعض العلماء ومنهم دوزي المستشرق وقرروا أنّ أصل المذهب الشيعي نزعة فارسية إذ أنّ العرب تدين بالحرية والفرس تدين بالملك والوراثة ولا يعرفون معنى الانتخاب ، إلى أن قال إنّ الشيعة قد تأثّروا بالأفكار الفارسية حول الملك ووراثته (١).

ونقول : إنّ إدعاء من يقول إنّ كلاً من الفرس والشيعة يقولون بالحق الإلهي في الحكم ، وأنّه يحكم بتفويض من الله أو نيابة عنه فهذا خطأ ; لأنّ الشيعة تؤمن بأنّ الإمامة منصب إلهي كالنبوة ، فالإمام منصوص عليه من قبل الله تعالى من طريق النبي أو الإمام. فأيّ وراثة في هذا ؟! فهذا خطأ علمي فادح ; لأنّ الشيعة لا تنظر للإمامة على أنّها إرث ، بل تذهب إلى أنّ تعيين الإمام بنص وكتب الشيعة طافحة بذلك.

وإنّ أهل السنة قالوا بأنّ الخلافة تكون بالشورى بالنص واستدلّوا بقوله تعالى ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) (٢) ، وقوله تعالى ( وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ

_______________

(١) تاريخ المذاهب الإسلامية ١ : ٤٠.

(٢) آل عمران : ١٥٩.

١٢٦

بَيْنَهُمْ ) (١).

ولكن الآيتين أجنبيتان عن موضوع الشورى ، فالآية الأولى جاءت مدحاً للأنصار الذين كانوا قبل الإسلام إذا أرادوا عمل شيء تشاوروا في ذلك. وقيل : نزلت في مشاورة أهل الرأي (٢). وقال علماؤنا : المراد بها الاستشارة في الحرب ، ولاشك في ذلك ; لأن الأحكام لم يكن لهم فيها رأي بقول ، وإنّما هي بوحي مطلق من الله عزّ وجل أو باجتهاد من النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله في مورد يجوز له الاجتهاد (٣).

والآية الثانية جاءت ليشاور في الحرب ، ولتطيب نفوس أصحاب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤). وبهذا فالآيتان لم تنزلا من باب التشريع لاختيار الخليفة.

أمّا الشيعة فإنّهم ذهبوا : أوّلاً : إلى أنّ النبي كان إذا عزم على الخروج في بعض أسفاره أو مغازيه أمّر على المدينة أمير حتّى يخلفه في الناس.

ثانياً : إنّ الشريعة تفرض على المسلم أن يوصي عند موته فيما يهمّه ، قال تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) (٥) فكيف

_______________

(١) الشورى : ٣٨.

(٢) الحافظ ابن كثير ، تفسير القرآن العظيم ، ٣ / ٤٢٠.

(٣) ابن العربي المالكي ، أحكام القرآن الكريم ، ٢ / ٢٩٧.

(٤) الحافظ ابن كثير ، مرجع سابق ، ٣ / ١١٨.

(٥) البقرة : ١٨٠.

١٢٧

يترك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأمّة ، دون وصي يرعى الأمّة ، وبدونه تؤول الأمور إلى فوضى وتنازع ؟!

ثالثاً : تظافرت الأدلة من الكتاب والسنة على أنّ الإمامة بجعل من الله ; وذلك لقوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (١).

ويضاف إلى ذلك أحاديث وردت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، منها حديث الغدير : وأنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله حينما بلغ غدير خم جمع الناس وقال : « ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى. قال : اللهم فاشهد ، ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب ورفعها حتّى بَانَ بياض إبطيهما للناس وقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله ، والعن من نصب له العداء والبغضاء ».

وفي ذلك أحاديث كثيرة وبطرق عدّة ، فقد روى هذا الموضوع مائة وعشرين صحابياً ، وأربعة وثمانين تابعياً ، وكان عدد طبقات رواته من أئمة الحديث يتجاوز ثلاثمائة وستين راوياً ، وقد ألّف في هذا الموضوع أكثر من عشرين مؤلّفا من الشيعة والسنة مما أشبعوا هذا الأمر بحثاً (٢).

_______________

(١) السجدة : ٢٤.

(٢) الجزء الأوّل من كتاب الغدير للأميني ، الإصابة لابن حجر في ترجمة الإمام علي ، الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمة الإمام علي ، أعيان الشيعة ج ٣ باب الغدير محسن الأمين العاملي ، تفسير الرازي ، الدرّ المنثور في تفسير الآية ٦٧ من سورة المائدة.

١٢٨

وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم قال : « قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى « خماً » بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثمّ قال : أمّا بعد ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ... ثمّ قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ... » (١).

يقول ابن حجر الهيتمي : إنّ حديث الغدير صحيح لا مرية فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وفي رواية أحمد أنّه سمعه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثون صحابياً ، وشهدوا به لعلي لمّا نوزع أيام خلافته ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ، ولا يلتفت لمن قدح في صحته ، ولا لمن ردّه (٢).

ويقول سبط ابن الجوزي : « اتّفق علماء السير على أنّ قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من حجّة الوداع في الثامن عشر من ذي الحجّة ، جمع الصحابة وكانوا مائة وعشرين ألفاً ، وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (الحديث). نص صلى‌الله‌عليه‌وآله على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة. وذكر أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره بإسناده : أنّ النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا قال ذلك طار في الأقطار وشاع في البلاد والأمصار (٣).

_______________

(١) مسلم ، صحيح مسلم ، ٧ / ١٢٢ ، ١٢٣.

(٢) ابن حجر الهيتمي ، الصواعق المحرقة ، ص ٤٢.

(٣) سبط ابن الجوزي ، تذكرة الخواص ، ص ٣٠ ، ٣١.

١٢٩

وبعد هذا الثابت والمدوّن الصحيح تجد من يخرج عليك ليقول : إنّ هذا لم يرد إلّا عند الشيعة ، وقد تسمع من يقول وتقرأ : أنّ الشيعة دسّوا هذه الروايات في كتب السنة ، وهي حكايات أشبه بخرافات العجائز.

وبذلك فقد أوضحنا نصوص الشيعة التي يستندون عليها في عقائدهم في أنّ الإمام بجعل من الله ، وأنّ إمامته بالنص دون الاختيار ، وأنّ الذين ذهبوا إلى القول بالشورى اعتمدوا على اجتهاد من عند أنفسهم عندما ظنّوا أنّه ليس هناك نص أو أنكروا النص ; لأنّ أحاديث الغدير والولاية لا تدين من حارب علياً فحسب ، وإنّما تدين كذلك أولئك الذين اعتزلوه ، وبذلك تلقي الضوء على حروب علي التي اشتبه المسلمون والتبس فيها وجه الحق (١).

والشيعة يتساءلون عن الشورى وأركانها ؟ وكيفيتها ؟ وهل تحققت في أيام الخلفاء ؟ وهل اختيار الخلفاء كان بموجب هذه النظرية ؟

إنّ الذين بايعوا أبي بكر في السقيفة اثنان من المهاجرين هما أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح ، وعمر بن الخطاب ، ولذلك قالوا أهل السنة أنّ البيعة تنعقد برجلين من أهل الشورى (أهل الحل والعقد) ، ويقول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب : إنّها كانت فلتة وقى الله شرّها. وهذه العبارة تدل بجلاء على أنّ هذه البيعة لم تتم وفق معايير منهجية.

_______________

(١) حسن عباس ، الصياغة المنطقية للفكر السياسي ، ص ٣٥.

١٣٠

ولكن هل تحققت البيعة والشورى في الخليفة الثاني أم كانت عن طريق التعيين ، كما وصّى بها أبو بكر ؟ وهل الخليفة الثالث جاء عن طريق بيعة أم عن طريق تأييد ثلاثة من خمسة (١) ؟

إنّ الموضوعية في البحث تقول إنّ هذه الحالات الثلاث لا يمكن أن تعبّر عن نظرية الشورى فعلاً ، وهل طبيعة هذه الحالات تتسق مع أدلتهم كقول الله تعالى : ( وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ) (٢) ومع كل هذا تجد من يقول إنّ البيعة تتحقق ببيعة واحد فقط ، كما ذهب ابن العربي المالكي (٣) !!

ومن كل هذا وغيره نقول بأنّ نظرية الشورى لمّا كانت غير ناهضة ولا تقف على أرضية محكمة بعكس نظرية النص والتعيين ، تجد من يقول بأنّ هذه النظرية هي نظرية الفرس الذين أدخلوها في التشيّع لتكون وراثة ، إلّا أنّ الإمامة ليست وراثة ولكنها تعيين ، وليست موضوعة ولكن سندها من الكتاب والسنة ، وليست متأخرة في الفكر الإسلامي ولكنها تمثّل أحد أهم الركائز الاعتقادية عند الشيعة قبل دخول الفرس الإسلام وقبل تشيّعهم وعندما كانوا موالين للأمويين.

ورغم ذلك كله تجد أمثال الدكتور أحمد شلبي في تاريخ المناهج الإسلامية (٤) يقول : وكان عدم تدوين الأحاديث فرصة أمام مدعي

_______________

(١) ابن العربي المالكي ، أحكام القرآن ، ٣ / ٥٧.

(٢) الشورى : ٣٨.

(٣) ابن العربي المالكي ، أحكام القرآن ، ٣ / ٥٧.

(٤) أحمد شلبي ، تاريخ المناهج الإسلامية ٤ / ٢١٣.

١٣١

التشيّع ليضعوا حشداً من الأحاديث وينسبوها للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولعل حديث غدير خم كان في مطلعها.

ويقول أحمد أمين : ونظم ، أي : السيد الحميري حادثة غدير خم ، وهي ما تزعمه الشيعة من أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم غدير خم أخذ بيد علي وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه (١).

ومن قبلهم قال ابن خلدون : والأمر الثاني : هو شأن العهد مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وماتدّعيه الشيعة من وصية علي رضي‌الله‌عنه ، وهو أمر لم يصح ، ولا نقله أحد من أئمة أهل النقل (٢).

إنّ نفي هذه الأحاديث مكابرة وإخفاء للحقيقة فحديث الغدير والولاية رواه من أهل السنة ابن حجر العسقلاني في الإصابة (٣) والمقريزي في خططه (٤) ، والمحب الطبري في الرياض النضرة (٥) ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء (٦) ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (٧) ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة (٨) ، والمسعودي في مروج

_______________

(١) أحمد أمين ، ضحى الإسلام ، ص ٣٠٩.

(٢) ابن خلدون ، المقدّمة ، فصل ولاية العهد ، ص ٢١٢.

(٣) ابن حجر العسقلاني ، الإصابة ، ٢ / ١٥ ، ٤ / ٥٦٨.

(٤) المقريزي ، الخطط ، ٢ / ٩٢.

(٥) المحب الطبري ، الرياض النضرة ، ٢ / ١٧٢.

(٦) السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص ١٦٩.

(٧) الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ٧ / ٤٣٧.

(٨) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ١ / ١٠٩.

١٣٢

الذهب (١) والغزالي في سرّ العالمين وكشف ما في الدارين (٢) ، والمتقي الهندي في كنز العمال (٣) ، والنسائي في الخصائص (٤) ومسلم في صحيحه (٥).

ونختم هذا الأمر بقول الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام الإسلام شهادة أن لا إله إلّا الله ، والتصديق برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبه حقنت الدماء ، وعليه جرت المناكح والمواريث ، وعلى ظاهره جماعة الناس » (٦). فصفة الإسلام ثابتة لمن شهد الشهادتين سواء اعتقد أنّ الإمامة بالنص ، فهي حق إلهي أو بالشورى ، فهي حق للجماعة يضعوها حيث تتوفّر فيه من يتحمّلها ، وحتّى لو لم يكن للإمامية في نظريتهم لنصب الإمام دليل ، بل لو ذهب القوم إلى أبعد من ذلك فابتدعوا وكانوا من أهل البدع فإنّه يتعيّن على علماء المسلمين ألّا ينبذونهم ويكفّروهم.

فكيف وعندهم الدليل الصحيح الثابت في كتب أهل السنة أنفسهم ؟!

الأمر الثالث : هدم الإسلام من خلال التستّر بالتشيّع ، وقولهم إنّ الفرس استتروا بالتشيّع لهدم الإسلام ، وفي ذلك يقول أحمد أمين : والحق أنّ التشيّع كان مأوى يلجأ إليه كل من أراد هدم الإسلام لعداوة أو

_______________

(١) المسعودي ، مروج الذهب ٢ / ٤٣٧.

(٢) أبو حامد الغزالي ، سرّ العالمين وكشف ما في الدارين ، ص ١٠.

(٣) المتقي الهندي ، كنز العمال ، ١ / ١٦٧ ، ١٦٨.

(٤) النسائي ، الخصائص ، ص٣٩ ، ٤٠ ، ٤١.

(٥) صحيح مسلم ، ٧ / ١٢٢ ، ١٢٣.

(٦) شرف الدين ، الفصول المهمة ، ص ١٨.

١٣٣

حقد ، ومن كان يريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانية وزرادشتية وهندية ، ومن كان يريد استقلال بلاده والخروج على مملكته ، كل هؤلاء كانوا يتّخذون آل البيت ستاراً.

وقد ذهب مذهبه كلّاً من الدكتور أحمد شلبي ومحب الدين الخطيب وغيرهم ، وهذا الادّعاء يسوقنا أن نطرح سؤال مفاده :

هل الفرس برؤيتهم الإلحادية أرادوا هدم الإسلام ولذلك تشيّعوا ؟ أم أنّهم انضمّوا إلى الإسلام فمنهم سنة ومنهم شيعة ؟

فإذا كانوا الفرس دخلوا الإسلام متظاهرين بتشيّعهم ومحبّتهم لأهل البيت محاولين بذلك هدم الإسلام فلا بدّ أنّهم قصدوا الدخول من الباب القوي أو الركن الشديد حتّى يستطيعوا قيادة هذه الأمّة وتحريف دينهم ، وبذلك يكون المذهب الشيعي هو أصل الإسلام ومادّته.

وأمّا إن قلنا إنّهم دخلوا الإسلام ، فمنهم من تشيّع وهم قلّة ، ومنهم من اعتنق المذهب السني كانوا مناصرين للأمويين ، وهؤلاء كانوا الأعم الأغلب ، ورغم أنّ أهل العلم من السنة كانوا في الأغلب من الفرس والموالي ، ولا نرى في ذلك عيباً أو انتقاصاً ، فإنّ الإسلام حرّم العصبية ، وجعل الناس متساويين كأسنان المشط لا فرق لعربي على أعجمي إلّا بالتقوى.

وقد يقول آخر : إنّ عقائد الشيعة في البداء ، والرجعة ، والعصمة ،

١٣٤

والمهدي خارجة عن أهل الإسلام ومعتقداتهم ومقالاتهم ، وهي تخالف أصل الدين.

نقول : إنّ كلّاً من البداء ، والرجعة والعصمة والمهدي يقولها كل أهل الإسلام ألا ترى أنّ في مقولة أهل السنة أنّ الصحابة كلّهم عدول يجعل منهم أهل عصمة ، وكذلك القول بالبداء فإنّ له وجه عند أهل السنة يؤيّده أدلّتهم في حديث المعراج من فرض الصلاة ، وأحاديث كثيرة تؤيد البداء لله ، وكذلك.

الرجعة والمهدي ، ورغم هذا فإنّ هذه الأمور ليست من القضايا التي تخرج منكرها من الملّة ، أو أنّ معتنقها من أهل الجنة ، فلماذا كل هذا الصراخ والعويل المفتعل ، ومن المستفيد من تبديد هذه الطاقات في خصومه لا فائدة فيها غير ضعف الأمّة وانقسامها وقطع ذات البين ، وإلى الله المشتكى.

إنّ الشيعة حتّى القرن الثاني من الهجرة لم يكونوا في فارس غير أفراد قلائل في (قم) ليس لهم دعوة ، وإنّما كانوا متستّرين خشية البطش ، ولقد كانت خراسان ، وسجستان ، وأصفهان ، وشاش ، وطوس سنية ، فقد أخرج ابن قتيبة في رواية عن محمّد بن علي بن عبد الله بن عباس في كلمته التي قالها لرجال دعوته حين وجّههم : أمّا الكوفة سوادها ، فهناك شيعة علي بن أبي طالب ، وأمّا البصرة وسوادها فعثمانية

١٣٥

تدين بالكف ، وأمّا الجزيرة فحرورية مارقة ، وأمّا أهل الشام فليس يعرفون إلّا آل أبي سفيان وطاعة بني مروان ، وأمّا أهل مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر ، ولكن عليكم بخراسان فإن هناك العدد الكثير ، والجلد الظاهر ، وصدوراً سليمة ، وقلوباً فارغة لم تتقسمها الأهواء ، ولم تتوزعها النحل ، ولم تشغلها ديانة (١).

ولقد ظلّ القليل من الشيعة في فارس وما ورائها مضطهدين طوال فترة حكم الأمويين وكذلك العباسيين. يقول أبو بكر الخوارزمي في رسالته إلى جماعة الشيعة في نيسابور بعد أن عدد أعمال الأمويين قال : « فبعث عليهم أبا مجرم لا أبا مسلم ، فنظر ـ لا نظر الله إليه ـ إلى صلابة العلوية ، وإلى لين العباسية ، فترك تقاه واتّبع هواه ، وباع آخرته بدنياه ، وسلّط طواغيت خراسان ، وخوارج سجستان ، وأكراد أصفهان على آل أبي طالب ، يقتلهم تحت كل حجر ومدر ، حتّى سلّط الله عليه أحب الناس إليه فقتله » (٢).

_______________

(١) ابن قتيبة ، عيون الأخبار ، ١ / ٢٠٤.

(٢) رسائل أبي بكر الخوارزمي ، ص ١٢٨.

١٣٦

الفصل الثالث

عبد الله بن سبأ

بالرغم من الواقع الحي للشيعة من مؤسسات دينية في أغلب بقاع الأرض ، ومن فعاليات دينية وثقافية وعلمية ، ومساجد ، وحوزات علمية كلها تردد كلمات التوحيد ليل نهار ، فإننا نواجه واقعاً أليماً من كل أولئك الذين يكتبون عن الشيعة ضاربين عرض الحائط ما تراه أعينهم وتسمع آذانهم ، فهم يكتبون أقوالاً صاغها الوهم والجهل ، أو سوء النية والحقد غير مبالين بما عليه حال أمّتهم ، وما يزالون يعتقدون ، ويدعون غيرهم ليعتقدوا بأنّ الشيعة فرقة صاغها وأسسها يهودي حاقد مدعياً الإسلام هو (عبد الله بن سبأ) ، وأعطوه من الصفات والنعوت والقدرات ما يدخل في باب المعجزات ، والتي يمكن أن تكون أشبه بحكايات العجائز والعفاريت وألف ليلة وليلة ، وهذا يمثّل استخفاف بعقل أمّة ، ويجعل الخرافة أحد ركائز تراثنا الديني والفكري ، ولنا أن نسأل ونقول :

من هو عبد الله بن سبأ ؟ ومن أيّ البلاد هو ؟ وما أصله ونسبه ؟ وما فحوى الروايات التي جاءت فيه ؟ وما مدى صحة هذه الروايات ؟ ولماذا ترتبط الشيعة بعبد الله بن سبأ ؟ وهل الشيعة هم السبئية ؟

وللإجابة عن سؤال من هو عبد الله بن سبأ ؟

١٣٧

نقول : عبد الله بن سبأ او عبد الله بن السوداء وهما رجلان كل منهما غير الآخر وإليك بعض المقتطفات في عبد الله بن سبأ :

محمّد فريد وجدي : عبد الله بن سبأ يهودي من الحيرة أظهر الإسلام (١).

أحمد عطية الله : عبد الله بن سبأ يهودي من أهل صنعاء ، وأظهر إسلامه في خلافة عثمان (٢).

محمّد أبو زهرة : عبد الله بن سبأ يهودي من أهل صنعاء ، أمّه سوداء ، أسلم أيام عثمان (٣) ، وفي موضع آخر : عبد الله بن سبأ كان يهودي من أهل الحيرة أظهر الإسلام (٤).

أحمد أمين :وكان عبد الله بن سبأ من يهود اليمن ، فأسلم ، وهو ابن السوداء (٥).

حسن إبراهيم حسن : رجل من أهل صنعاء هو عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم (٦).

المقريزي : عبد الله بن سبأ قام زمان الإمام علي ، وأحدث القول

_______________

(١) محمّد فريد وجدي ، دائرة معارف القرن العشرين ، ٥ / ١٧ بتصرف واختصار.

(٢) أحمد عطية الله ، القاموس الإسلامي ، ٣ / ٢٢٢.

(٣) محمد أبو زهرة ، تاريخ المذاهب الاسلامية ، ١ / ٣٥.

(٤) المرجع السابق ، ١ / ٤٥.

(٥) أحمد أمين ، فجر الإسلام ، ص ٤٠٣.

(٦) حسن إبراهيم حسن ، تاريخ الإسلام السياسي ، ص ٢٥٢.

١٣٨

بوصية رسول الله لعلي هو ابن السوداء ؟ (١)

ابن حزم : عبد الله بن سبأ الحميري قال لعلي : أنت الله فاستعظم علي الأمر منهم ، وأمر بنار فأججت وأحرقهم (٢).

عبد القاهر البغدادي : عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي بن أبي طالب ، ثمّ قال : إنّ عبد الله بن السوداء من أهل الحيرة كان يعين السبئية على قولها ، وابن السوداء كان على هوى دين اليهود ، فانتسب إلى الرافضة السبئية حين وجدهم أعرق أهل الأهواء في الكفر ودَلّس ضلالته في تأويلاته (٣).

الذهبي : عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة ، ضال مضل أحسب أنّ علياً حرقه (٤).

الطبري : كان عبد الله بن سبأ يهودياً من صنعاء أمّه سوداء (٥).

هذه الأقوال في عبد الله بن سبأ خمسة منها على أنّ عبد الله بن سبأ هو ابن السوداء وهم : « أحمد عطية الله ، محمّد أبو زهرة ، أحمد أمين ، المقريزي ، الطبري ».

_______________

(١) المقريزي ، الخطط ، ٤ / ١٧٥ ، باختصار.

(٢) ابن حزم ، الفصل في الملل والنحل ، ٤ / ١٤٢ ، باختصار.

(٣) عبد القادر البغدادي ، الفرق بين الفرق ، ص ٢٢٥ وص ٢٣٣ وص ٢٣٥ ، باختصار.

(٤) الذهبي ، ميزان الاعتدال ترجمة عبد الله بن سبأ (٤٣٤٣) تسلسل عام.

(٥) محمّد بن جرير ، تاريخ الطبري ، ٢ / ٦٤٧.

١٣٩

وذهب عبد القاهر البغدادي والشعبي ومحمّد فريد وجدي وجماعة من أهل العلم قال عنهم عبد القاهر البغدادي « المحققون من أهل السنة » أنّ ابن السوداء غير عبد الله بن سبأ.

وكما اختلفوا في شخصيته أهو عبد الله بن سبأ أم هو عبد الله بن السوداء أم هو عبد الله بن الأمة السوداء ؟ كذلك اختلفوا في أصله ؟ ومن أيّ البلاد هو ؟

فقد ذهب أحمد عطية الله ، ومحمّد أبو زهرة ، وحسن إبراهيم حسن ، والطبري إلى أنّه من صنعاء.

وذهب ابن حزم إلى أنّه حميري.

وقال آخرون : إنّه من الحيرة.

وكذلك اختلفوا في زمان ظهوره فقال البعض : إنّه ظهر أيام عثمان ، وقال آخرون : إنّه أظهر دعوته أيام علي ، ولم يذكر أحد متى أسلم ، وكيف أسلم ؟ وكذلك لم نقف على موته ، وهل مات محروقاً ، حرقهُ الإمام عليّ ؟ أمّا الذين قالوا بأنّ الإمام سيّره إلى المدائن ، لم يذكروا أيّ شيء عنه بعد أن سار إليها فهل تاب وأناب ورجع واستغفر أم بقي واستكبر أم مات وقامت قيامته ؟ ولم يعيّن أحد سنة لموته غير أحمد عطية الله في موسوعته الإسلامية ، حيث قال : إنه توفى سنة ٤١ هـ.

ثمّ إنّ عبد الله هذا اسم عربي خالص لم يعرف إلّا عند العرب ، وكذلك سبأ فقد كانوا قديماً يقولون لكل عربي (سبائي) ، وليس أحد من

١٤٠