الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ

السيد عدنان الحسيني

الامام محمّد الجواد عليه السلام .. سيرة وتاريخ

المؤلف:

السيد عدنان الحسيني


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مركز الرسالة
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-217-2
الصفحات: ١٤٩

مصنّف. عُدَّ في أصحاب الإمامين الرضا والجواد عليهما‌السلام.

٣١ ـ عبدالله بن المغيرة ، أبو محمد البجلي الخزاز الكوفي : ثقة ، جليل القدر ، صنّف (٣٠) كتاباً ، وعُدَّ من أصحاب الإجماع. عُدَّ في أصحاب الإمامين الكاظم والرضا عليهما‌السلام. وروىٰ عن الإمام الجواد عليه‌السلام.

٣٢ ـ علي بن اسباط بن سالم ، أبو الحسن الكندي الكوفي بيّاع الزطّي : ثقة ، محدِّث ، معتمد ، مصنّف ، من أوثق الناس وأصدقهم لهجة.

٣٣ ـ علي بن بلال ، أبو الحسن البغدادي : ثقة ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الأئمة الرضا والجواد والهادي والعسكري عليهم‌السلام. كان حياً سنة ( ٢٣٢ ه‍ ).

٣٤ ـ علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام المدني المعروف بالعُريضي : ثقة ، جليل القدر ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الأئمة الصادق والكاظم والرضا عليهم‌السلام ، وأدرك الإمام الجواد عليه‌السلام ، توفي سنة ( ٢١٠ ه‍ ) بالعُريض من نواحي المدينة المنوّرة وبها دفن.

٣٥ ـ علي بن سيف بن عميرة ، أبو الحسن النخعي الكوفي : ثقة ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، وروىٰ عن الإمام الجواد عليه‌السلام.

٣٦ ـ علي بن عبدالله ، أبو الحسن العطّار القمي : ثقة ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما‌السلام.

٣٧ ـ علي بن مهزيار ، أبو الحسن الأهوازي : فقيه ، ثقة ، ديّن ، له نحو (٣٣) كتاباً. عُدَّ في أصحاب الأئمة الرضا والجواد والهادي عليهم‌السلام.

٣٨ ـ الفضل بن شاذان ، أبو محمد الأزدي النيشابوري : ثقة ، جليل القدر ، صنّف مئة وثمانين كتاباً. عُدَّ في أصحاب الإمامين الهادي والعسكري ،

٨١

وروىٰ عن الإمام الجواد عليه‌السلام. توفي سنة ( ٢٦٠ ه‍ ).

٣٩ ـ محمد بن إسماعيل بن بزيع ، أبو جعفر : ثقة ، صالح ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الأئمة الكاظم والرضا والجواد عليهم‌السلام. امتدحه الإمامان الرضا والجواد عليهما‌السلام.

٤٠ ـ محمد بن إسماعيل الرازي : ثقة ، مصنّف. روىٰ عن الإمام الجواد عليه‌السلام.

٤١ ـ محمد ابن أورمة ، أبو جعفر القمي : حديثه نقي لا فساد فيه ، له أكثر من (٣٠) مصنّفاً. قال ابن الغضائري : رأيت كتاباً خرج من أبي الحسن علي ابن محمد عليه‌السلام إلىٰ القميين في براءته مما قذف به ، وعُدَّ في أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام. وروىٰ عن ابنه الإمام الجواد عليه‌السلام.

٤٢ ـ محمد بن الحسن بن شمون ، أبو جعفر البصري البغدادي : وصف بالوقف والغلو وطُعن في مصنّفاته. تُروىٰ له مكاتبات مع الإمام العسكري عليه‌السلام تدل علىٰ اعتداله واستقامة مذهبه ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الأئمة الجواد والهادي والعسكري عليهم‌السلام. عاش (١١٤) سنة ، وتوفي سنة ( ٢٥٨ ه‍ ).

٤٣ ـ محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب زيد ، أبو جعفر الزيّات الهمداني الكوفي : ثقة ، عالم ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الأئمة الجواد والهادي والعسكري عليهم‌السلام. توفي سنة ( ٢٦٢ ه‍ ).

٤٤ ـ محمد بن حمزة العلوي المرعشي الطبري : زاهد ، صالح ، له كتاب في الفضائل.

٨٢

٤٥ ـ محمد بن سهل بن اليسع الأشعري القمي : الظاهر أنه ثقة ، معتمد ، له كتاب. يروي عن الإمامين الرضا والجواد عليهما‌السلام.

٤٦ ـ محمد بن عيسىٰ بن عبيد بن يقطين ، أبو جعفر العبيدي اليقطيني : ثقة ، عين ، مصنّف ، عُدَّ في أصحاب الأئمة الرضا والهادي والعسكري عليهم‌السلام ، وروىٰ عن الإمام الجواد عليه‌السلام.

٤٧ ـ محمد بن الفرج بن عبدالله الرخجي : ثقة ، وجه من وجوه الشيعة. عُدَّ في أصحاب الأئمة الرضا والجواد والهادي عليهم‌السلام ، وروىٰ أيضاً عن الإمام الكاظم عليه‌السلام.

٤٨ ـ مروّك بن عبيد بن سالم بن أبي حفصة زياد : ثقة ، صدوق ، حتىٰ إنّ القميين قالوا إنّ كتاب نوادره أصل. عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

٤٩ ـ معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار الكوفي الدهني : ثقة ، من أجلّة العلماء والفقهاء والعدول ، وهو فطحي. عُدَّ في أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما‌السلام.

٥٠ ـ معمّر بن خلّاد ، أبو خلّاد البغدادي : ثقة ، له كتاب ، ذُكر في أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، ولا يبعد إدراكه للإمام الجواد عليه‌السلام.

٥١ ـ منذر بن قابوس : قال النجاشي : منذر بن محمد بن المنذر بن سعيد ابن أبي الجهم القابوسي ، أبو القاسم. من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر ، ثقة ، مصنّف. عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

٥٢ ـ منصور بن العباس ، أبو الحسين الرازي : قال النجاشي : سكن بغداد ، وبها توفي. عُدَّ في أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما‌السلام. وروىٰ عن الإمام

٨٣

الجواد عليه‌السلام.

٥٣ ـ موسىٰ بن عمر بن بزيع الكوفي : ثقة ، له كتاب. عُدَّ في أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما‌السلام.

٥٤ ـ موسىٰ بن القاسم بن معاوية ، أبو عبدالله البجلي : ثقة ، جليل القدر ، حسن الطريقة ، صنّف ثلاثين كتاباً. عُدَّ في أصحاب الإمامين الرضا والجواد عليهما‌السلام.

٥٥ ـ هارون بن الحسن بن محبوب البجلي : ثقة ، صدوق ، له كتاب. عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

٥٦ ـ يعقوب بن اسحاق ، أبو يوسف ابن السكيت : عالم ، أديب ، نحوي ، لغوي. له مؤلفات عديدة أشهرها اصلاح المنطق. وله عن أبي جعفر عليه‌السلام رواية ومسائل ، وكان متقدماً عنده وعند أبي الحسن عليه‌السلام وكانا يختصّانه.

طلب إليه المتوكل العباسي تأديب ولديه المعتز والمؤيد ، فأدبهما خير أدب حتىٰ كانا يتسابقان علىٰ تقديم نعليه. ولما رأىٰ المتوكل منهما ذلك ، وقد علم بتشيعه ، سأله هل ابناي هذان أفضل أم الحسن والحسين ؟ فغضب ابن السكيت وقال : والله إن قنبراً خادم علي بن أبي طالب خيرٌ منك ومن ولديك. فأمر المتوكل حرسه من الاتراك أن يستلوا لسانه ، فسلّوه فمات من فوره رحمه‌الله كان ذلك في الخامس من رجب سنة ( ٢٤٤ ه‍ ).

٥٧ ـ يعقوب بن يزيد بن حمّاد ، أبو يوسف الأنباري السلمي الكاتب : ثقة ، صدوق ، مصنّف ، من كتّاب الخليفة العباسي المنتصر. روىٰ عن الجواد عليه‌السلام ، وكان من قبل من أصحاب أبيه.

٨٤

تلك كانت جمهرة العلماء من أصحاب التصانيف ، وإليك طائفة اُخرىٰ من الثقات والمختصين بالإمام الجواد عليه‌السلام ومريديه ، وبعضاً من وكلائه :

١ ـ إبراهيم بن محمد الهمداني : ثقة ، كتب له الإمام الجواد عليه‌السلام كتاباً وكّله فيه علىٰ همدان ونواحيها بعد موت يحيىٰ بن أبي عمران ، فكان وكيله ، وأولاده من بعده وكلاء للأئمة الأطهار عليهم‌السلام. عُدَّ في أصحاب الأئمة الرضا والجواد والهادي عليهم‌السلام.

٢ ـ اسحاق بن إسماعيل ، أبو أحمد النيسابوري : ذكره ابن شهرآشوب في جملة ثقات الإمام الجواد عليه‌السلام ، وعُدَّ في أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام.

٣ ـ إسحاق الأنباري : من أجلّاء الشيعة ، كان محل ثقة الإمام الجواد عليه‌السلام.

٤ ـ الحسن بن راشد ، أبو علي البغدادي : فقيه ، من الوكلاء الأعلام الممدوحين. عُدَّ في أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما‌السلام. يروي عن الإمام الجواد عليه‌السلام.

٥ ـ الحسن بن محمد بن عبيدالله الأعرج : هو من السادات العلوية ، وهو أحد شهود وصية الإمام الجواد عليه‌السلام إلىٰ ابنه أبي الحسن الهادي عليه‌السلام ، وقد كتب شهادته وأمضاها مع آخرين.

٦ ـ الحسين بن أسد البصري : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

٧ ـ الحسين بن مسلم بن الحسن : وثّقه ابن شهرآشوب في مناقبه ، وعُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

٨ ـ الحسين ابن الإمام موسىٰ بن جعفر عليه‌السلام أبو عبدالله : كان مقراً بإمامة

٨٥

أخيه الرضا وابنه الجواد عليه‌السلام.

٩ ـ حماد الشاعر : ذُكر أنه شاعر الإمام الجواد المختص به هو وداود بن القاسم الجعفري الآتي ذكره.

١٠ ـ حماد بن عيسىٰ ، أبو محمد الجهني البصري : كوفي سكن البصرة ، فقيه ، ثقة ، صدوق ، ثبت في الحديث. قيل : إنّه ممن أجمعوا علىٰ تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم. توفي سنة ( ٢٠٩ ه‍ ) بعد أن تجاوز التسعين من العمر.

١١ ـ حمزة بن يعلىٰ ، أبو يعلىٰ الأشعري القمي : ثقة ، وجه ، روىٰ عن الإمامين الرضا والجواد عليهما‌السلام.

١٢ ـ خيران الخادم القراطيسي : ثقة ، جليل القدر ، يظهر أنه كان وكيلاً للإمام الجواد عليه‌السلام ومن الموثّقين لديه. أجازه الإمام الجواد عليه‌السلام بالعمل برأيه بشأن استلام الحقوق وصرفها بقوله عليه‌السلام : « فإنّ رأيك رأيي ، ومن أطاعك فقد أطاعني ».

١٣ ـ داود بن القاسم بن إسحاق ، أبو هاشم الجعفري : ثقة ، جليل ، شاعر أهل البيت عليهم‌السلام ولازم الإمام الجواد عليه‌السلام. عاصر خمسة من الأئمة عليهم‌السلام من الإمام الرضا وحتىٰ الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن عليهم‌السلام وروىٰ عنهم. وله فيهم شعر جيد. حُبس سنة ( ٢٥٢ ه‍ ) في سامراء هو والإمام الهادي عليه‌السلام معاً في سجن واحد. عُدَّ في أصحاب الأئمة الرضا والجواد والهادي والعسكري عليهم‌السلام. توفي سنة ( ٢٦١ ه‍ ).

١٤ ـ الريان بن شبيب : ثقة ، ذكر في أصحاب الإمامين الرضا والجواد عليهما‌السلام ، وهو خال المعتصم العباسي.

٨٦

١٥ ـ الريان بن الصلت ، أبو علي الأشعري القمي : ثقة ، معتمد عليه ، صدوق ، روىٰ عن الإمام الجواد عليه‌السلام ، وقبل ذلك كان له اتصال بالإمام الرضا عليه‌السلام.

١٦ ـ زكريا بن آدم بن عبدالله ، أبو يحيىٰ الأشعري القمي : ثقة ، عظيم القدر ، ذُكر في أصحاب الأئمة الصادق والرضا والجواد عليهم‌السلام. وصفه الإمام الرضا عليه‌السلام بأنّه المأمون علىٰ الدين والدنيا. ترحّم عليه الإمام الجواد عليه‌السلام حين سمع بموته في قم. وهو المدفون في المقبرة التي تُعرف اليوم بمقبرة شيخان.

١٧ ـ سعيد بن جناح : ثقة ، روىٰ عن الإمام الجواد عليه‌السلام ، كوفي الأصل ، نشأ وتوفي ببغداد.

١٨ ـ شاذان بن الخليل النيسابوري : والد العالم الفاضل المتكلم الفضل ابن شاذان ، فقيه ، فاضل ، جليل القدر ، عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

١٩ ـ صالح بن محمد الهمداني : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما‌السلام.

٢٠ ـ عبدالحميد بن سالم العطار الكوفي : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وذكر أيضاً في أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام.

٢١ ـ عبدالعزيز بن المهتدي بن محمد الأشعري ، القمي : ثقة ، جليل القدر ، توكّل للإمام الرضا عليه‌السلام ، وكان من خاصته ، وعُدَّ في أصحابه.

٢٢ ـ عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسين بن زيد ابن الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام أبو القاسم الحسني الرازي : ثقة ، محدّث ، جليل القدر ، عظيم

٨٧

المنزلة ، ذو ورع واجتهاد.

أدرك من الأئمة : الرضا والجواد والهادي عليهم‌السلام. كانت ولادته نحو سنة ( ٢٠٠ ه‍ ) ، أما وفاته فقد ترددت بين سنة ( ٢٥٠ ه‍ ) و ( ٢٥٢ ه‍ ) أو ( ٢٥٥ ه‍ ).

٢٣ ـ عبدالله ابن الإمام موسىٰ بن جعفر عليه‌السلام : شيخ كبير ، عابد زاهد ، عليه أثر السجود ، صحب الإمام الجواد عليه‌السلام فترة من حياته. كان يعظّم الإمام كثيراً.

٢٤ ـ علي بن حسان ، أبو الحسين الواسطي القصير المعروف بالمنمِّس : ثقة ، عُدّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام ، وقد عمّر أكثر من مئة سنة.

٢٥ ـ علي بن عاصم الكوفي : شيخ الشيعة في وقته ، محدِّث ، زاهد عابد. قيل : كان يحفظ ( ١٠٠ ألف ) حديث. توفي سجيناً زمن المعتضد العباسي قبل سنة ( ٢٨٩ ه‍ ) ، وقد تجاوز التسعين من العمر.

٢٦ ـ محمد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي : كان يُعد من خواص الإمام الجواد عليه‌السلام ، وقد ترحّم عليه الإمام لمّا علم بموته. عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

٢٧ ـ محمد بن عبدالجبار الشيباني القمي : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الإمامين الجواد والهادي عليهما‌السلام.

٢٨ ـ محمد بن يونس بن عبدالرحمن : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الإمامين الرضا والجواد عليهما‌السلام.

٢٩ ـ المختار بن زياد العبدي البصري : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

٨٨

٣٠ ـ مصدق بن صدقة المدائني : ثقة ، من أجلة الفقهاء والعلماء ، عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام وقد عمّر مئة سنة.

٣١ ـ يحيىٰ بن أبي عمران الهمداني : وكيل الإمام الجواد عليه‌السلام في نواحي همدان.

٣٢ ـ أبو الحصين بن الحصين الحصيني : ثقة ، عُدَّ في أصحاب الإمام الجواد عليه‌السلام.

٣٣ ـ حكيمة بنت علي بن موسىٰ الرضا عليه‌السلام : جليلة القدر ، عظيمة المنزلة ، حدّثت عن أخيها الجواد عليه‌السلام.

٣٤ ـ حكيمة بنت الإمام الجواد عليه‌السلام : وهذه أيضاً جليلة القدر ، عظيمة المنزلة ، حضرت ولادة الإمام المهدي عليه‌السلام. كان لها دور بارز في عملية السفارة وايصال الكتب إلىٰ الإمام المهدي عليه‌السلام في غيبته الصغرىٰ. توفيت سنة ( ٢٧٤ ه‍ ) ودفنت عند رجلي الإمامين العسكريين.

هذه المجموعة الكبيرة من الثقات والتي سبقتها من أصحاب المؤلفات والتصانيف وغيرهم من رواة الإمام وأصحابه يشكلون رصيداً علمياً ثرّاً لا غناء لنا عنه ولا محيد ، وهم بعد هذا يُعتبرون أوتاد المذهب وحفظة التراث ، وسلفنا الصالح الذين بهم يُقتدىٰ ، وعليهم يُعوّل.

ثم إنّ الإمام عليه‌السلام باعتبار دوره القيادي الرائد في الاُمّة ، وما يحمله من علوم ومعارف ، الأمر الذي جعله محوراً يدور عليه فلك الاُمّة الإسلامية ، بمختلف اتجاهاتها وتياراتها المذهبية ، ولا عجب إذن لو رأيت أن بعض

٨٩

رواة الأئمة عليهم‌السلام من غير شيعتهم (١) ، بل ولعل البعض منهم من الغُلاة أو الواقفة وغيرهم ، وهذا يؤكد ما قلناه من محورية الإمام في الإشعاع العلمي الإسلامي واستقطابه لكافة الفعاليات العلمية والاجتماعية في عصره.

ولولا الأوضاع السياسية التي مرّت علىٰ الاُمّة الإسلامية وعصفت بها منذ عهد بني أمية وحتىٰ زمن متأخر من عصورنا الحاضرة لألفيت الصحاح والمدوّنات الحديثية قد ملئت بحديث أهل البيت عليهم‌السلام بعشرات أضعاف ما تحتويه اليوم ، لكن الخوف من روايته قد حال دون ذلك ؛ لأنّ عقوبة روايته كانت تواجه من قبل السلطان بأقسىٰ ما تتصور من عقوبة أقلّها كان هدم داره ، وحذف اسمه من ديوان العطاء ، ونفيه مع من يلوذ به في العراء ، وهو المرحوم بحاله من قبل السلطة ، هذا إذا لم تنل السيوف من حبال رقبته.

دور الامام عليه‌السلام في الحياة العلمية

من المقدمات التي يلزم التذكير بها هنا أن أئمة أهل البيت عليهم‌السلام جميعاً هم أبواب مدينة علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يختلفون سعة ، ولا يتميزون عمقاً ، ولا تتباين أهدافهم البتة ، وإنّما الاختلاف والتباين والتنوع في أدوار كل منهم ، تبعاً للظروف السياسية والاجتماعية والاقليمية التي تتحكم في مساحة تحرك كل إمام علىٰ الساحة الإسلامية ، وفي صفوف الاُمّة.

________________

١) روىٰ عن الإمام الجواد عليه‌السلام من أهل السُنّة إبراهيم بن عبدالحميد الصنعاني ، وإبراهيم بن عقبة ، وإبراهيم بن محمد بن حاجب ، وإبراهيم بن مهدويه ، واُمية بن علي القيسي الشامي ، وجعفر ابن محمد بن مزيد ، ومنخّل بن علي ، وعمارة بن زيد الأنصاري ، وعمر بن الفرج الرخجي وغيرهم.

٩٠

فهناك دور مفروض للأئمة عليهم‌السلام في نصّ الشريعة الإسلامية ، وهو دور صيانة تجربة الإسلام.. وتعميق الرسالة فكرياً وروحياً وسياسياً في الأُمة.. والمحافظة علىٰ المقياس العقائدي والرسالي في المجتمع الإسلامي.

ولقد تمثل الدور الإيجابي لأئمة أهل البيت عليهم‌السلام ، في أنّهم استطاعوا الابقاء علىٰ المعالم الدينية الأساسية للاُمّة ، والحفاظ علىٰ طابعها الرسالي ، وهويتها الفكرية من ناحية ، ومقاومة التيارات الفكرية التي تشكل خطراً علىٰ الرسالة ، وضربها في بدايات تكوينها من ناحية اُخرىٰ.. (١).

وبعد ذلك فإنّ الرسالة الإسلامية تعنىٰ بالإنسان من كلِّ نواحيه ، وتأخذ بيده إلىٰ كلِّ مجالاته ولا تفارقه ، وهو علىٰ مخدعه في فراشه ، وهو في بيته بينه وبين ربّه ، بينه وبين نفسه ، بينه وبين أفراد عائلته ، وهو في السوق ، وهو في المدرسة ، وهو في المجتمع ، وهو في السياسة ، وهو في الاقتصاد ، وهو في أي مجال من مجالات حياته (٢) ، ومن هنا يتوجب في القائد أن يكون علىٰ اطلاع ومعرفة بكلِّ مناحي الحياة ، واستيعاب لمجمل العلوم التي يحتاجها أهل الأرض ، ولكلِّ ما نزل من السماء ، وهو مالم يتحقق في غير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبمن أودعهم مكنون علومه من أهل بيته المعصومين المنتجبين الأبرار عليهم‌السلام.

وقد ورد في الأخبار أن من صفات الإمام عليه‌السلام : « أن يكون أعلم الناس بحلال الله وحرامه ، وضروب أحكامه ، وأمره ونهيه ، وجميع ما يحتاج إليه

________________

١) أهل البيت عليهم‌السلام تنوع أدوار ووحدة هدف / السيد الشهيد محمدباقر الصدر : ١٢٧ ، ١٣١ ، ١٤٤ ، ١٤٥.

٢) أهل البيت عليهم‌السلام تنوع أدوار ووحدة هدف / السيد الشهيد محمدباقر الصدر : ٧٥.

٩١

الناس. فيحتاج الناس إليه ، ويستغني عنهم » (١).

من هنا نقف علىٰ أن علم الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام واحد ، فعلم أولهم كعلم آخرهم ، علم إلهامي يتوارثونه خلفاً عن سلف ، صغيرهم وكبيرهم فيه سواء ، بل ورد أن الأئمة عليهم‌السلام تنتقل إليهم بعض مواريث الأنبياء عليهم‌السلام أيضاً ، كالسيف والخاتم والعصا ، وغيرها. إضافة إلىٰ ما يعلمونه من أحكام جميع رسالات السماء السابقة. وحديثهم أيضاً واحد ليس فيه اختلاف وتعارض ، وإن ظهر في ألفاظ ومعان مختلفة ؛ لأنّه صادر من منبع واحد ، فهم عليهم‌السلام يحدِّثون عن آبائهم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جبرئيل عليه‌السلام عن الله تبارك وتعالىٰ ، وذلك ما جاء في قول الإمام الصادق عليه‌السلام : « إنّ حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحديث رسول الله قول الله عزَّ وجلَّ » (٢).

بعد هذه المقدمة نعود إلىٰ ساحة قدس إمامنا الجواد عليه‌السلام ، كي نستلهم من فيض علومه ما نتمكن من خلاله رسم خط بياني نستطيع به استشفاف واستقراء نشاط الإمام العلمي خلال حياته القصيرة جداً ، ورغم سني التضييق والإقامة الجبرية في بغداد ، وإن لم تكن معلومة العدد ، إلّا أنها بلا شك ليست قليلة بالنسبة إلىٰ المدة التي عاشها عليه‌السلام.

دوره في الفقه وأحكام الشريعة :

لفقه مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام سمات بارزة متميزة عن سائر الفقه السائد

________________

١) بحار الأنوار / المجلسي ٢٥ : ٦٤.

٢) اُصول الكافي ١ : ٥٣ / ١٤ ( كتاب فضل العلم ). والارشاد / الشيخ المفيد ٢ : ١٨٦.

٩٢

في مدرسة الرأي ، وخلاصة تلك السمات أنه يستمد مقوماته من القرآن الكريم أولاً ، ثم السُنّة الثابتة ثانياً ، ولهذا أصبح فقه مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام هو الامتداد الطبيعي لفقه القرآن الكريم والسُنّة المطهرة ، وليس فيه شيء من عمل الرأي أو استعمال القياس والاستحسان وما شابه ذلك ، وهناك عشرات بل مئات الروايات المصرّحة بأنّ كل ما لدىٰ أهل البيت عليهم‌السلام إنّما هو عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم توارثوه واحداً بعد واحد وصولاً إلىٰ الإمام المهدي عليه‌السلام (١).

ويتميّز أيضاً بالشمولية فانه لم يدع ملحظاً كلياً أو جزئياً إلّا وقد بيّنه بمنتهى الدقة والتفصيل ، أما من حيث الامتداد الزماني فهو فقه الأمس واليوم وغداً ، لصلاحيته لكلِّ زمان وامتداده إلىٰ حلّ كلّ مشكلات الحياة.

ومما تقدم يتبين أن فقه أهل البيت فقه واحد لا يقبل التفكيك والفصل ، فلا يمكننا أن نقول : إنّ هذا هو فقه الإمام علي عليه‌السلام وهذا فقه الإمام الصادق عليه‌السلام وهكذا بالنسبة إلىٰ جميع أئمة أهل البيت المعصومين عليهم‌السلام.

فحديثنا إذن عن دور الإمام الجواد الفقهي هو عين الحديث عن فقه أهل البيت عليهم‌السلام الذين أُمرنا بطاعتهم والاقتداء بهديهم والتمسك بحبلهم ، وذلك أمان من الضلالة بنصّ حديث الثقلين المتواتر عند جميع فرق المسلمين.

أما عن الموارد الفقهية الكثيرة المروية عن الإمام الجواد عليه‌السلام والتي لا تتسع لها هذه الدراسة الموجزة ؛ فهي دالة بلا شكّ علىٰ أنه عليه‌السلام ملأ الفراغ الفقهي في عصره وأنه قد أغنىٰ الساحة الإسلامية ، وشيعته علىٰ وجه

________________

١) راجع : اُصول الكافي ١ : ٢٦٣ / ١ ـ ٣ و ٢٦٥ / ٢ و ٢٦٨ / ٩ وفي غير موضع منه.

٩٣

الخصوص عن غيره ، فلم يلتمسوا حلول مشكلاتهم واجابات اسئلتهم من أحد غيره ، وهم الطائفة الواسعة الانتشار في شرق بلاد المسلمين وغربها.

ومن خلال قراءة واستعراض لبعض تلك الموارد نستخلص أن الإمام الجواد عليه‌السلام كان مبرّزاً علىٰ جمهور الفقهاء ، وكبار العلماء والقضاة المعاصرين له..

فمن حيث مجلسه عليه‌السلام في ديوان الخلافة ، ما كان ليجلس إلّا بموازاة مجلس الخليفة ، والعلماء والقضاة في مجلسهم جميعاً كانوا دون مجلسه ، ويمثلون بين يديه ـ هيبة ـ عند محادثته..

وأما آراؤه في ( العقيدة ، والتفسير ، والفقه ) فهي المقدّمة علىٰ بقية الآراء ؛ لأنّها تعكس واقعاً وحقيقة روح الإسلام ، وذلك إذ يتجلّىٰ من خلال ما مرّ من مناظرات أو من خلال ما أثبته لنا التأريخ في قصة الزواج في عهد المأمون.. أو قصة السارق الذي اعترف علىٰ نفسه بالسرقة في عهد المعتصم ، وقد طلب السارق من الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه فأُرجئ الحكم عليه إلىٰ وقت معلوم. واستدعىٰ المعتصم لذلك جمعاً من العلماء والقضاة إلىٰ مجلسه للحكم في القضية ، واستدعىٰ من جملة من استدعىٰ الإمام الجواد عليه‌السلام إلىٰ ذلك المجلس الضخم الذي عقده لهذا الغرض ، وكان الإمام عليه‌السلام يومذاك الشاب ابن الخامسة والعشرين سنة أو نحوها.

ورغم أن الرواية التي بين أيدينا لم تُسمّ الفقهاء الذين حضروا مجلس الحكم ، ولا عددهم ؛ لكن بداهة يمكن الجزم ـ ويشاركنا هذا الرأي كلّ أحد ـ بأن الخليفة ما يستدعي إلىٰ مجلسه إلّا الطبقة الاُولىٰ من فقهاء بغداد ، ومحدثيها المرموقين ، وقضاتها المتمكنين ، لا ضعافها ومغموريها أو

٩٤

أذناب الناس وشذاذهم. وعليه نستطيع أن نشخّص مجموعة من فقهاء تلك المرحلة ، ورؤوس مذاهبها ، وأكابر قضاتها من الذين يمكن أن يُستدعون إلىٰ ديوان الخلافة ؛ لإبداء رأي فقهي ، أمثال : إبراهيم بن سيّار بن النظّام ( ت / ٢٣١ ه‍ ) ، إبراهيم بن المهدي المصيصي ( ت / ٢٢٥ ه‍ ) ، أبو ثور إبراهيم ابن خالد الكلبي البغدادي ( ت / ٢٤٠ ه‍ ) ، أبو حسّان الزِّيادي الحسن بن عثمان ( ت / ٢٤٢ ه‍ ) وقيل : أبو حيّان ، أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي ( ت / ٢٣٤ ه‍ ) ، أبو معمر الهذلي ( ت / ٢٣٦ ه‍ ) ، أبو نصر التمّار ، أبو الهذيل محمد بن الهذيل العلّاف العبدي ( ت / ٢٣٥ ه‍ ) كان نسيج وحده وعالم دهره ، لم يتقدمه أحد من الموافقين له ولا من المخالفين ، أحمد بن إبراهيم الدورقي العبدي ( ت / ٢٤٦ ه‍ ) ، أحمد بن أبي دؤاد ( ت / ٢٤٠ ه‍ ) قاضي قضاة الدولة العباسية ، أحمد بن حنبل ( ت / ٢٤١ ه‍ ) ولو أنه لم يكن يحضر مجالس الخلفاء إلّا أنه لا يمنع أن يجيب إذا استدعي ، أحمد بن الفرات ( ت / ٢٥٨ ه‍ ) ، أحمد بن منيع البغوي ( ت / ٢٤٤ ه‍ ) ، إسحاق بن أبي إسرائيل ، إسماعيل بن إسحاق السرّاج ، إسماعيل بن أبي أويس ( ت / ٢٢٦ ه‍ ) وهو ابن أخت مالك بن أنس ، إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة ولي القضاء للمعتصم بعد ابن سماعة ، بشر بن المعتمر الهلالي رئيس معتزلة بغداد في زمانه ، بشر ابن الوليد الكندي الحنفي ( ت / ٢٣٨ ه‍ ) ، ثمامة بن الأشرس وكان واحد دهره في العلم والأدب ، جعفر بن حرب الهمداني ( ت / ٢٣٦ ه‍ ) ، جعفر ابن عيسىٰ الحسني أحد القضاة ، جعفر بن مبشر الثقفي ( ت / ٢٣٤ ه‍ ) ، الحسن ابن عرفة العبدي ( ت / ٢٥٧ ه‍ ) ، حفص بن عمر بن عبدالعزيز الدوري البغدادي ( ت / ٢٤٦ ه‍ ) إمام القرّاء وشيخ زمانه ، حيّان بن بشر تسلّم قضاء الكرخ سنة ( ٢٣٧ ه‍ ) ، خلف بن هشام البزار ( ت / ٢٢٩ ه‍ ) ، سجّادة أبو علي

٩٥

الحسن بن حمّاد الحضرمي البغدادي ( ت / ٢٤١ ه‍ ) من أجلّة العلماء في زمانه ، سعدويه الواسطي سعيد بن سليمان ( ت / ٢٢٥ ه‍ ) ، سليمان بن داود العتكي ( ت / ٢٣٤ ه‍ ) ، سوار بن عبدالله العبري التميمي ( ت / ٢٤٥ ه‍ ) تسلّم قضاء الرصافة سنة ( ٢٣٧ ه‍ ) ، شجاع بن مخلد الفلّاس البغوي ( ت / ٢٣٥ ه‍ ) ، شعيب بن سهل الرازي الملقّب شعبويه ( ت / ٢٤٦ ه‍ ) قاضي الرصافة للمعتصم العباسي ، عبدالرحمن بن إسحاق الشافعي القاضي ، عبدالرحمن ابن كيسان الأصم ، عبيدالله بن محمد بن الحسن ، علي بن الجعد الجوهري البغدادي ( ت / ٢٣٠ ه‍ ) الحافظ الحجة مُسند بغداد ، علي بن الجنيد الإسكافي ، عيسىٰ ابن صُبيح أبو موسىٰ من علماء المعتزلة والمقدمين فيهم ، قتيبة بن سعد ، القواريري عبيدالله بن عمر ، كامل بن طلحة الجحدري ( ت / ٢٣١ ه‍ ) ، المحاسبي الحارث بن أسد ( ت / ٢٤٣ ه‍ ) ، محمد ابن بكار بن الريّان البغدادي ( ت / ٢٣٨ ه‍ ) ، محمد بن حاتم بن ميمون السمين ( ت / ٢٣٥ ه‍ ) الحافظ المجوِّد المفسِّر ، محمد بن الحسين البرجلاني الحنبلي ( ت / ٢٣٨ ه‍ ) ، محمد بن حمّاد وكان مقرباً من المأمون العباسي ، محمد بن سعد ( ت / ٢٣٠ ه‍ ) صاحب الطبقات الكبرىٰ ، محمد بن سماعة ( ت / ٢٣٣ ه‍ ) تولىٰ القضاء للرشيد وبقي فيه إلىٰ أن ضعف بصره في عهد المعتصم فصرفه عنه باسماعيل بن حمّاد وتوفي وله مئة وثلاث سنين ، محمد بن عبدالله بن المبارك المخرّمي ( ت / ٢٥٤ ه‍ ) ، محمد بن هارون الورّاق ( ت / ٢٤٧ ه‍ ) ، النضر بن شميل ، هارون بن عبدالله الحمّال البغدادي ( ت / ٢٤٣ ه‍ ) ، هارون بن عبدالله الزهري ( ت / ٢٣٢ ه‍ ) ، يحيىٰ ابن أكثم التميمي المروزي البغدادي ( ت / ٢٤٢ ه‍ ) قاضي القضاة الفقيه العلّامة من أئمة الاجتهاد ، يحيىٰ بن معين أبو زكريا المرِّي البغدادي ( ت / ٢٣٣ ه‍ )

٩٦

الحافظ شيخ المحدثين وإمامهم ، يعقوب بن إبراهيم الدورقي ( ت / ٢٥٢ ه‍ ) محدّث العراق (١).

وأضراب هؤلاء كثير مما يطول به المقام من الذين كانوا ببغداد يومذاك ويشار إليهم بالمشيخة والتفرّد بالفضل والعلم.

فالرواية التي ينقلها العياشي عن زرقان وهو محمد بن شداد أبو يعلىٰ المسمعي ( ت / ٢٧٨ أو ٢٧٩ ه‍ ) وقد عمّر طويلاً ، وهو أيضاً من الفقهاء والمتكلمين. قال العياشي : عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد وصديقه بشدّة ، قال : رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم ، فقلت له في ذلك ، فقال : وددت اليوم أني قد متُّ منذ عشرين سنة ، قال : قلت له : ولِمَ ذاك ؟ قال : لما كان من هذا الأسود أبا جعفر محمد بن علي ابن موسىٰ اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم ، قال : قلت له : وكيف كان ذلك ؟ قال : إنّ سارقاً أقرّ علىٰ نفسه بالسرقة ، وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه ، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه ، وقد أحضر محمد بن علي عليه‌السلام ، فسألنا عن القطع في أيّ موضع يجب أن يقطع ؟ قال : فقلت : من الكرسوع ، قال : وما الحجة في ذلك ؟ قال : قلت : لأنّ اليد هي الأصابع والكف إلىٰ الكرسوع ؛

________________

١) اعتمدنا في استخلاص هذه الجمهرة من علماء وقضاة بغداد المعاصرين للإمام الجواد عليه‌السلام في تلك الفترة : البداية والنهاية ١٠ : ٢٩٩ حوادث سنة ( ٢١٨ ه‍ ). وتاريخ أبي الفداء ١ : ٣٤٠. وتاريخ الخلفاء / السيوطي : ٣٠٩ ـ ٣١٢ بتحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد. وتاريخ الطبري ٧ : ١٨٧ ـ ٢٠٦ حوادث سنة ( ٢١٨ ه‍ ). وطبقات الفقهاء / أبو إسحاق الشيرازي الشافعي ( ت / ٤٧٦ ه‍ ). والكامل في التاريخ ٦ : ٣ ـ ٦ مراجعة وتصحيح الدكتور محمد يوسف الدقاق. ومحاضرات تاريخ الاُمم الإسلامية / الخضري ٢ : ٢١٢ ـ ٢١٥. والوفيات / ابن قنفذ ( ت / ٨٠٩ ه‍ ) وغيرها.

٩٧

لقول الله في التيمم : ( فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ) (١) واتّفق معي علىٰ ذلك قوم.

وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق ، قال : وما الدليل علىٰ ذلك ؟ قالوا : لأنّ الله لما قال : ( وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ) (٢) في الغسل دلّ ذلك علىٰ أن حدّ اليد هو المرفق ، قال : فالتفت إلىٰ محمد بن علي عليه‌السلام ، فقال : ما تقول في هذا يا أبا جعفر ؟ فقال : قد تكلّم القوم فيه يا أمير المؤمنين ، قال : دعني مما تكلّموا به ، أيّ شيء عندك ؟ قال : اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين. قال : أقسمت عليك بالله لمّا أخبرت بما عندك فيه ، فقال : أما إذا أقسمت عليَّ بالله إنّي أقول إنّهم أخطأوا فيه السنة ، فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع ، فيترك الكف. قال : وما الحجة في ذلك ؟ قال : قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : السجود علىٰ سبعة أعضاء : الوجه واليدين والركبتين والرجلين (٣). فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها ، وقال الله تبارك وتعالىٰ : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ ) (٤) يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها ( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) وما كان لله لم يقطع ، قال : فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ ، قال ابن أبي دؤاد : قامت قيامتي وتمنيّت أني لم أك

________________

١) سورة النساء : ٤ / ٤٣.

٢) سورة المائدة : ٥ / ٦.

٣) صحيح البخاري ١ : ٢٨٠ / ٧٧٦ و ٧٧٧ باب السجود علىٰ سبعة أعظم أخرجه عن ابن عباس. والجامع الصحيح ١ : ٤٤٦ / ٢٣١ (٤٩١) أخرجه عن العباس بن عبدالمطلب. وكذا الأحاديث ٢٢٧ ـ ٢٣٠. وسنن ابن ماجة ١ : ٢٨٢ / ٨٨٤ و ٨٨٥.

٤ و ٥) سورة الجن : ٧٢ / ١٨.

٩٨

حيّاً (١).

فلسان الرواية يبيّن أن الخليفة أعدّ مسبقاً لذلك المجلس جمعاً غفيراً من الفقهاء للحكم في هذه المسألة ، ويبدو أيضاً أنه اختارهم علىٰ مختلف المشارب والاتجاهات الفقهية والفكرية؛ لأنّ الوقت آنذاك كان وقت كلام ومساجلات وتعدد في الآراء الفقهية.

دوره في تفسير القرآن :

من نافلة القول إن الأئمة من أهل البيت النبوي الطاهر عليهم‌السلام ، هم الراسخون في العلم ، المفسرون للقرآن الكريم كما أنزله الله وأراده حقيقة ، وهم وحدهم العالمون بتأويله ، والدليل علىٰ ظاهره وباطنه. وليس بدعاً من القول إذا سلّمنا بأنهم عدل القرآن ؛ للنبوي الصحيح المروي في المدوّنات الحديثية لدى الفريقين سواء بسواء ، ذلك هو حديث : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » (٢).

إذا علمت هذا ، فينبغي بمن هو عدل الكتاب وقرينه ، أن يكون عالماً بكل آياته ، ومحيطاً بجميع أسراره ومحكمه ومتشابهه ، ناسخه ومنسوخه ، وهكذا كان أهل البيت عليهم‌السلام قرآناً ناطقاً يهدي للتي هي أقوم ، ويبشّر

________________

١) تفسير العياشي ١ : ٣١٩ ـ ٣٢٠ / ١٠٩ طبع طهران بتحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاتي.

٢) الحديث روي في العديد من المصادر التي لا يمكن حصرها هنا نذكر منها : صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ٢٤٠٨. ومسند أحمد ٥ : ١٨٩. وسنن الدارمي ٢ : ٤٣١ ـ ٤٣٢. ومصنّف ابن أبي شيبة ١١ : ٤٥٢ / ١١٧٢٥. وصحيح الترمذي ٥ : ٦٦٢ / ٣٧٨٦. وللمزيد راجع : دفاع عن الكافي / ثامر العميدي ١ : ١٤٤ ـ ١٥٣ ففيه تفاصيل عن ألفاظ الحديث وطرقه ودلالاته ومصادره.

٩٩

المؤمنين بخط ولايتهم بأن لهم قدم صدق عند مليك مقتدر.

وعلىٰ الرغم من أن ما وصل إلينا عن الأئمة الميامين عليهم‌السلام بشأن القرآن الكريم وتفسيره لا يشكل إلّا نزراً يسيراً لما يمتلكون من حصيلة علمية ، وثراء فكري ليس لهما حدود ، إلّا أن المتصدي لتفسير القرآن الكريم لا يمكنه الاستغناء عن تفسيرهم عليهم‌السلام لما فيه من سمات أصيلة لفهم كتاب الله ، أبرزها تفسير القرآن بالقرآن ، والقول بسلامة القرآن من التحريف وغيرها من المبادىَ الأساسية لادراك معاني الكتاب الكريم.

وإمامنا الجواد عليه‌السلام هو واحد من تلك الكوكبة ، لا يمكن الاستغناء عما وصلنا عنه في التفسير بحال ، وهو كثير جداً لو استُخرج من مظانه ، وجُمع شتاته.

ومن أمثلة تفسيره عليه‌السلام ، ما نقله الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري الذي قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام سائلاً عن معنىٰ : ( لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) (١).

فقال عليه‌السلام : « يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ؟! » (٢).

ونقل شيخ الطائفة في تهذيبه ، بسنده عن السيد ( عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام أنّه قال : سألته عمّا أُهلّ

________________

١) سورة الأنعام : ٦ / ١٠٣.

٢) اُصول الكافي ١ : ٩٩ / ١١.

١٠٠