موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ١٠

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ١٠

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-500-7
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٤٨٠

ومن لعنتَ فلعنتي عليه ) (١) ، وعلى هذا جاء قول الفضل بن روز بهان الحنفي الشهير بخواجة مولانا وكان حيّاً سنة ( ٨٥٢ هـ ) :

من يكن تاركاً ولاء علي

لستُ أدعوه مؤمناً وزكيّاً

كيف بين الأنام يذكر

سبّاً للذي كان للنبيّ وصيّاً

ليس قولي لفاعل السبّ إلاّ

لعن الله من يسبّ علياً (٢)

ولم يكن بدعاً في شعره ، فقد سبقه كثير بن كثير السهمي ، فقد قال حين كتب هشام بن عبد الملك إلى عامله بالمدينة أن يأخذ الناس بسبّ علي عليه‌السلام ، فقال :

لعن الله من يسبّ عليّاً

وحسيناً من سوقة وإمام

أيُسبّ الطيِّبون جددوا

والكرام الأخوال والأعمام

يأمن الظبي والحمام ولا

يأمن آل الرسول عند المقام

طبت ميتاً وطاب أهلك أهلاً

أهل بيت النبيّ والإسلام

رحمة الله والسلام عليهم

كلّما قام قائم بسلام (٣)

____________

١ ـ مسند أحمد ٥ / ١٩١ ، معجم الطبراني الكبير ٥ / ١١٩ و ١٥٧.

٢ ـ دلائل الصدق ٣ / ق ١ / ٢٣١ ط چاب خانه بوذر جمهري سنة ( ١٣٧٣ هـ ).

٣ ـ معجم الشعراء / ٣٤٨ للمرزباني.

٢٤١
٢٤٢

الفصل السادس

في أدعيته

٢٤٣
٢٤٤

لقد مرَّ في الحلقة الأولى بعض أدعيته التي كان يدعو بها ، في ( ما روي عنه من الدعاء وآدابه ) (١) ، ولمّا كان له غير ذلك ممّا ينبغي أن يلحق به ، فقد آثرت ذكر جميع ذلك في مكان واحد تيسيراً على القارئ.

ما روي عنه من الدعاء وآدابه

أخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، قال : ( إنّ الدعاء ليردّ القضاء وقد نزل من السماء ، اقرءوا إن شئتم ( إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُم )(٢) فدعوا صرف عنهم العذاب ) (٣).

ولقد روي عنه في هذا الباب كثيراً مرفوعاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونجد بعض ذلك أيضاً موقوفاً ، وفي نظري القاصر أنّه في هذا هو أيضاً بحكم الرفع لأنّه من أين تلقّاه؟ ومن الذي ربّاه؟ أليس قد مرّت بنا في الجزء الأوّل شواهد إختصاصه بمدينة العلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمّ من بعد بباب مدينة علمه أمير

____________

١ ـ موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى ٥ / ٤٤٧.

٢ ـ يونس / ٩٨.

٣ ـ الدر المنثور ٣ / ٣١٧ ..

٢٤٥

المؤمنين عليه‌السلام فحمل عنهما ما وسعه فهمه ، ففاض بذلك علمه ، إذن لا مشاحّة لو رأينا بعض الموقوف في مصدر مرفوعاً في مصدر آخر.

نعم هناك مرويات عنه ظاهرة الوقف نحو قوله في هذا المجال : ( كان رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم إذا دعا جعل باطن كفه إلى وجهه ) (١) ، وقوله : ( إياك والسجع في الدعاء فإنّي شهدت النبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم وأصحابه لا يفعلون ذلك ) (٢).

أو مرفوعة متبوعة منه بقول نحو قوله : ( كان النبيّ صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم إذا نظر في المرآة يقول : ( الحمد لله ربّ العالمين الذي خلقني وسوّى خلقي وجعلني بشراً سويّاً ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ).

قال ابن عباس رضي‌الله‌عنها : فما تركتها منذ سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم. ثمّ قال : لا يمسّ وجه من قالها سوءٌ أبداً ) (٣) ، إلى غير ذلك.

ومن شواهد ما روي عنه موقوفاً في مصدر كما روي عنه مرفوعاً في مصدر آخر ، ما ورد في كيفية الدعاء ، حيث روي موقوفاً بلفظ عند ابن قتيبة عنه ، قال : ( الإخلاص هكذا : وبسط يده اليمنى وأشار بإصبعه من يده اليسرى.

والدعاء هكذا : وأشار براحتيه إلى السماء.

والإبتهال هكذا : ورفع يديه فوق رأسه ظهورها إلى وجهه ) (٤).

____________

١ ـ المعجم الكبير للطبراني ١١ / ٣٤٤ ط الموصل.

٢ ـ نهاية الإرب للنويري ٥ / ٢٨٥ ط دار الكتب بمصر.

٣ ـ نفس المصدر ٥ / ٣١٤.

٤ ـ عيون الأخبار ٢ / ٢٨٣ ط دار الكتب بمصر. وقارن : المصنف لعبد الرزاق في الصلاة ٢ / ٢٥٠.

٢٤٦

ورواه ابن عبد ربه أيضاً بإستبدال اليمنى باليسرى وبالعكس في المقامين موقوفاً (١) ، غير أنّ النويري ذكر ذلك عنه مرفوعاً ، فقال : ( وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أنّ رسول الله صلّى الله عليه ( وآله ) وسلّم قال : ( الإخلاص هكذا ورفع اصبعاً واحداً من اليمنى ، والدعاء هكذا وجعل بطونهما ممّا يلي السماء ، والابتهال هكذا ومدّ يديه شيئاً وجعل ظهر الكف ممّا يلي السماء ) (٢).

وممّا روي عنه مرفوعاً وموقوفاً الدعاء الذي رواه عنه سعيد بن جبير ، وأخرجه الطبراني في معجمه بسنده إلى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : ( إذا أتيت سلطاناً مهيباً تخاف أن يسطو بك فقل : الله أكبر ، الله أكبر من خلقه جميعاً ، الله أعزّ ممّا أخاف وأحذر ، وأعوذ بالله الذي لا إله إلاّ هو الممسك السماوات السبع أن تقعن على الأرض إلاّ بإذنه ، من شرّ عبدك ـ فلان ـ وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والأنس ، إلهي كن لي جاراً من شرّهم ، جلّ ثناؤك ، وعزّ جارك ، وتبارك اسمك ، ولا إله غيرك. ثلاث مرات ) (٣). وهذا ما رواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال : ( ورجاله رجال الصحيح ) (٤).

كما رواه أبو نعيم في حليته بتفاوت يسير (٥) ، ورواه الشعراني في ( لواقح

____________

١ ـ العقد الفريد ٣ / ٢٢١ تحـ أحمد أمين ورفيقيه.

٢ ـ نهاية الارب ٥ / ٨٤ ط دار الكتب بمصر ، ورويت الكيفية عنه بلفظ آخر في نزهة المجالس للصفوري ١ / ١٥٢ و ٢ / ٤٣ ( إذا أشار أحدكم باصبع واحدة فهي الإخلاص في الدعاء ، وإذا رفع يديه حذو صدره فهو الدعاء ، وإذا رفعهما حتى يجاوز بهما رأسه وظهرهما ممّا يلي وجهه فهو الابتهال ).

٣ ـ المعجم الكبير للطبراني ١٠ / ٢٥٨ ط الموصل.

٤ ـ مجمع الزوائد ١٠ / ١٣٧ ط القدسي. ، ورواه ابن أبي شيبة كما في موسوعة آثار الصحابة ٣ / ٣٦.

٥ ـ الحلية ١ / ٣٢٢.

٢٤٧

الأنوار القدسية ) (١) ، وكلّ هؤلاء رووه موقوفاً ، إلاّ أنّ النويري رواه عنه مرفوعاً (٢). ولا ضير.

وممّا روي عنه من الدعاء موقوفاً ما أخرجه الطبراني في معجمه بسنده عن سعيد ابن جبير ، قال : ( كان ابن عباس يقول : اللّهمّ إنّي أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك ) (٣). ورواه الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) وقال : ( رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ) (٤).

وكان من الدعاء الذي لم يدعه بعد ما سمعه من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو قوله : ( اللّهمّ قنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، واخلف عليّ كلّ غائبة لي بخير ) (٥) ، ( وأخلفني في كلّ غائبة لي بخير ) (٦).

وكان إذا دخل المسجد قال : ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) (٧).

ومن أدعيته ما رواه السيّد ابن طاووس في كتابه ( التشريف بالمنن ) نقلاً عن كتاب زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز ، فقال : ( روى باسناده عن ابن عباس قال : من نزل به غمّ أو همّ أو كرب ، أو خاف من سلطان ظلماً فدعا بهذه الدعوات استجيب

____________

١ ـ لواقح الأنوار القدسية / ٣٨٨ ط البابي الحلبي سنة ١٣٨١ هـ.

٢ ـ نهاية الإرب ٥ / ٣١٩.

٣ ـ المعجم الكبير للطبراني ١٠ / ٢٥٩.

٤ ـ مجمع الزوائد ١٠ / ١٨٤.

٥ ـ تاريخ جرجان السهمي / ٦٣ ط أفست أوربا.

٦ ـ القناعة لأبي بكر ابن السني ١ / ٦.

٧ ـ المصنف لعبد الرزاق في الصلاة ١ / ٤٢٩.

٢٤٨

له ، قال : يقول : ( أسألك بلا إله إلاّ أنت ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم ، وأسألك بلا إله إلاّ أنت ربّ العرش الكريم ، وأسألك بلا إله إلاّ أنت ربّ السماوات السبع وما فيهن إنّك على كلّ شيء قدير. ثمّ تسأل حاجتك ) (١).

وهذا أخرجه أحمد في مسنده وفيه : ( انّه يقول أنّ نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يدعو بهذه الدعوات عند الكرب ) (٢) ، وقد أخرجه مكرراً مرفوعاً وموقوفاً وفيه تفاوت وفي بعضه ( وربّ الأرض ) (٣).

ومرّ بنا دعاء علّمه له الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ليلة صفين ـ الهرير وسيأتي ذكره بروايته ـ إلى غير ذلك من الأدعية التي رواها عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روى في فضلها الكثير ممّا سمعه ، ولعلّ دعاء التسبيح الذي أخرجه السيّد ابن طاووس في ( مهج الدعوات ) (٤) من مهمات تلك الأدعية ، حريّ بأن يُرغب المؤمن في قراءته وسيأتي ذكره ، كما أنّ روايته لدعاء الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام الذي كتبه لليماني المروي في ( مهج الدعوات ) أيضاً ، وكتابته له ما يشعر بالتزامه به ، فليراجع فيما يأتي بعد هذا.

وقد مرّ بنا في حياته بالبصرة أيام ولايته (٥) عن طاووس أنّه كان يعلّمهم الدعاء كما يعلّمهم السورة من القرآن ...

____________

١ ـ التشريف بالمنن / ٣٤٩ ط مؤسسة صاحب الأمر ( عج ).

٢ ـ مسند أحمد ٤ / ٨١.

٣ ـ المصدر نفسه ( مسند ابن عباس ).

٤ ـ مهج الدعوات / ٨٢ ـ ٨٣.

٥ ـ موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى ٣ / ٢٣٧.

٢٤٩

وذكر الشيخ النجاشي في رجاله في ترجمة عبد العزيز بن يحيى الجلودي الأزدي البصري ، من جملة كتبه ممّا يخص ابن عباس بروايته عنه منها : كتاب قوله ـ أي ابن عباس ـ في الدعاء والعَوذ وذكر الخير وفضل ثواب الأعمال والطب والنجوم (١).

وأخرج ابن أبي الدنيا القرشي المتوفي سنة ( ٢٨١ هـ ) في كتابه ( التهجد وقيام الليل ) المطبوع ضمن ( موسوعة ابن أبي الدنيا ) (٢) ، قال :

( أخبرني سليمان بن منصور بن سليمان الخزاعي ، حدثني أبي ، عن الحسن بن عمارة ، عن داود بن علي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه كان يدعو بهذه الدعوات من الليل وهو جالس حين يفرغ من الوتر : ( اللَّهم إني أسألك رحمة تهدي بها قلبي ، وتجمع بها أمري ، وتلم بها شعثي ، وترد بها غائبي ، وترفع بها شاهدي ، وتزكي بها عملي ، وتبيّض بها وجهي ، وتلهمني بها رشدي ، وتعصمني بها من كلّ سوء ، اللَّهم إني أسألك إيماناً صادقاً ، ويقيناً ليس بعده كفر ، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة ، اللَّهم إني أسألك الفوز عند القضاء ، ومنازل الشهداء ، وعيش السعداء ، والنصر على الأعداء ، ومرافقة الأنبياء. اللَّهم إني أسألك وأن قَصَّر عملي وضَعُف رأيي وافتقرت إلى رحمتك من عذاب السعير ، ومن دعوة الثبور ، ومن فتنة القبور. اللَّهم وما قَصُرَ عن عملي ولم تبلغهُ مسألتي من خير وعدته أحداً من عبادك أو من خير أنت معطيه أحداً من خلقك فإني أسألك

____________

١ ـ رجال النجاشي / ١٦٩ ط بمبئ.

٢ ـ موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا١ / ٢٥٥ ط المكتبة العصرية صيدا ، بيروت.

٢٥٠

وأرغب إليك فيه برحمتك يا رب العالمين.

اللَّهم اجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين حرباً لأعدائك سلماً لأوليائك نحبّ بحبّك الناس ، ونعادي بعداوتك من خالفك. اللَّهم ذا الأمر الرشيد والحبل الشديد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود ، مع المقربين الشهود ، الرُّكَّع السجود ، الموفين بالعهود ، إنك رحيم ودود ، وأنت تفعل ما تريد. اللَّهم ربي وإلهي هذا الدعاء وعليك الاستجابة ، وهذا الجهد وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله. اللَّهم اجعل لي نوراً في قبري ، ونوراً في بصري ، ونوراً في شعري ، ونوراً في بشري ، ونوراً في لحمي ، ونوراً في دمي ، ونوراً في عظامي ، ونوراً بين يدي ، ونوراً من خلفي ، ونوراً عن شمالي ، ونوراً من فوقي ، ونوراً من تحتي. اللَّهم زدني نوراً وأعطني نوراً ) قال : ثم يرفع صوته؛ ( سبحان الذي لبس العزَّ وطال به ، سبحان الذي تعطف بالمجد وتكرم به ، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له ، سبحان الذي أحصى كلّ شيء بعلمه ، سبحان ذي الطَّوْلِ والفضل ، سبحان ذي المَن والنِّعم ، سبحان ذي القدرة والتكرم ) (١).

قال السيد ابن طاووس رحمة الله في كتابه ( مهج الدعوات ) :

( ومن ذلك دعاء لمولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام المعروف بدعاء اليماني : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط ، قال : أخبرنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدثنا أبو القاسم

____________

١ ـ أخرجه الترمذي في سننه كتاب الدعوات ، باب منه ( ٣٠ ) عن هامش المصدر.

٢٥١

عبد الواحد ( عبد الله خ ل ) بن يونس الموصلي بحلب ، قال : حدثنا علي بن محمد بن أحمد العلوي المعروف بالمستنجد ، قال : حدثنا أبو الحسن الكاتب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن علي بن زياد ، قال : قال عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر : بينما نحن عند مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ذات يوم ، إذ دخل الحسن بن علي عليهما‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين بالباب رجل يستأذن عليك ، ينفح منه ريح المسك ، قال له : ائذن له.

فدخل رجل جسيم وسيم ، له منظر رائع ، وطرف فاضل ، فصيح اللسان ، عليه لباس الملوك.

فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، إنّي رجل من أقصى بلاد اليمن ، ومن أشراف العرب ، ممن انتسب إليك ، وقد خلفت ورائي ملكاً عظيماً ، ونعمة سابغة ، وإنّي لفي غضارة من العيش ، وخفض من الحال ، وضياع ناشئة ، وقد عجمت الأمور ، ودربتني الدهور ، ولي عدوّ مشجٍ وقد أرهقني ، وغلبني بكثرة نفيره ، وقوّة نصيره ، وتكاثف جمعه ، وقد أعيتني فيه الحيل. وإنّي كنت راقداً ذات ليلة حتى أتاني الآتي ، فهتف بي أن قم يا رجل إلى خير خلق الله بعد نبيّه أمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، وعلى آلهما ، فاسأله أن يعلمك الدعاء الذي علمه حبيب الله وخيرته وصفوته من خلقه ، محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلوات الله عليه وعلى آله ، ففيه اسم الله [ الأعظم ] عزّ وجلّ فادع به على عدوك المناصب لك. فانتبهت يا أمير المؤمنين ولم أعوّج على شئ حتى شخصت نحوك في أربع مائة عبد ، إنّي أشهد الله وأشهد رسوله وأشهدك أنّهم أحرار ، وقد أعتقتهم

٢٥٢

لوجه الله جلت عظمته ، وقد جئتك يا أمير المؤمنين من فج عميق ، وبلد شاسع ، قد ضؤل جرمي ، ونحل جسمي فامنن علي يا أمير المؤمنين بفضلك ، وبحق الأبوة والرحم الماسة ، علمني الدعاء الذي رأيت في منامي ، وهتف بي أن أرحل فيه إليك.

فقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه : نعم أفعل ذلك إن شاء الله ، ودعا بدواة وقرطاس وكتب له هذا الدعاء وهو :

( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم أنت الله الملك الحق الذي لا إله إلاّ أنت ، وأنا عبدك [ وأنت ربّي ] ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، ولا يغفر الذنوب إلاّ أنت ، فاغفر لي يا غفور يا شكور. اللهم إنّي أحمدك وأنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب وما وصل إلي من فضلك السابغ ، وما أوليتني به من إحسانك إلي ، وبوّأتني به من مظنة العدل ، وأنلتني من منّك الواصل إلي ، ومن الدفاع عني ، والتوفيق لي والإجابة لدعائي ، حتى أناجيك داعياً ، وأدعوك مضاماً ، وأسألك فأجدك في المواطن كلها لي جابراً ، وفي الأمور ناظراً ، ولذنوبي غافراً ، ولعوراتي ساتراً ، لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الإختبار ، لتنظر ما أقدم لدار القرار ، فأنا عتيقك من جميع الآفات ، والمصائب في اللوازب ، والغموم التي ساورتني فيها الهموم ، بمعاريض أصناف البلاء ، ومصروف جهد القضاء ، لا أذكر منك إلاّ الجميل ، ولا أرى منك غير التفضيل ، خيرك لي شامل ، وفضلك علىّ متواتر ، ونعمتك عندي متصلة ، وسوابق لم تحقق حذاري بل صدّقتَ رجائي ، وصاحبتَ أسفاري ، وأكرمتَ أحضاري ، وشفيتَ أمراضي

٢٥٣

وأوصابي ، وعافيتَ منقلبي ومثواي ، ولم تشمت بي أعدائي ، ورميت من رماني ، وكفيتني مؤنة من عاداني. فحمدي لك واصل ، وثنائي لك دائم من الدهر إلى الدهر ، بألوان التسبيح خالصاً لذكرك ، ومرضياً لك بناصع التوحيد ، وإمحاض التمجيد ، بطول التعديد ومزية أهل المزيد ، لم تُعنَ في قدرتك ، ولم تشارك في إلهيتك ، ولم تعلم مائية ، فتكون للأشياء المختلفة مجانساً ، ولم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز ، ولا خرقت الأوهام حُجُب الغيوب فتعتقد فيك محدوداً في عظمتك ، فلا يبلغك بُعدُ الهمم ، ولا ينالك غوصُ الفكر ، ولا ينتهى إليك نظر ناظر في مجد جبروتك ، ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك ، وعلا عن ذلك كبرياءُ عظمتك ، لا ينقص ما أردت أن يزداد ، ولا يزداد ما أردت أن ينقص ، ولا أحد حضرك حين برأت النفوس. كلّت الأوهام عن تفسير صفتك ، وانحسرت العقول عن كنه عظمتك ، وكيف توصف وأنت الجبار القدوس ، الذي لم تزل أزليا دائماً في الغيوب وحدك ، ليس فيها غيرك ، ولم يكن لها سواك ، حار في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير ، فتواضعت الملوك لهيبتك ، وعنت الوجوه بذل الاستكانة لك ، وانقاد كلّ شيء لعظمتك ، واستسلم كلّ شيء لقدرتك ، وخضعت لك الرقاب ، وكلّ دون ذلك تحبير اللغات ، وضلّ هنالك التدبير في تصاريف الصفات ، فمن تفكّر في ذلك رجع طرفه إليه حسيراً ، وعقله مبهوراً ، وتفكره متحيراً.

اللهم فلك الحمد متواتراً متوالياً ، متسقاً مستوثقاً ، يدوم ولا يبيد ، غير مفقود في الملكوت ، ولا مطموس في العالم ، ولا منتقص في العرفان ، ولك

٢٥٤

الحمد ما لا تحصى مكارمه في الليل إذا أدبر ، والصبح إذا أسفر ، وفي البراري والبحار ، والغدو والآصال ، والعشي والابكار ، وفي الظهاير والأسحار. اللهم بتوفيقك قد أحضرتني الرغبة ، وجعلتني منك في ولاية العصمة ، فلم أبرح في سبوغ نعمائك ، وتتابع آلائك ، محفوظاً لك في المنعة والدفاع ، محوطاً بك في مثواي ومنقلبي ، ولم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض منّي إلاّ طاعتي ، وليس شكري وإن أبلغت في المقال وبالغت في الفعال ، ببالغ أداء حقك ، ولا مكافياً لفضلك ، لأنّك أنت الله الذي لا إله إلاّ أنت ، لم تغب ولا تغيب عنك غائبة ، ولا تخفى عليك خافية ، ولم تضل لك في ظلم الخفيات ضالة ، إنّما أمرك إذا أردت شيئاً أن تقول له كن فيكون.

اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك ، و [ أضعاف ما ] حمدك به الحامدون ومجّدك به الممجدون ، وكبّرك به المكبرون ، وعظّمك به المعظمون ، حتى يكون لك منّي وحدي في كلّ طرفة عين وأقلّ من ذلك مثل حمد الحامدين ، وتوحيد أصناف المخلصين ، وتقديس أجناس العارفين ، وثناء جميع المهللين ، ومثل ما أنت به عارف من جميع خلقك من الحيوان ، وأرغب إليك في رغبة ما أنطقتني من حمدك ، فما أيسر ما كلفتني به من حقك ، وأعظم ما وعدتني على شكرك ، ابتدأتني بالنعم فضلاً وطولاً ، وأمرتني بالشكر حقاً وعدلاً ، ووعدتني عليه أضعافاً ومزيداً ، وأعطيتني من رزقك اعتباراً وفضلاً ، وسألتني منه يسيراً صغيراً ، وأعفيتني من جهد البلاء ، ولم تسلمني للسوء من بلائك. مع ما أوليتني من العافية ، وسوغت من كرايم النحل ، وضاعفت لي الفضل مع ما أودعتني من الحجة الشريفة ، ويسرت لي

٢٥٥

من الدرجة الرفيعة ، واصطفيتني بأعظم النبيين دعوة ، وأفضلهم شفاعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

اللهم اغفر لي ما لا يسعه إلاّ مغفرتك ، ولا يمحقه إلاّ عفوك ، ولا يكفره إلاّ فضلك ، وهب لي في يومي هذا يقيناً تهون عليّ به مصيبات الدنيا وأحزانها بشوق إليك ، ورغبة فيما عندك ، واكتب لي عندك المغفرة ، وبلغني الكرامة ، وارزقني شكر ما أنعمت به عليّ ، فإنّك أنت الله الواحد الرفيع البدئ البديع السميع العليم ، الذي ليس لأمرك مدفع ، ولا عن قضائك ممتنع. أشهد أنّك ربّي وربّ كلّ شيء ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة العليّ الكبير.

اللهم إنّي أسئلك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، والشكر على نعمتك ، وأعوذ بك من جور كلّ جائر ، وبغى كلّ باغ ، وحسد كلّ حاسد ، بك أصول على الأعداء ، وبك أرجو ولاية الأحباء ، مع ما لا أستطيع إحصاءه ولا تعديده من عوائد فضلك وطرف رزقك ، وألوان ما أوليت من إرفادك ، فإنّك أنت الله الذي لا إله إلاّ أنت ، الفاشي في الخلق رفدك ، الباسط بالجود يدك ، ولا تضاد في حكمك ، ولا تنازع في أمرك ، تملك من الأنام ما تشاء ، ولا يملكون إلاّ ما تريد.

قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير إنّك على كلّ شئ قدير ، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل ، وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي ، وترزق من تشاء بغير حساب. أنت المنعم المفضل الخالق

٢٥٦

البارئ القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت بالمجد والعز ، وتعظمت بالكبرياء ، وتغشيت بالنور والبهاء ، وتجللت بالمهابة والسناء ، لك المنّ القديم ، والسلطان الشامخ ، والجود الواسع ، والقدرة المقتدرة ، جعلتني من أفضل بني آدم وجعلتني سميعاً بصيراً صحيحاً سوياً معافاً [ و ] لم تشغلني بنقصان في بدني ، ولم تمنعك كرامتك إياي ، وحسن صنيعك عندي ، وفضل إنعامك عليّ ، أن وسعت علي في الدنيا ، وفضلتني على كثير من أهلها : فجعلت لي سمعاً يسمع آياتك ، وفؤاداً يعرف عظمتك ، وأنا بفضلك حامد ، وبجهد نفسي لك شاكر ، وبحقك شاهد ، فإنّك حيّ قبل كلّ حيّ ، وحيّ بعد كلّ حيّ ، وحىّ لم ترث الحياة من حيّ ، ولم تقطع خيرك عني طرفة عين في كلّ وقت ، ولم تنزل بي عقوبات النقم. ولم تغيّر عليّ دقائق العصم ، فلو لم أذكر من إحسانك إلاّ عفوك وإجابة دعائي حين رفعت رأسي بتحميدك ، وتمجيدك ، وفي قسمة الأرزاق حين قدرت ، فلك الحمد عدد ما حفظه علمك ، وعدد ما أحاطت به قدرتك ، وعدد ما وسعته رحمتك.

اللهم فتمم إحسانك فيما بقي كما أحسنت فيما مضى ، فانّي أتوسل بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك ، وبنورك ورأفتك ورحمتك وعلوّك وجمالك وجلالك وبهائك وسلطانك وقدرتك ، وبمحمد وآله الطاهرين ألاّ تحرمني رفدك وفوائدك ، فإنّه لا يعتريك لكثرة ما يندفق به عوائق البخل ، ولا ينقص جودك تقصير في شكر نعمتك ، ولا تفني خزائن مواهبك النعم ، ولا تخاف ضيم إملاق فتكدى ، ولا يلحقك خوف عُدم فينقص فيض فضلك.

٢٥٧

اللهم ارزقني قلباً خاشعاً ، ويقيناً صادقاً ، ولساناً ذاكراً ، ولا تؤمني مكرك ، ولا تكشف عني سترك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تباعدني من جوارك ، ولا تقطعني من رحمتك ، ولا تويسني من روحك ، وكن لي أنيساً من كلّ وحشة ، واعصمني من كلّ هلكة ، ونجّني من كلّ بلاء ، فإنّك لا تخلف الميعاد.

اللهم ارفعني ولا تضعني ، وزدني ولا تنقصني ، وارحمني ولا تعذبني ، وانصرني ولا تخذلني ، وآثرني ولا تؤثر عليّ ، وصل على محمّد وآل محمّد الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً.

قال ابن عبّاس رضي‌الله‌عنه : ثم قال له : أنظر إن حفظ لك ، ولا تدعنّ قراءته يوماً واحداً ، فانّي أرجو أن توافي بلدك ، وقد أهلك الله عدوك ، فانّى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : لو أنّ رجلا قرأ هذا الدعاء بنية صادقة ، وقلب خاشع ثم أمر الجبال أن تسير معه لسارت ، وعلى البحر لمشى عليه.

وخرج الرجل إلى بلاده فورد كتابه على مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد أربعين يوماً أن الله قد أهلك عدوه ، حتى أنّه لم يبق في ناحيته رجل واحد ، فقال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله : قد علّمت ذلك ، ولقد علّمنيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وما استعسر علي أمر إلاّ استيسر به ).

وقال السيد ابن طاووس في كتابه ( مهج الدعوات ) :

( ومن ذلك دعاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم روى ابن عبّاس رضي‌الله‌عنه أنّه قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرأيته ضاحكاً مسروراً ، فقلت : ما الخبر؟ فداك أبي وأمي يا رسول الله؟

٢٥٨

فقال : يا بن عباس أتاني جبرئيل عليه‌السلام وبيده صحيفة مكتوب فيها كرامة لي ولأمتي خاصة ، فقال لي : خذها يا محمد ، واقرء ما فيها وعظّمه! فإنّه كنز من كنوز الآخرة وهذا دعاء أكرمك الله عزوجل به ، ولأمتك.

فقلت له : وما هو يا جبرئيل؟

فقال صلى الله عليه وعلى جميع الملائكة المقربين : سبحان الله وبحمده ... وهو الدعاء في هذا الكتاب :

( سبحان الله العظيم وبحمده ( تقول ثلاث مرات ) ، سبحانه من إله ما أقدره ، وسبحانه من قدير ما أعظمه ، وسبحانه من عظيم ما أجله ، وسبحانه من جليل ما أمجده ، وسبحانه من ماجد ما أرأفه ، وسبحانه من رؤوف ما أعزه ، وسبحانه من عزيز ما أكبره ، وسبحانه من كبير ما أقدمه ، وسبحانه من قديم ما أعلاه ، وسبحانه من عال ما أسناه ، وسبحانه من سني ما أبهاه ، وسبحانه من بهي ما أنوره ، وسبحانه من منير ما أظهره ، وسبحانه من ظاهر ما أخفاه ، وسبحانه من خفي ما أعلمه ، وسبحانه من عليم ما أخبره ، وسبحانه من خبير ما أكرمه ، وسبحانه من كريم ما ألطفه ، وسبحانه من لطيف ما أبصره ، وسبحانه من بصير ما أسمعه ، وسبحانه من سميع ما أحفظه ، وسبحانه من حفيظ ما أملاه ، وسبحانه من مليّ ما أهداه ، وسبحانه من هاد ما أصدقه ، وسبحانه من صادق ما أحمده ، وسبحانه من حميد ما أذكره ، وسبحانه من ذاكر ما أشكره ، وسبحانه من شكور ما أوفاه وسبحانه من وفي ما أغناه ، وسبحانه من غني ما أعطاه. وسبحانه من معط ما أو سعه ، وسبحانه من واسع ما أجوده ، وسبحانه من جواد ما أفضله ، وسبحانه من مفضل ما أنعمه ،

٢٥٩

وسبحانه من منعم ما أسيده ، وسبحانه من سيد ما أرحمه ، وسبحانه من رحيم ما أشدّه ، وسبحانه من شديد ما أقواه ، وسبحانه من قوي ما أحكمه ، وسبحانه من حكيم ما أبطشه ، وسبحانه من باطش ما أقومه ، وسبحانه من قيوم ما أحمده ، وسبحانه من حميد ما أدومه ، وسبحانه من دائم ما أبقاه ، وسبحانه من باق ما أفرده ، وسبحانه من فرد ما أوحده ، وسبحانه من واحد ما أصمده ، وسبحانه من صمد ما أملكه ، وسبحانه من مالك ما أولاه ، وسبحانه من ولي ما أعظمه ، وسبحانه من عظيم ما أكمله ، وسبحانه من كامل ما أتمه ، وسبحانه من تام ما أعجبه ، وسبحانه من عجيب ما أفخره ، وسبحانه من فاخر ما أبعده ، وسبحانه من بعيد ما أقربه ، وسبحانه من قريب ما أمنعه ، وسبحانه من مانع ما أغلبه ، وسبحانه من غالب ما أعفاه ، وسبحانه من عفو ما أحسنه ، وسبحانه من محسن ما أجمله ، وسبحانه من جميل ما أقبله ، وسبحانه من قابل ما أشكره ، وسبحانه من شكور ما أغفره ، وسبحانه من غفور ما أكبره ، وسبحانه من كبير ما أجبره ، وسبحانه من جبار ما أدينه ، وسبحانه من ديان ما أقضاه ، وسبحانه من قاض ما أمضاه ، وسبحانه من ماض ما أنفذه ، وسبحانه من نافذ ما أرحمه ، وسبحانه من رحيم ما أخلقه ، وسبحانه من خالق ما أقهره ، وسبحانه من قاهر ما أملكه ، وسبحانه من ملك ما أقدره ، وسبحانه من قادر ما أرفعه ، وسبحانه من رفيع ما أشرفه ، وسبحانه من شريف ما أرزقه ، وسبحانه من رازق ما أقبضه ، وسبحانه من قابض ما أبدأه ، وسبحانه من بادء ما أقدسه ، وسبحانه من قدوس ما أطهره ، وسبحانه من طاهر ما أزكاه ، وسبحانه من زكي ما أبقاه ، وسبحانه من باق ما أعوده ، وسبحانه من عواد

٢٦٠