موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٩

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٩

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-97-3
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٤٩٦

أما والله ما نالا ولا نال واحد منهما شيئاً إلاّ وصاحبنا خير ممن نال ، وما أنكرنا تقدّم من تقّدم لعيب عبناه عليه ، ولو تقدم صاحبنا لكان أهلاً وفوق الأهل ، ولولا أنّك إنّما تذكر حظ غيرك وشرف أمريءٍ سواك لكلمتّك ، ولكن ما أنت وما لاحظّ لك فيه ، أقتصر على حظك ودع تيماً لتيم ، وعدياً لعدي ، وأمية لأمية. ولو كلمني تيمي أو عدوي أو أموي لكلّمته ، وأخبرته خبر حاضر عن حاضر لا خبر غائب عن غائب ، ولكن ما أنت وما ليس لك ، فإنّ يكن في أسد بن عبد العزّى شيء فهو لك.

أما والله لنحن أقرب بك عهداً ، وأبيضُ عندك يداً ، وأوفر عندك نعمة ممن أسميت ، تظن أنّك تصول به علينا ، وما أخلق ثوب صفية بعد. ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )(١) (٢).

( قد أنصف القارة من راماها )

( تزوج عبد الله بن الزبير أم عمرو إبنة منظور بن أبان الفزارية. فلمّا دخل بها ، قال لها تلك الليلة : أتدرين مَن معك في حجلتك؟

قالت : نعم عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزي.

قال : ليس غير هذا.

قالت : فما الذي تريد؟

____________________

(١) يوسف / ١١٨.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ٤ / ٤٩٠ ، والدرجات الرفيعة / ١١٨.

٤٨١

قال : معك مَن أصبح من قريش بمنزلة الرأس من الجسد ، لا بل بمنزلة العينين من الرأس.

قالت : أم والله لو أنّ بعض بني عبد مناف حضرك لقال لك خلاف قولك.

فغضب وقال : الطعام والشراب عليّ حرام حتى أحضرك الهاشميين وغيرهم من بني عبد مناف فلا يستطيعون لذلك إنكاراً.

قالت : إن أطعتني لم تفعل ، وأنت أعلم وشأنك.

فخرج إلى المسجد فرأى حلقة فيها قوم من قريش منهم عبد الله بن العباس ، وعبد الله بن الحصين بن الحرث بن المطلب بن عبد مناف ، فقال لهم ابن الزبير : أحبّ أن تنطلقوا معي إلى منزلي. فقام القوم بأجمعهم حتى وقفوا على باب بيته ، فقال ابن الزبير : يا هذه اطرحي عليك سترك.

فلمّا أخذوا مجالسهم دعا بالمائدة فتغدى القوم فلمّا فرغوا ، قال لهم : إنّما جمعتكم لحديث ردتّه علي صاحبة الستر وزعمت أنّه لو كان بعض بني عبد مناف حضرني لما أقرّ لي بما قلت ، وقد حضرتم جميعاً ، وأنت يا ابن عباس ما تقول : إنّي أخبرتها إنّ معها في خدرها مَن أصبح في قريش بمنزلة الرأس من الجسد لا بل بمنزلة العين من الرأس فردّت علىّ مقالتي.

فقال : ابن عباس : أراك قصدت قصدي فإن شئت أن أقول قلتُ ، وإن شئت أن أكفّ كففت.

قال : بل قل وما عسى أن تقول : ألست تعلم أنّي ابن الزبير حواري

٤٨٢

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنّ أمي أسماء بنت أبي بكر الصديق ذات النطاقين؟ وأنّ عمتي خديجة سيدة نساء العالمين ، وأنّ صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جدتي؟ وأنّ عائشة أم المؤمنين خالتي؟ فهل تستطيع لهذا أنكاراً؟

قال ابن عباس : لا ولقد ذكرتَ شرفاً شريفاً وفخراً فاخراً ، غير أنّك تفاخر مَن بفخره فخرت وبفضله سموت.

قال : وكيف ذلك؟

قال : لأنّك لم تذكر فخراً إلاّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أولى بالفخر به منك.

قال ابن الزبير : لو شئت لفخرت عليك بما كان قبل النبوة.

قال ابن عباس : ( قد أنصف القارة من راماها ) ، نشدتكم الله أيّها الحاضرون أعبد المطلب أشرف أم خويلد في قريش؟

قالوا : عبد المطلب.

قال : أفهاشم كان أشرف فيها أم أسد؟

قالوا : بل هاشم.

قال : أفعبد مناف أشرف أم عبد العزى؟

قالوا : عبد مناف.

فقال ابن عباس :

تنافرني يا بن الزبير وقد قضى

عليك رسول الله لا قول هازل

ولو غيرنا يا بن الزبير فخرته

ولكنما ساميت شمس الأصائل

٤٨٣

قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالفضل في قوله : ( ما أفترقت فرقتان إلاّ كنت في خيرهما ، فقد فارقناك من بعد قصيّ بن كلاب ) ، أفنحن في فرقة الخير أم لا؟

إن قلت : نعم خُصمت ، وإن قلت لا كفرت. فضحك بعض القوم.

فقال ابن الزبير : أما والله لولا تحرّمك بطعامنا يا ابن عباس لأعرقت جبينك قبل أن تقوم من مجلسك.

قال ابن عباس ولم؟ أبباطل؟ فالباطل لا يغلب الحق ، أم بحق؟ فالحق لا يخشى من الباطل.

فقالت المرأة من وراء الستر : إنّي والله لقد نهيته عن هذا المجلس فأبى إلاّ ما ترون.

فقال ابن عباس : صه أيتها المرأة أقنعي ببعلك ، فما أعظم الخطر وما أكرم الخبر ، فأخذ القوم بيد ابن عباس وكان قد عمى ، فقالوا : إنهض أيها الرجل ، فقد أفحمته غير مرّة. فنهض وقال :

ألا يا قومنا أرتحلوا وسيروا

فلو تُرك القطا لغفا وناما

فقال ابن الزبير : يا صاحب القطا أقبل عليّ فما كنت لتدعني حتى أقول ، وأيم الله لقد عرف الأقوام أنّي سابق غير مسبوق ، وابن حواريّ وصدّيق ، متبجح في الشرف الأنيق ، خير من طليق وابن طليق.

فقال ابن عباس : رسعت بجرتك فلم تبق شيئاً ، هذا الكلام مردود ، من

٤٨٤

أمريء حسود ، فإن كنت سابقاً فالى مَن سبقت؟ وإن كنت فاخراً فبمن فخرت؟

فإن كنت أدركت هذا الفخر بأسرتك دون أسرتنا ، فالفخر لك علينا ، وإن كنت إنّما أدركته بأسرتنا فالفخر لنا عليك ، والكثكث في فمك ويدك.

وأمّا ما ذكرت من الطليق ، فو الله لقد ابتلي فصبر ، وأنعم عليه فشكر ، وإن كان والله لوفياً كريماً ، غير ناقض بيعة بعد توكيدها ، ولا مسلم كتيبة بعد التآمر عليها.

فقال ابن الزبير : أتعيّر الزبير بالجبن ، والله إنّك لتعلم منه خلاف ذلك.

قال ابن عباس : والله إنّي لا أعلم إلا أنّه فرّ وماكرَّ ، وحارَبَ فما صبر ، وبايع فما تمم ، وقطع الرحم وأنكر الفضل ، ورام ما ليس له بأهل :

وأدرك منها بعض ما كان يرتجى

وقصرّ عن جري الكرام وبلّدا

وما كان إلا كالهجين أمامه

عناق فجاراه العناق فأجهدا

فقال عبد الله بن الحصين بن الحرث : ويلك يا ابن الزبير أقمناه عنك وتأبى إلاّ منازعته ، والله لو نازعته من ساعتك إلى إنقضاء عمرك ، ما كنت إلاّ كالسغب الظمآن ، يفتح فاه يستزيد من الريح فلا يشبع من سغب ، ولا يروي من عطش فقل : إن شئت أو فدع ، فأنصرف القوم.

قال ابن الزبير : والله يا بني هاشم ما بقي إلاّ المحاربة والمضاربة بالسيوف.

٤٨٥

فقال له عبد الله بن نوفل بن الحرث : أما والله لقد جرّبت ذلك ، فوجدت غيه وخيماً ، فإن شئت فعد حتى نعود ، وانصرف القوم عنه وافتضح ابن الزبير ) (١).

( بئِسَ المرء يشبَع وجَارُه جَائِع )

( دخل ابن عباس على ابن الزبير وكان القائد له سعيد بن جبير.

فقال له ابن الزبير : تؤنبني وتعنفني.

قال ابن عباس : إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( بئس المرء المسلم يشبع ويجوع جاره ) ، وأنت ذلك الرجل.

فقال ابن الزبير : والله إنّي لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة.

وتشاجرا ، فخرج ابن عباس من مكة فأقام بالطائف حتى مات ) (٢).

( والفَضَلُ لأَهَل الفَضَل )

عن الشعبي ، عن ابن عباس :

( إنّه دخل المسجد وقد سار الحسين بن علي رضي الله عنهما إلى العراق ، فإذا هو بابن الزبير في جماعة من قريش قد استعلاهم بالكلام.

فجاء ابن عباس حتى ضرب بيده بين عضدي ابن الزبير ، وقال : قرّت

____________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ٢ / ٥٠١ ط الأولى بمصر ، جمهرة خطب العرب ٢ / ١٠٤ ـ ١٠٩ ، الدرجات الرفيعة / ١٣٢ ـ ١٣٤.

(٢) مروج الذهب ٢ / ١٠٢ ، شرح النهج ٤ / ٤٩٥ ، الرسالة الأولى من رسائل الجاحظ في الحاسد والمحسود / ٨ ط مصر. الدرجات الرفيعة / ١٤٧.

٤٨٦

عينك يابن الزبير أصحبت والله كما قال الأوّل :

يا لك من قَبرّة بمعَمر

خلالكِ الجوَ فبيصي واصفري

ونقرّي ما شئتِ أن تنقري

قد رُفع الفخ فماذا تحذري

هذا الحسين سائر فأبشري

خلا الجو والله لك يا بن الزبير وسار الحسين إلى العراق ، خلت الحجاز من الحسين بن عليّ وأقبلت تهدر في جوانبها.

فغضب ابن الزبير وقال : والله إنّك لترى إنّك أحق بهذا الأمر من غيرك (١).

فقال ابن عباس : إنّما يرى مَن كان في حال شك وإنّا ـ نحن ـ خ ل ـ من ذلك على يقين.

فقال : وبأي شيء تحقق عندك أنّك أحق بهذا الأمر مني؟

قال ابن عباس : لأنّا أحق ممَن يدّل بحقه ، ولكن أخبرني عن نفسك بماذا تروم هذا الأمر ـ خ ل ـ وبأي شيء تحقق عندك؟ إنّك أحق بها من سائر العرب إلاّ بنا.

فقال ابن الزبير : تحقق عندي أنّي أحق بها منكم لشرفي عليكم قديماً وحديثاً.

فقال : أنت أشرف أم من قد شُرفت به؟

فقال : أنّ من شرفتُ به زادني شرفاً إلى شرف قد كان لي قديماً وحديثاً.

____________________

(١) في رواية الدرجات الرفيعة : يا بن عباس والله ما ترون هذا الأمر إلا لكم ، ولا ترون إلا أنكم أحق به من جميع الناس في ١ / ١٣٨ مخطوطة السماوي / ١٣٠ ط الحيدرية.

٤٨٧

قال : أفمني الزيادة أم منك؟

قال : بل منك.

فتبسم ابن عباس ، وعلت أصواتهما.

فقال غلام من آل الزبير : يا بن عباس دعنا من لسانك هذا الذي تقلّبه كيف شئت ، والله لا تحبوننا يا بني هاشم ولا نحبّكم أبداً. فلطمه عبد الله ابن الزبير وقال له : أتتكلم وأنا حاضر.

وقال ابن عباس للغلام : صدقت نحن أهل بيت مع الله عزّو جلّ لا نحبّ من أبغضه الله تعالى. ثم قال لابن الزبير : لم ضربت الغلام؟ والله أحق بالضرب منه من خرق ومرق.

قال ابن الزبير : ومن هو؟

قال ابن عباس : أنت.

فقال ابن الزبير : يا بن عباس ما ينبغي لك أن تصفح عن كلمة واحدة؟

قال : أنا أصفح عمن أقرّ ، وأمّا عمن هرّ فلا ، والفضل لأهل الفضل.

قال ابن الزبير : فأين الفضل؟

قال : عندنا أهل البيت لا تصرفه عن أهله فتظلم ، ولا تضعه في غير أهله فتندم.

قال ابن الزبير : أَفَلسَتُ من أهله؟

قال ابن عباس : بلى إن نبذت الحسد ولزمت الجدَدَ.

وأنفضّ حديثهما باعتراض رجال من قريش بينهما فأسكتوهما ، وقام القوم فتفرقوا ) (١).

____________________

(١) أخبار الدولة العباسية / ١٠٨.

٤٨٨

قالوا : لمّا هَمَّ عبدُ الله بن الزبير بما همَّ به من أمرِ بني هاشم وإحراقهم وإنّه كان ذلك من ولايتهِ على رَأس خمسِ سنين ، لم يذكر رسولّ الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهن بحرفِ في خطبة ، فعُوتب على ذلك.

فقال : ( واللهِ ما تركتُه علانيةً إلاَّ أن أكونَ أقولُه سرَّاً ، وأكثَر منه ، ولكن رأيتُنِي إذا ذكرتُه طالتْ رِقابُ بني هاشمٍ ، واشرأبَّت ألوانهم ، ولم أكُن لأذْكُرَ لهم سرورّاً وأنا أقدر عليه.

ثم صعد المنبر ؛ فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيّها الناس ، إنّي حاظر لهم حظيرة ، فمضرمُها عليهم نارّاً ، فإنّي لا أقتلُ إلاّ آثماً كفَّارَاً أفَّاكاً سَحّاراً ، والله ما رضيَ بهم رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم خَفَراً ، ولا تَرَكَ فيهم خيراً ، ولا رضيهم لولايةٍ ، أهل كذبٍ استفرغَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صِدْقهم.

فقام إليه محمد بنُ سعد بن أبي وقاص ، فقال : وفقكَ الله يا أمير المؤمنين ، فأنّا أوّل من أعانكَ عليهم.

وقام عبدُ الله بن صفوانَ ، فقال : يا ابنَ الزبير ، أيمُ اللهِ ما قلتَ صواباً ، ولا هممتَ برُشْد ، أرهط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعيبُ ، وإياهم تقتُل ، والعرب حولَكَ؟! والله لئن لم ينصرهم الناسُ لينصرنَّهمُ الله منك.

قال : فقال ابن الزبير : اجلس يا أبا صفوان ؛ فإنّك لست بنَامُوسٍ.

وبلغ الخبرُ عبد الله بن العباس ؛ فخرج يتوكأ على يد ابنه حتى دخل المسجد ، فقصد قَصْدَ المنبر ، فقال : أيُها الناس ، إنّ ابن الزبير يقول : أن لا أوَّل ولا آخر لرسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فواللهِ إنَّ أوّلَ من ألَّف الإلف ، وأجاز عِيَرات قريش لهاشمٌ ، وما شدَّتْ بعيراً لسفرٍ ، ولا أناختْ بعيراً لحضَرٍ إلاّ بهاشم ، وإنَّ أوَّلَ مَنْ سقَى بمكة عذباً ، وجعل باب الكعبة ذهباً لعبد المطلب ، ثمَ لقد نشأتْ ناشئتُنا مع ناشئتهم ، فإنْ كنَّا لَقالتهم إذا قالوا ، وخطباؤُهم إذا

٤٨٩

نطقُوا ، وما عددتُ مجدّاً كمجد أوَّلنا ، ولا كان فيها مجد لغيرنا ، إلاّ في كُفْر ماحقٍ ، ودينِ فاسقِ ، وضُلّةِ ضالة في عشواءَ عمياء ، حتى إختار لها اللهُ نوراً ، وبعث لها سراجاً ، فأخذه طيبّاً من طيّب ، لا يُسَبُّ بمسَبَّةٍ ، ولا تغولُه غائلةُ. فكان أحدَنا وولدَنَا وعمَّنَا وابن عمِّنَا ، ثم إنَّ السابقين إليه لَمنَّا اللسان ، ثم إنَّا لخير الناس بعدَهُ صلى الله عليه وآله وسلم أظهرُهم أدبَاً ، وأكرمُهم حسبَاً ، والعجَبُ عجبَاً ، أنّ ابن الزبير يعيبُ أوَّلاً وآخرّاً من كان له لسانٌ نطق ، كذبَ أو صدق. متى كان عوَّامُ بن خويلد يطمع في صفيَّة ، لقد جلست الفرسُ بغلاً ، أما والذي لا إله غيره إنّه لمصلوّبُ قريش ، وإنّه لأُم عَفّي تَغْزِلُ من إستها ، ليس لها سوى بيتها. قيل للبغل : مَن أبوكَ يا بغل؟ قال : خالي الفرس ) (١).

وبهذه المحاورة ننهي صفحة إحتجاجات ابن عباس رضي الله عنه التي إفتتحها مع الذين تعاقبوا على الحكم ، ثم مع الذين شايعهم وتابعهم كأصحاب الجمل ، ثم مِن بعدهم معاوية وبني أميّة وابن العاص ، وأخيراً مع ابن الزبير ، فكانت مواقفه مع جميعهم تنبئ عن صدق إيمان ، وشجاعة قلب ، وقوّة حجة ، عزّ نظيرها ، إن لم يكن هو الفذّ بكلّ ما لهذا الوصف من معنى.

وبهذا نختم الجزء الرابع من الحلقة الثانية من ( موسوعة عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ) ونرجئ بقية إحتجاجاته إلى الجزء الخامس ونلحقها بما ورد عنه من مفردات الكِلَم في ( جوامع ) الحِكَم.

نسأل الله تعالى التيسير فهو على كلّ شيء قدير.

تمّ تبييضه في يوم الجمعة

١٦ شهر رجب المرجب ١٤٣٠ هـ

 ____________________

(١) أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢٠ / ١٢٩ ، جمهرة العرب لأحمد زكي ٢ / ١٢٠.

٤٩٠

فهرس الجزء التاسع

تمهيد........................................................................ ٩

حقائق مغيّبة في عيابات المؤرخين.............................................. ١٥

نماذج مثيرة لإعترافات خطيرة................................................. ٢٠

فماذا عن ابن عباس في كتاب ( الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة )؟................ ٢٦

الفصل الرابع

آثاره الأدبية شعراً ونثراً ومحاججات كلامية.................................... ٣٣

المبحث الأوّل ابن عباس وما ينسب إليه من شعر وشاعرية....................... ٣٥

المبحث الثاني ابن عباس والخطابة.............................................. ٦١

نماذج من بعض خطبه........................................................ ٦٥

المبحث الثالث ابن عباس والإحتجاج.......................................... ٧٥

مواقف إحتجاجاته في أيام أبي بكر............................................ ٨١

مقام رجلين من علماء اليهود بين يدي أبي بكر................................. ٩١

ابن عباس مع عمر بن الخطاب في أيام خلافته................................... ٩٣

نماذج من احتجاجاته على عمر بن الخطاب..................................... ٩٨

١ ـ لقدكان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمره ذرواً من قول....... ٩٨

٢ ـ ( أنت والله أحق أن تتبع )............................................ ١٠٠

٣ ـ ( أمسك عليَّ وأكتم )................................................ ١٠٢

٤ ـ ( إنّ عليّاً لأحق الناس )............................................... ١٠٤

٤٩١

٥ ـ ( فأردد إليه ظلامته )................................................ ١٠٧

٦ ـ ( أوّل من راثكم عن هذا ـ الأمر ـ أبو بكر )......................... ١٠٨

٧ ـ ( إنّي بابٌ وعليّ مفتاحه )............................................ ١١٠

٨ ـ ( ولو سكت سكتنا )................................................ ١١١

٩ ـ ( إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد الأمر له ).................. ١١٢

١٠ ـ ( واهاً لابن عباس ما رأيته لا حى أحداً قط إلاّ خصمه )................ ١١٤

١١ ـ ( إنّا أنزل علينا القرآن )............................................ ١٢٦

١٢ ـ قد رشحه لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصُرفت عنه.......... ١٢٧

١٣ ـ ( يكرهون ولا يتكم لهم! ).......................................... ١٢٨

١٤ ـ ( إنّكم فضلتموهم بالنبوّة ).......................................... ١٣١

١٥ ـ ( لئن وليهم ليحملنهم على المحجة البيضاء )........................... ١٣١

١٦ ـ ( نشنشة من أخشن )............................................... ١٣٣

إحتجاجه على أهل الشورى................................................ ١٣٦

( كم تمنعون حقوقنا!؟ )................................................... ١٣٦

بين يدي محاوراته مع عثمان................................................. ١٤١

وصية العباس للإمام عليه السلام : .......................................... ١٥٠

تعقيب ابن أبي الحديد على الوصية : ........................................ ١٥٢

محاورات ابن عباس مع عثمان............................................... ١٥٥

بين يدي المحاورة الأولى : .................................................. ١٥٥

المحاورة الثانية : ........................................................... ١٥٦

المحاورة الثالثة : ........................................................... ١٦١

٤٩٢

المحاورة الرابعة : .......................................................... ١٦٧

المحاورة الخامسة : ......................................................... ١٧١

المحاورة السادسة : ........................................................ ١٧٣

المحاورة السابعة : .......................................................... ١٧٤

المحاورة الثامنة : ........................................................... ١٧٥

المحاورة التاسعة : .......................................................... ١٨٠

المحاورة العاشرة : ......................................................... ١٨٤

المحاورة الحادية عشر : ..................................................... ١٨٥

محاورات ابن عباس مع رموز الناكثين........................................ ١٨٨

( السفارة الأولى ) ........................................................ ١٨٩

( السفارة الثانية ) ......................................................... ١٩٠

( السفارة الثالثة ) ......................................................... ١٩٦

( السفارة الرابعة ) ........................................................ ١٩٦

( السفارة الخامسة ) ....................................................... ١٩٩

( السفارة السادسة ) ...................................................... ٢٠١

ابن عباس وعائشة.......................................................... ٢٠٥

أمر تسيير عائشة إلى المدينة : ............................................... ٢٠٦

ماذا عن نص المحاورة؟...................................................... ٢١١

نص المحاورة في مصادر القرن الثالث : ...................................... ٢١٦

نص المحاورة في مصادر القرن الرابع : ....................................... ٢٢٢

نص المحاورة في مصادر القرن الخامس : ...................................... ٢٣٦

نص المحاورة في مصادر القرن السادس : ..................................... ٢٣٧

٤٩٣

نص المحاورة في مصادر القرن السابع : ...................................... ٢٤١

نص المحاورة في مصادر القرن التاسع : ....................................... ٢٤٥

فنادى ابن عباس؟.......................................................... ٢٤٧

وقفة مع الأفغاني للحساب : ............................................... ٢٥١

إستدراكها على عبد الله بن عباس........................................... ٢٥٧

تعقيب في استدراك عائشة على ابن عباس..................................... ٢٧١

( حديث واحد خير من ألف شاهد ) : ..................................... ٢٧٢

فماذا قال علماء التبرير؟.................................................... ٢٧٦

ماذا وراء الأكمة من غمّة؟................................................. ٢٨٣

نور على الدرب : ........................................................ ٢٨٧

محاورات ابن عباس مع معاوية............................................... ٣١٣

مَن هم قتلة عثمان؟ هل هم بنو هاشم؟ أم هم بنو أمية؟........................ ٣١٤

كبرياء معاوية في عتابه واعتداد ابن عباس في جوابه : .......................... ٣٢٤

( حَكَماً من أهله وحَكَماً من أهلها ) ........................................ ٣٢٥

( المحاورة الأولى ) ......................................................... ٣٢٩

مواقف فخر ونصرة........................................................ ٣٤١

( المحاورة الثانية ) ......................................................... ٣٥١

( المحاورة الثالثة ) ......................................................... ٣٥٢

( المحاورة الرابعة ) ......................................................... ٣٥٣

( المحاورة الخامسة ) ....................................................... ٣٥٧

( المحاورة السادسة ) ....................................................... ٣٦٠

٤٩٤

( المحاورة السابعة ) ........................................................ ٣٦٥

( المحاورة الثامنة ) ......................................................... ٣٧٢

( المحاورة التاسعة ) ........................................................ ٣٧٤

( المحاورة العاشرة ) ........................................................ ٣٧٦

( المحاورة الحادية عشرة ) .................................................. ٣٨١

( المحاورة الثانّية عشرة ) ................................................... ٣٨٣

( المحاورة الثالثة عشرة ) ................................................... ٣٨٤

( المحاورة الرابعة عشرة ) ................................................... ٣٨٦

( المحاورة الخامسة عشرة ) ................................................. ٣٨٧

( المحاورة السادسة عشرة ) ................................................. ٣٨٩

( المحاورة السابعة عشرة ) .................................................. ٣٨٩

( المحاورة الثامنة عشرة ) ................................................... ٣٩٧

( المحاورة التاسعة عشرة ) .................................................. ٣٩٨

( المحاورة العشرون ) ...................................................... ٤٠٠

معاوية في المدينة........................................................... ٤١٣

( المحاورة الحادية والعشرون ) .............................................. ٤١٥

( المحاورة الثانية والعشرون ) ............................................... ٤٢٠

تضليل وأحابيل : ......................................................... ٤٢٣

( المحاورة الثالثة والعشرون ) ............................................... ٤٢٦

نصائح ابن عباس لمعاوية.................................................... ٤٣٠

محاوراته مع عمرو بن العاص................................................ ٤٣٢

حديث الخديعة : ......................................................... ٤٣٤

٤٩٥

( بين عمرو بن العاص وابن عباس ) ........................................ ٤٣٥

كتاب معاوية إلى ابن عباس : ............................................... ٤٤٢

( لأنّك من اللئام الفجرة ) ................................................. ٤٥١

( إنّ قريشاً تزعم أنّك أعلمها ) ............................................ ٤٥١

( فليت شعري بأيّ قدر تتعرض للرجال ) ................................... ٤٥٣

( لك يدان ووجهان ) ..................................................... ٤٥٤

( ما أرسلت كلمة إلا أرسلت نقيضها ) .................................... ٤٦٠

محاورته مع الأشعث بن قيس................................................ ٤٦٦

محاورته مع عتبة بن أبي سفيان............................................... ٤٦٨

محاورته مع زياد ( الدعيّ ) ................................................. ٤٧٠

محاورته مع أبي موسى الأشعري............................................. ٤٧١

محاورته مع عروة بن الزبير.................................................. ٤٧٣

إحتجاجاته على ابن الزبير.................................................. ٤٧٥

( على رسلك ) ........................................................... ٤٨٠

( قد أنصف القارة من راماها ) ............................................. ٤٨١

( بئِسَ المرء يشبَع وجَارُه جَائِع ) ............................................ ٤٨٦

( والفَضَلُ لأَهَل الفَضَل ) .................................................. ٤٨٦

فهرس الجزء التاسع........................................................ ٤٩١

٤٩٦