موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٩

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٩

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-97-3
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٤٩٦

 

أقول للقوم والأنفاس قد بلغت

دون اللُهّا غيّر أن لم ينقص العددُ (١)

سيروا إلى خير قيس كلها حسبا

ومنتهى من يريد الجد أو يفد

فاستمطروا الخير من كفّيه إنهما

بسيبه يتردّى منهما البُعُد (٢)

مبارك البيت ميمون نقيبته

جزل المواهب من يعطي كمن يعد (٣)

فالناس فوجان في معروفه شرع

فمنهم صادرٌ أوقاربٌ يرد (٤)

رحب الفناء لو أنّ الناس كلّهم

حلّو إليه إلى أن ينقضي الأبد

في الناس للناس أندادٌ وليس له

فيهم شبيهٌ ولا عدلٌ ولا ندد (٦)

إني لمرتحلٌ بالفجر ينصبني

حتى يفرّج عنّي همّ ما أجد (٧)

لو كان يخلد أقوامٌ بمجدهم

أو ما تقدّم من أيامهم خلدوا (٨)

____________________

(١) اللها : جمع لهاة وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم.

(٢) السيب : العطاء ، والبُعّد : أي البعيد.

(٣) ميمون النقيبة : محمود المختبر ، مبارك النفس ، ميمون المشورة ، ميمون الأمر ينجح فيما يحاول وجزل المواهب : الكريم المعطاء.

(٤) شرعٌ : أي سواء ، والصادر : الذي ورد ورجع ، والقارب : طالب الماء.

(٥) السيب : العطاء والمال والنافلة ، والسجل : الدلو العظيمة فيها الماء ، والعطاء.

(٦) العدلُ : الشبيه والنظير ، والندد مأخوذ من الندّ ، وهو بمعنى المثل والشبيه. وان لم يرد في المصادر اللغوية ( ندد ) كما ورد في الشعر.

(٧) أنصّبه الهم : أتعبه من النصب.

٨ ـ في الهامش نسخة :

أوكان يخلد أقوام بمكرمة

أو ما تسلّف من أيامهم خلدوا

١٢١

 

أوكان يقعد فوق الشمس من كرمٍ

قومٌ بأوّلهم أو مجدهم قعدوا

قومٌ أبوهم سنان حين تنسبهم

طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا

إنسٌ إذا أمنوا جنٌ إذا غضبوا

مرزّءون بهاليلٌ إذا جُهدوا (١)

محسّدون على ما كان من نعم

لا ينزع الله منهم ما له حُسدوا

لو يوزنون عياراً أو مكايلة

مالوا برضوى ولم يعدلهم أحد (٢)

فجثا عمر على ركبتيه ، قال : ما لهذا الشاعر قاتله الله : لقد قال كلاماً ( حسناً ) (٣) ماكان ينبغي أن يقال إلاّ في أهل رسول الله لما خصهم الله به من النبّوة والكرامة.

فقال ابن عباس : وفقك الله يا أمير المؤمنين ، فلم تزل موفقاً عارفاً بحقنا!

قال عمر : أي والله إنّي لأعرف حقكم ، وأعجب كيف عدل الناس بهذا الأمر عنكم!؟

فقال ابن عباس : لا أدري.

قال عمر : لكن عمر يدري.

قال ابن عباس : فلم لا تخبرنا كيف كان ذلك؟

____________________

(١) جُهد الرجل فهو مجهود ، من التعب والمشقة.

(٢) رضوى : اسم جبل بالمدينة وأحد : كذلك جبل بالمدينة.

(٣) ما بين القوسين من أخبار الدولة العباسية / ٣٢.

١٢٢

قال عمر : إنّ قريشاً كرهت أن تجمع لكم النبوة والخلافة ، فتجمخون عليها جمخا (١) فنظرت قريش لأنفسها واختارت أبا بكر ذا سنّها وفضلها ، وأصابت قريش ووفقّت ... وذكر حديثاً طويلاً موضعه غير هذا. إهـ ) (٢).

إلى هنا أنتهى ما رواه ثعلب ، وبتر الحديث الطويل ، لأنّه ليس من موضوع كتابه ، أو لغرض آخر في نفسه! ومهما يكن فإنّ في المصادر الأخرى بقية ذلك الحديث الطويل ، وإلى القارئ ذلك بروايتها مجتمعة :

( إنّ عمر قال بعد سماعه الأبيات : قاتله الله يا بن عباس لقد قال كلاماً حسناً ، والله لقد أحسن ، وما أرى هذا المدح يصلح إلاّ لهذا البيت من بني هاشم ، لفضل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقرابتهم منه.

فقال ابن عباس : وفقك الله يا أمير المؤمنين فلم تزل موفقاً.

فقال يابن عباس : أتدري ما منع قومكم ـ الناس ـ منكم بعد محمد؟

فقال ابن عباس : فكرهت أن أجيبه ، فقلت : إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني؟

قال : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتجحفوا الناس جحفاً ، فنظرت قريش لأنفسها فاختارت فأصابت ووُفِقّت.

____________________

(١) جمخ جمخاً : فخر وتكبّر. ووردت الجملة أيضاًً : فتبجحوا على قومكم تبجحاً كما في الطبري ، وبجح بالشيء أيضاً بمعنى افتخر به ، كما وردت : فتجحفوا الناس جحفاً كما في شرح النهج ومعنى ذلك قولهم أجحف الدهر بالناس استأصلهم وأهلكهم. كما وردت : فتجخفوا الناس جخفاً ، جخف افتخر باكثر ممّا عنده ( اللسان ).

(٢) ديوان زهير / ٢٧٨ ط دار الكتب المصرية.

١٢٣

فأطرق ابن عباس طويلاً ، ثم رفع رأسه ، وقال : إن يأذن لي أمير المؤمنين ويميط عنّي غضبه فيسمع كلامي؟

قال : هات قل ما تشاء.

قال ابن عباس : أمّا قولك : إنّ قريشاً كرهت ، فإنّ الله تعالى قال لقوم : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ )(١).

وأمّا قولك : إنّا كنّا نجحف جحفاً ، فلو جحفنا بالخلافة جحفنا بالقرابة ، ولكنا قوم أخلاقنا مشتقة من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال الله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(٢) ، وقال له : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )(٣).

وأمّا قولك : إنّ قريشاً إختارت فأصابت ووفقت ، فإنّ الله تعالى يقول : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ )(٤) ، وقد علمت يا أمير المؤمنين إنّ الله تعالى إختار من خلقه لذلك من أختار ، فلو نظرت قريش من حيث نظر الله لها واختارت لأنفسها من حيث اختار الله لها ، لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ولوفّقت وأصابت.

فقال عمر : على رسلك يا بن عباس ، أبت قلوبكم يا بني هاشم إلاّ ضغناً وغشّاً في أمر قر يش لا يزول وحقداً عليها لا يحول.

____________________

(١) محمد / ٩.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) الأحزاب / ٩.

(٢) سورة القلم / ٤.

(٣) سورة الشعراء / ٢١٥.

(٤) القصص / ٦٨.

١٢٤

فقال ابن عباس : مهلاً يا أمير المؤمنين لا تنسب قلوب بني هاشم إلى الغشّ ، فإنّ قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قلوب بني هاشم ، الذي طهّره الله تعالى وزكاه ، وهم أهل البيت الذين قال الله تعالى لهم : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )(١).

وأمّا قولك : حقداً ، فكيف لا يحقد من غُصب شيئُه ويراه في يد غيره؟!

فقال عمر : أمّا أنت يابن عباس فقد بلغني عنك كلام أكره أن أخبرك به فتزول منزلتك عندي.

قال : وما هو يا أمير المؤمنين إخبرني به؟ فإن يك باطلاً فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، وإن يك حقاً فإّن منزلتي عندك لا تزول به.

قال : بلغني إنّك لا تزال تقول : أخذ هذا الأمر منّا حسداً وبغياً وظلماً.

قال ابن عباس : أمّا قولك حسداً ، فقد حسد إبليس آدم فأخرجه من الجنة ، فنحن ولده المحسودون.

وأمّا قولك : ظلماً ، فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحق من هو؟ فقد ثبت للجاهل والحليم.

ثم قال : يا أمير المؤمنين ألم تحتج العرب على العجم بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ واحتجت قريش على سائر العرب بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ واحتجت قريش على سائر العرب بحق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فنحن أحّق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من

____________________

(١) الأحزاب / ٣٣.

١٢٥

سائر قريش.

فقال عمر : إليك عني يا بن عباس ، قم الآن فارجع إلى منزلك.

فقال ابن عباس : فقلت أفعل ، فلما ذهبت لأقوم استحيى مني ، فقال : يا ابن عباس مكانك أيّها المنصرف إنّي على ما كان منك ، فوا الله إنّي لراع لحقك ، محبّ لما سرّك.

فقال ابن عباس : يا أمير المؤمنين إنّ لي عليك وعلى كلّ مسلم ( مؤمن ) حقاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن حفظه فحق نفسه حفظ ، وحظّه أصاب ، ومن أضاعه فحق نفسه أضاع ، وحظّه أخطأ. ثم قام ابن عباس فمضى.

فقال عمر لجلسائه : ( لله درّ ابن عباس ) (١) واهاً لابن عباس والله ما رأيته لاحى أحداً قط إلاّ خصمه ).

١١ ـ ( إنّا أنزل علينا القرآن ).

ذكر الغزالي في كتابه ( مقامات العلماء بين يدي الخلفاء ) :

( روى إبراهيم التيمي ، عن عبد الله بن عمر ، قال : خلا عمر ذات يوم فجعل يحدّث نفسه ، اتختلف هذه الأمة ونبيّها واحد وقبلتها واحدة؟

فقال ابن عباس : يا أمير المؤمنين إنّا أنزل علينا القرآن ، وعلمنا فيمن نزل ، فإنّه سيكون بعدنا أقوام يقرؤن القرآن ولايدرون فيمن نزل ، فيكون فيه رأي ، وإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا فإذا اختلفوا اقتتلوا.

____________________

(١) ما بين القوسين من أخبار الدولة العباسية / ٣٢.

١٢٦

قال : فزبره عمر وانتهره ، فانصرف ابن عباس. فنظر فيما قال فعرفه ، فأرسل إليه ، وقال : أعد علي ما قلت ، قال : فأعاده عليه ، فعرف عمر قوله ، وعلم أنّه الحق فأعجبه ذلك القول ) (١).

١٢ ـ ( قد رشحه لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصُرفت عنه ).

أخرج محمد بن حبيب في ( أماليه ) ، قال : وقد روي عن ابن عباس أيضاً ، قال :

( دخلت على عمر يوماً ، فقال : يابن العباس لقد أجهد هذا الرجل نفسه في العبادة حتى نحلته رياءً؟!

قلت : مَن هو؟

فقال : هذا ابن عمك ـ يعني عليّاً ـ.

قلت : وما يقصد بالرياء يا أمير المؤمنين؟

قال : يرشح نفسه بين الناس بالخلافة.

قلت : وما يصنع بالترشيح ، قد رشّحه لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصُرفت عنه.

قال : انّه كان شاباً حدثاً فاستصغرت العرب سنّه ، وقد كُمل الآن ، ألم تعلم أنّ الله تعالى لم يبعث نبيّاً إلاّ بعد الأربعين؟

قلت : يا أمير المؤمنين أمّا أهل الحجى والنهى فإنّهم ما زالوا يعدّونه كاملاً منذ رفع الله منار الإسلام ، ولكنهم يعدّونه محروماً مجدوداً (٢).

____________________

(١) مقامات العلماء بين يدي الخلفاء والأمراء / ١٧٥ تح محمد جاسم الحديثي.

(٢) المجدد : أي كان ذا جدّ وحظ فهو محظوظ.

١٢٧

فقال : أما أنّه سيليها بعد هياط ومياط (١) ، ثم تزلّ فيها قدمه ، ولا يقضي منها إربه ، ولتكونن شاهداً ذلك يا عبد الله ، ثم يتبيّن الصبح لذي عينين ، وتعلم العرب صحة رأي المهاجرين الأولين الذين صرفوها عنه بادئ بدء ، فليتني أراكم بعدي يا عبد الله ، إنّ الحرص محرمة ، وإنّ دنياك كظلك كلّما هممت به إزداد عنك بعداً ) (٢).

أقول : من الغريب أن يقول عمر : ( إنّ الله لم يبعث نبيّاً إلا بعد الأربعين )! فكيف يقول في عيسى بن مريم ، ويحيى إبني الخالة عليهما السلام؟ وأغرب من ذلك عدم ردّ ابن عباس عليه!! ولعلّ رواة السوء حذفوا ما لم يوافق هواهم كما مرّ عن أبي الفرج الأصفهاني ، فراجع الإحتجاج رقم (٦) لها ، وعن ثعلب في المحاورة رقم (١٠).

١٣ ـ ( يكرهون ولا يتكم لهم! ).

أخرج ابن جرير الطبري في تاريخه ، قال :

( حدثني عمر ، قال : حدثنا علي ، قال حدثنا أبو الوليد المكي ، عن رجل من ولد طلحة ، عن ابن عباس ، قال : خرجت مع عمر في بعض أسفاره ، فإنّا لنسير ليلة ، وقد دنوت منه ، إذ ضرب مقدم رحله بسوطه ، وقال :

كذبتُم وبيت الله يقتلُ أحمدٌ

ولمّا نطاعن دونه ونناضل

____________________

(١) يقال هم في هياط ومياط : أي في اضطراب ومجئ وذهابه.

(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ١١٥ ط مصر الأولى.

١٢٨

ونسلمه حتى نُصّرع حوله

ونذهل عن ابنائنا والحلائل (١)

ثم قال : استغفر الله ، ثم سار فلم يتكلم قليلاً ، ثم قال :

وما حَملت من ناقة فوق رحلها

أبرّ وأوفى ذمّةً من محمّد

وأكسى لبرُد الخال قبل ابتذالِه

وأعطى لرأس السابق المتجرّد (٢)

____________________

(١) البيتان من قصيدة أبي طالب اللامية المشهورة التي فضلها ابن كثير في تاريخه على المعلقات ، ولها شروح خاصة بها كزهرة الأدباء في شرح لامية شيخ البطحاء للمرحوم الشيخ جعفر النقدي طبع مع ديوان أبي طالب في النجف.

٢ ـ نسب البيتان إلى حسان بن ثابت في المغني لابن قدامة ٨ / ٣٦٩ ط دار الكتاب العربي بيروت ، والشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامة ٨ / ٢٩٣ ط دار الكتاب العربي ، وأمالي الشيخ المفيد / ٣٠٤ ، وأمالي الشيخ الطوسي / ٧٦ ، ومناقب ابن شهر آشوب ١ / ١٩٩ ، ولم يوجدا في ديوانه بشرح البرقوقي ، ونسبا مع أبيات أخر إلى هاتف يهتف على أبي قبيس كما في مجمع الزوائد للهيثمي ٨ / ٢٧٩ نقلا ًعن الطبراني وهو في الكبير ٧ / ١٠٦ ، وفي تصحيفات المحدثين للعسكري ٣ / ٩٣١ ط القاهرة تحقيق محمود أحمد ميرة ط ١٤٠٢ هـ نسبه مع أبيات أخرى إلى اسيد بن زنيم وهو ممن اهدر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم دمه يوم الفتح فجاء حتى قعد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوضع يده في يده ثم قال : أنا أسيد بن زنيم العائذ بك ثم أنشأ يقول :

لأنت الذي تهدي معداً لدينها

بل الله يهديها وقال لك أشهد

وما حملت من ناقة فوقها رحلها

أبرّ وأوّفى ذمة من محمد

وأكسى لبرد الخال قد تعلمونه

وأعطى لرأس السابح المتجرد

تعلّم رسول الله أنك قادر

على كل حال من تهام ومنجد

تعلّم بأن الركب ركب عويمر

هم الكاذبوك المخلفوا كل موعد

ونبوّا رسول الله إني هجوته

فلا رفعت سوطي إلى أذن يدي

سوى أنني قد قلت يا ويح فتية

اصيبوا بنحس أم أصيبوا بأسعد

وفي شرح نهج البلاغة ١٧ / ٢٨٢ ذكر ان قائل الأبيات انس بن زنيم وذكرها بأكثر ممّا مرّ ،

١٢٩

ثم قال : استغفر الله ، يا بن عباس ما منع عليّاً من الخروج معنا؟

قلت : لا أدري.

قال : يا بن عباس أبوك عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنت ابن عمه ، فما منع قومكم منكم؟

قلت : لا أدري.

قال : لكني أدري ، يكرهون ولا يتكم لهم!

قلت : لِمّ ، ونحن لهم كالخير؟

قال : اللهم غفراً يكرهون أن تجتمع فيكم النبوة والخلافة ، فيكون بجَحاً بجحاً (١). لعلكم تقولون : إنّ أبا بكر فعل ذلك ، لا والله ، ولكن أبا بكر أتى أحزم ما

____________________

وكذلك في كنز العمال ٢٣ / ٢٨٢ ، وقال ابن عبد البر في الاستذكار ٨ / ٦٢٢ : قد قيل إن اصدق بيت قاله شاعر :

فما حملت من ناقة فوق رحلها

أبرّ وأوفى ذمة من محمّد

وهذا البيت في عشر لأبي إياس الديلي يمدح به النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد ذكرت أبا اياس في كتاب الصحابة والحمد لله.

أقول : ذكره في الإستيعاب ٤ / ١٦٠٥ البجاوي ، ولابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٠ / ٢١ تحقيق حول قائل البيت فقال : فيقال : الشعر الذي يروي لابن أبي اناس بن زنيم أو لسارية :

وما حملت من ناقة فوق كورها

أبرّ وأوفى ذمة من محمد

إنما قاله أسيد بن أبي أياس ، وقال : ثم ذكر باقي الشعر ، وفي الإصابة في ترجمة أنس بن زنيم نسب البيت له ، وفي ترجمة سارية نسبه له ، وكذا في اسد الغابة وغيرها ، وحسبنا بهذا فلقد طال الكلام في المقام.

(١) البجح : التعاظم والفخر.

١٣٠

حضره ، ولو جعلها لكم ، ما نفعكم مع قربكم. أنشدني لشاعر الشعراء زهير قوله :

إذا ابتدرت قيس بن عيلان غاية

من المجد من يسبق إليها يسوّد (١)

فأنشدته وطلع الفجر ، فقال : أقرأ ( الواقعة ) ، فقرأتها ، ثم نزل فصلى وقرأ بالواقعة ) (٢).

١٤ ـ ( إنّكم فضلتموهم بالنبوّة ).

ذكر أحمد التابعي في كتابه ( الإعتصام بحبل الإسلام ) :

( قال عبد الله بن عباس : ما شيت عمر بن الخطاب يوماً ، فقال : يابن عباس ما يمنع قومكم منكم وأنتم أهل البيت خاصة؟

قلت : لا أدري.

قال : لكنني أدري ، إنّكم فضلتموهم بالنبوة ، فقالوا : إن فضلوا بالخلافة مع النبوة لم يبقوا لنا شيئاً ، وأنّ أفضل النصيبيَن بأيديكم ، بل ما أخالها إلاّ مجتمعة لكم وإن نزلت على رغم أنف قريش ) (٣).

١٥ ـ ( لئن وليهم ليحملنهم على المحجة البيضاء ).

لقد روى الفضل بن شاذان في كتابه ( الإيضاح ) محاورة تقرب ممّا مرّ

____________________

(١) ديوان زهير بشرح ثعلب / ٢٣٤ من قصيدة يمدح بها هرم بن سنان بن أبي حارثة المريّ.

(٢) تاريخ الطبري ٤ / ٢٢٢ ط محققة.

(٣) الإعتصام / ١٤٠ ط١ مطبعة السعادة ١٣٢٧ هـ ، أنظر الطرائف لابن طاووس / ٤٢٣ عن العقد الفريد لابن عبد ربة ٤ / ٢٨٠.

١٣١

في أوّل هذا الجزء من معرفة ابن عباس بالشعر الجاهلي وكثرة إستشهاده به. قال :

( كان عبد الله بن عباس عند عمر ، فتنفس عمر نفساً عالياً ، قال ابن عباس : حتى ظننت أن أضلاعه قد انفرجت.

فقلت له : ما أخرج هذا النفس منك إلاّ همّ شديد.

قال : أي والله يا بن عباس ، إنّي فكرت فلم أدر فيمن أجعل هذا الأمر بعدي. ثم قال : لعلك ترى صاحبك لها أهلاً؟

قلت : وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته وقرابته وعلمه.

قال : صدقت ، ولكنه أمرؤ فيه دعابة.

قلت : فأين أنت من طلحة؟

قال : هو ذو البأو بإصبعه المقطوعة.

قلت : فعبد الرحمن بن عوف؟

قال : رجل ضعيف لو صار الأمر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته.

قلت : فالزبير؟

قال : شكس لقس يلاطم في البقيع في صاع من بُرّ.

قلت : فسعد بن أبي وقاص؟

قال : صاحب مقنب وسلاح.

قلت : فعثمان؟

قال : أوه أوه ـ مراراً ـ.

١٣٢

ثم قال : والله لئن وليها ليحملنّ بني أبي معيط على رقاب الناس ، ثم لتنهضنّ إليه العرب فتقتله.

ثم قال : يا بن عباس إنّه لا يصلح لهذا الأمر إلاّ حصيف العقدة قليل الغرّة ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، يكون شديداً من غير عنف ، لّيناً من غير ضعف ، جواد من غير سرف ، ممسكاً من غير وكف.

ثم أقبل على ابن عباس ، فقال : وإنّ أحراهم أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيّهم لصاحبك ، والله لئن وليها ليحملنّهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم ) (١).

١٦ ـ ( نشنشة من أخشن ).

روى الزمخشري في ( الفائق ) ( نشنش ) عن ابن عباس رضي الله عنه :

( كان عمر إذا صلى جلس للناس. فمن كانت له حاجة كلّمه ، وإن لم يكن لأحد حاجة قام فدخل ، فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهنّ.

قال : فحضرت الباب ، فقلت : يا يرفأ أبأمير المؤمنين شكاة؟

فقال : ما بأمير المؤمنين من شكوى.

فجلست فجاء عثمان بن عفان ، فجاء يرفأ ، فقال : قم يابن عفان ، قم يابن عباس ، فدخلنا على عمر فإذا بين يديه صُبرٌ من مال ، على كلّ صبرة منها كتف.

____________________

(١) الإيضاح / ١٦٣.

١٣٣

فقال عمر : إنّي نظرت في أهل المدينة فوجدتكما من أكثر أهلها عشيرة ، فخذا هذا المال فاقتسماه ، فما كان من فضل فردّا ، فأمّا عثمان فحتاً ، وأما أنا فجثوت لركبتي قلت : وإن كان نقصان رددت علينا؟

فقال عمر : نشنشة من أخشنَ ـ يعني حجر من جبل ـ أما كان هذا عند الله إذ محمد وأصحابه يأكلون القدّ؟

قلت : بلى ، لقد كان عند الله ومحمد حيّ ، ولو عليه كان فتح لصنع فيه غير الذي تصنع.

قال : فغضب عمر ، وقال : إذاً صنع ماذا؟

قلت : إذن لأكل وأطعمنا.

قال : فنشج عمر حتى اختلفت أضلاعه. ثم قال : وددتْ أن خرجت منها كفافاً لا لي ولا عليَّ ).

ثم قال الزمخشري : ( هكذا جاء في الحديث مع التفسير ، وكأنّ الحجر سمي نشنشة من نشنشه ونصنصه إذا حرّكه.

والأخشن : الجبل الغليظ كالأخشب ، والخشونة والخشوبة اختان.

وفيه معنيان : أحدهما أن يشبهه بأبيه العباس في شهامته ورميه بالجوابات المصيبة ، ولم يكن لقريش مثل رأي العباس.

والثاني : إن يريد أن كلمته هذه منه حجر من جبل ، يعني أن مثلها

١٣٤

يجئ من مثله ، وأنه كالجبل في الرأي والعلم وهذه قطعة منه ) (١).

____________________

(١) الفائق في غريب الحديث ٣ / ٣٩٦ مادة ( نشنش ).

ومن الغريب أن يروي الزمخشري هذا في كتابه الفائق في مادة ( نشنش ) بينما ذكر هو في كتابه المستقصى في أمثال العرب ٢ / ١٣٤ برقم ٤٦٣ بلفظ ( شنشنة أعرفها من أحزم ) وهو المذكور في جملة من كتب الأمثال واللغة ، راجع جمهرة الأمثال لأبي هلال ١ / ٤٤٣ برقم ٩٩٨ ، ومجمع الامثال للميداني ٢ / ١٥٥ ، ونهاية ابن الأثير ١ / ٥٤١ ، وقد ذكروا أن عمر بن الخطاب قاله في ابن عباس يشبّه في رأيه بأبيه ، ويقال إنه لم يكن لقريش مثل رأي العباس ابن عبد المطلب.

١٣٥

إحتجاجه على أهل الشورى

( كم تمنعون حقوقنا!؟ ).

كان ابن عباس في عهد عمر غالباً عليه كما مرّ عن مصادره في الجزء الثاني من الحلقة الأولى ، وقد قرأنا هناك ما به الإتفاق بينهما وما عليه الإختلاف بينهما ، وكان بالرغم من شدّة عمر وفظاظة خلقه يسمع من ابن عباس ما يثيره فلا ينقطع حبل الإتصال بينهما ؛ وقرأنا في إحتجاجه في بعض محاوراته ما أسمع عمراً كلاماً شديداً فتركه مخصوماً ؛ كما قرأنا عن مظاهر الغضبات العمرية لكنّها سرعان ما تزول ، كسحابة صيف عن قليل تقشع ، وعند قراءتنا لتلك المحاورات وقفنا على أسباب إستبعاد عمر لابن عباس عن ساحة الترشيح للخلافة ، لأنّه يخشى أن يأتي عليه الذي هو آت ـ يعني الموت ـ فيقول ابن عباس هلّم إلينا لا إليكم ـ يعني استرجاع الحق المغصوب لبني هاشم ـ وهذا ما كرهته قريش وما زالت تكرهه لأن تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم ، وكان عمر يجهر بذلك في حواره مع ابن عباس. ولمّا طُعن عمر كانت أحاديث تجري بينهما حول النفر المرشحين ، وقد أزرى عمر بمن سمّاهم بما يخدش المقام منهم أعظم الذم ، فقال في عليّ وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وعثمان ما ينبغي له أن

١٣٦

لا يرشحهم ، حيث قال : ( يا بن عباس : إنّه لا يصلح لهذا الأمر إلاّ حصيف العقدة ، قليل الغرة ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، يكون شديداً من غير عنف ، ليّناً من غير ضعف ، سخياً من غير سرف ، ممسكاً من غير وكف ...

قال ـ ابن عباس ـ : ثم أقبل عليّ بعد أن سكت هنيهة ، وقال : أجرؤهم والله أن يحملهم على كتاب ربّهم وسنة نبيّه لصاحبك ، أما إن ولي أمرهم حملهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم ).

وقرأنا عن عملية الشورى وما أورثت الأمّة من ويلات ، وأنّه لم يشتت بين المسلمين ولا فرّق أهواءهم إلاّ الشورى كما رآها معاوية ، ومرّ خبره نقلاً عن ابن عبد ربه في ( العقد الفريد ) (١) ، فراجع. ومرّت آراء آخرين في هذا.

وخدعة الشورى ما زالت نقطة مؤاخذة على من ابتدعها ، مهما تكلّف مَن حاول تبرير ما وقع فيها من الخطأ ، ولم يسع المؤرخون العمريون أن يتجاهلوا مواقف بني هاشم المستريبة منها والناقدة لما جرى فيها.

وقد قرأنا عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعض ما جرى له مع النفر المرشحين ، وقرأنا عن العباس ما رأى وما قال ، وقرأنا عن ابن عباس بعض ما قاله ، فكان الولد سر أبيه كما في المثل ، وعلى حدّ قول الشاعر : ( ومن يشابه أبه فما ظلم ).

لقد كان ابن عباس في رأيه كأبيه العباس داهياً ، ثم فاق أباه بعلمه

____________________

(١) موسوعة عبد الله بن عباس / الحلقة الأولى ٢ / ١٣٢.

١٣٧

فكان عالماً ومتكلماً جريئاً يقول الحق ، ولم تخدعه أسارير مفتوحة على قلوب مضطغنة ، وقد مرّت بنا في الحلقة الأولى ( سيرة وتاريخ ) بعض أخباره في الجزء الثاني وما كان منه مع عمر بن الخطاب كما تقدم.

ومرّت بنا عن قريب ما كان يدور بينهما من كلام يصح وصفه بأنّه محاورات إحتجاجية ، وابن عباس لم يكن يخفي ما في نفسه من شعور بالمرارة التي يعانيها هو وسائر أقربائه من بني هاشم من فوت الخلافة منهم ، وإستبعادهم عن مراكز القيادة في الدولة الإسلامية الفتيّة ، لولا أنّهم قوم صبروا على اللأواء ، كما قال سيدهم ومعلمهم : ( فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ) (١).

ولمّا دالت الأيام ـ والأيام دول ـ لصالح عثمان بخدعة الشورى ـ وهي ( خدعة وأيّما خدعة ) كذا سماها الإمام عليه السلام كما في تاريخ الطبري وسير أعلام النبلاء (٢) ـ وكانت محسوبة النتائج محسومة العواقب ، فكان ابن عباس يعلمها مثل إمامه عليه السلام وهي في رأيهما أنّها هي الخدعة.

وقد مرّ بنا ما رواه عبد الرزاق في ( المصنف ) ، والزمخشري في ( مختصر كتاب الموافقة بين أهل البيت والصحابة ) ، واللفظ له في حديث الشورى : ( وثب علي وعبد الله بن عباس ، فقال له عبد الله بن عباس :

خُدعت يا عليّ؟ فقال : وأيّ خدعة!! فسمعتها فاطمة بنت قيس ، فقالت : إنّ عبد الرحمن طلب الوثيقة لنفسه فأعطاه عثمان الثقة ، وأخذ عبد

____________________

(١) نهج البلاغة / الخطبة الشقشقية.

(٢) تاريخ الطبري ٤ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ط محققة ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٥٧٩ ط دار الفكر ـ

١٣٨

الرحمن لنفسه بالوثيقة ، فتكلمت بثلاث لغات في لغة واحدة ... ) (١). وما كانت الخدعة التي أرادها ابن عباس إلاّ التي ذكرتها فاطمة بنت قيس والتي كان إجتماع أصحاب الشورى في بيتها (٢) ، فتلك هي المناورة من عبد الرحمن بن عوف في صرف الأمر عن أهل البيت عليهم السلام ، فإنّ في طلبه من الإمام أن يتعهّد بأن يسير بسيرة الخليفتين ـ أبي بكر وعمر ـ وهو يعلم أنّ عليّاً لا يرضى أن يتقيّد بسياستهما ، إنّما أراد أن يحرجه بل ويخرجه ليفسح المجال لاختيار عثمان ، وسرعان ما تحقق غرضه (٣).

وقد مرّت أقوال وآراء قدامى ومحدثين حول بيعة عثمان ، فكان من أبرع كتاب العصر في صراحته وصرامته هو الدكتور علي سامي النشار في كتابه ( نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ) حيث قال : ( وقد أحس قلّة من خلص الصحابة أنّ الأمر نزع من علي للمرّة الثالثة ، وأنّه إذا كان الأمر قد سُلب منه أوّلاً لكي يُعطى للصاحب الأوّل ، ثم أخذ منه ثانياً لكي يعطى للصاحب الثاني ، فقد أخذ منه ثالثاً لكي يُعطي لشيخ متهاو متهالك ، لا يحسن الأمر ولا يقيم العدل ، ترك الأمر لبقايا قريش الضالة ... ) (٤).

ومن خلّص الصحابة ما رواه التاريخ من كلام عمار والمقداد وابن

____________________

(١) أنظر الحلقة الأولى من هذه الموسوعة ٢ / ١٤٨ ، نقلاً عن مختصر كتاب الموافقة بين أهل البيت والصحابة للزمخشري ، المصنف ٥ / ٤٠٧.

(٢) أنظر الحلقة الأولى من هذه الموسوعة ٢ / ١٤٨.

(٣) أنظر الحلقة الأولى من هذه الموسوعة ٢ / ١٣٢ ـ ١٣٣.

(٤) نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام١ / ٢٥٣ ط الرابعة دار المعارف بمصر ١٩٦٦.

١٣٩

عباس ، والذي يعنينا فعلاً نقله ، هو ما قاله ابن عباس فيما رواه البياضي في كتابه ( الصراط المستقيم ) ، قال : ( وأسند الحاجب إلى ابن عباس أنّه قال يوم الشورى : كم تمنعون حقنا؟ وربّ البيت إنّ عليّاً هو الإمام والخليفة ، وليملكنّ من ولده أئمة أحد عشر يقضون بالحق ، أوّلهم الحسن بوصية أبيه إليه ، ثم الحسين بوصية أخيه إليه ، ثم ابنه عليّ بوصية أبيه إليه ، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه ، ثم ابنه جعفر بوصية أبيه إليه ، ثم ابنه موسى بوصية أبيه إليه ، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه ، ثم ابنه محمد بوصية أبيه إليه ، ثم ابنه علي بوصية أبيه إليه ، ثم ابنه الحسن بوصية أبيه ، فإذا مضى فالمنتظر صاحب الغيبة (١).

قال ـ الراوي ـ لابن عباس : من أين لك هذا؟ قال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علّم عليّاً ألف باب ، فتح له من كلّ باب ألف باب ، وأنّ هذا من ثَمَ ) (٢).

____________________

(١) يشير إلى حديث اثني عشر خليفة ، من حديث جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا يزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى اثني عشر خليفة ) فقال كلمة صمّنيها الناس فقلت لأبي ما قال؟ قال : ( كلهم من قريش ) كما أخرج الحديث مسلم واحمد وغيرهما ، وقد ذكرت في كتاب ( علي إمام البررة ٣ / ٣٠٥ ـ ٣٣١ ) ما يتعلق بالحديث المذكور ، وإن الكلمة التي قالها صلى الله عليه وآله وسلم فضجّت الناس منها قال ( كلهم من بني هاشم ) كما في رواية ينابيع المودة ، ولابن عباس روايات في الأئمة الإثنا عشر ذكرت فيها اثني عشر حديثاً مع مصادرها موثقة تحسن مراجعة ذلك في الكتاب المذكور.

(٢) الصراط المستقيم ٢ / ١٥١.

١٤٠