موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٩

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان

موسوعة عبد الله بن عبّاس - ج ٩

المؤلف:

السيد محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-97-3
ISBN الدورة:
964-319-500-7

الصفحات: ٤٩٦

لا تعدمك أن تجدها في ولدك.

قلت : فلا حاجة لي إذن فيها.

قال : فلم لا تخطب إلى ابن عمك؟ ـ يعني عليّاً ـ.

قلت : ألم تسبقني إليه؟

قال : فالأخرى.

قلت : هي لابن أخيه.

قال : يابن عباس إنّ صاحبكم إذا ولي هذا الأمر زهد ، ولكن أخشى عجبه بنفسه أن يذهب به فليتني أراكم بعدي.

قلت : يا أمير المؤمنين إنّ صاحبنا مَن قد علمت والله ، ما تقول ، إنّه ما غيّر ولا بدّل ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيام صحبته له.

قال : فقطع عليَّ الكلام ، فقال : ولا في ابنة أبي جهل لمّا أراد أن يخطبها على فاطمة؟

قلت : قال الله تعالى في معصية آدم عليه السلام : ( وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً )(١) ، وصاحبنا لم يعزم على سخط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن الخواطر التي لا يقدر أحد على دفعها عن نفسه ، وربما كانت من الفقيه في دين الله ، العالم العامل بأمر الله.

فقال : يا بن عباس مَن ظنّ أنّه يرد بحوركم فيغوص فيها معكم حتى

____________________

(١) طه / ١١٥.

١٠١

يبلغ قعرها فقد ظنّ عجزاً ، استغفر الله لي ولك ، خذ في غيرها.

ثم أنشأ يسألني عن شيء من أمور الفتيا وأجيبه ، فيقول : أصبت أصاب الله بك ، أنت والله أحق أن تتبّع ) (١).

٣ ـ ( أمسك عليَّ وأكتم ).

عن نبيط بن شريط (٢) ، قال : ( خرجت مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومعنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه ، فلما صرنا إلى بعض حيطان الأنصار فوجدنا عمر بن الخطاب جالساً ينكت في الأرض ، فقال له عليّ بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين ما الذي أجلسك وحدك ههنا؟

قال : لأمر همني.

فقال عليّ : أفتريد أحدنا ـ يعني نفسه وابن عباس ـ؟

____________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ١٠٦ ط مصر الأولى ، تاريخ ابن الأثير ٣ / ٢٤ حوادث سن / ٢٣ ، كنز العمال ٧ / ٥٣ منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ٥ / ٢٢٩ ، المراجعات لشرف الدين / ٢٧٧.

(٢) نبيط بن شريط الأشجعي من قيس عيلان قاله ابن سعد في الطبقات الكبير ٨ / ١٥٢ تح الدكتور علي أحمد عمر نشر الخانجي بمصر ١٤٢١ هـ وقال : وهو أبو سلمة بن نبيط روى عن لبيد فذكر عنه قال : حججت مع أبي وعمتي فقال لي أبي : أترى ذلك صاحب الجمل الأحمر الذي يخطب ، ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب عند الجمرة ـ وذكر بعض الخطبة ـ ثم ذكرا بن سعد عن سلمة بن نبيط قال : قلت لأبي وكان قد شهد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ورواه وسمع منه ، يا أبة لو غشيت هذا السلطان فأصبت منهم وأصاب قومك في جناحك. قال : أي بني إني أخاف ان اجلس منهم مجلساً يدخلني النار.

١٠٢

قال عمر : إن كان عبد الله. فتخلف معه عبد الله بن عباس ، ومضيت مع عليّ عليه السلام ، وأبطأ علينا ابن عباس ثم لحق بنا ، فقال له عليّ : ما وراءك؟

قال : يا أبا الحسن أعجوبة من عجائب أمير المؤمنين ، أخبرك بها وأكتم عليَّ.

قال : فهلم.

قال : لمّا أن وليت عنه وهو ينظر إليك وإلى أثرك ، قال : آه آه آه.

فقلت : مم تتأوه يا أمير المؤمنين؟

فقال : من أجل صاحبك يا ابن عباس وقد أعطي ما لم يعط أحدٌ من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولولا ثلاث هنَّ فيه ما كان لهذا الأمر ـ يعني الخلافة ـ من أحد سواه.

قلت : ماهنّ يا أمير المؤمنين؟

قال : كثرة دعابته ، وبغض قريش له ، وصغر سنّه.

قال عليّ صلى الله عليه وآله وسلم : فما رددت عليه؟

قال ابن عباس رضي الله عنه : تداخلني ما يداخل ابن العم لابن عمه ، فقلت له : يا أمير المؤمنين أمّا كثرة دعابته فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يداعب ولا يقول إلاّ حقاً ، وأين أنت حيث كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ونحن صبيان وكهول وشيوخ وشبان يقول للصبي : ( سنافاً سنافاً ) (١) ولكلّ ما يعلمه الله يشتمل على قلبه. وأمّا بغض قريش له ،

____________________

(١) ما سنا سنا : في نظم درر السمطين / ١٣٣ : ويقول الصبي ما يعلم أنه يستميل به قلبه ( أو يسول على قلبه ).

١٠٣

فو الله ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في الله حتى أظهر الله دينه ، فقصم أقرانها ، وكسر آلهتها ، وأثكل نساءها في الله لامه من لامه. وأمّا صغر سنّه ، فقد علمت أنّ الله تعالى حيث أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ )(١) ، فوجّه النبيّ صاحبك ليبلّغ عنه ، فأمره الله أن لا يبلغ عنه إلاّ رجل من أهله ، فوجهه في أثره وأمره أن يؤذن ببراءة ، فهل لا استصغر الله سنّه!؟

قال : فقال عمر لابن عباس : أمسك علّي وأكتم فإن سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها ) (٢).

٤ ـ ( إنّ عليّاً لأحق الناس ).

روي أحمد بن أبي واضح اليعقوبي الكاتب في تاريخه ، قال : روى ابن عباس رضي الله عنه : ( قال طرقني عمر بن الخطاب بعد هداة من الليل ، فقال : أخرج بنا نحرس نواحي المدينة ، فخرج وعلى عنقه درّته (٣) حافياً حتى أتى بقيع الغرقد (٤) فاستلقى على ظهره ، وجعل يضرب أخمص قدميه بدرّته

____________________

(١) التوبة / ١.

(٢) نظم درر السمطين للزرندي الحنفي / ١٣٣ ، فرائد السمطين ١ / ٣٣٤ ط بيروت للحافظ الحمويني تح المحمودي حديث ٢٦٧ / ١٧٣ ونسخة منه مخطوطة بمكتبة آية الله السيد اليزدي في مدرسته الكبيرة في النجف الأشرف.

(٣) الدرة : بالكسر السوط أو العصا التي يُضرب بها.

(٤) بقيع الغرقد : مقبرة أهل المدينة.

١٠٤

وتأوّه صعداء (١).

فقلت له : يا أمير المؤمنين ما أخرجك إلى هذا إلا أمر؟

فقال : أمر الله يا بن عباس.

قال : قلت : إن شئت أخبرتك بما في نفسك؟

فقال : غص يا غواص ، إن كنت لتقول فتحسن.

قال : قلت : ذكرت هذا الأمر بعينه وإلى من تصيّره؟

قال : صدقت.

قال : فقلت له : أين أنت عن عبد الرحمن بن عوف؟

فقال : ذلك رجل ممسك ، وهذا الأمر لا يصلح إلا لمعطٍ في غير سرف ، ومانع في غير إقتار.

قال : قلت : فسعد بن أبي وقاص؟

قال : مؤمن ضعيف.

قال : فقلت : طلحة بن عبيد الله؟

قال : ذاك رجل يناول للشرف والمديح ، يعطي ماله حتى يصل إلى مال غيره ، وفيه بأو (٢) وكبر.

قال : فقلت : فالزبير بن العوام ، فهو فارس الإسلام؟

____________________

(١) الصعداء : المشقة وتنفس طويل.

(٢) الباؤ : الفخر والكبر ، من بأى عليهم بأواص فخر وتكبّر.

١٠٥

قال : ذاك يوماً إنسان ويوماً شيطان ، وعقة لقس (١) إن كان ليكادح على المكيلة من بكرة إلى الظهر حتى تفوته الصلاة.

قال : فقلت : عثمان بن عفان؟قال : إن ولي حمل بني أبي معيط وبني أمية على رقاب الناس ، وأعطاهم مال الله ، ولئن ولي ليفعلن ، والله لئن فعل لتسيرّن العرب إليه حتى تقتله في بيته.

ثم سكت. قال : فقال : أمضها يا بن عباس أترى صاحبكم لها موضعا؟

قال : فقلت : وأين يبتعد من ذلك مع فضله وسابقته وقرابته وعلمه.

قال : هو والله كما ذكرت ، ولو وليهم لحملهم على منهج الطريق ، فأخذ المحجة الواضحة ، إلاّ أنّ فيه خصالاً : الدعابة في المجلس ، وإستبداد الرأي ، والتبكيت للناس مع حداثة السن.

قال قلت : يا أمير المؤمنين هلاّ استحدثتم سنّه يوم الخندق ، إذ خرج عمرو بن عبد ود وقد كعم (٢) عنه الأبطال ، وتأخرت عنه الأشياخ ، ويوم بدر إذ كان يقط الأقران قطاً (٣) ، وهلا سبقتموه بالإسلام ( إذ كان جعلته السعب وقريش يستوفيكم ) (٤).

فقال : إليك يابن عباس ، أتريد أن تفعل بي كما فعل أبوك وعلىّ بأبي

____________________

(١) الوعقة : الشراسة ، وشدة الخلق يقال به وعقة ، فهو وعقةٌ واللقيس : الشره النفس الحريض على كل شرح.

(٢) كعم عنه : من كعم الخوف فلاناً فلا يرجع.

(٣) قطه قطاً : القطع عامة أو عرضاً.

(٤) كذا في النسخة.

١٠٦

بكر يوم دخلا عليه (١).

قال : فكرهت أن أغضبه فسكتّ.

فقال : والله يابن عباس إنّ عليّاً ابن عمك لأحق الناس بها ، ولكن قريشاً لا تحتمله ، ولئن وليهم ليأخذهم بمرّ الحق ، لا يجدون عنده رخصة ، ولئن فعل لتنكثن بيعته ، ثم ليحاربن ) (٢).

٥ ـ ( فأردد إليه ظلامته ).

روى الزبير بن بكار في كتاب ( الموفقيات ) وغيره ، عن عبد الله بن عباس ، قال : ( إنّي لأماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة ،

____________________

(١) يشير إلى يوم دخلا على أبي بكر يطالبانه بما لهما من حق ، كسهم ذوي القربى وميراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحديثهما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما وغيرهما ، حيث كان الإمام عليه السلام يطالب بميراث زوجته فاطمة عليها السلام والعباس كذلك بما له من حق في سهم ذوي القربى ، وبالإرث على القول بالتعصيب إلزاماً لأبي بكر بما ألزم به نفسه ، وإلا فأهل البيت لا يقولون به ، وفتيا ابن عباس في ذلك معروفة ، وقد مرت الإشارة إليها مكرراً. وكانا ـ علي والعباس ـ يريان أبا بكر كان آثماً غادراً خائناً كما في صحيح مسلم ، ورأيا ذلك في عمر أيضاً ، وإلى القارئ الرواية بعين لفظه : فقد أخرج في ٥ / ١٥١ ـ ١٥٢ كتاب الجهاد والسير باب الفيء بسنده إلى مالك بن أوس ، وساق الحديث إلى قول عمر لعلي والعباس : فرأيتهماه كاذباً آثماً غادراً خائناً ... وفيه قال عمر : فرأيتهماني كاذبا آثماً غادراً خائنا ، وقد ذكر البخاري هذا الخبر وحذف منه هذه الكلمات ، ولشراح الصحيحين حول هذا الخبر تشريق وتغريب فمن أراد الاطلاع على بعض ما عندهم فليراجع كتابي ( المحسن السبط مولود أم سقط / ٢٦٧ ـ ٢٦٩ ).

(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٣٥ ط النجف ، وفي شرح النهج للمعتزلي ١٢ / ٥١ ـ ٥٢ صورة أخرى عن هذه المحاورة ، فليراجع.

١٠٧

إذ قال لي : يابن عباس ما أرى صاحبك إلاّ مظلوماً.

فقلت في نفسي : والله لا يسبقني بها ، فقلت : يا أمير المؤمنين فأردد إليه ظلامته. فانتزع يده من يدي ، ومضى وهو يهمهم ساعة ، ثم وقف فلحقته.

فقال : يابن عباس ما أظن القوم منعهم عنه إلاّ أنّه استصغره قومه.

فقلت في نفسي : هذه والله شر من الأولى ، فقلت : والله ما استصغره الله ورسوله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من صاحبك أبي بكر.

قال : فأعرض عني وأسرع ، فرجعت عنه ) (١).

٦ ـ ( أوّل من راثكم عن هذا ـ الأمر ـ أبو بكر ).

قال عمرو بن عبد الله الليثي : ( قال عمر بن الخطاب ليلة في مسيره إلى الجابية (٢) : أين عبد الله بن عباس؟ فأتي به. فشكا إليه تخلّف عليّ بن أبي طالب عليه السلام عنه.

قال ابن عباس : فقلت له : أو لم يعتذر إليك؟

قال : بلى.

____________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ / ١٨ و ٣ / ١٠٥ ط مصر الأولى ، كشف اليقين للعلامة الحلي / ٤٦١ والمحققة / ٤٠ و ٩٢ ، كشف الغمة للأردبيلي ٢ / ٤٥ ، السقيفة للجوهري / ٧٠.

وهذا الخبر ما لم يوجد في النسخة المطبوعة من الموفقيات بتوثيق الدكتور سامي مكي العاني ط الأوقاف ببغداد وقد أشرت في ص ٥٧ إلى ما أستدركته عليه ممّا فاتته الإشارة إليه.

(٢) الجابية : بكسر الباء وياء خفيفة قرية من أعمال دمشق.

١٠٨

قلت : فهو ما اعتذر به.

قال : ثم أنشأ يحدثني ، فقال : إنّ أوّل من راثكم (١) عن هذا ـ الأمر ـ أبو بكر ، إنّ قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوّة ...

ـ قال أبو الفرج الاصفهاني : ( ثم ذكر قصة طويلة ليست من هذا الباب ، فكرهت ذكرها ) (٢) ـ.

ثم قال : يا بن عباس هل تروي لشاعر الشعراء؟

قلت : ومن هو؟

قال : ويحك ، شاعر الشعراء الذي يقول :

فلو أنّ حمداً يخلد الناس خلدوا

ولكن حمد الناس ليس بمخلد

قلت : ذاك زهير.

فقال : ذاك شاعر الشعراء.

قلت : وبم كان شاعر الشعراء؟

قال : إنّه كان لا يعاظل (٣) الكلام ، ويتجنب وحشيّه ، ولا يمدح أحداً

____________________

(١) راثكم : من الريث وهو الإبطاء كالريث للقاموس ( ريث ).

(٢) أقول : لماذا كره أبو الفرج الأموي الهوى والنسب أن يذكر القصة الطويلة وهو الذي حشا كتابه بكل غث وسمين؟! وأيم الله ما ضاقت صفحات كتابه عنها ، ولكن ضاق صدره أن يثبتها لما فيها من بليغ الجواب ، ونافح الخطاب ومرّ العتاب ، فالى الله المرجع والمآب ، وسيجد الذين يكتمون العلم شر الحساب ، ومن ورائهم أشد العذاب.

(٣) يعاظل : من العضال في القوافي ، بمعنى التضمين ، يقال : فلان لا يعاظل بين القوافي ( الصحاح عظل ).

١٠٩

إلاّ بما فيه ) (١).

٧ ـ ( إنّي بابٌ وعليّ مفتاحه ).

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( سمرت عند عمر ذات ليلة ، فجعل لا يسألني عن شيء إلاّ أخبرته ، فأعجب بذلك ، ثم قال : لو قلت إنّك سيد بني هاشم لصدقت.

قال ابن عباس : فقلت له كلا ، فأين أنت عن سيّدي وسيّديك ، وسيّدي شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين؟!

فقال : ومن هذان ويحك؟

قلت : الحسن والحسين ابنا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

قال عمر : فأبوهما؟

قلت : هيهات ، ذلك بحيث لا تحس به الظنون كرماً ، ولا تدركه الصفات فضلاً ، أبانه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل بيته بفضله كما أبان أهل الفضل بفضلهم من غيرهم.

فقال عمر : أبيت إلاّ وجداً به كوجد النصارى ، قالت في عيسى فكذبت.

قال ابن عباس : فإنّا نقول في صاحبنا ولسنا مبطلين ولا كذّابين ، وما عسى أن نبلغ بقولنا ما قاله محمد نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم ، والله لئن قلت ذلك : لقد سمعت

____________________

(١) الأغاني ٩ / ٣٩ ط الساسي ، شرح نهج البلاغة ٤ / ٤٩٧.

١١٠

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( من أحبّك يا عليّ فقد أحبّني ، ومن أحبّني فقد أحبّ الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ) ، وقال : ( إنّي باب وعلي مفتاحه ، فمن أرادني فليأته ) (١).

٨ ـ ( ولو سكت سكتنا ).

روى الحافظ ابن مردويه ، والراغب الاصفهاني ، والسيد ابن طاووس ، والشيخ المجلسي ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : ( كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل ، وأنا على فرس ، فقرأ آية فيها ذكر عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

فقال : أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان عليّ فيكم أولى بهذا الأمر منّي ومن أبي بكر.

فقلت في نفسي : لا أقالني الله إن أقلته ، فقلت : أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين! وأنت وصاحبك اللذان وثبتما وانتزعتما وأفرغتما الأمر من ادون الناس؟!

فقال : إليكم يا بني عبد المطلب ، أمّا إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب. فتأخرت وتقدم هنيهة ، فقال : سر لا سرت ، وقال : أعد عليَّ كلامك.

فقلت : إنّما ذكرت شيئاً فرددتُ عليه جوابه ، ولو سكت سكتنا.

فقال : إنّا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة ، ولكن استصغرناه وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها.

____________________

(١) مصباح الأنوار لمحمد بن هاشم ٢ / باب ٤٨ مخطوط من موقوفات مكتبة المرحوم العلامة الجليل السيد عباس الخرسان ( قدس سره ).

١١١

قال : فأردت أن أقول : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره ، أفستصغره أنت وصاحبك؟

فقال : لا جرم فكيف ترى؟ والله ما نقطع أمراً دونه ، ولا نعمل شيئاً حتى نستأذنه ) (١).

٩ ـ ( إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد الأمر له ).

عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : ( خرجت مع عمر إلى الشام في أحدى خرجاته ، فانفرد يوماً يسير على بعيره ، فاتبعته.

فقال لي : يابن عباس أشكو إليك ابن عمك ، سألته أن يخرج معي فلم يفعل ، ولم أزل أراه واجداً. فيم تظن موجدته؟

قلت : يا أمير المؤمنين إنّك لتعلم.

قال : أظنه لا يزال كئيباً لفوت الخلافة.

قلت : هو ذاك ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد الأمر له.

فقال : يابن عباس وأراد رسول الله الأمر له ، فكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى؟ إنّ رسول الله أراد ذلك وأراد الله غيره ، فنفذ مراد رسوله ، أوكلّ ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان؟ إنّه أراد إسلام عمه ولم يرده الله فلم يسلم.

ـ قال ابن أبي الحديد : وقد روي معنى هذا الخبر بغير هذا اللفظ ، وهو

____________________

(١) مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه / ١٢٧ ، اليقين لابن طاووس / ٢٠٥ ، محاضرات الراغب الاصفهاني ٢ / ٢١٣ ، بحار الأنوار ٨ / ٢٠٩ ط الكمباني.

١١٢

قوله : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يذكره للأمر في مرضه فصددت عنه خوفاً من الفتنة ، وانتشار أمر الإسلام ، فعلم رسول صلى الله عليه وآله وسلم ما بنفسي وأمسك ، وأبى الله إلاّ إمضاء ما حتم ـ ) (١).

أقول : يبدو أنّ هذه المحاورة مبتورة الآخر! إذ لم يذكر الراوي للخبر عن ابن عباس رضي الله عنه جوابه على مقالة عمر في تفريقه بين مراد الله ومراد رسوله ، كما لم يذكر جوابه على مسألة إسلام عم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والمراد به هو أبو طالب. وليس من المعقول ولا من المقبول منطقياً أن يسكت ابن عباس عن جوابه ، وهو الذي قد ورد عنه الجواب الشافي في بقية إحتجاجاته عن إرادة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم الأمر لعليّ عليه السلام ، ومن غير المعقول أيضاً أنّه يتجاهل إسلام عمه أبي طالب رضي الله عنه وأبوه العباس هو أحد الشهود بإسلام أبي طالب ، وهو الذي كان عنده ساعة إحتضاره وكان عنده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً ، وهو الذي روى عن أبيه قوله : ( أنّ أبا طالب ما مات حتى قال : لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ) (٢). وهو الذي أجاب من سأله : يا بن عم رسول الله إخبرني عن أبي طالب هل كان مسلماً؟

فقال له : ( وكيف لم يكن مسلماً وهو القائل :

وقد علموا أنّ ابننا لا مكذّبٌ

لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل

____________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ١١٤.

(٢) أعيان الشيعة ٣٩ / ١٣٦ ، والغدير ٧ / ٣٩ نقلاً عن ضياء العالمين للفتوني.

١١٣

أنّ أبا طالب كان مثله كمثل أصحاب الكهف ، حين أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرتين ) (١).

فيا هل ترى أنّ ابن عباس رضي الله عنه عجز عن الجواب؟ وهو الذي كان على حدّ تعبير عمر كما في المحاججة الآتية : ( واهاً لابن عباس ما رأيته لاحى أحداً قط إلاّ خصمه )؟!!

أم أنّ يداً أثيمة امتدّت إلى المحاورة فحذفت منها ما لم يرق لها من بليغ الحجة وفصل الخطاب! كما صنع أبو الفرج في حذفه كلاماً كثيراً كره ذكره ، وقد مرّ اعترافه بذلك في إحتجاج (٦) تحت عنوان ( أوّل من راثكم عن هذا أبو بكر ) ، فراجع.

١٠ ـ ( واهاً لابن عباس ما رأيته لا حى أحداً قط إلاّ خصمه ).

بين يدي المحاججة :

لقد أخرج هذه المحاججة جمع من المصنفين في كتبهم ، منهم :

١ ـ أبو محمد الفضل بن شاذان في كتابه ( الإيضاح ) (٢).

٢ ـ أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد الشيباني المعروف بـ ( ثعلب )

____________________

(١) الأمالي للصدوق / ٣٦٦ ، الحجة على المذاهب / ٩٤ ـ ١١٥ ، الغدير ٧ / ٣٩٦ ، وقد روى عن الإمام الصادق عليه السلام أنه أجاب أيضاً من سأله عن ذلك مستشهداً بالبيت المذكور ومعه قوله :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

وفي رسالة ( بغية الطالب في إيمان أبي طالب ) ما يغني عن الإطالة.

(٢) كتاب الإيضاح لابن شاذان / ٨٧ ط الأعلمي بيروت.

١١٤

المتوفى ٢٩١ هـ ، وستأتي روايته لها ، لأنّها أوفى من روايات الآخرين أوّلاً ، ولكونه أقدمهم زماناً ثانياً.

٣ ـ شيخ المفسرين وإمام المؤرخين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفي ٣١٠ هـ ، أخرجها في تاريخه ، قال :

( حدثني سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر ، فقال بعضهم : فلان أشعر ، وقال بعضهم : بل فلان أشعر ، قال : فأقبلت ، فقال عمر : قد جاءكم أعلم الناس بها.

فقال عمر : من شاعر الشعراء يا بن عباس؟

قال : فقلت : زهير بن أبي سلمي.

فقال عمر : هلّم من شعره ما نستدل به على ما ذكرت؟

فقلت : أمتدح قوماً من بني عبد الله بن غطفان ، فقال : ( لو كان يقعد فوق الشمس من كرمٍ ) ... الأبيات الآتية ) (١).

٤ ـ المحدث الكبير أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري ـ معاصر السابق ـ والمتوفى في أوائل الأربعمائة أيضاً ، ويشاركه إسماً ونسباً وكنية ونسبة ، أخرجها في كتابه ( المسترشد في الإمامة ) ، قال :

( رواه ـ الحديث ـ سفيان بن عيينة ، عن النهدي ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن عمر ، قال : كنّا عند أبي عمر ذات يوم إذ قال : من أشعر

____________________

(١) تاريخ الطبري ٤ / ٢٢٢ تح محمد أبو الفضل إبراهيم.

١١٥

الناس؟ قلنا : فلان وفلان. فبينا نحن كذلك ، إذ طلع عبد الله بن عباس فسلّم فأجلسه إلى جنبه وقال : قد جاءكم ابن بجدتها ، من أشعر الناس يا بن عباس؟

قال : ذاك زهير بن أبي سلمى.

قال : فأنشدني شيئاً من شعره أستدل به على ما تقول؟

قال : امتدح قوماً من بني غطفان يقال لهم بنو سنان ، فقال : ( لوكان يقعد فوق الشمس من كرم ) .. الأبيات ) (١).

٥ ـ المؤرخ الشهير أبو الحسن ابن الأثير المتوفي ٦٣٠ هـ في كتابه ( الكامل في التاريخ ) أخرجها في حوادث سنة ٢٣ ط بمصر بنحو ما تقدم عن ابن جرير المؤرخ.

٦ ـ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي في ( شرح النهج ) ، قال :

( وروى عبد الله بن عمر ، قال : من أشعر العرب؟ فقالوا : فلان وفلان ، فاطلع عبد الله ابن عباس فسلّم وجلس ، فقال عمر : قد جاءكم الخبير ، من أشعر الناس يا عبد الله؟

قال : زهير بن أبي سلمى.

قال : فأنشدني ممّا تستجيده له؟

فقال : يا أمير المؤمنين إنّه مدح قوماً من غطفان يقال لهم بنو سنان فقال : ( لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ) .. الأبيات ) (٢).

____________________

(١) المسترشد في الإمامة / ٢٨٠.

(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ١٠٧.

١١٦

٧ ـ صاحب ( أخبار الدولة العباسية ) من القرن الثالث ، جاء فيه :

( أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم القمي ، عن أبيه ، عن الزبيري بإسناد له يرفعه قال : بينما عمر جالس في جماعة من أصحابه فتذاكروا الشعر.

فقال : من أشعر الناس؟ فاختلفوا. فدخل عبد الله بن عباس.

فقال عمر : قد جاءكم ابن بجدتها وأعلم الناس. من أشعر الناس يابن عباس؟

قال : زهير بن أبي سلمى المزني.

قال : أنشدني من شعره.

فأنشدته : ( لو كان يقعد فوق الشمس من كرم ) ... الخ ) (١).

٨ ـ الأمير أسامة بن منقذ المتوفى ٥٤٨ هـ في كتابه ( المنازل والديار ) ، قال :

( روي أنّ قوماً تشاجروا بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ... من أشعر الناس؟

فقال عمر : سأرسل إلى سيد الناس فأسأله. فقال الناس : تشاجرنا في سيد الشعراء فنريد الآن ننظر إلى سيد الناس ، فأرسل إلى عبد الله بن العباس ، فجاءه رضي الله عنه.

فقال له : يا أبا العباس أنشدنا ما تستحسن من الشعر.

فقال : سأنشدكم لسيد الشعراء ، فأنشدهم لزهير ... ) (٢).

____________________

(١) أخبار الدولة العباسية / ٣٢ تحقيق الدكتور عبد العزيز الدوري والدكتور عبد الجبار المطلبي ط دار الطليعة بيروت ١٩٧١ هـ.

(٢) المنازل والديار / ١٥٥ ط موسكو ١٩٦١ نشر آثار الآداب الشرقية السلسلة الكبرى نصوص ١٢.

١١٧

هذه جملة من المصادر التي اطلعت عليها ولعلّ ما فاتني الإطلاع عليه أكثر ، ولنقتصر على هذا فحسب.

والآن إلى القارئ المحاججة بلفظ أبي العباس ثعلب في شرح ديوان زهير مع إضافة ما تنفرد به روايته عن الآخرين :

( قال (١) عبد الله بن محمد البصري ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السدوسي ، عن محمد بن خداش الأسلمي ، عن نوح بن دراج ، عن حبيب ابن زاذان ، عن أبيه ، قال : دخلت على عمر بن الخطاب رحمه الله وعنده نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكروا الشعر ، فقال لهم عمر : من كان أشعر العرب؟ فاختلفوا ، فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم عبد الله بن عباس ، فقال عمر لجلسائه : قد جاءكم ابن بجدتها (٢) ، وأعلم الناس بأيامها.

ثم قال عمر : من كان أشعر العرب يابن عباس؟

قال : ذاك زهير بن أبي سلمى المزني.

____________________

(١) قال أبو أحمد عبد السلام البصري : ممّا قرأت على شيخنا أبي رياش أحمد بن أبي هاشم قال تشاجروا في الشعر بين يدي عمر بن الخطاب رحمة الله عليه في أشعر الناس قال : سأرسل إلى سيد الناس فأسأله. فقال الناس : قد تشاجرنا في سيد الشعراء فنريد الآن ننظر من سيد الناس؟! فأرسل إلى عبد الله بن عباس فجاءه فقال له يا أبا العباس أنشدنا ما تستحسن من الشعر؟. فقال : سأنشدكم لسيد الشعراء فأنشدهم لزهير بن أبي سلمى : هل في تذكر أيام الصبا فند ـ القصيدة.

(٢) البجدة : دخلة الأمر وباطنه يقال : هو عالم بجدة أمرك ، ومنه يقال : هو ابن بجدتها للعالم بالشيء المتقن له المميزّ له ، وكذلك يقال : للدليل الهادي الخرّيت.

١١٨

فقال عمر : هلا تنشدني من شعره أبياتاً نستدل بها على قولك فيه؟

قال : نعم ، مدح قوماً من غطفان يقال لهم بنو سنان ، فقال :

هل في تذكّر أيام الصبا فند (١)

أم هل لما فات من أيامه رددُ

أم هل يلامنَّ باكٍ هاج عبرته

بالحجر إذ شفّه الوجدُ الذي يجد (٢)

أوفى على شرفٍ نشزٍ فأزعجه

قلبٌ إلى آل سلمى تائقٌ كمدُ (٣)

متى ترى دار حيّ عهدنا بهمُ

حيثُ التقى الغور من نعمان والنجد (٤)

لهم هوىً من هوانا ما يقرّبنا

ماتت على قربه الأحشاء والكبد

إني لما استودعتني يوم ذي غُذُمٍ

راعٍ إذا طال بالمستودع الأمد (٥)

إن تمس دارهمُ عنا مباعدة

فما الأحبةُ إلا هم وإن بعدوا

يا صاحبيّ انظرا والغور دونكما

هل يبدونَّ لنا فيما نرى الجمد (٦)

هيهات هيهات من نجد وساكنه

من قد أتى دونه البغثاء والثمدُ (٧)

____________________

(١) فند : الخطأ في القول والرأي.

(٢) شفّه : براه وأسقمه ، الوجد : الحبّ الشديد.

(٣) شرف : المكان العالي ، النشر : المرتفع.

(٤) الغور : ما انهبط من الأرض ، ضد النجد وهو ما ارتفع ، جمعه أنجد وأتجاه ونجاد ونجود ونجد.

(٥) ذوغذم بضمتين موضع من نواحي المدينة.

(٦) الجمدُ : بضمتين جبل لبني نصر بنجد.

(٧) البغثاء : أخلاها الناس ، ولعل الأبغث موضع ذو رمل وحجارة كما في تاج العروس وقد أهمله ياقوت ، والمد : الماس القليل الذي لا مادة له ، ولعل البغثاء والثمد موضعان بعينهما.

١١٩

 

إلى ابن سلمى سنان وابنه هرمٍ

تخبو باقتادها عيدية تخدُ (١)

في مسبطر تباري في أزمّتها

فتل المرافق في اعناقها قود (٢)

معصوصبات ببادرن النجاءبنا

إذا ترامت بها الديمومة الجدد (٣)

عوم القوادس قفّى الأردمون بها

إذا ترامى بها المغلولب الزبدُ (٤)

بفتية كسيوف الهند يبعثهم

همٌ فكلهم ذوحاجة يقد (٥)

منّهمُ السيرُ فانئآدت سوالفهم

وما بأعناقهم إلا الكرى أود (٦)

إني لأبعثهم والليل مطرق

ولم يناموا سوى إن قلت قد هجدوا (٧)

إلى مطايا لهم حدبٍ عرائكها

وقد تحلل من أصلابها القحدُ (٨)

____________________

(١) تخبو : تسرع ، والاقتاد : خشب الرجل أو جميع أدواته ، وعيدية : منسوبة إلى فحل منجب يقال له عيد ، تنسب إليه كرام النجائب ، وتخد : تسرع ، والوخد : سعة الخطو.

(٢) المسبطر : الممتد ، واسبطرت الأبل : أسرعت ، وفتل المرافق ذو الفتل وهو الاندماج والقود في العنق : الطول.

(٣) اعصوصبت الابل جدت في السير ، والنجا : السرعة ، والديمومة : الفلاة الواسعة أو المغازة التي لاماء فيها لبعدها ، والجدد : الأرض الغليظة المستوية.

(٤) عوم : سبح ، والقوادس ج قادس : السفينة العظيمة ، الأردمون ج أردم : وهو الملاح الحاذق ، الغلولب : العشب المتكاثر : ولعل المراد البحر المتلاطم بالزبد الكثير.

(٥) يقدُ : يشتعل كناية عن بعد الهمة في طلب الحاجة.

(٦) منهم السير : قطعهم وأعياهم ، انئادت انعطفت ، وسوالفهم : صفحة أعناقهم ، والأود إلاعوجاج.

(٧) الهجود : من الأضداد : نام بالليل وسهر بالليل ومنه المنهجد بالعبادة.

(٨) الحُدب من الأبل : البارزة الهزال ، والعرائك : الأسنمة ، تحلل : ذاب ، أصلابها : ظهورها والمقحدة : أصلا السنام. ولعل القحد هنا جمع القحدة بحذف التاء.

١٢٠