مستدرك الوسائل - ج ١٣

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٣

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

٧ ـ ( باب وجوب الزهد في الحرام دون الحلال )

[ ١٤٦١٨ ] ١ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن بعض اصحابنا ، رفعه عن هشام بن الحكم ، عن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) انه قال في حديث : « يا هشام ، ان العقلاء تركوا فضول الدنيا ، فكيف الذنوب !؟ وترك الدنيا من الفضل ، وترك الذنوب من الفرض » .

[ ١٤٦١٩ ] ٢ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، في كلام له : « وكذلك المرء المسلم البريء من الخيانة ، ينتظر من الله احدى الحسنيين : امّا داعي الله فما عند الله خير له ، وامّا رزق الله فاذا هو ذو اهل ومال ، ومعه دينه وحسبه ، ان المال والبنين حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة ، وقد يجمعهما الله لاقوام » .

[ ١٤٦٢٠ ] ٣ ـ أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص : عن ابراهيم بن عمر ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « ما اعطى الله عبداً ثلاثين ألفاً وهو يريد به خيراً » وقال : ما جمع رجل (١) عشرة آلاف من حلّ ، وقد جمعهما (٢) الله لاقوام ، اذا اعطوا القريب ، ورزقوا العمل الصالح ، وقد جمع الله لقوم الدنيا والآخرة » .

[ ١٤٦٢١ ] ٤ ـ وعن المفضل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « المال اربعة آلاف ، واثنا عشر ألف كنز ، ولم يجتمع عشرون ألفاً من حلال ، وصاحب ثلاثين

_________________________

الباب ٧

١ ـ الكافي ج ١ ص ١٤ .

٢ ـ نهج البلاغة ج ١ ص ٥٦ خطبة ٢٢ .

٣ ـ كتاب التمحيص ص ٥٠ ح ٨٧ .

(١) في المصدر زيادة : قط .

(٢) في المصدر : جمعها .

٤ ـ المصدر السابق ص ٥٠ ح ٨٨ .

٢١
 &

ألف (١) هالك ، وليس من شيعتنا من يملك مائة ألف » .

[ ١٤٦٢٢ ] ٥ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من اكتسب مالاً من غير حلّه ، كان رائده الى النار » .

[ ١٤٦٢٣ ] ٦ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) انه قال : « قال الله عزّ وجلّ : من لم يبال من أي باب اكتسب الدينار والدرهم ، لم أُبال يوم القيامة من أي ابواب النار ادخلته » .

[ ١٤٦٢٤ ] ٧ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي : أبان ، عن سليم قال : سمعت علياً ( عليه السلام ) ، يقول : « منهومان لا يشبعان ، منهوم في الدنيا لا يشبع [ منها ] (١) ومنهوم في العلم لا يشبع منه ، فمن اقتصر في الدنيا على ما احلّ الله له سلم ، ومن تناولها من غير حلّها هلك ، الّا ان يتوب ويراجع ، ومن اخذ العلم من اهله وعمل به نجا ، ومن أراد به الدنيا هلك ، وهو حظّه » .

وباقي اخبار الباب ، قد تقدم في ابواب ( جهاد النفس ) .

٨ ـ ( باب استحباب العمل باليد )

[ ١٤٦٢٥ ] ١ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، في قول الله تبارك وتعالى : ( وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ ) (١) قال : « اغنى كلّ انسان بمعيشته ، وأرضاه

_________________________

(١) في المصدر : الثلاثين ألفاً .

٥ ـ الإِختصاص ص ٢٤٩ .

٦ ـ نفس المصدر ص ٢٤٩ .

٧ ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٦١ .

(١) أثبتناه من المصدر .

الباب ٨

١ ـ الجعفريات ص ١٧٩ .

(١) النجم ٥٣ الآية ٤٨ .

٢٢
 &

بكسب يده » .

[ ١٤٦٢٦ ] ٢ ـ الشيخ الطبرسي في اعلام الورى : عن ابن جمهور العمي في كتاب الواحدة قال : حدث اصحابنا : ان محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ( عليه السلام ) ، قال لابي عبد الله ( عليه السلام ) : والله اني لاعلم منك ، واسخى منك ، واشجع منك ، فقال : « امّا ما قلت : انك اعلم منّي ، فقد اعتق جدي وجدّك الف نسمة من كدّ يده ، فسمّهم لي ، وان احببت ان اسميهم لك الى آدم فعلت » ، الخبر .

[ ١٤٦٢٧ ] ٣ ـ وفي مجمع البيان : روي انهم ـ يعني الحواريين ـ اتبعوا عيسى ( عليه السلام ) ، وكانوا اذا جاعوا قالوا : يا روح الله جعنا ، فيضرب بيده على الأرض ـ سهلاً كان أو جبلاً ـ فيخرج لكلّ انسان منهم رغيفين يأكلهما ، فاذا عطشوا قالوا : يا روح الله عطشنا ، فيضرب بيده على الأرض ـ سهلاً كان أو جبلاً ـ فيخرج ماء فيشربون ، قالوا : يا روح الله ، من افضل منّا ؟ اذا شئنا اطعمتنا ، واذا شئنا سقيتنا ، وقد آمنّا بك واتبعناك ، قال : افضل منكم من يعمل بيده ، ويأكل من كسبه ، فصاروا يغسلون الثياب بالكراء » .

[ ١٤٦٢٨ ] ٤ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ولقد كان في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كاف لك في الاسوة ـ الى ان قال ـ وان شئت ثلّثت بداود صاحب المزامير وقارىء أهل الجنة ، فلقد كان يعمل سفائف (١) الخوص بيده ، ويقول لجلسائه : أيّكم يكفيني بيعها ؟ ويأكل قرص الشعير من ثمنها » .

[ ١٤٦٢٩ ] ٥ ـ جامع الأخبار : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) انه قال : « من اكل من كدّ يده مرّ على الصراط كالبرق الخاطف » .

_________________________

٢ ـ إعلام الورى ص ٢٨٠ .

٣ ـ مجمع البيان ج ١ ص ٤٤٨ .

٤ ـ نهج البلاغة ج ٢ ص ٧٣ خطبة ١٥٥ .

(١) السفائف : واحدتها سفيفة ، وهي ما ينسج من خوص النخل وغيره ( لسان العرب ـ سفف ـ ج ٩ ص ١٥٣ ) .

٥ ـ جامع الأخبار ص ١٦٣ .

٢٣
 &

[ ١٤٦٣٠ ] ٦ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « من اكل من كدّ يده حلالاً ، فتح له أبواب الجنّة يدخل من ايّها شاء » .

[ ١٤٦٣١ ] ٧ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « من أكل من كدّ يده ، نظر الله إليه بالرحمة ، ثم لا يعذّبه أبداً » .

[ ١٤٦٣٢ ] ٨ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) انه قال : « من اكل من كدّ يده ، يكون (١) يوم القيامة في عداد الأنبياء ، ويأخذ ثواب الأنبياء » .

[ ١٤٦٣٣ ] ٩ ـ القطب الراوندي في قصص الأنبياء : باسناده الى الصدوق ، عن محمد ابن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن ابراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة ، عن عامر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ان الله عزّ وجلّ حين أهبط آدم ( عليه السلام ) من الجنّة ، امره ان يحرث بيده ، فيأكل من كدّها بعد نعيم الجنّة » . الخبر .

ورواه العياشي في تفسيره : عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، مثله (١) .

[ ١٤٦٣٤ ] ١٠ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن سعيد بن جبير قال : سئل النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : اي كسب الرجل اطيب ؟ قال : « عمل الرجل بيده ، وكل بيع مبرور » .

_________________________

٦ ـ جامع الأخبار ص ١٦٣ .

٧ ـ المصدر السابق ص ١٦٣ .

٨ ـ المصدر السابق ص ١٦٣ .

(١) في المصدر : كان .

٩ ـ قصص الأنبياء ص ١٩ .

(١) تفسير العياشي ج ١ ص ٤٠ ح ٢٤ .

١٠ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٠ .

٢٤
 &

ورواه الطبرسي في مجمع البيان ، مثله ، وفيه : سعيد بن عمير (١) .

[ ١٤٦٣٥ ] ١١ ـ العياشي في تفسيره : عن سيف ، عن نجم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « ان فاطمة ( عليها السلام ) ضمنت لعلي ( عليه السلام ) عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت ، وضمن لها علي ( عليه السلام ) ما كان خلف الباب ، نقل الحطب وان يجيء بالطعام » .

[ ١٤٦٣٦ ] ١٢ ـ الحسن بن أبي الحسن الديلمي في ارشاد القلوب : وروي انه ـ يعني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ لمّا (١) كان (٢) يفرغ من الجهاد ، يتفرّغ لتعليم الناس ، والقضاء بينهم ، فاذا فرغ من ذلك اشتغل في حائط له يعمل فيه بيديه ، وهو مع ذلك ذاكر لله تعالى .

[ ١٤٦٣٧ ] ١٣ ـ دعائم الاسلام : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه كان يعمل بيده ويجاهد في سبيل الله ـ الى ان قال ـ واقام على الجهاد ايام حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنذ قام بأمر الناس الى ان قبضه [ الله ] (١) إليه (٢) ، وكان يعمل في ضياعه ما بين ذلك ، فاعتق ألف مملوك كلّ (٣) من كسب يده .

[ ١٤٦٣٨ ] ١٤ ـ وعنه ( عليه السلام ) انه قال : « ينبغي للمسلم ان يلتمس الرزق حتى تصيبه (١) الشمس » .

_________________________

(١) مجمع البيان ج ١ ص ٣٨٠ .

١١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ١٧١ ح ٤١ .

١٢ ـ إرشاد القلوب ص ٢١٨ .

(١) ليس في المصدر .

(٢) في المصدر زيادة : اذا .

١٣ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٠٢ ح ١١٣٣ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) ليس في المصدر .

(٣) في المصدر : كلّهم .

١٤ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ١٤ ح ٣ .

(١) في المصدر : يصيبه حرّ .

٢٥
 &

٩ ـ ( باب استحباب الغرس والزرع ، وسقي الطلح والسدر )

[ ١٤٦٣٩ ] ١ ـ جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : سأله رجل وانا عنده ، فقال : جعلت فداك ، اسمع قوماً يقولون : ان الزراعة مكروهة ، فقال : « ازرعوا واغرسوا ، والله ما عمل الناس عملاً اجلّ ولا اطيب منه ، والله ليزرعنّ الزرع وليغرسن الغرس بعد خروج الدجال » .

[ ١٤٦٤٠ ] ٢ ـ وعنه ( عليه السلام ) عن أبيه ( عليه السلام ) قال : « ما في الأعمال شيء احبّ الى الله تعالى من الزراعة ، وما بعث الله نبيّاً الّا زارعاً ، الّا ادريس فانه كان خياطاً » .

[ ١٤٦٤١ ] ٣ ـ وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « كان أبي يقول : خير الأعمال زرع يزرعه فيأكل منه البرّ والفاجر ، امّا البرّ فما اكل منه وشرب يستغفر له ، وامّا الفاجر فما اكل منه من شيء يلعنه (١) ، ويأكل منه السباع والطير » .

[ ١٤٦٤٢ ] ٤ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوماً في بستان ام معبد ، فقال : « هذه الغروس غرسها كافر أو مسلم ؟ » فقالت : يا رسول الله غرسها مسلم ، فقال : « ما من مسلم يغرس غرساً ، يأكل منه انسان أو دابة أو طير ، الّا ان يكتب له صدقة الى يوم القيامة » .

_________________________

الباب ٩

١ ـ الغايات ص ٨٨ .

٢ ـ المصدر السابق ص ٧٠ .

٣ ـ المصدر السابق ص ٧٣ .

(١) في المصدر : لعنه .

٤ ـ تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٤٧٠ .

٢٦
 &

١٠ ـ ( باب استحباب الاجمال في طلب الرزق ، ووجوب الاقتصار على الحلال دون الحرام )

[ ١٤٦٤٣ ] ١ ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع ، فقال : أيّها الناس ، انه والله ما من شيء يقرّبكم من الجنّة ويباعدكم من (١) النار ، الّا وقد امرتكم به ، وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من (٢) الجنّة ، الّا وقد نهيتكم عنه ، وان الروح الأمين قد نفث في روعي ، انه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله واجملوا في الطلب ، ولا يحملن احدكم استبطاء شيء من الرزق ان يطلبه بغير حق ، فانه لا يدرك شيء مما عند الله الا بطاعته » .

[ ١٤٦٤٤ ] ٢ ـ الجعفريات : أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من سرّه أن يستجاب دعوته فليطيب كسبه (١) » .

[ ١٤٦٤٥ ] ٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « اتق في طلب الرزق ، واجمل في الطلب ، واخفض في الكسب (١) ، واعلم ان الرزق رزقان : فرزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فامّا الذي تطلبه فاطلبه من حلال ، فان اكله حلال ان طلبته في (٢) وجهه ، والّا

_________________________

الباب ١٠

١ ـ كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٣ .

(١ ، ٢) في المصدر : عن .

٢ ـ الجعفريات ص ٢٢٤ .

(١) في المصدر : مكسبه .

٣ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٢٢ ، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٣١ ح ٥٧ .

(١) في المصدر : المكتسب .

(٢) في المصدر : من .

٢٧
 &

اكلته حراماً ، وهو رزقك لا بدّ لك من اكله » .

[ ١٤٦٤٦ ] ٤ ـ أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص : عن الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : (١) الا انّ الروح الامين نفث في روعي ، انه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله واجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق ، ان تطلبوه بشيء من معصية الله ، فان الله تعالى لا ينال ما عنده الّا بطاعته ، قد قسم الارزاق بين خلقه (٢) فمن هتك حجاب الستر ، وعجّل فاخذه من غير حلّه ، قص به من رزقه الحلال ، وحوسب عليه يوم القيامة » .

[ ١٤٦٤٧ ] ٥ ـ وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « لو كان العبد في ( جحر لأتاه ) (١) رزقه ، فاجملوا في الطلب » .

[ ١٤٦٤٨ ] ٦ ـ نهج البلاغة : قال ( عليه السلام ) : « خذ من الدنيا ما اتاك ، وتول عمّا يتولّى (١) عنك ، فان انت لم تفعل فاجمل في الطلب » .

[ ١٤٦٤٩ ] ٧ ـ السيد علي بن طاووس في كشف المحجة : نقلاً عن رسائل الكليني ، باسناده عنه ( عليه السلام ) انه قال في وصيّته لولده الحسن ( عليه السلام ) : « فاعلم يقيناً انك لن تبلغ املك ولا تعدو اجلك ، فانك في سبيل من كان قبلك ،

_________________________

٤ ـ كتاب التمحيص ص ٥٢ ح ١٠٠ .

(١) في المصدر زيادة : في حجة الوداع .

(٢) في المصدر زيادة : حلالاً ولم يقسمها حراماً فمن اتقى الله عز وجل وصبر آتاه الله برزقه من حلّه .

٥ ـ المصدر السابق ص ٥٣ ح ١٠٣ .

(١) في الطبعة الحجرية : « حجرة أتاه » وما أثبتناه من المصدر ، والجحر : هو ما تحفره الدواب والسباع لتسكنه . « لسان العرب ـ جحر ـ ج ٤ ص ١١٧ » .

٦ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٤٨ رقم ٣٩٣ .

(١) في المصدر : تولى .

٧ ـ كشف المحجة ص ١٦٦ .

٢٨
 &

فخفّض في الطلب ، واجمل في المكسب ، فانه ربّ (١) طلب قد جرّ الى حرب ، وليس كلّ طالب بناج ، ولا كلّ مجمل بمحتاج ، واكرم نفسك عن دنية وان ساقتك الى الرغب (٢) ، فانك لن تعتاض (٣) بما تبذل شيئاً من دينك وعرضك بثمن وان جلّ ـ الى ان قال ـ ما خير بخير لا ينال الّا بشرّ ، ويسر لا ينال الّا بعسر » .

[ ١٤٦٥٠ ] ٨ ـ البحار ، عن اعلام الدين للديلمي : عن أبي محمد الحسن العسكري ( عليه السلام ) انه قال : « ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك ، فان لكل يوم رزقاً جديداً ، واعلم ان الالحاح في المطالب ، يسلب البهاء ويورث التعب والعناء ، فاصبر حتى يفتح الله لك باباً يسهل الدخول فيه ، فما اقرب الصنع الى الملهوف ، والامن من الهارب المخوف ، فربّما كانت الغير نوع ادب من الله ، والحظوظ مراتب ، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك ، وانّما تنالها في اوانها ، واعلم ان المدبر لك اعلم بالوقت الذي يصلح حالك ، ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها ، فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط » .

[ ١٤٦٥١ ] ٩ ـ وعن ابن ودعان باسناده عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « أيّها الناس ، ان الرزق مقسوم ، لن يعدو امرؤ ما قسم له فاجملوا في الطلب ، وانّ العمر محدود لن يتجاوز احد ما قدر له ، فبادروا قبل نفاذ الأجل والاعمال المحصيّة » .

[ ١٤٦٥٢ ] ١٠ ـ وعن ابن عمر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « ليس شيء يباعدكم من النار الا وقد ذكرته لكم ، ولا شيء يقربكم من الجنة الا وقد دللتكم عليه ، ان روح القدس نفث في روعي ، انه لن يموت عبد منكم حتّى

_________________________

(١) في المصدر : ربما .

(٢) في المصدر : الرغائب .

(٣) في المصدر : تعارض .

٨ ـ البحار ج ٧٨ ص ٣٧٨ ح ٤ ، عن اعلام الدين ص ٩٩ .

٩ ـ المصدر السابق ج ٧٧ ص ١٧٩ ح ١٢ ، عن اعلام الدين ص ١٠٧ .

١٠ ـ المصدر السابق ج ٧٧ ص ١٨٥ ح ٣١ عن اعلام الدين ص ١٠٩ .

٢٩
 &

يستكمل رزقه ، فاجملوا في الطلب ، فلا يحملنكم استبطاء الرزق على ان تطلبوا شيئاً من فضل الله بمعصيته ، فانه لا ينال ما عند الله الّا بطاعته ، الا وانّ لكل امرىء رزقاً هو يأتيه لا محالة ، فمن رضي به بورك له فيه ووسعه ، ومن لم يرض به لم يبارك له فيه ولم يسعه ، ان الرزق ليطلب الرجل كما يطلبه اجله » .

[ ١٤٦٥٣ ] ١١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن اسماعيل بن كثير ، رفع الحديث الى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قال : لما نزلت هذه الآية : ( وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ ) (١) قال : فقال أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : ما هذا الفضل ؟ أيّكم يسأل رسول الله صلّى الله عليه وآله عن ذلك ؟ قال : فقال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « انا أسأله ، فسأله عن ذلك الفضل ما هو ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ان الله تعالى خلق خلقه وقسم لهم ارزاقهم من حلّها ، وعرض لهم بالحرام ، فمن انتهك حراماً ، نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام ، وحوسب به » .

[ ١٤٦٥٤ ] ١٢ ـ وعن ابراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، انه قال : « ليس من نفس الّا وقد فرض الله لها رزقاً حلالاً يأتيها في عافية ، وعرض لها بالحرام من وجه آخر ، فان هي تناولت من الحرام شيئاً ، قاصّها به من الحلال الذي فرض الله لها ، وعند الله سواهما فضل كثير » .

[ ١٤٦٥٥ ] ١٣ ـ أبو القاسم الكوفي في كتاب الاخلاق : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) انه قال في خطبته : « أيها الناس ، ما علمت شيئاً يقربكم الى الجنّة ويباعدكم من النار الّا وقد امرتكم به ، وما علمت شيئاً يقربكم الى النار ويباعدكم من الجنّة الّا وقد نهيتكم عنه ، الا ولا تموت نفس الّا وتستكمل ما كتب الله لها من الرزق ، فاتقوا الله واجملوا في الطلب ، ولا يحملن احدكم استبطاء رزقه على ان يتناول ما

_________________________

١١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٩ ح ١١٦ .

(١) النساء ٤ الآية ٣٢ .

١٢ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٢٣٩ ح ١١٨ .

١٣ ـ كتاب الأخلاق : مخطوط .

٣٠
 &

لا يحلّ له ، فانه لا ينال ما عند الله الّا بطاعته والكفّ عن محارمه » .

[ ١٤٦٥٦ ] ١٤ ـ في مجموعة الشيخ الجباعي : نقلاً من خطّ الشهيد ، من كتاب التجارة للحسين بن سعيد ، عن ابراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « ليس من نفس الّا و (١) فرض الله لها رزقاً حلالاً يأتيها في عافية ، وعرض لها بالحرام من وجه آخر ، فان هي تناولت شيئاً من الحرام ، قاصّها به من الحلال الذي فرض لها ، وعند الله سواهما فضل كثير ، وهو قوله تعالى : ( وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ ) (٢) » .

[ ١٤٦٥٧ ] ١٥ ـ كتاب العلاء بن رزين : عن أبي حمزة ومحمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : وان (١) الروح الأمين نفث في روعي ، انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق ، ان تطلبوا ما عند الله من معاصيه ، فلا ينال ما عند الله الّا بالطاعة » .

[ ١٤٦٥٨ ] ١٦ ـ القطب الراوندي في لبّ اللباب : عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) انه قال : « لو انّ عبداً هرب من رزقه ، لاتبعه رزقه حتى يدركه ، كما ان الموت يدركه » .

[ ١٤٦٥٩ ] ١٧ ـ واهدي الى النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثة طيور ، فاطعم أهله طائراً ، فلما كان من الغد اتته به ، فقال لها : الم انهك ان ترفعي شيئاً لغد ، فان الله يرزق كلّ غد ، الرزق مقسوم يأتي ابن آدم على ايّ سيرة شاء ، ليس لتقوى متقٍ بزائد ، ولا لفجور فاجر بناقص ، وان شرهت نفسه وهتك الستر ، لم ير

_________________________

١٤ ـ مجموعة الشهيد ص ٢٠٨ .

(١) في المصدر : وقد .

(٢) النساء ٤ الآية ٣٢ .

١٥ ـ كتاب العلاء بن رزين ص ١٥٣ .

(١) ليس في المصدر .

١٦ ، ١٧ ـ لب اللباب : مخطوط .

٣١
 &

فوق رزقه » .

[ ١٤٦٦٠ ] ١٨ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « لو انّكم توكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير » .

[ ١٤٦٦١ ] ١٩ ـ وعنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : « من طلب الدنيا حلالاً مكاثراً مفاخراً مرائياً ، لقي الله يوم يلقاه وهو عليه غضبان » .

[ ١٤٦٦٢ ] ٢٠ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال : « الرزق ( يسعى الى ) (١) من لا يطلبه » .

وقال ( عليه السلام ) : « الارزاق لا تنال بالحرص والمغالبة (٢) » (٣) .

وقال ( عليه السلام ) : « اجملوا في الطلب ، فكم من حريص خائب ، ومجمل لم يخب » (٤) .

وقال ( عليه السلام ) : « ذلّل نفسك بالطاعة (٥) ، وحلها بالقناعة ، وخفّض في الطلب ، وأجمل في المكتسب » (٦) .

وقال ( عليه السلام ) : « رزقك يطلبك فارح نفسك من طلبه » (٧) .

وقال ( عليه السلام ) : « سوف يأتيك اجلك فاجمل في الطلب ، سوف يأتيك ما قدر لك فخفّض في المكتسب » (٨) .

_________________________

١٨ ـ ١٩ ـ لبّ اللباب : مخطوط .

٢٠ ـ غرر الحكم ج ١ ص ٥٢ ح ١٤٤٩ .

(١) في المصدر : يطلب .

(٢) في المصدر : والمطالبة .

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٥٢ ح ١٤٥٣ .

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ١٣٥ ح ٦١ .

(٥) في المصدر : الطاعات .

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٤٠٧ ح ٤٠ .

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٢ ح ٢٨ .

(٨) نفس المصدر ج ١ ص ٤٣٤ ح ٣٦ ، ٣٧ .

٣٢
 &

وقال ( عليه السلام ) : « ستّة يختبر بها دين الرجل ـ الى ان قال ـ والاجمال في الطلب » (٩) .

وقال ( عليه السلام ) : « عجبت لمن علم ان الله قد ضمن الأرزاق وقدّرها ، وان سعيه لا يزيده فيما قدّر له منها ، وهو حريص دائب في طلب الرزق » (١٠) .

وقال ( عليه السلام ) : « لكلّ رزق سبب فاجملوا في الطلب » (١١) .

وقال ( عليه السلام ) : « لن يفوتك ما قسم لك فاجمل في الطلب ، لن تدرك ما زوي عنك فاجمل في المكتسب » (١٢) .

وقال ( عليه السلام ) : « ليس كلّ مجمل بمحروم » (١٣) .

١١ ـ ( باب استحباب الاقتصاد في طلب الرزق )

[ ١٤٦٦٣ ] ١ ـ الصدوق في علل الشرائع : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد ابن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الربيع بن محمد ، عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) ، يقول : « ان الله عزّ وجلّ اوسع في ارزاق الحمقى لتعتبر العقلاء ، ويعلموا ان الدنيا لا تنال بالعقل ولا بالحيلة » .

[ ١٤٦٦٤ ] ٢ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن بعض اصحابنا ، رفعه عن هشام بن الحكم ، عن الكاظم ( عليه السلام ) قال : قال : « يا هشام ، ان العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة ، لانهم علموا ان الدنيا طالبة ومطلوبة ، والآخرة

_________________________

(٩) غرر الحكم ج ١ ص ٤٣٨ ح ٨٢ .

(١٠) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٩٦ ح ٣١ .

(١١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٧٩ ح ٤١ .

(١٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩١ ، ٥٩٢ ح ٣٧ ، ٣٨ .

(١٣) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٣ ح ١٦ .

الباب ١١

١ ـ علل الشرائع ص ٩٣ .

٢ ـ الكافي ج ١ ص ١٤ .

٣٣
 &

طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه ، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته ، يا هشام ، من أراد الغنى بلا مال ، وراحة القلب من الحسد ، والسلامة في الدين ، فليتضرع الى الله عزّ وجلّ في مسألته بان يكمل عقله ، فمن عقل قنع بما يكفيه ، ومن قنع بما يكفيه استغنى ، ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى ابداً » .

[ ١٤٦٦٥ ] ٣ ـ أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، انه قال : « من رضي باليسير من الرزق ، رضي الله منه باليسير من العمل » .

[ ١٤٦٦٦ ] ٤ ـ وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « الرزق رزقان : رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فان لم تأته أتاك » .

[ ١٤٦٦٧ ] ٥ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن محمد بن أحمد بن ثابت ، عن الحسن ابن محمد ، عن محمد بن زياد ، عن أبي أيوب ، عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) (١) : قال : « في دنياه » .

[ ١٤٦٦٨ ] ٦ ـ وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : « فيما وعظ به لقمان ابنه ، انه قال : يا بني ليعتبر من قصر يقينه وضعف تعبه (١) في طلب الرزق ، ان الله تعالى خلقه في ثلاثة احوال من رزقه ، وآتاه رزقه ولم يكن في واحدة منها كسب ولا

_________________________

٣ ـ كنز الفوائد ص ٢٩٠ ، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٢١ ح ١٥ .

٤ ـ المصدر السابق ص ٢٩٠ .

٥ ـ تفسير علي بن ابراهيم ج ٢ ص ٣٧٥ .

(١) الطلاق ٦٥ الآية ٢ ، ٣ .

٦ ـ بل في قصص الأنبياء ص ٢٠١ ، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٤١٤ ح ٥ وج ١٠٣ ص ٣٠ ح ٥٤ .

(١) جاء في هامش الطبعة الحجرية ما لفظه : « هكذا كان الأصل ولا يخفى سقمه والظاهر انه مصحف ( ثقته ) او ما يشبه هذا » .

٣٤
 &

حيلة ، ان الله سيرزقه في الحالة الرابعة ، أما أوّل ذلك فانه كان في رحم امه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث لا برد يؤذيه ولا حرّ ، ثم اخرجه من ذلك واجرى له من لبن امه (٢) يربيه من غير حول به ولا قوّة ، ثم فطم من ذلك فاجرى له من كسب ابويه برأفة ورحمة من قلوبهما ، حتى اذا كبر وعقل واكتسب ، ضاق به امره فظن الظنون بربّه ، وجحد الحقوق في ماله ، وقتر على نفسه وعياله ، مخافة الفقر » .

[ ١٤٦٦٩ ] ٧ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « يا بن آدم ، لا يكن اكبر همّك يومك الذي ان فاتك لم يكن من اجلك ، فان همّك يوم فان كلّ يوم تحضره يأتي الله فيه برزقك ، واعلم انك لن تكتسب شيئاً فوق قوتك الّا كنت فيه خازناً لغيرك ، تكثر في الدنيا به نصبك ، وتحظى به وارثك ، ويطول معه يوم القيامة حسابك ، فاسعد بمالك في حياتك ، وقدّم ليوم معادك زاداً يكون امامك ، فان السفر بعيد ، والموعد القيامة ، والمورد الجنّة أو النار » .

[ ١٤٦٧٠ ] ٨ ـ البحار ، عن الديلمي في اعلام الدين : عن الحسين ( عليه السلام ) انه قال لرجل : « يا هذا لا تجاهد في الرزق جهاد الغالب ، ولا تتكل على القدر اتكال مستسلم ، فان ابتغاء (١) الرزق من السنة ، والاجمال في الطلب من العفة ، وليس العفّة بمانعة رزقاً ، ولا الحرص بجالب فضلاً ، وان الرزق مقسوم ، والاجل محتوم (٢) ، واستعمال الحرص جالب (٣) المآثم » .

_________________________

(٢) جاء في هامش الطبعة الحجرية ما لفظه : « هكذا كان الأصل ، وفي المقام خلل ، ولعله سقطت كلمة ( ما ) بعد ( امه ) كما لا يخفى » .

٧ ـ تفسير العياشي : لم نعثر عليه في مظانه ، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٣١ ح ٥٨ .

٨ ـ البحار ج ١٠٣ ص ٢٧ ح ٤١ ، عن اعلام الدين ص ١٣٤ .

(١) في البحار : اتباع .

(٢) في البحار : مخترم .

(٣) في البحار : طلب .

٣٥
 &

ورواه أبو علي بن همام في كتاب التمحيص : عن جابر ، عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) مثله ، وفيه : « لا تجاهد الطلب جهاد العدو » وفي آخره : « واستعمال الحرص استعمال المآثم » (٤) .

[ ١٤٦٧١ ] ٩ ـ وعن الصادق ( عليه السلام ) ، انه قال : « اذا احبّ الله عبداً الهمه الطاعة ، والزمه القناعة ، وفقهه في الدين ، وقوّاه باليقين ، واكتفى بالكفاف ، واكتنى (١) بالعفاف ، واذا ابغض الله عبداً حبّب اليه المال ، وبسط له ، والهمه دنياه ، ووكله الى هواه ، فركب العناد ، وبسط الفساد ، وظلم العباد » .

[ ١٤٦٧٢ ] ١٠ ـ الشيخ المفيد في الامالي : عن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، رفعه قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : « قرّبوا على انفسكم البعيد ، وهوّنوا عليها الشديد ، واعلموا انّ عبداً وان ضعفت حيلته ووهنت مكيدته ، انه لن ينقص ممّا قدّر الله له ، وان قوي عبد (١) في شدة الحيلة وقوّة المكيدة ، انه لن يزاد على ما قدّر الله له » .

[ ١٤٦٧٣ ] ١١ ـ جامع الأخبار : عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) انه قال :

دع الحرص على الدنيا

وفي العيش فلا تطمع

ولا تجمع من المال

فلا تدري لمن تجمع

ولا تدري أفي ارضك

أم في غيرها تصرع

فان الرزق مقسوم

وكدّ المرء لا ينفع

فقير كلّ من يطمع

غنيّ كلّ من يقنع

_________________________

(٤) التمحيص : ٥٢ ح ٩٨ .

٩ ـ البحار ج ١٠٣ ص ٢٦ ح ٣٤ عن اعلام الدين ص ٨٨ .

(١) في المصدر : واكتسى .

١٠ ـ أمالي المفيد ص ٢٠٧ ح ٣٩ .

(١) ليس في المصدر .

١١ ـ جامع الأخبار ص ١٢٦ .

٣٦
 &

[ ١٤٦٧٤ ] ١٢ ـ محمد بن همام في كتاب التمحيص : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الدنيا دول ، فما كان لك منها أتاك على ضعفك ، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك ، ومن انقطع رجاؤه ممّا فات استراح بدنه ، ومن رضي بما رزقه الله قرّت عينه » .

[ ١٤٦٧٥ ] ١٣ ـ نهج البلاغة : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « الرزق رزقان : رزق تطلبه ، ورزق يطلبك ، فان لم تأته اتاك ، فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك ، كفاك كلّ يوم (١) ما فيه ، فان تكن السنة من عمرك ، فان الله تعالى جدّه (٢) سيؤتيك في كلّ غد جديد ما قسم لك ، وان لم تكن السنة من عمرك ، فما تصنع بالهم بما ليس لك ، ولن يسبقك الى رزقك طالب ، ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يبطىء عنك ما قد قدّر لك » .

وقال ( عليه السلام ) : (٣) « اعلموا (٤) يقيناً ان الله لم يجعل للعبد ، وان عظمت حيلته واشتدت طلبته وقويت مكيدته ، اكثر ممّا سمي له في الذكر الحكيم ، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلّة حيلته ، وبين ان يبلغ ما سمّي له في الذكر الحكيم ، والعارف لهذا العامل به ، اعظم الناس راحة في منفعة ، والتارك له الشاك فيه ، اعظم الناس شغلاً في مضرّة ، وربّ منعم عليه مستدرج بالنعمى ، وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ، فزد ايّها المستمع في شكرك ، وقصّر من عجلتك ، وقف عند منتهى رزقك » .

[ ١٤٦٧٦ ] ١٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) : « وليكن نفقتك على نفسك وعيالك

_________________________

١٢ ـ التمحيص ص ٥٣ ح ١٠٦ .

١٣ ـ نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٤٥ رقم ٣٧٩ .

(١) في المصدر زيادة : على .

(٢) ليس في المصدر .

(٣) نهج البلاغة ج ٣ ص ٢١٩ رقم ٢٧٣ .

(٤) في المصدر زيادة : علماً .

١٤ ـ فقه الرضا ( عليه السلام ) ص ٣٤ .

٣٧
 &

قصداً (١) ، فان الله تعالى يقول : ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ) (٢) والعفو : الوسط ، وقال الله : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ) (٣) الى آخره ، وقال العالم : ضمنت لمن اقتصد ان لا يفتقر » .

١٢ ـ ( باب استحباب الدعاء في طلب الرزق ، والرجاء للرزق من حيث لا يحتسب )

[ ١٤٦٧٧ ] ١ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن ابن الهذيل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « ان الله قسم الارزاق بين عباده ، وفضل (١) فضلاً كثيراً لم يقسمه بين احد ، قال الله : ( وَاسْأَلُوا اللَّـهَ مِن فَضْلِهِ ) (٢) » .

[ ١٤٦٧٨ ] ٢ ـ وعن محمد بن فضيل ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « اتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجل من اصحاب البادية ، فقال : يا رسول الله ، انّ لي بنين وبنات ، واخوة واخوات ، وبني بنين وبني بنات ، وبني اخوة وبني اخوات ، والمعيشة علينا خفيفة ، فان رأيت يا رسول الله ان تدعو الله ان يوسّع علينا ، قال : وبكى ، فرّق له المسلمون ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( مَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (١) من كفل بهذه الافواه المضمونة على الله رزقها ، صبّ الله عليه الرزق صبّاً كالماء المنهمر ، ان قليلاً فقليلاً وان كثيراً فكثيراً ، قال : دعا رسول

_________________________

(١) في المصدر : فضلاً .

(٢) البقرة ٢ الآية ٢١٩ .

(٣) الفرقان ٢٥ الآية ٦٧ .

الباب ١٢

١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٩ ح ١١٧ .

(١) في المصدر : وافضل

(٢) النساء ٤ الآية ٣٢ .

٢ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ١٣٩ ح ٣ .

(١) هود ١١ الآية ٦ .

٣٨
 &

الله ( صلى الله عليه وآله ) وامّن له المسلمون ، قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) فحدثني من رأى الرجل في زمن عمر ، فسأله عن حاله ، فقال : من احسن من ( حوله حالاً ) (٢) واكثرهم مالاً » .

[ ١٤٦٧٩ ] ٣ ـ عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، قال : « اذا غدوت في حاجتك بعد ان تصلي الغداة ، بعد التشهد فقل : اللهم اني غدوت ألتمس من فضلك كما امرتني ، فارزقني من فضلك رزقاً حلالاً طيباً ، وأعطني فيما ترزقني العافية ، تقول ذلك ثلاث مرات » .

قال : وسمعت جعفراً ( عليه السلام ) ، يملي على بعض التجار من أهل الكوفة ، في طلب الرزق ، فقال له : « صلّ ركعتين متى شئت ، فاذا فرغت من التشهد قلت : توجهت بحول الله وقوته ، بلا حول منّي ولا قوّة ، ولكن بحولك يا ربّ وقوّتك ، ابرأ اليك من الحول والقوّة الّا ما قوّيتني ، اللهم اني اسألك بركة هذا اليوم واسألك بركة أهله ، وأسألك ان ترزقني من فضلك رزقاً واسعاً حلالاً طيباً مباركاً ، تسوقه اليّ في عافية بحولك وقوتك ، وانا خافض في عافية ، تقول ذلك ثلاث مرات » .

[ ١٤٦٨٠ ] ٤ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الاخلاق : في طلب الرزق ، عن الصادق ( عليه السلام ) : « اللهم ان كان رزقي في السماء فانزله ، وان كان في الأرض فاظهره ، وان كان بعيداً فقربه ، وان كان قريباً فأعطنيه ، وان كان قد اعطيتنيه فبارك لي فيه ، وجنبني عليه المعاصي والردى » .

[ ١٤٦٨١ ] ٥ ـ القطب الراوندي في دعواته : عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : « من لم يسأل الله من فضله افتقر » .

_________________________

(٢) في المصدر : خوله حلالاً .

٣ ـ قرب الاسناد ص ٣ .

٤ ـ مكارم الاخلاق ص ٢٤٨ .

٥ ـ دعوات الراوندي ص ٥٠ ، وعنه في البحار ج ٩٥ ص ٢٩٦ ح ١١ .

٣٩
 &

ومن دعائهم ( عليهم السلام ) : « اللهم اني أسألك من فضلك الواسع الفاضل المفضل ، رزقاً واسعاً حلالاً طيباً ، بلاغاً للآخرة والدنيا ، هنيئاً مريئاً ، صبّا صبا ، من غير منّ من احد ، الّا سعة من فضلك ، وطيباً من رزقك ، وحلالاً من وسعك ، تغنيني به ، من فضلك أسأل ، ومن يدك الملأى أسأل ، ومن خيرتك اسأل ، يا من بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير » .

[ ١٤٦٨٢ ] ٦ ـ أحمد بن محمد بن فهد في عدّة الداعي : عن الصادق ( عليه السلام ) ، لطلب الرزق : « يا الله يا الله يا الله ، أسألك بحقّ من حقه عليك عظيم ، ان تصلّي على محمد وآل محمد ، وان ترزقني العمل بما علمتني من معرفة حقّك ، وان تبسط عليّ ما حظرت من رزقك » .

[ ١٤٦٨٣ ] ٧ ـ السيد علي بن طاووس في مهج الدعوات : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، انه قال : « من تعذّر عليه رزقه ، وتغلّقت عليه مذاهب المطالب في معاشه ، ثم كتب له هذا الكلام في رقّ ظبي ، أو قطعة من ادم ، وعلّقه عليه ، أو جعله في بعض ثيابه التي يلبسها فلم يفارقه ، وسع الله رزقه ، وفتح عليه أبواب المطالب في معاشه ، من حيث لا يحتسب :

اللهم لا طاقة لفلان بن فلان بالجهد ، ولا صبر له على البلاء ، ولا قوّة له على الفقر والفاقة ، اللهم فصلّ على محمد وآل محمد ، ولا تحظر على فلان بن فلان رزقك ، ولا تقتر عليه سعة ما عندك ، ولا تحرمه فضلك ، ولا تحرمه من جزيل قسمك ، ولا تكله الى خلقك ، ولا الى نفسه فيعجز عنها ، ويضعف عن القيام فيما يصلحه ويصلح ما قبله ، بل تفرّد بلم شعثه وتولّ كفايته ، وانظر اليه في جميع اموره ، فانك ان وكلته الى خلقك لم ينفعوه ، وان الجأته الى اقربائه حرموه ، وان اعطوه اعطوا قليلاً نكدا ، وان منعوه منعوا كثيراً ، وان بخلوا فهم للبخل أهل ، اللهم اغن فلان بن فلان من فضلك ، ولا تخله منه ، فانه مضطر

_________________________

٦ ـ عدة الداعي ص ٢٦٠ ح ٦ ، وعنه في البحار ج ٩٥ ص ٢٩٧ ح ١٢ .

٧ ـ مهج الدعوات ص ١٢٦ باختلاف يسير .

٤٠