مصدر التشريع عند مذهب الجعفريّة

محمّد باب العلوم

مصدر التشريع عند مذهب الجعفريّة

المؤلف:

محمّد باب العلوم


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز الأبحاث العقائدية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-5213-45-4
الصفحات: ١١٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

Description: F:Book-LibraryENDQUEUEMasdar-Tashrieimagesimage001.gif

١
٢

Description: F:Book-LibraryENDQUEUEMasdar-Tashrieimagesimage002.gif

٣
٤

دليل الكتاب

مقدّمة المركز ....................................................  ٩

تمهيد ..........................................................  ١٥

الباب الأوّل : المقدّمة ...........................................  ١٧

الخلفيّة ........................................................  ١٧

توضيح العنوان .................................................  ١٩

تحديد المسألة ...................................................  ٢١

دواعي البحث .................................................  ٢١

أهداف البحث .................................................  ٢٣

فوائد البحث ...................................................  ٢٤

منهاج البحث ..................................................  ٢٤

تبويب البحث .................................................  ٢٥

الباب الثاني : مذهب الجعفرية ...................................  ٢٧

الفصل الأول : نشأة الجعفرية وتطوّرها ...........................  ٢٧

معنى الشيعة والتشيّع ............................................  ٢٧

بذرة التشيّع ....................................................  ٢٩

٥

الصحابة والتشيّع ...............................................  ٣٣

سلمان الفارسي ................................................  ٣٤

أبو ذر الغفاري .................................................  ٣٦

عمّار بن ياسر ..................................................  ٣٧

مراحل التشيّع ..................................................  ٤٠

الفصل الثاني : إمامة أهل البيت عليهم‌السلام .............................  ٤٥

الأدلّة التي تشير إلى إتّباع مذهب أهل البيت عليهم‌السلام .................  ٤٥

تحديد هوية أهل البيت عليهم‌السلام .....................................  ٥١

الصلة بين الشيعة وأئمة أهل البيت عليهم‌السلام ..........................  ٥٨

سبب التسمية بـ " مذهب الجعفرية " ...........................  ٦١

الباب الثالث : مصدر التشريع الإسلامي ..........................  ٦٧

الفصل الأول : القرآن ..........................................  ٦٧

تعريف القرآن .................................................  ٦٧

جمع القرآن ....................................................  ٦٩

تحريف القرآن .................................................  ٧٧

الشيعة والقرآن .................................................  ٨٠

الفصل الثاني : السنّة النبوية ......................................  ٨٧

تعريف السنّة ..................................................  ٨٧

٦

تاريخ تدوين السنّة ..............................................  ٨٧

السنة النبوية عند الشيعة .........................................  ٩١

الشيعة والصحابة ...............................................  ٩٦

الصحابة في صلح الحديبية ......................................  ١٠٠

أم المؤمنين عائشة .............................................  ١٠٢

الباب الرابع : النتيجة .........................................  ١٠٧

الاقتراحات ..................................................  ١٠٩

الاختتام ......................................................  ١١٠

مصادر البحث ...............................................  ١١١

٧
٨



مقدّمة المركز

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة على خاتم

المرسلين محمّد وآله الغرّ الميامين

من الثوابت المسلّمة في عملية البناء الحضاري القويم ، استناد الأُمّة إلى قيمها السليمة ومبادئها الأصيلة ، الأمر الذي يمنحها الإرادة الصلبة والعزم الأكيد في التصدّي لمختلف التحدّيات والتهديدات التي تروم نخر كيانها وزلزلة وجودها عبر سلسلة من الأفكار المنحرفة والآثار الضالة باستخدام أرقى وسائل التقنية الحديثة.

وإن أنصفنا المقام حقّه بعد مزيد من الدقّة والتأمّل ، نلحظ أنّ المرجعية الدينية المباركة كانت ولا زالت هي المنبع الأصيل والملاذ المطمئن لقاصدي الحقيقة ومراتبها الرفيعة ، كيف ؟! وهي التي تعكس تعاليم الدين الحنيف وقيمه المقدّسة المستقاة

٩

من مدرسة آل العصمة والطهارة عليهم‌السلام بأبهى صورها وأجلى مصاديقها.

هذا ، وكانت مرجعية سماحة آية الّه العظمى السيّد علي الحسيني السيستاني ـ مدّ ظلّه ـ هي السبّاقة دوماً في مضمار الذبّ عن حمى العقيدة ومفاهيمها الرصينة ، فخطت بذلك خطوات مؤثّرة والتزمت برامج ومشاريع قطفت وستقطف أينع الثمار بحول الله تعالى.

ومركز الأبحاث العقائدية هو واحد من المشاريع المباركة الذي أُسس لأجل نصرة مذهب أهل البيت عليهم‌السلام وتعاليمه الرفيعة.

ولهذا المركز قسم خاص يهتم بمعتنقي مذهب أهل البيت عليهم‌السلام على مختلف الجهات ، التي منها ترجمة ما تجود به أقلامهم وأفكارهم من نتاجات وآثار ـ حيث تحكى بوضوح عظمة نعمة الولاء التي مَنّ الله سبحانه وتعالى بهم عليهم ـ إلى مطبوعات توزّع في شتىٰ أرجاء العالم.

وهذا المؤلَّف « مصدر التشريع عند مذهب الجعفرية » الذي يصدر ضمن « سلسلة الرحلة إلى الثقلين » مصداق حيّ وأثر عملي بارز يؤكّد صحة هذا المدعى.

على أنّ الجهود مستمرة في تقديم يد العون والدعم قدر المكنة لكلّ معتنقي المذهب الحقّ بشتى الطرق والأساليب ،

١٠

مضافاً إلى استقراء واستقصاء سيرة الماضين منهم والمعاصرين وتدوينها في « موسوعة من حياة المستبصرين » التي طبع منها عدّة مجلّدات لحدّ الآن ، والباقي تحت الطبع وقيد المراجعة والتأليف ، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يتقبّل هذا القليل بوافر لطفه وعنايته.

ختاماً نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكلّ من ساهم في إخراج هذا الكتاب, ونخصّ بالذكر الأخ الكريم الشيخ عبد الله الخزرجي ، الذي قام بمراجعة هذا الكتاب وتصحيحه.

محمّد الحسّون

مركز الأبحاث العقائدية

١٤ رجب ١٤٢٨ هـ

Site aqaed.com / Mohammad

Muhammad@aqaed.com

١١
١٢



مصدر التشريع

عند مذهب الجعفرية

بحث جامعي

للحصول على درجة الليسانس

في الشريعة

قدّمه :

محمّد باب العلوم

رقم دفتر القيد : ١٧٣١٢٣٠٧

جامعة دار السلام الإسلامية

كونتور فونوروكو إندونيسيا

كلية الشريعة

قسم مقارنة المذاهب والأحكام

٢٠٠١ / ١٤٢٢

١٣
١٤



تمهيد

إنّ وجود الشيعة الإمامية الاثني عشرية في وسط الأمّة المحمّدية لأمرٌ واقعٌ لايمكن نفيه ، كما أنّ للشيعة دوراً كبيراً في بناء الثقافة الإسلامية ، ومع هذا نرىٰ الحملة السيّئة ضدّ الشيعة من قبل بعض إخوانهم في الدين متّهمين إياهم بتحريف القرآن أو الشكّ في نبوّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسبب موقفهم تجاه السنة النبوية المخالف لوجهة نظرهم.

وإنّها لمثيرة حقّاً انتباه كلّ من يغار على دين الله. ولا سبيل إلى التخلّي عن هذه الظاهرة السلبية التي أدّت إلى تفكّك الصفوف الإسلامية ، إلاّ بمعرفة آراء الشيعة في القرآن والسنة النبوية كمصدر التشريع الأساسي بإجماع المسلمين على اختلاف مذاهبهم وتشتّت فرقهم.

ويتجلّى في صفحات البحث أنّ الشيعة يدينون بأصالة القرآن الكريم ، وأنّه اليوم على نفس الهيئة التي أنزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وأمّا رفض الشيعة لكثير ما في الصحاح الستّة لا يقصد به

١٥

رفض السنّة النبوية ، وإنّما الرفض لرجال سندها ، فلا لوم عليهم أن يقفوا هذا الموقف بسبب الخلفيّة التاريخية اللارحمانية عليهم.

كما تجلّى أيضاً أنّ الشيعة لا تعتقد بعقيدة ما إلاّ ولها مصدر متسالم في كتب إخوانهم أهل السنة. وأنّ الذي كتب عن الشيعة قد يكون جاهلاً متطفّلاً عن حقيقة الشيعة ، وبعيداً عنها ديناً وعقيدة ، فيحرّف الواقع عن غير قصد ، أو حاقداً فيفتري بقصد التشهير ، أو خائناً مستأجراً فيكذب بقصد التفرقة وإيقاظ الفتنة.

وختاماً أتمنّى أن يكون هذا البحث سبيلاً لتوحيد الأمّة الإسلاميّة.

١٦



الباب الأوّل

المقدّمة

١. الخلفيّة

إنّ مذهب الجعفرية المعروف بالشيعة الإمامية الاثني عشرية مذهب يجوز التعبّد به شرعاً (١).

وإنّ دور الشيعة في حفظ وبناء المجتمع الإسلامي لمما يشار إليه بالبنان. بالإضافة إلى الجهود المتواصلة من علمائها في النشر والتأليف حتّى امتلأت المكاتب الإسلامية المنتشرة في العالم الإسلامي بمؤلّفاتهم ، مما أدّى إلى أن يكون أكثر المذاهب الإسلامية إقبالاً وترحيباً لدى الفرد والمجتمع.

ولأجل ذلك انتاب جماعة من المسلمين الغرور ، وأساؤوا في فهم حقيقة الشيعة والتشيّع ، ويظهر هذا في رفضهم وذمّهم

______________________

(١) من فتاوى الشيخ محمود شلتوت المنشورة في مجلّة رسالة الإسلام ، العدد ١١ ، رقم ٢٢٧ / ١٩٥٩. وانظر المراجعات لعبد الحسين شرف الدين الموسوي ، ص ٣٢١.

١٧

وأحياناً تكفيرهم ، وهذا الرفض من المحتمل أن يصدر من الجهل عن حقيقة الشيعة أو من الحسد أو العصبية العمياء اتجاه اعتقاد أجدادهم مما يترتّب عليها الافتراءات الكاذبة عن الشيعة وهم منها براء.

منها : القول بأنّ للشيعة قرآناً غير قرآن المسلمين اليوم.

ومنها : أنها لا تذكر أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ ويسبق في ذكرهم بالشتيمة ويلحق بالسباب ، وتشكّك في عدالتهم ، وينتهي ذلك إلى الريب في حديث الرسول الذي هو المصدر الثاني بعد القرآن ، وذلك على حدّ زعمهم ينتهي إلى الريب في نبوّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

ومنها : أنّ الشيعة وليدة فكرة اليهود ، تبرقعت بحبّ علي وآله ، ولا تمتّ إلى الإسلام بصلة ، وليست إلاّ كيد الأعداء لتفكيك الوحدة الإسلامية من صميم كيانهم ، وغيرها من الاتهامات التي تقشعر من سماعها الأبدان.

إنّ الاختلاف في الرأي مسموح به ، على أن لا يكون اجتهاداً في مقابل النص. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « اختلاف أمّتي رحمة » (١) ،

______________________

(١) اختلف العلماء في هذه الرواية بين القبول والرد ، ولم يقف لها بعض المحدّثين على السند ، حتّى قال السيوطي في الجامع الصغير : لعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا. انظر عبد المحسن التركي ، أسباب اختلاف الفقهاء ، ص ٣٤. أيضاً منّاع القطّان ، تاريخ التشريع

١٨

ولكن مع الأسف الشديد تحوّلت الرحمة بلاء نتيجة التشاتم والتباغض وتكفير بعضنا بعضاً ، أليست قبلتنا الكعبة ، والله ربّنا ، ومحمّد نبيّنا ، والقرآن كتابنا ؟

فقد أخرج أبو داود عن أنس بن مالك قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ثلاث من أصل الإيمان : الكفّ عمّن قال لا إله إلا الله لا نكفّره بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بعمل ... » (١).

وهذه بعض العوامل التي دفعتني للخوض في هذا البحث المتواضع عن رأي الشيعة في القرآن والسنّة المصدران الأساسيّان في استنباط الأحكام.

٢. توضيح العنوان

« مصدر » من لفظ صدر بمعنى مكان الصدور (٢).

« التشريع » لغة مصدر شَرَّعَ بالتشديد.

______________________

الإسلامي ، ص ١٥٥. وبغضّ النظر عن وجود الخلاف بين العلماء عن صحّة ثبوتها عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّ مضمون الرواية تفيد الوقائع السائدة في عصر الصحابة ، بل في عصر حياته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(١) محمّد بن علوي المالكي الحسني ، مفاهيم يجب أن تصحّح ، وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ، دولة الامارات العربية المتّحدة ، الطبعة الرابعة ، ١٩٩٠ ، ص ٧٣.

(٢) المنجد ، ص ٤١٩.

١٩

والشرع مصدر شَرَعَ بالتخفيف معناه سنّ شريعة.

شرع له الأمر بمعنى سنّه وبيّن طريقته (١).

والشريعة في الاصطلاح ما شرّعه الله في عباده.

وعلى هذا فالتشريع هو سنّ الشريعة ، وبيان الأحكام ، وإنشاء القوانين (٢).

« مذهب الجعفرية » هو المذهب الفقهي والعقائدي المعروف بالشيعة الإمامية الاثني عشرية ، نسب إلى اثني عشر إماماً من أهل البيت ، هم علي بن أبي طالب ، والحسن بن علي ، والحسين بن علي ، وعلي بن الحسين ، ومحمّد الباقر ، وجعفر الصادق ، وموسى الكاظم ، وعلي الرضا ، ومحمّد الجواد ، وعلي الهادي ، والحسن العسكري ، ومحمّد بن الحسن العسكري الملقب بالمهدي المنتظر.

والمعروف أيضاً بمذهب أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين. وسمّي بالجعفرية نسبة إلى الإمام السادس من أئمة أهل البيت ، وهي من باب تسمية العام باسم الخاص (٣).

______________________

(١) نفس المصدر ، ص ٣٢.

(٢) علي السايس ، تاريخ الفقه الإسلامي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ص ٧.

(٣) مصطفى الشكعة ، إسلام بلا مذاهب ، الدار المصرية اللبنانية ، ١٩٨٧ ، ص ١٨٠.

٢٠