الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
جعفر عليه السلام : ان علياً عليه السلام كان يقول : « الى السبعين بلاء ، وكان يقول : بعد البلاء رخاء » وقد مضت السبعون ولم نر رخاء .
فقال أبو جعفر عليه السلام : « يا ثابت ، ان الله تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض ، فأخره الى أربعين ومائة سنة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث ، وكشفتم قناع السر ، فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتاً عندنا ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب » قال أبو حمزة : وقلت ذلك لابي عبد الله عليه السلام ، فقال : « قد كان ذاك » .
[١٤١٤٤] ٣٥ ـ وعن قرقارة ، عن أبي حاتم ، عن محمد بن يزيد الآدمي ـ بغدادي عابد ـ عن يحيى بن سليم الطائفي ، عن سيل(١) بن عباد قال : سمعت أبا الطفيل يقول : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : « اظلتكم فتنة مظلمة عمياء مكتنفة(٢) ، لا ينجو منها الا النومة » قيل : يا أبا الحسن وما النومة ؟ قال : « الذي لا يعرف الناس ما في نفسه » .
ورواه الصدوق في معاني الأخبار(٣) : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسين بن سفيان ، عن سلام بن أبي عمرة ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، مثله .
[١٤١٤٥] ٣٦ ـ نهج البلاغة : قال عليه السلام : « جمع خير الدنيا والآخرة في كتمان السر ، ومصادقة الاخوان ، وجمع الشر في الاذاعة ، ومؤاخاة الاشرار » .
____________________________
٣٥ ـ الغيبة للطوسي ص ٢٧٩ .
(١) في المصدر : متيل .
(٢) اكتنف الشيء : أحاط به ( لسان العرب « كنف » ج ٩ ص ٣٠٨ ) . وفي المصدر : منكشفة .
(٣) معاني الأخبار ص ١٦٦ .
٣٦ ـ نهج البلاغة : لم نجده ، وأخرجه المجلسي في البحار ج ٧٥ ص ٧١ ح ١٤ . عن الإِختصاص ص ٢١٨ .
[١٤١٤٦] ٣٧ ـ الصدوق في العيون : عن محمد بن موسى المتوكل وجماعة من مشايخه ، عن الكليني ، عن علي بن ابراهيم العلوي ، عن موسى بن محمد المحاربي ، عن رجل قال : قال المأمون للرضا عليه السلام : أنشدني احسن ما رويته في كتمان السر ، فقال عليه السلام :
« واني لانسى السر كيلا اذيعه |
|
فيا من رأى سراً يصان بان ينسى |
مخافة أن يجري ببالي ذكره |
|
فينبذه قلبي الى ملتوى الحشى |
فيوشك من لم يفش سرا وجال في |
|
خواطره ان لا يطيق لا حبسا » . |
[١٤١٤٧] ٣٨ ـ زيد الزراد في أصله : عن أبي عبد الله عليه السلام ، في حديث طويل في أوصاف المؤمنين ، الى ان قال : « قلوبهم خائفة وجلة من الله ، ألسنتهم مسجونة ، وصدورهم وعاء لسر الله ، ان وجدوا له اهلاً نبذوا(١) اليه نبذا ، وان لم يجدوا له اهلاً القوا على ألسنتهم اقفالاً غيّبوا مفاتيحها ، وجعلوا على افواههم أوكية ، صلب صلاب اصلب من الجبال لا ينحت منهم(٢) شيء » .
[١٤١٤٨] ٣٩ ـ الصدوق في معاني الاخبار : عن محمد بن موسى المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « طوبى لعبد نؤمة ، عرف الناس فصاحبهم ببدنه ، ولم يصاحبهم في اعمالهم بقلبه ، فعرفوه في الظاهر ، وعرفهم في الباطن » .
[١٤١٤٩] ٤٠ ـ كتاب سلام بن أبي عمرة : عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : « اتحبون أن يكذب الله
____________________________
٣٧ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام ج ٢ ص ١٧٥ .
٣٨ ـ أصل زيد الزراد ص ٧ .
(١) في المصدر : نبذوه .
(٢) كان في الطبعة الحجرية : « منه » وما أثبتناه من المصدر .
٣٩ ـ معاني الأخبار ص ٣٨٠ ح ٨ .
٤٠ ـ كتاب سلام ص ١١٧ .
ورسوله !؟ حدثوا الناس بما يعرفون ، وامسكوا عما ينكرون » .
[١٤١٥٠] ٤١ ـ عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : عن أبي البقاء ابراهيم بن الحسين ، عن أبي طالب محمد بن الحسن بن عتبة ، عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن احمد ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن احمد العسكري ، عن احمد ابن ابي سلمة ، عن احمد بن احمد بن الفضل ابي راشد بن علي القرشي ، عن عبد الله بن جهض المدني ، عن أبي محمد بن اسحاق ، عن سعيد بن زيد بن ارطاة ، عن كميل بن زياد ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال في وصيته له : « يا كميل ، كل مصدور ينفث ، فمن نفث اليك منّا بأمر ( فاستره بستر )(١) ، واياك ان تبديه ، فليس لك من ابدائه توبة ، فاذا لم تكن(٢) توبة فالمصير(٣) لظى ، يا كميل ، اذاعة سر آل محمد عليهم السلام ، لا يقبل الله تعالى منها ، ولا يحتمل احد عليها ، يا كميل وما قالوه لك مطلقاً فلا تعلمه الا مؤمناً موفقاً ، يا كميل ، لا تعلموا الكافرين من اخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدؤوكم بها يوم يعاقبون عليها » الخبر .
[١٤١٥١] ٤٢ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن حريز ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، في قول الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ )(١) قال : « الحسنة : التقية ، والسيئة : الاذاعة ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )(٢) » .
[١٤١٥٢] ٤٣ ـ وعن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن
____________________________
٤١ ـ بشارة المصطفى ص ٢٦ .
(١) في المصدر : وامرك بستره .
(٢) في المصدر زيادة : لك .
(٣) في المصدر زيادة : الى .
٤٢ ـ الإِختصاص ص ٢٥ .
(١ ، ٢) فصلت ٤١ الآية ٣٤ .
٤٣ ـ المصدر السابق ص ٢٥٢ ، وعنه في البحار ج ٢ ص ٧٩ ح ٧٣ .
سلمة بن الخطاب ، عن احمد بن موسى ، ( عن محمد بن عيسى )(١) ، عن أبي سعيد الزنجاني ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي سعيد المدائني قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « اقرأ موالينا السلام ، وأعلمهم ان يجعلوا حديثنا في حصون حصينة ، وصدور فقيهة ، واحلام رزينة ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما الشاتم لنا عرضاً والناصب لنا حرباً ، باشد مؤنة من المذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله » .
[١٤١٥٣] ٤٤ ـ وعن الصادق عليه السلام ، انه قال : (١) « من أذاع حديثنا فانه قتلنا ، قتل عمد لاقتل خطأ » .
[١٤١٥٤] ٤٥ ـ وفي الأمالي : عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ابن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : « قال موسى بن عمران عليه السلام : الهي من اصفيائك ؟ ـ الى ان قال ـ قال :
إلهي ، فمن ينزل دار القدس عنك ؟ قال : الذين لا تنظر أعينهم الى الدنيا ، ولا يذيعون اسرارهم في الدين ، ولا يأخذون في(١) الحكومة الرشا ، الحق في قلوبهم ، والصدق على ألسنتهم ، فاُولئك في ستري في الدنيا ، وفي دار القدس عندي في الآخرة » .
[١٤١٥٥] ٤٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « اذاعة سر أودعته غدر » .
____________________________
(١) ليس في المصدر والظاهر انها زائدة مقحمة .
٤٤ ـ الاختصاص ص ٣٢ .
(١) في المصدر زيادة : ليس منّا .
٤٥ ـ أمالي المفيد ص ٨٥ ح ١ .
(١) في المصدر : على .
٤٦ ـ غرر الحكم ج ١ ص ٤٠ ح ١٢١٠ .
وقال عليه السلام(١) : « اقبح الغدر اذاعة السر » .
٣٣ ـ ( باب جواز اقرار الحر بالرقية مع التقية وان كان سيدا )
[١٤١٥٦] ١ ـ الصدوق في كمال الدين : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، واحمد بن ادريس جميعاً ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن زكريا ، عن موسى بن جعفر عليه السلام ـ في حديث اسلام سلمان ـ الى أن قال : « قال : فصحبت قوماً فقلت لهم : يا قوم اكفوني الطعام والشراب واكفيكم(١) الخدمة ، قالوا : نعم ـ الى ان قال ـ فلما اتوا بالشراب ، قالوا : اشرب ، قلت : اني غلام ديراني(٢) ، وان الديرانيين لا يشربون الخمر ، فشدّوا عليّ وارادوا قتلي ، فقلت لهم(٣) : لا تضربوني ولا تقتلوني ، فاني اقر لكم بالعبودية ، فأقررت لواحد منهم ، واخرجني وباعني بثلاثمائة درهم ، من رجل يهودي الى ان ذكر انه باعه من امرأة يهودية ، وان النبيّ صلّى الله عليه وآله اشتراه منها واعتقه » . الخبر .
٣٤ ـ ( باب وجوب كف اللسان عن المخالفين وعن ائمتهم مع التقية )
[١٤١٥٧] ١ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، [ عن ابن فضال ](١) عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد الله عليه السلام . وعن الحسن بن
____________________________
(١) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٣ ح ١٧٩ .
الباب ٣٣
١ ـ كمال الدين ص ١٦٣ .
(١) في المصدر : اكفكم .
(٢) الدير : مكان رهبان النصارى ، والديراني الواحد منهم ( مجمع البحرين « دور » ج ٣ ص ٣٠٥ ) .
(٣) في المصدر زيادة : يا قوم .
الباب ٣٤
١ ـ الكافي ج ٨ ص ٧ .
(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر . وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ٢٣ : ٧ و٨ ، جامع الرواة ١ : ٢٦٤ ) .
محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن القاسم بن الربيع الصحاف ، عن اسماعيل بن مخلد السراج ، عنه عليه السلام ، في رسالته عليه السلام الى اصحابه : « واياكم وسب اعداء الله حيث يسمعونكم ، فيسبوا الله عدوا بغير علم ، وقد ينبغي لكم ان تعلموا حدّ سبهم لله ، كيف هو ؟ انه سب أولياء الله ، فقد انتهك سبّ الله ، ومن اظلم عند الله ممن استسب(٢) لله ولأوليائه ، فمهلاً مهلاً ، فاتبعوا امر الله ، ولا حول ولا قوة الا بالله » .
[١٤١٥٨] ٢ ـ العياشي في تفسيره : عن عمر الطيالسي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سألته عن قول الله : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )(١) قال : فقال : « يا عمر(٢) ، رأيت احداً سب الله ! » قال : فقلت : جعلني الله فداك ، فكيف ؟ قال : « من سب ولي الله فقد سبّ الله » .
[١٤١٥٩] ٣ ـ نصر بن مزاحم في كتاب صفين : عن عمر بن سعد ، عن عبد الرحمن ، عن الحارث بن حصيرة ، عن عبد الله بن شريك ، قال : خرج [ حجر ابن ](١) عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة واللعن من أهل الشام ، فأرسل اليهما علي عليه السلام : « ان كفّا عما يبلغني عنكما » فأتياه فقالا : يا أمير المؤمنين ، السنا محقين ؟ قال : « بلى » قالا : أو ليسوا مبطلين ؟ قال : « بلى » قالا : فلم منعتنا عن شتمهم ؟ قال : « كرهت لكم ان تكونوا لعانين شتامين يشهدون ويتبرؤون ، ولكن لو وصفتم مساوىء اعمالهم ، فقلتم : من سيرتهم كذا وكذا ، ومن عملهم كذا وكذا ، كان اصوب في القول : وابلغ في العذر ،
____________________________
(٢) استسبّ له : عرّضه للسب وجرّه اليه ( مجمع البحرين « سبب » ج ٢ ص ٨٠ ) .
٢ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧٣ ح ٨٠ .
(١) الأنعام ٦ الآية ١٠٨ .
(٢) في المصدر زيادة : هل .
٣ ـ وقعة صفين ص ١٠٢ .
(١) أثبتناه من المصدر .
و(٢) قلتم مكان لعنكم اياهم وبراءتكم منهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، واصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق منهم من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به ، كان هذا احب اليّ [ وخيراً ](٣) لكم » فقالا : يا أمير المؤمنين ، نقبل عظتك ونتأدب بأدبك . . . الخبر .
[١٤١٦٠] ٤ ـ الشيخ المفيد في الأمالي : عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : « ان في التوراة مكتوباً فيما ناجى الله تعالى به موسى عليه السلام ، قال له : يا موسى ـ الى ان قال ـ واكتم مكنون سري في سريرتك ، واظهر في علانيتك المداراة عني لعدوّي وعدوّك من خلقي ، ولا تستسب لي عندهم باظهارك مكنون سري ، فتشرك عدوي وعدوك في سبي » .
٣٥ ـ ( باب تحريم مجاورة اهل المعاصي ومخالطتهم اختيارا ، ومحبة بقائهم )
[١٤١٦١] ١ ـ علي بن عيسى في كشف الغمة : عن ابن حمدون قال : كتب المنصور الى جعفر بن محمد عليهما السلام : لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس ؟ فأجابه : « ليس لنا ما نخافك من اجله ، ولا عندك من امر الآخرة ما نرجوك له ، ولا انت في نعمة فنهنيك ، ولا تراها نقمة فنعزيك(١) ، فما نصنع عندك ؟ » قال : فكتب اليه : تصحبنا لتنصحنا ، فأجابه : « من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك » فقال المنصور : والله لقد ميز عندي منازل الناس ، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة ، وانه ممن يريد الآخرة لا الدنيا .
____________________________
(٢) في المصدر زيادة : لو .
(٣) أثبتناه من المصدر .
٤ ـ أمالي الشيخ المفيد ص ٢١٠ ح ٤٦ .
الباب ٣٥
١ ـ كشف الغمة ج ٢ ص ٢٠٨ .
(١) في المصدر زيادة : بها .
[١٤١٦٢] ٢ ـ أبو يعلى الجعفري في النزهة : عن الهادي عليه السلام ، انه قال : « مخالطة الاشرار تدل على شرار(١) من يخالطهم » .
[١٤١٦٣] ٣ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : في وصية أمير المؤمنين لولده الحسن عليهما السلام : « واياك ومقارنة من رهبته على دينك ، وباعد السلطان ، ولا تأمن خدع الشيطان وتقول : متى ارى ما انكر نزعت(١) ، فانه كذا هلك من كان قبلك من اهل القبلة ، وقد ايقنوا بالمعاد ، فلو سمت(٢) بعضهم بيع(٣) اخرته بالدنيا ، لم يطلب بذلك نفساً ، ثم قد تخبله الشيطان ، بخدعه ومكره ، حتى يورطه في هلكته بعرض من الدنيا حقير ، وينقله من شر الى شر ، حتى يؤيسه من رحمة الله ، ويدخله في القنوط ، فيجد الوجه الى ما خالف الاسلام واحكامه ، فان ابت نفسك الا حب الدنيا وقرب السلطان ، فخالفت ما نهيتك عنه بما فيه رشدك ، فاملك عليك لسانك ، فانه لا ثقة للمملوك عند الغضب ، ولا تسأل عن اخبارهم ، ولا تنطق عند اسرارهم ، ولا تدخل فيما بينك وبينهم ـ الى ان قال ـ وباين أهل الشر تبن منهم(٤) » .
[١٤١٦٤] ٤ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن بعض اصحابه ، عن ابراهيم بن أبي البلاد ، عمن ذكره ، ـ رفعه ـ قال عليه السلام : « قال لقمان لابنه : يا بني لا تقرب(١) فيكون ابعد لك ، ولا تبعد فتهان ـ الى ان
____________________________
٢ ـ نزهة الناظر ص ٥٣ .
(١) في المصدر : اشرار .
٣ ـ تحف العقول ص ٥٣ .
(١) نزعت : نزع عن الشيء : تركه ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٤٩ ) .
(٢) في الحجرية والمصدر : « سمعت » والظاهر انه تصحيف ، وسُمْت : من السوم وهو البيع والشراء والمعاملة فيهما ( انظر : لسان العرب ج ١٢ ص ٣١٠ ) .
(٣) في الحجرية : « يبيع » وما أثبتناه من المصدر .
(٤) في المصدر : عنهم .
٤ ـ الكافي ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٩ .
(١) في المصدر : لا تقترب .
قال ـ كما ليس بين الذئب والكبش خلّة(٢) ، كذلك ليس بين البار والفاجر خلّة ، من يقترب من الزّفت(٣) يعلق به بعضه ، كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه ، من يحب المراء يشتم ، ومن يدخل مداخل(٤) السوء يتهم ، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ، ومن لا يملك لسانه يندم » .
ورواه الراوندي في قصص الأنبياء(٥) : باسناده الى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام ، مثله .
[١٤١٦٥] ٥ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن حماد ، عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث ـ انه قال : « قال لقمان لابنه : ولا تجادلن فقيهاً ، ولا تعادين سلطاناً ، ولا تماشين ظلوماً ، ولا تصادقنه ، ولا تؤاخين(١) فاسقاً(٢) ، ولا تصاحبن متهماً » . . الخبر .
[١٤١٦٦] ٦ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن الحارث بن المغيرة قال : لقيني أبو عبد الله عليه السلام في بعض طرق المدينة قبلا ، فقال : « يا حارث » قلت : نعم ، فقال : « لاحملن ذنوب سفهائكم على حلمائكم » قلت : ولم جعلت فداك ؟ قال : ما يمنعكم اذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون ، مما يدخل علينا منه العيب عند الناس والأذى ، أن تأتوه وتعظوه ، وتقولوا له قولا بليغاً » ؟ قلت : اذا لا يقبل منا ولا يطيعنا ، قال : « فاذا فاهجروه واجتنبوا مجالسته » .
____________________________
(٢) الخلة : الصداقة والمودة ( لسان العرب « خلل » ج ١١ ص ٢١٨ ) .
(٣) الزفت : القير ( لسان العرب « زفت » ج ٢ ص ٣٤ ) .
(٤) في المصدر : مدخل .
(٥) قصص الراوندي ص ١٩٢ .
٥ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ١٦٤ .
(١) في المصدر : ولا تصاحبنّ .
(٢) في المصدر زيادة : نطفاً .
٦ ـ الاختصاص ص ٢٥١ .
٣٦ ـ ( باب تحريم مجالسة أهل المعاصي وأهل البدع )
[١٤١٦٧] ١ ـ زيد النرسي في اصله قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ، يقول : « اياكم وعشار الملوك وابناء الدنيا ! فان ذلك يصغّر نعمة الله في اعينكم ، ويعقّبكم كفرا .
وإياكم ومجالسة الملوك وابناء الدنيا ! ففي ذلك ذهاب دينكم ، ويعقبكم نفاقاً ، وذلك داء دويّ لا شفاء له ، ويورث قساوة القلب ، ويسلبكم الخشوع ، وعليكم بالاشكال من الناس ، والاوساط من الناس ، فعندهم تجدون معادن الجواهر(١) ، واياكم ان تمدوا اطرافكم الى ما في أيدي ابناء الدنيا ! فمن مد طرفه الى ذلك طال حزنه ، ولم يشف غيظه ، واستصغر نعمة الله عنده ، فيقل شكره لله ، وانظر الى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكرا ، ولمزيده مستوجباً ، ولجوده ساكناً » .
[١٤١٦٨] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر عليه السلام ، انه قال : « ان أولياء الله وأولياء رسوله [ من شيعتنا ](١) ، من اذا قال صدق ـ الى ان قال ـ شيعتنا من لا يمدح لنا معيباً ، ولا يواصل لنا مبغضاً ، ولا يجالس لنا قاليا » . الخبر .
[١٤١٦٩] ٣ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بكر بن صالح ، عن سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام : يقول لابي : « ما لي رأيتك عند
____________________________
الباب ٣٦
١ ـ أصل زيد النرسي ص ٥٧ .
(١) في المصدر : الجوهر .
٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٦٤ .
(١) أثبتناه من المصدر .
٣ ـ أمالي الشيخ المفيد ص ١١٢ ح ٣ .
عبد الرحمن بن يعقوب ؟ » قال : انه خالي ، فقال له أبو الحسن عليه السلام : « انه يقول في الله قولاً عظيماً ، يصف الله تعالى ويحدّه ، والله لا يوصف ، فأمّا جلست معه وتركتنا ، وامّا جلست معنا وتركته » فقال : (١) هو يقول ما شاء ، أي شيء عليّ(٢) اذا لم اقل ما يقول ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام : « اما تخاف(٣) ان تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً !؟ اما علمت بالذي كان من اصحاب موسى عليه السلام ، وكان أبوه من اصحاب فرعون ، فلما لحقت خيل فرعون موسى عليه السلام تخلّف عنه ليعظه ، وادركه موسى عليه السلام وأبوه يراغمه(٤) ، حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعاً ، فأتى موسى عليه السلام الخبر ، فسأل جبرئيل عن حاله ، فقال(٥) : غرق رحمه الله ، ولم يكن على رأي أبيه ، لكن النقمة اذا نزلت لم يكن لها عمّن(٦) قارب المذنب دفاع » .
[١٤١٧٠] ٤ ـ وعن أبي الحسن علي بن خالد المراغي ، عن ثوابة بن يزيد ، عن احمد ابن علي [ بن ](١) المثنى ، عن محمد بن المثنى ، عن شبابة بن سوار ، عن المبارك ابن سعيد ، عن خليد(٢) الفرّاء ، عن أبي المجبر (٣) قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « أربعة مفسدة للقلوب : الخلوة بالنساء ، والاستماع منهن ، والاخذ
____________________________
(١) في المصدر زيادة : ان .
(٢) في المصدر زيادة : منه .
(٣) في المصدر : تخافنّ .
(٤) يراغمه : يغضيه ويتباعد عنه ( لسان العرب « رغم » ج ١٢ ص ٢٤٧ ) .
(٥) في المصدر زيادة : له .
(٦) في الحجرية : « عمّا » وما أثبتناه من المصدر .
٤ ـ امالي الشيخ المفيد ص ٣١٥ .
(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « انظر : تاريخ بغداد ج ٧ ص ١٤٩ » .
(٢) في الحجرية : والمصدر : خليل ، ولعل الصواب ما أثبتناه كما في سند الحديث الوارد في أسد الغابة ج ٥ ص ٢٩٠ .
(٣) في الحجرية : « أبو المجتر » وهو تصحيف ، وما أثبتناه من المصدر ، هو الصواب ، كما ذكر هذا الحديث بهذا السند في اسد الغابة ج ٥ ص ٢٩٠ فراجع .
برأيهنّ ، ومجالسة الموتى » فقيل له : يا رسول الله ، وما مجالسة الموتى ؟ قال : « مجالسة كلّ ضالّ عن الايمان ، وجائر في الاحكام » .
[١٤١٧١] ٥ ـ علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصيّة : عن العالم عليه السلام ، انه قال : « لا تجالسوا المفتونين ، فينزل عليهم العذاب فيصيبكم معهم » .
[١٤١٧٢] ٦ ـ الجعفريات : اخبرنا عبد الله ، اخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : المرء على دين من يخالل ، فليتق الله المرء ولينظر من يخالل » .
[١٤١٧٣] ٧ ـ الشهيد في الدرّة الباهرة : عن الجواد عليه السلام ، انه قال : « اياك ومصاحبة الشرير ، فانه كالسيف المسلول ، يحسن منظره ويقبح أثره » .
[١٤١٧٤] ٨ ـ وعن أبي محمد العسكري عليه السلام ، انه قال : « اللحاق بمن ترجو ، خير من المقام مع من لا تأمن شرّه » .
[١٤١٧٥] ٩ ـ وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « الوحدة خير من قرين السوء » .
[١٤١٧٦] ١٠ ـ امين الاسلام في مجمع البيان : عن الباقر عليه السلام ، انه قال : ( فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )(١) قال المسلمون : كيف نصنع ان
____________________________
٥ ـ إثبات الوصية ص ٥٠ .
٦ ـ الجعفريات ص ١٤٨ .
٧ ـ الدرّة الباهرة ص ٤١ وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٩٨ ح ٣٤ .
٨ ـ المصدر السابق ص ٤٣ وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٩٨ ح ٣٤ .
٩ ـ الدرة الباهرة : النسخة المطبوعة من المصدر خالية من هذا الحديث ، وأخرجه المجلسي في البحار ج ٧٤ ص ١٩٩ ح ٣٧ وج ٧٧ ص ١٧٣ ح ٨ عن اعلام الدين ص ٩٤ .
١٠ ـ مجمع البيان ج ٢ ص ٣١٦ .
(١) الانعام ٦ الآية ٦٨ .
كان كلّما استهزأ المشركون(٢) قمنا وتركناهم ، فلا ندخل اذاً المسجد الحرام ، ولا نطوف بالبيت الحرام ؟ فانزل الله تعالى : ( وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ )(٣) امرهم بتذكيرهم(٤) ما استطاعوا » .
[١٤١٧٧] ١١ ـ الصدوق في الخصال : عن محمد بن علي الشاه ، عن احمد بن محمد ابن الحسين ، عن احمد بن خالد الخالدي ، عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي ، عن أبيه ، عن أنس بن محمد أبي مالك ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « ثلاثة مجالستهم تميت القلب : مجالسة الانذال ، ومجالسة الاغنياء ، والحديث مع النساء » .
[١٤١٧٨] ١٢ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الاخلاق : عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، انه قال في وصيّة له بعد ذكر صفات جملة من اهل المعاصي : « يابن مسعود ، لا تجالسوهم في الملأ ، ولا تبايعوهم في الأسواق ، ولا تهدوهم(١) الطريق ، ولا تسقوهم الماء ، قال الله تعالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ )(٢) » .
[١٤١٧٩] ١٣ ـ الصدوق في معاني الاخبار : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن الصادق عليه السلام ـ في حديث ـ عن آبائه ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « أولى الناس بالتهمة من جالس
____________________________
(٢) في المصدر زيادة : بالقرآن .
(٣) الأنعام ٦ الآية ٦٩ .
(٤) في المصدر زيادة : وتبصيرهم .
١١ ـ الخصال ص ١٢٥ ح ١٢٢ .
١٢ ـ مكارم الاخلاق ص ٤٥٠ .
(١) في المصدر زيادة : الى .
(٢) هود ١١ الآية ١٥ .
١٣ ـ معاني الأخبار ص ١٩٦ ح ١ ، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ١١٣ .
اهل التهمة » .
ورواه في الخصال : عن محمد بن أحمد السناني ، [ محمد بن أبي عبد الله الكوفي ](١) عن موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن يونس بن ظبيان ، عنه عليه السلام ، مثله(٢) .
ورواه جعفر بن أحمد في الغايات : عن أبي جعفر عليه السلام ، مثله(٣) .
[١٤١٨٠] ١٤ ـ وفي الأمالي : عن محمد بن موسى المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر ، عن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن اسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، انه قال : « فيما وعظ الله به عيسى : يا عيسى ، اعلم ان صاحب السوء يعدي(١) ، وان قرين السوء يردي ، فاعلم من تقارن » . الخبر .
ورواه في الكافي : عن علي بن ابراهيم ، عن ابن اسباط ، عنهم عليهم السلام ، مثله(٢) .
[١٤١٨١] ١٥ ـ الكشي في رجاله : عن حمدويه وابراهيم قالا : حدّثنا العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل بن مزيد(١) قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ـ وذكر
____________________________
(١) أثبتناه من الامالي وهو الصواب راجع جامع الرواة ٢ : ٤٩ و٢٧٩ ومعجم رجال الحديث ج ١٩ ص ٦٠ .
(٢) بل في أمالي الصدوق ص ٢٧ ح ٤ ، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ١١١ ح ٢ .
(٣) الغايات ص ٦٦ .
١٤ ـ أمالي الصدوق ص ٤١٦ .
(١) العدوي : هي انتقال الداء أو المرض من صاحبه الى غيره . ( لسان العرب « عدا » ج ١٥ ص ٣٩ . ) .
(٢) الكافي ج ٨ ص ١٣٤ .
١٥ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٥٨٦ ح ٥٢٥ .
(١) في الطبعة الحجرية : يزيد ، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٣٠٨ » .
اصحاب أبي الخطاب والغلاة ـ فقال لي : « يا مفضل ، لا تقاعدوهم ، ولا تؤاكلوهم ، ولا تشاربوهم ، ولا تصافحوهم ، ولا توارثوهم » .
[١٤١٨٢] ١٦ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن محمد بن النعمان الاحول ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه قال : « يابن النعمان ، من قعد الى ساب أولياء الله فقد عصى [ الله ](١) » .
[١٤١٨٣] ١٧ ـ الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن : عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه قال : « قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يجلس في مجلس يسبّ فيه إمام ، أو يغتاب فيه مسلم ، ان الله عزّ وجلّ يقول : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )(١) » .
[١٤١٨٤] ١٨ ـ جامع الأخبار : عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « يأتي في آخر الزمان اناس من امتي ، يأتون المساجد يقعدون فيها حلقاً ، ذكرهم الدنيا وحبّ الدنيا ، لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة » .
[١٤١٨٥] ١٩ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق عليه السلام : « واحذر مجالسة أهل البدع ، فانّها تنبت في القلب كفرا(١) وضلالاً مبيناً » .
[١٥١٨٦] ٢٠ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، في قول الله : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا
____________________________
١٦ ـ تحف العقول ص ٢٣٠ .
(١) أثبتناه من المصدر .
١٧ ـ المؤمن ص ٧٠ ح ١٩٢ .
(١) الانعام ٦ الآية ٦٨ .
١٨ ـ جامع الأخبار ص ١٥١ .
١٩ ـ مصباح الشريعة ص ٣٨٩
(١) في المصدر زيادة : خفيّاً .
٢٠ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٨١ ح ٢٩٠ .
سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ ـ الى قوله ـ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ )(١) قال : « اذا سمعت الرجل يجحد الحق ، ويكذب به ، ويقع في أهله ، فقم من عنده ولا تقاعده » .
[١٤١٨٧] ٢١ ـ وعن شعيب العقرقوفي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ ـ الى قوله ـ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ )(١) فقال : « انما عنى الله بهذا اذا سمعت الرجل يجحد الحق ، ويكذب به ، ويقع في الائمة عليهم السلام ، فقم من عنده ، ولا تقاعده كائناً من كان » .
[١٤١٨٨] ٢٢ ـ فقه الرضا عليه السلام : « واياك ان تزوّج شارب الخمر ـ الى ان قال ـ ولا تؤاكله ، ولا تصاحبه ، ولا تضحك في وجهه . وقال في موضع آخر : ولا تجالس شارب الخمر ولا تسلّم عليه ـ الى أن قال ـ ولا تجتمع معه في مجلس ، فان اللعنة اذا نزلت عمّت [ من ](١) في المجلس » .
[١٤١٨٩] ٢٣ ـ الشيخ الطوسي في الغيبة : عن جماعة ، عن جعفر بن محمد بن قولويه ، وأبي غالب الزراري وغيرهما ، عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن اسحاق ، في التوقيع ورد عليه من صاحب الامر عليه السلام على يد محمد بن عثمان : « وامّا أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الاجدع ملعون ، واصحابه ملعونون ، فلا تجالس اهل مقالتهم ، فاني منهم بريء ، وآبائي عليهم السلام منهم براء » .
ورواه الصدوق في كمال الدين : عن محمد بن عصام الكليني ، عن محمد بن يعقوب ، مثله(١) .
____________________________
(١) النساء ٤ الآية ١٤٠ .
٢١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٨٢ ح ٢٩١ .
(١) النساء ٤ الآية ١٤٠ .
٢٢ ـ فقه الرضا عليه السلام ص ٣٨ ، وعنه في البحار ج ٧٩ ص ١٤٣ .
(١) أثبتناه من البحار .
٢٣ ـ غيبة الطوسي ص ١٧٧ .
(١) كمال الدين ص ٤٨٥ ح ٤ .
[١٤١٩٠] ٢٤ ـ عوالي اللآلي : عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « القدريّة مجوس هذه الامّة ، ان مرضوا فلا تعودوهم ، وان ماتوا فلا تشهدوهم » .
٣٧ ـ ( باب وجوب البراءة من اهل البدع ، وسبّهم ، وتحذير الناس منهم ، وترك تعظيمهم مع عدم الخوف )
[١٤١٩١] ١ ـ كتاب العلاء : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « ابرؤوا من خمسة : من المرجئة(١) ، والخوارج ، والقدرية ، والشامي ، والناصب ، قلت : ما النصب ؟ قال : من احبّ شيئاً وابغض(٢) عليه » .
[١٤١٩٢] ٢ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ان بين يدي الساعة لنيّفاً وسبعين رجلاً ، وما من رجل يدعو الى بدعة فيتبعه رجل واحد ، الّا وجده يوم القيامة لازماً لا يفارقه حتى يسأل عنه ، ثم تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ )(١) فالمسألة من الله اخذ ، والاخذ من الله تعالى عذاب » .
[١٤١٩٣] ٣ ـ وبهذا الاسناد ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة ـ الى ان قال ـ امّا صاحب البدعة ، فقد اشرب قلبه حبّها » الخبر .
____________________________
٢٤ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٦ ح ١٧٥ .
الباب ٣٧
١ ـ كتاب العلاء : ص ١٥٤ .
(١) في المصدر : المرجعة .
(٢) في المصدر : أو أبغض .
٢ ـ الجعفريات ص ١٧١ .
(١) الصافات ٣٧ الآية ٢٤ .
٣ ـ المصدر السابق : لم نجده .
ورواه السيد فضل الله الراوندي في نوادره : مسنداً عنه عليه السلام ، مثله(١) .
[١٤١٩٤] ٤ ـ الكشي في رجاله : عن علي بن محمد بن قتيبة ، عن احمد بن ابراهيم المراغي قال : ورد على القاسم بن العلاء نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال ، وكان ابتداء ذلك ان كتب عليه السلام الى قوامه بالعراق : « احذروا الصوفي المتصنّع » قال : وكان من شأن احمد بن هلال ، انه قد كان حج اربعاً وخمسين حجّة ، عشرون منها على قدميه ، قال : وكان رواة اصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه ، فانكروا ما ورد في مذمّته ، فحملوا القاسم بن العلاء على ان يراجع في امره ، فخرج اليه : « قد كان امرنا نفذ اليك في المتصنع ابن هلال ـ لا رحمه الله ـ بما قد علمت ـ لا غفر الله له ذنبه ، ولا اقاله عثرته ـ دخل في امرنا بلا اذن منّا ولا رضى ، ليستبدّ برأيه ، فيحامي من ذنوبه ، لا يمضي من امرنا ايّاه الّا بما يهواه ويريد ـ أرداه الله في نار جهنّم ـ فصبرنا عليه حتى بتر الله عمره بدعوتنا ، وكنّا قد عرّفنا خبره قوماً من موالينا ايامه ـ لا رحمه الله ـ وامرناهم بالقاء ذلك الى الخاص من موالينا ، ونحن نبرأ الى الله من ابن هلال ـ لا رحمه الله ـ وممّن لا يبرأ منه ، واعلم الاسحاقي ـ سلّمه الله ـ وأهل بيته مما اعلمناك ، من امر هذا الفاجر ، وجميع من كان سألك ويسألك ، عنه من أهل بلده والخارجين ، ومن كان يستحق أن يطّلع على ذلك » . الخبر .
[١٤١٩٥] ٥ ـ وعن حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر ابن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : « يا أبا محمد ، ابرأ ممّن يزعم انّا ارباب » قلت : برىء الله منه ، فقال : « ابرأ ممن يزعم انّا انبياء » قلت : برىء الله منه .
[١٤١٩٦] ٦ ـ وعن محمد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن
____________________________
(١) نوادر الراوندي ص ١٨ .
٤ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٨١٦ ح ١٠٢٠ .
٥ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٥٨٧ ح ٥٢٩ .
٦ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٥٨٤ ح ٥٢١ .
أبيه عمران بن علي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « لعن الله أبا الخطاب ، [ ولعن الله من قتل معه ](١) ولعن الله من بقي منهم ، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم » .
[١٤١٩٧] ٧ ـ الشيخ الطوسي في الغيبة : عن جماعة ، عن أبي محمد التلعكبري ، عن أبي علي محمد بن همام قال : كان الشريعي يكنّى بأبي محمد قال هارون : واظن اسمه كان الحسن ، وكان من اصحاب أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام ، ثم الحسن بن علي عليهما السلام بعده ، وهو أول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه ، ولم يكن اهلاً له ، وكذب على الله ، وعلى حججه عليهم السلام ، ونسب اليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء ، فلعنته الشيعة وتبرأت منه ، وخرج توقيع الامام بلعنه والبراءة منه .
[١٤١٩٨] ٨ ـ وعن أبي علي بن همام ، انه ذكر قصّة أحمد بن هلال ـ الى ان قال ـ ثم ظهر التوقيع على يد أبي القاسم بن روح ، بلعنه والبراءة منه ، في جملة من لعن .
[١٤١٩٩] ٩ ـ وذكر الشيخ في ترجمة محمد بن علي الشلمغاني لعنه الله ، بعد ذكر جملة من بدعه وعقائده الفاسدة : ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام ، بلعن أبي جعفر محمد بن علي ، والبراءة منه وممّن تابعه وشايعه ، ورضي بقوله ، واقام على توليه ، بعد المعرفة بهذا التوقيع ، وقال الشيخ رحمه الله : ان الشيخ أبا القاسم بن روح رحمه الله ، اظهر لعنه واشتهر امره ، وتبرأ منه ، وامر جميع الشيعة بذلك الى ان قال :
نسخة التوقيع : أخبرنا(١) جماعة ، عن أبي محمد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمد بن همام قال : خرج على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ، في
____________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
٧ ـ الغيبة للطوسي ص ٢٤٤ .
٨ ـ المصدر السابق ص ٢٤٥ .
٩ ـ غيبة الطوسي ص ٢٥٠ .
(١) نفس المصدر ص ٢٥٢ .
ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، في ابن أبي العزاقر ، والمداد رطب لم يجف .
وأخبرنا جماعة ، عن ابن أبي داود قال : خرج التوقيع من الحسين بن روح في الشلمغاني ، وانفذ نسخته الى أبي علي بن همام ، في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة .
قال ابن نوح : وحدّثنا أبو الفتح احمد بن ذكا ، مولى علي بن محمد الفرات رحمه الله ، قال : اخبرنا أبو علي بن همام بن سهيل بتوقيع خرج في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة .
وقال محمد بن الحسن بن جعفر بن اسماعيل بن صالح الصيمري : انفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه ، في مجلسه في دار المقتدر ، الى شيخنا أبي علي بن همام ، في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، واملاه أبو علي وعرفني ان أبا القاسم راجع في ترك اظهاره ، فانه في يد القوم وحبسهم ، فأمر باظهاره ، وان لا يخشى ويأمن ، فتخلص(٢) وخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله .
التوقيع : « عرّف ـ قال الصيمري : عرّفك الله الخير ، اطال الله بقاءك ، وعرّفك الخير كلّه ، وختم به عملك ـ من تثق بدينه وتسكن الى نيّته من اخواننا ، أسعدكم الله ـ وقال ابن داود : ادام الله سعادتكم ـ من تسكن الى دينه وتثق بنيّته ـ جميعاً ـ بان محمد بن علي المعروف بالشلمغاني ـ زاد ابن داود : وهو ممّن عجّل الله له النقمة ولا امهله ـ قد ارتد عن الاسلام وفارقه ـ اتفقوا ـ والحد في دين الله ، وادّعى ما كفر معه بالخالق ـ قال هارون فيه : بالخالق جلّ وتعالى ـ وافترى كذباً وزورا ـ وقال : بهتاناً واثماً عظيماً ، قال هارون : وامرا عظيماً ـ كذب العادلون بالله وضلّوا ضلالاً بعيداً ، وخسروا خسراناً مبيناً ، وانّنا قد تبرأنا الى الله تعالى ، والى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته
____________________________
(٢) في الحجرية : « ويخلص » وما أثبتناه من المصدر .