مستدرك الوسائل - ج ١٢

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٢

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

جعفر عليه السلام : ان علياً عليه السلام كان يقول : « الى السبعين بلاء ، وكان يقول : بعد البلاء رخاء » وقد مضت السبعون ولم نر رخاء .

فقال أبو جعفر عليه السلام : « يا ثابت ، ان الله تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض ، فأخره الى أربعين ومائة سنة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث ، وكشفتم قناع السر ، فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتاً عندنا ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب » قال أبو حمزة : وقلت ذلك لابي عبد الله عليه السلام ، فقال : « قد كان ذاك » .

[١٤١٤٤] ٣٥ ـ وعن قرقارة ، عن أبي حاتم ، عن محمد بن يزيد الآدمي ـ بغدادي عابد ـ عن يحيى بن سليم الطائفي ، عن سيل(١) بن عباد قال : سمعت أبا الطفيل يقول : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : « اظلتكم فتنة مظلمة عمياء مكتنفة(٢) ، لا ينجو منها الا النومة » قيل : يا أبا الحسن وما النومة ؟ قال : « الذي لا يعرف الناس ما في نفسه » .

ورواه الصدوق في معاني الأخبار(٣) : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسين بن سفيان ، عن سلام بن أبي عمرة ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، مثله .

[١٤١٤٥] ٣٦ ـ نهج البلاغة : قال عليه السلام : « جمع خير الدنيا والآخرة في كتمان السر ، ومصادقة الاخوان ، وجمع الشر في الاذاعة ، ومؤاخاة الاشرار » .

____________________________

٣٥ ـ الغيبة للطوسي ص ٢٧٩ .

(١) في المصدر : متيل .

(٢) اكتنف الشيء : أحاط به ( لسان العرب « كنف » ج ٩ ص ٣٠٨ ) . وفي المصدر : منكشفة .

(٣) معاني الأخبار ص ١٦٦ .

٣٦ ـ نهج البلاغة : لم نجده ، وأخرجه المجلسي في البحار ج ٧٥ ص ٧١ ح ١٤ . عن الإِختصاص ص ٢١٨ .

٣٠١

[١٤١٤٦] ٣٧ ـ الصدوق في العيون : عن محمد بن موسى المتوكل وجماعة من مشايخه ، عن الكليني ، عن علي بن ابراهيم العلوي ، عن موسى بن محمد المحاربي ، عن رجل قال : قال المأمون للرضا عليه السلام : أنشدني احسن ما رويته في كتمان السر ، فقال عليه السلام :

« واني لانسى السر كيلا اذيعه

فيا من رأى سراً يصان بان ينسى

مخافة أن يجري ببالي ذكره

فينبذه قلبي الى ملتوى الحشى

فيوشك من لم يفش سرا وجال في

خواطره ان لا يطيق لا حبسا » .

[١٤١٤٧] ٣٨ ـ زيد الزراد في أصله : عن أبي عبد الله عليه السلام ، في حديث طويل في أوصاف المؤمنين ، الى ان قال : « قلوبهم خائفة وجلة من الله ، ألسنتهم مسجونة ، وصدورهم وعاء لسر الله ، ان وجدوا له اهلاً نبذوا(١) اليه نبذا ، وان لم يجدوا له اهلاً القوا على ألسنتهم اقفالاً غيّبوا مفاتيحها ، وجعلوا على افواههم أوكية ، صلب صلاب اصلب من الجبال لا ينحت منهم(٢) شيء » .

[١٤١٤٨] ٣٩ ـ الصدوق في معاني الاخبار : عن محمد بن موسى المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « طوبى لعبد نؤمة ، عرف الناس فصاحبهم ببدنه ، ولم يصاحبهم في اعمالهم بقلبه ، فعرفوه في الظاهر ، وعرفهم في الباطن » .

[١٤١٤٩] ٤٠ ـ كتاب سلام بن أبي عمرة : عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال : « اتحبون أن يكذب الله

____________________________

٣٧ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام ج ٢ ص ١٧٥ .

٣٨ ـ أصل زيد الزراد ص ٧ .

(١) في المصدر : نبذوه .

(٢) كان في الطبعة الحجرية : « منه » وما أثبتناه من المصدر .

٣٩ ـ معاني الأخبار ص ٣٨٠ ح ٨ .

٤٠ ـ كتاب سلام ص ١١٧ .

٣٠٢

ورسوله !؟ حدثوا الناس بما يعرفون ، وامسكوا عما ينكرون » .

[١٤١٥٠] ٤١ ـ عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى : عن أبي البقاء ابراهيم بن الحسين ، عن أبي طالب محمد بن الحسن بن عتبة ، عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن احمد ، عن محمد بن وهبان ، عن علي بن احمد العسكري ، عن احمد ابن ابي سلمة ، عن احمد بن احمد بن الفضل ابي راشد بن علي القرشي ، عن عبد الله بن جهض المدني ، عن أبي محمد بن اسحاق ، عن سعيد بن زيد بن ارطاة ، عن كميل بن زياد ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال في وصيته له : « يا كميل ، كل مصدور ينفث ، فمن نفث اليك منّا بأمر ( فاستره بستر )(١) ، واياك ان تبديه ، فليس لك من ابدائه توبة ، فاذا لم تكن(٢) توبة فالمصير(٣) لظى ، يا كميل ، اذاعة سر آل محمد عليهم السلام ، لا يقبل الله تعالى منها ، ولا يحتمل احد عليها ، يا كميل وما قالوه لك مطلقاً فلا تعلمه الا مؤمناً موفقاً ، يا كميل ، لا تعلموا الكافرين من اخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدؤوكم بها يوم يعاقبون عليها » الخبر .

[١٤١٥١] ٤٢ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن حريز ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، في قول الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ )(١) قال : « الحسنة : التقية ، والسيئة : الاذاعة ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )(٢) » .

[١٤١٥٢] ٤٣ ـ وعن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن

____________________________

٤١ ـ بشارة المصطفى ص ٢٦ .

(١) في المصدر : وامرك بستره .

(٢) في المصدر زيادة : لك .

(٣) في المصدر زيادة : الى .

٤٢ ـ الإِختصاص ص ٢٥ .

، ٢) فصلت ٤١ الآية ٣٤ .

٤٣ ـ المصدر السابق ص ٢٥٢ ، وعنه في البحار ج ٢ ص ٧٩ ح ٧٣ .

٣٠٣

سلمة بن الخطاب ، عن احمد بن موسى ، ( عن محمد بن عيسى )(١) ، عن أبي سعيد الزنجاني ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي سعيد المدائني قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « اقرأ موالينا السلام ، وأعلمهم ان يجعلوا حديثنا في حصون حصينة ، وصدور فقيهة ، واحلام رزينة ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما الشاتم لنا عرضاً والناصب لنا حرباً ، باشد مؤنة من المذيع علينا حديثنا عند من لا يحتمله » .

[١٤١٥٣] ٤٤ ـ وعن الصادق عليه السلام ، انه قال : (١) « من أذاع حديثنا فانه قتلنا ، قتل عمد لاقتل خطأ » .

[١٤١٥٤] ٤٥ ـ وفي الأمالي : عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ابن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : « قال موسى بن عمران عليه السلام : الهي من اصفيائك ؟ ـ الى ان قال ـ قال :

إلهي ، فمن ينزل دار القدس عنك ؟ قال : الذين لا تنظر أعينهم الى الدنيا ، ولا يذيعون اسرارهم في الدين ، ولا يأخذون في(١) الحكومة الرشا ، الحق في قلوبهم ، والصدق على ألسنتهم ، فاُولئك في ستري في الدنيا ، وفي دار القدس عندي في الآخرة » .

[١٤١٥٥] ٤٦ ـ الآمدي في الغرر : عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال : « اذاعة سر أودعته غدر » .

____________________________

(١) ليس في المصدر والظاهر انها زائدة مقحمة .

٤٤ ـ الاختصاص ص ٣٢ .

(١) في المصدر زيادة : ليس منّا .

٤٥ ـ أمالي المفيد ص ٨٥ ح ١ .

(١) في المصدر : على .

٤٦ ـ غرر الحكم ج ١ ص ٤٠ ح ١٢١٠ .

٣٠٤

وقال عليه السلام(١) : « اقبح الغدر اذاعة السر » .

٣٣ ـ ( باب جواز اقرار الحر بالرقية مع التقية وان كان سيدا )

[١٤١٥٦] ١ ـ الصدوق في كمال الدين : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، واحمد بن ادريس جميعاً ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن زكريا ، عن موسى بن جعفر عليه السلام ـ في حديث اسلام سلمان ـ الى أن قال : « قال : فصحبت قوماً فقلت لهم : يا قوم اكفوني الطعام والشراب واكفيكم(١) الخدمة ، قالوا : نعم ـ الى ان قال ـ فلما اتوا بالشراب ، قالوا : اشرب ، قلت : اني غلام ديراني(٢) ، وان الديرانيين لا يشربون الخمر ، فشدّوا عليّ وارادوا قتلي ، فقلت لهم(٣) : لا تضربوني ولا تقتلوني ، فاني اقر لكم بالعبودية ، فأقررت لواحد منهم ، واخرجني وباعني بثلاثمائة درهم ، من رجل يهودي الى ان ذكر انه باعه من امرأة يهودية ، وان النبيّ صلّى الله عليه وآله اشتراه منها واعتقه » . الخبر .

٣٤ ـ ( باب وجوب كف اللسان عن المخالفين وعن ائمتهم مع التقية )

[١٤١٥٧] ١ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، [ عن ابن فضال ](١) عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد الله عليه السلام . وعن الحسن بن

____________________________

(١) نفس المصدر ج ١ ص ١٨٣ ح ١٧٩ .

الباب ٣٣

١ ـ كمال الدين ص ١٦٣ .

(١) في المصدر : اكفكم .

(٢) الدير : مكان رهبان النصارى ، والديراني الواحد منهم ( مجمع البحرين « دور » ج ٣ ص ٣٠٥ ) .

(٣) في المصدر زيادة : يا قوم .

الباب ٣٤

١ ـ الكافي ج ٨ ص ٧ .

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر . وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ٢٣ : ٧ و٨ ، جامع الرواة ١ : ٢٦٤ ) .

٣٠٥

محمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن القاسم بن الربيع الصحاف ، عن اسماعيل بن مخلد السراج ، عنه عليه السلام ، في رسالته عليه السلام الى اصحابه : « واياكم وسب اعداء الله حيث يسمعونكم ، فيسبوا الله عدوا بغير علم ، وقد ينبغي لكم ان تعلموا حدّ سبهم لله ، كيف هو ؟ انه سب أولياء الله ، فقد انتهك سبّ الله ، ومن اظلم عند الله ممن استسب(٢) لله ولأوليائه ، فمهلاً مهلاً ، فاتبعوا امر الله ، ولا حول ولا قوة الا بالله » .

[١٤١٥٨] ٢ ـ العياشي في تفسيره : عن عمر الطيالسي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سألته عن قول الله : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )(١) قال : فقال : « يا عمر(٢) ، رأيت احداً سب الله ! » قال : فقلت : جعلني الله فداك ، فكيف ؟ قال : « من سب ولي الله فقد سبّ الله » .

[١٤١٥٩] ٣ ـ نصر بن مزاحم في كتاب صفين : عن عمر بن سعد ، عن عبد الرحمن ، عن الحارث بن حصيرة ، عن عبد الله بن شريك ، قال : خرج [ حجر ابن ](١) عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة واللعن من أهل الشام ، فأرسل اليهما علي عليه السلام : « ان كفّا عما يبلغني عنكما » فأتياه فقالا : يا أمير المؤمنين ، السنا محقين ؟ قال : « بلى » قالا : أو ليسوا مبطلين ؟ قال : « بلى » قالا : فلم منعتنا عن شتمهم ؟ قال : « كرهت لكم ان تكونوا لعانين شتامين يشهدون ويتبرؤون ، ولكن لو وصفتم مساوىء اعمالهم ، فقلتم : من سيرتهم كذا وكذا ، ومن عملهم كذا وكذا ، كان اصوب في القول : وابلغ في العذر ،

____________________________

(٢) استسبّ له : عرّضه للسب وجرّه اليه ( مجمع البحرين « سبب » ج ٢ ص ٨٠ ) .

٢ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٣٧٣ ح ٨٠ .

(١) الأنعام ٦ الآية ١٠٨ .

(٢) في المصدر زيادة : هل .

٣ ـ وقعة صفين ص ١٠٢ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٣٠٦

و(٢) قلتم مكان لعنكم اياهم وبراءتكم منهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، واصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق منهم من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به ، كان هذا احب اليّ [ وخيراً ](٣) لكم » فقالا : يا أمير المؤمنين ، نقبل عظتك ونتأدب بأدبك . . . الخبر .

[١٤١٦٠] ٤ ـ الشيخ المفيد في الأمالي : عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : « ان في التوراة مكتوباً فيما ناجى الله تعالى به موسى عليه السلام ، قال له : يا موسى ـ الى ان قال ـ واكتم مكنون سري في سريرتك ، واظهر في علانيتك المداراة عني لعدوّي وعدوّك من خلقي ، ولا تستسب لي عندهم باظهارك مكنون سري ، فتشرك عدوي وعدوك في سبي » .

٣٥ ـ ( باب تحريم مجاورة اهل المعاصي ومخالطتهم اختيارا ، ومحبة بقائهم )

[١٤١٦١] ١ ـ علي بن عيسى في كشف الغمة : عن ابن حمدون قال : كتب المنصور الى جعفر بن محمد عليهما السلام : لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس ؟ فأجابه : « ليس لنا ما نخافك من اجله ، ولا عندك من امر الآخرة ما نرجوك له ، ولا انت في نعمة فنهنيك ، ولا تراها نقمة فنعزيك(١) ، فما نصنع عندك ؟ » قال : فكتب اليه : تصحبنا لتنصحنا ، فأجابه : « من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك » فقال المنصور : والله لقد ميز عندي منازل الناس ، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة ، وانه ممن يريد الآخرة لا الدنيا .

____________________________

(٢) في المصدر زيادة : لو .

(٣) أثبتناه من المصدر .

٤ ـ أمالي الشيخ المفيد ص ٢١٠ ح ٤٦ .

الباب ٣٥

١ ـ كشف الغمة ج ٢ ص ٢٠٨ .

(١) في المصدر زيادة : بها .

٣٠٧

[١٤١٦٢] ٢ ـ أبو يعلى الجعفري في النزهة : عن الهادي عليه السلام ، انه قال : « مخالطة الاشرار تدل على شرار(١) من يخالطهم » .

[١٤١٦٣] ٣ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : في وصية أمير المؤمنين لولده الحسن عليهما السلام : « واياك ومقارنة من رهبته على دينك ، وباعد السلطان ، ولا تأمن خدع الشيطان وتقول : متى ارى ما انكر نزعت(١) ، فانه كذا هلك من كان قبلك من اهل القبلة ، وقد ايقنوا بالمعاد ، فلو سمت(٢) بعضهم بيع(٣) اخرته بالدنيا ، لم يطلب بذلك نفساً ، ثم قد تخبله الشيطان ، بخدعه ومكره ، حتى يورطه في هلكته بعرض من الدنيا حقير ، وينقله من شر الى شر ، حتى يؤيسه من رحمة الله ، ويدخله في القنوط ، فيجد الوجه الى ما خالف الاسلام واحكامه ، فان ابت نفسك الا حب الدنيا وقرب السلطان ، فخالفت ما نهيتك عنه بما فيه رشدك ، فاملك عليك لسانك ، فانه لا ثقة للمملوك عند الغضب ، ولا تسأل عن اخبارهم ، ولا تنطق عند اسرارهم ، ولا تدخل فيما بينك وبينهم ـ الى ان قال ـ وباين أهل الشر تبن منهم(٤) » .

[١٤١٦٤] ٤ ـ ثقة الاسلام في الكافي : عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن بعض اصحابه ، عن ابراهيم بن أبي البلاد ، عمن ذكره ، ـ رفعه ـ قال عليه السلام : « قال لقمان لابنه : يا بني لا تقرب(١) فيكون ابعد لك ، ولا تبعد فتهان ـ الى ان

____________________________

٢ ـ نزهة الناظر ص ٥٣ .

(١) في المصدر : اشرار .

٣ ـ تحف العقول ص ٥٣ .

(١) نزعت : نزع عن الشيء : تركه ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٤٩ ) .

(٢) في الحجرية والمصدر : « سمعت » والظاهر انه تصحيف ، وسُمْت : من السوم وهو البيع والشراء والمعاملة فيهما ( انظر : لسان العرب ج ١٢ ص ٣١٠ ) .

(٣) في الحجرية : « يبيع » وما أثبتناه من المصدر .

(٤) في المصدر : عنهم .

٤ ـ الكافي ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٩ .

(١) في المصدر : لا تقترب .

٣٠٨

قال ـ كما ليس بين الذئب والكبش خلّة(٢) ، كذلك ليس بين البار والفاجر خلّة ، من يقترب من الزّفت(٣) يعلق به بعضه ، كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه ، من يحب المراء يشتم ، ومن يدخل مداخل(٤) السوء يتهم ، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ، ومن لا يملك لسانه يندم » .

ورواه الراوندي في قصص الأنبياء(٥) : باسناده الى الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن أخيه ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام ، مثله .

[١٤١٦٥] ٥ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : عن أبيه ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود ، عن حماد ، عن أبي عبد الله عليه السلام ـ في حديث ـ انه قال : « قال لقمان لابنه : ولا تجادلن فقيهاً ، ولا تعادين سلطاناً ، ولا تماشين ظلوماً ، ولا تصادقنه ، ولا تؤاخين(١) فاسقاً(٢) ، ولا تصاحبن متهماً » . . الخبر .

[١٤١٦٦] ٦ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن الحارث بن المغيرة قال : لقيني أبو عبد الله عليه السلام في بعض طرق المدينة قبلا ، فقال : « يا حارث » قلت : نعم ، فقال : « لاحملن ذنوب سفهائكم على حلمائكم » قلت : ولم جعلت فداك ؟ قال : ما يمنعكم اذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون ، مما يدخل علينا منه العيب عند الناس والأذى ، أن تأتوه وتعظوه ، وتقولوا له قولا بليغاً » ؟ قلت : اذا لا يقبل منا ولا يطيعنا ، قال : « فاذا فاهجروه واجتنبوا مجالسته » .

____________________________

(٢) الخلة : الصداقة والمودة ( لسان العرب « خلل » ج ١١ ص ٢١٨ ) .

(٣) الزفت : القير ( لسان العرب « زفت » ج ٢ ص ٣٤ ) .

(٤) في المصدر : مدخل .

(٥) قصص الراوندي ص ١٩٢ .

٥ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ١٦٤ .

(١) في المصدر : ولا تصاحبنّ .

(٢) في المصدر زيادة : نطفاً .

٦ ـ الاختصاص ص ٢٥١ .

٣٠٩

٣٦ ـ ( باب تحريم مجالسة أهل المعاصي وأهل البدع )

[١٤١٦٧] ١ ـ زيد النرسي في اصله قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ، يقول : « اياكم وعشار الملوك وابناء الدنيا ! فان ذلك يصغّر نعمة الله في اعينكم ، ويعقّبكم كفرا .

وإياكم ومجالسة الملوك وابناء الدنيا ! ففي ذلك ذهاب دينكم ، ويعقبكم نفاقاً ، وذلك داء دويّ لا شفاء له ، ويورث قساوة القلب ، ويسلبكم الخشوع ، وعليكم بالاشكال من الناس ، والاوساط من الناس ، فعندهم تجدون معادن الجواهر(١) ، واياكم ان تمدوا اطرافكم الى ما في أيدي ابناء الدنيا ! فمن مد طرفه الى ذلك طال حزنه ، ولم يشف غيظه ، واستصغر نعمة الله عنده ، فيقل شكره لله ، وانظر الى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكرا ، ولمزيده مستوجباً ، ولجوده ساكناً » .

[١٤١٦٨] ٢ ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر عليه السلام ، انه قال : « ان أولياء الله وأولياء رسوله [ من شيعتنا ](١) ، من اذا قال صدق ـ الى ان قال ـ شيعتنا من لا يمدح لنا معيباً ، ولا يواصل لنا مبغضاً ، ولا يجالس لنا قاليا » . الخبر .

[١٤١٦٩] ٣ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بكر بن صالح ، عن سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام : يقول لابي : « ما لي رأيتك عند

____________________________

الباب ٣٦

١ ـ أصل زيد النرسي ص ٥٧ .

(١) في المصدر : الجوهر .

٢ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٦٤ .

(١) أثبتناه من المصدر .

٣ ـ أمالي الشيخ المفيد ص ١١٢ ح ٣ .

٣١٠

عبد الرحمن بن يعقوب ؟ » قال : انه خالي ، فقال له أبو الحسن عليه السلام : « انه يقول في الله قولاً عظيماً ، يصف الله تعالى ويحدّه ، والله لا يوصف ، فأمّا جلست معه وتركتنا ، وامّا جلست معنا وتركته » فقال : (١) هو يقول ما شاء ، أي شيء عليّ(٢) اذا لم اقل ما يقول ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام : « اما تخاف(٣) ان تنزل به نقمة فتصيبكم جميعاً !؟ اما علمت بالذي كان من اصحاب موسى عليه السلام ، وكان أبوه من اصحاب فرعون ، فلما لحقت خيل فرعون موسى عليه السلام تخلّف عنه ليعظه ، وادركه موسى عليه السلام وأبوه يراغمه(٤) ، حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعاً ، فأتى موسى عليه السلام الخبر ، فسأل جبرئيل عن حاله ، فقال(٥) : غرق رحمه الله ، ولم يكن على رأي أبيه ، لكن النقمة اذا نزلت لم يكن لها عمّن(٦) قارب المذنب دفاع » .

[١٤١٧٠] ٤ ـ وعن أبي الحسن علي بن خالد المراغي ، عن ثوابة بن يزيد ، عن احمد ابن علي [ بن ](١) المثنى ، عن محمد بن المثنى ، عن شبابة بن سوار ، عن المبارك ابن سعيد ، عن خليد(٢) الفرّاء ، عن أبي المجبر (٣) قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « أربعة مفسدة للقلوب : الخلوة بالنساء ، والاستماع منهن ، والاخذ

____________________________

(١) في المصدر زيادة : ان .

(٢) في المصدر زيادة : منه .

(٣) في المصدر : تخافنّ .

(٤) يراغمه : يغضيه ويتباعد عنه ( لسان العرب « رغم » ج ١٢ ص ٢٤٧ ) .

(٥) في المصدر زيادة : له .

(٦) في الحجرية : « عمّا » وما أثبتناه من المصدر .

٤ ـ امالي الشيخ المفيد ص ٣١٥ .

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « انظر : تاريخ بغداد ج ٧ ص ١٤٩ » .

(٢) في الحجرية : والمصدر : خليل ، ولعل الصواب ما أثبتناه كما في سند الحديث الوارد في أسد الغابة ج ٥ ص ٢٩٠ .

(٣) في الحجرية : « أبو المجتر » وهو تصحيف ، وما أثبتناه من المصدر ، هو الصواب ، كما ذكر هذا الحديث بهذا السند في اسد الغابة ج ٥ ص ٢٩٠ فراجع .

٣١١

برأيهنّ ، ومجالسة الموتى » فقيل له : يا رسول الله ، وما مجالسة الموتى ؟ قال : « مجالسة كلّ ضالّ عن الايمان ، وجائر في الاحكام » .

[١٤١٧١] ٥ ـ علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصيّة : عن العالم عليه السلام ، انه قال : « لا تجالسوا المفتونين ، فينزل عليهم العذاب فيصيبكم معهم » .

[١٤١٧٢] ٦ ـ الجعفريات : اخبرنا عبد الله ، اخبرنا محمد ، حدثني موسى قال : حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : المرء على دين من يخالل ، فليتق الله المرء ولينظر من يخالل » .

[١٤١٧٣] ٧ ـ الشهيد في الدرّة الباهرة : عن الجواد عليه السلام ، انه قال : « اياك ومصاحبة الشرير ، فانه كالسيف المسلول ، يحسن منظره ويقبح أثره » .

[١٤١٧٤] ٨ ـ وعن أبي محمد العسكري عليه السلام ، انه قال : « اللحاق بمن ترجو ، خير من المقام مع من لا تأمن شرّه » .

[١٤١٧٥] ٩ ـ وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « الوحدة خير من قرين السوء » .

[١٤١٧٦] ١٠ ـ امين الاسلام في مجمع البيان : عن الباقر عليه السلام ، انه قال : ( فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )(١) قال المسلمون : كيف نصنع ان

____________________________

٥ ـ إثبات الوصية ص ٥٠ .

٦ ـ الجعفريات ص ١٤٨ .

٧ ـ الدرّة الباهرة ص ٤١ وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٩٨ ح ٣٤ .

٨ ـ المصدر السابق ص ٤٣ وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٩٨ ح ٣٤ .

٩ ـ الدرة الباهرة : النسخة المطبوعة من المصدر خالية من هذا الحديث ، وأخرجه المجلسي في البحار ج ٧٤ ص ١٩٩ ح ٣٧ وج ٧٧ ص ١٧٣ ح ٨ عن اعلام الدين ص ٩٤ .

١٠ ـ مجمع البيان ج ٢ ص ٣١٦ .

(١) الانعام ٦ الآية ٦٨ .

٣١٢

كان كلّما استهزأ المشركون(٢) قمنا وتركناهم ، فلا ندخل اذاً المسجد الحرام ، ولا نطوف بالبيت الحرام ؟ فانزل الله تعالى : ( وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ )(٣) امرهم بتذكيرهم(٤) ما استطاعوا » .

[١٤١٧٧] ١١ ـ الصدوق في الخصال : عن محمد بن علي الشاه ، عن احمد بن محمد ابن الحسين ، عن احمد بن خالد الخالدي ، عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي ، عن أبيه ، عن أنس بن محمد أبي مالك ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن أبي طالب عليهم السلام ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « ثلاثة مجالستهم تميت القلب : مجالسة الانذال ، ومجالسة الاغنياء ، والحديث مع النساء » .

[١٤١٧٨] ١٢ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الاخلاق : عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، انه قال في وصيّة له بعد ذكر صفات جملة من اهل المعاصي : « يابن مسعود ، لا تجالسوهم في الملأ ، ولا تبايعوهم في الأسواق ، ولا تهدوهم(١) الطريق ، ولا تسقوهم الماء ، قال الله تعالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ )(٢) » .

[١٤١٧٩] ١٣ ـ الصدوق في معاني الاخبار : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن الصادق عليه السلام ـ في حديث ـ عن آبائه ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « أولى الناس بالتهمة من جالس

____________________________

(٢) في المصدر زيادة : بالقرآن .

(٣) الأنعام ٦ الآية ٦٩ .

(٤) في المصدر زيادة : وتبصيرهم .

١١ ـ الخصال ص ١٢٥ ح ١٢٢ .

١٢ ـ مكارم الاخلاق ص ٤٥٠ .

(١) في المصدر زيادة : الى .

(٢) هود ١١ الآية ١٥ .

١٣ ـ معاني الأخبار ص ١٩٦ ح ١ ، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ١١٣ .

٣١٣

اهل التهمة » .

ورواه في الخصال : عن محمد بن أحمد السناني ، [ محمد بن أبي عبد الله الكوفي ](١) عن موسى بن عمران ، عن الحسين بن يزيد ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن يونس بن ظبيان ، عنه عليه السلام ، مثله(٢) .

ورواه جعفر بن أحمد في الغايات : عن أبي جعفر عليه السلام ، مثله(٣) .

[١٤١٨٠] ١٤ ـ وفي الأمالي : عن محمد بن موسى المتوكل ، عن عبد الله بن جعفر ، عن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن اسباط ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، انه قال : « فيما وعظ الله به عيسى : يا عيسى ، اعلم ان صاحب السوء يعدي(١) ، وان قرين السوء يردي ، فاعلم من تقارن » . الخبر .

ورواه في الكافي : عن علي بن ابراهيم ، عن ابن اسباط ، عنهم عليهم السلام ، مثله(٢) .

[١٤١٨١] ١٥ ـ الكشي في رجاله : عن حمدويه وابراهيم قالا : حدّثنا العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل بن مزيد(١) قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ـ وذكر

____________________________

(١) أثبتناه من الامالي وهو الصواب راجع جامع الرواة ٢ : ٤٩ و٢٧٩ ومعجم رجال الحديث ج ١٩ ص ٦٠ .

(٢) بل في أمالي الصدوق ص ٢٧ ح ٤ ، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ١١١ ح ٢ .

(٣) الغايات ص ٦٦ .

١٤ ـ أمالي الصدوق ص ٤١٦ .

(١) العدوي : هي انتقال الداء أو المرض من صاحبه الى غيره . ( لسان العرب « عدا » ج ١٥ ص ٣٩ . ) .

(٢) الكافي ج ٨ ص ١٣٤ .

١٥ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٥٨٦ ح ٥٢٥ .

(١) في الطبعة الحجرية : يزيد ، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٣٠٨ » .

٣١٤

اصحاب أبي الخطاب والغلاة ـ فقال لي : « يا مفضل ، لا تقاعدوهم ، ولا تؤاكلوهم ، ولا تشاربوهم ، ولا تصافحوهم ، ولا توارثوهم » .

[١٤١٨٢] ١٦ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن محمد بن النعمان الاحول ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه قال : « يابن النعمان ، من قعد الى ساب أولياء الله فقد عصى [ الله ](١) » .

[١٤١٨٣] ١٧ ـ الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن : عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه قال : « قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يجلس في مجلس يسبّ فيه إمام ، أو يغتاب فيه مسلم ، ان الله عزّ وجلّ يقول : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )(١) » .

[١٤١٨٤] ١٨ ـ جامع الأخبار : عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « يأتي في آخر الزمان اناس من امتي ، يأتون المساجد يقعدون فيها حلقاً ، ذكرهم الدنيا وحبّ الدنيا ، لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة » .

[١٤١٨٥] ١٩ ـ مصباح الشريعة : قال الصادق عليه السلام : « واحذر مجالسة أهل البدع ، فانّها تنبت في القلب كفرا(١) وضلالاً مبيناً » .

[١٥١٨٦] ٢٠ ـ محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، في قول الله : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا

____________________________

١٦ ـ تحف العقول ص ٢٣٠ .

(١) أثبتناه من المصدر .

١٧ ـ المؤمن ص ٧٠ ح ١٩٢ .

(١) الانعام ٦ الآية ٦٨ .

١٨ ـ جامع الأخبار ص ١٥١ .

١٩ ـ مصباح الشريعة ص ٣٨٩

(١) في المصدر زيادة : خفيّاً .

٢٠ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٨١ ح ٢٩٠ .

٣١٥

سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ ـ الى قوله ـ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ )(١) قال : « اذا سمعت الرجل يجحد الحق ، ويكذب به ، ويقع في أهله ، فقم من عنده ولا تقاعده » .

[١٤١٨٧] ٢١ ـ وعن شعيب العقرقوفي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ ـ الى قوله ـ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ )(١) فقال : « انما عنى الله بهذا اذا سمعت الرجل يجحد الحق ، ويكذب به ، ويقع في الائمة عليهم السلام ، فقم من عنده ، ولا تقاعده كائناً من كان » .

[١٤١٨٨] ٢٢ ـ فقه الرضا عليه السلام : « واياك ان تزوّج شارب الخمر ـ الى ان قال ـ ولا تؤاكله ، ولا تصاحبه ، ولا تضحك في وجهه . وقال في موضع آخر : ولا تجالس شارب الخمر ولا تسلّم عليه ـ الى أن قال ـ ولا تجتمع معه في مجلس ، فان اللعنة اذا نزلت عمّت [ من ](١) في المجلس » .

[١٤١٨٩] ٢٣ ـ الشيخ الطوسي في الغيبة : عن جماعة ، عن جعفر بن محمد بن قولويه ، وأبي غالب الزراري وغيرهما ، عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن اسحاق ، في التوقيع ورد عليه من صاحب الامر عليه السلام على يد محمد بن عثمان : « وامّا أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الاجدع ملعون ، واصحابه ملعونون ، فلا تجالس اهل مقالتهم ، فاني منهم بريء ، وآبائي عليهم السلام منهم براء » .

ورواه الصدوق في كمال الدين : عن محمد بن عصام الكليني ، عن محمد بن يعقوب ، مثله(١) .

____________________________

(١) النساء ٤ الآية ١٤٠ .

٢١ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٢٨٢ ح ٢٩١ .

(١) النساء ٤ الآية ١٤٠ .

٢٢ ـ فقه الرضا عليه السلام ص ٣٨ ، وعنه في البحار ج ٧٩ ص ١٤٣ .

(١) أثبتناه من البحار .

٢٣ ـ غيبة الطوسي ص ١٧٧ .

(١) كمال الدين ص ٤٨٥ ح ٤ .

٣١٦

[١٤١٩٠] ٢٤ ـ عوالي اللآلي : عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ، انه قال : « القدريّة مجوس هذه الامّة ، ان مرضوا فلا تعودوهم ، وان ماتوا فلا تشهدوهم » .

٣٧ ـ ( باب وجوب البراءة من اهل البدع ، وسبّهم ، وتحذير الناس منهم ، وترك تعظيمهم مع عدم الخوف )

[١٤١٩١] ١ ـ كتاب العلاء : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « ابرؤوا من خمسة : من المرجئة(١) ، والخوارج ، والقدرية ، والشامي ، والناصب ، قلت : ما النصب ؟ قال : من احبّ شيئاً وابغض(٢) عليه » .

[١٤١٩٢] ٢ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي عليهم السلام ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ان بين يدي الساعة لنيّفاً وسبعين رجلاً ، وما من رجل يدعو الى بدعة فيتبعه رجل واحد ، الّا وجده يوم القيامة لازماً لا يفارقه حتى يسأل عنه ، ثم تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ )(١) فالمسألة من الله اخذ ، والاخذ من الله تعالى عذاب » .

[١٤١٩٣] ٣ ـ وبهذا الاسناد ، قال : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة ـ الى ان قال ـ امّا صاحب البدعة ، فقد اشرب قلبه حبّها » الخبر .

____________________________

٢٤ ـ عوالي اللآلي ج ١ ص ١٦٦ ح ١٧٥ .

الباب ٣٧

١ ـ كتاب العلاء : ص ١٥٤ .

(١) في المصدر : المرجعة .

(٢) في المصدر : أو أبغض .

٢ ـ الجعفريات ص ١٧١ .

(١) الصافات ٣٧ الآية ٢٤ .

٣ ـ المصدر السابق : لم نجده .

٣١٧

ورواه السيد فضل الله الراوندي في نوادره : مسنداً عنه عليه السلام ، مثله(١) .

[١٤١٩٤] ٤ ـ الكشي في رجاله : عن علي بن محمد بن قتيبة ، عن احمد بن ابراهيم المراغي قال : ورد على القاسم بن العلاء نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال ، وكان ابتداء ذلك ان كتب عليه السلام الى قوامه بالعراق : « احذروا الصوفي المتصنّع » قال : وكان من شأن احمد بن هلال ، انه قد كان حج اربعاً وخمسين حجّة ، عشرون منها على قدميه ، قال : وكان رواة اصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه ، فانكروا ما ورد في مذمّته ، فحملوا القاسم بن العلاء على ان يراجع في امره ، فخرج اليه : « قد كان امرنا نفذ اليك في المتصنع ابن هلال ـ لا رحمه الله ـ بما قد علمت ـ لا غفر الله له ذنبه ، ولا اقاله عثرته ـ دخل في امرنا بلا اذن منّا ولا رضى ، ليستبدّ برأيه ، فيحامي من ذنوبه ، لا يمضي من امرنا ايّاه الّا بما يهواه ويريد ـ أرداه الله في نار جهنّم ـ فصبرنا عليه حتى بتر الله عمره بدعوتنا ، وكنّا قد عرّفنا خبره قوماً من موالينا ايامه ـ لا رحمه الله ـ وامرناهم بالقاء ذلك الى الخاص من موالينا ، ونحن نبرأ الى الله من ابن هلال ـ لا رحمه الله ـ وممّن لا يبرأ منه ، واعلم الاسحاقي ـ سلّمه الله ـ وأهل بيته مما اعلمناك ، من امر هذا الفاجر ، وجميع من كان سألك ويسألك ، عنه من أهل بلده والخارجين ، ومن كان يستحق أن يطّلع على ذلك » . الخبر .

[١٤١٩٥] ٥ ـ وعن حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر ابن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : « يا أبا محمد ، ابرأ ممّن يزعم انّا ارباب » قلت : برىء الله منه ، فقال : « ابرأ ممن يزعم انّا انبياء » قلت : برىء الله منه .

[١٤١٩٦] ٦ ـ وعن محمد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن

____________________________

(١) نوادر الراوندي ص ١٨ .

٤ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٨١٦ ح ١٠٢٠ .

٥ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٥٨٧ ح ٥٢٩ .

٦ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٥٨٤ ح ٥٢١ .

٣١٨

أبيه عمران بن علي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « لعن الله أبا الخطاب ، [ ولعن الله من قتل معه ](١) ولعن الله من بقي منهم ، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم » .

[١٤١٩٧] ٧ ـ الشيخ الطوسي في الغيبة : عن جماعة ، عن أبي محمد التلعكبري ، عن أبي علي محمد بن همام قال : كان الشريعي يكنّى بأبي محمد قال هارون : واظن اسمه كان الحسن ، وكان من اصحاب أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام ، ثم الحسن بن علي عليهما السلام بعده ، وهو أول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه ، ولم يكن اهلاً له ، وكذب على الله ، وعلى حججه عليهم السلام ، ونسب اليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء ، فلعنته الشيعة وتبرأت منه ، وخرج توقيع الامام بلعنه والبراءة منه .

[١٤١٩٨] ٨ ـ وعن أبي علي بن همام ، انه ذكر قصّة أحمد بن هلال ـ الى ان قال ـ ثم ظهر التوقيع على يد أبي القاسم بن روح ، بلعنه والبراءة منه ، في جملة من لعن .

[١٤١٩٩] ٩ ـ وذكر الشيخ في ترجمة محمد بن علي الشلمغاني لعنه الله ، بعد ذكر جملة من بدعه وعقائده الفاسدة : ثم ظهر التوقيع من صاحب الزمان عليه السلام ، بلعن أبي جعفر محمد بن علي ، والبراءة منه وممّن تابعه وشايعه ، ورضي بقوله ، واقام على توليه ، بعد المعرفة بهذا التوقيع ، وقال الشيخ رحمه الله : ان الشيخ أبا القاسم بن روح رحمه الله ، اظهر لعنه واشتهر امره ، وتبرأ منه ، وامر جميع الشيعة بذلك الى ان قال :

نسخة التوقيع : أخبرنا(١) جماعة ، عن أبي محمد هارون بن موسى قال : حدّثنا محمد بن همام قال : خرج على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ، في

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر .

٧ ـ الغيبة للطوسي ص ٢٤٤ .

٨ ـ المصدر السابق ص ٢٤٥ .

٩ ـ غيبة الطوسي ص ٢٥٠ .

(١) نفس المصدر ص ٢٥٢ .

٣١٩

ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، في ابن أبي العزاقر ، والمداد رطب لم يجف .

وأخبرنا جماعة ، عن ابن أبي داود قال : خرج التوقيع من الحسين بن روح في الشلمغاني ، وانفذ نسخته الى أبي علي بن همام ، في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة .

قال ابن نوح : وحدّثنا أبو الفتح احمد بن ذكا ، مولى علي بن محمد الفرات رحمه الله ، قال : اخبرنا أبو علي بن همام بن سهيل بتوقيع خرج في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة .

وقال محمد بن الحسن بن جعفر بن اسماعيل بن صالح الصيمري : انفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه ، في مجلسه في دار المقتدر ، الى شيخنا أبي علي بن همام ، في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ، واملاه أبو علي وعرفني ان أبا القاسم راجع في ترك اظهاره ، فانه في يد القوم وحبسهم ، فأمر باظهاره ، وان لا يخشى ويأمن ، فتخلص(٢) وخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله .

التوقيع : « عرّف ـ قال الصيمري : عرّفك الله الخير ، اطال الله بقاءك ، وعرّفك الخير كلّه ، وختم به عملك ـ من تثق بدينه وتسكن الى نيّته من اخواننا ، أسعدكم الله ـ وقال ابن داود : ادام الله سعادتكم ـ من تسكن الى دينه وتثق بنيّته ـ جميعاً ـ بان محمد بن علي المعروف بالشلمغاني ـ زاد ابن داود : وهو ممّن عجّل الله له النقمة ولا امهله ـ قد ارتد عن الاسلام وفارقه ـ اتفقوا ـ والحد في دين الله ، وادّعى ما كفر معه بالخالق ـ قال هارون فيه : بالخالق جلّ وتعالى ـ وافترى كذباً وزورا ـ وقال : بهتاناً واثماً عظيماً ، قال هارون : وامرا عظيماً ـ كذب العادلون بالله وضلّوا ضلالاً بعيداً ، وخسروا خسراناً مبيناً ، وانّنا قد تبرأنا الى الله تعالى ، والى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته

____________________________

(٢) في الحجرية : « ويخلص » وما أثبتناه من المصدر .

٣٢٠