الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
وخلفائه ـ الى ان قال عليه السلام ـ .
فلا يحل لأحد أن يسميه او يكنيه باسمه وكنيته ، قبل خروجه صلوات الله عليه » .
[١٤٠٩٦] ٤ ـ وقال : حدّثنا ابراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري قال : لما همّ الوالي عمرو بن عوف بقتلي ، وهو رجل شديد وكان مولعاً بقتل الشيعة ، فاخبرت بذلك وغلب عليّ خوف عظيم ، فودّعت اهلي واحبائي وتوجهت الى دار أبي محمد عليه السلام لاودعه ، وكنت أردت الهرب ، فلما دخلت عليه رأيت غلاماً جالساً في جنبه كان وجهه مضيئاً كالقمر ليلة البدر ، فتحيرت من نوره وضيائه ، وكاد أن أنسى ما كنت فيه من الخوف والهرب ، فقال : « يا ابراهيم ، لا تهرب فان الله تبارك وتعالى سيكفيك شره » فازداد تحيّري ، فقلت لابي محمد عليه السلام : يا سيدي ـ جعلني الله فداك ـ من هو وقد اخبرني بما كان في ضميري !؟ فقال : « هو ابني ، وخليفتي من بعدي .
وهو الذي يغيب غيبة طويلة ، ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلماً ، فيملأها قسطاً وعدلاً » فسألته عن اسمه ، فقال : « هو سمي رسول الله صلّى الله عليه وآله وكنيّه ، ولا يحل لأحد ان يسميه او يكنيه بكنيته ، الى ان يظهر الله دولته وسلطنته ، فاكتم يا ابراهيم ما رأيت وسمعت منّا اليوم الا عن اهله » فصليت عليهما وآبائهما ، وخرجت مستظهراً(١) بفضل الله تعالى ، واثقاً بما سمعت من الصاحب عليه السلام . . الخبر .
[١٤٠٩٧] ٥ ـ الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : باسناده عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن احمد العلوي ، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن العسكري عليه السلام يقول : « الخلف من بعدي الحسن ، فكيف
____________________________
٤ ـ الغيبة لابن شاذان .
(١) استظهر بالله : استعان به ( لسان العرب ج ٤ ص ٥٢٥ ) .
٥ ـ الغيبة ص ١٢١ .
لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ » .
فقلت : ولم جعلني الله فداك ؟ فقال : « لأنكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره [ باسمه ](١) » فقلت : فكيف نذكره ؟ فقال : « قولوا : الحجة من آل محمد عليهم السلام » .
ورواه الحسين بن حمدان في كتابه(٢) : عن سعيد بن احمد بن محمد ، عن ابي هاشم ، مثله .
محمد بن علي الخزاز في كفاية الأثر(٣) : عن علي بن محمد السندي ، عن سعد بن عبد الله ، مثله .
[١٤٠٩٨] ٦ ـ وعن محمد بن عبد الله بن حمزة ، عن عمه الحسن بن حمزة ، عن علي ابن ابراهيم بن هاشم ، عن صالح بن السندي ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : دخلت على موسى بن جعفر عليهما السلام ، فقلت : يابن رسول الله ، انت القائم بالحق ؟ فقال :
« أنا القائم بالحق ، ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من اعداء الله ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ، هو الخامس من ولدي ـ الى ان قال ـ(١) وهو الثاني عشر منّا ، يسهل الله تعالى له كل عسر ، ويذلل له كل صعب ، ويظهر له كنوز الأرض ، ويقرب عليه كل بعيد ، ويبير(٢) به كل جبار عنيد ، ويهلك على يده كل شيطان مريد ، ذلك ابن سيدة الاماء ، الذي تخفى على الناس ولادته ، ولا يحل
____________________________
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) الهداية ص ٨٧ ب .
(٣) كفاية الأثر ص ٢٨٤ .
٦ ـ كفاية الأثر ص ٢٦٥ .
(١) الحديث ملفق من حديثين متتابعين ، والقطعة الثانية منه وردت بالسند الآتي : وعنه ، عن عمّه ، عن علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي أحمد محمد ابن زياد الأزدي قال : سألت سيدي موسى بن جعفر عليه السلام . . . الخ .
(٢) يبير : يهلك ( مفردات الراغب ص ٦٥ ) .
لهم تسميته ، حتى يظهره الله ، فيملأ به الأرض قسطاً وعدلا ، كما ملئت جوراً وظلما » .
[١٤٠٩٩] ٧ ـ وعن أبي عبد الله الخزاعي ، عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الادمي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام : اني لأرجو(١) ان تكون القائم من اهل بيت محمد صلّى الله عليه وآله ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً .
فقال : « ياأبا القاسم ، ما منا الا قائم بأمر الله ، وهادٍ الى دين الله ، وليس(٢) القائم الذي يطهر الله به الأرض من اهل الكفر والجحود ، ويملؤها عدلاً وقسطاً ، ( الا )(٣) هو الذي يخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سميّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وكنيّه » . . الخبر .
[١٤١٠٠] ٨ ـ وعن محمد بن علي ، عن علي بن احمد بن محمد بن عمران بن موسى الدقاق ، وعلي بن عبد الله الوراق ، عن محمد بن هارون الصولي(١) ، عن ابي تراب عبيد الله بن موسى الرّؤياني ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : دخلت على سيدي علي بن محمد عليهما السلام ، فلما بصر بي قال لي : « مرحباً بك ياابا القاسم ، أنت ولينا [ حقاً ](٢) » .
قال : قلت : يابن رسول الله ، اني اريد ان اعرض عليك ديني ، فان كان مرضياً ثبتّ عليه حتى القى الله عز وجل . فقال : « هات ياابا القاسم » ، فقلت : اني اقول : ان الله تبارك وتعالى واحد . . . ثم ذكر بعض صفاته تعالى ، وذكر
____________________________
٧ ـ كفاية الأثر ص ٢٧٧ .
(١) في المصدر : لارجوك .
(٢) في المصدر : ولكن .
(٣) ليس في المصدر .
٨ ـ كفاية الأثر ص ٢٨٢ .
(١) في المصدر : الصوفي .
(٢) أثبتناه من المصدر .
النبي صلّى الله عليه وآله ، والأوصياء عليهم السلام ، الى ان قال : ثم انت يا مولاي ، فقال عليه السلام : « ومن بعدي الحسن ابني .
فكيف للناس بالخلف من بعده ؟ » قال : فقلت : وكيف ذاك يا مولاي ؟ قال : « انه لا يرى شخصه ، ولا يحل ذكر اسمه ، حتى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً » قال : فقلت واقررت ـ الى ان قال ـ فقال علي بن محمد عليهما السلام : « ياابا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة » .
ورواه الصدوق في صفات الشيعة : عن الدقاق ، مثله(٣) .
[١٤١٠١] ٩ ـ عليّ بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية : عن سعد بن عبد الله ، عن أبي جعفر محمد بن احمد العلوي ، عن ابي هاشم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : « الخلف بعدي ابني الحسن ، فكيف بالخلف بعد الخلف ؟ » فقلت : ولم جعلني الله فداك ؟ قال : « لانكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه » قلت : وكيف نذكره ؟ فقال : « قولوا : الحجة من آل محمد صلوات الله عليهم » .
[١٤١٠٢] ١٠ ـ وعنه ، عن عباد بن يعقوب الاسدي ، عن الحسن بن حماد ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن حذيفة بن اليمان قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، يقول : « صاحب بني العباس يقتله رجل من ولدي ، لا يسميه باسمه الا كافر » .
[١٤١٠٣] ١١ ـ وعنه ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليه السلام ، يقول : « القائم عليه السلام لا يرى جسمه ، ولا
____________________________
(٣) صفات الشيعة ص ٤٨ ح ٦٨ .
٩ ـ إثبات الوصية ص ٢٠٨ ، ٢٢٤ .
١٠ ـ إثبات الوصية ص ٢٢٦ .
١١ ـ المصدر السابق ص ٢٢٦ .
يسمى باسمه » .
[١٤١٠٤] ١٢ ـ وعنه ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن المفضل بن عمر قال : سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : « اياكم والتنويه باسمه ، والله ليغيبن امامكم دهراً من دهركم ، وليمحصن حتى يقال : ( مات ، قتل )(١) هلك ، بأي واد سلك ؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين » . . الخبر .
[١٤١٠٥] ١٣ ـ الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه : عن محمد بن علي ، عن محمد ابن احمد بن عيسى ، عن عبد الله بن ابي نجران ، عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « اياكم والتنويه باسم المهدي ، والله ليغيبن مهديكم سنين من دهركم » . . الخبر .
[١٤١٠٦] ١٤ ـ وعن محمد بن زيد ، عن عباد الاسدي ، عن الحسن بن حماد ، عن عباد بن ربيعة ، عن حذيفة بن اليمان ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ في خبر في صفة المهدي عليه السلام ـ قال : « وهو الذي لا يسميه باسمه ظاهراً قبل قيامه الا كافر به » .
[١٤١٠٧] ١٥ ـ وعن علي بن الحسن بن فضال ، عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا علي بن موسى عليهما السلام يقول : « القائم المهدي عليه السلام ، ابن ابني الحسن ، لا يرى جسمه ، ولا يسمى باسمه بعد غيبته احد حتى يراه ويعلن باسمه فليسمه كل الخلق » .
فقلنا له : يا سيدنا ، فان قلنا : صاحب الغيبة ، وصاحب الزمان ، والمهدي ، قال : « هو كله جائز مطلقاً ، وانما نهيتكم عن التصريح باسمه الخفي
____________________________
١٢ ـ إثبات الوصية ص ٢٢٤ .
(١) ليس في المصدر .
١٣ ـ الهداية ص ٨٧ ب .
١٤ ـ الهداية ص ٨٨ ب .
١٥ ـ الهداية ص ٨٨ ب .
عن اعدائنا ، فلا يعرفوه » .
[١٤١٠٨] ١٦ ـ الشيخ الطبرسي في اعلام الورى : عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام ، يقول : « سأل عمر بن الخطاب ، أمير المؤمنين عليه السلام فقال : اخبرني عن المهدي ، ما اسمه ؟ فقال : اما اسمه فان حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله ، عهد اليّ ان لا احدّث به حتى يبعثه الله ، قال : فأخبرني في صفته » . . الخبر .
[١٤١٠٩] ١٧ ـ احمد بن محمد بن عياش في كتاب مقتضب الاثر : حدّثني ( محمد بن جعفر الادمي )(١) ، من اصل كتابه ، قال : حدثني احمد بن عبيد بن ناصح قال : حدّثني الحسين بن العلوان الكلبي ، عن همام بن الحارث ، عن وهب بن منبّه قال : ان موسى عليه السلام نظر ليلة الخطاب الى كل شجرة في الطور ، وكل حجر ونبات ينطق بذكر محمد واثني عشر وصياً له من بعده صلوات الله عليهم .
فقال موسى : الهي لا أرى شيئاً خلقته ، الا وهو ناطق بذكر محمد وأوصيائه الاثني عشر صلوات الله عليهم ، فما منزلة هؤلاء عندك ؟ ساق الخبر الى ان قال : قال حسين بن علوان : فذكرت ذلك لجعفر بن محمد عليهما السلام ، فقال : « حق ذلك ، هم اثنا عشر من آل محمد عليهم السلام : علي ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، ومن شاء الله » قلت : جعلت فداك انما أسألك لتفتيني بالحق ، قال : « انا وابني هذا ـ وأومأ الى ابنه موسى ـ والخامس من ولده ، يغيب شخصه ، ولا يحل ذكره باسمه » .
قلت : وهذه الاخبار وغيرها مما يوجد في الأصل(٢) ، بعد حمل ظاهرها على
____________________________
١٦ ـ اعلام الورى ص ٤٦٥ .
١٧ ـ مقتضب الأثر ص ٤١ .
(١) في الطبعة الحجرية : جعفر بن محمد بن الآدمي ، وما أثبتناه من المصدر ( راجع لسان الميزان ج ٥ ص ١٠٨ ) .
(٢) وسائل الشيعة المجلد ١١ ، الباب ٣٣ ، من أبواب الأمر والنهي .
نصها ، صريحة في ان عدم جواز تسمية مولانا المهدي صلوات الله عليه باسمه المعهود ، من خصائصه كغيبته وطول عمره ، وان غاية هذا المنع ظهوره وسطوع نوره واستيلاؤه وسلطنته ، لا يعلم سره وحكمته غيره تعالى ، ليس لأجل الخوف والتقية التي يشارك معه غيره من آبائه الكرام عليهم السلام ، بل وخواص شيعته ، ويشترك مع اسمه هذا كثير من القابه الشائعة ، فيرتفع بعدمه ولو كان قبل الظهور .
ويؤيد الأخبار المذكورة صنوف اخرى منها :
الأولى : الاخبار المستفيضة في أبواب المعراج ، مما اوحى الله تعالى لنبيه صلّى الله عليه وآله ، وذكر له اسامي أوصيائه ، فان فيها ذكر جميعهم باسمه ، سوى الثاني عشر عليه السلام ، فذكره بلقبه فلاحظ .
الثانية : الاخبار الكثيرة التي وردت من النبي صلّى الله عليه وآله في عددهم ، فانه صلّى الله عليه وآله ، ذكر كل واحد منهم باسمه ، سوى المهدي عليه السلام فذكره بلقبه ، أو قال : اسمه اسمي ، أو سميي ، وما أشبه ذلك ، مع ان الباقر والجواد عليهما السلام مثله في ذلك .
الثالثة : كثرة ألقابه واساميه وكناه الشائعة ، وقد انهيناها في كتابنا الموسوم بـ ( النجم الثاقب )(٣) الى مائة واثنتين وثمانين ، وفيها اشارة الى ذلك ، وقد بشر به جميع من سلف ، وكل ذلك بألقابه ، كما هو ظاهر للمراجع .
وفي زيارته : السلام على مهديّ الامم .
وحمل اخبار الباب على التقية فاسد من وجوه :
الأول : ما عرفت من ان غاية المنع ظهوره عليه السلام ، سواء كان هناك خوف أم لا .
____________________________
(٣) النجم الثاقب ص ٣٧ .
الثاني : انه لو كان للتقية لعم سائر ألقابه الشائعة ، خصوصاً المهدي الذي بشّر بلفظه في جل الاخبار النبوية العامية .
الثالث : ان الفريقين اتفقوا على انه صلّى الله عليه وآله بشر بوجوده عليه السلام ، وانه يظهر في آخر الزمان ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وانما الخلاف في سلسلة نسبه وولادته وعدمها ، وفي جل هذه الاخبار ذكره بلقبه المهدي ، وان اسمه اسمي ، فكلهم عارفون باسمه ، فلم يبق احد يستر عنه .
الرابع : ان في جملة من الاخبار المنع ، وما لم يذكر فيه اسمه ، صرح بانه سمي النبي صلّى الله عليه وآله ، فالسامع الراوي عرف اسمه ، فان كانت التقية منه فقد عرفه ، وان كان من غيره فلا وجه لعدم ذكره في هذا المجلس ، بل اللازم تنبيه الراوي بان لا يسميه عليه السلام في مجلس آخر .
الخامس : ان اصل منشأ الخوف ، ان كان من جهة ان الجبارين ، لما سمعوا بان زوال ملكهم ودولتهم بيده ، فكانوا في صدد قتله وقمعه ، فاللازم ان لا يذكر بشيء من ألقابه الشائعة ، خصوصاً المهدي الذي به بشروا وانذروا وخوفوا ، فلا وجه لاختصاص الاسم المعهود بالمنع .
السادس : انه لا مسرح للخبر الأول من الباب للحمل على التقية ابداً ، فلاحظه . هذا وقد ادعى المحقق الداماد في رسالة ( شرعة التسمية )(٤) الاجماع على التحريم ، والسيد المحدث الجزايري في ( شرح العيون )(٥) نسب التحريم الى الأكثر ، والجواز الى بعض معاصريه ، فانه كما قال ، اذ لم يعرف القول بالجواز قبل طبقته ، الا من المحقق نصير الدين الطوسي ، وصاحب ( كشف الغمة )(٦) ، وصارت المسألة في عصر المحقق الداماد نظرية ، وكتب فيه وبعده رسائل في التحريم والجواز .
____________________________
(٤) شرعة التسمية :
(٥) شرح العيون :
(٦) كشف الغمة ج ٢ ص ٥٢٠ .
فلما وصلت النوبة الى صاحب الوسائل ، المصر على القول بالجواز ، كتب رسالة طويلة واستدل على الجواز باخبار كثيرة تقرب من مائة ، ولا يكاد ينقضي تعجبي من هذا العالم ، كيف رضي لنفسه التمسك بها !؟ بل اوقع نفسه في مهلكة بعض التكلفات ، بل ما يوهم التدليس فيما تمسك به اخبار وردت في فضيلة التسمية بهذا الاسم ، التي تأتي في أبواب النكاح .
وما ورد من ان من مات ولم يعرف امام زمانه . . . الى آخره ، فان معرفته لا تتحقق الا بعد معرفة اسمه .
واخبار التلقين للميت ، ففيها الامر بذكر أساميهم عليهم السلام ، وجملة من الادعية التي امر فيها بذكرهم بأساميهم .
والاخبار الكثيرة الدالة على انه سمي رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وبعد اخبار اللوح المختلف متنها جداً ، الدال على كتابته عليه السلام فيه بهذا الاسم ، وامثال ذلك مما لا ربط له بالمقام ، ولا اشارة له بالمرام ، نعم فيها جملة من الاخبار التي ذكر عليه السلام فيها باسمه ، بعضها من الراوي ، وبعضها منهم في مواضع مخصوصة ، وكلها قضايا شخصية قابلة لمحامل كثيرة ، لا تقاوم الاخبار الناصة الناهية ، وليس في جميع ما جمعه خبر واحد نصوا فيه على الجواز .
وهذا الكتاب لا يقتضي البسط في المقال بازيد من هذا ، ومن جميع ذلك ظهر ان اللازم جعل عنوان الباب ما ذكرناه(٧) ، لا ما ذكره ، والله العالم .
٣٢ ـ ( باب تحريم اذاعة الحق مع الخوف به )
[١٤١١٠] ١ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن أبي جعفر محمد بن
____________________________
(٧) حيث أضاف المصنف « قدّه » عبارة « إلّا المهدي عليه السلام فانه لا يسمّى باسمه الى وقت الظهور » على عنوان الباب .
الباب ٣٢
١ ـ تحف العقول ص ٢٢٧ .
النعمان الاحول قال : قال لي الصادق عليه السلام : « ان الله جل وعز قد عير اقواماً في القرآن بالذاعة » فقلت له : جعلت فداك ، اين ؟ قال : قال : « قوله ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ )(١) .
ثم قال : المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا ، رحم الله عبداً سمع بمكنون علمنا ، فدفنه تحت قدميه .
يابن النعمان ، اني لاحدث الرجل منكم بحديث ، فيتحدث به عني ، فاستحل بذلك لعنته والبراءة منه ، فان أبي كان يقول : واي شيء اقر للعين من التقية ! ان التقية جنة المؤمن ، ولولا التقية ما عبد الله ، وقال الله جل وعز : ( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ )(٢) . . الآية .
يابن النعمان ، ان المذيع ليس كقاتلنا بسيفه ، بل هو اعظم وزراً ، بل هو اعظم وزرا ، بل هو اعظم وزرا(٣) ، يابن النعمان ، ان العالم لا يقدر ان يخبرك بكل ما يعلم ، لأنه سر الله الذي اسره الى جبرئيل ، واسره جبرئيل الى محمد صلّى الله عليه وآله ، واسره محمد صلّى الله عليه وآله الى علي ، واسره علي عليه السلام الى الحسن ، واسره الحسن عليه السلام الى الحسين ، واسره الحسين عليه السلام الى علي ، واسره علي عليه السلام الى محمد ، واسره محمد عليه السلام الى من اسره عليه السلام ، فلا تعجلوا ، فوالله لقد قرب هذا الامر ثلاث مرات ، فاذعتموه فأخره الله ، والله ما لكم سر الا وعدوكم اعلم به منكم(٤) .
يابن النعمان ، ابق على نفسك ، فقد عصيتني ، لا تذع سري ، فان المغيرة بن سعد كذب على أبي واذاع سره ، فاذاقه الله حر الحديد ، وان ابا الخطاب كذب عليّ واذاع سري ، فأذاقه الله حر الحديد ، ومن كتم امرنا زيّنه الله
____________________________
(١) النساء ٤ الآية ٨٣ .
(٢) آل عمران ٣ الآية ٢٨ .
(٣) تحف العقول ص ٢٢٨ .
(٤) نفس المصدر ص ٢٢٩ .
به في الدنيا والاخرة ، واعطاه حظه ، ووقاه حر الحديد وضيق المحابس ، ان بني اسرائيل قحطوا حتى هلكت المواشي والنسل ، فدعا الله موسى بن عمران فقال : يا موسى ، انهم اظهروا الزنى والربا ، وعمروا الكنائس ، واضاعوا الزكاة .
فقال : الهي تحنن برحمتك عليهم فانهم لا يعقلون ، فأوحى الله اليه : اني مرسل قطر السماء ، ومختبرهم بعد اربعين يوماً ، فاذاعوا ذلك وافشوه ، فحبس عنهم القطر اربعين سنة ، وانتم قد قرب أمركم فاذعتموه في مجالسكم ـ الى ان قال ـ(٥) ومن استفتح نهاره باذاعة سرنا ، سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس » . . الخبر .
[١٤١١١] ٢ ـ وعن عبد الله بن جندب قال : قال الصادق عليه السلام : « رحم الله قوماً كانوا سراجاً ومناراً ، كانوا دعاة الينا بأعمالهم ومجهود طاقاتهم ، ليس كمن يذيع اسرارنا » .
[١٤١١٢] ٣ ـ زيد الزراد في اصله : قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ، يقول : « اكتم سرك عن كل اخلائك(١) ، ولا تخرج سرك الى اثنين ، فانه ما جاوز الواحد فهو افشاء » . . الخبر .
[١٤١١٣] ٤ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، انه قال لمفضل ابن عمر في حديث : « من أذاع لنا سراً فقد نصب لنا العداوة ، سمعت أبي رضوان الله عليه يقول : من أذاع سرنا ، ثم وصلنا بجبال من ذهب ، لم يزد(١) منا الا بعداً » .
[١٤١١٤] ٥ ـ وعنه عليه السلام ، انه قال لبعض اصحابه : « اكتم سرنا ولا تذعه ،
____________________________
(٥) تحف العقول ص ٢٣٠ .
٢ ـ تحف العقول ص ٢٢١ .
٣ ـ أصل زيد الزراد ص ٨ .
(١) في المصدر : « احد » .
٤ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٥٨ .
(١) في المصدر : « يزدد » .
٥ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٥٩ .
فان من كتم سرنا ولم يذعه ، اعزه الله به في الدنيا والآخرة ، ومن أذاع سرنا ولم يكتمه ، اذله الله به في الدنيا والآخرة ، ونزع النور من بين عينيه ـ الى ان قال ـ والمذيع لأمرنا كالجاحد له » .
[١٤١١٥] ٦ ـ وعنه عليه السلام ، ان قوماً من شيعته اجتمعوا اليه ، فتكلموا فيما هم فيه ، وذكروا الفرج وقالوا : متى نراه(١) يابن رسول الله ؟ فقال(٢) : « ايسركم هذا الذي تتمنون » ؟ قالوا : اي والله ، قال : « افتخلّفون الاهل والاحبة ، وتركبون الخيل وتلبسون السلاح » ؟ قالوا : نعم ، قال : « وتقاتلون أعداءكم » ، قالوا : نعم ، قال عليه السلام : « قد سألناكم ما هو أيسر من هذا فلم تفعلوه » ، فسكت القوم ، فقال رجل منهم : أي شيء هو جعلت فداك ؟ قال : « قلنا لكم : اسكتوا فانكم ان كففتم رضينا [ وان خالفتم أوذينا ](٣) فلم تفعلوا » .
[١٤١١٦] ٧ ـ وعنه عليه السلام ، انه قال ( لقوم من شيعته )(١) ، اجتمعوا اليه وتذاكروا ما يتكلمون به عنده ، فقال لهم : « حدثوا الناس بما يعرفون ، ودعوا ما ينكرون ، اتحبون أن يسب الله ورسوله !؟ » قالوا : وكيف يسب الله ورسوله ؟ قال : « يقولون اذا حدثتموهم بما ينكرون : لعن الله قائل هذا ، وقد قاله الله ورسوله صلّى الله عليه وآله » .
[١٤١١٧] ٨ ـ وعنه عليه السلام ، انه قال لبعض شيعته : « ان حديثكم هذا وامركم هذا تشمئز منه قلوب الجاهلين ، فمن عرفه فزيدوه ومن أنكره فذروه » .
[١٤١١٨] ٩ ـ وعنه عليه السلام ، انه قال في حديث : « رحم الله عبداً سمع من
____________________________
٦ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٠ .
(١) في المصدر زيادة : يكون .
(٢) في المصدر زيادة : أبو عبد الله .
(٣) أثبتناه من المصدر .
٧ ـ دعائم الإِسلام ج ١ ص ٦٠ .
(١) في المصدر : لاصحاب له .
٨ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٦٠ .
٩ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٦١ .
مكنون سرنا فدفنه في قلبه » . . . الخبر .
[١٤١١٩] ١٠ ـ محمد بن ابراهيم النعماني في غيبته : عن عبد الواحد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن رباح الزهري ، عن محمد بن العباس الحنبلي(١) ، عن الحسن(٢) بن علي بن أبي حمزة البطائني ، عن محمد الخزاز(٣) قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « من أذاع علينا حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا » .
[١٤١٢٠] ١١ ـ وبهذا الاسناد : عن الحسن(١) عن الحسن(٢) السري قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « اني لاحدث الرجل الحديث فينطلق فيحدث به عني كما سمعه ، فاستحق به لعنة الله والبراءة منه » .
[١٤١٢١] ١٢ ـ وبهذا الاسناد : عن الحسن ، عن القاسم الصيرفي ، عن ابن مسكان قال : سمعت عن أبي عبد الله عليه السلام ، يقول : « قوم يزعمون اني امامهم ، والله ما أنا لهم بإمام ، لعنهم الله ، كلما سترت لهم ستراً هتكوه ( هتك الله سترهم )(١) ، أقول كذا وكذا ، فيقولون انما عنى كذا وكذا(٢) ، انا امام من
____________________________
١٠ ـ الغيبة للنعماني ص ٣٦ .
(١) في المصدر : الحسيني .
(٢) في الحجرية : « الحسين » وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ١٩٩ ) .
(٣) في الحجرية : « الحداد » وما اثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٧٤ ) .
١١ ـ المصدر السابق ص ٣٦ .
(١) في الحجرية : « الحسين » وما أثبتناه من المصدر ، وهو البطائني ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٦ ص ١٩٩ ) وكذا في الحديث الذي يليه .
(٢) في الحجرية : « الحسين السري » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٣٤٠ ) .
١٢ ـ المصدر السابق ص ٣٧ .
(١) ليس في المصدر .
(٢) في المصدر زيادة : انما .
اطاعني » .
[١٤١٢٢] ١٣ ـ وبهذا الاسناد عن الحسن(١) ، عن كرام الخثعمي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « اما والله لو كانت على افواهكم اوكية لحدثت كل امرىء منكم بما له ، والله لو وجدت اتقياء لتكلمت ، والله المستعان » قال النعماني : يريد اتقياء أن يستعمل التقية .
[١٤١٢٣] ١٤ ـ وبهذا الاسناد عن الحسن ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : « سرّ اسرّه الله الى جبرئيل ، واسرّه جبرئيل الى محمد صلّى الله عليه وآله ، واسرّه محمد صلّى الله عليه وآله الى عليّ عليه السلام ، واسرّه علي عليه السلام الى من شاء الله ، واحداً بعد واحد ، وانتم تتكلمون به في الطريق » .
[١٤١٢٤] ١٥ ـ وبهذا الاسناد عن الحسن ، عن ( حفص بن نسيب بني عمارة )(١) قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، ايام قتل المعلى بن خنيس ـ مولاه ـ فقال لي : « يا حفص ، حدثت المعلى بأشياء فأذاعها فابتلي بالحديد ، اني قلت له : ان لنا حديثاً من حفظه علينا حفظه الله ، وحفظ عليه دينه ودنياه ، ومن اذاعه علينا سلبه الله دينه ودنياه .
يا معلى ، انه من كتم الصعب من حديثنا ، جعله الله نوراً بين عينيه ( ورفعه )(٢) ورزقه العز في الناس ، ومن أذاع الصعب من حديثنا ، لم يمت حتى
____________________________
١٣ ـ الغيبة للنعماني ص ٣٧ ح ٩ .
(١) في الحجرية : « الحسين » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ١١١ ) وكذا في الحديثين التاليين .
١٤ ـ المصدر السابق ص ٣٧ ح ١٠ .
١٥ ـ المصدر السابق ص ٣٨ ح ١٢ .
(١) في الحجرية : « حفص بن نسيب بن فرعان » وفي المصدر : « حفص بن نسيب فرعان » وما أثبتناه هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ١٥٩ ) .
(٢) ليس في المصدر .
يعضّه السلاح أو يموت متحيّراً » .
[١٤١٢٥] ١٦ ـ وعن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، عن أحمد بن محمد الدينوري ، عن علي بن الحسن الكوفي ، عن عميرة بنت أوس قالت : حدثني جدّي ( الحصين )(١) بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جدّه عمرو بن سعد(٢) ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، انه قال(٣) لحذيفة بن اليمان : « يا حذيفة ، لا تحدث بما لا يعلمون فيطغوا ويكفروا ، ان من العلم صعباً شديداً محمله ، لو حمل على الجبال لعجزت عن حمله ، ان علمنا أهل البيت ( يستنكر )(٤) ويبطل وتقتل رواته ويساء الى من يتلوه ، بغياً وحسداً لما فضل الله به عترة الوصي وصي النبي صلّى الله عليه وآله » .
[١٤١٢٦] ١٧ ـ العياشي في تفسيره : عن زيد الشحام قال : سئل أبو عبد الله عليه السلام ، عن عذاب القبر ، قال : « ان أبا جعفر عليه السلام حدّثنا ان رجلاً أتى سلمان الفارسي فقال : حدّثني ، فسكت عنه ، ثم عاد فسكت ، فأدبر الرجل وهو يقول ويتلو هذه الآية : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ )(١) فقال له : اقبل ، انا لو وجدنا أميناً لحدثناه » ، الخبر .
[١٤١٢٧] ١٨ ـ وعن محمد بن عجلان قال : سمعته عليه السلام يقول : « ان الله
____________________________
١٦ ـ الغيبة للنعماني ص ١٤٢ ، وعنه في البحار ج ٢ ص ٧٨ ح ٦٥ .
(١) في الحجرية : الخضر ، وما أثبتناه من المصدر « انظر تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٨١ » .
(٢) في الحجرية : سعيد ، وما أثبتناه من المصدر « انظر تهذيب التهذيب ج ٢ ص ٣٨١ » .
(٣) في المصدر زيادة : يوماً .
(٤) في المصدر : سينكر .
١٧ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٧١ ح ١٣٨ .
(١) البقرة ص الآية ١٥٩ .
١٨ ـ المصدر السابق ج ١ ص ٢٥٩ ح ٢٠٤ .
عيّر قوماً بالاذاعة فقال : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ )(١) فإياكم والاذاعة » .
[١٤١٢٨] ١٩ ـ وعن اسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه تلا هذه الآية : « ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ )(١) والله ما ضربوهم بأيديهم ، ولا قتلوهم بأسيافهم ، ولكن سمعوا احاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها ، فصار قتلاً واعتداءاً ومعصية » .
[١٤١٢٩] ٢٠ ـ تفسير الامام عليه السلام : في قوله تعالى : ( هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ )(١) قال : « بيان وشفاء للمتقين من شيعة محمد وعلي صلوات الله عليهما ، انهم اتقوا انواع الكفر فتركوها ، واتقوا [ أنواع ](٢) الذنوب الموبقات فرفضوها ، واتقوا اظهار اسرار الله تعالى واسرار ازكياء عباده الأوصياء بعد محمد صلّى الله عليه وآله فكتموها ، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين وفيهم نشروها » .
[١٤١٣٠] ٢١ ـ محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات : عن محمد بن احمد ، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي ، عن احمد بن محمد ، عن أبي اليسر ، عن زيد بن المعدل ، عن ابان بن عثمان قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : « ان امرنا هذا مستور مُقَنَّع(١) بالميثاق ، من هتكه اذله الله » .
[١٤١٣١] ٢٢ ـ وعن سلمة بن الخطاب ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه ، عن أبي
____________________________
(١) النساء ٤ الآية ٨٣ .
١٩ ـ تفسير العياشي ج ١ ص ٤٥ ح ٥٠ .
(١) البقرة ٢ الآية ٦١ .
٢٠ ـ تفسير الإِمام العسكري عليه السلام ص ٢٤ .
(١) البقرة ٢ الآية ٢ .
(٢) أثبتناه من المصدر .
٢١ ـ بصائر الدرجات ص ٤٨ ح ٢ .
(١) المُقَنَّع : المغطى من القناع وهو الغطاء ( لسان العرب ج ٨ ص ٣٠١ ) .
٢٢ ـ المصدر السابق ص ٤٦ ح ٢ .
بصير ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « خالطوا الناس بما يعرفون ، ودعوهم مما ينكرون(١) ، ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا ، ان امرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله الا ملك مقرّب أو نبي مرسل ، أو [ عبد ](٢) مؤمن امتحن الله قلبه للإِيمان » .
[١٤١٣٢] ٢٣ ـ وعن الحسين بن أبي الخطاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله ابن القاسم ، عن حفص [ الأبيض ](١) التمار ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام أيام صلب المعلى بن خنيس ، قال : فقال لي : « يا حفص ، اني امرت المعلى بن خنيس بأمر ، فخالفني فابتلي بالحديد ، اني نظرت اليه يوماً وهو كئيب حزين ، فقلت له : ما لك يا معلى ؟ كأنك ذكرت اهلك ومالك وولدك وعيالك ، قال : اجل ، قلت : ادن منّي ، فدنا مني فمسحت وجهه ، فقلت : اين تراك ؟ قال : اراني في بيتي ، هذه زوجتي ، وهذا ولدي ، فتركته حتى تملى منهم ، واستترت منهم حتى نال منها ما ينال الرجل من أهله ، ثم قلت له : ادن منّي ، فدنا مني ، فمسحت وجهه فقلت : أين تراك ؟ فقال : اراني معك في المدينة ، هذا بيتك .
قال : قلت له : يا معلى ، ان لنا حديثاً من حفظه(٢) علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه ، يا معلى ، لا تكونوا اسرى في أيدي الناس بحديثنا ، ان شاؤوا منّوا عليكم ، وان شاؤوا قتلوكم .
يا معلى ، انه من كتم الصعب من حديثنا ، جعله الله نوراً بين عينيه ، ورزقه الله العزة في الناس ، ومن أذاع الصعب من حديثنا ، لم يمت حتى يعضه
____________________________
(١) في المصدر : « ينكرونه » .
(٢) أثبتناه من المصدر .
٢٣ ـ بصائر الدرجات ص ٤٢٣ ح ٢ .
(١) أثبتناه من المصدر .
(٢) في المصدر : « حفظ » .
السلاح ، أو يموت كبلا(٣) ، يا معلى بن خنيس ، انت مقتول فاستعد » .
الكشي في رجاله(٤) : عن ابراهيم بن محمد بن العباس ، عن احمد بن ادريس ، عن محمد بن احمد بن يحيى ، عن ابن أبي الخطاب ، مثله .
[١٤١٣٣] ٢٤ ـ وعن آدم بن محمد ، عن علي بن محمد الدقاق ، عن محمد بن موسى النعمان ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن اخيه جعفر قال : كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام ، وعنده يونس بن عبد الرحمن ، اذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة ، فأومأ أبو الحسن عليه السلام الى يونس : ادخل البيت ، فاذا بيت مسبل عليه ستر ، واياك ان تتحرك حتى يؤذن لك ، فدخل البصريون واكثروا من الوقيعة والقول في يونس ، وابو الحسن عليه السلام مطرق ، حتى لما اكثروا فقاموا وودعوا فخرجوا ، فاذن ليونس بالخروج ، فخرج باكياً فقال : جعلني الله فداك ، اني احامي عن هذه المقالة ، وهذه حالي عند اصحابي ، فقال له ابو الحسن عليه السلام : « يا يونس ، فما عليك مما يقولون ، اذا كان امامك عنك راضياً ، يا يونس ، حدّث الناس بما يعرفون ، واتركهم مما لا يعرفون ، كأنك تريد أن يكذب الله في عرشه ؟ » الخبر .
[١٤١٣٤] ٢٥ ـ وعن علي بن محمد ، عن محمد بن احمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبي جميلة ، عن جابر قال : رويت خمسين ألف حديثاً ما سمعه احد منّي .
[١٤١٣٥] ٢٦ ـ وعن جبرئيل بن احمد ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن جبلة ، عن ذريح المحاربي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جابر الجعفي وما روى ، فلم يجبني واظنه قال : سألته بجمع فلم يجبني ، فسألته الثالثة فقال :
____________________________
(٣) الكبل : الحبس والسجن ، والمقصود من الخبر أنه يموت في السجن ( لسان العرب ج ١١ ص ٥٨١ ) .
(٤) رجال الكشي ج ٢ ص ٦٧٦ ح ٧٠٩ .
٢٤ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٧٨١ ح ٩٢٤ .
٢٥ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٤٤٠ ح ٣٤٢ .
٢٦ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٤٣٨ ح ٣٤٠ .
« يا ذريح ، فان السفلة اذا سمعوا بأحاديثه شنعوا ـ أو قال ـ أذاعوا » .
[١٤١٣٦] ٢٧ ـ وعن جبرئيل ، عن محمد بن عيسى ، عن اسماعيل بن مهران ، عن أبي جميلة ، عن جابر قال : حدّثني أبو جعفر عليه السلام تسعين ألف حديثاً ، لم احدث بها احد قط ، ولا احدث بها احداً أبداً ، قال جابر : فقلت لأبي جعفر عليه السلام : انك قد حملتني وقراً عظيماً ، بما حدثتني به من سركم الذي لا احدث به احداً ، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون ، قال : « يا جابر ، فاذا كان ذلك فاخرج الى الجبان ، فاحفر حفيرة وادل رأسك فيها ، ثم قل : حدّثني محمد بن علي بكذا وكذا » .
[١٤١٣٧] ٢٨ ـ وعن آدم بن محمد البلخي ، عن علي بن الحسن بن هارون ، عن علي بن احمد ، عن علي بن سليمان ، عن ابن فضال ، عن علي بن حسان ، عن المفضل قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر ، فقال : « لا تحدث به السفلة فيذيعونه ، اما تقرأ في كتاب الله عز وجل : ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ )(١) ان منا اماماً مستتراً ، فاذا أراد الله اظهار امره نكت في قلبه فقام بأمر الله » .
[١٤١٣٨] ٢٩ ـ وعن جبرئيل بن أحمد ، عن الشجاعي ، عن محمد بن الحسين ، عن احمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وانا شاب ، فقال : « من أنت ؟ » قلت : من أهل الكوفة ، جئتك لطلب العلم ، فدفع اليّ كتاباً وقال لي : « ان انت حدثت به حتى تهلك بنو امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، وان أنت كتمت منه شيئاً بعد هلاك بني امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، ثم دفع اليّ كتاباً آخر ثم قال : وهاك هذا ، فان حدثت منه بشيء فعليك لعنتي ولعنة آبائي » .
____________________________
٢٧ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٤٤١ ح ٣٤٣ .
٢٨ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٤٣٧ ح ٣٣٨ .
(١) المدثر ٧٤ الآية ٨ .
٢٩ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٤٣٨ ح ٣٣٩ .
[١٤١٣٩] ٣٠ ـ وعن احمد بن علي السكري ، عن الحسين بن عبد الله ، عن ابن اورمة ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن عميرة ، عن المفضل قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام يوم صلب فيه المعلى ، فقلت له : يابن رسول الله ، الا ترى هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم ؟ قال : « وما هو ؟ » قال : قلت : قتل المعلى بن خنيس ، قال : « رحم الله المعلى ، قد كنت أتوقع ذلك ، لأنه أذاع سرّنا ، وليس الناصب لنا حرباً بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا ، فمن أذاع سرّنا الى غير أهله ، لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل » .
[١٤١٤٠] ٣١ ـ وعن محمد بن مسعود ، عن علي بن محمد ، عن محمد بن عيسى ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن بعض أصحابنا ، عن داود بن كثير قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : « يا داود ، إذا حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فانكره » .
[١٤١٤١] ٣٢ ـ وعن حمدوية ، عن الحسن بن موسى ، عن اسماعيل بن مهران ، عن محمد بن منصور ، عن علي بن سويد السائي قال : كتب اليّ أبو الحسن موسى عليه السلام ، وهو في الحبس : « لا تفش ما استكتمتك » . الخبر .
[١٤١٤٢] ٣٣ ـ الشيخ الطوسي في الغيبة : باسناده عن الفضل بن شاذان ، عن محمد إبن علي ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي بصير قال : قلت له : ألهذا الأمر امد(١) نريح اليه ابداننا وننتهي اليه ؟ قال : « بلى ، ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه » .
[١٤١٤٣] ٣٤ ـ وعنه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي
____________________________
٣٠ ـ رجال الكشي ج ٢ ص ٦٧٨ ح ٧١٢ .
٣١ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٧٠٨ ح ٧٦٥ .
٣٢ ـ المصدر السابق ج ٢ ص ٧٥٤ ـ ٧٥٥ ح ٨٥٩ .
٣٣ ـ الغيبة ص ٢٦٣ .
(١) في الطبعة الحجرية : « أمر » وما أثبتناه من المصدر .
٣٤ ـ المصدر السابق ص ٢٦٣ .