مستدرك الوسائل - ج ١٢

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]

مستدرك الوسائل - ج ١٢

المؤلف:

الشيخ حسين النوري الطبرسي [ المحدّث النوري ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

وقال عليه السلام : « من اجترأ على السلطان فقد تعرض للهوان »(١) .

[١٤٠٦٠] ٤ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسيره : في سياق قصة أبي ذر وعثمان ، قال : قال أبو ذر : قال لي حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً : « ياأبا ذر ، كيف أنت اذا قيل لك : أي البلاد احب إليك ان تكون فيها ؟ فتقول : مكة حرم الله وحرم رسوله ، اعبد الله فيها حتى يأتيني الموت ، فيقال لك : لا ولا كرامة ـ الى ان قال ـ فقلت : يا رسول الله ، أفلا اضع سيفي هذا على عاتقي واضرب به قدماً قدما ؟ قال : لا ، اسمع واسكت ولو لعبد حبشيّ » . . الخبر .

٢٧ ـ ( باب وجوب الاعتناء والاهتمام بالتقية ، وقضاء حقوق الاخوان )

[١٤٠٦١] ١ ـ الامام الهمام أبو محمد العسكري عليه السلام ، في تفسير قوله تعالى : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )(١) قال(٢) : « قولوا للناس كلهم حسنا مؤمنهم ومخالفهم ، أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه ، وأما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم الى الايمان .

فان استتر من ذلك بكف(٣) شرورهم عن نفسه وعن اخوانه المؤمنين ، قال الامام عليه السلام : ان مداراة اعداء الله من أفضل صدقة المرء على نفسه واخوانه » .

[١٤٠٦٢] ٢ ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « إنا لنبشر في وجوه قوم وان قلوبنا

____________________________

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٦٢ ح ٨٧٥ .

٤ ـ تفسير القمي ج ٢ ص ٥٣ باختلاف .

الباب ٢٧

١ ـ تفسير الامام العسكري عليه السلام ص ١٤٢ .

(١) البقرة ٢ الآية ٨٣ .

(٢) في المصدر زيادة الصادق عليه السلام .

(٣) في المصدر : يكن .

٢ ـ المصدر السابق ص ١٤٢ .

٢٦١

لتقليهم(١) ، اُولئك اعداء الله نتقيهم على اخواننا وعلى أنفسنا » .

وقالت فاطمة عليها السلام : « بشر في وجه المؤمن يوجب لصاحبه الجنة ، وبشر في وجه المعاند يقي صاحبه عذاب النار » .

[١٤٠٦٣] ٣ ـ وقال الحسن بن علي عليهما السلام : « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ان الانبياء انما فضلهم الله على خلقه اجمعين ، بشدة مداراتهم لأعداء دين الله ، وحسن تقيّتهم لأجل اخوانهم في الله » .

[١٤٠٦٤] ٤ ـ قال الزهري : وكان عليّ بن الحسين عليهما السلام ، ما عرفت له صديقاً في السر ولا عدواً في العلانية ، لأنه لا احد يعرفه بفضائله الباهرة الا ولا يجد بداً من تعظيمه ، من شدة مداراة علي بن الحسين عليهما السلام ، وحسن معاشرته اياه ، واخذه من التقية بأحسنها واجملها ، ولا احد وان كان يريه المودّة في الظاهر ، الا وهو يحسده في الباطن ، لتضاعف فضائله على فضائل الخلق .

[١٤٠٦٥] ٥ ـ وقال محمد بن علي عليهما السلام : « من اطاب الكلام مع موافقيه ليؤنسهم ، وبسط وجهه لمخالفيه ليأمنهم على نفسه واخوانه ، فقد حوى من الخيرات والدرجات العالية عند الله ما لا يقادر قدره غيره » .

[١٤٠٦٦] ٦ ـ وقال بعض المخالفين ، بحضرة الصادق عليه السلام ، لرجل من الشيعة : ما تقول في العشرة من الصحابة ؟ قال : أقول فيهم الخير الجميل ، الذي يحط الله به سيئاتي ويرفع به درجاتي ، فقال السائل : الحمد لله على ما انقذني من بغضك ، كنت أظنك رافضياً تبغض الصحابة ، فقال الرجل : الا من

____________________________

(١) في الطبعة الحجرية : « لتلسنهم » ، وما أثبتناه من المصدر ، وتقليهم : تبغضهم ( مجمع البحرين ج ١ ص ٣٤٩ ) .

٣ ـ تفسير الإِمام العسكري عليه السلام ص ١٤٢ .

٤ ـ تفسير الامام العسكري عليه السلام ص ١٤٢ .

٥ ـ نفس المصدر ص ١٤٢ .

٦ ـ تفسير الامام العسكري عليه السلام ص ١٤٢ . باختلاف .

٢٦٢

أبغض واحداً من الصحابة فعليه لعنة الله .

قال : لعلك تتأوّل ما تقول ، قل : فمن أبغض العشرة من الصحابة ، فقال : من أبغض العشرة فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ، فوثب الرجل وقبّل رأسه وقال : اجعلني في حل مما قرفتك(١) به من الرفض قبل اليوم ، قال : انت في حلّ وانت اخي ، ثم انصرف السائل ، فقال له الصادق عليه السلام : جوّدت ـ لله درك ـ لقد عجبت الملائكة في السماوات من حسن توريتك ، وتلطفك بما خلصك ، ثم لم تثلم دينك ، وزاد الله في مخالفينا غمّاً الى غم ، وحجب عنهم مراد منتحلي مودّتنا في تقيّتهم فقال بعض اصحاب الصادق عليه السلام : يابن رسول الله ، ما عقلنا من كلام هذا الا موافقة صاحبنا لهذا المتعنت الناصب .

فقال الصادق عليه السلام : لئن كنتم لم تفقهوا ما عنى ، فقد فهمناه نحن ، وقد شكر الله له ، ان وليّنا الموالي لاوليائنا المعادي لأعدائنا ، اذا ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه ، وفّقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه ، ويعظم الله بالتقية ثوابه ، ان صاحبكم هذا قال : من عاب واحداً منهم فعليه لعنة الله ، أي من عاب واحداً منهم وهو أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام .

وقال في الثانية : من عابهم او شمتهم فعليه لعنة الله ، وقد صدق لأن من عابهم فقد عاب علياً عليه السلام لأنه احدهم ، فاذا لم يعب علياً عليه السلام ولم يذمهم فلم يعبهم ، واذا عاب عاب بعضهم ، ولقد كان لحزقيل المؤمن مع قوم فرعون الذين وشوا به الى فرعون مثل هذه التورية .

كان حزقيل يدعوهم الى توحيد الله ، ونبوة موسى عليه السلام ، وتفضيل محمد صلّى الله عليه وآله على جميع رسل الله وخلقه ، وتفضيل عليّ بن أبي طالب عليه السلام والخيار من الأئمّة على سائر اوصياء النبيين ، والى البراءة من ربوبية فرعون ، فوشى به الواشون الى فرعون .

____________________________

(١) قرفتك : اتهمتك ( لسان العرب ص ٩ ح ٢٨٠ ) .

٢٦٣

وقالوا : ان حزقيل يدعو الى مخالفتك ، ويعين اعداءك الى مضادتك ، فقال لهم فرعون : هو ابن عمي ، وخليفتي على ملكي ، وولي عهدي ، ان فعل ما قلتم فقد استحق اشد العذاب ، على كفره لنعمتي ، وان كنتم عليه كاذبين ، فقد استحققتم اشد العذاب ، لايثاركم الدخول في مساءته ، فجاء بحزقيل وجاء بهم ، وكاشفوه وقالوا : أنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماءه ، فقال حزقيل : أيها الملك ، هل جربت عليّ كذباً قط ؟ قال : لا ، قال : فسلهم من ربهم ؟ قالوا : فرعون هذا ، قال لهم : ومن خالقكم ؟ قالوا : فرعون هذا ، قال : ومن رازقكم الكافل لمعائشكم والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا : فرعون هذا .

قال حزقيل : أيها الملك ، فاشهدك ومن حضرك ، ان ربهم هو ربي ، وان خالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معائشهم هو مصلح معائشي ، لا ربّ لي ولا خالق ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم ، واشهدك ومن حضرك ، ان كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم ، فأنا بريء منه ومن ربوبيته وكافر بالهيته .

وقال حزقيل هذا ، وهو يعني ان ربهم هو الله ربي ، وهو لم يقل ان الذي قالوا هم انه هو ربهم هو ربي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره ، وتوهموا انه يقول فرعون ربي وخالقي ورازقي ، فقال لهم : يا رجال السوء ، ويا طلاب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وعضدي ، أنتم المستحقون لعذابي ، لارادتكم فساد امري ، واهلاك ابن عمي والفت في عضدي .

ثم أمر بالاوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد ، وفي صدر كل واحد منهم وتد ، وأمر اصحاب امشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من ابدانهم ، فلذلك قال الله : ( فَوَقَاهُ اللَّـهُ ـ يعني حزقيل ـ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ )(٢) وهم الذين وشوا الى فرعون ليهلكوه : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ ) وهم

____________________________

(٢) غافر ٤٠ الآية ٤٥ .

٢٦٤

الذين وشوا بحزقيل اليه ، لما أوتد فيهم من الأوتاد ، ومشط عن أبدانهم لحومهم بالأمشاط » .

[١٤٠٦٧] ٧ ـ وقال رجل لموسى بن جعفر عليهما السلام ، من خواص الشيعة وهو يرتعد بعدما خلا به : يابن رسول الله ، ما اخوفني ان يكون فلان بن فلان ينافقك في اظهاره اعتقاد وصيتك وامامتك ، فقال موسى عليه السلام : « وكيف ذاك ؟ » قال : اني حضرت معه اليوم في مجلس فلان ـ رجل من كبار اهل بغداد ـ فقال له صاحب المجلس : انت تزعم ان موسى بن جعفر عليهما السلام ، امام دون هذا الخليفة القاعد على سريره .

فقال له صاحبك هذا : ما أقول هذا ، بل ازعم ان موسى بن جعفر غير امام ، وان لم اكن اعتقد انه غير امام ، فعليّ وعلى من لم يعتقد ذلك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ، قال له صاحب المجلس : جزاك الله خيراً ولعن من وشى بك .

فقال له موسى بن جعفر عليهما السلام : « ليس كما ظننت ، ولكن صاحبك افقه منك ، انما قال : ان موسى غير امام ، اي ان الذي هو عندك(١) امام فموسى غيره ، فهو اذا امام ، فانما اثبت بقوله هذا امامتي ، ونفى امامة غيري ، يا عبد الله متى يزول عنك هذا الذي ظننته باخيك ؟ هذا من النفاق ، وتب الى الله » ، ففهم الرجل ما قاله له واغتمّ وقال : يابن رسول الله ، ما لي مال فارضيه به ، ولكن قد وهبت له شطر عملي كله ، من تعبّدي ، ومن صلاتي عليكم أهل البيت ، ومن لعنتي لأعدائكم ، قال موسى بن جعفر عليهما السلام : « الآن خرجت من النار » .

[١٤٠٦٨] ٨ ـ قال : « وكنا عند الرضا عليه السلام ، فدخل اليه رجل فقال : يابن

____________________________

٧ ـ تفسير الإِمام العسكري عليه السلام ص ١٤٤ .

(١) في المصدر : غير .

٨ ـ تفسير الامام العسكري عليه السلام ص ١٤٤ باختلاف .

٢٦٥

رسول الله ، لقد رأيت اليوم شيئاً ( عجبت منه )(١) ، رجل كان معنا يظهر لنا انه من الموالين لآل محمد عليهم السلام ، المتبرئين من اعدائهم ، ورأيته اليوم وعليه ثياب قد خلعت عليه ، وهو ذا يطاف به ببغداد ، وينادي به(٢) المنادون بين يديه :

معاشر الناس ، استمعوا توبة هذا الرافضي ، ثم يقولون له : قل : فيقول(٣) : خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله أبا بكر ، فاذا قال ذلك ضجّوا وقالوا : قد تاب ، وفضل أبا بكر على عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ( ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وآله )(٤) .

فقال الرضا عليه السلام : اذا خلوت فاعد عليّ هذا الحديث ، فلما ان(٥) خلا اعاد عليه ، فقال عليه السلام : « انما لم افسر لك معنى كلام هذا الرجل ، بحضرة هذا الخلق المنكوس ، كراهة ان ينتقل اليهم فيعرفوه ويؤذوه ، لم يقل الرجل : خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله أبو بكر ، فيكون قد فضّل أبا بكر على علي بن أبي طالب عليه السلام .

ولكن قال : خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله أبا بكر ، فجعله نداء لأبي بكر ، ليرضى من يمشي بين يديه من بعض هؤلاء الجهلة(٦) ، ليتوارى من شرورهم ، ان الله تعالى جعل هذه التورية مما رحم(٧) به شيعتنا ومحبّينا » .

[١٤٠٦٩] ٩ ـ قال : وقال رجل لمحمد بن علي عليهما السلام : يابن رسول الله ،

____________________________

(١) في المصدر : عجيبا من .

(٢) ليس في المصدر .

(٣) في المصدر : « يقول » .

(٤) ما بين القوسين ليس في المصدر .

(٥) ليست في المصدر .

(٦) في الطبعة الحجرية : « الجملة » وما أثبتناه من المصدر .

(٧) في المصدر : « حفظ » .

٩ ـ تفسير الإِمام العسكري عليه السلام ص ١٤٤ .

٢٦٦

مررت اليوم بالكرخ ، فقالوا : هذا نديم محمد بن علي عليهما السلام امام الرافضة ، فاسألوه : من خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ فان قال : عليّ ، فاقتلوه ، وان قال : أبو بكر ، فدعوه ، فانثال عليّ منهم خلق عظيم ، وقالوا لي : من خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟

فقلت : مجيباً لهم : خير الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله أبو بكر وعمر وعثمان ، وسكتّ ولم اذكر عليّاً عليه السلام ، فقال بعضهم : قد زاد علينا ، نحن نقول : هاهنا : وعليّ ، فقلت لهم : في هذا نظر لا أقول هذا ، فقالوا بينهم : ان هذا اشد تعصباً للسنة منا ، وقد غلطنا عليه ، ونجوت بهذا منهم ، فهل عليّ يابن رسول الله في هذا حرج ؟ وانما أردت اخيّر ، أي اهو خير ؟ استفهاماً لا اخباراً ، فقال محمد بن علي عليهما السلام : قد شكر الله لك بجوابك هذا لهم ، وكتب الله اجره واثبته لك في الكتاب الحكيم ، واوجب لك بكل حرف من حروف ألفاظك بجوابك هذا لهم ، ما تعجز عنه اماني المتمنين ، ولا تبلغه آمال الآملين .

فقال : وجاء رجل الى عليّ بن محمد عليهما السلام ، فقال : يابن رسول الله ، بليت اليوم بقوم من عوام البلد ، فاخذوني وقالوا : انت لا تقول بإمامة أبي بكر بن أبي قحافة ، فخفتهم ـ يابن رسول الله ـ وأردت أن أقول : بلى ، أقولها للتقية ، فقال لي بعضهم ووضع يده على فمي ، وقال : انت لا تتكلم الا بمخوفة(١) أجب عما القنك ، قلت : قل : فقال لي : أتقول ان أبا بكر بن أبي قحافة هو الامام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، إمام حق عدل ، ولم يكن لعلي عليه السلام حق البتة ؟ قلت : نعم ، وأنا اريد نعماً من الانعام ، الابل والبقر والغنم ، فقال : لا اقنع بهذا حتى تحلف ، قل : والله الذي لا إله الا هو ، الطالب الغالب ، العدل المدرك ، (٢) العالم من السر ما يعلم من العلانية .

____________________________

(١) في المصدر : بمحرفة .

(٢) في المصدر زيادة : المهلك .

٢٦٧

فقلت : نعم ، واريد نعماً من الانعام ، فقال : لا اقنع منك الا ان تقول : أبو بكر بن أبي قحافة هو الامام ، والله الذي لا إله إلا هو . . . وساق اليمين ، فقلت : أبو بكر بن أبي قحافة امام ، أي هو إمام من ائتم به واتخذه اماماً ، والله الذي لا إله الا هو ، ومضيت في صفات الله ، فقنعوا بهذا منّي ، وجزوني خيراً ونجوت منهم ، فكيف حالي عند الله ؟

قال : خير حال ، قد اوجب الله لك مرافقتنا في(٣) علّييّن ، لحسن تقيتك » .

[١٤٠٧٠] ١٠ ـ قال أبو يعقوب وعلي : حضرنا عند الحسن بن علي أبي القائم عليهم السلام ، فقال له بعض أصحابه : جاءني رجل من اخواننا الشيعة ، قد امتحن بجهال العامة ، يمتحنونه في الامامة ويحلفونه ، فكيف نصنع حتى نتخلص منهم ؟ فقلت له : كيف يقولون ؟ قال : يقولون لي : ان فلاناً هو الامام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فلا بدّ لي من [ ان ](١) أقول نعم ، والا اثخنوني(٢) ضرباً ، فاذا قلت : نعم ، قالوا لي : [ قل ](٣) والله ، فقلت له : قل : نعم ، وتريد به نعماً من الابل والبقر والغنم ، فاذا قالوا : والله ، فقل : ولّىٰ ـ أي ولّىٰ تريد عن أمر كذا ـ فانهم لا يميزون وقد سلمت ، فقال لي : وان حققوا عليّ وقالوا : قل : والله وبيّن(٤) الهاء ، [ قلت ](٥) قل : والله برفع الهاء ، فانه لا يكون يميناً اذا لم يخفض الهاء ، فذهب ثم رجع اليّ وقال : عرضوا عليّ وحلفوني ، وقلت كما لقنتني ، فقال له الحسن عليه السلام : « انت كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : الدال على الخير كفاعله ، لقد كتب الله لصاحبك بتقيته ، بعدد كل من استعمل

____________________________

(٣) في المصدر زيادة : أعلى .

١٠ ـ تفسير الإِمام العسكري عليه السلام ص ١٤٥ .

(١) أثبتناه من المصدر .

(٢) الاثخان في الشيء : المبالغة فيه والإِكثار منه « لسان العرب ج ١٣ ص ٧٧ » .

(٣) أثبتناه من المصدر .

(٤) في الحجرية : وتبين ، وما أثبتناه من المصدر .

(٥) أثبتناه من المصدر .

٢٦٨

التقية من شيعتنا وموالينا ومحبينا حسنة ، وبعدد كل من ترك التقية منهم حسنة ، ادناها حسنة لو قوبل بها ذنوب مائة سنة لغفرت ، فلك لارشادك(٦) إياه مثل ما له » .

٢٨ ـ ( باب جواز التقية في اظهار كلمة الكفر ، كسبّ الانبياء والأئمة عليهم السلام ، والبراءة منهم ، وعدم وجوب التقية في ذلك وان تيقن القتل )

[١٤٠٧١] ١ ـ الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : « قلت : يا رسول الله ، الرجل يؤخذ يريدون عذابه ، قال : يتقي عذابه(١) بما يرضيهم باللسان ويكرهه بالقلب ، قال صلّى الله عليه وآله(٢) : هو قوله تبارك وتعالى : ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ )(٣) » .

[١٤٠٧٢] ٢ ـ الامام الهمام أبو محمد العسكري عليه السلام في تفسيره : « ان سلمان الفارسي رحمه الله ، مرّ بقوم من اليهود ، فسألوه أن يجلس اليهم ويحدثهم بما سمع من محمد صلّى الله عليه وآله في يومه هذا ، فجلس اليهم لحرصه على اسلامهم .

فقال : سمعت محمداً صلّى الله عليه وآله ، يقول : ان الله عز وجل يقول : يا عبادي أوليس من له اليكم حوائج كبار ، لا تجودون بها الا ان يتحمل عليكم باحب الخلق اليكم ، تقضونها كرامة لشفيعهم ، الا فاعلموا ان اكرم

____________________________

(٦) في المصدر : ذلك بإرشادك .

الباب ٢٨

١ ـ الجعفريات ص ١٨٠ .

(١) في المصدر : عذابهم .

(٢) في المصدر زيادة : يا علي .

(٣) النحل ١٦ الآية ١٠٦ .

٢ ـ تفسير الإِمام العسكري عليه السلام ص ٢٤ وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤١٣ ح ٦٣ .

٢٦٩

الخلق عليّ وأفضلهم لدي ، محمد واخوه علي ومن بعده من الأئمة صلوات الله عليهم ، الذين هم الوسائل اليّ .

ألا فليدعني من هَمَّ بحاجة يريد نفعها ، أو دهته داهية يريد كفّ ضررها ، بمحمد وآله الافضلين الطيبين الطاهرين ، اقضها له احسن ما يقضيها من تستشفعون(١) اليه باعز الخلق عليه ، ثم ذكر عليه السلام انهم استهزؤوا به ، وقاموا وضربوه بسياطهم الى ان ملّوا واعيوا ـ الى ان قال ـ فقالوا : يا سلمان ويحك ، أليس محمد صلّى الله عليه وآله قد رخص لك ان تقول كلمة الكفر به بما تعتقد ضده للتقية من اعدائك ؟ فما لك لا تقول ما يفرج عنك للتقية ؟

فقال سلمان : قد رخص لي في ذلك ولم يفرضه علي ، بل اجاز لي ان لا اعطيكم ما تريدون واحتمل مكارهكم ، وجعله افضل المنزلين ، وانا لا اختار غيره ، ثم قاموا اليه بسياطهم وضربوه ضرباً كثيراً وسيلوا دماءه » الخبر .

[١٤٠٧٣] ٣ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن محمد بن عمران المرزباني ، عن محمد بن الحسين ، عن هارون بن عبيد الله ، عن عثمان بن سعيد ، عن أبي يحيى التميمي ، عن كثير ، عن أبي مريم الخولاني ، عن مالك بن ضمرة قال : سمعت علياً أمير المؤمنين عليه السلام ، يقول : « اما انكم معرضون على لعني ودعائي كذّاباً ، فمن لعنني كارهاً مكرهاً يعلم الله انه كان مكرهاً ، وردت انا وهو على محمد صلّى الله عليه وآله معاً .

ومن امسك لسانه فلم يلعنّي ، سبقني كرمية سهم أو لمحة بصر ، ومن لعنني منشرحاً صدره بلعنتي ، فلا حجاب بينه وبين الله(١) ، ولا حجة له عند محمد صلى الله عليه وآله » . . . الخبر .

____________________________

(١) في المصدر : تشفعون .

٣ ـ أمالي المفيد ص ١٢٠ ، وعنه في البحار ج ٣٩ ص ٣٢٣ ح ٢٣ .

(١) جاء في هامش الحجرية ما نصه : « قال في البحار : اي لا يحجبه شيء عن عذاب الله » ويحتمل كون الاصل بين النار مصحف .

٢٧٠

[١٤٠٧٤] ٤ ـ ابراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات : عن يوسف بن كليب ، عن يحيى بن سليمان ، عن أبي مريم الانصاري ، عن محمد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : « خطب عليّ عليه السلام على منبر الكوفة ، فقال : سيعرض عليكم سبي وستذبحون عليه ، فان عرض عليكم سبّي فسبّوني ، وان عرض عليكم البراءة منّي ، فاني على دين محمد صلّى الله عليه وآله ، ولم يقل : فلا تبرؤوا منّي » .

[١٤٠٧٥] ٥ ـ وعن محمد بن المفضل ، عن الحسن بن صالح ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال : « قال عليّ عليه السلام : لتذبحن على سبّي ـ واشار بيده الى حلقة ـ ثم قال : فان امروكم بسبي فسبّوني ، وان امروكم ان تبرؤوا منّي فاني على دين محمد صلّى الله عليه وآله » ولم ينههم عن اظهار البراءة .

[١٤٠٧٦] ٦ ـ الصدوق في اكمال الدين : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد ابن الحسن الصفار ، عن أيوب بن نوح ، عن العباس بن عامر ، عن علي بن ابي سارة ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « ان أبا طالب اظهر الشرك(١) واسر الايمان ، فلما حضرته الوفاة اوحى الله عز وجل الى رسول الله صلّى الله عليه وآله : اخرج منها فليس لك بها ناصر ، فهاجر الى المدينة » .

[١٤٠٧٧] ٧ ـ وفي معاني الاخبار : عن الحسين بن ابراهيم ، وعلي بن عبد الله ، واحمد بن زياد بن جعفر ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « آمن(١) أبو طالب عليه

____________________________

٤ ، ٥ ـ الغارات : لم نجدهما في المصدر المطبوع ، وأخرجهما المجلسي في البحار ج ٣٩ ص ٣٢٥ عن شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٤ ص ١٠٦ عن كتاب الغارات .

٦ ـ كمال الدين ص ١٧٤ ح ٣١ .

(١) في المصدر : الكفر .

٧ ـ معاني الأخبار ص ٢٨٥ .

(١) في المصدر : اسلم .

٢٧١

السلام بحساب الجمل ، وعقد بيده ثلاثة وستين ، ثم قال : ان مثل أبي طالب مثل اصحاب الكهف ، اسرّوا الايمان واظهروا الشرك ، فآتاهم الله اجرهم مرتين » .

[١٤٠٧٨] ٨ ـ القطب الراوندي في قصص الأنبياء : باسناده الى الصدوق ، باسناده الى محمد بن أورمة ، عن الحسن بن محمد الحضرمي ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه ، وذكر اصحاب الكهف فقال : « لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم فافعلوا فعلهم » فقيل له : وما كلفهم قومهم ؟ قال : « كلفوهم الشرك بالله ، فاظهروه لهم واسروا الايمان حتى جاءهم الفرج ، وقال : ان اصحاب الكهف كذبوا فآجرهم الله ـ الى ان قال ـ وقال : ان اصحاب الكهف اسروا الايمان واظهروا(١) الكفر ، فكانوا على اظهارهم الكفر اعظم اجراً منهم على اسرارهم الايمان .

وقال : ما بلغت تقية احد تقية اصحاب الكهف ، وانهم(٢) كانوا ليشدون الزنانير(٣) ، ويشهدون الاعياد ، فأعطاهم الله اجرهم مرتين » .

[١٤٠٧٩] ٩ ـ كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ، يقول : صلوا في مساجدهم ، فاغشوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وقولوا لقومكم ما يعرفون ، ولا تقولوا لهم ما لا يعرفون ، انما كلفوكم من الامر اليسير ، فكيف لو كلفوكم ما كلف أصحاب الكهف قومهم !؟ كلفوهم الشرك بالله العظيم ، فاظهروا لهم الشرك واسروا الايمان حتى جاءهم الفرج ، وانتم لا تكلفون هذا » .

____________________________

٨ ـ قصص الأنبياء ص ٢٦٠ ، وعنه في البحار ج ١٤ ص ٤٢٥ ح ٥ .

(١) في الحجرية : فاظهروا ، وما أثبتناه من المصدر .

(٢) في الحجرية : وان ، وما أثبتناه من المصدر .

(٣) الزنانير : جمع زنار ، وهو ما يشده النصارى واليهود على أوساطهم كالحزام ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٣١٩ ) .

٩ ـ كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي ص ١١٤ .

٢٧٢

[١٤٠٨٠] ١٠ ـ الشيخ المفيد في الاختصاص : عن جعفر بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن علي بن محمد بن عبد الله الخياط ، عن وهب بن حفص الحريري ، عن أبي حسان العجلي ، عن قنوا بنت رشيد الهجري ، قال : قلت لها : اخبريني بما سمعت من أبيك ، قالت : سمعت أبي يقول : حدثني أمير المؤمنين عليه السلام : « يا رشيد ، كيف صبرك إذا ارسل إليك دعيّ بني امية ؟ فقطع يديك ورجليك ولسانك » فقلت : يا أمير المؤمنين ، آخر ذلك الجنة ، قال : « بلى يا رشيد ، انت معي في الدنيا والآخرة » فوالله ما ذهبت الايام حتى ارسل اليه الدعي (١) عبيد الله ابن زياد ، فدعاه الى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام ، فأبى أن يبرأ منه .

فقال له الدعي : فبأي ميتة قال لك تموت ؟ قال : اخبرني خليلي انك تدعوني الى البراءة منه فلا ابرأ منه ، فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني . . . الخبر .

[١٤٠٨١] ١١ ـ الكشي في رجاله : عن العامة بطرق مختلفة ، ان الحجاج بن يوسف قال ذات يوم : احب ان اصيب رجلاً من اصحاب ابي تراب ، فأتقرّب الى الله بدمه ! فقيل له : ما نعلم احداً اطول صحبة لابي تراب من قنبر مولاه ، فبعث في طلبه فاتي به .

فقال له : انت قنبر ، قال : نعم ، قال : أبو همدان ، قال : نعم ، قال : مولى عليّ بن أبي طالب ، قال : الله مولاي ، وأمير المؤمنين علي عليه السلام ولي نعمتي ، قال : ابرأ من دينه ، قال : فاذا برئت من دينه تدلني على دين غيره افضل منه ، قال : اني قاتلك ، فاختر اي قتلة احب اليك .

قال : قد صيرت ذلك اليك ، قال : ولم ؟ قال : لانك لا تقتلني قتلة الا قتلتك مثلها ، ولقد اخبرني امير المؤمنين عليه السلام ، ان ميتتي تكون ذبحاً ظلماً

____________________________

١٠ ـ الإِختصاص ص ٧٧ .

(١) الدعي : المنسوب الى غير أبيه ( لسان العرب ج ١٤ ص ٢٦١ ) .

١١ ـ بل المفيد في إرشاده ص ١٧٣ ، وعنه في البحار ج ٤٢ ص ١٢٦ .

٢٧٣

بغير حق ، قال : فأمر به فذبح .

[١٤٠٨٢] ١٢ ـ عوالي اللآلي : روي ان مسيلمة الكذاب اخذ رجلين من المسلمين ، فقال لأحدهما : ما تقول في محمد ؟ قال : رسول الله صلّى الله عليه وآله ، قال : فما تقول فيّ ؟ قال : أنت أيضاً ، فخلاه وقال للآخر : ما تقول في محمد ؟ قال : رسول الله ، قال : فما تقول فيّ ؟ قال : انا اصم ، فأعاد عليه ثلاثاً فأعاد جوابه الأول فقتله ، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله : فقال : « أما الأول فقد اخذ برخصة الله ، [ وأما الثاني ](١) فقد صدع بالحق فهنيئاً له » .

٢٩ ـ ( باب عدم جواز التقية في الدم )

[١٤٠٨٣] ١ ـ الصدوق في الهداية : عن الصادق عليه السلام ، انه قال : « لو قلت ان تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً ، والتقية في كل شيء حتى يبلغ الدم ، فاذا بلغ الدم فلا تقيّة » .

٣٠ ـ ( باب وجوب كتم الدين عن غير اهله مع التقية )

[١٤٠٨٤] ١ ـ محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة : عن أبي العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم ، عن عيسى ابن هشام الناشري ، عن عبد الله بن جبلة عن(١) سلام بن أبي عميرة ، عن

____________________________

١٢ ـ عوالي اللآلي ج ٢ ص ١٠٤ ح ٢٨٨ .

(١) أثبتناه من المصدر .

الباب ٢٩

١ ـ الهداية ص ٩ .

الباب ٣٠

١ ـ الغيبة للنعماني ص ٣٤ .

(١) في الطبعة الحجرية : « بن » ، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب « راجع معجم رجال الحديث ج ٨ ص ١٧٠ ، ورجال النجاشي ص ١٣٤ » ، وفيهما : سلام بن أبي عمرة لا عميرة .

٢٧٤

معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ،

قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : « [ أتحبون ](٢) أن لا يكذب الله ورسوله !؟ حدّثوا الناس بما يعرفون ، وامسكوا عما ينكرون » .

[١٤٠٨٥] ٢ ـ وعن أبي القاسم الحسين بن محمد البلادري(١) ، عن يوسف بن يعقوب القسطي المقرىء ، عن خلف البزاز ، عن يزيد(٢) بن هارون ، عن حميد الطويل ، قال : سمعت انس بن مالك ، يقول : قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله ، يقول : « لا تحدثوا الناس بما لا يعرفون ، اتحبون ان يكذب الله ورسوله !؟ » .

[١٤٠٨٦] ٣ ـ وعن ابن عقدة ، عن احمد بن يوسف بن يعقوب ، ( عن أبي الحسن ابن كنانة )(١) ، عن اسماعيل بن مهران ، عن الحسن(٢) بن علي بن أبي حمزة ، عن عبد الأعلى بن أعين ، قال : قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام : « يا عبد الأعلى ، ان احتمال امرنا ليس بمعرفته وقبوله .

ان احتمال امرنا هو صونه وسره عمن ليس من اهله ، فاقرأهم السلام ورحمة الله ـ يعني الشيعة ـ وقل : قال لكم : رحم الله عبداً استجر مودة الناس الى نفسه والينا ، بان يظهر لهم ما يعرفون ، ويكف عنهم ما ينكرون » .

[١٤٠٨٧] ٤ ـ وعن عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي ، عن محمد بن جعفر

____________________________

(٢) أثبتناه من المصدر .

٢ ـ الغيبة للنعماني ص ٣٤ .

(١) في المصدر : الباوري .

(٢) في الطبعة الحجرية : « زيد » ، وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب « تهذيب التهذيب ج ١١ ص ٣٦٦ ح ٧١١ » .

٣ ـ المصدر السابق ص ٣٤ ح ٣ .

(١) ليس في المصدر ، والظاهر انه زائد « انظر : معجم رجال الحديث ج ٢ ص ٣٦٦ »

(٢) في الحجرية : « الحسين » وهو تصحيف ، صحته ما أثبتناه من المصدر « انظر : معجم رجال الحديث ج ٥ ص ١٧ » .

٤ ـ المصدر السابق ص ٣٥ .

٢٧٥

القرشي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن غياث ، عن عبد الأعلى بن اعين ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام : « ان احتمال امرنا ليس هو التصديق به والقبول له فقط .

ان من احتمال امرنا ستره وصيانته عن غير أهله ، فاقرأهم السلام ورحمة الله ـ يعني الشيعة ـ وقل لهم : يقول لكم : رحم الله عبداً اجتر مودة الناس اليّ والى نفسه ، فحدثهم(١) بما يعرفون ، وستر(٢) عنهم ما ينكرون ، ثم قال لي : والله ما الناصبة لنا حرباً باشد مؤنة من الناطق علينا بما نكرهه » .

ورواه في دعائم الاسلام(٣) : عن أبي عبد الله عليه السلام ، انه قال لرجل قدم عليه من الكوفة : « ما حال شيعتنا ؟ » فاخبره ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : « ليس احتمال امرنا بالتصديق والقبول فقط ، ان احتمال امرنا ستره وصيانته من غير اهله ، فاقرأهم السلام ، وقل لهم : رحم الله عبداً » وذكر مثله .

[١٤٠٨٨] ٥ ـ وعن محمد بن همام ، عن سهيل ، عن عبد الله بن العلاء المزاري(١) ، عن ادريس بن زياد الكوفي قال : حدّثنا بعض شيوخنا قال : [ قال المفضل ](٢) اخذت بيدك كما اخذ أبو عبد الله عليه السلام بيدي ، وقال لي : « يا مفضل ، ان هذا الامر ليس بالقول فقط ، لا والله حتى يصونه كما صانه الله ، ويشرفه كما شرفه الله ، ويؤدي حقه كما امر الله » .

____________________________

(١) في المصدر : يحدثهم .

(٢) وفيه : يستر .

(٣) دعائم الاسلام ج ١ ص ٦١ .

٥ ـ الغيبة للنعماني ص ٣٧ ح ١١ .

(١) في الحجرية : « المدائني » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ٢٦٠ ) .

(٢) أثبتناه من المصدر .

٢٧٦

[١٤٠٨٩] ٦ ـ وعن ابن عقدة ، عن محمد بن عبد الله (١) ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن صفوان بن يحيى ، عن اسحاق بن عمار ، عن عبد الأعلى ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام ، انه قال : « ليس هذا الأمر معرفته وولايته فقط ، حتى تستره عمن ليس من اهله ، ويحسبكم ان تقولوا ما قلنا وتصمتوا عما صمتنا ، فانكم اذا قلتم ما نقول وسلمتم لنا فيما سكتنا(٢) ، فقد آمنتم بمثل ما آمنا ، وقال الله تعالى :

( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا )(٣) ، قال علي بن الحسين عليهما السلام : حدثوا الناس بما يعرفون ، ولا تحملوهم ما لا يطيقون ، فتغرونهم بنا » .

[١٤٠٩٠] ٧ ـ الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول : عن جعفر بن محمد عليهما السلام ، انه قال لابي جعفر محمد بن النعمان : « يابن النعمان ، لا يكون العبد مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث سنن :

سنّة من الله ، وسنّة من رسوله ، وسنّة من الامام ، فاما السنة من الله جلّ وعز ، فهو ان يكون كتوماً للاسرار ، يقول الله جلّ ذكره : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا )(١) » . الخبر .

[١٤٠٩١] ٨ ـ أبو علي في أماليه : عن أبيه ، عن المفيد ، عن جعفر بن محمد بن قولويه ، عن أبي علي محمد بن همام الاسكافي ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن احمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن حديد ، عن

____________________________

٦ ـ الغيبة للنعماني ص ٣٥ .

(١) في المصدر : جعفر بن عبد الله ، ولعله الصواب راجع ( جامع الرواة ج ١ ص ١٥٣ ، ومعجم رجال الحديث ج ٤ ص ٧٥ ) .

(٢) في المصدر زيادة : عنه .

(٣) البقرة ٢ الآية ١٣٧ .

٧ ـ تحف العقول ص ٢٣٠ .

(١) الجن ٧٢ الآية ٢٦ .

٨ ـ أمالي الطوسي ج ١ ص ٨٤ .

٢٧٧

ابن عميرة ، عن مدرك بن زهير(١) قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام : « يا مدرك ، امرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله .

اقرأ اصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته ، وقل لهم : رحم الله امرءاً اجتر مودة الناس الينا ، فحدّثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون » .

[١٤٠٩٢] ٩ ـ الشيخ المفيد في أماليه : عن أبي بكر الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن علي بن ( الحسن التيملي )(١) قال : وجدت في كتاب أبي ، حدثني محمد بن مسلم الاشجعي ، عن محمد بن نوفل بن عائذ(٢) الصيرفي قال : كنت عند الهيثم بن حبيب الصيرفي ، اذ دخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، فذكر امير المؤمنين عليه السلام ، ودار بيننا كلام في الغدير ، ـ الى ان قال ـ وكان معنا في السوق ( حبيب بن نزار بن حيان )(٣) ، فجاء الى الهيثم ، وذكر كلاماً له ـ الى ان قال ـ فحججنا بعد ذلك ومعنا حبيب ، فدخلنا على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام ، فسلّمنا عليه ، فقال له حبيب : ياابا عبد الله ، كان من الامر كذا وكذا ، فتبيّن الكراهية في وجه أبي عبد الله عليه السلام ، فقال حبيب : هذا محمد بن نوفل حضر ذلك .

فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « اي حبيب كفَّ ، خالقوا الناس باخلاقهم ، وخالفوهم باعمالهم ، فان لكل امرىء ما اكتسب ، وهو يوم القيامة

____________________________

(١) في الحجرية : « الهزهاز » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ١٠٧ ) .

٩ ـ أمالي المفيد ص ٢٦ .

(١) في الحجرية : « الحسين التميمي » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٣٣٨ ) .

(٢) في الحجرية : « عامد » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١٧ ص ٣٠٦ ) .

(٣) في الحجرية : « حبيب بن برار بن حسان » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٢٢٧ ) .

٢٧٨

مع من احب ، لا تحملوا الناس عليكم وعلينا ، وادخلوا في دهماء(٤) الناس ، فان لنا اياماً ودولة يأتي بها الله اذا شاء ، فسكت حبيب فقال : افهمت يا حبيب ؟ لا تخالفوا امري فتندموا » قال : لن اخالف امرك . . الخبر .

٣١ ـ ( باب تحريم تسمية المهدي وسائر الأئمة عليهم السلام وذكرهم وقت التقية ، وجواز ذلك مع عدم الخوف ، الا المهدي عليه السلام فانه لا يسمى باسمه الى وقت الظهور )

[١٤٠٩٣] ١ ـ الشيخ الثقة الجليل فضل بن شاذان في كتاب الغيبة : حدثنا محمد بن الحسن الواسطي رضي الله عنه قال : حدّثنا زفر بن الهذيل قال : حدّثنا سليمان ابن مهران الاعمش قال : حدثنا مورق قال : حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخل جندل بن جنادة الأنصاري على رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال : يا محمد ، اخبرني عما ليس لله ، وعما ليس عند الله ـ الى ان قال ـ رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران عليه السلام ، فقال لي : يا جندل اسلم على يد محمد صلّى الله عليه وآله واستمسك بالأوصياء من بعده .

فقد اسلمت ورزقني الله ذلك ، فاخبرني بالأوصياء بعدك لاستمسك بهم ، فقال صلّى الله عليه وآله : « يا جندل ، أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ، وساق صلّى الله عليه وآله الحديث الى ان قال : فاذا انقضت مدة عليّ عليه السلام ، قام بالامر بعده الحسن عليه السلام يدعى بالزكي ، ثم يغيب عن الناس امامهم » .

قال : يا رسول الله يغيب الحسن منهم ، قال : « لا ، ولكن ابنه الحجة يغيب عنهم غيبة طويلة » قال : يا رسول الله ، فما اسمه ؟ قال : « لا يسمى حتى

____________________________

(٤) دهماء الناس : جماعتهم ( لسان العرب « دهم » ج ١٢ ص ٢١٢ ) .

الباب ٣١

١ ـ الغيبة للفضل بن شاذان :

٢٧٩

يظهره الله تعالى » . . الخبر .

ورواه الخزاز في كفاية الأثر(١) ، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، عن أبي مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان المقرىء ، عن أبي بكر محمد ابن عبد الله بن ابراهيم ، عن محمد بن حماد ، عن عيسى بن ابراهيم ، عن الحارث ابن نبهان ، عن عيسى بن يقظان ، عن أبي سعيد ، عن مكحول ، عن واثلة بن الاسقع ، عن جابر ، مثله .

[١٤٠٩٤] ٢ ـ وعن سهل بن زياد الادمي ، عن عبد العظيم الحسني سلام الله عليه ، انه قال : دخلت على سيدي عليّ بن محمد عليهما السلام ، فلما بصر بي قال لي : « مرحباً بك ياابا القاسم ، انت ولينا حقاً » فقلت له : يابن رسول الله ، اني اريد ان اعرض عليك ديني ، فان كان مرضياً ثبتّ عليه حتى القى الله عز وجل ، قال : « فهات ياابا القاسم » .

فقلت : اني أقول . . الى ان بلغ في ذكر الائمة عليهم السلام ، وقال : ثم انت يا مولاي ، فقال عليه السلام : « ومن بعدي الحسن ابني ، فكيف للناس بالخلف من بعده !؟ » قال : فقلت : وكيف ذلك يا مولاي ؟ فقال : « لأنه لا يرى شخصه ، ولا يحل ذكره باسمه ، حتى يخرج فيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً » ـ الى أن قال ـ فقال علي بن محمد عليهما السلام : « هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه » . . الخبر .

[١٤٠٩٥] ٣ ـ وقال : حدّثنا محمد بن عبد الجبار رضي الله عنه قال : قلت لسيدي الحسن بن علي عليهما السلام : يابن رسول الله ـ جعلت فداك ـ احب ان اعلم من الامام وحجة الله على عباده من بعدك ؟ قال : « ان الامام والحجة بعدي ابني ، سميّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وكنيّه ، الذي هو خاتم حجج الله

____________________________

(١) كفاية الأثر ص ٥٦ .

٢ ـ الغيبة للفضل بن شاذان .

٣ ـ المصدر السابق .

٢٨٠